![]() |
|
![]() |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]()
المزابل
عندما كنّا أطفالًا صغارًا عانينا من الفقر الشّديد ممّا أرغمنا على الذّهاب إلى مزابل القرية بحثًا عن قطع معدنيّة من النّحاس والالمنيوم لنقوم ببيعها للعم أبو آدم الّذي كان يستقبلنا بترحاب كبير متفهمًا لوضعنا، في حين أنّ إبنه سليم كان يشمئز منّا وأحيانًا يطردنا، ويبدو بأنّ الرّائحة الكريهة الّتي كانت تنبعث من المزابل كانت تعلق في ثيابنا ولعلّ ذلك كان يدفعه إلى طردنا، كنّا نرصد بيت العم أبو آدم وننتظر حتّى يخرج إبنه خوفًا من أن نحظى بقسط كبير من الإهانة لندخل بعدها مسرعين ونقوم بتقديم بضاعتنا إلى العم أبو آدم الّذي كان يزينها ويدفع ثمنها نقدًا ممّا يفرحنا بالغنيمة فنتفرق عائدين إلى بيوتنا عودة الأبطال، كان العم أبو ادم يدفع ثمن قطع النّحاس أكثر ممّا يدفعه ثمن قطع الألمنيوم، كان في القرية أربعة مزابل متقاربة جدًّا وذلك يعود إلى صُغر القرية آنذاك، كانت المنافسة شديدة بيننا على من يجد القطع ليحظى بها أولا وأحيانًا ينشب الشّجار بيننا وتعلو الصّرخات ويتجمّع المارّة كلّ يحاول الحدّ من قوّة الشّجار، وكنّا نقوم بحركات معبّرة عن سرورنا الكبير عندما تكون القطع كثيرة، وكم كنّا نشعر بالغضب وخيبة الأمل حين لا نجد القطع الّتي كنّا نعتقد أن غيرنا سبقنا إلى جمعها. أذكُر إنّه ذات مرّة اثناء البحث لمعت قطعة نحاسيّة بين الخردة فأخذت أشدّ بها لتخرج ولكنّها كانت أثقل من قدرتي على رفعها وبينما كنت أبذل قصارى جهدي لرفعها فلتت من بين يدي وانطلقت في اتّجاه جبيني فتدفّق الدّمّ فصعدت إلى الشّارع وأخد المارّة يتجمّعون حولي وكلّ يريد تقديم المساعدة وكان من بين المارّة أحد الأشخاص ممّن يملكون خبرة في الإسعافات الأوليّة فطلب احضار قطعة قماش ومياه لتنظيف الجرح وكنت حينها بين الصّحوة والسّكرة أسمع كلمات الحمد والشّكر لله سبحانه وتعالى على كون الإصابة كانت بعيدة عن الأعين. كانت هذه الفترة من حياتنا صعبة للغاية ولكنّها كانت تعلّمنا الصّبر والتّحمّل في سبيل تلبية حاجاتنا الأساسية، كما كانت حالة الفقر هذه جزءًا من حياتنا في ذلك الوقت، إلّا أنّه لم ينجح في كسر عزيمتنا ومعنوياتنا وتشويه أحلامنا وطموحاتنا العريضة. واليوم أتذكر كيف كانت القرية قبل خمسين عاماً وكيف تضاعفت أضعاف مضاعفة مما يبعث البِشر في نفسي، اتذكر كم كانت تلك الفترة قاسية، وأقارن بين حياة اليوم وحياة الماضي، كم كنّا نجتهد وأحيانًا كثيرة نعاني كي نحصل على بعض ما نريد، في حين أنّنا اليوم نوفّر لأولادنا كلّ حاجاتهم حتّى قبل أن يحتاجوا إليها.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||||
|
![]() بعد التحية الطيبة...
قرأت الحكاية الرائعة... هذه الحكاية أعادتني إلى الوراء فورا... ... سمعنا مرة أنا وصديقي من أحد أبناء الحي وهو يتحدث مع صاحبه بأنه قد حصل على مبلغ من النقود بعدما استبدل عددا من قضبان الحديد في محل الخردة، نظرت إلى صديقي ونظر هو الآخر إلي وأسرعنا يومها إلى الطابق السفلي (التسوية) في منزل جده وأخذنا نقطع بعض القضبان الصدئة الزائدة والبارزة من الجدران الأسمنتية بالتعلق بها والتمرجح تارة للأعلى وتارة أخرى للأسفل حتى تنقطع ونسقط أرضا... جمعنا يومها عددا وفيرا من القضبان... وخرجنا بها على دفعات... نقبض ثمن كل دفعة دراهم قليلة... وحينما حان موعد آخر دفعة... ألقي القبض علينا من جد صديقي، ليكون ذلك اليوم هو آخر يوم استطعنا أن ندخل فيه للطابق السفلي! . . لي عتب عليك أستاذي... لماذا لم تختر عنوانا أكثر إشعاعا... ككنوز المزابل... مثلا فالمزابل مليئة بالأسرار والكنوز . . شكرا لنصك الذي جعلني أسترسل معه، وجعلني اكتب حكاية... . . كل التقدير والاحترام أديبنا العزيز/ هادي زاهر ولأنها حكاية من وحي الذاكرة والواقع.. يتم رفعها.. . . محبتي
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]()
اخي الكاتب محمد داود العونه شكرا على التثبيت، الحيقية ان هذه الحكاية توثيقية.. تحياتي الحارة
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||||
|
![]()
حكاية الزمن العفوي
سرد ممتع
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]()
استمتعت للغاية بقراءتها
بالنسبة لي أعتبرها مغامرات أطفال وفرحتهم لجني بعض المال من وراء اشياء تعتبر بالنسبة للبعض مزابل ممنوع الاقتراب منها دام ابداعك
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | ||||
|
![]()
الاستاذ هادي زاهر
هنا قصة جميلة بمحتواها الراقي فعلا المزابل عند البعض هي ثروة بالنسبة لآخر ومصدر ازعاج بالنسبة لبعض وفي السعي نحو المكسب السريع لانجد ما يسر أو يُسعد شكرا لكم سيدي تقبل مروري وباقات ورد تليق بكم
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||||
|
![]() اقتباس:
القدير هادي زاهر فكرة النص تكمن هنا ( وأقارن بين حياة اليوم وحياة الماضي ) ، والتي جاءت صريحة في الختام أحببت سرد هذه اللقطة من الذاكرة، والوصف الدقيق لحياة ( الماضي )، والذي توقعت أن أجد بعض تفاصيله في الحاضر ( للمقارنة ). النص من وجهة نظري هو أقرب إلى المقال، وتحديداً بين المقال الوصفي والمقال الموضوعي. استمتعت بوقتي هنا أخي كل التحية
|
|||||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|