محمود درويش … صوت الحرف - الصفحة 2 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: إخــفاق (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > 🍵 المجـــــــلس

🍵 المجـــــــلس تضيفون متعة الى متعة التحليق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-2023, 05:18 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
ومن كدرويش الشعر ننقل عنه!


شكرا لك عايدة الغالية على هذا المتصفح

محبتي الكبيرة

أحلام الغالية
تنثرين النور مع كل حضور لروحك الغالية
تقبلي محبتي وخالص تقديري
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 11-04-2023, 05:22 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف


الطريق إلى أين؟

الطريقُ طويلٌ إلى أين؟ مرتفعاتٌ
ومنخفضاتٌ. نهارٌ وليلٌ على الجانبين.
شتاء طويل وصيف قصير. نخيلٌ
وسرورٌ، وعبادُ شمسٍ على الجانبين.
محطَّاتُ كازٍ، مقاهٍ، ومستوصفاتٌ،
وشرطةُ سير على الجانبين. و سجنٌ
صغير، ودكّانُ تبغ وشاي، ومدرسةٌ
للبنين، وأقبيةٌ للبنات، وأجهزةٌ
لقياس المُناخ، ولافتةٌ للأجانب: أهلاً
بكم في الطريق إلى أين؟ مرتفعات
ومنخفضات. وآثار موتى رأوا موتهم
واقفاً في الطريق، فألقوا عليه التحيَّة.
قال: إلى أين؟ قالوا: إلى أَين!
نمشي كأنَّا سوانا. كأنَّ هناك / هنا
بين بين. كأن الطريق هو الهدف
اللانهائيُّ، لكنْ إلى أين نمضي، ومن
أين نحن إذن؟ نحن سُكَّان هذا
الطريق الطويل إلى هدف يحمل اسماً
وحيداً: إلى أين؟









روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 11-04-2023, 05:23 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف



أَثر الفراشة


أَثر الفراشة لا يُرَى
أَثر الفراشة لا يزولُ


هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيلُ


هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى
وإشراقٌ جميلُ


هو شامَةٌ في الضوء تومئ
حين يرشدنا الى الكلماتِ
باطننا الدليلُ


هو مثل أُغنية تحاولُ
أن تقول، وتكتفي
بالاقتباس من الظلالِ
ولا تقولُ…


أَثرُ الفراشة لا يُرَى
أُثرُ الفراشة لا يزولُ!










روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 27-04-2023, 11:55 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف


قال أنا خائف

خافَ. وقال بصوت عالٍ: أنا خائف.
كانت النوافذ مُحْكَمَةَ الإغلاق ، فارتفع
الصدى واتّسع : أنا خائف . صَمَتَ ،
لكن الجدران ردَّدتْ : أنا خائف.
الباب والمقاعد والمناضد والستائر
والبُسُط والكتب والشموع والأقلام واللوحات
قالت كُلُّها : أنا خائف . خاف صوت
الخوف فصرخ : كفى! لكن الصدى لم
يردِّد : كفى ! خاف المكوث في البيت
فخرج إلى الشارع . رأى شجرة حَوْرٍ،
مكسورة فخاف النظر إليها لسبب لا
يعرفه. مرت سيارة عسكرية مسرعة ،
فخاف المشي على الشارع . وخاف
العودة إلى البيت لكنه عاد مضطراً.
خاف أن يكون قد نسي المفتاح في
الداخل ، وحين وجده في جيبه اطمأنّ .
خاف أن يكون تيار الكهرباء قد انقطع .
ضغط على زر الكهرباء في ممر الدرج ،
فأضاء ، فاطمأنّ . خاف أن يتزحلق على
الدرج فينكسر حوضه ، ولم يحدث ذلك
فاطمأنّ . وضع المفتاح في قفل
الباب وخاف ألا ينفتح ، لكنه انفتح
فاطمأن . دخل إلى البيت ، وخاف أن
يكون قد نسي نفسه على المقعد خائفاً.
وحين تأكد أنه هو من دخل لا سواه ،
وقف أمام المرآة ، وحين تعرَّف إلى
وجهه في المرآة اطمأنّ. أِصغى إلى

الصمت ، فلم يسمع شيئاً يقول : أنا
خائف ، فاطمأنّ . ولسببٍ ما غامض...
لم يعد خائفاً !









روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2023, 12:01 AM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف


في الرحيل الكبير أحبك أكثر

في الرَّحيل الْكبير أُحبك أَكْثَرَ، عَمّا قَليلْ
تُقْفلين الْمدينة. لأقلب لي في يديْك، وَلَا
دَرْب يَحْمِلُني، في الرَّحيل الْكبير، أَحبك أَكْثرْ
لا حليب لرُمّان شُرْفَتنا بعد صَدْرِكِ. خفَّ النَّخيلْ
خَفَّ وَزْنُ التَّلال، وخَفّتْ شوارِعُنا في الأَصيلْ
خَفتَّ الأَرْضُ إِذْ وَدَّعَتْ أَرْضها. خَفَّت الْكَلِمَاتْ
والْحِكاياتُ خفَّت على دَرَج اللَّيْلِ. لكنَّ قلْبي ثقيلْ
فاتْرُكيهِ هُنا حوْل بيْتك يعوى وَيَبْكي الزَّمان الْجميلْ
ليْس لي وَطنٌ غَيْرُهُ، في الرَّحيل أُحبُّك أُكْثَرْ
أفْرغُ الرّوح منْ آخِر الْكلمات: أُحبُّك أَكْثَر
في الرحيل تَقودُ الفراشات أَرْواحَنا، في الرَّحيلْ
نتذكَّرُ زر الْقميص الَّذي ضاع منّا، ونَنْسى
تاجَ أَيّامنا، نتذكَّرُ رائحة الْعرق الْمِشْمَشِيِّ، ونَنْسَى
رقْصة الْخيْل في ليْل أَعْراسِنا، في الرَّحيلْ
نتساوى مع الَّطيْرِ، نَرْحَمْ أَيّامنا، نكْتفي بالْقَليلْ
أَكْتَفي منْك بالْخَنْجَر الذَّهبيِّ، يُرَقِّص قَلْبِي الْقتيلْ
فاقْتُليني، على مَهَلِ، كَيْ أُقول أُحبُّك أُكْثَرَ ممّا
قُلْتُ قبل الرحيل الْكبير. أُحبُّك. لاشَيْءَ يوجِعُنِي
لا الْهواء، ولا الْماءُ.. ولا حَبَقٌ في صباحكِ، لَا
زنْبقٌ في مَسائك يُوجِعُنِي بَعْدَ هذا الرَّحِيلْ..









روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2023, 12:04 AM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف


مناصفة


تحيا مناصفة ،
لا أنت أنت ، ولا
سواك
أين ( أنا ) في عتمة الشبه ؟

كأنني شبح
يمشي إلى شبح
فلا أكون سوى شخص مررت به

خرجت من صورتي الأولى
لأدركه
فصاح حين اختفى:
يا ذاتي انتبهي!









روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 02-05-2023, 07:30 PM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف


جهة المنفى
يتلفت المنفيّ نحو جهاته
وتفر منه المفردات الذكريات
ليس الأمام أمامه
ليس الوراء وراءه
وعلى اليمين إشارة ضوئية
وعلى اليسار إشارة أخرى
فيسأل نفسه:
من أين تبتدئ الحياة ؟
ــ لابد لي من نرجس
لأكون صاحب صورتي!
ويقول: إن الحر من يختار منفاه
لأمر ما ...
أنا حرٌ إذن
أمشي ... فتتضح الجهات
نبذة عن القصيدة








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 02-05-2023, 07:38 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف


بين حلمي وبين اسمه كان موتي بطيئاً

باسمها أتراجَعُ عن حلمها . ووصلتُ أخيراً إلى
الحُلْم . كان الخريفُ قريباً من العشب . ضاع
اسمُها بيننا .. فالتقينا.
لم أسجِّل تفاصيل هذا اللقاء السريعِ . أحاول شرحَ
القصيدةِ كي أفهم الآن ذاك اللقاء السريع
هي الشئُ أو ضدُّهُ , وانفجارات روحي
هي الماءُ والنار ’ كنا على البحر نمشي
هي الفرقُ بيني ... وبيني.
وأنا حاملُ الاسم أو شاعر الحُلْم . كان اللقاء سريعاً
أنا الفرقُ بين الأصابع والكفّ . كان الربيع
قصيراً . أنا الفرقُ بين الغصون وبين الشجرْ
كنتُ أحْلمها , واسمُها يتضاءلُ . كانت تُسمّى
خلايا دمي . كنتُ أحْلمها
والتقينا أخيراً
أحاول شرح القصيدة كي أفهم الآن ماذا حدث.

يحمل الحُلْم سيفاً ويقتل شاعرَهُ حين يبلغهُ –
هكذا أخبرتني المدنيةُ حين غفوتُ على ركبتيها
لم أكن حاضراً
لم أكن غائباً
كنتُ بين الحضور وبين الغيابْ
حَجَراً... أو سحابهْ
تشبهين الكآبهْ
ولكن صدرك صار مظاهرة العائدين من الموت ...
ما كنتُ جنديَّ هذا الزمان
لأحمل لافتةً , أوعصا ’ في الشوارع
كان لقائي قصيراً
وكان وداعي سريعاً
وكانت تصيرُ إلى امرأةٍ عاطفيهْ
فالتحمتُ بها
وحلمتُ بها
وصارت تفاصيلها وَرَقاً في الخريفِ
فلملمها عسكريُّ المرور
ورتَّبها في ملف الحكومهْ
وفي المتحف الوطني
تشبهين المدينَة حين أكون غريباً
قلت لها باختصار شديد
تشبهين المدينهْ
هل رآك الجنود على حافَّةِ الأرض
هل هربوا منكِ
أم رجموكِ بقنبلة يدويهْ ؟

قالت المرأة العاطفيَّة :
كلُّ شئ يلامس جسمي
يَتَحَوَّلُ
أو يتشكَّلُ
حتى الحجارة تغدو عصافير
قلت لها باكياً :
ولماذا أنا
أتشرَّدُ
أو أيبدَّدُ
بين الرياح وبين الشعوب ؟
فأجابت :
في الخريف تعود العصافير من حالة البحرِ
هذا هو الوقتُ
لا وقت

وابتدأتْ أغنيهْ :
في الخريف تعود العصافير من حالة البحر
هذا هو الوقتُ , لا وقتَ للوقتِ
هذا هو الوقتُ
ماذا تكون البقيَّهْ ؟
شبه دائرة أنتَ تُكملها
أذهبُ الآن ؟
لا تذهب الآن إنَّ الرياح على خطأ دائماً

والمدينة أقربْ.
المدينةُ أقربُ !! أنتِ المدينةُ
لستُ مدينهْ
أنا أمرأةٌ عاطفيهْ
هكذا قلت قبل قليلْ
واكتشفتَ الدليل
وأنت البقيَّهْ
آه , كنتُ الضحيَّهْ
فكيف أكون الدليل ؟
وكنت أعانقها . كنت أسألها نازفاً :
أأنت بعيدهْ ؟
على بُعْدِ حُلْم من الآن
والحُلْمُ يحمل سيفاً ويقتل شاعره حين يبلغهُ
كيف أكمل أغنيتي
والتفاصيل ضاعت . وضاع الدليل ؟
انتهت صورتي
فابتدئ من ضياعك

أموتُ – أحبُّكِ
إن ثلاثة أشياء لا تنتهي :
أنتِ , والحبُّ , والموتُ
قبَّلتُ خنجركِ الحلوَ
ثم احتميتُ بكفَّيكِ
أنْ تقتليني
وأن توقفيني عن الموتِ
هذا هو الحب
إنّي أحبكِ حين أموت
وحين أحُّكِ
أشعر أني أموتُ
فكوني امرأة
وكوني مدينهْ !
ولكن , لماذا سقطتِ , لماذا احترقتِ
بلا سَبَبٍ ؟
ولماذا ترهّلت في خيمة بدويَّهْ ؟
لأنكَ كنتَ تمارس موتاً بدون شهيَّهْ
وأضافت ’ كأنَّ القَدَرْ
يتكسَّرُ في صوتها :
هل رأيت المدينةَ تذهبُ
أم كنتَ أنت الذي يتدحرج من شرفة الله
قافلةً من سبايا ؟
هل رأيتَ المدينةَ تهربُ
أم كنتَ أنت الذي يحتمي بالزوايا !
المدينةُ لا تسقطُ , الناس تسقط !
ورويداً... رويداً تفتَّت وجهُ المدينهْ
لم نحوِّل حصاها إلى لُغَةٍ
لم نُسَيِّجْ شوارعها
لم ندافع عن البابِ
لم ينضج الموتُ فينا
كانت الذكرياتُ مقراً لحكّام ثورتها السابقة
ومرَّ ثلاثون عاماً
وألف خريف
وخمس حروب
وجئتُ المدينةَ منهزماً من جديد
كان سورُ المدينة يُشبهني
وقلتُ لها :
سأحاول حُبّكِ...
لا أذكر الآن شكل المدينةِ
لا أذكر اسمي
ينادونني حَسَبَ الطقس والأْمزجهْ
لقد سقط اسمي بين تفاصيل تلك المدينةِ
لملمه عسكريُّ المرور
ورتَّبه في ملف الحكومهْ
تشبهين الهويَّة حين أكون غريباً
تشبهين الهويَّة
ليس قلبي قرنفلةً
ليس جسمي حقلاً
ما تكونين ؟
هل أنت أحلى النساء وأحلى المدنْ
للذي يتناسل فوق السفنْ
وأضافت :
بين شوك الجبال وبين أماسي الهزائم
كان مخاضي عسيراً
وهل عذَّبوكِ لأجلي ؟
عذَّبوكَ لأجلي
هل عرفتِ الندمْ؟
النساءالمدن
قادرات على الحبِّ , هل أنتَ قادر ؟
أحاول حبَّك
لكن كل السلاسل
تلتفُّ حول ذراعيَّ حين أحاول...
هل تخونينني ؟
حين تأتي إليّ
هل تموتين قبلي ؟
سألتكِ : مُوْتي !
أيجديكَ مَوْتي !
أصيرُ طليقاً
لأن نوافذ حُبّي عبوديَّةٌ
والمقابر ليست تثير اهتمام أَحَدْ
وحين تموتين
أكمل موتي
بين حُلْمي وبين اسمِهِ
كان موتي بطيئاً بطيئاً

أموت – أحبُّكِ
إنَّ ثلاثة أشياء لا تنتهي
أنتِ ’ والحبُّ ’ والموتُ
أن تقتليني
وأن توقفيني عن الموتِ
هذا هو الحبّ
....وانتهتْ رحلتي فابتدأتُ
وهذا هو الوقتُ : ألاّ يكون لشكلكِ وقتُ
لم تكوني مدينهْ
الشوارع كانت قُبَلْ
وكان الحوار نزيفاً
وكان الجبلْ
عسكرياً وكان الصنوبر خنجرْ
ولا امرأةً كنتِ
كانت ذراعاكِ نهرين من جُثَثٍ وسنابلْ
وكان جبينُكِ بيدرْ
وعيناكِ نار القبائلْ

وكنتُ أنا من مواليد عام الخروج
ونسل السلاسلْ

يحملُ الحلمُ سيفاً , ويقتل شاعرَهُ حين يبلغُهُ –
هكذا أخبرتني المدينةُ حين غفوتُ على ركبتيها
لم أكن غائباً لم أكن حاضراً
كنتُ مختفياً بالقصيدهْ ,
إذا انفجرت من دمائي قصيدهْ
تصير المدينةُ ورداً ,
كنتُ أمتشق الحُلْمَ من ضلعها
وأحارب نفسي
كنتُ أعلن يأسي
على صدرها , فتصير امرأة
كنتُ أعلن حبي
على صدرها ، فتصير مدينهْ
كنتُ أعلن أنَّ رحيلي قريب
وأنَّ الرياح وأنَّ الشعوب
تتعاطى جراحي حبوباً لمنع الحروب .
بين حلمي وبين اسمه
كان موتي بطيئاً
باسمها أتراجع عن حُلْمها . ووصلتُ
وكان الخريف قريباً من العشبِ
ضاع اسمها بيننا ... فالتقينا.
لم أسجل تفاصيل هذا اللقاء السريع
أحاول شرح القصيدهْ
لأغلق دائرة الجرح والزنبقهْ
وأفتح جسر العلاقة بين الولادة والمنشنقهْ
أحاول شرح القصيدهْ
لأفهم ذاك اللقاء السريح
أحاول
أحاول... أحاول !

بين حلمي وبين اسمه كان موتي بطيئاً

باسمها أتراجَعُ عن حلمها . ووصلتُ أخيراً إلى
الحُلْم . كان الخريفُ قريباً من العشب . ضاع
اسمُها بيننا .. فالتقينا.
لم أسجِّل تفاصيل هذا اللقاء السريعِ . أحاول شرحَ
القصيدةِ كي أفهم الآن ذاك اللقاء السريع
هي الشئُ أو ضدُّهُ , وانفجارات روحي
هي الماءُ والنار ’ كنا على البحر نمشي
هي الفرقُ بيني ... وبيني.
وأنا حاملُ الاسم أو شاعر الحُلْم . كان اللقاء سريعاً
أنا الفرقُ بين الأصابع والكفّ . كان الربيع
قصيراً . أنا الفرقُ بين الغصون وبين الشجرْ
كنتُ أحْلمها , واسمُها يتضاءلُ . كانت تُسمّى
خلايا دمي . كنتُ أحْلمها
والتقينا أخيراً
أحاول شرح القصيدة كي أفهم الآن ماذا حدث.

يحمل الحُلْم سيفاً ويقتل شاعرَهُ حين يبلغهُ –
هكذا أخبرتني المدنيةُ حين غفوتُ على ركبتيها
لم أكن حاضراً
لم أكن غائباً
كنتُ بين الحضور وبين الغيابْ
حَجَراً... أو سحابهْ
تشبهين الكآبهْ
ولكن صدرك صار مظاهرة العائدين من الموت ...
ما كنتُ جنديَّ هذا الزمان
لأحمل لافتةً , أوعصا ’ في الشوارع
كان لقائي قصيراً
وكان وداعي سريعاً
وكانت تصيرُ إلى امرأةٍ عاطفيهْ
فالتحمتُ بها
وحلمتُ بها
وصارت تفاصيلها وَرَقاً في الخريفِ
فلملمها عسكريُّ المرور
ورتَّبها في ملف الحكومهْ
وفي المتحف الوطني
تشبهين المدينَة حين أكون غريباً
قلت لها باختصار شديد
تشبهين المدينهْ
هل رآك الجنود على حافَّةِ الأرض
هل هربوا منكِ
أم رجموكِ بقنبلة يدويهْ ؟

قالت المرأة العاطفيَّة :
كلُّ شئ يلامس جسمي
يَتَحَوَّلُ
أو يتشكَّلُ
حتى الحجارة تغدو عصافير
قلت لها باكياً :
ولماذا أنا
أتشرَّدُ
أو أيبدَّدُ
بين الرياح وبين الشعوب ؟
فأجابت :
في الخريف تعود العصافير من حالة البحرِ
هذا هو الوقتُ
لا وقت

وابتدأتْ أغنيهْ :
في الخريف تعود العصافير من حالة البحر
هذا هو الوقتُ , لا وقتَ للوقتِ
هذا هو الوقتُ
ماذا تكون البقيَّهْ ؟
شبه دائرة أنتَ تُكملها
أذهبُ الآن ؟
لا تذهب الآن إنَّ الرياح على خطأ دائماً

والمدينة أقربْ.
المدينةُ أقربُ !! أنتِ المدينةُ
لستُ مدينهْ
أنا أمرأةٌ عاطفيهْ
هكذا قلت قبل قليلْ
واكتشفتَ الدليل
وأنت البقيَّهْ
آه , كنتُ الضحيَّهْ
فكيف أكون الدليل ؟
وكنت أعانقها . كنت أسألها نازفاً :
أأنت بعيدهْ ؟
على بُعْدِ حُلْم من الآن
والحُلْمُ يحمل سيفاً ويقتل شاعره حين يبلغهُ
كيف أكمل أغنيتي
والتفاصيل ضاعت . وضاع الدليل ؟
انتهت صورتي
فابتدئ من ضياعك

أموتُ – أحبُّكِ
إن ثلاثة أشياء لا تنتهي :
أنتِ , والحبُّ , والموتُ
قبَّلتُ خنجركِ الحلوَ
ثم احتميتُ بكفَّيكِ
أنْ تقتليني
وأن توقفيني عن الموتِ
هذا هو الحب
إنّي أحبكِ حين أموت
وحين أحُّكِ
أشعر أني أموتُ
فكوني امرأة
وكوني مدينهْ !
ولكن , لماذا سقطتِ , لماذا احترقتِ
بلا سَبَبٍ ؟
ولماذا ترهّلت في خيمة بدويَّهْ ؟
لأنكَ كنتَ تمارس موتاً بدون شهيَّهْ
وأضافت ’ كأنَّ القَدَرْ
يتكسَّرُ في صوتها :
هل رأيت المدينةَ تذهبُ
أم كنتَ أنت الذي يتدحرج من شرفة الله
قافلةً من سبايا ؟
هل رأيتَ المدينةَ تهربُ
أم كنتَ أنت الذي يحتمي بالزوايا !
المدينةُ لا تسقطُ , الناس تسقط !
ورويداً... رويداً تفتَّت وجهُ المدينهْ
لم نحوِّل حصاها إلى لُغَةٍ
لم نُسَيِّجْ شوارعها
لم ندافع عن البابِ
لم ينضج الموتُ فينا
كانت الذكرياتُ مقراً لحكّام ثورتها السابقة
ومرَّ ثلاثون عاماً
وألف خريف
وخمس حروب
وجئتُ المدينةَ منهزماً من جديد
كان سورُ المدينة يُشبهني
وقلتُ لها :
سأحاول حُبّكِ...
لا أذكر الآن شكل المدينةِ
لا أذكر اسمي
ينادونني حَسَبَ الطقس والأْمزجهْ
لقد سقط اسمي بين تفاصيل تلك المدينةِ
لملمه عسكريُّ المرور
ورتَّبه في ملف الحكومهْ
تشبهين الهويَّة حين أكون غريباً
تشبهين الهويَّة
ليس قلبي قرنفلةً
ليس جسمي حقلاً
ما تكونين ؟
هل أنت أحلى النساء وأحلى المدنْ
للذي يتناسل فوق السفنْ
وأضافت :
بين شوك الجبال وبين أماسي الهزائم
كان مخاضي عسيراً
وهل عذَّبوكِ لأجلي ؟
عذَّبوكَ لأجلي
هل عرفتِ الندمْ؟
النساءالمدن
قادرات على الحبِّ , هل أنتَ قادر ؟
أحاول حبَّك
لكن كل السلاسل
تلتفُّ حول ذراعيَّ حين أحاول...
هل تخونينني ؟
حين تأتي إليّ
هل تموتين قبلي ؟
سألتكِ : مُوْتي !
أيجديكَ مَوْتي !
أصيرُ طليقاً
لأن نوافذ حُبّي عبوديَّةٌ
والمقابر ليست تثير اهتمام أَحَدْ
وحين تموتين
أكمل موتي
بين حُلْمي وبين اسمِهِ
كان موتي بطيئاً بطيئاً

أموت – أحبُّكِ
إنَّ ثلاثة أشياء لا تنتهي
أنتِ ’ والحبُّ ’ والموتُ
أن تقتليني
وأن توقفيني عن الموتِ
هذا هو الحبّ
....وانتهتْ رحلتي فابتدأتُ
وهذا هو الوقتُ : ألاّ يكون لشكلكِ وقتُ
لم تكوني مدينهْ
الشوارع كانت قُبَلْ
وكان الحوار نزيفاً
وكان الجبلْ
عسكرياً وكان الصنوبر خنجرْ
ولا امرأةً كنتِ
كانت ذراعاكِ نهرين من جُثَثٍ وسنابلْ
وكان جبينُكِ بيدرْ
وعيناكِ نار القبائلْ

وكنتُ أنا من مواليد عام الخروج
ونسل السلاسلْ

يحملُ الحلمُ سيفاً , ويقتل شاعرَهُ حين يبلغُهُ –
هكذا أخبرتني المدينةُ حين غفوتُ على ركبتيها
لم أكن غائباً لم أكن حاضراً
كنتُ مختفياً بالقصيدهْ ,
إذا انفجرت من دمائي قصيدهْ
تصير المدينةُ ورداً ,
كنتُ أمتشق الحُلْمَ من ضلعها
وأحارب نفسي
كنتُ أعلن يأسي
على صدرها , فتصير امرأة
كنتُ أعلن حبي
على صدرها ، فتصير مدينهْ
كنتُ أعلن أنَّ رحيلي قريب
وأنَّ الرياح وأنَّ الشعوب
تتعاطى جراحي حبوباً لمنع الحروب .
بين حلمي وبين اسمه
كان موتي بطيئاً
باسمها أتراجع عن حُلْمها . ووصلتُ
وكان الخريف قريباً من العشبِ
ضاع اسمها بيننا ... فالتقينا.
لم أسجل تفاصيل هذا اللقاء السريع
أحاول شرح القصيدهْ
لأغلق دائرة الجرح والزنبقهْ
وأفتح جسر العلاقة بين الولادة والمنشنقهْ
أحاول شرح القصيدهْ
لأفهم ذاك اللقاء السريح
أحاول
أحاول... أحاول !








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 02-05-2023, 10:29 PM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف

كمثل صبار حزين لا يبكي...









،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 08-05-2023, 12:34 AM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف


قالت له

((الليل تاريخ الحنين,وأنت ليلي)) ــ
قلتَ لي,وتركتني
وتركت لي ليلي وليلك باردين ...
وسوف يوجعني الشتاء وذكرياتك
سوف يوجعك الهواء معطراً بزنابقي
لا بأس!
سوف أحب أول عابر
يبكي على امرأة رمته إلى الهباء كما فعلت
سنعتني أنا والغريب بليلنا ونضيئه.
سنؤثث الأبد الصغير... سننتقي
أنا والغريب سريرنا وشعورنا بعناية
ولربما نتلو معاً أنا والغريب
قصيدة الحب التي أهديتني:
((والليل تاريخ الحنين
وأنا ليلي))!










روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 08-05-2023, 12:37 AM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف


خائف من القمر



خبِّئيني . أتى القمر
ليت مرآتنا حجر !
ألفُ سرّ سرّي
وصدركِ عارٍ
وعيون على الشجر
لاتغطّي كواكباً
ترشح الملح والخدر
خبِّئيني .. من القمر !
وجهُ أمسي مسافٌر
ويدانا على سَفَر
منزلي كان خندقاً
لا أراجيح للقمر..
خبِّئيني .. بوحدتي
وخذي المجد ... والسهر
ودعي لي مخدَّتي
أنتِ عندي
أم القمر؟!










روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-08-2023, 11:30 PM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف



كأني أحبك

لماذا نحاول هذا السفر
وقد جرّدتني من البحر عيناكِ
و اشتعل الرمل فينا ...
لماذا نحاولُ؟
و الكلمات التي لم نقلها
تشرِّدنا..
وكل البلاد مرايا
وكل المرايا حجرْ
لماذا نحاول هذا السفرْ؟
هنا قتلوك
هنا قتلوني.
هنا كنتِ شاهدةَ النهر و الملحمهْ
و لا يسأم النهرُ
لا يتكلّمُ
لا يتألمُ
في كلّ يوم لنا جثّةٌ
و في كلّ يوم لهم أوسمهْ
هنا وقف النهر ما بيننا
حارساً
يجعل الضفتينْ
توأمين
بعيدين، كالقرب، عنّا
قريبين، كالبُعد، منّا
و لا بُدَّ من حارسٍ
آهِ، لا بدّ من حارس بيننا.
كأنّ المياه التي تفصل الضفتين
دمُ الجسدينْ
و كنّا هنا ضفتين
و كنّا هنا جسدين
و كلّ البلاد مرايا
و كلّ المرايا حجرْ
لماذا نحاول هذا السفرْ؟
كأنّ الجبال اختفتْ كلُّها
و كأنّي أحبّكِ
كان المطار الفرنسيُّ مزدحماً
بالبضائع و الناسِ.
كُلُّ البضائع شرعيَّة
ما عدا جسدي
آه.. يا خلف عينيك.. يا بلدي
كنتُ ملتحماً
بالوراء الذي يتقدّمُ
ضيعت سيفي الدمشقيَّ متّهماً
بالدفاع عن الطينِ
ليس لسيفيَ رأيٌ بأصلِ الخلافةِ
فاتهموني...
علّقوني على البُرجِ
و انصرفوا
لترميم قصر الضيافة..
كأني أُحبُّك حقاً
فأغمدتُ ريحاً بخاصرتي
كنتِ أنت الرياحَ و كنتِ الجناح
و فتشتُ عنك السماء البعيدةْ
و قد كنتُ أستأجر الحُلْمَ
للحلم شكلٌ يقلِّدها
و كنت أُغنّي سدى
لحصان على شجرْ
و في آخر الأرضِ أرجَعَني البحرُ
كلّ البلاد مرايا
و كل المرايا حجرْ
لماذا نحاول هذا السفر ؟

تكونين أقرب من شفتيّ
و أبعد من قبلة لا تصلْ
كأنّي أحبُّك
كان الرحيلُ يطاردني في شوارع جسمكْ
و كان الرحيل يحاصرني في أزقّة جسمكْ
فأتركُ صمتي على شفتيك
و أترك صوتي على درج المشنقهْ
كأنّي أحبّكِ
كان الرحيل يخبئني في جزائر جسمك
واسع ضيق هذا المدى
والرحيل يخّبئني في فم الزنبقة.
أعيدي صياغة وقتي
لأعرف أين أموت سدى
مر يوم بلا شهداء
أعيدي صياغة صوتي
فإن المغني الذي ترسم الفتياتُ له صورةً
صادروا صوته
مرّ يوم بلا شهداء
وبين الفراغين أمشي إليكِ وفيكِ
وأولد من نطفةٍ لا أراها
و ألعبُ في جثّتي و القمر
لماذا نحاول هذا السفر؟
و كل البلاد مرايا
و كل المرايا حجرْ
لماذا نحاول هذا السفر؟









روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 04-09-2023, 12:55 AM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف


أثر الفراشة


أَثر الفراشة
أَثر الفراشة لا يُرَى
أَثر الفراشة لا يزولُ


هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيلُ


هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى
وإشراقٌ جميلُ


هو شامَةٌ في الضوء تومئ
حين يرشدنا الى الكلماتِ
باطننا الدليلُ


هو مثل أُغنية تحاولُ
أن تقول، وتكتفي
بالاقتباس من الظلالِ
ولا تقولُ…


أَثرُ الفراشة لا يُرَى
أُثرُ الفراشة لا يزولُ!









روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 08-09-2023, 05:36 PM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
فاتي الزروالي
فريق العمل
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
تحمل لقب عنقاء عام 2010
المغرب

الصورة الرمزية فاتي الزروالي

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف

“لا أحنُّ إلى أي شيء فلا أمس يمضي ولا الغد يأتي ولا حاضري يتقدَّم لا شيء يحدث لي! ليتني حجر”

محمود درويش






  رد مع اقتباس
/
قديم 08-09-2023, 05:37 PM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
فاتي الزروالي
فريق العمل
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
تحمل لقب عنقاء عام 2010
المغرب

الصورة الرمزية فاتي الزروالي

افتراضي رد: محمود درويش … صوت الحرف

الشاعرة د عايدة
شكرا لهذه الباقة الممتعة من شعر محمود درويش
كل التقدير والحب






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط