لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-01-2017, 11:10 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
غــــــــــــــــــروب
دفَنَ ركبتيه في بطنه وجلس قرْب عتبةِ بيته العتيق ملفوفا في جلبابه، يشيِّع النّهار بعينين ضامرتين، كمن يشيِّع جنازة قريبٍ، يحدِّق إلى الشَّمْس بنظراته النافذة، وهو يمسح بيده على لحْيته التي عفا عنها قبل أيام..
هذه السنة لا تسمع غير فلان مات، فلان مات، فلان مات..؛ في أسبوعٍ واحدٍ فقط، فقدتُ اثنيْن من أتْرابي، أشعر بدنوِّ أجــلي، الجميع يقول لي ذلك، بينما أنا أتظاهر بفقدان حاسة السّمْع أحيانا، لا أسمع إلا ما يليق بي.. يقف الآن وحيدا كفزاعة وسط أوراق الخريف الصفراء، ينتظر سقوطه الأخير من شجرة الحياة، بينما كانت عْوِيشة بنت محمد تلقي السلام : -مْسا الخير آ خيي ، كيفْ بقيْت من جيهة صحابك اللي تابعو في مرة..بقى فيَ غير السي احمد الله يرحمو، كان صحيح فصيح.. يْدَردك بحال العاود... أما اللاَّخر كان عيااان مسكين..والله يدينا بالضو..والله يْتَم ما باقي على خير... وأردفت مستفهمة: -انتَ مفي راسكش...؟ وولد غنو بنت عبقادر...كيجاب الله مسكين .. يعلم الله واش يصبح ولا ميصبحش...؟ لم يعد يقوى على سماع أحد، تظاهر بالصَّمَمِ كعادته، أدار ظهره لكلامها حتى اختفت، عاد إلى الجلوس في فم بيته، فسمع صوت بومة، أفسد عليه ما تبقى من جلسته الحميمة مع الغروب.. نفض غبار الشؤم عن جلبابه الأغبر ويَمَّم وجهه في اتجاه مصدر الصَّوت وهو يردِّد : -تْغَوْتِي على عمرك إن شاء الله، تغوتي على عمرك،على عمرك إن شاء الله... ودفع باب البيت مجتهدا ألا يشعر به أحد، اتجه إلى غرفته المعتمة، أوصد الباب عليه، ثم تسلل إلى فراش الموت . |
|||
05-01-2017, 12:17 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: غــــــــــــــــــروب
للغروب شجنه و حزنه
كآبته وأساه هو غروب الحياة بداية الوداع تؤذن بالنهاية بالرحيل و الأفول هو خريف العمر ينذر بسقوط الورقة الصفراء لكن لا يهم إن أفلت شمسنا ذات غروب حزين المهم أنها أشرقت يوما و أشعت مودتي |
|||
05-01-2017, 04:20 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: غــــــــــــــــــروب
شكرا المبدعة البهية رشيدة عبد السلام الفارسي على التفاعل المتجدد...باقات ودي ووردي
|
|||
05-01-2017, 10:59 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: غــــــــــــــــــروب
المبدع الصديق عوض بديوي يسرني تفاعلك المتجدد مع ما أخط...تحياتي والتقدير.
|
|||
06-01-2017, 06:36 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: غــــــــــــــــــروب
واو، قفلة رائعة
اليوم علمت بموت شاب بفعل تهوره في قيادة السيارة، شعرت بأن الموت قريب جدا من حبل عنقي. سلمت وغنمت. مودتي |
|||
06-01-2017, 11:24 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: غــــــــــــــــــروب
صحيح السي عبد الرحيم المبدع الجميل...الموت قريب جدا منا....تحياتي واحترامي..
|
|||
12-01-2017, 09:05 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: غــــــــــــــــــروب
الموت قريب منا
هذه حقيقة مؤلمة نعم لكن هذا لا يعني أن نستسلم و نتأزم و ننوح على الحياة بل يعني أن نحيا أن نكون أن ننثر الفرح و نزرع البهجة أن نحب أن نعشق أن نفرح أن نبتسم أن نستقبل شروق الشمس و نودع غروبها أن نتفاءل مهما كان الشجن كبيرا مودتي و تقديري |
|||
23-01-2017, 10:44 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: غــــــــــــــــــروب
شكرا المبدعة رشيدة عبد السلام الفارسي على التفاعل المتجدد مع محاولاتي..كل الود والورد.
|
|||
09-06-2019, 10:46 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: غــــــــــــــــــروب
رغم عدم فهمي لبعض الكلمات العامية
إلا أن النص جذبني لنهايته المؤلمة يبدو بأنه كان يسعيد شريط ذاكرة لن تعود بعد دخوله البيت ليشيعوه في اليوم التالي سرد جميل وأنيق كل التقدير
|
||||
27-08-2019, 08:27 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: غــــــــــــــــــروب
أقرب من حبل وريد هو الموت ُ
قفلة عامرة بأنوثة السيدة القصيرة عامرة بوجع الحكاية ،مدهشة وتثير استفزاز متخيل القراءة السي بوشعيب ذكرتني برائحة تربتنا السمراء هناك حيث الاطلس شامخا وكم جميل توظيفك للهجتنا المحكية الجميلة من بين روائع المدينة الحالمة تستحق الواجهة تقديري بلا ضفاف |
|||
20-09-2020, 12:16 AM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: غــــــــــــــــــروب
اقتباس:
... الكثير من العبارات كالحوار الدائر بينه و بين الفتاة ليس مفهوما.. من الأفضل توضيح بعض المفردات المحلية كي لا تهرب متعة القراءة لمن ليست لديهم دراية باللهجات المحلية شكرا لك على هذه الحزينة.. احترامي
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|