ثقافة المقاومة (1) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-2011, 02:58 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

افتراضي ثقافة المقاومة (1)

ثقافة المقاومة ( 1 )

د. نديم حسين - قراءة



المقاومة ليست فعلا فقط وإنما هي ثقافة متكاملة لها أدواتها وأهدافها ، وما الفعل المقاوم إلا أحد أرفع تجلياتها ، ولكن هناك تجليات كبرى لا تقل أهمية عنه ، تتصل بمقاومة الثقافة والهوية لمحاولات التذويب والمحو ، ولعل الصيغة الثقافية للمقاومة سابقة أبدا للفعل ومساندة ومهيئة له ، إذ لا معنى للفعل المقاوم الصريح دون ثقافة تشكل أساس دافعيته وإيمانه بعدالة مطالبه وقضاياه . وبهذا المعنى أيضا لا تتعارض ثقافة المقاومة مع ثقافة السلام ولا تمنعها بل هي تساندها ، لأن الغاية الكبرى لثقافة المقاومة هي الوصول إلى حالة ملائمة من الإحساس بالعدالة والإيمان ، ومنع العدوان وصده مهما تكن التضحيات مكلفة أو جسيمة في هذا السبيل . إذًا المقاومة تعيش في مساحة تمتد بين السيف والقلم . وتجيءُ ثقافتها دافعا أو ناتجا على صورة نص غير محايد ، يتبنى عقيدة التثوير والتغيير وإنكار الذات . ومن المعلوم أن الأدب خطاب يجمع بين الفن والفكر أو بين المتعة والفائدة ، ونظرا لأنه يعتمد الخيال كما يعتمد الوقائع والحقائق ، ويستنفر الإنفعالات والعواطف كما يستفز الأفهام والأوعاء ، فقد اختُلف في تقديره وتقويمه بحسب غلبة هذا العنصر أو ذاك أو بحسب وجهة النظر التي ينطلق منها الكاتب أو التي ينطلق منها القاريء أو الناقد ، ولذلك فهو الخطاب الذي يمكنه أن يتمثَّل سائر الخطابات في داخله أو من خارجه . ومن ثمَّ تتأتَّى صلته بالمفهوم العام للثقافة ويقوم دوره الحيوي كمكوِّن أساسٍ من مكوناتها . يتجلى هذا في العصر الحديث مثلا حينما تجد جميع التيارات الفكرية أو التوجهات الثقافية تركب موجة الأدب من أجل تمرير خطاباتها وتبرير مواقفها وتأكيد نزوعاتها ونزعاتها ، إيمانا منها بأن الأدب هو بؤرة الثقافة ومركز تقاطعاتها والممثل الجامع لروح العصر ، مُدركةً أنه بوسع الأدب الرفيع دائما أن يفعل في حياة الناس ما لم تستطعهُ وقد لا تستطيعه الجحافل والمؤتمرات والمختبرات ، وعليه فالأدب منافح قوي ومقاوم شرس يستطيع التلاؤم مع المتغيرات الثقافية والتاريخية لتقريب المشاعر والأفهام من مراكز الحق والخير والجمال ، في الطبيعة وفي الحياة وفي الإنسان ، ليس فقط لأنه يساعد على فهم العالم وتغييره ، ولكن لأن به سحرا خفيا يجعله رائقا وشائقا حتى وهو يتصدى لتصوير أو تفسير الأشياء التي قد لا تكون مقبولة أو جميلة في طبيعتها أو في أصلها ، ولذلك لا يمكن التقليل من شأنه كما يريد البعض في هذه الأيام ، لأن التقدم الحقيقي يرافقه دائما وعي صحيح بقيم الإنسان الذي هو الفاعل الأساس في سائر المجالات ، وقد أثبت الأدب قدرته على رفع التحديات الحضارية ، وتقديم الأجوبة المناسبة للإشكاليات العويصة ، وما من مظهر من مظاهر الحياة إلا وقد ساهم الأدب في صنعه أو في تمثُّله ، فهو إسفنجة ثقافية كبيرة يتعامل بمرونة مع كل المستجدات ويتناول كل الموضوعات بالبحث والصياغة وإعادة الإنتاج ، ومن الأكيد أنه سينتصر في معركة المقاومة الثقافية كما انتصر يوما ما في ثقافة المقاومة ، وليس بغائب عن الأذهان أن المنعطفات الكبرى في تاريخ البشرية الحديث والمعاصر قد كان من ورائها مفكرون وأدباء وحقوقيون وعلماء اجتماع وغيرهم .
إن الأدب مخلوق مقاوم بامتياز ، يقاوم ثقافة السلبية والتحلل والإنكفاء على الذات ، ويجاهد في مجال الفكر الحديث من أجل فرض حقائقه المرجعية التي لا يمكن إنكارها أو التنكر لها مهما بعُدت أو بهتت ضمن إجراءات الأسلبة والتنصيص ، وهذه الحقائق هي في الأدب الرفيع حقائق الحق والخير والقيم الإنسانية الخالدة مثل العدل والإنصاف والمودة والمساواة والتقارب والتفاهم والحوار ، وبالطبع فإن الأديب بثقافته ونبله وإحساسه وحكمته أوَّلُ الغيورين على هذه المباديء ، وأول المدافعين عنها والمنادين بها ، ولا شك في أن الأمم الحية حين تتعرض إلى خطر خارجي تهبُّ للدفاع عن كيانها ، والذبِّ عن هويتها ، بالسيف أحيانا وبالقلم أحيانا أخرى . وهي حين تفعل ذلك ، بالأمس البعيد واليوم القريب ، لا يكون فعلها هذا إرهابا ، كما يرى الأعداء اليوم ، بل هو حق من حقوقها الأساسية .

( يتبع ... )






 
/
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط