۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - يونس يهذي روحه !
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2017, 09:32 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

افتراضي رد: يونس يهذي روحه !

( 15 )

حسنًا ، يتفتـَّتُ الربيعُ في طريق عودته إلى أولى الوردتين وثالث العذابين القديمين !
يتفتت الصخرُ سائرًا في طريق الرمال ، تتفتت يدايَ في طريق عودتهما القاتلة إلى النصلِ المغروسِ في ظهر بلادي .. أتفتـَّتُ !!.
خلفَ الجبالِ تنامُ المعاركُ ، خلف التلالِ تنامُ الوهادُ . خلف الأشعة تمشي ما تلدُ الأشعةُ من ظلال .. وخلفي تسيرُ ثمارُ صيفي .. وسيفي .. أتفتتُ !!
- أتراكَ ترحلُ ؟
- نعم ، أرحلُ عن زماني وأرحلُ في مكاني . وإن كنتُ قد أضعتُ غدي لفترة وجيزةٍ ، فذلك لأنني ألفيتُ عينيكِ أمسينِ جميلين ..
- لا بأس عليَّ وعليكِ . أرجعُ أمسينِ إلى الوراءِ لكي أتقدَّمَ غدًا واحدًا إلى الأَمام ْ .. والسـَّلامْ !!.

( 16 )
ها أنذا ألصق طابعا بريديا يحمل وجهك على رسالة جبهتي ، يركلني زماني وحنيني إليك إلى جوف صندوق البريد ، ولذا فإني أقف أمامك الآن بكامل قامتي ..
لقد أوجعني ختم موظف البريد – حزني – ترك شيئا على جبهتي أشبه ما يكون بزبيبة الصلاة .. وتقاضى أجره كاملاً ! وصول بدني إليك عـدًّا ونقدًا .. وحبا !.

( 17 )
تقولُ بدايةُ الطريقِ : مرَّ من هنا !
ويقولُ منتصَفُ الطريقِ : ومن هنا مرَّ !
وآخر الطريقِ يقولُ : لم يصـِل بعدُ !.
أمـَّا امتدادُ الطريقِ فيقولُ : يمرُّ الزمنُ بسرعةٍ وتتباطأُ خطواتهُ حـدَّ النفاذِ ... الانطفاء !.
( 18 )
_ ماذا حدثَ هنا ؟
_ لا شيء . كنا بشرًا ، ونحن اليومَ بشرٌ . كنا بذرةً عذراءَ تزوجها الشتاءُ وأخذها من يدها وقادها إلى زفافِ الثمر . ونحن اليوم بذرة عذراءَ تنتظر الشتاء !
كنا شعبًا لا يؤمِنُ بالخرافةِ .. ينقصنا اليومَ إذًا سيفُ الخلافة .. وشيءٌ من النظافة !!
كانت جرَّتـُنا كبيرةَ السن حكيمة ، ماؤها من زمزم .. كثُرت آبارُ نفطنا فصرنا نشرب الويسكي ، لم يتبقَّ في جرتنا ماءٌ ، ربما خرج الماء إلى التقاعدِ .. من الاستعمال .. أو حرمتهُ القوانين .. والضيوفُ كثرٌ .. عمـَّا قريبٍ نصيرُ صغارًا ، نلهو بأباريقِ النفط الصغيرةِ ، ونشرب الويسكي " السادَةْ " من أقداح صغيرة ، ويصيرُ حلمنا كبيرًا على وسادتنا ، لكن زمزم لم تفطم عطاشَها بعدُ .. وذات يومٍ سيرجعُ المطر كمن فاتهُ أن يلخـِّصَ الشتاء ، يطلب حقَّ الكلام في جلسة طارئة للجامعة العربية ، لا يُعطى حق الكلام ، يلمُّ قطراته ويمضي في طريقه إلى البحر .. وأنا أكرهُ البحرَ كثيرًا !!
_ هل تفهمينني الآن أكثر ؟
هجرتُكِ في الزمان تاركـًا عينـيَّ خلفي ، تحـدِّقانِ اعتذارًا في وجهكِ المتدفقِ إلى البحرِ _ بحركِ _ وأنا أكرهُ البحر !!.







 
/