لأمينة .. نصوصُ الليلِ والغياب

[عبد القادر الحسيني]

بسم الله الرحمن الرحيم
المبدع حنا حزبون
تكتب الشعر بنبض القلب
وتحلق بنا في عالم الجمال
سعدت بما قرأته
دمت والابداع

[حنا حزبون]

العزيز عبد القادر الحسيني ،

ما أجملَ اسمهُ الكريم ، وبين الرحمن والرحيم مسافةُ بُشرى تهدي القلوبَ لمحضرهِ حيثُ الرحمة صفةُ الرحمن لكلِّ العالمين حتى نصل لملاقاةِ وجهِ الكريمِ ، ساعتها نكونُ بحقٍ ضيوفَ الرحيمِ في دار البقاءْ

وإني لأشكرُ عبوركَ الذي تجلَّى في أفقِ الكلامِ الجميلِ

واللهُ وحده من علَّمَ الإنسانَ البيانْ
حين نفخَ فيه نسمةَ الرحمنْ


محبتي وقد رميتَ قلبَ الشعرِ بجمالٍ يهدينا إلى تأويلهِ النادرْ .

[حنا حزبون]

186 /

تأمَّلي ما ضاقَ عنه خيالٌ
وحدثيني برغبتكِ العاليةْ
لا تنتقي الكلماتِ من حيرةٍ
فالسرُّ ترجوهُ العيونُ الراضيةْ
وكنتِ في مسمعِ البوحِ وجدهُ
والهوى تحفظهُ روحُكِ الحانيةْ
ما أجملَ الوعدَ أزهرَتْ سماؤهُ
والعمرُ تتغنى بهِ أيامُكِ الآتيةْ
ولا تسألي ما لم أردْ قولَهُ
في اختصارِ اللقاءِ
وما تبقَّى من نبوءةٍ دانيةْ !

[حنا حزبون]

187 /

بعثرْ حلواكَ على جسدي
فالطينُ لم ينقسمْ على امتثالهِ
والأكيدُ الأكيدُ شأنُ ارتحالنا من ولهٍ إلى ولهِ
ولكَ أنْ تُدحرجَ القلبَ إلى ظلِّهِ
فلأنتَ من رعشٍ ترتشفُ الهوى ذائباً
لتمضغَ أعوادهُ التي انتصبتْ راجفةْ
والآن ، هل صرختَ مُنتصراً
فالمدى بيننا انعكاسٌ مُتكتمٌ
حيثُ زهوكَ الذي ارتضيتَ بهِ مرَّةً ،
فكم أنا آسفهْ !

[حنا حزبون]

188 /

لم يعدْ يُفسرُكِ وجعٌ
حيثُ المرأةُ التي تُشبهكِ
ينقصُها جناحُ فراشةٍ
يحرسُها شوكٌ انتفضَ نازفاً من وردهِ


المرأةُ التي تُشبهكِ
ستكونينَ أُغنيتها
عندَ اختلاطِ الرعشاتْ !

[حنا حزبون]

189 /

دعِ الحكايةَ ، هذهِ المرَّةَ ، تبدأُ من هنا
كيف ستطوي ليلها الكهرمانْ ؟
فيا لوصلٍ تردَّدَ بين الشوقِ والرضى
تصاممَ القلبُ عن حالاتهِ
واكتفى
أنْ يتلوّى
ساكباً لهفتهُ
يغمرهُ المُنى
في لقائهِ الولهانْ !

[حنا حزبون]

190 /

عجبتُ من وجعٍ تطعمُهُ رعشتها
تناستْ فيهِ سيرتها الأُولى
فتعالي كي نلتمسَ الشامخَ
بلا وجلٍ ،
كملاكينِ وحيدينِ أسرجا شهوةَ الأصداءْ

[لبنى علي]

ورمزيّة تلو رمزيّة تنسج بخيوط الفكر ترانيم تأملاتٍ نبضيّة ..

[حنا حزبون]

العزيزة لبنى علي ،

بعضُ هذه التأملاتِ ترصدُ أحلامها
رعشتها ،
سرَّها ،
يومها ،
ليلها ،
اشياءَها ،
حكاياتِها ،
هذه التأملاتُ نبضُها الذي يستنطقُ الحجرْ !

محبتي ولأثرها هنا حضورٌ نخشى أن نلمسهْ

[حنا حزبون]

191 /

هبني أيها الروحُ أنْ أنظرْ إليها
وانتظرها ،
لها نظرةٌ تفضي بحبٍّ إلى يقينِها
هل أقولُ لها مُنبئاً
ويغلبني في العميقِ رنينُها
هذا وجههُا ،
فهبني أيُّها المديحُ مطلعَ نشيدِها

[حنا حزبون]

192 /

من بعيدٍ ، أرصدكِ وأنتِ تلتصقينَ باللهِ
فامتلكُ عزماً
ماذا يسعني أنْ أقولَ
هل أنتِ المرأةُ التي أرادتْ أنْ تنسلَّ من عباءتها
أم تلكَ التي استودعتْ نزفَ قلبها
حتى انتهتْ إلى حفظِ إيقاعِ رقصتها ؟
اسرعي إلى حبيبكِ الآنَ
واستعدي ثانيةً كي لا تهجري حضنهُ
وعواءُ روحكِ الكسيرُ يتردَّدُ صداهُ في الغابةِ المُجاورةْ !

[حنا حزبون]

193 /

يا أنتِ ،
والولهُ الراقصُ مُشتعلٌ في جوفكِ
يُظلِّلنا ، فتهجسُ بهِ أحاديثُنا
في المساءاتِ العارياتْ
يا أنتِ ، والحلمُ الذي تبقَّى لدينا
كلما اتّسعَ القلبُ لهُ
وتورَّدَ عمراً من وردِ القرنفلِ
أبيضَ ،
يُهدى للحياةْ

يا أنتِ ،
وفصلُكِ الشاردُ مواسمُ فرحٍ موزعٍ فوقَ نوافذنا
ووجدٌ أرخى جدائلهُ مُطمئناً على أحلامنا
حتى يجمعَنا
في حصادِ الذكرياتْ

يا أنتِ !

[حنا حزبون]

194 /

أقولُ لها يا صديقةْ
هذي المروجُ التي عبرناها
هي ما تبقَّى من شرودِنا الموجعِ
فكوني معي عندَ هبوبِ الكلامِ المقدَّسِ
وانثري أنفاسكِ أمامي
هبَّةً ،
هبَّةْ
واقنصي عصافيرَ وجدِنا
وهي لاهيةٌ في جنتِنا
وكوني العاريةَ في أحضانِ اللوتسْ !

[حنا حزبون]

195 /

وماذا أيضاً ؟
تسألني عندَ رجوعها
يا للجسدِ العذبِ
يا للنشوةِ التي تدحرجتْ من فوقِ أحلامنا
يا لاحتفالٍ وسطَ أناشيدِ الحياةْ
فلتقلْ شيئاً أيها المساءُ المنفردُ بذاتهِ
الأعمى عن هبوبِ اللقاءِ
لتدمْ خمرةُ القولِ
حيثُ الشهوةُ الراعشةُ تكممُ الطعنةَ
في حنينِ كمينٍ حائرْ !

[حنا حزبون]

196 /

[justify]يقودُني النهرُ إلى قلبكِ
فالتقي فيكِ مسرى الهوى
يختارُ منفرداً وجهةَ الحياةْ

بهيةٌ أنتِ والعمرُ منبسطٌ فوقَ أقواسنا
كأنَّهُ صلاةٌ خاشعةٌ
بلا قبابْ

وارتضيتُ أنْ يباغتني بياضُكِ
أُتقنُ سؤالهُ الصعبَ
فانحني باكياً
أقتفي في طرائقكِ دمعاً
يبلغُ في الخرابِ
مداهْ ![/justify]

[نوال البردويل]

تسجيل حضور بعد قراءة بعض العناقيد
وسأكون هنا بين حين وحين
لأتابع ما جد من جديد
تحياتي الفاضل
حنـــــــا

[عبير محمد]

لعناقيد بوحك مذاق شهي
ولحرفك نكهة الكرز والتوت
اسجل متابعة
وانتظر جديدك شاعرنا القدير
تحية تليق
ومساؤك عطر

[حنا حزبون]

197 /

هكذا غادرتني على عجلٍ
وكنتُ أنوي أنْ ابوحَ لها ما حفظتهُ روحي
لأسألها عما رأيتهُ فيها
وأعرفَ ما امتحنتهُ فيَّ
حتى خشيتْ بعدها من حماقاتي الداخليةْ
والآن ، هل سأتأمَّلُني نادماً في العزلةِ السفليَّةْ ؟

وصرختُ ، لا تمضي بعيداً
إني أعتذرُ عن أشواقي التي لم تكنْ يوماً بريئةً
كي أقبلَ بكِ كما أنتِ ،
دونَ أسئلةٍ كثيرةْ !

[حنا حزبون]

198 /

وحدي أنا
منْ يطرقُ الآنَ بابَ نافذتكِ البعيدةْ
أتأمّلُ الضوءَ الخفيَّ في روحكِ
واستعذبُ في الوصفِ أسراركِ
فلا تطبقي أجفانكِ
لأني ساهرٌ هنا
مُنسلاً من صحوِ الشراكْ
أحرّرُ الرعشةَ في الجسدِ الملاكْ !

[حنا حزبون]

199 /

يقنصُ الليلُ تحتَ أشجاركِ المُقدَّسةِ
والريحُ أسمعها تتدحرجُ عند بابكِ
حيثُ العتبةُ حضنٌ مُشرَّعٌ للرعشاتْ

والآنَ ، كيف أرتاحُ ولي فيكِ ولهٌ
لم يُغادرني ، مرَّةً
انتظرتُ في صداهُ
المسراتْ !

[حنا حزبون]

200 /

فلأبكِ وحيداً بما تشظَّى فيَّ
اتبعُ طيفكِ

في وعدِ خُطى الريحِ الراجعةْ
وسأبكي بلذةِ الخطايا التي لم تحتفظي بها
في سجلِ عنادي

حيثُ الصفحُ الذي يغمرني كصحوٍ
تصاعدَ فرحاً
يجمعُ النقيضينِ في الرغبةِ الشاسعةْ

[حنا حزبون]

201 /


لم أسمعْ سوى صوتها
ماذا تقولُ الغريبة ؟
أوه ، منْ سيعرفُ وجعَها
ويرصدُ تفاصيلَ حالاتها ؟
وحدها الغريبةُ عبرتْ وادي أسئلتها

تتكيءُ على بابِ السماءْ !

[حنا حزبون]

202 /

هل قلتِ أنكِ سمعتِ في روحكِ :
" لكلِّ أمرٍ تحت السمواتِ وقتْ " ؟
تأمَّلي الآنَ كيف قطفَ الربُّ قلبكِ
كمثلِ نجمةٍ
تدلَّى منها سُلمٌ مُضيءٌ
يُحصي الملائكةَ التي علتْ أصواتُها
بنداءٍ حفظتهُ الذاكرةْ ؟

لم يخبُ الصوتُ في روحكِ
حيثُ تفاصيلُ الحكايةِ محفوظةٌ في الكتابْ !

[حنا حزبون]

203 /

بدا وجهُها كالقناعِ
وغرفتُها الوحيدةُ معتمةٌ
والمكانُ أعزلُ تملؤهُ الفوضى
أما قلبُها فكان كمثلِ قبرٍ
وهي تتداعى باتجاهِ هاويةٍ
تسحبُها إلى الأسفلِ
حيث التهيُّؤاتُ هلوسةٌ صوتيةٌ
كوابيسُ ،
وكلماتٌ جوفاءُ لا تحملُ أيَّ معنى

لم تعدْ تعرفُ ماذا تفعلُ
حين رأتْ دميتها في الركنِ المهجورِ
تبكي وحدتها ؟

[حنا حزبون]

204 /

لم تعدْ ترغبُ في خداعهِ ، هذه المرَّة ،
كلامُها معهُ فعلٌ مختزنٌ في جوفها
وها هو الآن لن يطولَ هناكَ كثيراً
ستعترفُ لهُ بعدمِ اكتراثهِ بها
حتى أنه أتلفَ حُبّها
رغم أنها خدعته هي الأخرى طويلاً
بقولِ الحقيقةِ
تماماً كما فعلَ معها !