۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - لماذا قطَعن أيديهن ؟ / مباركة بشير أحمد
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-2018, 05:49 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مباركة بشير أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية مباركة بشير أحمد

افتراضي رد: لماذا قطَعن أيديهن ؟ / مباركة بشير أحمد

" هل همَ بها يوسف الصديق ،حقا ؟؟؟/

"وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ "
...............

"ولقد " تفيد وقوع الفعل ،وعليه فامرأة العزيز قد أقبلت على المعصية ،فلاريب في ذلك،
لكن يوسف الصديق لم يهمَ بها والدليل:
" لولا" التي تفيد الإمتناع لوجود
كقولنا " لولا الضجيج ،نام عمر "
فعمر لم ينم إذن لوجود الضجيج
ثانيا لقوله عزوجل : "لنصرف عنه السوءوالفحشاء" ،فلو همَ بها ،لوقع في المحظور.
وهذا ما لا يجادل فيه عاقل ،وماراح إليه أيضا بعض المفسرين ،بغض النطر عن "السابقين".
ونتساءل لماذا لم يأت سياق الآية : ولولا أن رأى برهان ربَه لهمَ بها" ؟
مادامت تصل بنا إلى نفس المعنى ،وهو نفي المعصية ؟
.........

لوقلنا : نام عمر لولا أن سمع الضجيج
ولولا أن سمع الضجيج لنام عمر
الفرق بينهما واضح وهو دلالة التأكيد للفعل في الجملة الأولى...
لكن يبقى الفعل في الجملة الثانية في محل ،ريثما ينفى السبب .
..............
فالإقبال على المعصية كان واقعا لامحالة من يوسف، ولكأنه قد وقع ،لكن المانع " برهان ربه" هو الفاصل.
وهذا أدقَُ للتوضيح بدلا من الإحتمال الثاني "ولولا....لهمَ"
والذي معناه : أنه قد رأى برهان ربه ،ولهذا شُلَت رجولته،أوزهد في متع الدنيا ،فأعرض عن المعصية.
.................
مامعنى برهان ربه ؟؟


يقول الله عزَوجلَ :
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا "

وبما أن الخطاب للناس جميعا ،فالبرهان إذن هو الدليل القاطع الذي يثبت وجود الله عزوجل،
أي أدلة عقلية يستشعرها الإنسان،في نفسه وبدنه وما يحيط به في هذا الوجود .
وعندما يرى يوسف الصديق الذي آتاه الله وحكما وعلما أي نورا يمشي به بين الناس ،برهان ربَه ببصيرته ،فهذا يعني أن غشاوة الجهالة لم تضلل مساره وهوعلى صراط مستقيم ،وظل يستقي من نبع الهداية ،ما يحول بينه وبين الفحشاء ،وكل مايسيئ إليه كرجل صالح ونبي صديق ،من المخلصين الذين لم ولن يتمكن منهم الشيطان ليعمي أبصارهم،ويغويهم ،وهذا وعد من الله عزوجل

يقول الله عزوجل : قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)
صدق الله العظيم


..................

والله أعلم






  رد مع اقتباس
/