۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - نبضات على كوبري قصر النيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2015, 06:32 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
سلوى حماد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية سلوى حماد

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

سلوى حماد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات على كوبري قصر النيل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منوبية كامل الغضباني (دعد) مشاهدة المشاركة
صديقتي الرّائعة سلوى
قرأت هذا النّص المائز الذي كتبته في سفرك الى أم الدّنيا مصر وكم أحسست بأوتار نفسك يا صديقتي تتضمّخ بالنّفحات العطرة لترسل في الكتابة عفويتها وما طفح به الوجدان .
فالسّفر يا سلوى مطهّر للنّفوس تنصهر فيه متاعبها وبعض ما ضجّ فيها وعربد من رتابة وملل.
يمنحنا متعة ولذّة ننقلها الى محاصيل الحرف بالكتابة ...
وقد كان قرارك للسّفر معقودا بشفافيّة روحك النابضة التّواقة للتّجدّ
قررت السفر لإنني نويت غسل دماغي من كل شيئ ..لا صحف ولا مجلات ولا فضائيات..ولا وسيلة من وسائل التواصل والاتصال ما عدا هاتف بشريحة بكرلا يعلم رقمها أحد حتى أنا استخدمها للحالات الطارئة فقط...أردت أن أؤثث لذاكرة بكر لا تصلح لأن تكون محطة استكشافية ولم تطالها بعد النوبات القلبية..

وكم وجدتني أبحر وأتوغّل في مسارب نصّك وفي عمقه حيث رأيت فيه لوحات متشّحة بالشّجن تارة وبالأمل طورا
وكم أنصت فيه الى هذا الإرتداد العنيف للحب حتى كأنّ السّفر والتّجوال في المدن يهيئ قلوبنا لترديد صداها ....فتهزّ الجذور والأعصاب وهو ما عبّرت عنه بإتقان واقتدار في نصّك في هذا المقطع

كان فصل الربيع يزهر فينا فيسقى جفاف القلب وفجأة زار التصحر واحة مشاعرنا فهدأت نبضات القلب المجنونة وصمت الهاتف صمت القبور..وهذا جعلني اتساءل اذا ما كان هناك تاريخ صلاحية للحب..وهل هناك يوم محدد لإنتهاء الصلاحية وإن وٌجد يا ترى اين مكتوب؟ هل هو على جدران القلب أم في أعمق نقطة في الروح....يا ترى ماذا لو عرف كل المحبين تاريخ انتهاء صلاحية حكايتهم..كيف كانوا سيتصرفون؟


فالحب يا سلوى حبيبتي تنعشه ارتعاشة الأنواروالأضواء ويقيني أنّ الطبيعة لا تخلد إلاّ إذاحطّت بتجلياتها ووشيها على قلوبنا في مشهد يستبدّ بالوجدان ....وإذا بالذّكرى تضفر جدائل الحكاية من عطاء الطّبيعة ...
.فعلت ذلك لآخذ شهيقاً عميقاً ليبعث الدفء في أوصالي المرتجفة وحتى أستحضرك أكثر حملقت في صفحة مياه النيل ورأيتك تطل وتبتسم تلك الابتسامة الواثقة الماكرة التى كانت تثير غضبي وشغفي بك في آن واحد...

فكلّ شيئ جميل يا سلوى....فالعناق عفيف لأنّه على مشهد من السّماء ....

.لمحت بعض المحبين يسيرون وأيديهم متشابكة يتحدثون وشوشة ..ويسيرون بحيوية تعلو أصواتهم فجأة وتخفت فجأة ربما لاختطاف قبلة سريعة.. غضضت بصري حتى لا أنغص عليهم خصوصيتهم بفضولي اللامقصود...
فالتقاطك لمشهد المحبين هو تفتيش في نفوسنا في جميع أدوار حياتنا
في الرجاء كما في القنوط
في الحبّ كما في اللاّحب
في توهّج الرّوح كما في خمولها
في اخضرار القلوب كما في يبسها
صديقتي الرّائعة سلوى السّفر هو جوّنا وعالمنا الفسيح
تتكيّف فيه احساساتنا بتكيّف ما نتقلّب فيه ...هو قيتارة نعزف على أوتارها بعضا ممّا علق فينا
وقد رأيتك يا سلوى في هذا السّفر
تحنانا
ومناجاة
وهزج روح

فقد أعطيتنا من خلال هذا النّص أشهى وارقى وانبل الاحاسيس
فضمّة فلّ وياسمين لروحك الحالمة في عبق أريجها ونقاوتها.
فأروع النّصوص هي التي نكتبها ونحن في سفرورحلة ....
فالكتابة تخضع لتجلّ لوعي انقطع عن مشاغل ورتابة وروتين نعيشه..
وكم عكس نصّك هذا جمال روحك وشاعريتها المستفيضة
لك تقديري وانبهاري بما كتبت .
منوبية الغالية..

قبل أن أبدأ أطلب منك السماح على تأخري في ردي على هذه القراءة الثمينة ..

غاليتي منوبية ..لقد تابعتِ الكثير من نصوصي وأنا على ثقة بأنك قادرة على توصيف النص من حيث مصداقيته وتلقائيته بكل إنصاف..

بلا شك يا منوبية السفر محطة مهمة في حياتنا لأنه يمنحنا فرصة لتحديد مكاننا في المشهد وتحديد مكاننا في قلوب من يهمنا أمرهم..بالإضافة الى كسر الرتابة كما تفضلت وضخ دم جديد في عروقنا..

منوبية الغالية صدقيني تنفتح شهيتي على الكتابة في سفراتي وغالباً ما أعود محملة بقصصات عديدة دونت عليها كل ما التقطته عيناي وما سخت به مشاعري..

في حياتنا الواقعية نمر بالمد تارة وبالجزر تارة أخرى أي أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة..أحياناً يتلبسنا الشجن وأحياناً نتشبث ببصيص أمل يرسم لنا لوحة مستقبلية غاية في التفاؤل..وهذا ينعكس على كتاباتنا..

نعم غاليتي منوبية للطبيعة تأثيرها السحري على مشاعرنا وحالاتنا الوجدانية بلا شك لأننا جزء من الطبيعة...ولذلك تبقى مشاعرنا صاعدة هابطة على مقياس الطبيعة بفصولها الأربعة..

ما أجمل النص الذي يلامس ذائقة راقية كذائقتك منوبية الغالية..قلت لك مراراً بأنك قارئة متميزة ..تقرأ النص بحرفية عالية وذائقةفريدة ..تزورين الكلمات كلمة كلمة وتولين كل منها عناية فائقة..توغلين في مجاهل النص متسلحة بلغة قوية قادرة على وصف مفاصله توصيفاً دقيقاً..

لك حفنة من الياسمين أنثرها أمامك تعبيراً عن امتناني الكبير لهذه القراءة الرائعة التي تفوقت على النص وأضافت له الكثير..لا عدمت حضورك البهي ..

محبة لا تبور...

سلوى حماد






  رد مع اقتباس
/