عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-2015, 10:48 PM رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: من الذي قتل الطحان ؟ ،،،/ زياد السعودي

رهبة إبداعية في جوانيات هذا القص العميق
الإشاعة تمارس سلطتها الذهنية والواقعية على و/ في مسار حياتنا اليومية التي تتشابك فيها الرؤى وقد تأخذ منحى الجريمة فعلا حين لا يتروى قبيل التحقق من ما نسمعه
وهذا ما يحدث يوميا ونتائجه ظاهرة اليوم في تجليات كثيرة سواء من حيث الإعلام او التعاملات الجماعية العادية
رهبة الإبداع: تكمن في طريقة السرد
فالراوي : رائي ومرئي يروي وحاضر في عملية تأثيث الحوار حيث انه كان موجودا كشاهد عيان أولا وكمكلف بنقل المتلقي إلى مشهدية الحدث وهذا ما حدث ، حيث المتلقي يجب نفسه في عمق الجلسة ينصت للحوار ويتبنى رؤية على رؤية إما مناصرا أو متعاطفا أو حياديا ملتزما الصمت
ففي التقاء المتلقي بصورة المشهد يحدث الانفعال الجواني الفيزيلوجي من عتبة النص إلى الضربة الأخيرة : ضربة الختام
متورطا في الحكاية
تورطا جميلا أنتجته الطريقة الجميلة جدا لحياكة المشهد
فالقصة مؤثثة على المشهد البصري أو الممسرح
ويتجلى هذا في الحوار / في المباشرة الانفعالية للمتحاورين
فالمباشرة تقول من جهة هذا الجو الممسرح وكأننا قدام خشبة تمثل فيها الحكاية واقعا
ومن جهة ثانية تحدث هذا الفضاء الذي تعلن عنه القصة منذ البداية : فضاء التشتت الذهني عند سماع خبر ما
الفكرة
حول الإنسان
لكن الإنسان في هذي القصة ليس"" كائنا منعزلا"" ، كما يذهب في ذلك "" فرانك أكونور"" ، بل هنا كائن حي حقيقي ، حيث الحدث واقع
المفردات مختارة بعناية :
نقرا هذا المقطع حيث يلملم فكرة النص بطريقة ذكية جدا:
أنا أرجح بأنها جريمة قتل فقد قال لي عفيف الأطرش هذا الصباح بأنه سمع الطحان والأخرس يتبادلان الشتائم ..وقد تهدد وتوعد الأخرس بالطحان
كيف لأخرس ان يتبادل الشتائم ؟؟
والغريب انهم يؤكدون هذا في حوارهم ...
انتبهوا؟؟ أم هو صرف وقت في قرية صغيرة تدركها الأشياء ببساطة تقدير ونكتة وطرافة تمحو صعوبة حياة؟؟
ربما
قد تجيبنا بقطع" قرية العنقاء
قرية و/ عنقاء / وما بينهما موت وحياة ..


والحكمة في *ضربة الختام* التي تزعزع كل ما بناه متخيل التلقي ،عبر الإنصات لحوارية وعبر التقاءه بشحنات انفعالية متعددة
الاشتغال على بناء الشخوص حقق هدفية القص ، وهذا خلق مساحات متعددة لأصوات تنفرد باستقلاليتها : الرؤى المتباينة
وتتصل مع بعضها البعض : تعاضد حول تصديق الخبر
قصة ناجحة قوية البناء عميقة الهدف
كنت أفتش عن شيء يثير رغبتي في القص فوجدت هذي الدرة
همسة:
تهامس رجلين؟؟
وتقديري الجم لأستاذي الطيب الزياد






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/