|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-05-2015, 01:19 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الشبيهان
الشبيهان
في كل مرة عندما يصل (صباح) الى اطراف القرية المترامية الأطراف ليصل الى الجدار العازل ما بين قريته أم العوافي والقرية المجاورة أم الخير كان يتمنى ان يرى الحياة خلفها فغير مسموح لكل ابناء القريتين التزاور، ولأن الجدار العازل شاهق الإرتفاع وسميك المتن وهناك عرّف لا يسمح بالتواصل بين ابناء القريتين لم يسطع رؤية القرية الأخرى. أم العوافي قرية تعيش إكتفاء ذاتي فليس هناك للنقود مكان في القرية بل تتعامل بالتبادل. القرية يشطرها الى شطرين نهر ينبع من أعالي جبل يطل عليها ليضيف لمسة سحرية عليهافي الغسق وعند الفجر،بيوتها من الطين وخلف كل بيت بستان صغيروبساتينها عامرة بالفاكهة وأرضها خضراء بعشبها الفائق الخضرة والنسوة عند الظهيرة يتجمعن لغسل الملابس في شريعة النهر الوحيدة معهن القّرب لجلب ماء الشرب والرجال صباحا مبكرين الى مزارعهم..يعودون مساءً الى البيوت محملين بخضرة طازجة،السوق الوحيد في القرية يفتتح بعد صلاة الجمعة للتبادل. صباح راعي الغنم ينهض مبكرا ليتناول فطوره من كأس الحليب الطازج وبيضة من دجاجاته وكسرة خبز شعير ويخرج حاملاً ناقوسه ليعلن تجمّع أغنام القرية للرعي وهو يدور في أزقة القرية زقاق زقاق ليأخذها الى أطراف القرية ويتمتع بغداءه ممن حوله من الزرع وفي جعبته قربة ماء صغيرة مع كسرة الخبز التي لفها في وصلة قماش فهو لايسمّن المواشي لمصلحته الشخصية إنما بفائدة تعود لكل أبناء القرية وكثيرا ما أكتفى برأس بصل وكسرة خبز ليسد رمقه وهو في أوج سعادته،لا يشغل باله شيء بقدر ما يرى القطيع قد أُتخمت ويعود بها مرتاح البال ليضع رأسه على الوسادة ويذهب في إغفاءة حالمة. في القرية الأخرى كان فيها كل مظاهر الحضارة من فنادق ومطاعم وعمارات شاهقة ومترو وشوارع وحدائق وسيارات فارهة وأبراج ودور سينما ، وكان عامل المطعم(صباح) يعمل بوجبتين ليسد تكاليف أقساط شراء الشقة وتكاليف للدراسة الجامعية وأجورخطوط النقل أضافة لتكاليف المعيشة اليومية وتكاليف التأمين وأجور الكهرباء والماء والنت وضرائب البلدية ..كان ينام وكوابيس الأقساط المطلوب دفعها يقض مضجعه..فكثيرا ما تناول حبة منوم لينام نوما عميقا لا يمر فيها بسلسلة النوم الطبيعية ليتخلص منها... في يوم غائم..صادف ان تواجدا الأثنان خلف الجدار العازل بنفس المكان وفجأة أرعدت السماء فضربت صاعقة الجدار العازل وأحدثت شرخا فيه في نفس مكان تواجدهما،بعد هدوء العاصفة أنتبه الأثنان الى الفتحة التي أحدثتها الصاعقة.. نظر الراعي الى الجهة الأخرى فبهرته الأنوار والعمارات الشاهقة فتنحى جانبا مغمض عينيه في لحظة انبهار بنفس الوقت نظر العامل الى القرية في الجانب الأخر وبهرته الخضرة والبساتين وحياة البساطة التي بدت ظاهرة من خلال هذه الفتحة على أزقتها وبيوتها وهنا..التقى الوجهان..فأخذتهما الدهشة..كأن كل منهم ينظر في المرآة فهم أقران سناً وأوجه التشابه بينهم تكاد تكون متطابقة وتجرأ الراعي صباح وسأل شبيهه:ما اسمك.. إن اسمي صباح.. عقدت الدهشة لسان العامل،واجابه مرتبكاً..وأنا كذالك.. بعد أن زالت الدهشة منهما،أتفقا ان يتبادلا الأدوار ليجرب كلٍ منهما حياة الأخر على أن يمارسا اعمالهم ويعودا مساء هنا للعودة لبيتهما،أتفقا منذ هذه اللحظة تنفيذ الأتفاق. مرَّ يومان على الأتفاق وكانوا يعودان مساءً ليعود كل منهم لداره وقريته،في اليوم الثالث عاد الراعي صباح الى مكان الثقب في الجدار بموجب الأتفاق بعدما سئم من هذه الحياة المتعبة المقيدة للروح الأنسانية وقرر ان يذهب لشبيهه ليلغي الأتفاق ،صعقته المفاجأة فالجدار قد أغلق ووجد ورقة مكتوب فيها:شبيهي العزيز ..أعتذر عن الأخلال بالأتفاق فتنعّم بحضارتي وأرتضيت أن أكون بديلك والى الأبد القصي |
|||
06-05-2015, 08:50 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: الشبيهان
النص فيه انتماء واضح للطبيعة و حياة البساطة بعيدا عن التكلف و ضغوطات الحضارة التي أصبحت مهتمة بزيادة تغولها مستندة للعمران و التكنولوجيا
المقابلة كانت جميلة أبرزت بوضوح جمال الطبيعة و حياة البسطاء و في نفس الوقت أظهرت الحضارة كغول يتحضر لالتهام البشر نص جميل يحمل قيمة رائعة و من يستطيع أن يغفل جمال الطبية و سحرها فمهما طغت التكنولوجيا تبقى باهتة مقارنة بالحقول و الحدائق أعجبني النص كثيرا و لكنني توقفت معك في العنوان و رأيته يشي ربما بالمتن رأي لا ينقص من جمال النص بقي فقط ملاحظة ثانية و هي عن الصاعقة التي فتحت بالجدار فتحة ، ربما كان لو أتينا بجرذ قام بحفر الجدار، و هو رأي قد نزيحه من رؤوسنا عندما نفهم أن النص هو خيال افتراضي بحت صنعه خيال الكاتب الذي جلب قريتين، و شخصين متشابهين ليوصل قضيته، فلا ضير أن يمعن الكاتب بخياله نحو حدث فجر القضية و عقد من حبكة النص و جعلها متينة مترابطة بحدث مفاجئ طارئ و طبيعي هذه الملاحظة فقط لأقول أن للطبيعة قوة على النص، قوة شكلت فضاءه و غيرت من مسار حياة البطلين تقديري أستاذي القدير قصي المحمود |
|||
07-05-2015, 01:05 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: الشبيهان
اقتباس:
شهادة اعتز بها من أديب أكن له كل الأحترام والتقدير وسعيد جدا بأن النص أعجبك والجميل انك أول المارين .. وبنفس الوقت أعتز بوجهة نظرك ورؤياك الأدبية ولكنك اضنك توافقني الرأي فالوليد لا يأتي مكتملاً ولكنه جميل رائع من وجهة نظر رحمه حتى ببعض ملامحه التي تتطلب عمليات تجميل...وهناك تفاوت في النظرة لتكوين وترجمة الفكرة من كاتب لأخر .. أعتزازي أستاذي القدير لمرورك الحاتمي وشهادتك التي محل اعتزاز وتقدير وأمتنان فائق تقديري وأحترامي ومودتي |
||||
07-05-2015, 01:07 AM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: الشبيهان
اقتباس:
الجدار العازل = هو حمولة في جوفها معان عميقة فهو العازل لــــــ ضفتين والعازل لـــــ حياتين مختلفتين في سلم الحالة الاجتماعية والعزل لعديد الأشياء التي يتواصل فيها المتحدث عنهما :اتصالا انفصالا قص طيبب ووقع أثره طيب همسة النص يحتاج تنقيحا كبيرا عدة هفوات رقنية وأخرى نحوية وغياب علامات الترقيم التي تضبط النفس ،/ وتمنح لكل جملة استقلاليتها في المساحة وبكل صدق أخي قصي
|
|||||
11-05-2015, 02:50 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: الشبيهان
متميّز ما قصصت هنا القدير قصي .
بذكاء و فطنة و حكمة و ظّفت الواقع و الوقائع لاتحافنا بقصّ تماهت فيه الحكاية مع الموعظة و العبرة . هنيئا لك أخي و بمزيد الألق . |
|||
13-05-2015, 04:39 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: الشبيهان
لا أحد يقتنع بما لديه من نعمة وهذا من طبع البشر وكل يحلم بتجربة أسلوب آخر بحياة مختلفة عما كان يعيش ومنهم من يتأقلم مع الأسلوب الجديد لحياته ومنهم من لا ينسجم معه فمنهم من يفضل الحياة المدنية ومنهم من يحب حياة الأرياف بنقائها وجمال طبيعتها وأعتقد أن من عاش حياة الريف منذ صغره من الصعب عليه التأقلم مع حياة المدن بسهولة والعكس هو الصحيح هنا بالنسبة لمن عاش في المدن وصخبها لذا فقد لاحظنا أن الشبيهان فضلا حياة الريف الأجمل طبيعة والأكثر هدوءاً ولكل قاعدة شواذ... وفي كل الأحوال القصة جميلة جداً بسردها ومضمونها وهدفها أبدعت أخي القدير محمود تحياتي وتقديري |
|||
13-05-2015, 12:48 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: الشبيهان
هو انتصار للطبيعة.
مودتي |
|||
17-05-2015, 04:23 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: الشبيهان
اقتباس:
تحياتي أختنا الفاضلة مع فائق تقديري وأمتناني |
||||
17-05-2015, 04:25 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: الشبيهان
اقتباس:
تغمرنا دائما بفيض كرمك أمتناني وتقديري ومودتي وفائق أحترامي |
||||
17-05-2015, 04:27 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: الشبيهان
اقتباس:
سعيد بمداخلتك الكريمة والتي اضافت البهاء للنص فائق تقديري وأمتناني لمرورك الحاتمي |
||||
23-03-2017, 09:22 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: الشبيهان
والروعة في مروكم الكريم اخي عوض ..مع فائق تقديري
|
||||
24-03-2017, 01:53 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: الشبيهان
جزيل شكري لمرورك الكريم
مودتي وتقديري |
||||
26-06-2017, 10:42 PM | رقم المشاركة : 13 | |||
|
رد: الشبيهان
سلام الله أستاذنا العزيز السيّد قُصَيّ المحمود،
تقديرنا للقِصّة المُشَوّقَة التي كَتَبْتها والتي حَمَلَت ابدَع المعاني وأجملها. فقد أخذتنا في رِحلَة عبر الوديا وجمالها، وإلى المدينة ضجيجها، لِنَسْتَخْلِص أن العِبرة كامِنة في أن الطَّبيعة هي ما تعود إليه النَّفس بعد التَّعَب لا المصانِع والضَّجيج والسَّرْعة بِرَغمِ حاجتنا إليها. بوركت أستاذنا العزيز قُصَيّ ودام عطاؤُكَ الفريد. إحْتِرامنا. |
|||
26-06-2017, 10:59 PM | رقم المشاركة : 14 | |||
|
رد: الشبيهان
فكرة تبادل الأدوار دالة و عميقة.
قرأتها من قبل في قصة(الأمير و الفقير) للكاتب مارك توين. هو الاختلاف الأبدي بين المدينة و الريف بين الثقافة و الطبيعة. و الإنسان بينهما تائه يبحث عن السعادة أين عساها تكون؟ تحياتي سيدي و تقديري. |
|||
27-06-2017, 07:33 AM | رقم المشاركة : 15 | |||||
|
رد: الشبيهان
اقتباس:
مع جزيل شكري وفائق احترامي |
|||||
09-09-2017, 11:55 PM | رقم المشاركة : 16 | |||||
|
رد: الشبيهان
اقتباس:
الأدب ..رسالة وما عداه ثرثرة تحياتي وتقديري سيدتي الفاضلة مع فائق احترامي |
|||||
29-09-2017, 08:41 PM | رقم المشاركة : 17 | |||
|
رد: الشبيهان
حين يبحث الإنسان في مجاهل الأرض عن مصدر كسبه عن حياة خالية من التعقيد يظنها في المدينة ويظنها حينا آ خر في الريف ولكل صعوبته ويهون حياة الريف جمال الطبيعة وسحرها وماتتميز به من هدوء يفرق عن ضجيج المدن ...........
لذلك يفضل الكثير الحياة البسيطة بين سحرالطبيعة وفي كلٍ ستشرق الشمس وماأجمل شروق شمس الصباح بين الأجواء الساحرة نص رائع ذو معنى هادف الأديب القاص/ القصي بوركت وحرف يحلق نحو العلو |
|||
02-10-2017, 10:30 PM | رقم المشاركة : 18 | |||||
|
رد: الشبيهان
اقتباس:
جزيل شكري اليك لمروك الكريم تقديري وامتناني |
|||||
|
|
|