عرض مشاركة واحدة
قديم 28-05-2017, 12:44 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عُذرًا حبيبي المصطفى

ممتعة هي نصوص الأخت ثريا ..من تكامل بنيوي لغوي
إلى البنيان الشعري ,وهي دائما ما تستعمل لغة عميقة الدلالة
مطعمة بروح الفلسفة ,هذه المعلقة الرائعة كتبتها على شكل ملحمة بنفس سردي وشعري دست فيها فلسفتها في رؤية ما يدور من حولها.
استهلت القصيدة بتكثيف لغوي عميق في المقطع الأول في القصيدة ف(النبوءات المضاء)رمزية ودلالتها على عقلية أحادية النظرة وسلبية التفكير,فالنبوءة غير الحقيقة المطلقة وهي الله ..
النبوءة المضاءة هي كمن يرى في الظلمة من مصباح يدَوي فلا يرى كل الأشياء من حوله إلا ما يريه مصباحُه؛ عكس نور الشمس الذي يبدد الظلمة والشمس هنا وإن كانت مخفية التعبير، دلالتها العذر للمصطفى صلى الله عليه وسلم ..
كذلك يفسر ما تلاها من تعبير في التكالب والسيل والمهانة والرياء والغثاء ..فقد أعطت السبب لما نحن فيه حيث الابتعاد عن سنن السماء ..وحينما نخرَ البُعد العمود الفقري للعقيدة السمحاء
وأدمنا النقيصة ..
هذا النص يروي مأساة أمة لا تتذكر رموزها إلا بالمناسبات
وتجير هذه المناسبة للدنيوية لا للتذكر والنهج الصحيح
ذاكرتها يصنعها الملوك والأمراء والحكومات .ذهبوا للكهوف
المظلمة ولم يذهبوا للروابي والجبال والقمم, بل شوهوها وظلموا
أنفسهم وغيرهم بها, مأساة أمة ذاكرتها مُسَيرة كسفينة تائهة في عرض البحر تتقاذفها الأمواج وقد فقدت الشراع والمجداف والبوصلة ..هكذا تقول لنا الثريا ..في هذه الرائعة المعلقة ..
وفي رمزية بالغة الدلالة عن (صمويل هنتنجتون)مؤلف صراع الحضارات ,يذكرني هذا (الصمويل) وذكره هنا ربما جال في ذهن الثريا وهو داء (هنتنغتون)وكلا الإسمين فيهما ذات المقطع
(هنتن)وهذا الداء (هو مرض عقلي وراثي يشوبه تدهور مرحلي للحالة العقلية، بسبب موت خلايا في المخ. هو مرض تنكسي مترقٍ يُسبب تلف خلايا عصبية معينة في الدماغ، ونتيجة لذلك تظهر حركات لا إرادية واضطرابات عاطفية و تدهور في الحالة العقلية.
يصاب مريض داء هنتنغتون بالخرَف، وفقد الذاكرة. تختلف نسبة حدوث المرض من منطقة لأخرى ، لكن الإحصائيات في الغرب وحده تقدر إصابة 5-8 أشخاص لكل 100 ألف)

وأظن قد أصابهم هذا الداء وأولهم (الصمويل )مؤلف "صدام الحضارات" ..وهنا تأتي بالثُريَّات.. الثريا في سرد شعري رائع.. ثري اللغة.. ذكرت كل المناقب المشمسة والساطعة للسيرة النبوية الشريفة ووللصحابة والفاتحين ..ذكرت الإباء والقيّم والخلق الرفيع ..ذكرت شيمة العفو وخصال المنتصر ..ذكرت مناقب قائدِ هذه الأمة (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
هنا في هذه الملحمة المقسمة على ثلاث أعمدة1- الأمة وما أصابها من وّهن وأسبابه..2-وهْم الغرب ومُغالطاتُهُ وهو يسير على نهج كتاب (صمويل)
3-الحقيقة المشمسة والتي لا تغيب وهي سيرة وتاريخ ومناقب لتختمها في حقيقة ..من مزق ملكَه الله لن يعود..إلا بالعودةِ إلى المنهجِ والطريق.
فجاءت الخاتمة بهذا الحُبِّ للحبيبِ المُصطفى والدعوةِ إلى الاقتداءِ به:
خَسَفت ظنوني سيدي
حُبٌّ حدا
في غضبةٍ شقَّت أديمَ الليلِ
والفجرُ ابتدا
ذادت شعوبُكَ عنك فابتسم المَدى
قال الطبيبُ الآن أدركها النَّدَى ودَمُ الفِدا
وتجذَّرتْ لم تُقْتَلَعْ بين الغثاءْ !
فلتنهضي يا أمةَ الإسلامِ جافي المرقدا
لا يُخلفنَّ اللهُ عهدًا عاهدا:
يستخلفنَّ وينصرنَّ مَن اقتدَى
لا مَن توهَّج من بشاعةِ الاجتراءْ

هذه النص الشعري الرائع للأخت الثريا هو وثيقة تؤرخ مرحلة ظلامية وبنفس الوقت ملحمة رائعة للدفاع عن الحقيقة التي يراد تغييبها وتشويهها ...
الثريا ..تملك نفسًا شعريًّا مشهودًا لها به ..ومن فصاحة اللغة وقوة البنيان في نصوصها؛ ما لا يحتاج لبرهان ..لا تملك في أي صورة من نصوصها الشعرية صورة واحدة سطحية.. أو هشاشة!!
من النصوص التي لو أنصِفت لدرّست في مادة التاريخ وفي كتاب الأدب التدريسي...كنت أود (مجاملتك )!أكثر فمجاملة جمال اللغة والفصاحة والشعر الرائع ..هي الجمال
تحياتي للفاضلة الثريا ..ثريا






  رد مع اقتباس
/