بين عناقٍ وانعتاقٍ لم تنتبه له الشجرةُ مع الريحِ أنَّ هناكَ ما ستفقدهُ العصفورةُ الصغيرة حيثُ عشُّها الذي تبعثرَ في نطاقِ العناق ! يا لعناقٍ مليءٍ بالتناقضاتِ والمفارقات تماماً كمثلِ من يُحيي وهو في الحقيقة يُميتُ .
منْ كان يظنُّ أنَّ في هذا العناقِ حكايةَ انعتاقٍ تعلمتْ منه العصفورةُ كيف تبني فوق كلِّ شجرةٍ عُشاً تأوي إليه . لم يعدْ حنينها لأولِ منزلِ فقد خلقتْ لها منازلَ بلا عددِ . تصور لو بقيتِ الأشجارُ بلا أعشاشها ، تصورْ وحدتها الهزليةَ حين ترى نفسها خاويةً في فضائها الشاسعِ !
هكذا استبدلتْ تاريخها بتاريخٍ أكمل ، وتخلّصتْ من وجعها المُنتقم بكلِّ مراراتهِ المُختزنة . بالرغم من الريح ومواعيد الشجرة واتفاقياتها بقيتِ العصفورة بين عناقينِ : اصلاح ما افسدته العلاقةُ المُتسلطةُ بإحكامٍ أُسطوريٍّ وحسمُ الصورةِ في إطارها الأخيرِ كي تبقى مُعلقةً على صدر الله !
نعيمة زيد ، أشكركِ لأني كنتُ هنا مع حكايتي والأجنحةِ الطائرة في حضورِ الشجر !
محبتي وتقديري