لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ السّـــــــــــــاخِر ⊰ الجد الباطن حين يكون خريج دفعة الظاهر الساخر ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-12-2017, 09:47 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
أنا وموبايلي
أنا وموبايلي
كثيراً ما أستعملُ مترو الأنفاق في تنقلاتي ، وكالعادة فالبارحة مساءً إستقليت إحدى قاطِراته عائداً إلى منزلي و بالطبع فقد كانت مزدحمة بركَّابها!٠٠٠كانت المسافة مابين المحطة التي كنتُ بها ومحطة الوصول ، حيث سأركب عندها الحافلة االتي ستقلُّني إلى منزلي ، حوالي14كلم وهي موزَّعة على أربع محطات ويقطعها قطار مترو الأنفاق السريع في حوالي خمس دقائق ، أو أقلُّ قليلاً!٠ كنت أفكِّر بما سأكتب غداُ !٠٠٠ تلفَّتُ حولي باحثاً عن مكانٍ أجلسُ عليه ، نظرت يمنةً ويسرة وهنا خطرت ليَ الفكرة ، التي سأكتب عنها ٠٠٠ أتى الموضوع إليّ على قدميه!٠٠٠ نعم إنها فكرة إستعباد الموبايلات الذكيّة لنا وإدماننا عليها٠٠٠ نظرتُ في المقطورةِ فشاهدتُ ما أراهُ كلَّ يومٍ / ليس في المترو فحَسبْ/ وإنما في أيِّ مكان ; في الشارع ، في الحافلة أو في الحديقة أو في السَّاحة ، بالفعل في كلِّ مكان٠٠رأيتُ أنَّ معظم النَّاسِ - ولا أستثني نفسي-مطأطي الرؤوس وهم منكبُّون على هواتفهم الذكيّة النقَّالة٠٠قلت في نفسي ها قد جاءَ الفرجُ وعن هذا سأكتبُ وذا سيكون موضوعي ليومِ الغدْ ٠٠٠ وبالفعل جلست وفتحت موبايلي لأدوِّنَ هذه الخاطرة قبلَ أنْ تفرَّ منِّي وما أن بدأتُ بكتابة عنوانها ; ''ضحايا الموبايلات الذكية'' ، حتى أعلن الميكرفون إسم محطتي فهبطت من المقطورة وغادرتُ المترو وتوجهتُ إلى محطة الحافلات ، حيث سأعود إلى بيتي ٠ وفي المحطة كان الكلُّ ، كباراً وصغاراً٠٠٠شيوخاً وأطفالاً ، كلٌّ مشغولٌ بهاتفه٠٠٠قلت ياسبحان الله٠٠٠ كيف كنَّا عايشيين دونَه ، قبل إختراعه؟!٠٠ انِّي لا اجانبُ الصوابَ كثيراً اذا ما جزمتُ بان هناك آفة عامة ، متَّسِعة الانتشار بين مختلف الشعوب والاجناس والاعمار ، لا فرقَ في ذلك بين كبير وصغير٠٠٠وجميعنا يعاني منها بدرجةٍ اقلُّ او اكثر واعني بهذه الآفة ، آفةُ الانترنت او الهاتف الذكي ، والذي من فُرْطِ ذكائه سيودي بنا الى التهلكة٠٠٠انها حالة إدمان جماعي لكلِّ شرائحِ وكلُّنا نعاني من تأثيرها٠٠٠ المهم صعدتُ حافِلتي وإتَّخذتُ لي فيها مقعداً وتابعتُ كتابة موضوعي والذي أحاول فيه أن أحذِّر من مخاطر الإدمان على الموبايلات الذكيَّة ، وكنت أودٌّ أن أحدِّثكم عن المرَّات العديدة التي غدرَ بي فيها هاتفي الذكي حيث يَشْغلُني ويسرق مني حواسِيَّ وتفكيري فيُلهِيني عن الإنتباه لمحطة وصولي ، وحين أرفع رأسي عنه وأنظر من حولي ، كنتُ لا أدري أين أنا- خصوصاً إذا كان الوقتُ ليلاً- فأهبطُ من الحافلة بعد تجاوز محطتي بواحدة او اثنتين وأحياناً قبلها وذلك بسبب انشغالي به٠٠٠ قلت لنفسي هذه المرّة ، سأحرص أن أكون يقظاً ولن أجعلَ موبايلي يخدعني وبالطبع دوَّنتُ هذه الكلمات ورفعتُ رأسي ، إمعاناً في الحرصِ واليقظة ، لأستطلع الأمر وأين وصلت حافلتي ٠٠٠فحدثتْ المفاجئة ، وأقسم بالله العظيم ، بأنني وانا اكتبُ كلماتي هذه ، قد وقعتُ بهذا المطب ذاتهِ من جديد!٠٠ فنزلت من الحافلة، وأنا أضحكُ من نَفْسِي ، على نَفْسِي، فحمدتُ اللهَ بأنِي كنتُ على بعد محطتينِ فقطْ من بيتنا لا أكثر!٠٠والنتيجةُ أنْي رجعت حوالي 2 كلم مشياً على أقدامي في عزِّ الليلِ والبردْ ، حيث كانت درجة الحرارة تترنَّحُ ما بين الصفر و3 أو 4 درجات - وبحمد الله - فوق الصفر حاولت أن أطيِّبَ خاطِري وبرَّرتُ ذاك لنفسي قائلاً ; إنَّ رياضةَ المشيِ لي ولأمثالي مفيدةٌ٠٠٠حقاً لا يفيدُ حذرٌ ولا يمنع قدَرْ٠٠٠ آه منك أيُّها الموبايل فبقَدْرِ ما أنتَ ذكيّ بقدْرِ ما أنتَ شقيّ!٠ د٠ محمد طرزان العيق |
|||
21-12-2017, 06:59 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: أنا وموبايلي
صدقت والله فقد أصبح من أهم الضرورات في حياتنا
لا نستطيع الاستغناء عنه ولا مفارقة سحنته فهو الصديق الذي يلازمنا في كل الأوقات فعلا أثبت ذكاءه في الاستحواذ على عقولنا دون مقاومة طيب ما العمل ! وهل لديك حل لقضيتنا المعقدة صارت القضية أصعب في حلها من قضية فلسطين الله غالب - كل الشكر لما تتناوله من مواضيع تستحق القراءة والتقدير |
|||
08-01-2018, 11:42 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: أنا وموبايلي
أسعدت صباحا أيها الأنيق ..
تقديرى |
||||
31-05-2018, 05:32 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: أنا وموبايلي
مشوق هذا الساخر المتراكم القا
ود |
||||
03-06-2018, 10:53 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: أنا وموبايلي
ساخر جميل من واقعنا
مودتي وتقديري |
|||
04-06-2018, 11:27 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: أنا وموبايلي
لقد اصبح الأدمان عليه ما يجعل السهو وارد في كل لحظة
تحياتي وتقديري |
||||
07-06-2018, 01:12 AM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: أنا وموبايلي
اخي الكاتب محمد طرزان العيق هو ككل اختراع له سلبياته وله ايجابياته، المشكلة أن البعض اضحى لا يستغني عنه حتى في مجالس العزاء.. محبتي
|
||||
09-06-2018, 09:01 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: أنا وموبايلي
"من مأمنه يؤتى الحذر"
لم تنفع اليقظة ومحاولة التنبه من السقوط في "مطب" تجاوز محطة البيت، والعودة إليها سيرا على الأقدام...لكن الدرس كان كبيرا وفيه فوائد عدة. علينا أن نغرق حتى نفكر بتعلم السباحة والتجديف..وبعض من دروس الانقاذ.! كاتبنا الوارف محمد طرزان العيق التفاة رائعة الى أمر خطير ومؤثر في هذه الحياة المتسارعة. علينا الانتباه وخصوصا للأجيال القادمة التي اعتادت هذه الأجهزة وتعرف كل تفاصيلها. بوركتم وبورك المداد احترامي وتقفديري
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|