حديث الروح للأرواح..!

[د.سمر البستنجي]

حديث الروح للأرواح ..!

(1)
كلما نَقر الليل نوافذ عمري بأنامله..!
أرّقني خوف السَّواد وجرأة الكآبة.. وأفزعني حُكم المَسير نحو المُنتهى ،فأتحايل هباءا على سِكَك المَضيّ..
وأُمسك جنونا بذيل العقرب المتأهِب للسقوط في كوّة الغد، لئلا يَفتك بيوم آخرَ من عمر الصِبا .

(2)
كلما نَصب ليَ الليل فِخاخ الذكرى...!
انتشرت في أنحائي رائحة الحبّ المزروع فيّ وجعا..وباغَتني مخاض النّداء،وتوجّع فيّ جنين الكلام ،
فأمدّد بوحيَ المريض على أسرّة الفضاء...وأفري قصائدي المنظومة أغنيات حزينة في بَهارج حنجرتي....
وأُدلي للفراغ الملتفّ حوليَ بالمكتوم من أسرار الروح العليلة ...وأعترف بأعلى ما تبقّى من وَهني بأني لا زلت أهواه...
وبأن الشوق ما نهض فيّ لسِواه..
ما نهض فيّ الشوق لسِواه.

(3)
كلما أغواني الليل بمفاتن السّماء!
شاغلتني عرائس النجوم المُرتديات قمصان السَّهر،
فأتذكرُني..وأتذكر ثوبيَ المشنوق على أعمدة اللقاء.. ،
فأتسرّب كنَثيث الحُمّى عبر مسام الحنين لأتفقده ،
فأجده صامدا صابرا شامخا بين أشياء الذكرى ..فيحزنني فتور الرغبة في ياقوت أزرارهِ..وبُهتان اللون في أطراف زركشتهِ..
فأنعى حظنا المَخبوء وراء رغبة صائمة..

(4)
كلما دكّ الليل دروب ضِيائي بخُطاة..
وفاض الظلام عن الحاجة.....!
تخطّفني الفراغ العاري إلاّ من فحيح الذكرى و صوت الآه.... وأصابني دوار من اللاثبات المبثوث في فوضى الظلام..
تنكرني اتجاهاتي وتبتلعني عواصف العَدم .. وكأنما أعلنَت الحِداد على روحي كل ألوان الحياة ..فأسير على غير هدىً الى اللامكان،
أبحث عني في دروب السائرين الى اللاوجهة..
يلوكني الضياع، ويُرعبي صفير قيامتي الأخيرة...وأتعثّر في حجارة الليلة العمياء....
تتحوصل في مُقلتيْ بؤرة باردة مقفرة تستفزّني للبكاء.. فأبكيني ،وأبكيه!
ذاك الذي منح الليل حقّ التمادى على ضِيائي ،وأسكنني عَمدا جُبّ الظلام..
فلا هو افتداني عفوا عند المقدرة .. ولا منحني سبيلا للنجاة..

(5)
كلما سكب الليل فيّ شهوة اللقاء!
تأجّجت نار الحنين في أتون مواقدي ، واستفاقت قصصي المغمورة البهاء المذبوحة الوجدان...فأرمِقتني وحيدة في الركن القَصيّ من مقاعد البائسين...فكأنما وَلجتُ وادٍ غير ذي زرعٍ من أودية المنفى، قد تحنّطت في شِعابه الأحياء والأضواء ..
فـ وحدها ..!
تلك الوِحدة المزروعة في لواعجي من يُتقن لَكنةَ الروح في رَهق الغياب...ووحدها من يقدّر وجع الجسد المنذور لمشيئة الانتظار..
ولمّا تحاصرني أخيلة الظلام ، وأشتهي ضوءا يمرّ بسلام عبر رؤايَ المرصوفة بالسَّراب....! أرمقه في خيالي طيفا مُسرع الخُطى نحو الغياب..
فأناديه.. وألحّ عليه ؛ له طلبا..ولمّا يُعاندني ويأبى!
أمسك ببعض حروفنا الهاربات من خواطرنا الحرّى ومن سِيَرة حبّنا المخطوطة في كتب الأنقياء.. لأكتبها على حوائط الضباب يقينا لا رجعة فيه :
بأنه لا زال رغم النأي قدّيسيَ الأول والأخير.
لا زال قديّسيَ الأول والأخير..

(6)
كلما اشتعل حقد الليل على بَياضي..!
استباحت صبايا السَّهر مُستقري ومقامي..
وتسللت تقض مضجعي بأحاديث ليالينا العِذاب ...
فأجدني خاوية الوفاض إلاّ منه؛ وذكراه..
تبتلعني ليلتي الصمّاء...فأدور في مدارات عَرضها كذرّة متناهية في الصِغر ...وازرعُني على امتداد محاور الطول طيفا من دخان..حيث الكون ليّ متسع ومنفى ..
تتراشقني سهام الوجع ، وتتجنّى عليّ حجارة الزفرات ،وترميني بشوقٍ من سجّيل، وتغرقني بحنينٍ من سموم.. ثم تذرذرني هباءا منثورا .
أجدني فلا أعرفني ... فكأنما مارستُ طقس الخروج من جسدي ..أستفيق بعد وعيٍ على لا شيء...
لأدرك حين فوات القرار فحوى رسائل الليل الأخيرة:
فـــ أنا ما كنت يوما سوى مجهول الهويّة غريب الروح والطابع ..ليس له متسع في مجموعتنا الأرضية..
لذا تقرّر نفيه من عوالم الفرح ومن مدن الضياء..

[الدكتورة عزة رجب]

وهل يملك الليل إلا أن يشج روحاً تتلظى ببوح شفيف كبوحك هذا !!
وهل للَّيل ضحايا غير الروح التي تتلمس شجن الهجير
لتبحث لها عن ملاذ سبب لها ما يقض براءة المضجع

الرائعة سمر /
أسلوب يتكئ على تماهيات جميلة البوح ..راقية الحس ...صادقة الروح
شجية الحس ..عالية النغمة ...تسجل تشكلات الأسى في بؤرة الأشواق
وتجسد ذلك النائي البعيد في أجمل تحورات البدر ببروج التكوين

ما أروع قلمك حين يصدح !

ودي لكم

[نجلاء وسوف]

ما قرأته هنا كان بالفعل حديث روحي
لوحة جمعت بين التداعيات وذكريات مدفونة في سحيق
الوجع ..
خاطر ثريّ الروح أغبطك على جمالية تلك الصور الباذخة
تقديري لك

[بياض احمد]

يأتي الليل بأسراره
وسواده
تصحو الذاكرة
وبخار الأوهام
وخميرة الأيام البائسة تبحث عن عنوان
فيطول الليل
ويعانق السراب
يمتد البحر
في غياب الشط
يسعدني ا ن أاقرا ما تكتبين أختي الفاضلة
شرف لي
افتخر بتواجدك أختي
مزيدا من العطاء
وأطال الله عمرك أختي

[آمال محمد]

.
.


لغة مثلى

دانت من حيرة الليل وخطت لها معبرا
فكانت تفقز فوق الصورة فرحة بشرعية التواجد

تلتقى وعين قارئها على جود أبرئ المعنى من الظل الطويل
وامتد في العميق ..يجاور لغة النجم


جميلة د سمر

وفي لغتك ألفة وروعة


تقديري

[فاطمة الزهراء العلوي]

وكلما قرأت لدكتورتنا
أجدني أتلهف لانغماس آخر في عمق الابجدية التي تطاوعك كما قال شاعرنا العدنان بانسيابية بليغة وجميلة
سمر الغالية شكرا لك

[الحمصي مصطفى]

بوح رقيق و جميل
ملكت الروعة من جميع مفاتيحها
فكانت الحروف رقصة شهرزادية
كأغاني الشوق
و ترنيمة المساء
د.سمر مطير البستنجي
تحيتي و أكثر

[فاطمة الزهراء العلوي]

تثبيت
14/09/2013

[ايمان النعيمي]

د. سمر مطير البستنجي

رائعة انت في حديث الارواح تناغمت روحي مع بهاء حرفك
مودتي لك

[خالداحمدمحمود]

يامن عطرك النثر
تكتبين على أوراق الشفاء

فتطيب لنا الوصفة



تقديرى وأحترامى

[محمد الدمشقي]

تأملات لي معها عودة تليق
رائعة كالعادة دكتورتنا المبدعة سمر

[ماهر عمر]

متعة لامتناهية كلما قرات لكم سيدتي

شكرا لإمتاعنا

مودتي و التقدير

[حسام المقداد]

لغة واعية
حرص الكلمة على أداء المعنى
حديث الروح للأرواح يسري
وخير حديثنا ماكان سرّا
د. سمر
التففت بالنص مرتين فلفّ بي القول على تقاليب الكلام
قرأت المقاطع لا عن تبع
فوجدتني أسمع همسا لا يمكن للجدران أن ترجع صداه
حديث الروح للأرواح همس
وخير القول ما يأتيني منه
في مدار حديثك طبني هاجس التساؤل فرحت أسأل :
أيمكن للكتابة أن تظهرنا أكثر؟!
أختي البهية
حرف يغري بالمتابعة .. فاقبلي تباعي حرفك
مودتي وتقديري

[د.سمر البستنجي]

وهل يملك الليل إلا أن يشج روحاً تتلظى ببوح شفيف كبوحك هذا !!
وهل للَّيل ضحايا غير الروح التي تتلمس شجن الهجير
لتبحث لها عن ملاذ سبب لها ما يقض براءة المضجع

الرائعة سمر /
أسلوب يتكئ على تماهيات جميلة البوح ..راقية الحس ...صادقة الروح
شجية الحس ..عالية النغمة ...تسجل تشكلات الأسى في بؤرة الأشواق
وتجسد ذلك النائي البعيد في أجمل تحورات البدر ببروج التكوين

ما أروع قلمك حين يصدح !

ودي لكم

دكتورة عزة:
وهل لي بعد تلك العصا السحرية التي فلقتِ بها هامة النص
ليبرق في عيوني لقطاً من مرجانٍ إلاّ أن أقبّل يراعي شكرا
وضاديتي بركات..

فــ لمروركِ السخيّ على وريقات روحي أثره البليغ في نجواي ؛ والمنى..
فشكرا يا شامخة.

[د انجي عبود]

حبيبتي سمر

الراقية

كم يروق لي حرفك

لله دُر الحرف منكِ

مااجمل روحك وحديثك الذي يطيب الروح

ود لا ينتهي

وورد

[د.سمر البستنجي]

ما قرأته هنا كان بالفعل حديث روحي
لوحة جمعت بين التداعيات وذكريات مدفونة في سحيق
الوجع ..
خاطر ثريّ الروح أغبطك على جمالية تلك الصور الباذخة
تقديري لك

حين يفرد الليل جناحيه على خدّ الوسن
وتشاكس وشوشات النبض أخيلة الحنين
وتُستفزّ المشاعر الساكنة في بهو الوجع،
تتأهب الروح للتخلّص من شحناتٍ ساكنة
اتخذت الاعماق لها ملجأ
فـ تتشظى المفاصل وتتلوى الأفئدة وتشخص الأبصار
كي توارى سوءات الضعف اللئيم..
فتبوح بالمكنون ، كي تستقيم..

نجلاء وسوف:
بكِ تحيا اللغة يا أُخيّة الضّاد.

[أيمن زكي]

كلما نَصب ليَ الليل فِخاخ الذكرى...!
انتشرت في أنحائي رائحة الحبّ المزروع فيّ وجعا..وباغَتني مخاض النّداء،وتوجّع فيّ جنين الكلام ،
فأمدّد بوحيَ المريض على أسرّة الفضاء...وأفري قصائدي المنظومة أغنيات حزينة في بَهارج حنجرتي....
وأُدلي للفراغ الملتفّ حوليَ بالمكتوم من أسرار الروح العليلة ...وأعترف بأعلى ما تبقّى من وَهني بأني لا زلت أهواه...
وبأن الشوق ما نهض فيّ لسِواه..
ما نهض فيّ الشوق لسِواه.

الشاعرة القديرة د. سمــر البستنجــي

الله الله أيتها الأديبة الرائعة .. أخذنا حرفكِ الأخاذ في رحلة جميلة

غرقت فيها بكل أحاسيسي وحلقت مع كل همسات الروح

تقبلي بسيط مروري وخالص تحياتي واحترامي

همســة: في الحديث رقم (6) شعرت أن النهاية سيكون تأثيرها أقوى لو انتهت عند (مجهولة الهوية غريب الروح) .. مجرد رأي فقط لأني أحسستها هكذا

دمتِ بكل الود

أيمــــن زكـــــي

[ايمن ابومطاوع]

يا لروعة الجمال جمال
والصمت في روعة الجمال جمال
سيدتي
هنا تقف الروح وهنا تعانق الفضاء فما خلت انها يوما وما قبل كانت حياة
اسعدنا هذا البوح الذي يطرب الاعماق
فما من بعد يومي هذا الا واحببت الغناء
سلمتي لنا والله عزيزتنا الدكتورة سمر

..

لغة طيعة وأسلوب مشوق

نظرات فلسفية العميق وعميقة الفلسفة

محاكمة لحال مفروض بعد تلاوة لائحة التهم

استسلام واضح مع عجز وقلة حيلة

كون الظلام كان أكبر البعثرة والتبديد

كنت أتمنى باقة أمل وصمود في نهاية النص

مع هذا الوجع ورغمه

كان نصا رائعا مميزا

لزمني عدة قراءات حتى دخلت في فضائه الرحب

أبدعت

كل التقدير

[أحمد الشيخ]

عزف جميل على وتر الحروف في ليلة دهماء
أنارها هذا النص المسافر في سماء الروعة
دمت بكل الخير و كل البهاء أيتها المتألقة سمر
مساء الجمال المترامي على ضفاف البوح

[إسماعيل حسن سيفو]

رائعة وبهيةٌ أنت شاعرتنا الأديبة الغالية

سمر مطير البستنجي

أسلوب جميل .. ورشيق..

مع تقديري ومودتي


ألف شكر للتنويه..

إسماعيل

[سلطان الزيادنة]

نص أكثر من رائع
طويل المكث فيه فرض جمال

الوارفة د.سمر مطير البستنجي

زائر حرفك غانم وموعود دائماً بقطف جنى حضوره دهشةً وحبورا

تقديري والاحترام

[محمد الدمشقي]

النص حمل حكاية حي بكل عذاباتها و مشاعرها
استخدمت الكاتبة لغة سلسة بأسلوب تعبيري عميق و تعابير بسيطة لكنها عميقة و مناسبة و بمخزون شعوري كبير جدا
فقط أكثرت أديبتنا من فاء الاستئناف خاصة في المقطع الثالث و الأفضل التقليل منها لكن هذا لا ينفي روعة النص و دفء التعابير
مودتي

[ناظم العربي]

هذا الحديث جدي
وجديد ربما لم نسمع من قبل مثله
لهذا أصغينا بوجد ووجدان
فتحيتي لك
ومحبتي لحرفك
وخالص الشكر لهذا العطاء والتميز

[د.سمر البستنجي]

يأتي الليل بأسراره
وسواده
تصحو الذاكرة
وبخار الأوهام
وخميرة الأيام البائسة تبحث عن عنوان
فيطول الليل
ويعانق السراب
يمتد البحر
في غياب الشط
يسعدني ا ن أاقرا ما تكتبين أختي الفاضلة
شرف لي
افتخر بتواجدك أختي
مزيدا من العطاء
وأطال الله عمرك أختي

ذ.بياض:
كلما جنّ الليل وضجّ بالحنين!
تناسلت الروح من مدن عتمتها؛ والضيق
تبحث عن طيف سلامٍ آتٍ من بعيد
تدلي للفراغ الشاسع بما وارته
حيث لا سامعٍ غير الظلام ولا مجير
فــ لعل الفكر يمتطي أفياء التروّي
ولعل النفس بعد إعياءٍ تستكين.

مرور يُضفي على الروح طقس الإرتياح...