لوحة ناطقة

[محمد الفاضل]

لوحة ناطقة – محمد الفاضل

اكفهرت السماء واصطبغت بلون رمادي ، جن جنون العاصفة و بدأت تزمجر وكأنها عويل عجوز تنتحب ، في تلك اللحظة كانت روحه في حالة توحد مع الكون ، مثل متصوف زاده الخشوع نوراً ، يناجي رب العباد بتذلل ، والدموع الساخنة تنهمر فوق وجنتيه حتى خضبت لحيته ، وقف مشدوهاً وسط بقايا الأجساد المقطعة والأشلاء الَاَدمية التي تفوح منها رائحة شواء فوق أرضية الأسفلت ، وقد أفقده المشهد توازنه ، فبدأ يهذي والحزن يعتصر قلبه المكلوم ،

طار صوابه عند رؤيته رأس طفله الصغير وقد تلطخ شعره الذهبي بالدماء وتعفر بالتراب ، بالأمس القريب كانت ضحكاته تملأ المكان ، لطالما داعب خصلات شعره بيده الحانية ، فرد ذراعيه في الفضاء ، حتى بدا مثل صقر يحاول التحليق بأجنحته ليغادر هذا العالم المنافق .

مال برأسه نحو السماء و بدأ يتمتم ببعض الأدعية . على مقربة منه يرقد بقايا صبي وقد غطى وجهه وكأنه لا يريد رؤية قبح الانسان ، بالأمس كان يقفز فرحاً مثل طائر مغرد ، نحو اليمين قليلاً أصابع يد ربما تعود لأب كان يمسح على رأس أطفاله ويربت على أكتافهم ليبث الطمأنينة في نفوسهم البريئة ويهدأ من روعهم ، ولكل قطعة لحم حكاية تروي مأساة شعب ذبيح ، تنكر له الجميع .

خلفه تماماً رجل مسن انكفأ على وجهه وقد تجلط الدم حول رأسه . المشهد الأكثر قسوة رأس امرأة ملقى بعيداً ، علامات الفزع بادية على محياها وقد فغرت فاها وهي تصرخ ولسان حالها يقول ، كفى ... كفى ، أوقفوا الحرب ، ألم ترتوا من دمائنا ؟ لقد بدا ذلك الوجه مألوفاً ، لم يدر كيف قادته رجلاه نحوها , تفحصها عن كثب ، تعرق وبدأت تسري في كامل جسده قشعريرة ، أحس بدوار وانتابه صمت عميق ، توقف الزمن عن الدوران في تلك اللحظة ، تسارعت دقات قلبه حتى خيل إليه أنه سوف يتوقف ، راعه ذلك الوجه !

- ولكنها زوجتي .. زوجتي الحبيبة ....

السويد –3 / 6 / 2016

[أحمد علي]

لجمال النص ...
أثبته
لحين عودتي مع التحليل الفني ..
مع محبتي ،،،

[محمد الفاضل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي

سلام الله وود ،
هي لوحة ناطقة لا ريب انفلتت من الواقع لتنطق
سردية ماتعة كان البطل قد اكتشف في نهايتها فراق زوجته
في خضم هذه الصور الدامية المرعبة...الأمر الذي أوجد الانسجام من العنوان وانتهاء بقفلة صادمة موجعة حد الظلم الأسود ، واللآنسانية...
هذا نص مائز منسجم أخي وصديقي محمد الفاضل وذو تقنية عالية في البناء تحمد وتُشكر عليه...
نص طيب من من درر الحكي ،
راقني بناءا ومضمونا ...
أثريت الركن
رائع أنت
شكرا لك
مودتي و محبتي

الصديق والأستاذ القدير عوض
تقبل عميق شكري على قراءتك الجميلة وعبق حضورك
شهادة أعتز بها من لدن أديب و شاعر متميز
لقلبك الياسمين

[محمد الفاضل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد على

لجمال النص ...
أثبته
لحين عودتي مع التحليل الفني ..
مع محبتي ،،،

حضورك العطر يعني لي الكثير الأستاذ أحمد
شاكر تثبيت عملي المتواضع صديقي العزيز
محبتي

[زياد السعودي]

سلام الله
وتحية تليق
نشرتم وأبدعتم
ولأنكم فرادة ورأيكم إثراء
نرشح لكم هذا المنجز :
http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=65186
طمعا في فارق مداخلتكم
كل الود

[ادريس الحديدوي]

نص مشوق .. لغة سلسة و معبرة .. النهاية كانت قاسية
تحياتي و تقديري أستاذ محمد الفاضل

[محمد الفاضل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي

سلام الله
وتحية تليق
نشرتم وأبدعتم
ولأنكم فرادة ورأيكم إثراء
نرشح لكم هذا المنجز :
http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=65186
طمعا في فارق مداخلتكم
كل الود

يسعدني ذلك الأستاذ القدير زياد وكل عام وأنت بخير

[محمد الفاضل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ادريس الحديدوي

نص مشوق .. لغة سلسة و معبرة .. النهاية كانت قاسية
تحياتي و تقديري أستاذ محمد الفاضل

شكر من القلب على حضورك الجميل الأستاذ العزيز ادريس
سلمت
جل التحايا

[تسنيم الحبيب]

السلام عليكم

نص قصصي جميل / مؤلم ينبغي الوقوف عنده .
الحرب و أثرها و صورها ألوان قانية تضرج لوحة الحياة ، هذه الفكرة نطق بها النص و أجاد الناص توظيفها عبر لغة متماسكة و صور حركية قٌدمت عبر سرد متمكن .
لكن تتبقى لي ملاحظة ذوقية :
النص جميل ناطق ، و لكن كقصة هل هنالك حدث يتنامى ؟
أعني بمعزل عن الصور التي تجمع بينها الحرب ، هل هناك حدث يتصاعد عبر بداية و نهاية ؟
ربما من الأفضل لو طعم الناص الكريم نصه بتعزيزات أخرى ، مثل أن تكون هنالك شخصية أكثر فعالية ، تبحث عن فقيد لها بين الركام و يسرد الناص بعض من ملامح الشخصية و أحداث ماضية ( تقنية الاسترجاع ) ، ثم يقفل النص بهذه القفلة المتينة .
بالطبع هذا مجرد اقتراح ليكون النص مجنسا كقصة متماسكة .
ومعذرة ..
ولكم خالص التقدير.

[نوال البردويل]

نهاية مؤلمة لحكاية من حكايات الحرب الؤلمة
وما جلبت هذه الحروب من دمار وقتل
شكراً لحرفك المعبر
تحياتي أ. محمد
وتقديري

[محمد الفاضل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسنيم الحبيب

السلام عليكم

نص قصصي جميل / مؤلم ينبغي الوقوف عنده .
الحرب و أثرها و صورها ألوان قانية تضرج لوحة الحياة ، هذه الفكرة نطق بها النص و أجاد الناص توظيفها عبر لغة متماسكة و صور حركية قٌدمت عبر سرد متمكن .
لكن تتبقى لي ملاحظة ذوقية :
النص جميل ناطق ، و لكن كقصة هل هنالك حدث يتنامى ؟
أعني بمعزل عن الصور التي تجمع بينها الحرب ، هل هناك حدث يتصاعد عبر بداية و نهاية ؟
ربما من الأفضل لو طعم الناص الكريم نصه بتعزيزات أخرى ، مثل أن تكون هنالك شخصية أكثر فعالية ، تبحث عن فقيد لها بين الركام و يسرد الناص بعض من ملامح الشخصية و أحداث ماضية ( تقنية الاسترجاع ) ، ثم يقفل النص بهذه القفلة المتينة .
بالطبع هذا مجرد اقتراح ليكون النص مجنسا كقصة متماسكة .
ومعذرة ..
ولكم خالص التقدير.

شكر من القلب على الملاحظة القيمة والحضور الجميل وكل عام وأنتم بخير
محبتي

[محمد الفاضل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل

نهاية مؤلمة لحكاية من حكايات الحرب الؤلمة
وما جلبت هذه الحروب من دمار وقتل
شكراً لحرفك المعبر
تحياتي أ. محمد
وتقديري

اطلالة جميلة سيدتي
شكر من القلب وكل عام وأنت بخير
ودي

[بسباس عبدالرزاق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الفاضل

لوحة ناطقة – محمد الفاضل

اكفهرت السماء واصطبغت بلون رمادي ، جن جنون العاصفة و بدأت تزمجر وكأنها عويل عجوز تنتحب ، في تلك اللحظة كانت روحه في حالة توحد مع الكون ، مثل متصوف زاده الخشوع نوراً ، يناجي رب العباد بتذلل ، والدموع الساخنة تنهمر فوق وجنتيه حتى خضبت لحيته ، وقف مشدوهاً وسط بقايا الأجساد المقطعة والأشلاء الَاَدمية التي تفوح منها رائحة شواء فوق أرضية الأسفلت ، وقد أفقده المشهد توازنه ، فبدأ يهذي والحزن يعتصر قلبه المكلوم ،

طار صوابه عند رؤيته رأس طفله الصغير وقد تلطخ شعره الذهبي بالدماء وتعفر بالتراب ، بالأمس القريب كانت ضحكاته تملأ المكان ، لطالما داعب خصلات شعره بيده الحانية ، فرد ذراعيه في الفضاء ، حتى بدا مثل صقر يحاول التحليق بأجنحته ليغادر هذا العالم المنافق .

مال برأسه نحو السماء و بدأ يتمتم ببعض الأدعية . على مقربة منه يرقد بقايا صبي وقد غطى وجهه وكأنه لا يريد رؤية قبح الانسان ، بالأمس كان يقفز فرحاً مثل طائر مغرد ، نحو اليمين قليلاً أصابع يد ربما تعود لأب كان يمسح على رأس أطفاله ويربت على أكتافهم ليبث الطمأنينة في نفوسهم البريئة ويهدأ من روعهم ، ولكل قطعة لحم حكاية تروي مأساة شعب ذبيح ، تنكر له الجميع .

خلفه تماماً رجل مسن انكفأ على وجهه وقد تجلط الدم حول رأسه . المشهد الأكثر قسوة رأس امرأة ملقى بعيداً ، علامات الفزع بادية على محياها وقد فغرت فاها وهي تصرخ ولسان حالها يقول ، كفى ... كفى ، أوقفوا الحرب ، ألم ترتوا من دمائنا ؟ لقد بدا ذلك الوجه مألوفاً ، لم يدر كيف قادته رجلاه نحوها , تفحصها عن كثب ، تعرق وبدأت تسري في كامل جسده قشعريرة ، أحس بدوار وانتابه صمت عميق ، توقف الزمن عن الدوران في تلك اللحظة ، تسارعت دقات قلبه حتى خيل إليه أنه سوف يتوقف ، راعه ذلك الوجه !

- ولكنها زوجتي .. زوجتي الحبيبة ....

السويد –3 / 6 / 2016

النص جميل ولاشك
لغته جميلة
ولكن سأتوقف معك عند نقطة هامة

هذا الجرح كان لابد له من لغة عاصفة وأحاسيس جياشة تملأ روح النص حتى تورط القارئ في خضم أحداث القصة

وهذا يكوت بتنامي للعقدة هنا كان واضحا ما سيحصل
لذلك لم يباغت النص القارئ بجديد
يحتاج النص لصدمة وحبكة أقوى ولغة أعمق وأقوى تأثيرا

وحسب رأيي المتواضع نحتاج هنا لحوار أو مونولوج حتى نأزم من قضية النص


على كل يصعب حقا أن تتحدث عن سوربا وعما حصل لها
صعب جدا جدا

محبتي أيها الوفي لوطنه وعيدك مبارك ولكل اهل سوريا وكل العرب المسلمين
تقديري استاذي محمد الفاضل

[محمد الفاضل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسباس عبدالرزاق

النص جميل ولاشك
لغته جميلة
ولكن سأتوقف معك عند نقطة هامة

هذا الجرح كان لابد له من لغة عاصفة وأحاسيس جياشة تملأ روح النص حتى تورط القارئ في خضم أحداث القصة

وهذا يكوت بتنامي للعقدة هنا كان واضحا ما سيحصل
لذلك لم يباغت النص القارئ بجديد
يحتاج النص لصدمة وحبكة أقوى ولغة أعمق وأقوى تأثيرا

وحسب رأيي المتواضع نحتاج هنا لحوار أو مونولوج حتى نأزم من قضية النص


على كل يصعب حقا أن تتحدث عن سوربا وعما حصل لها
صعب جدا جدا

محبتي أيها الوفي لوطنه وعيدك مبارك ولكل اهل سوريا وكل العرب المسلمين
تقديري استاذي محمد الفاضل

مساء الخير الأستاذ القدير بسباس
خالص شكري على ماتفضلت به من نقاط مهمة
حضورك أسعدني وكل عام وأنت بخير
محبتي

[عباس العكري]

[محمد الفاضل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عباس العكري

شكر من القلب أخي المبدع الأستاذ عباس على تصميمك الجميل
سلمت
باقات ياسمين