قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير ) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-2009, 12:17 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بشرى بدر
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
سورية

الصورة الرمزية بشرى بدر

افتراضي قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

قراءة في نصّ الشاعر الإنسان سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير ) لبشرى بدر .

الفقرات :
1) من هو تيسير ؟.
2)قراءة في نصّ سلطان الزيادنة في رثاء تيسير .. بقلمي .
3) كلمتي للقارئ .. و أبيات لي مهداة للشاعر سلطان .
4 ) قصيدة لي ( بشرى بدر ) مهداة لروح الشاعر تيسير سبول .
====

1) : من هو تيسير ؟

هو تيسير سبول شاعر أردني كان لخيبات العصر على أصعدة مختلفة أثرها السلبي عليه .. مات منتحراً ..
عرفته من خلال حروف شاعرنا سلطان عنه في رثائه و في تقديم شذرات
من شعره يحكي فيها عن الصورة الشعريّة عنده ..

رابط النص:







قد كان ذنبي بأنّي في مصافحـتي ، مـددتُ ودّي قبيـل الكـفّ للجـار
كأنّ طيبي و مـا أعمتــه ذاكرتي ، ما انفـكّ ينـسى لناسٍ طبـعَ غـدّار
حتّى اسـتفقتُ على الأظلاف حاقـدة ، مستنفراتٍ لرجم بـتّ أوتاري
  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2009, 12:24 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بشرى بدر
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
سورية

الصورة الرمزية بشرى بدر

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

///

2): قراءتي في نصّ سلطان الزيادنة في رثاء تيسير ..

يحملُ العاشِقُ في غُربَته
مَوتَه ، تاريخَه ، عُنوانَه
وعَذاباً كامِناً في دَمِه
وحُضوراً أبَدياً كانَه.

عَبدِ الوهَّاب البَياتي

إهداء :
إلى روحه التي تَسكُنني
بِكُلِّ وَجَعِها ورُؤاها
إلى تَيسير سَبول

هي مقدمة يهيـّئنا السلطان من خلالها لتلقـّي الخبر الحزين مجيباً عن السؤال

قبل أن نسأل عن علاقته بالمرثيّ .. فهو الوريث الشرعيّ لآلامه كلـّها و الجـسد

الـّذي تبنـّى روحـه و مواجعها بعـد الرحيل .. ليعلن ذلك في العنوان ..

سَكَنْتَني يا تَيْسير

بعـد المقـدّمة و العنوان يأتينا النبأ / مضى / بفعل تمّ ثباته و ما فيه شكّ .. فعل

تفـرّد بسطر لعظمة الحدث .. و مطلع يذكـّر بفخامته و إدهاشـه بمغايرة المألوف

في الرثاء مطلع أبي تمـّام في الرثاء ( كـذا .. فليجلّ الأمر ..).. ثمّ يمضي بنا

ليعـرّفنا بالراحل ..


مَضى
مِلءُ حُروفِه نَدى
ونَشْرُ
روحِه في الدُّنى
دَفْقُ طيبٍ
ماجَ بِهِ المَدى
مَضى
لمَّا وَعاهُ أخيراً
ضَميرُ الثَّرى
نبياً غَريبَ المَلامِحِ
جاوزَ تُخومَ النهايةِ
و من خَبَرِ السّماءِ
ما ارتَوى

و في التعريف به نجـد مناقبه فهو ذو الحرف الأجمل و الوارف العطاء و مسك

روحه قد ملأ الكون طيباً فحملته أمواج الأثير عبر فضاءات الزمان و المكان ..

و قد عرف ضمير الثرى قدره و طهره فآثـر ضمـّه إليه تـشرّفاً بقداسـته

و هو الـ/ ما أدركها البـشر لاختلافه عنهم بالروح الأقرب إلى صفاء الأطهار ،

و بالإلهام الـّذي كان يـستمدّه من يقين تجاوز فيه الحجب و بات يستقيه من

السماء ..

و هنا نلحظ الجدّة أيضاً في معاني الرثاء فالشاعر يعرض عن صفات

الكرم و المروءة و غير ذلك من المطروق .. و يمدحه شاعراً بحرف متميـّز و

إنساناً اسـتحقّ صفة الإنسانيّة بجدارة و جاوزها إلى مراتب أعلى من كمال

أوشك معـه الوصول إلى النيرفانا .. ولا تخفى هنا ملامح الصوفيـّة الواضحة

الأثر في المعاني ..

* أمـّا ما يوقفنا من الجماليـّات فأكتفي بالإشارة إلى هذا التكرار في ( مضى )

تأكيداً للخبر من جهة و إبرازاً للشعور الـّذي غطـّى مساحات الحزن في نفس

الشاعر من جهة أخـرى .. و هناك جمال التصوير و أختار الأجمل من الصور

في رأيي و هي ( ضمير الثرى ) فالاستعارة هنا فيها دهـشة الجديد و فيها

عمق دلالة على نفور من البشر و قد افتقـدوا الضمير فما عرفوا قيمـة من

كان بينهم بينما التراب الجامـد امتلكـه و عرف به قـدر من اختـار ...

و لا ننسى جماليّة الألف و ما فيها من مـدّ توزّع بين حنايا الحروف و الأبيات

فإذا ما قرأت انطلق مع كلّ منها نفـَساً يحمـل شـحنة من آآآآه النفس

المفارقة لصاحبها .. و تموّج هذا الحزن بتموّجات توزّعها المموسق الحزين ..

مَضى
لا شَمسُ الحَبيبةِ
وشَمتْهُ
بنَضارِ ذَهَبِها
يَوما
ولا صَدْرُها الدافئُ
لإرتعاشاتهِ الخَجلى
احتَوى
قَضى
وما فاهَ بَعْدُ بِآية
غَفا
فاعَدُّوا له مَسكَناً
في عُيوني
أُسقيهِ من روحيَ
شَهيَّاتِ الرّوئ

و يتابع الشاعر التعريف بالراحل لكن من وجوه أخرى تروي بعض عذاباته ..

فهو من عاش الحرمان من أن يمنحه الحبّ ما يستحق .. إذ لا الحبيبة وهـّجت

أنثـاها في جـسده و لا اسـتطاعت يوماً أن تحتويه و تمنحه الدفء و الأمان

و الـريّ العاطفي و الجسدي الـّذي يريـد .. و هو من ارتحل باكـراً و قبل

أن يتـمّ رسـالة له في الحياة أو يحقـّق شـيئاً من مطامحـه ..

و قـد أغمض جفنيه .. فليعـلن الـشاعر إذاً أن نومه لن يكون إلاّ فيـه

حيث أسكن طيفه في العين و نـذر الروح لإحياء أمنيات ما استطاع تحقيقها ..

* و الموقف هنا من الجماليات إضافة إلى جماليّة الصور و تعدّد دلالاتها ..

و ما أشرت إليه من فائدة توزّع حرف المـدّ .. المـُوقف هو هذا التدرّج بالفعل

مضى ... قضى ... غفـا ... و كأنّ الشاعر يوصل لنا قناعته بأنّ ارتحال

الفقيـد قضاء كان لكنـّه محض غفـوة .. و ما كان ارتحاله غياباً كاملاً

و كيف يكـون كذلك و قـد لبـس الـشاعر روحـه و صار امتداداً له ؟!!


* ثـمّ بعـد التعريف بالراحل و ماكان من حياته و حلوله في الـشاعر يأتينا

الأكثر إدهاشـاً في القصيدة و هو انقلاب الرثاء و تبادل الأدوار ..

فالراحل عاش في حياته موتاً أورثـه للـشاعر الـّذي سيعيش إرث الموت

لإحيـاء أمنيات الراحل .. و إذاً لا عجب في أن نرى الراحل جسداً يرثي

من بقي في الحياة يعيش ما فيها من موت .. يذكر بعض ملامحه فيقول :


قال تيسيرْ
سَقَطْتُ وَتَدري
مِثلي سَتذوي
عصافةً في بَيْدَرٍ
تُغَنّيها مَواسمُ الهَجيرْ
- لُحونَ وَداع


أنت تدري أنّ رحيلك لن يكون إلاّ مثل رحيلي .. حدث شبه خـاوٍ كسقوط قـشّة

في بيدر تـشيّعها فصول احتراقات في الحياة أنضجت فيها المواجع ..


وأنتَ صَديقي
وتَدري
أنْ عبثاً نصفَ آية
أو قداساً يُرَتِّلُهُ
يَرَاعْ


و أنت تدري أنّ حياتك بعدي محض عبث و قد فارقتَ نصفك بي و لن تكتمل

قداسة روحك .. ثمّ لا جدوى من قدسيّة تظلّ حبيسة الورق .. لأنّ فعلها قد فقد

نصفه ، أجل أنت دوني قداسة غير مكتملة ، و محض رثـاء لا قيمة لوجوده ..



فِملءُ البَسيطةِ
بُغَاثٌ استَنْسَرَت
وعبيداً تسيدوا
و رُعاعْ
وأنتَ صَديقي
وتدري
أنَّ خَيطَ العَتَمَةِ
أبداً ما كان
خَيطَ شُعاعْ


ثمّ انظر إلى هذا الواقع الـّذي غادرته و ما فيه من الظلم في المجالات كلـّها ..

و الزيف الـّذي علـّى الأسفل و سـفـّل الأعلى ، و تأمـّل في أصل الأشياء

و المراتب .. ثمّ تذكـّر حقيقة أيقـن بها كلانا و هي أنّ الظلام ما كان في

يوم نـوراً و لـن يكون ..


اشقياءٌ نحنُ
إسْتَحَلْنا
فرائساً للحقيقةِ المُرَّة
ولأيامٍ حُبلى بالضياعْ
طَيبونَ نحنُ
لكنَّهمُ الأحِبَّة
أشاهوا الوجوهَ عنّا
أمساخاً كأنَّا
أو ضِباعْ


أ لـست موقناً متلي أنّنا ما تنفـّسنا إلاّ شـقاء لا يـُطاق ، و ما كنـّا إلاّ

بين براثن وحـش الحقيقة الموجعة و ألم الاغتراب في حياة نبذتنا فرحاً و

فما عشنا سوى الضياع في دروبها حزناً ..؟!!

ألـست موقناً مثلي بأنّنا نلنـا منها الأكثر إيلاماً حين أنكرنا الأحباب و أداروا

عنـّا الوجوه و أغفلوا عن طيبة فينا و جمال فما رأونا إلاّ قبحاً و نقصاً و كياناً

أشوه و تجسـّد وحشيّة ؟؟!!!



حَنانيك صَديقي
لستَ بِمُسْمِعٍ
مَنِ استَطابَ مَقامَهُ في القَاعْ
فَجَعَتني اللَيالي صَديقي
ولا بدَّ أخيراً
من نِهايةٍ و وَداعْ
ما نحنُ وتدري
إلّا بعضُ إنسراحِ لَحظاتٍ سارحِة
تَنْسّلُّ كئيبة
في بَردِ الطُّرقات
تَبحَثُ عن حَفْنَةِ دفءٍ
في قَهوةِ فنجانْ
أبداً ما كانْ


ثمّ بعد ذلك أ ترثي و تحزن لرحيلي ؟!! ألا تدري أنّ ما نقضيه فوق التراب هو

الفجيعة ذاتها تتالى واحدة بعد أخرى علينا .. و أنّني آثرت الخلاص منها

بالسكن تحت الثرى ؟!! ثمّ إنّ لكلّ أمـر نهاية و ما عمرنا سوى قصير زمن

منفلت من قيود الخلود في النهاية .. قصير زمن نعيش فيه كآبة الحياة و نحن

في دروبها نفتـّش عن دفء نـستعيض به عن قسوتها و قارس حرمانها

و نرتضي بالقليل القليل منه .. و مع ذلك ما كان لنا .. ولا أراه سيكون ..

* و الجماليات الـّتي سكنت هذا العرض أكثر من أن تحصى .. فعلى صعيد

المضمون أشرت إلى تبادل الأدوار بحيث صار الميت يرثي الحيّ و لا يغفل أحد

دلالة ذلك .. ثمّ هناك هذا الانتقال الأكثر من رائع و دون أن يشعر القارئ

من رثاء الفرد إلى رثاء الإنسانيـّة جمعاء .. لأنّ كلاً منـّا يعيش هذا الموت

أو جزءاً منه في حياته .. إضافة إلى عميق حكمة وردت فيه بعضها كان من

تأمـّلات الشاعر و جديداً مثل : ( خيط العتمة أبداً ما كان خيط شعاع ... عبث

نصف آيـة ) .. و بعضها كان مأخوذاً من القدماء لكنّه جاء بحلـّة قشيبة

صاغها الشاعر مثل : ( لا بدّ من نهاية و وداع ... ما نحن إلاّ بعض انسراح

لحظات ..) ...

و على صعيد الأسلوب لا يفوت أحداً جمال الصور و الانزياحات الـّتي بلغت

أشـدّها في قوله : ( وتَدري أنْ عبثاً نصفَ آية أو قداساً يُرَتِّلُهُ يَرَاعْ ) ..

إضافة إلى جمال اللغة و انسجام الألفاظ مع المعاني و لإيحائها بالمشاعر

[ ستذوي .. هجير .. وداع .. قدّاس .. فرائس .. أشقياء .. عتمة .. برد ]

مع بروز العين في القافية و قد جاءت ساكنة ما يشعرك أثناء القراءة بهذا الألم

الـّذي يقف في الحنجرة تشنـّجاً يطبق عليها ليبقى الحزن حبيس الصدر ..

و يسيطر شعور القرف من دنيا عافتها النفس لما فيها من سواد ...


و ما دام عرض الحال كذلك فلتأت الخلاصة الـّتي أريد إيصالها لك :


هي اللاجَدوى صديقي
وجعٌ مقيمٌ
وحقيقةٌ جارحِة
فلا تبكِ عليَّ
فَجوفي ظَلامٌ
وأمواهي جِدُّ مالحِة
فإذا ما عنّ لك في الجَدْبِ
أغراسُ أملٍ فاعلم:
أنَّ اليومَ لغدٍ
ليس إلا.. البارِحَة
إلّا.. البارِحَة


حياتنا الدنيويّة هذه محض عدم .. و دائم ألم .. و موجع حقيقة ..

فلا ترث من رحـل عنها و لا تحزن إلاّ على من بقي فيها ..

فما عـرفـت فيها إلاّ اليأس و العـقم الـّذي لا يـُنبت فرحاً أو أملاً ..

و كـن على ثقة بأنّ غير ذلك لن يكون لك .. فكلّ الزمن تشابه ، و كما

اليوم هو الأمل الخائب للماضي كذلك سيكون الغـد الأمل الخائب

ليومك هذا .. و كما تتحسّر اليوم على ماض جاء حصاده اليوم تعساً

أراك غداً في حـسرة على حاضر لن يأتي حصاده إلاّ تعـساً ..

فلا تحزن .. لا تبك .. لا ترثِ إلاّ بقاءك في الحياة ..


* و لا يخفى هنا جمال عرض الخلاصة بالصور الرامزة ( أمواه مالحة )

و تكرار لفظ صديقي لتأكيد دلالة تلازم بين الراثي و المرثيّ .. و إبراز

الحزن المتبادل و الألم الموحـّد بينهما .. إضافة لتكرار ( ليس إلاّ البارحة )

لتعزيز حقيقة واحدة لا غير و هي أن لا أسف على حياة غدها من مثل

يومها ألماً .. حياة جامدة ... حياة هي الموت نفـسه .

==========






قد كان ذنبي بأنّي في مصافحـتي ، مـددتُ ودّي قبيـل الكـفّ للجـار
كأنّ طيبي و مـا أعمتــه ذاكرتي ، ما انفـكّ ينـسى لناسٍ طبـعَ غـدّار
حتّى اسـتفقتُ على الأظلاف حاقـدة ، مستنفراتٍ لرجم بـتّ أوتاري
  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2009, 12:26 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
بشرى بدر
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
سورية

الصورة الرمزية بشرى بدر

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

//

3) كلمتي للقارئ .. و أبياتي للشاعر سلطان ..

ــ القارئ الكريم .. أتمنـّى أن أكون قد قدّمت بعض الإضاءة على النصّ ..

و أمـّا الإثقال بالحزن عليك فما هو ذنب الشاعر و لا ذنبي إنـّما هو واقع

الحال الـّذي يعيـشه معظمنا سـواء واجهنا حقيقته أو تغافلنا عن و جوده ..

و قد قـدّم لنا الشاعر سلطان الزيادنة في هذا النصّ قدوة للوفاء للصديق

و رثاء لكلّ غـال علينا .. و خفـّف عـنـّا الحزن للموت لكن ليـس بالطرق

المعتادة و إنـّما بأن جعلـه الحدث الأجمل حيث هو خلاص من مـوتنا ..

كما أعطانا نموذجاً للإبداع الوجداني التأمـّلي في شـعـر لن أقول فيه سـوى

أنـّه خالـد لخلود أثـره في النفـس و لعميق حكمته و بهاء حلـّته ..


ــ و أمـّا أنت يا الشاعر الـسلطان فلن أقول لك سـوى كلمات أتمنـّى أن

تقرأها لتعـلم عظيم ألم نكأته و بليغ حزن تركته بهـذه القصيدة :



عدني بأنـّك يوم ينعـاني الرحيلْ

ستقول : مرّت من هنا أنشودةٌ ..

و يمـامة في حـزنـها سـرّ .. و شـجو في الهديلْ

و اذكـرني حـرفاً نـاءت الـروح بــه

اجـعلـني ذكـرى ... و التـذكــّر ــ يا بنيّ ـــ

على المـدى صبـرٌ جميـلٌ ... مـن عليـلْ

يـا حـزنك المـزروع في روحي طـعـاناً لا تـزولْ

قـد جـاد غـيـثك .. مثلـما رطـب النخيـلْ

و أتاني شـعرك كي يبـرّد حرقتي

يـسقيني مـن ألـم تعتـّق في المواجع خمرةً

قـد عـشت في أعنابها شـمس احتراق .. في العنـاءْ

و أتيتني من مثـل دائي .. كي تقـول :

و ذا الـدواءْ ..

عـدني إذاً كي أقتحـم مـوتي هنـا

كي أبتـدئ طعـم الحيـاة على الـ/ هناك َ.. على الهنـاءْ

عـدني إذاً مـن بعض طبـّك بالـرثاءْ






قد كان ذنبي بأنّي في مصافحـتي ، مـددتُ ودّي قبيـل الكـفّ للجـار
كأنّ طيبي و مـا أعمتــه ذاكرتي ، ما انفـكّ ينـسى لناسٍ طبـعَ غـدّار
حتّى اسـتفقتُ على الأظلاف حاقـدة ، مستنفراتٍ لرجم بـتّ أوتاري
  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2009, 12:28 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
بشرى بدر
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
سورية

الصورة الرمزية بشرى بدر

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

//

4) قصيدة بشرى بدر مهداة إلى روح تيسير ..


يا أنت يا تيـسيرُ هات الـروح عـنـدي

مـنْ سـكنتـه .. لا أحـدْ

قـد رثّ ثـوبي .. إنـّني بالحـبّ أجـدرُ مـن أجـَـدّ

يا آآهُ .. لو تدري اشـتياقيَ للحيـاة على هـواكْ

خـذني .. و ألـق ِالكـلّ منـّي في مـداكْ

ها قـد نضجـْتُ على المـدافـن ها هنـا

و أنـاي تنـزعُ للتكـوّر في أنـاكْ

تيـسير إنـّي لـستُ أجهـلُ مـَن تكـون

فلقـد حللـْتَ سـحابـة ً.. تبكي بقـاءنا في المكـانْ

يا قاتلي رحمـاكَ ..

دعْ كلّ الحلـول على الـزمانْ

و إليـك صـدريَ و الـعيـونْ

اُحلـلْ بنبضي .. هـاكَ روحيَ مـسكنك

فلعـلـّني .. أفــديـه منـك بكـلّ أوردتي و أمـددها إليكْ

لا تحـسبَنـّي في اتـّقاد الـزهـد منـّي يـوم أدعـو كي تجيء

لا تحـسبنـّي بصـوت أنثـى .. إذ أنادي

يا رمـادك اشـتعـلْ .. و كـن الـولادة رغـم أنـف المـلح

أو ظـامي الـرمـالْ

ما كنـت امـرأة العـزيز .. و لـستما مـن مثل يـوسـف في الجمـالْ

لكنـّني من روح يعقـوب الـّذي أدمـاه سـرٌّ في الغيـابْ

تيـسيرُ .. ردّ عليّ قمصـان الحـروف .. فإنـّنا

قـد أرهـق الطحـن النـوايا .. و اعتـرانا الارتيـابْ

هبـْه لنـا ... لقـسيم روح .. للمـواجع في العيـونْ

ثـمّ اعتصـرْ .. مـنْ شــحّ أزمنـة المـسرّة ربـعَ كأس ٍمــن فـرحْ

و عليــه لا ... لا تنتصـرْ

أحـزانـه من مثـل شـهقـتنا إذا حـان اللقـاءْ

تيـسير .. كـم يحـلو .. و كـم يحـلو الـشهيقْ

دلـّلـني يا تيـسير عنـدك .. مثـل أمّ ٍ.. مثـل أخـتٍ أو صـديـقْ

و اتـركـْه سـلطاناً لحـزن ٍكـان فينـا ها هنـا

فـلـربـّما الـمـوت هنـا

و بغيـر حـزنـه ... غيـر حــرفـه لا يليــقْ

=== بشرى بـدر ===








قد كان ذنبي بأنّي في مصافحـتي ، مـددتُ ودّي قبيـل الكـفّ للجـار
كأنّ طيبي و مـا أعمتــه ذاكرتي ، ما انفـكّ ينـسى لناسٍ طبـعَ غـدّار
حتّى اسـتفقتُ على الأظلاف حاقـدة ، مستنفراتٍ لرجم بـتّ أوتاري
  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2009, 02:21 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

يحملُ العاشِقُ في غُربَته
مَوتَه ، تاريخَه ، عُنوانَه
وعَذاباً كامِناً في دَمِه
وحُضوراً أبَدياً كانَه.

عَبدِ الوهَّاب البَياتي


إلى روحه التي تَسكُنني
بِكُلِّ وَجَعِها ورُؤاها
إلى تَيسير سَبول


سَكَنْتَني يا تَيْسير



مَضى
مِلءُ حُروفِه نَدى
ونَشْرُ
روحِه في الدُّنى
دَفْقُ طيبٍ
ماجَ بِهِ المَدى
مَضى
لمَّا وَعاهُ أخيراً
ضَميرُ الثَّرى
نبياً غَريبَ المَلامِحِ
جاوزَ تُخومَ النهايةِ
و من خَبَرِ السّماءِ
ما ارتَوى
مَضى
لا شَمسُ الحَبيبةِ
وشَمتْهُ
بنَضارِ ذَهَبِها
يَوما
ولا صَدْرُها الدافئُ
لإرتعاشاتهِ الخَجلى
احتَوى
قَضى
وما فاهَ بَعْدُ بِآية
غَفى
فاعَدُّوا له مَسكَناً
في عُيوني
أُسقهِ من روحيَ
شَهيَّاتِ الرّوئ

قال تيسيرْ
سَقَطْتُ وَتَدري
مِثلي سَتذوي
عصافةً في بَيْدَرٍ
تُغَنّيها مَواسمُ الهَجيرْ
- لُحونَ وَداع
وأنتَ صَديقي
وتَدري
أنْ عبثاً نصفَ آية
أو قداساً يُرَتِّلُهُ
يَرَاعْ
فِملءُ البَسيطةِ
بُغَاثٌ استَنْسَرَت
وعبيداً تسيدوا
و رُعاعْ
وأنتَ صَديقي
وتدري
أنَّ خَيطَ العَتَمَةِ
أبداً ما كان
خَيطَ شُعاعْ
اشقياءٌ نحنُ
إسْتَحَلْنا
فرائساً للحقيقةِ المُرَّة
ولأيامٍ حُبلى بالضياعْ
طَيبونَ نحنُ
لكنَّهمُ الأحِبَّة
أشاحوا الوجوهَ عنّا
أمساخاً كأنَّا
أو ضِباعْ
حَنانيك صَديقي
لستَ بِمُسْمِعٍ
مَنِ استَطابَ مَقامَهُ في القَاعْ
فَجَعَتني اللَيالي صَديقي
ولا بدَّ أخيراً
من نِهايةٍ و وَداعْ
ما نحنُ وتدري
إلّا بعضُ إنسراحِ لَحظاتٍ سارحِة
تَنْسّلُّ كئيبة
في بَردِ الطُّرقات
تَبحَثُ عن حَفْنَةِ دفءٍ
في قَهوةِ فنجانْ
أبداً ما كانْ
هي اللاجَدوى صديقي
وجعٌ مقيمٌ
وحقيقةٌ جارحِة
فلا تبكِ عليَّ
فَجوفي ظَلامٌ
وأمواهي جِدُّ مالحِة
فإذا ما عنّ لك في الجَدْبِ
أغراسُ أملٍ فاعلم:
أنَّ اليومَ لغدٍ
ليس إلا.. البارِحَة
إلّا.. البارِحَة.




---------------------

قال تيسير :
أنا يا صديقي
اسير مع الوهم ، ادري
ايمم نحو تخوم النهاية
نبيا غريب الملامح امضي الى غير غاية

صوت تيسير سبول المشروخ المجروح ..
تجربته الشعرية ....
تداعياته التي ضمنها روايته
انت منذ اليوم ...
ومخزون من الشعر الرافض الثائر
وروح ما استوعبها جسد التيسير
فطفقت هائمة وسكنت السلطان
ليستهل مستلهما ذلك الصوت الجنائزي
الذي سكن القصيدة التي وجدت بجانب السبول
صبيحة انتحاره

مَضى
لمَّا وَعاهُ أخيراً
ضَميرُ الثَّرى
نبياً غَريبَ المَلامِحِ
جاوزَ تُخومَ النهايةِ
و من خَبَرِ السّماءِ
ما ارتَوى

(وَعاهُ أخيراً
ضَميرُ الثَّرى) ...
اشارة لموته/ الوسيلة رفضا واحتجاجا
كآخر وسيلة للدفاع عن الذات

برتم ممعن في الحزن وبصورة شعرية مائزة
يتابع السلطان :

لا شَمسُ الحَبيبةِ
وشَمتْهُ
بنَضارِ ذَهَبِها
يَوما
ولا صَدْرُها الدافئُ
لإرتعاشاتهِ الخَجلى
احتَوى
قَضى
وما فاهَ بَعْدُ بِآية

اشارة الى موت داخلي
كان قد اقترب منه السبول
وكان هذا الموت قد اقترب به الى الموت المطلق


فاعَدُّوا له مَسكَناً
في عُيوني
أُسقيهِ من روحيَ
شَهيَّاتِ الرّوئ

ولا عجب
فثمة تمازج ارواح
اما كان قد قدم السلطان :
إلى روحه التي تَسكُنني
بِكُلِّ وَجَعِها ورُؤاها

فِملءُ البَسيطةِ
بُغَاثٌ استَنْسَرَت
وعبيداً تسيدوا
و رُعاعْ

صوت اخر هنا يدرجه السلطان ؟ تدرجه روح تيسير ؟
مهما يكن يحمل هذا الصوت بعدا قوميا كان من اهم اسباب انتحار السبول

حَنانيك صَديقي
لستَ بِمُسْمِعٍ
مَنِ استَطابَ مَقامَهُ في القَاعْ
فَجَعَتني اللَيالي صَديقي
ولا بدَّ أخيراً
من نِهايةٍ و وَداعْ

هذا المشاهد السرمدية
بشخوصها وبيئتها
وعلى امتداد الزمكنة
كتبها السلطان
لانها ادت الى انهيار داخلي تام لدى السبول
وحتما لها ذات الانعكاسات على شاعرنا الزيادنة
و على كل ثوري مناضل حالم
فكان هذه المشاهد كمفصل عصي ولا تزال ...

هي اللاجَدوى صديقي
وجعٌ مقيمٌ
وحقيقةٌ جارحِة
فلا تبكِ عليَّ
فَجوفي ظَلامٌ
وأمواهي جِدُّ مالحِة
فإذا ما عنّ لك في الجَدْبِ
أغراسُ أملٍ فاعلم:
أنَّ اليومَ لغدٍ
ليس إلا.. البارِحَة

ويسدل سلطان
ستار ملحمة الفقد والفقدان
بصوته الشعري
مستنطقا تيسير السبول
من خلا ابجديته الخاصة
مستحضرا روح تيسير
ليشير بصور شعرية
وعميق عبارة ومدلول
الى اللاجدوى
التي ادت الى تلك النهاية
هي العتمة التي اوجدت القرار الفرار الانتحار

السلطان ومن خلال ابجديته الخاصة
حريص على ان ينفرد بالصورة
يشتغل عليها كثيرا
ويشتغل على المفردة وتمددها المعنوي والدلالي

نص شعري مائز
نشكر قسيمها عليه
ونشكر اخيتنا بشرى
على ان اتاحت لنا الفرصة
لاسترجاع قراءة متواضعة اردنا من خلالها الاقتراب من عوالم النص
فما اوفينا التيسير حقه وما اوفينا السلطان حقه غير اننا اجتهدنا

ودنا الاكيد






  رد مع اقتباس
/
قديم 31-10-2009, 01:11 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
بشرى بدر
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
سورية

الصورة الرمزية بشرى بدر

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

العميد المكرم و الأخ الكرم زياد السعودي ..

قد كان لك السبق في إلقاء الضوء و ما زال ..

شرف لي أن تكون حروفنا معاً في دراسة النصّ .. و أمنية أن يلقي عليه الأخوة مزيداً من الضوء

أمّا الأمنية الأبعد فهي أن نلملم ما كتبه السلطان عن تيسير و ما وضعناه من متواضع حروف

في كتيّب صغير إهداء لروحه .. و تكريماً للإنسان

مودّتي و الاحترام






قد كان ذنبي بأنّي في مصافحـتي ، مـددتُ ودّي قبيـل الكـفّ للجـار
كأنّ طيبي و مـا أعمتــه ذاكرتي ، ما انفـكّ ينـسى لناسٍ طبـعَ غـدّار
حتّى اسـتفقتُ على الأظلاف حاقـدة ، مستنفراتٍ لرجم بـتّ أوتاري
  رد مع اقتباس
/
قديم 31-10-2009, 10:32 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

لم يحتمل قلب تيسير المرهف كل ضغط العتمة والألم
فمضى مختارا نهايته الجسدية
ولكن روحه لم تفارقنا
وهو الذي خاطبنا جميعا قبل الرحيل:
(وأنت صديقي وأعلم
ولكن قد اختلفت بي طريقي)
فليرحمك الله تيسير
والف شكر لبشرى بدر
وهي تجول في هذه الدراسة الجميلة
فتعيد روح تيسير بيننا
احترام ومودة
زياد






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-11-2009, 12:02 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
بشرى بدر
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
سورية

الصورة الرمزية بشرى بدر

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد جيوسي
لم يحتمل قلب تيسير المرهف كل ضغط العتمة والألم

فمضى مختارا نهايته الجسدية
ولكن روحه لم تفارقنا
وهو الذي خاطبنا جميعا قبل الرحيل:
(وأنت صديقي وأعلم
ولكن قد اختلفت بي طريقي)
فليرحمك الله تيسير
والف شكر لبشرى بدر
وهي تجول في هذه الدراسة الجميلة
فتعيد روح تيسير بيننا
احترام ومودة
زياد





المكرم و الأكرم زياد الجيوسي ..

ربّما لم نصل لعمق إنسانه .. لروعة حروفه .. لسموّ روحه

لكنّ المؤكـّد أنّه كان الأجرأ ..

مرورك وسام و مدعاة اعتزاز لحروفي المتواضعة .

مودّتي و الاحترام






قد كان ذنبي بأنّي في مصافحـتي ، مـددتُ ودّي قبيـل الكـفّ للجـار
كأنّ طيبي و مـا أعمتــه ذاكرتي ، ما انفـكّ ينـسى لناسٍ طبـعَ غـدّار
حتّى اسـتفقتُ على الأظلاف حاقـدة ، مستنفراتٍ لرجم بـتّ أوتاري
  رد مع اقتباس
/
قديم 05-11-2009, 10:14 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
صبا خليل
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية صبا خليل

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

وتيسير هو القائل:
وابعد - ابعد من كل ما قيل -
ما لا يقال
فلصق ضميري تظل حروف
حروف ثقال
اشد عليها وليس تبوح
وتفعم صدري بطعم المحال ..
...
من اجل هذا الذي لا يقال
تساقط تهمي
دموع الرجال.

تيسير سبول غائب لا يغيب


العزيزة بشرى بدر
الشاعر القدير سلطان الزيادنه
العميد القدير زياد السعودي
الاستاذ القدير زياد الجيوسي
هنا توقف عن التفكير و كان الصمت مذهبي لفترة طويله لم استطيع الاتيان باي تعبير يمكن ان يصف شعوري امام هذا الاحساس و العطاء و البيان ...
كل الاحترام لكم جميعا






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-11-2009, 01:11 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نفيسة التريكي
عضو مجلس إدارة
عنقاء العام 2008
عضوة تجمع أدباء الرسالة
عضوة لجنة تحكيم مسابقة شعر الرسالة
عضو ة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية نفيسة التريكي

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

و يمدحه شاعراً بحرف متميـّز و

إنساناً اسـتحقّ صفة الإنسانيّة بجدارة و جاوزها إلى مراتب أعلى من كمال

أوشك معـه الوصول إلى النيرفانا .. ولا تخفى هنا ملامح الصوفيـّة الواضحة

الأثر في المعاني ......
...........
و هناك جمال التصوير و أختار الأجمل من الصور

في رأيي و هي ( ضمير الثرى ) فالاستعارة هنا فيها دهـشة الجديد و فيها

عمق دلالة على نفور من البشر و قد افتقـدوا الضمير فما عرفوا قيمـة من

كان بينهم بينما التراب الجامـد امتلكـه و عرف به قـدر من اختـار ...

ثمّ هناك هذا الانتقال الأكثر من رائع و دون أن يشعر القارئ
....................
من رثاء الفرد إلى رثاء الإنسانيـّة جمعاء ..
السلام عليكم جميعا يا من حللتم هنا
روح تيسير
ريح السلطان
بيان البشرى
نبض الزياد ........
ركنت إلى قبر تيسير، فوجدت قلوبا تبعثه من غفوته قد أشرقت بآهاته واناته ونشوات تحزانه وجمرات أوقاته .
هنا بقدر ما احزن استريح ،وبقدر ما أنتشي بالجمال اكتحل بالالم، وبقدرما ابكي يمسح الوفاء دموعي
هنا الجمال على الجمال على الجمال
هنا البيان على البيان على البيان
هنا تصبح الحروف خلودا ،ويصبح الموت حياة ،ويتآلف الموتى والأحياء بالنبض والعرض والإنسان والأرض. ورغم قصة الألم والنهاية القرار التي كانت فاجعة إنسانية إلا ان الشعر والحب والصداقة والوفاء خلدت الشاعر الراحل -رحمه الله-تيسير سبول وفقدمه لنا السلطان والبشرى والزياد، فصرنا نعرفه وشغفنا بشعره وبما كتبوه عنه وله .
ولما قرأت هذه المرثية لأول مرة خلت تيسيرا عاصر سلطانا بل صديقه الحميم ومضيت أتصور شدة ألمه واحس بانقباضات نفسه لفقدانه هذا الصديق وكما قالت المتألقة الفنانة الأديبة الرائعة بشرى وجدت اندماجا في القصيدة بين الراثي والمرثي حتى لكأنهما في حياتهما وفي ألمهما وفي موتهما كانا كواحد فاحتلت هذه القصيدة من نفسي مكان الروح والموقف المريد وأدركت في داخلي انني اشبههما ....
وذات تيسير سلطاني نشر لنا العزيز سلطان شذرات من شعر سبول فاندهشت لنبضها ودفقها في داخلي وكأني كدت أكتبها فسبقني إليها الراحل الحي
او كانها قصائد تنبض فيّ واحس انّني سأكتبها فسبقني ايضا إليها .
كان تعبير تيسير في قوة العمق الشفيف شقيق روحي ،وكانت تلونات الحزن والتأمل والألم والقرار في همهمات القلب السلطاني صدى جروحي، وكانت بصيرة البشرى في قراءتها بصرا إنسانيا رأى بعين واحدة هذه التجربة العمييييييييييييييييييييييييييييييييييقة ......
أعزائي وجدتني هنا معكم في تطواف تصوف بالحياة والموت والمعنى .........
إلى الروعة دائما يا أنتم انا






  رد مع اقتباس
/
قديم 07-11-2009, 02:41 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
سلام الباسل
عضو أكاديمية الفينيق
لأكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
عضو تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية سلام الباسل

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

الغالية بشرى
تُخضعين الحرف لذكاء مبضعك
لتقدمين لنا قراءة ولا أجمل
في نصّ السلطان
سكنتني يا تيسير
قراءة تناولت جوانب أنيقة في ابراز رقة المعاني
فلكما كل الشكر
وفائض التحايا
والى المزيد المزيد
باحترام
سلام






  رد مع اقتباس
/
قديم 09-11-2009, 10:40 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
بشرى بدر
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
سورية

الصورة الرمزية بشرى بدر

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبا خليل
وتيسير هو القائل:
وابعد - ابعد من كل ما قيل -
ما لا يقال
فلصق ضميري تظل حروف
حروف ثقال
اشد عليها وليس تبوح
وتفعم صدري بطعم المحال ..
...
من اجل هذا الذي لا يقال
تساقط تهمي
دموع الرجال.

تيسير سبول غائب لا يغيب


العزيزة بشرى بدر
الشاعر القدير سلطان الزيادنه
العميد القدير زياد السعودي
الاستاذ القدير زياد الجيوسي
هنا توقف عن التفكير و كان الصمت مذهبي لفترة طويله لم استطيع الاتيان باي تعبير يمكن ان يصف شعوري امام هذا الاحساس و العطاء و البيان ...
كل الاحترام لكم جميعا



المكرمة صبا خليل

من المؤكـّد أنّكم تعرفونه أكثر منّي ، و قرأتم الأكثر من حروفه

فما عرفته إلاّ من خلال نصّ السلطان .. و كان هذا كافياً لأن يجعله

يـسدّ ثغرة في الروح الهائمة بحثاً عمـّن يليق بتشخيص كلمة

إنسان

كثير شكر و امتنان لحضورك الرائع

و لك المودّة و الاحترام






قد كان ذنبي بأنّي في مصافحـتي ، مـددتُ ودّي قبيـل الكـفّ للجـار
كأنّ طيبي و مـا أعمتــه ذاكرتي ، ما انفـكّ ينـسى لناسٍ طبـعَ غـدّار
حتّى اسـتفقتُ على الأظلاف حاقـدة ، مستنفراتٍ لرجم بـتّ أوتاري
  رد مع اقتباس
/
قديم 21-11-2009, 03:05 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
بشرى بدر
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
سورية

الصورة الرمزية بشرى بدر

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفيسة التريكي
و يمدحه شاعراً بحرف متميـّز و

إنساناً اسـتحقّ صفة الإنسانيّة بجدارة و جاوزها إلى مراتب أعلى من كمال

أوشك معـه الوصول إلى النيرفانا .. ولا تخفى هنا ملامح الصوفيـّة الواضحة

الأثر في المعاني ......
...........
و هناك جمال التصوير و أختار الأجمل من الصور

في رأيي و هي ( ضمير الثرى ) فالاستعارة هنا فيها دهـشة الجديد و فيها

عمق دلالة على نفور من البشر و قد افتقـدوا الضمير فما عرفوا قيمـة من

كان بينهم بينما التراب الجامـد امتلكـه و عرف به قـدر من اختـار ...

ثمّ هناك هذا الانتقال الأكثر من رائع و دون أن يشعر القارئ
....................
من رثاء الفرد إلى رثاء الإنسانيـّة جمعاء ..
السلام عليكم جميعا يا من حللتم هنا
روح تيسير
ريح السلطان
بيان البشرى
نبض الزياد ........
ركنت إلى قبر تيسير، فوجدت قلوبا تبعثه من غفوته قد أشرقت بآهاته واناته ونشوات تحزانه وجمرات أوقاته .
هنا بقدر ما احزن استريح ،وبقدر ما أنتشي بالجمال اكتحل بالالم، وبقدرما ابكي يمسح الوفاء دموعي
هنا الجمال على الجمال على الجمال
هنا البيان على البيان على البيان
هنا تصبح الحروف خلودا ،ويصبح الموت حياة ،ويتآلف الموتى والأحياء بالنبض والعرض والإنسان والأرض. ورغم قصة الألم والنهاية القرار التي كانت فاجعة إنسانية إلا ان الشعر والحب والصداقة والوفاء خلدت الشاعر الراحل -رحمه الله-تيسير سبول وفقدمه لنا السلطان والبشرى والزياد، فصرنا نعرفه وشغفنا بشعره وبما كتبوه عنه وله .
ولما قرأت هذه المرثية لأول مرة خلت تيسيرا عاصر سلطانا بل صديقه الحميم ومضيت أتصور شدة ألمه واحس بانقباضات نفسه لفقدانه هذا الصديق وكما قالت المتألقة الفنانة الأديبة الرائعة بشرى وجدت اندماجا في القصيدة بين الراثي والمرثي حتى لكأنهما في حياتهما وفي ألمهما وفي موتهما كانا كواحد فاحتلت هذه القصيدة من نفسي مكان الروح والموقف المريد وأدركت في داخلي انني اشبههما ....
وذات تيسير سلطاني نشر لنا العزيز سلطان شذرات من شعر سبول فاندهشت لنبضها ودفقها في داخلي وكأني كدت أكتبها فسبقني إليها الراحل الحي
او كانها قصائد تنبض فيّ واحس انّني سأكتبها فسبقني ايضا إليها .
كان تعبير تيسير في قوة العمق الشفيف شقيق روحي ،وكانت تلونات الحزن والتأمل والألم والقرار في همهمات القلب السلطاني صدى جروحي، وكانت بصيرة البشرى في قراءتها بصرا إنسانيا رأى بعين واحدة هذه التجربة العمييييييييييييييييييييييييييييييييييقة ......
أعزائي وجدتني هنا معكم في تطواف تصوف بالحياة والموت والمعنى .........
إلى الروعة دائما يا أنتم انا



المكرمة نفيسة التريكي ...

يا لسعادة قلبي بمرورك الذي يفي الحرف حقّه و يمنح النصّ ألقاً آخر ..

ديدنك الصدق .. الإخلاص .. الانفعال لكلّ ما يرقى بالإنسان .. و ذا طبع

القلوب النقيّة .. أمّا قلبي فخفقه من فرح إذ قلت : يا أنتم أنا ..

كثير شكر لك .. و كثير امتنان يا ذاكرة الجمال فينا

مودّتي و الاحترام






قد كان ذنبي بأنّي في مصافحـتي ، مـددتُ ودّي قبيـل الكـفّ للجـار
كأنّ طيبي و مـا أعمتــه ذاكرتي ، ما انفـكّ ينـسى لناسٍ طبـعَ غـدّار
حتّى اسـتفقتُ على الأظلاف حاقـدة ، مستنفراتٍ لرجم بـتّ أوتاري
  رد مع اقتباس
/
قديم 23-11-2009, 07:26 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
راضية الشهايبي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للإبداع الأدبي
تونس

الصورة الرمزية راضية الشهايبي

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

شكرا لكم جميعا اذ فتحتم لنا نافذة على عوالم الشاعر القتيل - قتيل المرحلة الآثمة- والشكر الكبير للرائعة بشرى






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-11-2009, 11:37 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
بشرى بدر
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
سورية

الصورة الرمزية بشرى بدر

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلام الباسل
الغالية بشرى
تُخضعين الحرف لذكاء مبضعك
لتقدمين لنا قراءة ولا أجمل
في نصّ السلطان
سكنتني يا تيسير
قراءة تناولت جوانب أنيقة في ابراز رقة المعاني
فلكما كل الشكر
وفائض التحايا
والى المزيد المزيد
باحترام
سلام



الأخت الأغلى سلام الباسل ..

و كلـّنا يدري كم في نصوص السلطان من جماليّات

حاولت أن أحيط بها بأدوات نقدي التقليديّة بعيداً عن مدارس

النقد الغربيّ .. كلّ ما أتمنّاه أن أكون أوفيت لجزء من روعته ..

مرورك و العطر صنوان .. فكثير شكر لك

وكلّ عام و أنت و العائلة بخير

مودّتي و احترامي






قد كان ذنبي بأنّي في مصافحـتي ، مـددتُ ودّي قبيـل الكـفّ للجـار
كأنّ طيبي و مـا أعمتــه ذاكرتي ، ما انفـكّ ينـسى لناسٍ طبـعَ غـدّار
حتّى اسـتفقتُ على الأظلاف حاقـدة ، مستنفراتٍ لرجم بـتّ أوتاري
  رد مع اقتباس
/
قديم 04-12-2009, 07:51 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
بشرى بدر
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
سورية

الصورة الرمزية بشرى بدر

افتراضي رد: قراءة في نصّ سلطان الزيادنة ( سكنتني يا تيسير )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راضية الشهايبي
شكرا لكم جميعا اذ فتحتم لنا نافذة على عوالم الشاعر القتيل - قتيل المرحلة الآثمة- والشكر الكبير للرائعة بشرى


المكرمة راضية الشهايبي

و الشكر لك على هذا المرور الرائع بصدق الحرف كأنت

مودّتي و الاحترام






قد كان ذنبي بأنّي في مصافحـتي ، مـددتُ ودّي قبيـل الكـفّ للجـار
كأنّ طيبي و مـا أعمتــه ذاكرتي ، ما انفـكّ ينـسى لناسٍ طبـعَ غـدّار
حتّى اسـتفقتُ على الأظلاف حاقـدة ، مستنفراتٍ لرجم بـتّ أوتاري
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط