محلِّل سياسي

[محمد طرزان العيق]

محلِّل سياسي
*******************
والله يا جماعة الخير كنت قاعد أنا والتلفيزيون عم نتفرَّج ع بعضنا أو كما يقول النُّحاةُ الثُّقاة ; كنَّا نتبادل النظرات فكثيراً ما كانَ التلفاز يمتِّع ناظِرَيهِ على جسميَ المتمدِّدِ أو المنسدِحِ على الصوفا وأنا أتنفَّسُ بهدوءٍ ، يعكِّره مِنْ فينَة إلى أخرى صوتَ شخيري الشَّجيِّ المتطامنْ ، وهون رحْ أرجع للعاميِّة ، لإنِّي حسِّيت إنكو تعبتو من تَقعِير النَحَويَّة ، بل وأنَّ بعضكم قد بدأ النعاسُ يداعبَ جفونَه!٠٠٠ما تواخذوني كنِّي رجِعتْ للفُصحى ، معلِشْ فأنا مصابٌ بعشقٍ لا ينضبُ لهذه اللغة ٠٠٠

إينَعَمْ على ما بتذكَّر كنت أحكيلكو عن سهرتنا مع التليفيزيون إللي كان أغلب الوقت عم يتفرَّج عَ حالي٠٠٠
هاظا يا جماعة الخير، وإنتو أكبر قَدِرْ ماكنت أشخِّر بس!٠٠لأ وكنت أعمل شغلات تانية ، وطبعاً فلا داعٍ ، ايها الأخوة الأجلَّاء للسردِ عنها والخوْضِ في تفاصيلها فما أحسبُكُم إلَّا قوماً من النُّجَباء ، يعني وبتفهموها ع الطاير وبالتأكيد مش رح تفشوا (يا ترى هل جاءت هاي الكلمة -وأقصد ''تفشوا'' - صدفةً؟ ، إنِّي والله لأشتَمُّ بأنها تريد أن تَشِي بشيئ ما) يعني تذيعُ سراً من أسراري!٠٠٠ المعروفة٠٠٠المهم كنت أحياناً أصحو وبتْنَقَّلْ من وضعيةِ الإنبطاحْ إلى وضعية الجلوس ثمَّ أتَّوكَأُ وأتوكَّلُ على الله ، و سَاعِتها بتْفَنجِلْ عيوني عشانْ أتفرَّج ع التلفزيون وغالباً ما أكْرَعُ كبَّاية مَيَّة أو أفترسُ تفاحةً أو ما تَيسَّرَ من فاكِهَةٍ وأعْنَابْ ، مشان تسَاعدني وتشدُّ من أزْرِي وتَعْضُدُنِي- والله إنو هاي الكلمة صعبة ودِفْشِة - وتُعينُنِي على مَشَقَّة وعناء المشاهدة!٠٠٠
كانت المذيعة عم بتناقش أحد مواضيع السَّاعة/ وما أكتَرها في هاي الأيام / وسمعتُها بتقولْ ; ومعانا الآن الباحث الأكاديمي و المفكِّر الإستراتيجي والمحلِّل السياسي فلان الفلاني وبيني وبينكو ما كانْ ''إسمو'' مِتْناسِب مع ''مناصبو'' وهون أنا علِقِتْ مع نَفْسي ، ودار بينَّا حوار طويل عريض٠٠٠٠حتَّى إنَّا ما عُدْنا سمِعنا شو عمْ يتخرَّفوا بالتلفيزيون !٠٠٠
- إيه شو بالله إللي ما عجبك بإسمو ها؟!٠٠٠
-يعني ،حلَّفتك بالله، هاظا إسم؟!٠٠
- ولَكْ شو مالو والله إنُّو عبَّى تمِّ المذيعة لما ذكرته ، ما شفت كيف العرق صار يزرُبْ منها عَلَبينْ( هاي الكلمة إذا ما عجبتكوا أوما فهمتوها يعني بالعربي المشرمح ; ''إلى حينِ أنْ'' ) ما زبَّطت إسمو!٠٠
-شفت شلون إنُّو حكيِّي مزبوط؟!٠٠٠
- لأ ما شُفِتْ ولا فهمت!!!٠٠
-والله بدَّك فَتْ خبز كتير ، حتىى تصير تفهمْ
[هون بدِّي أقطع هالنقاش شويِّة لإنِّي حاسِسْ نِفسِي عمْ تِلْعي ويمكن أرجع إلى لغة الزمخشري وسيبويه وتأبَّط شرَّاً] ، بس لأ إنشالله ما بساويها
- لَكْ هذا إسم مافيه أي تناسب بين الإسم واللقب ٠٠٠
- رَدْ عليِّ وقالِّي ; وبأضدَّادها تُعرَفُ الأشياءُ !٠٠٠
-ياعمي شو أضَّاد ما أضداد ، شوف صلعتو وما أبهاها بتنقط فِهِمْ وذَكَا وأمَّا لحيتو فتنُمُّ عن حكمَةٍ و وعيٍّ عميقْ ٠
-طيب إنتِ سمعت حكياتو شي؟!٠٠
-لأ ما سمعتو ومش ضروري أسمعو ، لأيش أوجِّع راسي!٠٠
-لكانْ شو ، هيكْ يعني تَبَلِّي؟!٠٠
- لأ ، بسْ فخامةُ الإسمْ تكفيِهِ ، وإنْ زِدْنا عليها ألقابَهُ٠٠٠
-قاطَعتُه أيْ بلا فَلسَفِة يااا ، شو هالمُحلل إللي إسمو الأوَّل جريدة بِحَالها ولقبُه بيطلعش حرفين ونص يعني ألِفْ مقطوشة ، مُو كانْ أحسن لو كانت بالآَلِفْ الممدُودة؟!٠٠
-أنا مش عارِفْ ليش مِتْحامِلْ ع هالزلمة؟!٠٠٠
-وأنا مِشْ فاهم شو اللي عاجبكْ فيه؟!٠٠
-بدَّك الصراحة بعرِفِشْ ، بس أنا بهرتْني خريطة العالم اللي مْعلِّقها ع حيط المكتب٠٠٠الله وكيلك إنها أكبر إثباتْ ودليلْ على إنُّو محلِّلْ سياسي وخبير دراسات إستراتيجية ، كمان!٠٠٠لَكْ هالنظَّارة السَّاحلة عن عيونُو ، متَّكِئَة على أرنَبةِ أنفِهِ ، والله هاي لحالها بتعمَلْ منُّو أكبر حَكيمْ!٠٠

والله - وما إلْكُو عَلَيِّي يمين- تلبَّكتْ وسَكتِتْ بعد هالكلمات الطنَّانِة الرنَّانِة٠٠٠٠ بس تذَكَّرت حكايتي مع حالي لمّا رحت أشتري /أجلَّكُم الله/ كندرة!٠٠
فُتنا ع محل أحذية، بنُصْ البلد، وقعدت أطلَّع الكنادِر من علبهَا، وأقيسْ وأشلحْ وألبس لحتَّى إحترتْ بين صُبَّاطين وبلحظة لقيت نِفسِي بتحاكِيني وبتقولِّي :
- خوذ هاي الكندرة !٠٠
رديت ع حَالي :
-طيِّب ليش؟٠٠٠ مو هاديك السُّودة أحلى وأريَحْ!؟٠٠
-لأ يا زلمة٠٠٠الله يِصِلحَكْ هاي البنِّية أنسَبْ وأوْجَبْ!٠٠
-ليش نوعيِّتها يعني أحسَنْ ؟!٠٠٠
- وَلَكْ ، سيبَكْ من النوعيِّه ٠٠٠٠شوف عِلبِتها ما أفخَمْها وما أجمَلها ، والله إنْها/ع قولةْ إخوانَّا الشوام/ بتْطيِّر ضَبَان العقل!٠٠٠
صفنت بحالي هيك وقلت لنفسي ; طيِّب بالسِيَاسة بتفهمش ، قُلنا ماشِي الحَال ، بس وكمانْ بالكنادر بتِفْهمِشْ! ٠٠ يعني هون طبِلْ وهناك طبِلْ٠٠ وَلْ بتعرفِشْ تميِّز بين المُحلِّل الفهمانْ وبين الصرماية المنِيحَة ؟!٠٠
بيني وبينكو أنا زعلتْ من حالي وعَ حالي ، وما إشتريت شي٠٠٠يعني إذا ما كُنِتْ قَدِّ الحِمِلْ ، فَليشْ إذاً أنا قاعد أطنَطوطْ وأتْحَفتَلْ بين المحلَّاتْ؟!٠٠٠ وبيني وبينكو كمانْ مرَّة أنا ما زعلت من نتيجة النقاش ، بس الكندرة ، ولو إنُّو -والحقُّ يقال-قد أعَجبَتْني عُلبتها وسلبَتْ لُبَابَ عَقلي وإستولتْ على مُهجَتي وحَشَاشَةُ قَلبِي!!٠٠٠ لإِنْها عنجَدْ كانَتْ جميلة ، بَسْ سِعِرْها كانْ أجملْ٠
د٠ محمد طرزان العيق

[زياد السعودي]

سلام الله
وتحية تليق
نشرتم وأبدعتم
ولأنكم فرادة ورأيكم إثراء
نتمنى أن تجدوا الوقت
لتناول المزيد من إبداع الزملاء والزميلات

تقديرنا

[محمد طرزان العيق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي

سلام الله
وتحية تليق
نشرتم وأبدعتم
ولأنكم فرادة ورأيكم إثراء
نتمنى أن تجدوا الوقت
لتناول المزيد من إبداع الزملاء والزميلات

تقديرنا

أعترف على رؤوس الأشهاد بأنِّي مقصر٠٠٠حقكم عليّ ، سأحاول بإذن الله
مودّتي وإحترامي وتقديري لكم وللجميع

[محمد طرزان العيق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي

سلام الله وود ،
نعم ،
نقد ساخر لظاهرة تحدث ؛
نهتم بما ظهر وننسى ما بطن
وبذكاء واحترام أتى النص على لسان الراوي...
شكرا للامتاع
بورك المداد
مودتي و محبتي

أجتهدُ في عرض بعض الصور من واقِعنا المعاش وآملُ أن أصيب
شكراً على رأيكم السديد وعلى الإهتمام والمتابعة
تحياتي لكم خالصة

[خالداحمدمحمود]

أنصحك ببيع التلفيزيون
وشراء تلفاز .................

[محمد طرزان العيق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالداحمدمحمود

أنصحك ببيع التلفيزيون
وشراء تلفاز .................

سأفعلها وقد كنت في زماني - قبل عصر الفيس بوك والإنترنت - أتمنى لو أنَّني أمتلك '' فيديو'' لمشاهدة أفلام ذلك الزمان ، وبسبب ضيق ذات اليد فقد بعتُ ''التلفاز'' وإشتريتُ بثمنه ''جهاز فيديو'' فأنفرجت أساريري ،لكنِّي قعدتُ / بعدما أدركتُ النتيجةَ / ملوماً محسورا!٠٠
شكراً على مروركم الكريم٠