عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-2018, 02:11 AM رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
عادل عبد القادر
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم
مسابقة شاعر/ شاعرة الوهج 2011
مصر

الصورة الرمزية عادل عبد القادر

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عادل عبد القادر غير متواجد حالياً


افتراضي رد: البنية الايقاعية لمختارات فينيقية

نعم هى سنة الحياة و هو القدر
يحيلنا من بعد قوة ضعغا
و من حياة الى موت
و من أولى عزم الى رميم
فلا نملك الا ما قاله شاعرنا

عبد الهادى القادود / اقرأ علينا الفاتحة ..


يتملكنى شجن حين قراءة هذا العنوان
فها هم الاحياء و قد حيط بهم
حتى عدوا انفسهم من الاموات
و قد ادهشنى الايقاع اللا ارادى
بهذا المنحنى الاضمحلالى
بدءا من حرف القاف القوى
مرورا بحرف العين المتوسط
ثم انتهاءا بحرف الحاء الاضعف
هذا الاضمحلال الايقاعى
هو نفسه الاضمحلال الحيوى
الذى ينتهى بالتوقف عن الحياة
و هو نفس ما يشعر به الشاعر
من قنوط و اضمحلال حماسى
و ادى الى طلبه الترحم و الفاتحة
أما سبب اختيار (ح ع ق) دون بقية حروف العنوان
فسيتضح لاحقا

يا سيدي ..
.
ارحل على كف الغروبِ

فلا شروق اليوم يصهل فاتحا كفيه

يقلع عتمة الوهن المحنطِ فوق أدمغة الغياب ِ


ولا حروف النصر باتت في دياري صادحةْ..

( هنا استهلال بالنداء مع الاصاته بالياء فى كلمة (سيدى)
مما يعطى ايقاعا استهلاليا
و الشاعر اعتمد بحر الكامل متفاعلن/مستفعلن
وزنا للنص و الحاء قافية متحركة
و نلاحظ التضاد فى شروق/غروب
و الجناس فى الغروب/الغياب
و التدوير المسبب للتضمين فى كامل الفقرة
لاثراء الايقاع الداخلى
و نلاحظ تكرار الحاء 5 مرات
و العين 3 مرات
و القاف 3 مرات
مما يفيد ميل الايقاع الى الحالة النفسية الاضعف )


يا سيدي ..

ماذا أسجل في حضور الحافلات بلهفتي

والنار باتت في ثياب الثأر تجري كالكلاب النابحة ْ ..


( على نفس الوتيرة من حيث النداء
و التدوير المسبب للتضمين
و اختفاء القاف و العين
و ظهور الحاء 3 مرات
و هو المقطع الاكثر رقة و وهناً بالنص )

يا سيدي ..

الحبر قد هجر اليراع َ

ولم يعد في حومة الراعي ربيعٌ يحتوي ظمأ الخرافِ

على ضفاف الماءِ

تنمو رعشةُ العطشِ المشلشل من عيون البائسينَ

ويحبل الميناء بالأصداءِ

علّ الصرخة الأخرى تعيد عقارب الزمن المكبل بالعقيقِ

وتعتق الصبح المطوق بالسنابل والأماني الجانحة ْ..


( نفس الوتيرة ايضا من حيث النداء
و التدوير المسبب للتضمين فى كامل الفقرة
و تكررت الحاء 6 مرات
و العين 12 مرة
و القاف 6 مرات
مما يفيد ميل الايقاع الى الحالة النفسية الاوسط )



يا سيدي...

لا زلت أدفع قاربي فوق السطورِ

لعله ..

من حضن قافية المكانِ يعود بالفكر السمينِ

وبالحروف الرابحةْ ...


يا سيدي ...

اقرأ علينا الفاتحةْ..


( نفس الانتظام فى الايقاع
دلالة على ان الشاعر يكتب تحت سيطرة نفسية ثابتة متزنة
و تساوى ظهور ق ع ح
لاربع مرات )

لماذا ق ع ح ؟

هناك حرف قوى الشخصية يؤثر فى المصدر أينما حل
سواء جاء فى اوله او وسطه او اخره
و هناك متوسط الشخصية و ضعيفها
و القاف قوى الشخصية و العين متوسط و الحاء ضعيف الشخصية
و كمثال للقاف القوى الشخصية
فى اول المصدر : قطع/قصم/قدّ/قَلَب/قَبَر
فى وسط المصدر : ثقَبَ/فقأ/عقر/حقد/سقط
فى اخر المصدر : شنق/حرق/فتق/شقّ/خرق
و كلها مصحوبة بالقوة
و كمثال للحاء الضعيف الشخصية
فى اول المصدر : حرق/حفر/حزم/حال/حمل
فى وسط المصدر : نحر/قحط/محا/طحن/سحق
فى اخر المصدر : ذبح/كبح/جمح/صفح/لفح
و كلها مصحوبة بالقوة و الشدة
على الرغم من كونه ارق الحروف و هو حريرها الناعم
و من ينكر البحة اللذيذة التى يتفرد بها الحاء
فى ليالى الطرب و الغناء ؟

الخلاصة : بفطرته الشاعرة و سليقته المتأصلة رسم لنا الشاعر المنحنى النفسى الاضمحلالى
من القوى للمتوسط حتى انتهى للاضعف
متكئاً على شخصية الحرف و وقعه و ايقاعه
فجاء الايقاع مطابقا للحالة النفسية التى وصلت بالشاعر
- من بعد ان كان -
الى رجاء المتلقى (سيدى) ان يترحم عليه و على ما كان منه






  رد مع اقتباس
/