|
⊱ وَهــــجُ القَــــوافي ⊰ >>>> للشعر العمودي >> نرجو ذكر البحر في هامش القصيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-04-2019, 10:48 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
هديل الغياب
حَما بِصَدْرِكَ وَجْدٌ لَيْسَ يَبتردُ
وَ باحَ سِرَّكَ دمع منكَ يَطّرِدُ وَ حلَّ لحظَكَ سُهْدٌ لا انْتِهاءَ لَهُ وَ زادَ بَرْحَكَ حظٌّ مالَ يَبْتَعِدُ هَذا هَديلُ فِراقٍ ناح مُشْتَكِياً بَرْدَ الغِيابِ و بُعْداً يَشتَهيه غَدُ نَقْراً عَلى دفّة الإحساسِ حَلَّ أسىً كَيْفَ السَّبيلُ لِمَنْ يُصْغي و يَتّقِدُ هبَّ اشتياقي و عاد القلبَ يسأله عن حسرةٍ خلّفت في الحزْنِ ما أجِدُ و قال يُخْبِرهُ: هاجتْ عيون النوى و لا عزاء لنا في العمر يُلتَحَدُ يا راحِلا تشْعَلُ الوجدانَ فُرْقَتُه قضيتَ للقلب جُرْحاً نَزْفُهُ أبَدُ جعلت للسهد و الأحزان بي وطنا بكل ما في الأسى من لوعة يَعِدُ أحْبابَ قَلْبِيَ لِلأَيّامِ دائِرَةٌ تطوي بنهب و سلبٍ كلما تجِدُ أنتم غنائمُها تلك التي نهبَتْ غصْباً فما ينجلي من بعدكم كَمَدُ لهْفي على الأنس منكم يا ندى عُمُري ما ذاق من مثله مُسْتأنِساً أحَدُ هَلْ نستعيدُ أمانينا التي ذَهَبَتْ أمْ تَنْتهي أمَلاً قد لا تطولُ يَدُ زَمان وَصْلٍ روى الإحساسَ مِنْ دَعَةٍ كَأنَّهُ في ندى أيامِهِ رَغَدُ مَضى كطرفة لحظٍ تارِكاً أثَراً مِنْ داعيات الهوى يفنى بِهِ كَبِدُ حَديثُ سِرّي وَ جَهْري وَ انْتِظارُ غَدي هَلْ يُسْعِفُ الرّوحَ مِنْ إمْدادِهِ مَدَدُ ذِكْرى تُهَيِّجُ بي ما أشعَلَتْ حُرَقي هَذا وَ ما يَنْتَهي مِنْ ذِكْرِها خَلَدُ ( على البسيط ) |
|||
29-04-2019, 11:36 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: هديل الغياب
هَذا هَديلُ فِراقٍ ناح مُشْتَكِياً
بَرْدَ الغِيابِ و بُعْداً يَشتَهيه غَدُ نَقْراً عَلى دفّة الإحساسِ حَلَّ أسىً كَيْفَ السَّبيلُ لِمَنْ يُصْغي و يَتّقِدُ موجع هذا الهديل أخي عبد الحقّ .. على البسيط جدت علينا بخريدة جميلة رغم شجنها.. بارك الله فيك وفي قلمك .. حَما بِصَدْرِكَ وَجْدٌ لَيْسَ يَتَّئِدُ وَ باحَ سِرَّكَ دمع منكَ يَطّرِدُ أردت ب " ليس يتّئد " أنّه مستعجل في إحماء الصّدر برأيي لو استعملت " ليس يبترد " لكان أنسب.. يا ذاهبا تشْعَلُ الوجدانَ فُرْقَتُه قضيتَ للقلب جُرْحاً نَزْفُهُ أبَدُ ما رأيك ب " يا راحلا " بدل " يا ذاهبا " ؟ تثبيت لجمال الشّعر ورونق مائه.. خالص المودّة
|
||||
30-04-2019, 01:20 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: هديل الغياب
اقتباس:
شكرا لسنا حرفكم المشرق و بهاء حضوركم الندي و لنصائحكم الغالية لكم مني فائق التقدير و الاحترام و باقاتِ فُلٍّ و ياسمين محبتي دون ضفاف |
||||
30-04-2019, 04:30 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: هديل الغياب
هَذا هَديلُ فِراقٍ ناح مُشْتَكِياً
بَرْدَ الغِيابِ و بُعْداً يَشتَهيه غَدُ اقتبست هذا الجمال وكل القصيدة جمال وروعة ورافة مورقة مودتي للإبداع والجمال
|
||||
30-04-2019, 09:28 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: هديل الغياب
اقتباس:
لك المحبة دون حدود.. و الورد.. و كل التقدير |
||||
01-05-2019, 12:35 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: هديل الغياب
قصيدة رائعة
لا فض فوك مودتي وتقديري |
|||
01-05-2019, 02:00 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: هديل الغياب
سلام الله
وتحية تليق أنتم معنيون حتما بإدامة دورة الإبداع بأطرافها النص / الناص / المتلقي وليدات حروفكم تناديكم من ركن النصوص غير التفاعلية ذلك الركن الذي لا نتمناه لنصوصكم : http://fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=126 نتمنى عليكم التواصل مع من صافح بوحكم حتى يشعر الأعضاء بجدوى تواصلهم مع سابق نشركم الأمر الذي يجعلهم يواصلون تواصلهم مع جديد نشركم هذا عذيركم وكل التقدير |
||||
01-05-2019, 11:51 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: هديل الغياب
تقديري و احترامي لك شاعرنا الجميل
مودتي دون حدود |
|||
01-05-2019, 11:55 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: هديل الغياب
*
***************************** |
|||
02-05-2019, 12:02 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: هديل الغياب
اقتباس:
السلام عليكم شكرا جزيلا لك هذا الحضور الوارف و الشعور النبيل تشرفت و تشرف القصيد مودتي الخالصة |
||||
02-05-2019, 01:13 AM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: هديل الغياب
استمتعت وحلقت مع هذه المعزوفة الرائعة،
فشكرًا لهذه الذائقة المحلقة بأجنحة الإبداع دمت بوهج وتألق مودتي وأرق التحايا |
|||
02-05-2019, 05:47 AM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: هديل الغياب
الفكر الذي في القصيدة غلب العاطفة و إن كانت العاطفة هي سبب القصيدة و مضمارها و لا أدري هذا مما يحسب لها أم عليها و لكني أرى اجتهاد مفكر حركه قلبه فطاوعته القافية. و الشواهد كثيرة. منها:
حَما بِصَدْرِكَ وَجْدٌ لَيْسَ يَبتردُ وَ باحَ سِرَّكَ دمع منكَ يَطّرِدُ وَ حلَّ لحظَكَ سُهْدٌ لا انْتِهاءَ لَهُ وَ زادَ بَرْحَكَ حظٌّ مالَ يَبْتَعِدُ حما بصدرك أي احتر وأجدني أخالف أستاذي محمد ثمار فإن ( ليس يبترد ) و التي قبلها شاعرنا بصدر رحب جميل لم تأت بجديد لأن بداية الجملة أكدت هذا الحميان و ليس يتئد في رأيي تعطي معنى يفيد الإستمرارية و السرعة و الموران و هو ما عنيت به الفكر الذي صاحب كتابة الجملة هنا فإن كاتبها اختار كلمته بعناية بحيث تعطي شيئا جديدا يضاف الى البيت. و قد أكد معناه عجز البيت الثاني حين قال و زاد برحك حظ مال يبتعد فالزيادة تؤكد عدم الإتئاد و يبتعد تفيد نفس المراد. و كلمة مال رغم عامية استخدامها فإنها تشير الى عدم توافقه مع المأمول و الميل حيود عن التمام و هو في ميلانه يبتعد و كرياضي فإن شدة الميلان تعيد الوضع الى أصله كاكتمال الدائرة فإن ابعد نقطة عن الصفر هي 380 و التي تساوي الصفر نفسه، لنصل الى نتيجة قيس ليلى الذي قال إن حب ليلى أغناني عن ليلى وهذه زيادة مني علاقتها بالنص المناسبة. ومنها : هَذا هَديلُ فِراقٍ ناح مُشْتَكِياً بَرْدَ الغِيابِ و بُعْداً يَشتَهيه غَدُ و لقد تحيرت أول أمري من الهديل في مكان العويل و من البرد في موقع الاحترار و العرب تحرك صوت اليمام و الحمام لاستدرار الشجو على الفراق لما في صوتها من شجو لا تخطئه أذن فهذا ابو فراس : أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة *** أيا جارتا هل تشعرين بحالي؟ معاذَ الهوى! ماذقتِ طارقة َ النوى*** وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً*** وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ! و قال البندنيجي ناحت مطوَّقة بباب الطاق *** فجرت سوابقُ دمعيَ المِهراق حنَّت إلى أرض الحجاز بحرقة *** تُشجي فؤادَ الهائم المشتاق تعس الفراق وجذَّ حبل وتينه *** وسقاه من سمِّ الأساود ساقي بي مثلُ ما بك يا حمامة فاسألي *** من فكّ أسرَك أن يفكَّ وثاقي و الشبلي رُبَّ وَرقاءَ هتوفٍ في الضُحى *** ذاتِ شَجوٍ صَدَحت في فَنَنِ ذكرتْ إِلفًا ودهرًا صالحًا *** فبكت حُزنًا وهاجت حَزَني أتراها بالبكا مولعةً *** أم سقاها البَينُ ما جرّعني و قد انتبه شوقي لهذا فسخره في قصيدته حين قال: يمامتان في الحجاز حلتا على فنن الى أن وصل هب جنة الخلد اليمن لا شيء يعدل الوطن. هذا الشعر مقتبس من مقال لدكتور فاروق مواسي في متصفح النور للثقافة و الإعلام كل هذا لخصه البيت البندنيجي: إن الحمائم لم تزل بحنينها *** قِدْمًا تبكّي أعين العشاق و لكن السؤال لم وصف الشاعر الغياب بالبرد و هو يشتكي حمو الصدر و اشتعاله لعلي أجيب بأنه الفكر الذي عنيته.. فإن الغياب كائن منعزل عن الشاعر و عاطفته ، أصابه البرد أي الغياب مما حدا بأن يوقد المراجل في قلب الشاعر فهي علاقة مطردة تتناسب و حالة الغياب يزيد الغياب بردا فيزيد قلب الشاعر اضطراما ولظى. و الفكر يتجلى في البيت الذي يلي هديل القمري الموجع ليشرح لنا : نَقْراً عَلى دفّة الإحساسِ حَلَّ أسىً كَيْفَ السَّبيلُ لِمَنْ يُصْغي و يَتّقِدُ و لماذا يصغي من الأساس لعل ابن عبد ربه الاندلسي يجيب: وإن ارتياحي من بكاء حمامةٍ *** كذي شجنٍ داويته بشجون كأن حمام الأيك لما تجاوبت *** حزينٌ بكى من رحمة لحزين. و يبقى سؤال المعري ملزما لكل شاعر يستنطق الحمام أن يجيب عليه.. أبكت تلكم الحمامة أم غنت على فرع غصنها المياد هذه قصيدة مغرية بالقراءة أستاذي الشاعر المفكر عبد الحق و لعل لي عودة لإكمال بقية القراءة و لكني هنا لأخبرك بأني طربت و انتشيت بورك فيك. |
|||
02-05-2019, 01:42 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: هديل الغياب
اقتباس:
كان التمحيص جليا و البراهين تزيد جمال قصيدة شاعرنا عبد الحق شكرًا لوقتك في القراءة و ما أفدتنا به |
||||
02-05-2019, 01:44 PM | رقم المشاركة : 14 | |||
|
رد: هديل الغياب
يا راحِلا تشْعَلُ الوجدانَ فُرْقَتُه
قضيتَ للقلب جُرْحاً نَزْفُهُ أبَدُ جعلت للسهد و الأحزان بي وطنا بكل ما في الأسى من لوعة يَعِدُ ...... الله على ما وصلنا من إحساس هي تناقضات يعيشها مبتلى بالهوى يعتريه الغياب فتارة تعصف به حرارة الأشواق داخله و تارة يخنقه برد الغياب بجفائه و عدم مراعاته لما بالقلب أبدعت و أكثر دام إبداعك راقيا |
|||
02-05-2019, 02:18 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: هديل الغياب
شجــن ما سجلت من صور ........... و أبدعتَ
|
||||
02-05-2019, 10:06 PM | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
رد: هديل الغياب
اقتباس:
لحضورك بهاء الورد و وقع النسيم العليل دمت متميزا و حاديا للفن البديع محبتي |
||||
02-05-2019, 10:29 PM | رقم المشاركة : 17 | ||||
|
رد: هديل الغياب
اقتباس:
لقد رُمْنا التطريب فأطربتنا و حاولنا الإدهاش فأدهشتنا، و أردت أسرنا فأسرتنا ..لله درك و سعة أفقك و تبصُّر حدسك و روحك الشفيفة و حرفك البديع. شكرا لهذا الحضور الوارف و ما نثر من ضياء على القصيد لك المحبة خالصة و دمت في رعاية الله |
||||
02-05-2019, 10:39 PM | رقم المشاركة : 18 | ||||
|
رد: هديل الغياب
اقتباس:
شكري و تقديري لمرورك العبق و سناء حرفك الجميل جزاك الله الخير مودتي |
||||
02-05-2019, 10:43 PM | رقم المشاركة : 19 | |||
|
رد: هديل الغياب
كلماتك الرقيقة تعكس شاعريتك الوارفة و شعورك الجميل
دام حضورك الراقي مودتي |
|||
03-05-2019, 12:57 AM | رقم المشاركة : 20 | |||
|
رد: هديل الغياب
أيها الشاعر الرقيق
عبد الحق لنصك جمال الشعر فيه وحلاوة البيان أحييك هنا مع تقديري |
|||
03-05-2019, 04:02 AM | رقم المشاركة : 21 | |||
|
رد: هديل الغياب
هبَّ اشتياقي و عاد القلبَ يسأله عن حسرةٍ خلّفت في الحزْنِ ما أجِدُ و قال يُخْبِرهُ: هاجتْ عيون النوى و لا عزاء لنا في العمر يُلتَحَدُ و هل ينام شوق أو يخلد لراحة حتى يهب من جديد ، لولا أن الشاعر يصف لحظة ذات خصوصية زاد فيها الشوق وما كان ناقصا و حما و ما كان باردا و هب ما كان راقدا ، فاضطرب القلب بعد أن مضى مع من مضى فيه ، ليعاود الشوق أكثر من مرة و يسائله و لعله أعلم عن هذه الحسرة ، و الفكر يجذب الكلمات جذبا (فعاد) كلمة مختارة بعناية و حرف الواو الذي يفيد تكرار العودة فالعودة ليست و احدة هكذا يقول حرف الواو كما قال حرف (التاء) في تلفت الشريف الرضي : و تلفتت عيني فمذ خفيت عني الطلول تلفت القلب فإن قلب الشريف و عينه لم يلتفتا و لكنهما تلفتا... و لعل الفكر هو من حدا بالشاعر الى هذا الخطأ الفكري وليس اللغوي أو المعنوي، فالحزن ليس مستقرا للأحاسيس كالقلب و الفؤاد و النفس و الورح ، فالحزن حاسة معنوية بعينه ، و أخال الشاعر المفكر استثقل تكرار كلمة القلب أو أراد أن يزيد الحزن ضغطا و ألما وجدانيا بإضافة الحسرة إليه ، وهو ما لم يستسغه تذوقي بل فكري ، ترى لو تم تغيير هذه الكلمة الى الروح أو النفس أو ما يكون وعاء حسيا يحتمل إضافة الحسرة المعنوية إليه يكون أحلى كحاضر الهادي آدم: وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى و قال يُخْبِرهُ: هاجتْ عيون النوى و لا عزاء لنا في العمر يُلتَحَدُ ما أجمل يلتحد هنا و أبلغها ، هاجت عيون النوى ففاضت بالهجران بعد الوصال و بالبعد بعد القرب.. بكلٍ تداوينا فلم يشفِ ما بنا على أن قُربَ الدار خير من البعدِ على أنّ قَرْبَ الدارِ ليس بنافعٍ إذا كان من تهواهُ ليس بذي عهدِ (و قال يخبره) هي الحسرة التي عناها نقّل فؤادَك حيثُ شئتَ مِن الهَوى ما الحبُ إلا للحبيبِ الأولِ أو هي الحسرة و العمر قد ولى مقبل أيامه كما أيام صاحبة محمد سعيد العباسي: وقد سلا القلب عن سلمى و جارتها .... وربما كنت أدعوه فيعصيني ما عذر مثلي لاستسلامه لهوى .... يا حالة النقص ما بي حاجة بِيني ما انس لا أنس إذ جاءت تعاتبني ....فتانة اللحظ ذات الحاجب النون يا بنت عشرين و الأيام مقبلة .... ماذا تريدين من موعود خمسين قد كان لي قبل هذا اليوم فيك هوى .... أطيعه و حديث ذو أفانين و لا عزاء لنا فيا حالة النقص ما بي حاجة بيني أي فارقيني و البين و البينونة الفراق، فالعمر لم يعد فيه متسع و ما أجمل كملة يلتحد و الملتحد الملجأ ألم يقل الله تعالى: (ولن أَجِدَ من دُونه مُلْتَحَداً إِلا بلاغاً من اللهِ ورِسالاتِه ) أم لعل الشاعر أراد أنه لو أمضى العمر كله يبحث عن ملجأ يحتمي به من الحسرة و الحزن لما وجد من هول ما يجد ، و المعنيان جليلان جديران بالإعتبار. ي ا راحِلا تشْعَلُ الوجدانَ فُرْقَتُه قضيتَ للقلب جُرْحاً نَزْفُهُ أبَدُ جعلت للسهد و الأحزان بي وطنا بكل ما في الأسى من لوعة يَعِدُ و هنا يبين السبب الذي لم يكن خافيا إنه فراق الحبيب الذي ارتحل وما أشد وقع الفراق على القلوب المحبة و يحل الفراق و الهجر و النوى و البين مرتبة مقدمة في شعر المحبين ، و هل الحب إلا لوعة فراق أو حرقة بين أو زفرة هجر ... يقول المنفلوطي : " وما تفجرتْ ينابيعُ الخيالاتِ الشعرية ، والتصوراتِ الفنية ، إلا من صدوعِ القلوب الكسيرة ، والأفئدة الحزينة " . مما يجعل الإتيان بشعر ذي معنى جديد وسط هذا الكم الهائل من أبيات الفراق شيئا عسيرا:” قال أسامة بن منقذ: “شكا ألمَ الفراقِ الناسُ قبلي . . . . ورُوِّعَ بالنوى حيٌ وميتُ وأمّا مِثْلُ ما ضَمَّتْ ضلوعي . . . . فإِني ما سَمِعْتُ ولا رَأَيْتُ” ووصف نصيب ابن رباح المحبين: “ومافي الأرضِ أشْقَىْ من مُحِبٍّ . . . . وإِن وجدَ الهوى حلوَ المذاَقِ فيبكي إِن نَأوا شوقاً إِليهم . . . . ويبكي إِن دَنَوا خوفَ الفراقِ فتسخُنُ عينهُ عندَ التنائيْ . . . . وتسخنُ عينُه عند التلاقي” و يكفي الشاعر أن يعبر تعبيرا جميلا صادقا يستجلب الصور و يحرك الكلمات و يثير المشاعر حتى و إن سبقته المعاني و فاتته الكلمات. و الكلمات تخرج من فكر يعي ما يريد قوله : و الرجل ينادي راحلا لم يرحل بعد فهو راحل في قريب آت فلم اشتعال الفؤاد و هو لم يرحل بعد و أيضا تفيد كلمة راحل لفعل المضارع الحاضر المزاول للرحيل الآن فإن فاعل تفيد الحاضر المستمر present continuance و تفيد نية المستقبل المستمرة كذلك ، انظر كيف قالها الله تعالى: ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد و لا أنا عابد ما عبدتم و لا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم و لي دين ) فعابد بمعنى المستقبل وعابدون الأولى ليست كالثانية فإحداهما تفيد الحاضر المستمر و الأخرى تفيد النية في المستقبل. فهو يستدعيه أيا كان حاله ، أشعل الوجدان فرقته أهو خوف قادم أم ألم من فراق جاثم: حبيبي - غدًا - لا شكَّ فيـه مُـوَدّعُ ..... فواللهِ مـا أدري بـه كيـف أصنـعُ ؟ !فيا يومُ - لا أدبرتَ - هل لك محبسٌ ؟ ...ويا غدُ - لا أقبلتَ - هل لك مدفـعُ ؟ إذا لـم أُشيّعْـهُ تقطّـعْـتُ حـسـرةً ........ وواكبدي ... إنْ كنتُ ممّـنْ يُشيّـعُ ، ألم تثرك (تشعل الوجدان) و علاقتها (بحما الصدر) في البيت الأول فالصدر موطن الوجدان كما يقول طارق المأمون: فإنّي قَدْ سَرَرْتُ بِهِ فُؤادِي ألَيسَ الحُبُّ مَكْنونَ الصُدُورِ ، أنظر الى (قضيت) التي تفيد بالحكم الحتمي واجب التنفيذ و(أبد) و اتساقها مع قضيت و أحكام القضاء ، (وطن) موعود بالأسى ما أضناه من وطن و أقساه من وعد ، و (جعلت) التي تفيد الماضي تصبح مستقبلا ب(يعد) فالشاعر يعايش لحظة شعورية يمثلها الحاضر الماثل بين ماضي (جعلت) و مستقبل (يعد). |
|||
03-05-2019, 08:21 AM | رقم المشاركة : 22 | ||||
|
رد: هديل الغياب
نتابع معك هذه الفتوحات أخي طارق على خريدة أخينا عبد الحقّ بارك الله فيك وفيه..
|
||||
03-05-2019, 07:45 PM | رقم المشاركة : 23 | |||
|
رد: هديل الغياب
دخلت لأقرأ النص استمتاعا وتهيئة لما وصل الي من متعة
قوجدت اخس طارقق قطرق الباب قبلي وفتح معابرا وافاقا في القصيدة جعلتي ازداد اعجابا قشكرا له وشكرا على هبى هذا الجمال المستحق ودي وتقديري |
|||
03-05-2019, 09:25 PM | رقم المشاركة : 24 | ||||
|
رد: هديل الغياب
قصيدةٌ ممتعةٌ ، جميلة التصاوير ،
قوية السبك ! دمتَ مثريا ومُسعِدا . |
||||
03-05-2019, 10:48 PM | رقم المشاركة : 25 | |||
|
رد: هديل الغياب
أحْبابَ قَلْبِيَ لِلأَيّامِ دائِرَةٌ تطوي بنهب و سلبٍ كلما تجِدُ أنتم غنائمُها تلك التي نهبَتْ غصْباً فما ينجلي من بعدكم كَمَدُ لهْفي على الأنس منكم يا ندى عُمُري ما ذاق من مثله مُسْتأنِساً أحَدُ هَلْ نستعيدُ أمانينا التي ذَهَبَتْ أمْ تَنْتهي أمَلاً قد لا تطولُ يَدُ هي دائرة الميل التي ذكرناها حين قلنا أن آخرها هو أولها .. ولولا الأمل أحد أدوات هذا الميل كما أن النهب و السلب أحد أدواته فالطي نوع من الميل .. قلت لولا الأمل ما اشتاقت نفس لنفس فالأمل هو الخيط الرابط بين تفاصيل الحياة المخيفة و صاحبها لولاه لابتلعته لجتها و لولاه ليئس المريض من حياة فلا يتداوى ولولاه لأعيا الضعيف الخوف فلا يتقاوى و لولا لقتل الحزن المشتاق المفارق فلا يتشابى للقاء ،و لكنها الحياة الناهبة السالبة كلما وجدت لذلك سبيلا فكأن أملها في غنائمها بسلبها و نهبها في صراع مع أمل العاشق في حرصه و استبقائه ، بذاك تتغذا و تعيش و بذا يحيى و يريش... لماذا ينظر المحبون الى الحياة هكذا ، هذا رأي نزار قباني .. أ ترى سيمهلنا الزمان كي .. نعود .. ونفترق؟ أترى تضيء لنا الشموع ومن .. ضياها .. نحترق أخشى على الأمل الصغير أن .. يموت .. ويختنق اليوم سرنا ننسج الأحلاما وغدآ سيتركنا الزمان حطاما غير أن إليا أبو ماضي له رأي آخر لربما أعان شاعرنا ومن شايعه في لعن الحظ المائل: قال: السماء كئيبة، وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما قال: الصبا ولّى فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما الى أن قال قال: البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما قلت: ابتسم مادام بينك والردى شبر فإنك بعد لن تتبسما و للشاعر كما قلنا مصطلحه و قاموسه الناثر من فكره ، (تطوي) وليس تمضي أو تقضي كما قضت من قبل و لاتزوي فكأنها تجعل النهب و السلب أداتها في الطي ، حكى سيبويه: تَطَوَّى انْطِواءً؛ وأَنشد: وقد تَطَوَّيْتُ انطِواءَ الحِضْبِ .. و الحِضْبُ: ضربٌ من الحيات ، و ما طوي اندثر و غاب فلا عود بنشر و الطي ضد النشر ، و كأنها متأهبة لاقتناص فرصة و سانحة.و الطوي من الإضمار و تبييت النية فما طوته خبأته عن الناس و نيتها الأذى و اقتناص فرص الإيقاع: غـيـداءُ والأيـامُ جَـيـشٌ غـاشِـمٌ لا يُـثـنِـهِ عَـن غُـشْـمِـهِ الضُعفاءُ تـحـتـالُ للإيــذاءِ حـتـى أنـّهـــا لــولا الأذَى مــا حَـسّها الأحْياءُ و الشاعر كأنه يخفف على من يناديه بأحباب قلبي يظن ما به بهم يسري عنهم و عن نفسه يسري ، و هم نفسهم من نعتهم من قبل بالراحلين قافلا الباب عن أمل لقاء أو قرب رؤية ، يؤكد هذا استعماله للكلمات الدالة على أبدية الفراق منها (و بُعْداً يَشتَهيه غَد،ُ و لا عزاء لنا في العمر ،عن حسرةٍ خلّفت ،جُرْحاً نَزْفُهُ أبَدُ ، فما ينجلي من بعدكم كَمَدُ ...) و لقد عتبت على الشاعر الذي جعل محبوبه غنيمة الأيام أنتم غنائمها تلك التي نهبت و كنت أظنه جاعلا صفا العيش و الأنس بمحبوبته هو الغنيمة التي يفجع القلب فراقها و التي هي متحصلة بقربه و وصاله أي (المحبوب الراحل ) و منهوبة مسلوبة بهجره و رحيله و فراقه و كما عاتبته من قبل (و لعل الفكر هو من حدا بالشاعر الى هذا اللحن الفكري وليس اللغوي أو المعنوي، فالحزن ليس مستقرا للأحاسيس كالقلب و الفؤاد و النفس و الروح) طالبا إضافة الحسرة الى مادي محسوس فإني أقول هنا أن جعل ما تطوي الأيام معنويا هذه المرة أجمل في نظري و ذائقتي .. و للشاعر رأيه الذي تخبئه طوية فكره. و لعل في بيت المتنبي لي مستند بذا قضت الأيام ما بين اهلها مصائب قوم عند قوم فوائد و المصائب كلها معنوية و إن تمادّت الفوائد و المعري أَرى الأَيّامَ تَفعَلُ كُلَّ نُكرٍ فَما أَنا في العَجائِبِ مُستَزيدُ و المناكر كلها معنوية و إن تلبست المادي أو تلبسها. و البارودي رغم حسية الموت التي تخالج معنويته.. تسيرُ بنا الأيامُ والموتُ موعدٌ وتدفعُنا الأرحامُ والأرضُ تَبلعُ و لأنها دائرة الدنيا التي منتهاها مبتداها ما زال مراود يراود نفس المحب.. هَلْ نستعيدُ أمانينا التي ذَهَبَتْ أمْ تَنْتهي أمَلاً قد لا تطولُ يَدُ و إن (قد) التي في منتصف العجز أبلغ في التمني و الرجاء من (هل) في بداية الصدر و من يقرأ الأبيات يخال الشاعر حاسما في أبدية الفراق ب(ما) بدلا من ( قد) و لكن نفس الحبيب معلقة بحبل من الأمل لا ينقطع و إن كان اوهى من بيت العنكبوت ... لعلي فتحت بابا لقراءة هذه الخريدة هي أهل لأن يفتح لها مستبقيا من الأبيات أربعة لمزايد يغلي من قيمتها الغالية ... شاكرا أستاذي الكريم عبد الحق بن سالم على سعة صدره و على جمال حرفه و طيب محتده فإن راقت له فإني ناشرها كلها مجتمعة في مقال واحد ان شاء الله لمزيد من النقاش و إبداء الرأي فيها و في ما سطرته عنها. |
|||
|
|
|