لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-02-2015, 07:37 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
ظِلُّ و جِنِّيَّةَ
ظِلُّ و جِنِّيَّةَ
* * * بَيْنَ جُدْرَان الْبَيْتِ، تَسْكُنُ، جنيةً حَسْنَاءُ، يَسِيلُ شَعْرُهَا، كَجَدْوَلِ مَاءٍ رَقْراقٍ، بَيْنَ تَشَقُّقَاتِ جِدارٍ، تَعْلُوهُ نَافِذَةٌ وموقدُ نَارٍ تَشْتَعِلُ، تُضْفِي عَلَى الْمَكَانِ بَعْضَ الدِفء، فِي لَيْلَةٍ شَتْوِيَّةٍ، وَصوّت مُوَاءِ قطةِ حَسْنَاءَ, بَيْضاءَ الْفَرْوِ، حَوْرَاءَ الْعَيْنِ، فِي زاوِيَةِ بَعيدَةٍ، آخِرً الْبَيْت، تَنْتَظِرُ وَمِيضَ الْفَجْرِ وإشراقةَ شَمْسِ يَوْمٍٍ آخرَ، يَرْتَفِعُ صَرِيرُ الْبَابِ، فَجْأَةٌ، تَنْظُرُ الجِنية نَحْوَ الْبَابِ، بِلَهفَةٍ من ينتظر من طَالَ غِيْابُهُ، والشوقُ يَمْلَأُ عَيّنيهَا، تَدَحْرَجْت دَمْعَتَان سَاخِنَتَان عَلَى خَدّيهَا، كَانَتْ الرّيحَ تَعْبَر، من الْبَابِ، فَاِنْطَلَقْت مُسْرِعَةً نَاحِيَة النَّافِذَةِ الْخَشَبِيَّةَِ، أَطلَّتْ مِنْهَا إِلَى أرْضِ الْحَديقَةِ، ثَمَّةَ ظِلُّ، كَانَ يُسْنِدُ ظُهْرَهُ عَلَى جِذْعِ شَجِرَةِ صَفْصَافٍ عَتِيقَةٍ يَابِسَةٍ، تَتَوَسَّطُ الْحَديقَةَ، يَرْمِي بِبَصَرِهِ نَاحِيَةِ نَافِذَةِ الْبَيْتِ الْخَشَبِيَّةَ، حَيْثُ تَقَفُ الْجِنِّيَّةَُ، وَبَقايا الدُّموعِِِ مَا زَالَتْ تَسْتَوْطِنُ عَيِّنِيهَا، حَاوَلْتْ أن تَهْمِس لَهُ، لَكِنَّ الْوَقْتَ لَمْ يُسْعِفها، فَقَدْ رحَلَ بَعيداً وَتَركَ عَصَافِير الليلِ نَائِمَةٍ عَلَى أغصان الشَّجِرَةِ الْيَابِسَة، وَضَوْءُ الْقَمَرِ ينسابُ خَجِلَا دَاخِل أركان الْبَيْتِ، أَسندْت رَأْسَهَا، عَلَى كتفِهَا الْأَيْمُنِ، بَعْدَ أَنَّ جَلَسْت فَوْقَ مِقْعَدِ خَشَبٍ أَمَامَ الْمُوقِدِ، وَنَامَتْ، وَالدُّموعُ مَا زَالَتْ عالِقَةً بِعَيْنِيهَا، تَبْحَثُ عَنْ حُلُمٍ ابْيَضَ، قَيَّلَ لَهَا: إنْهَ مَاتَ فِي لَيْلَةِ عِيدٍ شَتْوِيَّةٌ...!! |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|