.... فقلت لها : ... المكرمة الغالية الاستاذة...... البداية بصباحك الجميل والانتهاء به مع مضمون الرسالة ... كقبر تحوطه الزهور ويثوي بداخله عفنُ دفينٌ لا ضير هذا الكلام سمعته مرارا ولكنه هنا لم يرقني منك على نحو خاص لمعرفتي الجيدة بك ... واما مضمون الرسالة فما هو إلا كلام سبهْلَل مكرور ، وشخصانية للأمور تبدو احتيالا مزريا لا يليق ، ولا تنطلي توابعه على من اشتمَّ روائح العلم، ومايز بين الحقيقة والعلم ... تمنيت لو ارى في وصمك لمخالفيك جديدا ؛ حتى أقرأ وأفهم - إن كان في عقلي المأخوذ بقية فهم بعد هذا الجهل الذي نسبتينني- بغرور - إليه ... هي إذن تلافيق سمجة ، يورثها الغافلون السابقون للاحقين الساهين اللاهين ؛ فيرددونها ببغاوية فجة مضحكة، دون عقل يهدي، او وعي يكُفّ ، ثم يتعالون في زهو متصنع ، واستعلاء منكّس..*** (أتواصوا به بل هم قوم عادون ..) وكنت اعيذك ان تقبعي في خانة التلاميذ الذين يقتصر دورهم على ترديد كلام ( الأبلة او المِس ) وكم تمنيتك أيضا لو تنئين - ببعض عقل وحكمة - عن تلك الرزية التى انطرح فيها من لا خلاق لهم ولا ملاك ؛ وتتناولين الامر بعيدا عن هذه التهمة السخيفة المتكررة المضحكة (سابقة التجهيز) ، وما يستتبعها عادة من سماجة في القول ، وقبح في التناول .. وازدراء فج بكل مخالف ، ووصمه بالعجز وسوء الإدراك.، ونسبته إلى حنادس الجهل .. ولقد كان والله أولى بمن يورد مثل هذا الهُجر والبُجر*** الصبر على مر التعلم ، ريثما يفهم ويشب عن طوق النزق، ويدرك حرمات لغته التي يرطن بها، كعلج صفيق ... حذرا من التلبس بهذه البليّة التي تعملقت على يد اقزام بغام طغام*** لئام.. يحُكُّون - زعموا - بيافوخهم اديم السماء ... (عدم تذوق هذا الزبد).. من المؤسف جدا ان تنافحي بهكذا نمط سيئ عمن -بسوءاتهم - ينالون من العربية وشيوخها وارباب بيانها وادبها.... وهؤلاد - أعني غالب من تعنين - عند أولى النهى والبصائر؛ في عداد الهلكى والمتروكين ، بادي الرأي ، اراذل الأدب ، مخنثي الهمة... أولئك الذين يجابهون بتنكر فاضح، منابع الكلم، واصالة البيان، ومعاجم اللغة التي تأبى - حتى الآن - ان تعترف بهذا اللون المزري من الكتابة او الكأبة ... وهي إلى التخريب أقرب منه للتجريب ... ولكن لا ضير .. فالخرز اللامع دائما اكثر بريقا من عيدان التبر الخالص والعملة الرديئة - اقتصاديا - تطرد العملات الجيدة من السوق ... وما أكثر الرديء المنتفش في زماننا .. بل ( وما اكثر الناس - ولو حرصت - بمؤمنين !!) الأستاذة القديرة المكرمة .. كيف ترضين لنفسك أن تكوني هكذا ...! تندفعين لرص الكلام بغير روية هكذا خشاش كرأس الحية المتوهج (1).. وتوردين تهمك القديمة - الجديدة بأسمال من الكلام بالية وأطمار من المعاني خَلِقة.. وبطرح رتيب كئيب مضحك ، يُنَشّطه أحيانا داعي النيل من الآخرين ( الجاهلين باللغة ) من أمثالي ، والانقضاض على معارفهم مهما بدت معقوليتها ، ونسبتهم إلى ضيق العقل، وقبح التناول، وعقم الفهم ؛ لحداثة غبية لبؤة مزركشة لا بأس فهذا ايضا دليل افلاس وانتكاس وارتكاس ، يؤيد - وبقوة محكمة - ما يراه الأصوليون (الأوفياء الامناء ) من فساد هذا المذهب الآبق، وتلف ذوق معتنقيه من الشراذم البغاث الغشام، الذين طَمّ بهم الوادي ، وقعدوا كلَّ مرصد من الرائح والغادي. هذه الهلامية الغبية الدنيّة التي عنها تدفعين .. زئبقيةٌ مجون ، ولعوب مهترئة ، تأبى ان تتشكل او تتجسد ؛ حتى لا يحدها معيار ضابط، أو تفِيء إلى أصل حاكم .. وهذا أصل ماهيتها وقطب رحاها.. ولعل تهمتك لي ( ضيق عطني عن فهمها) ، هو جهل منك بماهية ما عنه تنافحين .. إذ الأصل في هذا اللون التافه أن يُشْكَل فهمه، ولا يصفو كدره*** في عين رائيه أبدا .. لأنه متى فُهِم على نحو ما؛ تلف غرضه؛ وانجابت عنه ماهيته؛ وبقى رقُوما واضحة لا قيمة لها ولا قدر .. أَوْطأْتُم اهليكم العَشْوَة ، وأردتّموهم على الحَسَكَ والسعدان .. حمّلْتمُوهم وزر قوم ضاليين مجرمين منفلتين من كل آصرة ... وانحنيتم باستجداء واستخذاء فاضح أمام لحن عدوكم الذي سامكم خسفا ومسخا ولم يأْلكم خَبَالا .. ترتعشون على أوتاره .. وترتعشون مع أوضاره، كالذي تتخبطه الشياطين من المس.. وتصممون ألحانكم الكئيبة على مقاس نوتته التي استدناكم في سطورها، وجعلكم فيها ركاما يغشاه ركام من فوقه ركام.. ********* ***