عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2020, 11:27 AM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: النافذة / عايده بدر / القصة الفائزة بالمركز الأول لشهر اكتوبر 2018

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايده بدر مشاهدة المشاركة
النافذة

خلف النافذة كان يقف بامتداد الساعات لا يسأم ولا يضنيه التعب ... كلما تذكر وهو في صميم مشاغله اليومية، وأعباء وظيفته الهامشية أنه سيعود للبيت، وسيقف خلف النافذة ، كان يشحذ همته لينهي عمله سريعا، أو يلقي بدفاتر الأعمال على مكاتب الزملاء ، يريد أن ينهي يومه سريعا فالنافذة بانتظاره. لم تعد الوحدة تسكن معه، طلقها بعد شهور قليلة منذ انتقاله لهذا البيت ، وماذا كانت تعني الوحدة، غير هذا البرد الذي يحيط جدرانه ويلون بالشحوب أيامه.
جت
أما الآن فلم يعد يشغل نفسه كثيرا بهذا التساؤل .. ليذهب من يريد ، المهم الآن أن لديه هذه النافذة .. ينظر إليها بعشق وتلهف ؛ يحتضن النافذة بكلتا يديه و يناجيها : أين كنتِ من زمن أيتها الرائعة ،لن تتركيني أنتِ أيضا وترحلين....
خلف النافذة عالم آخر يأتيه من بعيد عطرها ، جسدها ذلك الغض الذي يحمل تفاصيل طفولة مودعة، ويفتح باب أنوثة واعدة بالكثير ، موسيقاها التي تتراقص عليها، ويحمل الأثير أنغامها إليه، ألوان ملابسها و قصة شعرها ، أصدقائها ، أبويها ، تفاصيل حياتها .... هي لا تراه فكلما همت بالخروج إلى شرفتها ابتعد متوارياً حتى تعود لغرفتها فيعود هو إلى النافذة التي لم يفتحها يوما بل ظلت منذ حل بالبيت مواربة لا تغلق ولا تفتح.
بات الطعام الآن يشاركه الاطلاع على تفاصيلها ، يرتدي ملابسه بجوار النافذة ، يتحمم سريعا ويخرج ليلحق بالنافذة ، لا يعترف بوجود جيران آخرين غير تلك الشرفة هناك، شرفتها ... لذلك لم يكن يعير دقاتهم على بابه أي اهتمام ... كان يحب القراءة و الاطلاع لكن لماذا يضيع وقته الآن في ذلك الأمر، والنافذة تحمل له ما يريد، دوائر الحياة التي يحياها اقتصرت على هذه النافذة وذلك الباب، يخرج منه لعمله، و يعود بأسرع ما يمكنه .

هذا اليوم ظل وقتا طويلا ينتظر خلف النافذة بعد عودته من عمله، حتى كلت قدماه فجلس على كرسيه المعتاد، وهو يسرد للنافذة تفاصيل يومه، وارهاقه البادي على ملامحه الأربعينية ، وعيناه مثبتتان هناك على شرفتها التي لا تغلقها ، الوقت يمر اليوم طويلا ... والساعات تلضم بعضها بعضا ، وعيناه هناك مثبتتان خلف النافذة ، مرّ يوم ، يومان ، ثلاثة ، وبدأ عطره يتسرب إلى من حوله من الجيران، فهرعوا لدق بابه، لكنه كان هناك مثبتاً خلف النافذة ، بدؤوا يكسرون الباب ، يحاولون انتزاع يديه، وهي تحتضن النافذة التي تفتح لأول مرة ، تتعالى الأصوات الخارجة من النافذة، فتنظر الفتاة نحوها بكل أسى ....

عايده بدر
5-9-2014



ربما أحبها إلى درجة كانت سببا في موته؛ لكن هذه الشخصية
غير مستقرة وأفعالها غير سوية. تشكل الوحدة في حياته هاجسا
عليه مواجهته ... موت والدته صار طبيعيا مع الأيامأمه التي لحقت بوالده
حتى زوجته فرت بعد شهور قليلة من زواجهما...كل هذا يمهد للتدقيق وعبر
عدسة أكثر دقة بأن الشخصيية هنا (مأزومة) وتعاني من مشاكل نفسية كثيرة.



{{ليس مهما الآن فقد ذهبت الوحدة إلى من يطلبها ربما لحقت بروح أمه التي تركته وحيداً، وانتقلت لجوار أبيه في عالم سماوي بعيد ، أو ربما لحقت بزوجته التي فرت تاركة إياه بعد شهور قليلة من زواجهما، وادعت أن به مساً من الجنون ولا يصلح لمعاشرة بني البشر.. كان دائم التساؤل بينه وبين نفسه؛ لماذا يخونه الجميع ويتركوه وحيدا ؟}}


لديه قناعة بخيانة الجميع له والوحدة التي تلاحقه بدأ يتمرد
عليها من خلال ( النافذة) التي تطل على شرفة لفتاة لا تعلم
عنه شيئا رغم أنها صارت اهتمامه الوحيد.

الحبك كان رائعا والسرد آسر ..اللغة قوية رغم سلاستها
والقفلة موفقة متقنة ..وصف نتج عنه هذا الرصف المتين
ولحظات تشويق منتقاة بعناية..تصوير متقن لصور المشاهد
التي تجبر على متابعتها بشكل دقيق.


الأديبة المكرمة عايدة بدر

مبارك فوز قصتكم بالمركز الأول ..فعلا القصة تستحق
وأنتم تستحقون الشكر على هذا الإبداع والإمتاع .
بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/