جاءت بالوفا

[محمود قباجة]

جاءت بالوفا

تعتصرني اللحظات وأنا لست عنبا ولا رطبا لأختمر، أجاهر بالأنين ومن الآيات أتلو ما يعوذني من الشرور والهمزات. أستبيح إتجاه المدى متجافيا المواضع متربعا ومستلقيا، أصلي في ركن تهاوت عزائمه ، أشد الوثاق على خاصرة وبالصبر أتجلد، أستجمع القصص والكبوات وأنفث السقم من زفرات الوعيد. ألتحف بردة وكفاي تعلنان البراءة والتمتمات تتوسل السماء.
حين صباح جاءت وبيدها الأواني المستطرقة، تحمل عينات الدم لتجري بعض التحاليل المخبرية. أمد يدي وأغمض عيني وتشتد بي أوتاري وودجتاي يزدادان شحوبا وعيناي من الرهق ينتابهما الجحوظ. أقاوم الخوف والرهبة وأقاوم الشاهين عند غطرسة المنام، يلاحقني وأنا المهرول كرا وفرا،، عسى أن تلوذ نفسي بستار وتعميد ها بالسلام.
في كل صباح موعد ولقاء، كينونة الصبر تلازم المكان، أنتفض ولا بالأمر من حيلة،
تقيس درجات الحرارة والضغط وتهز رأسها ما شاء الله!!
تأخذني بالحنين تارة وتارة يشدني العمل الدءوب، في كل خطوة درس وعبرة والبسمة صهيل ومراس. ملاك بلباسها الأبيض وقلبها الشعوري الذي لم تخالطه القسوة، تطوف المكان وتلهم قريحة ساكن حصن الوجد كي ينسى الوخزات ويتذكر ترويدات أم تربت على الكتف المتوسد مهد طفولته.
يتعاقب على صيرورتي ارتفاع درجات الحرارة وجفاف حاد في تركيبة الجسم وضعف في العزيمة، تأتي بالدواء وتحقنه في الوريد الممزق والشعيرات البالية، حرقة تتكدس والألم يشتد في منطقة المعصم، أنهض في الصباح وتأتي أطياف السائلين، في كل عين سؤال وفي كل فكر هاجس وتوقع،،
تتفاوت التكهنات في انتظار مرافعة القرار وصيحة تأتي من خلف الكواليس.
السرير يعانق الجسد والعلاقة آسرة بينهما، تمر اللحظات وتعرج الأمكنة والسبابة تشهر للذكر والطيب من الكلمات. من هناك تأتي ومن حولها طاقم المساعدة تلوح بالتقرير . هنيئا لك
هنيئا للبراءة عودة الروح للجسد.