العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-12-2015, 12:16 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد داني
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية محمد داني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد داني غير متواجد حالياً


افتراضي التراث الديني و التاريخي و الأسطوري في (تنويعات على باب الحاء)

لقد شكل عبد السلام مصباح قصائده بتعابير تراثية،ميزت صوره الشعرية،وبينت قدرته على الصياغة الحداثية للشعر.فجاءت قصائده مليئة بالصور الحابلة بالتداعيات والتي نتلمس فيها الشعور بالاستلاب والاغتراب،وقلق الذات وتوهج الحنين،وتعالي الشكوى..فهل قصائد عبد السلام مصباح بناؤها التشكيلي تتداخل فيه التداعيات التراثية وثقافتها؟
وفي (تنويعات على باب الحاء) نجد توظيفا لتعابير تراثية إسلامية مثل(النخلة- الطواسين- المرايا- الماء- الظلال- الصمت- الكتابة- الحرف- النور- الضياء- الفيض- الحب..) وكلها تنتمي للفكر الصوفي الإسلامي ومعجمه...كما في قصيدته (ارتجاح العشب الأخضر)،والتي يقول فيها:
1
سيدتي
من عمري الباقي جئت إليك
وفي الكف
طواسين الوجد
لأغفو في حضن يديك
وبين الإغفاءة والصحو المتفرد
نرفع أشرعة الحرف
ونبحر نحو الفردوس الأعلى
حيث الأنهار العسلية
والحلم المتوهج بالدفء
وبالألفة(ص:19/20)
كما أن كلمة(طواسين) يتم من خلالها استحضار شيئين تراثيين..هما: اسم الحلاج كشخصية صوفية،وكتابه الشهير 'الطواسين)..وهذا نوع من التناص الخفي في شعر عبد السلام مصباح.
وقد وظف عبد السلام مصباح أيضا التعابير التراثية المسيحية..ومن الرموز التي وظفها في شعره(التعميد- المزامير- التراتيل- المواويل- ملكوت الله) كما في قوله:
وتوقد في الملكوت
وفي رجفات الريح
نشيد الحلم
تباغتها هلوسة الشعر
فيتدلق أجملها
وتراتيل أنوثتها(ص:9)
فنجد في هذا المقطع الشعري بعض الملفوظات المسيحية مثل(الملكوت) وهو في المسيحية (ملكوت الله) مفهوم أساسي من مفاهيم المسيحية،وهو المحور الرئيسي لرسالة يوحنا المعمدان ويسوع المسيح في الإنجيل.
كما نجد التراتيل Humnologie،وهي التراتيل الدينية،وهي نوع من الترانيم يقوم بها الكورال الديني الكنائسي..وتدخل في الصلاة المسيحية.
ويقول أيضا:
وفي الثالثة
اخضر الصبح
على أعطاف المرايا باء
فهاج الكون
وتحلقت فراشات ظامئة
حول القلب
لتعمد دهشتها
ونبوءتها
وتسكب نبيذها في عروقي
جنونا(ص:16)
فنجد توظيف لفظة تدخل في الطقوس المسيحية وهي(التعميد= تعمِّد)..والتعميد le baptisme طقس من طقوس المسيحية ومن أسرار الكنيسة السبعة.ويتم بالتغطيس في الماء او دلق الماء على الجبين او رشه على الجسد..ويقصد به إزالة الخطيئة الأصلية (خطيئة حواء وآدم) عن الطفل وتطهيره مدى الحياة، وإدخاله في المسيحية.
كما نجد توظيف قصة( المسيح وقصة صلبه)..كما في قصيدته(الطفل القدسي)،والتي يقول فيها:
نام محمد
نام...
فما قتلوه
وما صلبوه
ولكنه نام
نام ليحلم بالحقل
وبالشاه
وبالكراس
وبالحرف المنثال شموسا
ترفل بالحلم الفاتن والخصب
ويحلم بالزيتون المثقل بالحب
وباللهب..(ص:121)
فنجد توظيفا لقصة المسيح مع بني إسرائيل حين تشبه لهم المسيح فقاموا بتعذيبه وصلبه ثم قتله..ولذا يوظف النفي ليبطل هذا الدعاء...كما نجد في هذا التوظيف توظيفا ضمنيا للنص القرآني الذي ينفي ادعاءات بني إسرائيل في صلب المسيح وقتله...قال تعالى" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا)(صدق الله العظيم) ... وهذا نوع من التناص الديني المستخدم في شعر الشاعر عبد السلام مصباح...
وتوظيف صورة المسيح وقصته بدل(المثقف) للتعبير عن المعاناة،وعن القيم التي تدمر وتحارب.فالنفي المستعمل في الجملة الشعرية عند عبد السلام مصباح(فما صلبوه..وما قتلوه) لا يقصد بها المسيح عليه السلام،وإنما كلمة المسيح،ومبادئه،وقيمه..ليبين مدى تفسخ المجتمع والتغيير الذي مسه...والحرب القائمة على كل القيم الإنسانية والمبادئ الجميلة والنبيلة..." واختيار الشعر لرمز المسيح بديلا عن المثقف اختيار موفق لارتباط رمز مسيح بالمعاناة من أجل الكلمة والمبدأ.فالكلمة عنده(...) روح،ولأن الروح لا تموت فإن المثقف أيضا لا يموت،ويصبح البقاء ليس للجسد الفاني وإنما للكلمة نفسها" ..
فقد تخلى الكثير من المثقفين عن قيمهم،ومبادئهم..وخانوا العهد وبالتالي خانوا أنفسهم..والمسيح أطعم حواريه خبزا..ولذا يشير الشاعر عبد السلام مصباح إلى هذا الخبز الذي تعرى في زمننا من كل القيم..
أسألها حتى أغفو بين ذراعيها
أو بين تلاحين النجمات المشدودة
للحرف
وللنجوى
فأقاسمها الدفء
ونور القنديل الأخضر
والحلم المتوشح بالضوء
وبالماء
وخبز التقوى(ص:45/46)..

2- استحضار الشخصيات التاريخية التراثية:
يعتبر الدكتور إبراهيم نمر موسى التاريخ منبعا من منابع الإلهام الشعري... الذي يعكس الشاعر من خلال الارتداد إليه روح العصر، ويعيد بناء الماضي وفق رؤية إنسانية معاصرة، تكشف عن هموم الإنسان ومعاناته، وطموحاته، وأحلامه. وهذا يعني أن الماضي يعيش في الحاضر، ويرتبط نعه بعلاقة جدلية تعتمد على التأثير والتأثر، تجعل النص الشعري ذا قيمة توثيقية، يكتسب بحضورها دليلا محكما ، وبرهانا مفحما على كبرياء الأمة التليد، وحاضرها المجيد، أو حالات انكسارها الحضاري ومدى انعكاسه على الواقع المعاصر .
كما أن :" العودة إلى التراث هي جزء هام من تثوير القصيدة العربية، وهذا الاستلهام للتراث يلعب دورا هاما في الحفاظ على انتماء الشعب لتاريخه. ولكن يجب التنبه إلى أن العودة للتراث لا يجوز أن تعني السكن فيه.بل اختراق الماضي كي نصل إلى الحاضر استشرافا للمستقبل" .
وكما نعرف،لا يمكن للشعر الحديث الاستغناء عن التراث وتوظيفه في نسيجه الشعري.. وقد نوع الشعراء الحداثيون في توظيف التراث واساليب التوظيف... واستلهموا قضاياه وشخصياته بطرق شتى...ورأوا أن للتراث مصادر متنوعة،عليهم استغلالها... و التراث الأدبـي مـن أغنـى المصـادر التراثيـة التـي يلجـأ إليهـا الشعراء، و هو نفسه يشمل على عدة عناصر إحداها شخصيات الشعراء.
والشاعر عبد السلام مصباح لم يخرج عن طائفة الشعراء الحداثيين وعالمهم وطريقتهم في الكتابة الشعرية، فنرى من خلال دراسـتنا أنه يستدعي من الشعراء الشخصيات معروفة في عالمنا العربي،و التي تحمل دلالة توافق و تناسب تجربته أو التي لها تجربة مشابهة لتجربته الشعرية. وهو يستلهم التراث وهذا الاستحضار في نتاجاته الشعرية ليعبر بهـا عـن خوالجـه الوجدانيـة و عـن تجاربـه الشـعرية.وليعطي صورة عما يريد التعبير عنه ليعطي لخطابه الشعري مصداقيته وفنية وجماليته.
و "من الطبيعي أيضـا أن تكون شخصيات الشعراء من بين الشخصيات الأدبيـة هـي الألصـق بنفـوس الشـعراء و وجدانهم، لأنها هي التي عانت التجربة الشعرية، و مارست التعبير عنها؛ و كانت هي ضمير عصرها و صوتها، الأمر الذي أكسبها قدرة خالصة علي التعبير عن تجربة الشـاعر فـي كـل عصر فلا غرابة إذن أن تكون شخصيات الشعراء من أكثـر الشخصـيات شـيوعا فـي الشـعر المعاصر، و في ذات الوقت من أكثرها طواعية للشاعر المعاصر، و قدرة علي استيعاب أبعـاد تجربته المختلفة" .
واستدعاء الشخصيات هو أحد عناصر التراث و معطى مـن معطياتـه، و تقنيـة اسـتدعاء الشخصيات التراثية تعد إحدي الوسائل التعبيرية التي يلجأ إليها الشاعر المعاصر؛ لتحديث بنية القصيدة العربية قصد الوصول إلي تشكيل رؤاه للعالم و للكون و التعبير عما يحس به من معاناة أمته العربية و أزمتها، الأمر الذي يدل علي مـأزق الإنسـان العربـي فـي عالمنـا المعاصر .
كما أن استدعاء الشخصيات الأدبية " يجعل النص ذا قيمة توثيقـة، يكتسـب بحضـورها دلـيلا محكما، و برهانا مفحما على كبرياء الأمـة التليـد حاضـرها المجيـد، أو حـالات انكسـارها الحضاري، و مدى انعكاسه على الواقع المعاصـر، أو بمعنـى آخـر، يسـتلهم الشـاعر أوجـه التشابه بين الماضي و واقع العصر و ظروفه، إن سلبا أو إيجابا، و هو في هذا يطلـق العنـان لخياله لكي يكشف عن صدى صوت الجماعة و صدى نفسه في إطار الحقيقيـة التاريخيـة العامة التي يبحث عنها، أو الموضوعات التاريخية التي تشكل حضورا بارزا في تاريخ الأمـة دون الخوض في جزئيات صغيرة" .
صحيح أن الشعر سجل إنساني، وحافظة للذاكرة التاريخية من الضياع، والنسيان.. لذا لجأ الشاعر عبد السلام مصباح، إلى استغلال هذه السمة الشعرية، فوشاها بتناصات تاريخية... ومنها:
1- شخصية المسح عليه السلام.
2- شخصية عبد الكريم الخطابي.
3- شخصية الشعراء: فريديريكو غارسا دو لوركا وبابلو نيرودا وعيد الكريم الطبال واسماعيل ازويريق.
ومن الشخصيات النضالية التاريخية والوطنية التي استحضرها عبد السلام مصباح في (تنويعات على باب الحاء) نجد عبد الكريم الخطابي.. حيث يقول في قصيدته (بطاقات إلى المدينة الفنيق):
في عينيك وهج راشح
وفي اليمنى صورة عبد الكريم
وفي اليسرى شعلة التحدي
وعندما نذكر هذه الشخصية المجاهدة نتذكر معركة الريف ومعركة انوال التي انتصر فيها على الجيش الإسباني النظامي...وما تلى هذه المعركة من تبعات ومن امور تاريخية...
تشرع لي بوابة انوال
كي أعبر الخطابات المزوقة اللعينة
إلى حين ينشر الليل أشرعته
لنوقد للعابرين الشموع(ص:114)
ومن الشخصيات الشعراء التي استحضرها الشاعر عبد السلام مصباح نجد أربعة شعراء هم: فريديريكو غارسيا لوركا الشاعر الإسباني الذي اغتاله الثوار القوميون،وبابلو نيرودا الشاعر الشيلي،وعبد الكريم الطبال شاعر شفشاون الكبير، واسماعيل ازويريق شاعر مراكش الحمراء..وكلهم شعراء إنسانيون..ناضلوا وجاهدوا من أجل الثقافة والشعر والإنسان...وجندوا شعرهم ليحيا اإنسان حياة كريمة..وتنتشر العدالة والحق والمساواة واحترام الإنسان...
يقول في قصيدة (تقابلات):
فيصبح هذا العالم
أضيق من كفك
وترى لوركا
وقصائد نيرودا
والطبال
واسماعيل
وسيدة الفجر الأخضر
أشجارا تتفيأها(ص:50/51)
فهم شعراء الضعفاء الذين دافعوا عن القيم وعن الإنسان..وعن خلود الشعر وتميزه..وعبد السلام مصباح استحضر هذه الشخصيات الشاعرة لأنه واحد منهم أولا..وثانيا يعرف أنهم يحمل قضية تشبه قضيتهم..وثالثا انه صديقهم.. فهو صديق الشاعرية المغربيين اسماعيل ازويريق وعبد الكريم الطبال..وشاعر الشاعرية نيرودا ولوركا من خلال اللغة الإسبانية التي يجيدها ويترجم فيها...
3- توظيف التراث الأسطوري:
" الأسطورة عنصر من العناصر التراثية التي أتيح للشعراء الإفادة من معطياتها في هذا العصر.فتضمين العمل الفني حدثا أسطوريا أو شخصية أسطورية،إنما يراد به استحضار مضمونها ودلالتها الأسطورية لتكون عنصرا يدخل في مكونات التجربة الشعورية والشعرية الحديثة.كذلك فإن استخدام الأسطورة في الشعر الحديث هو استخدام لرمز يخضع لمقاييس محددة،شأنه في هذا شأن سائر الوسائل الفنية الأخرى التي استخدمتها القصيدة مثل الصور أو الرموز غير الأسطورية أو التضمينات بأسلوبها الحديث" .
والشاعر عبد السلام مصباح شاهد على عصره..عايش التغييرات التي مست المجتمع..ويرى التغييرات التي تمس العالم كله..ولذا اتخذ الأسطورة قناعا ليعبر من خلالها عن قضاياه وهمومه..ويربط بين الحاضر والماضي ما دام يرى في الأسطورة " أنها تروي تاريخا مقدسا وتسرد حدثا وقع في عصور ممتدة في القدم" ..وقد نجح في أن يوظف الأسطورة في مجموعته الشعرية (تنويعات على باب الحاء)..ومن الأساطير الموظفة ولو بطريقة غير مباشرة،نجد:
1- أسطورة بروميثيوس:يقول في قصيدته(اتهام):
جئت اليوم لأشهدك
أني أفخر
أن أتسكع في واحات الدهشة
بين غوايات النخلة والنبض
وبين الأشياء المفضوحة
والأشياء المكبوتة
في منتصف الليل
وأسرق ذرات الصلصال
ونيرانا مفعمة بالحب
وبالحلم(ص:25)
إن في هذه القصيدة تحد ومواجهة دونما خوف..الشاعر عبد السلام مصباح يواجه المرأة/السيدة معلنا ومعترفا بنزواته ومغامراته وتحديه..رغم انه يعلم ما ينتظره من عذاب وتعذيب...فهو يعلن تسكعه وبوهيميته لا يهمه غضب السيدة ولا سخطها ولا انتقامها..وهذا قد عضده توظيف مصباح لأسطورة بروميثيوس سارق النار ولو بطريقة غير مباشرة ولذا لا ينكر انه سارق للنار(وأسرق ذرات الصلصال ونيرانا مفعمة بالحب)..
والنار التي سرقها عبد السلام مصباح هي الكلمة الجميلة والشعور الصاخب والصور الفنية ليعجنها كلها مجتمعة ويصوغ منها قصيدة ذات جمالية وفنية وإبداعية..وفعله يشبه فعل بروميثيوس الذي سرق النار ليقدمها للإنسانية كي تستفيد منها وبذلك اغضب الآلهة فأنزلت به عقابا شديدا لم ينقده منه إلا هيرقليس(هرقل) عندما قتل النسر بسهمه.
2- أسطورة عشتار:يقول في قصيدته(بطاقات إلى العراق):
فتحت ثراها ينام الشهيد
ومن صلبها
يتدفق نور
وظل
وخصب
ويولد ألف شهيد
فتفرد عشتار
للعاشقين قزح(ص:108/109)
الشاعر عبد السلام مصباح يشبه العراق بعشتار إلهة الحب والجنس والجمال والتضحية..وقصة عشقها لتموز أو ديموزي والذي يرمز إليه بالنخلة..ويعتبر موت وقيامة الإله تموز أحد الطقوس التراجيدية المهمة في حضارة وادي الرافدين بقصته الأسطورية..ونزوله إلى العالم السفلي وعذاب عشتار في البحث عنه والتضحية من أجله..
وقد وظف عبد السلام مصباح هذه الأسطورة ولو بطريقة ضمنية لما آل إليه العراق وما أصابه من دمار وتخريب واحتلال ..فقد غاب تموزه(صدام حسين) وبقيت عشتار (العراق تعاني).. وتبحث عن يوم سعيد..إنها المحنة اليومية التي تكابدها العراق(عشتار) التي ينام في فضائها وفي ثراها ألف شهيد...تحرقها النيران من كل صوب...
3- أسطورة طائر الفنيق: إنها أسطورة طائر العنقاء الذي عندما يموت يحترق ويصبح رمادا ..يخرج من الرماد طائر عنقاء جديد...وهذا البعث الجديد نجده في قصيدة(بطاقات إلى المدينة الفنيق):
حسيمة
سلاما...
سلاما أيتها الأرض البهية الطيبة
المفعمة بأريج التاريخ
يا مدينة أسكنتني عينيها
وقيدتني بالهوى
وبالحنين
هذي حروفي
تخجل أن تفرد أجنحتها
بين يديك
تخجل أن تغني للحب
وحولي قلوب
تعانق أحزانها
وجراحها
والليل المتراكم
وأخرى ممتطية صهوة الموت(ص:113)
عندما ننتبه إلى عنوان هذه القصيدة نجده ينبني على اسطورة قديمة هي أسطورة العنقاء او طائر الفنيق..والذي تقول فيه الأسطورة أنه يموت ويحترق ويصير رمادا..ومن بين هذا الرماد يخرج طائر عنقاء جديد..إنها اسطورة تتضمن معنى البعث والإحياء والولادة الجديدة..وعندما ندخل إلى مضامين القصيدة نجد ان الشاعر عبد السلام مصباح قد خص بها مدينة الحسيمة.. وتاريخ هذه المدينة يشي بالكثير..فقد عانت الاضطهاد أيام سنوات الرصاص وفي الستينيات..كما عانت ولا تزال التهميش والإقصاء..والتفقير..كما لا ننسى قساوة الطبيعة عليها حينما ضربها الزلزال مؤخرا فدمر بنيتها وهد مبانيها..وهي اليوم تعرف انتعاشة في ظل تنمية الأقاليم الشمالية.. وبدأت تعرف الحسيمة انتعاشة سياحية وتنموية .فهي قد خرجت من رمادها وانبعثت شامخة من جديد كأنها طائر الفنيق يعود ثانية..فيراها الشاعر تنبعث من رمادها شامخة شموخ جبل تدغين.. ورغم جراحها وآلامها تنهض وقد عم الفرح قلبها مفتخرة بتاريخها المجيد...
حسيمة
ها انت تبعثين من رمادك
شامخة
مثل تدغين
وتنهضين
رغم قساوة الألم
ورغم الجراحات
ورغم أعضائك المتناثرة
تنهضين
مفعمة بالفرح
واستطاع عبد السلام مصباح بوسائل فنية مثل العرض والتمثيل أن يجعلنا نعيش في قصائده داخل القناع التاريخي والصوفي والأسطوري الذي اختاره،فنعيش في بيئته وملابساته وفي ملامحه النفسية ونتتبع معانيه وصوره بكل جمالية و وفنية ..






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-12-2015, 12:38 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: التراث الديني و التاريخي و الأسطوري في (تنويعات على باب الحاء)

مرحبا بالاستاذ الفاضل الداني
ومرحى بتفصيل القول نقدا يعرف بادواته
فتحية لك وللمحتفى به الاستاذ عبد السلام
نورت بحضورك وبقلمك المعطاء






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط