|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-05-2017, 10:11 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
قراءة في قصيدة " مقص الدموع " لمنجية مرابط من الناقد محمد كركاس
مقص الدموع
كبرنا وصرنا نَحلق شعر الشمس ! كبرنا وصارت أنفاسنا تطفىء القمر .. والأرض كرة من الدم تلعب بها قلوبنا تقذفها في وجه السماء.. كبرنا وجعلنا النجوم دموعا يذرفنا الكون ! كم نحن سعداء بأقدامنا.. سعداء بأصابعنا ..ا لياسمين خنجر مسموم يطعن خاصرة التراب.. والأشجار سيف يقطع عنق الهواء.. الماء يتبخر فقط ليغرقنا والزيتون يحتل بيتنا لينبت الغردق مرضعتنا بقرة .. أمّنا رصاصة .. وأبونا حيف .. يُتّم نحن، تمسح على رؤوسنا جهنّم ! ---- 1 - استند النص على علاقات إسنادية ضد المألوف التواصلي اللغوي؛ نص ركب مطية الثورة ضد المنطق الحرفي للغة، فتمرد ضد سلطة التراكيب المعيارية وسلطة المعاني الجاهزة المفروضة، فخرق أفق انتظارنا كمتلقين اعتادوا على ربط الصلة التقليدية بين المقص والرقابة في فضاءات الحجر والقمع والتسلط، وبين المقص والحلاقة، وبين المقص والأظافر، وبين المقص والخياطة... فصدمهم التشغيل الإسنادي بإسناد العبرات للمقص: مقص الدموع. 2 - منذ العتبة/ العنوان إذن نصدم بالانزياح، فكأني بالكاتبة منجية مرابط تحضرنا وجدانيا وفكريا كي نتفاعل مع النص ونحن في حالة استنفار، فاستحال التحضير تحذيرا وتخديرا في الآن نفسه.. إن من يقرأ العنوان يُؤسَر، فيسعى جاهدا إلى الخروج من خدر، فيجد نفسه مسترسلا في التهام بقية النص أملا في فهم العلاقة بين مكوني العنوان، من جهة، وبين العنوان ومحتويات النص،من جهة ثانية، فتخدره أجواؤه، فإذا به يستغرق ماكثا مستمتعا بين أدغال العلاقات التركيبية "الغريبة" التي بني عليها النص( الغرابة هنا بمفهومها الإبداعي المرادف للدهشة والمتعة والاستفزاز). 3 - وما نكاد نستفيق من سكرة العنوان حتى يتلقفنا النص بمفارقاته وبلغته الشعرية:- تستقبلنا الذات المبدعة بتيمة الكبر (كبرنا ثلاث مرات)، لكن الكبر - للأسف- محفوف بمخاطر الأفعال السلبية في أثرها ومفعولها وأبعادها: - فحلق شعر الشمس يفقدها جمالها.- وإطفاء أنفاسنا للقمر يشيع البشع والظلام والخوف من المجهول؛ ألم تتحول الأرض إلى كرة دموية بفعل الطغيان والجريمة والشر وسوداوية القلوب؟ ألم تتحول جغرافية جزء كبير من العالم إلى جزر دماء، أو كرة دماء تتدحرج بين أقدام الطغاة والجبابرة وأذنابهم من الانتهازيين؟ - كما أن جعلنا للنجوم دموعا مخالف لطبيعة أو منطق ووظائف الأجرام والنواميس الكونية.. - وإذا كان الفؤاد نبعا ومصدرا للسعادة فقد صارت في يومنا هذا تنبع من أقدامنا التي تبطش بالأحياء وجتث الأموات إمعانا في الإذلال والانتقام، وسعيا في إرضاء عقدعباد السلطة، فصارت الأصابع أدوات لفقء المقل عوض أن تؤدي سنفونية الحب والجمال والحرية.. وكم هي قاسية سعادتنا على الآخر المتجبر أيا وأينما انوجد، لاسيما حين يدرك حجم إصرارنا على الحياة الكريمة وهو يمعن في تفاصيل الموت، وحين يوقن أن كل أنهار الدماء لن توقف الشطحات والتخريجات الشاذة والذميمة التي تجعل الياسمين خنجرا مسموما يطعن خاصرة الأرض نبع الخصوبة والإثمار والوجود. 4 - إنها محاولة لقلب الوظائف والحقائق والرموز: - ألم يجعلوا من الأدواح سيوفا تبقر البطون وتقطع الأعناق وتسمم الهواء ، بل واغتيالها بقطع أعناقها، عوض وظيفتها: تلطيف الهواء وإشاعة الجمال والثمار؟... - أما الماء، أصل الحياة، فقد قلبت وظيفته وحددت في التبخر والإحراق والإغراق، فصار بذلك مصدرا للموت.. - في حين تحالف الزيتون مع الغطرسة والطغيان والاحتلال، إذ استحال مصدر حياة للغرقد: الشجرة اليتيمة على الأرض التي ستحجم عن فضح وكشف أماكن تواري قتلة الأنبياء .. - ولأن الأمور تسير عكس المنطق المحدد لها، فقد تغير منبع الإرضاع والأمومة والأبوة ، فأصبحنا يتّما كتب عليهم ألا تمسح على رؤوسهم سوى أيادي السعير؛ أيادٍ تغتال الطفولة خوفا وغدرا ورهبة..أملي أن تكون هذه المقاربة المتواضعة قد وضعت اليد على مكامن السحر والجمال في هذا النص الشعري المحبوك بحِرفية، لغة وتصويرا..تقديري واحترامي أستاذتنا ومبدعتنا المتألقة دوما منجية مرابط. |
|||
23-09-2017, 12:29 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: قراءة في قصيدة " مقص الدموع " لمنجية مرابط من الناقد محمد كركاس
قراءة رائعة لنص عميق
اقرا اللحظة نقدا يوغل في النص ولا يعيد تشكيله بل يتاسس فيه وبه تحية للناقد السي محمد وتحية للغالية منجية عساك بخير صديقتي
|
||||
10-11-2017, 04:45 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: قراءة في قصيدة " مقص الدموع " لمنجية مرابط من الناقد محمد كركاس
اقتباس:
دمت وارف العطاء.. كل التقدير. |
||||
10-11-2017, 04:50 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: قراءة في قصيدة " مقص الدموع " لمنجية مرابط من الناقد محمد كركاس
اقتباس:
ممتنة لسؤلك الغالي، هي رحى الحياة تدور بنا إلى حيث لا نحب. طيب وينك بدي أشوف نفسك محبة بلا ضفاف.. |
||||
|
|
|