|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-02-2018, 03:15 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
رؤوسٌ بلا وطن
مازالَ الغسقُ يبكي حتى أطبقَ الليل السماءُ تغتسلُ بدموع الملائكة..، والأرضُ فرشتْ ترابَها بالسواد! لم يكنْ لسانَهُ يابسا ً، ولابطنَهُ في نعاس قررتْ شفتاهُ أن لا تقف عن ذكر الله وقلبُهُ أن ينبضَ بالتسبيح. ينامُ المكانُ والزمانُ إلا هو يعيشُ في حدائقَ التوحيد! شاهدَ رأسَهُ قبلَ أن يموت حينها دفنَ المسافات، ثم قالَ إلى الحجاج:ـ أنتَ زبدّ البحر وأما ما يمكثُ، وأشارَ إلى نملة ٍرشيدة ٍ يُقاسمُها خوفُها على قومها (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يَحطِمَنَّكُم سليمان و جنوده وهم لا يشعرون) أشتعلَ الغضبُ في رماد الحجاج، صرخَ بهِ: (( الحجاج: ما اسمك؟ سعيد: سعيد بن جبير. الحجاج: بل أنت شقي بن كسير. سعيد: بل أمي كانت أعلم باسمي منك. الحجاج: شقيتَ أنت، وشقيتْ أمك. سعيد: الغيب يعلمه غيرك. الحجاج: لأبدلنَّك بالدنيا نارًا تلظى. سعيد: لو علمتُ أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهًا. الحجاج: فما قولك في محمد. سعيد: نبي الرحمة، وإمام الهدى الحجاج: فما قولك في على بن أبي طالب، أهو في الجنة أم في النار؟ سعيد: لو دخلتها؛ فرأيت أهلها لعرفت. الحجاج: فما قولك في الخلفاء؟ سعيد: لست عليهم بوكيل. الحجاج: فأيهم أعجب إليك؟ سعيد: أرضاهم لخالقي. الحجاج: فأيهم أرضى للخالق؟ سعيد: علم ذلك عنده. الحجاج: أبيتَ أن تَصْدُقَنِي. سعيد: إني لم أحب أن أكذبك. الحجاج: فما بالك لم تضحك؟ سعيد: لم تستوِ القلوب وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار.)) في هذه الساعة تغيرتْ المعادلاتُ في أنفاس الحجاج قالَ إلى ابن جبير، ماذا تقول لو منحتكَ ما تقرُ به عيونك من الدنيا؟ قرأ لهُ سعيد : (( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .)) الحجاج: هل تريد أن اعفو عنكَ؟ سعيد: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عُذر. الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه. سعيد: يضحك! الحجاج: ما أضحكك؟ سعيد: عجبت من جرأتك على الله وحلمه عنك!! ...... ....... ....... مازالَ الغسقُ يبكي حتى أطبقَ الليل في الليل ثمةَ منارةٌ بلا جسد تنظرُ إلى العراق هناكَ في كلِ نوافذ العيون رؤوسٌ بلا وطن وأجسادٌ على ترابِها آثارُ القتلة.!! قالَ ذعذاع: ـ في هذا اليوم شاهدتُ أبوابَ جهنم تعوي وشاهدتُ الجنة َ تغسلُ الطريقَ إلى الشهداء |
|||
03-02-2018, 03:51 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
قرأتها قصة فما رأيك بنقلها إلى المدينة الحالمة ؟
أنتظر الرد تحياتي |
|||
03-02-2018, 04:11 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
اقتباس:
كما ترغبين سيدتي نوال البردويل لك مني كل التقدير |
||||
03-02-2018, 04:51 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
اقتباس:
بكل الود ننقل النص إلى المدينة الحالمة مع احترامي ولي عودة للقراءة والرد بإذن الله |
||||
03-02-2018, 03:34 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
اقتباس:
لك تقديري سيدتي نوال البردويل |
||||
04-02-2018, 10:19 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
نص سردي رائع ومؤثر.
وقد أحسنت وأصابت أديبتنا نوال البردويل بنقله الى هذا الركن لما في النص من حوار عميق، طافح بالرسائل الثرية.. والحكمة.. والفضيلة. استغلال موفق للتاريخ، وبثه في واقعنا المرير ببراعة وإتقان. أديبنا المكرم حسن رحيم الخرساني قدمت لنا التاريخ على طبق واقعنا.. الواقع الذي ما أضاء إلا من جمر ولهب وويلات. نسأل الله تعالى أن يعيد للعراق وفلسطين والشام وسائر البلاد مجدها وعزها ..وأعاد الى أهلها الأمان والسكينة. سلمتم وسلمت روحكم المحلقة احترامي وتقديري
|
||||
04-02-2018, 10:24 AM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
لســـمو الرسالة..والحكمة البليغة.
وترحيبا بشاعرنا حسن رحيم الخرساني في ركن الحــــالمــة أثـــبـــت النــص
|
||||
04-02-2018, 12:19 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
اقتباس:
أخي الحبيب محمد خالد بديوي شكرا لمشاعرك النبيلة وهذا التعاون الكريم لك ولجميع الأخوة في ركن المدينة الحالمة كل الحب والتقدير |
||||
04-02-2018, 07:34 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
بلغة شاعرية محببة للنفس رست في المدينة الحالمة .. واستغلال موفق للتاريخ، وبثه في واقعنا المرير
ببراعة وإتقان وحرفية ..يا ترى كم حجاج اليوم في العراق ؟؟وكم من مسيلمة؟وكم من سجاح !!!وكم من ابرهه بالمقابل كم عدد الباعة ؟؟ احسنت ايها الحسِن الفاضل حسن تحياتي وفائق تقديري |
||||
05-02-2018, 03:08 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
اقتباس:
أخي الحبيب أ. قصي المحمود شكرا لمشاعرك النبيلة لك مني كل الحب والتقدير |
||||
05-02-2018, 04:21 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
وما زال الظلام يرتعدون عند سماع كلمة الحق ويكتمون
أنفاسها قبل أن تصل إلى الفضاء فتفضح أعمالهم وما زال هناك من لا يخاف في الله لومة لائم تفتح لهم السماء ذراعيها شهداء في سبيل الله وكلمة حق عند سلطان جائر أعجبني أسلوب الحوار المسرحي والسرد بصوت الراوي الهادئ رغم الوجع في بداية النص والقفلة دام الإبداع والتألق ودمت بكل الخير تحياتي |
|||
06-02-2018, 02:11 AM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
اقتباس:
سيدتي نوال البردويل شكرا لمشاعرك الكريمة لك مني كل التقدير |
||||
06-02-2018, 02:16 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: رؤوسٌ بلا وطن
اقتباس:
أخي الحبيب دكتور عوض بديوي شكرا لبهاء وجودكم لكم مني كل الحب والتقدير |
||||
|
|
|