العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-2009, 08:26 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عباس باني المالكي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
العراق

الصورة الرمزية عباس باني المالكي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عباس باني المالكي غير متواجد حالياً


افتراضي قراءة نقدية لقصة (طائر المرايا ) للقاص العراقي محمد رشيد

قراءة نقدية لقصة (طائر المرايا ) للقاص العراقي محمد رشيد

أن الدخول إلى هذه القصة هو الدخول إلى تحديد إستراتجية (الأنا) وما يصدر منها فعلا وسردا حيث نلاحظ أن الأنا تتراوح مابين التجريد والتشخيص بعالم متموج متداخل بين الواقع والخيال بواقعية سحرية حيث يبتدئ القاص منذ بداية القصة بتحديد حدود وعيه (أوراق الكتب التي هضمتها مخيلتي) لكي ينقلنا من عالم الواقعي إلى عالم حلمي الذي هو انعكاس إلى هواجسه اتجاه حياة شعر هو بفقدها وما طائر المرايا إلا انعكاس إلى عالم الروحي والظاهرة الدلالية في انعكاس العالم الخارجي وبشكل تعبيري ضمن مقاربات إلى أحلام التي تحددها حالات نكوص وأرتكاس التي تعيشها ذاته بدلالات ذاته وفق العلاقات الإنسانية والأشياء والكائنات والوجدان والتركيبة النفسية ..كما أن القاص يعتمد على مكان الذي يأخذ زمنكانية الحدث القصصي إلا وهو بيت السرد وعندما نأخذ المحنى البستمولوجيا في تحديد السمات التي أعتمدها القاص هنا فهو حدد حدود وعيه ومخيلته في مكان هو بيت السرد لكي يتمتع بحرية بأحداث السرد دون التوقف والتساؤل عن تحديد الحقل الدلالي والمعنى وأحداث الانزياح الكامل في تكوين التأويل الذي يجعله يمتلك السيطرة النفسية بالمضي بالبناء القصصي وتنقل الشخصية عبر حدود الدلالي المشخص دون الوقوع في طوبائية خارج المعنى القصصي ..حيث نجد أن بطل القصة بعد أن فقد ثقته بالآخرين واختلاف وعيه الثقافي عنهم وهو متمسك بهذا الوعي الذي هو عملية إنقاذ إلى ذاته من ضبابيتهم (الأجواء الضبابية التي نشرها الأصدقاء هي من حجبت بريق الشمس لذلك تركتهم يتجهون صوب الغروب متجها لشروق العلاقات ) هو أستطاع الإمساك بدلالاته التي يمكن من خلالها استثمار الرمز وكما قال سارتر ( فالشيء يمتلك معنى عندما يتحول إلى حامل لواقع يتجاوزه ) ...والبطل هنا أن ينقل وعيه من حالة الصمت والركود إلى عالم متحرك غير متوقف إلا وهي الطيور والتي هي رمز إلى كل جميل ومسالم وهذه الحالة ما هي إلا انعكاس إلى عالمه الداخلي ( وفي بيت السرد اقتنيت ذكرا وأنثى من طيور الجنة وبمرور الأيام اكتشفت هذه المخلوقات الأليفة وحدها في الكون من تمنحني السعادة والطمأنينة التي افتقدتها من زمن طويل ) أي هو بدل تهميش ذاته بالعزلة بسبب فقده الثقة بالآخرين يلجئ إلى هذه الطيور التي تمنحه كما يحددها هو بالألفة كما هي انعكاس إلى أشياء في ذاكرته قد فقدها نتيجة الآخرين وهو بهذا أراد أن يحقق التوازن النفسي وفق صور حية بدل مخاض الأحلام التي تلقيه خارج الواقع المحيط حوله وهنا تعتبر ضربة ذكية في رسم الواقع النفسي لموضوعية الحالة النفسية لبطل القصة وقال الدكتور علي عشري (أن التقريب لا يقف عند مجرد التشابه الحسي الملموس وإنما يتجاوزه إلى العلاقات العميقة المتمثلة في تشابه الواقع النفسي والشعوري للطرفين المتشابهين)ويستمر بسرده كي يثبت التشابه بينه وبين الطائر بسرد سريالي كي يثبت التشابه النفسي مع الحدث القصصي حيث أن هذا الطير تموت أنثاه لثلاث مرات وقد يكون هذا هو انعكاس الشرطي (كما أكده بافلوف ) إلى الواقع النفسي المتأزم إلى صاحب القصة ونعيش معه كأنه واقع المرايا وانعكاسها ليس بحدود الظاهر بكل إلى عمق عالمه الذاتي ...بعد هذا في تحقيق الألفة بينه وبين هذا الطير إلى حد يراه هو نفسه حيث يشعر بالحزن عليه لموت أنثاه الثالثة بسبب عصر بيضي ( حزنت مجددا على هذا الطائر الذي بدأت أحبه لأنه يشبهني و ...,)وكما قال موسيه (أن العمل الأدبي قبل أن يكون نتاجا أو تغيرا هو بالنسبة إلى الذات المبدعة وسيلة للكشف عن الذات ) وتبقى الموجات النفسية إلى البطل مرتبطة بوضع هذا الطائر وحالته حتى تصل به إلى حالة من التحقق النفسي بين حريته وحرية هذا الطير والقصة الحديثة بقدر ما هي أداة فنية يتوسل بها القاص لتوضيح فكرة معنية فحسب وإنما بوصفها المعادل الحسي لملكة الخيال المبدع وهي موهبة كل كاتب ... بهذا أستطاع القص محمد رشيد أن يحافظ على المضمون الدلالي الخاص بصياغة كيان البطل الوجودي في مناظرة الذات مع الأشياء ولكن بشكل رائع وبدون أن يفقد إنسانية حيث هو يحاول أن يترك إلى هذا الطير الحرية بأختار حياته لكي لا يصل معه إلى حالة التمازج ويصبح هذا الطير هو الانعكاس الكامل إلى ذاته ... ويعود القاص إلى البداية ليؤكد ذاته المثقفة لكي يثبت إلى المتلقي بقدرته على التخيل وتحديد السمات الأساسية في ذاته الواعية إلى حقيقة الأشياء (لا أدري كيف داهمني النعاس وحينما صحوت شاهدت الكتاب هو الأخر فاتحا ذراعية على وسادتي منشغلا بأفكار) حوله أي أستطاع أن ينقل الشخصية عبر حقل دلالي وكما قال لوتمان ( تنقل الشخصية عبر حدود الحقل الدلالي ) أي أن القاص أستطاع التحكم في البناء الدلالي أو ما يطلق علية الوجود الدلالي المشخص المتخيل حيث هو يعيد صياغة الأشياء أو ترتيب الذات وفق عملية السرد القصصي .
حيث أن القصة فعل أبداعي خلاق ومبتكر ، فهي وأن كانت تستمد الذات المغيبة إلى مسرح التخيل والقاص ينقلنا إلى عالم أخر بعد فاصل النوم ليدخل في العالم ( استسلمت للنوم فيها زارني حلم جميل لم أحظي به بمثله يوما للمرة الأولى شاهدت أبي ) وهو بهذا الحلم يستمر بتأكيد ذاته وقيمها الحقيقة حيث لا يمثل الأب سوى القيم الثابتة في الذات وأخذها الحيز الكبير في تثبيت كل القيم الاجتماعية وهو بقدر ما يريد أن يؤكد على هذه القيم يحاول أن ينقل ذاته إلى الحلم و حتى بعد أن يستيقظ منه فهو ينقل الطير من عالمه الحلمي والى الواقع وقد تكون هذه الحالة حالة التصاعد عن الواقع الذي سبب إليه التصدع وعدم قدرته إلى التوازن معه بعد الألم والمعاناة الكبيرة ( أنه نفس الصوت الذي زارني قبل قليل ...يا ألهي كيف وصل إلى عالمنا من أي ثقب أسود دخل علينا ) وكما ذهب إليه كارلهاينز شتيرله ( ما يميز التخيل بشكل أساسي تجربة الحياة الحقيقة هو حقيقة أن الموضوعية في الحياة اليومية تدرك بمقابل أفق الاحتمالات الخارجية التي يجب تطابقها في حين في العالم التخيلي ) أي أن البطل يعيش الواقع الحلمي ابتعادا عن الواقع المؤلم فالبطل بقدر ما يعيش العالم الحلمي يمتلك الثقافة ومتمسك بها ويعيشها وهذا هو إثبات إلى الذات كي لا يتصورها المتلقي أنها شخصية متخيلة بعيدة عن الواقع ...حيث أننا نلاحظ اللمسات التصويرية والصور المبهمة المجردة للتعبير عن انطباعات الحلم وخلجات النفس الغامضة حيث نلاحظ أن آلية الصورة وعفوية اندفاعها بعيدا عن رقابة العقل والاكتفاء بنوع من الإيحاء يربط بينها ..ولكن مسيطر عليها بشكل كبير حيث نلاحظ القاص يتدرج بالوصل إلى المتلقي بقبول النتيجة النهاية في القصة بدون حدوث
أي ارتداد في حتميتها التي أراد القاص أن يوصلها ضمن اختياراته السردية فهو كما أعلن من البداية حدوث المواجهة بينه والآخرين الذي ساروا عكس الطريق الذي يسلكه وهو بهذا استطاع أن يخلق عالمه الذاتي الواعي لكل الأحداث التي تمر عليها بدون الوقوع بطوبائية وفوضوية ولكنه عاش الحلم على حافة الذات المتمردة على الواقع لكنه ممسك بالعوالم الدلالية والمعنى و الذي أراد القاص أن يوصل عبر هذه القصة عزلة الإنسان وأستيلاب المجتمع أتجاة الذات المثقفة التي تبغي التغير اتجاه الحياة أكثر محبة وأكثر عدل وهذا ما جعله
يعيش الحلم ولكن القاص لا يجعل البطل يغرق بالغموض الذي يجعله غير قادر على البوح بالعوالم التي تختفي وراءها أو تقع في الهذيان خارج الأطر السردية ( لا أدري كم من الوقت مضى صحوت على الظلام دامس ..الهدوء توسد المكان ...) وهنا نلاحظ أنه يعيش الذاكرة الحليمة بعد أن تقاربت المساحات بين الحلم وعزلته التي يعيشها إلى حد الإدمان والتفرد بها أي أنه ما عاد يميز بين الحلم والواقع بسبب الظلام الذي حوله وهذا الظلام ما هو مساحات الوحدة والعزلة التي يعيشها ( السرير هو المكان الوحيد الذي تحسست الأمان فيه ، صوت الكعب راح يعلو بالخوف من المجهول ولا مفر ...) وهو بهذا يحجم ذاته ضمن المكان ويراقب العالم من خلاله .... وهو يعيش الوعي حتى خلال الحلم حتى لا تغرق ذاته إلى حد لا يمتلك السيطرة عليها فهو يسمع حتى من خلال الوعي القادم من الحلم أصوات غازي العبادي وصوت موسى كريدي وصوت على جواد الطاهر الذين هم قاصان للقصة القصيرة وهما غازي وموسى بينما يمثل على جواد من النقاد المعروفين في العراق ... وهو بهذا يريد أن يثبت أن ذاته تدرك مساراتها بالرغم الحلم التي تعيشه والقصة بقدر ما كانت البداية هي الافتراق عن الآخرين وملاذ الذات إلى الثقافة نجد أن عقدة الوسط هو سياحة الذات بالحلم والوعي الحلمي ولكنه القاص يفاجئنا بنهاية الطائر تحول من طائر المرايا إلى طائر العزلة وانعكاس هذه العزلة على صاحبها وامتزاج رؤاه الفكرية مع الحلم إلى حد أخذ الحلم كل مساحات ذاكرته ( تحسست شيئا ما يمسكني هنا غبت عن الوعي ،لم أتذكر ما حصل لي بالضبط وكم من الزمن مضى .......) ويستمر بعالمه التخيلي الملتصق بشعوره إلى نقطة لم يعد يميز بين هذا التخيل والواقع المعاش حوله كأن أصبح هذا الشعور التخلي هو الحقيقة الواقعية التي حوله أي تداخلت الرؤيا مع الحلم وكنت علمه النفسي وأصبحت ذاته متنكرة إلى كل الواقع بحث ارتفعت الأنا التخيلية هي المسيطرة وتخفي عالمها باللاشعورية وأصبح الحلم هو العمق الروحي إلى كل انفعالاته الوجودية وكما قال جيرار دي نيرفال ( الأحلام هي الحياة الثانية ) ( بدأت أشاهد هذا الجسد بأصابعي التي راحت تتجول بارتعاش وخوف ولذة على كافة تضاريسه وفمي راح يزرع قبلات على كل التلال .........) ويستمر بتصوير الحالة الجسدية مع أنثاه بسيمائية جملية ولكن القاص يفاجئنا بأن هذه الأنثى ما هي إلا الطير جاءه من عالم لا يعرف هو وكيف جاء وما هذا إلا التعبير الدقيق على اللاشعور والذي يكتنز كثير من انفعالاته المكبوتة واستطاعت أن تتسلل إلى عالمه الواقعي لتحقق له هذه الرغبات ..القاص أستطاع أن يحبك هذه القصة منذ بدايتها وسطها ونهايتها وفق الزمن السردي إلى القصة وبشكل جميل ورائع وأستطاع أن يسيطر على سيمياء النص وفق الزمن وكما أكد علية أوغسطين بحيث أن الزمن ينتقل الى اللغة بحيث تصور اللغة التجربة الزمنية أو تعيد تصويرها وكما قال كومانيون ( أن القصة فعل أبداعي خلاق مبتكر ، فهي وأن كانت تستمد النسغ من الواقع الاجتماعي والثقافي وتحولات الراهن ، فأنها أقدر على تركيب عالم سردي خيالي يتجاوز الممكن ليستشرف حدود الغريب والمحال والغامض ) وشكرا









هكذا أنا...
أعشق كالأنبياء
وأموت بلا كفن
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-11-2009, 09:24 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ميسون الارياني
عضو أكاديميّة الفينيق
مديرة تحرير صحيفة رصيف اليمنية
تحمل وسام الأكاديميّة للإبداع الأدبي والعطاء
رابطة الفينيق / صنعاء
اليمن

الصورة الرمزية ميسون الارياني

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ميسون الارياني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة نقدية لقصة (طائر المرايا ) للقاص العراقي محمد رشيد

رائع أنت كعادتك
بورك هذا العطاء
كل الأمنيات بتوفيق لكما معا
فائق تقديري






لا أعرف في الحظ
إلا ضحكتك..
  رد مع اقتباس
/
قديم 20-11-2009, 11:43 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عباس باني المالكي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
العراق

الصورة الرمزية عباس باني المالكي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عباس باني المالكي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة نقدية لقصة (طائر المرايا ) للقاص العراقي محمد رشيد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسون الارياني مشاهدة المشاركة
رائع أنت كعادتك
بورك هذا العطاء
كل الأمنيات بتوفيق لكما معا
فائق تقديري
الأخت ميسون
تقديري لجمال مرورك








هكذا أنا...
أعشق كالأنبياء
وأموت بلا كفن
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:09 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط