عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-2017, 02:33 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثريا نبوي غير متواجد حالياً


افتراضي على بيادرِ الشجَنْ

على بيادرِ الشجَنْ

لِجُرحِنا الحافي على مَدارجِ الأشواكِ واليَبابْ
في ضوءِ قِنديلٍ ضريرٍ مِن سَنا زيتونةٍ
عُصِرَت على شرَفِ الغيابْ؛
رِسالةٌ مِن بينِ أرتالِ الرَّغامِ؛ والنَّشيجِ
والشرايينِ التي تَكَفَّلتْ بحُمْرةِ الخِضابْ:
يجتاحُنا حنينُنا.. تُطِلُّ مِن جروحِنا أشواقُنا العِذابْ
فنمتطي الخروجَ عن قُدسيةِ السَّرابْ
ونُشهِرُ الهِجاءْ
لحرفِ بحرِكَ العُبابْ
والموجُ حين يقرأُ البحارَ يصطلي بقُبلةِ الرمالْ
ومَغرِقِ الشموسِ في متاهةِ الفِراقِ والسؤالْ
ودَمعةِ الغروبِ تشتكي تعَنُّتَ الآصالْ
وحُرقَةِ القلوبِ حينَ يُغلَقُ الكتابْ
***
يا جُرحَنا الرَّحَّالْ
- مِن شاطئٍ لشاطئٍ- والمِلحُ في جَفنيْهِ حيٌّ لم يَذُبْ
الجَزْرُ فيكَ للرِّضا والمَدُّ فيكَ للغضبْ
أحلامُنا منشورةٌ على صَوارٍ مِن صَخَبْ
وأنتَ سِفرُ الِاغتِرابْ
تَرنو العيونُ؛ والمَدى مُسيَّجٌ بالنارِ والصبَّارِ والمِحَنْ
فَتُشْرِقُ الذِّكْرى فُتوحًا؛ يَمَّحي ظِلُّ الوَهَنْ
ومِن نوافذِ العيونِ تلتقي إطلالةُ السنابلِ اليتيمةْ
على بيادرِ الشجنْ
والسِّنْدِيانِ قائمًا يُسَيِّجُ الغِيابْ.
والقلبُ زهرةٌ تصوَّحَت لطيمةْ
ولم تَزَلْ
أُرجوزةُ البَوحِ التي غَدَت تهُبُّ نِسمَةً مع الشبابْ؛
تُعانِقُ الأثيرَ باضطرابْ
وتعتلي ذؤابةَ المشيبِ والضبابْ
***
يا صرخةَ الميلادِ يبتدي بها شهْقاتِهِ الوليدْ
-إذْ لامسَت نقيَّةً غُبارَ صَدِّكَ العنيدْ-
وحينَ شبَّ مِثلَنا، ضمَّ الفؤادُ جَمرَ حبِّكَ الفريدْ
(سِيزيفُ) بعدُ لم يزَلْ حيًّا على أنفاسِنا يُغيرْ
ولم تزَلْ تؤرِّقُ السُّفوحَ صخرةُ التطهيرْ
والسُّنبُلُ الصَّادي رَنا لغيمِكَ الأسيرْ
ومِن عُيونِهِ تقاطرت لآلئُ العِتابْ
***
صحراءَنا المُدلَّلةْ
يا خارِجَ المُساءلةْ
آهٍ .. وألْفٌ مثلُها بين الرمالِ ماثِلةْ
في الليلِ تمضي القافلةْ
والريحُ تعوي في انتظارِ الزلزلَةْ
تجتثُّ مِن خيامِنا الأوتادَ واليقينْ
لكننا نحدوكَ واقفينَ عند جَبهةِ العرينْ
على دمٍ مُسَهَّدٍ مُريدْ
ينضو ارتعاشةَ الوريدْ
ويلبَسُ الرَّدَى مُطرَّزًا بوردةِ ابتسامةِ الشهيدْ
***
أشْمَتَّ فيَّ عاذِلي
والحُبُّ فيكَ قاتلي
والشوقُ باتَ نادِلي
يُهدي سُلافاتِ العَذابْ
متى تعودُ يا وطنْ
إلى عريشةِ السَّمَرْ
لكي تُنازعَ القمرْ
غُلالَةً خُيوطُها مِنْ فِضَّةِ الإيابْ

25/9/2012
:
مُتَفَاعلن وجوازاتُها

:
مِن ديوان: العُصفورِ الذي نَسِي






  رد مع اقتباس
/