ظلال البحر - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-2022, 05:46 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نفيسة التريكي
عضو مجلس إدارة
عنقاء العام 2008
عضوة تجمع أدباء الرسالة
عضوة لجنة تحكيم مسابقة شعر الرسالة
عضو ة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية نفيسة التريكي

افتراضي ظلال البحر

ظلال البحر

ذات يوم كانت تبدو عليه من فجره النّّافخ بنسائم حراقة علامات الحرارة لجأت تلك المهووسة بالماء والملح لمعشوقها البحر تطفئ جمر جسدها وروحها وكانت ترنو الى ذلك المدّ ألأزرق بقلب خفّاق كأنّما كان لوجده دقّ لشوق حرّاق...
ومنذ خطاها الاولى في الماء بدات محبوبة المرجان تدور في خلدها فكرة الغوص بعيدا في الاعماق ،
فحب ّالمعشوق يستاهل المغامرة...
غفت او اغمي عليها وهي تطوي الامواج طيّا ،فرات كانّ عينها نقطة سوداء داكنة في بياض مهول.
غاب عنها البرّّ تماما.
غابت افكارها.
احسّت باسترخاء في هذا السّحر السّر الغرائبي..
ومضى وقت خارج الوقت ولم يعد لها من مكان سوى الماء، ومن صاحب سوى الاسماك والحيتان...
بدات تتنفس قليلا قليلا ويدب فيها دبيب حياة حتى وجدت نفسها عالقة في شعبة مرجان .
لم تهتم بالغرق اهتمت فقط بالاشكال والالوان ودب ّفي سمعها نشيد المرجان
"حيتان..حينان..
الوان... الوان
اصفر احمر قرمزي
يا اجمل مرجان"

ثم عاودها النّعاس فعاد لها ذلك الحلم .لكن بالوان أّخرى فقد رأت عينها زرقاء مخضّرة في هذه المرّة مثل نقطة سوداء في زرقة مبيضة سابحة فوق زبد الموج المتلاحق...
ثمّ
غفت طويلا في ذاك الحلم...

وذات غروب وجدت نفسها حيّة تتنفس بصعوبة ،مبتلّة الثّياب ملابسها كلها اسمال ممزقة ممزقة،مالحة الاهداب ،خدوش في وجهها وعلى جسدها ...
لم تكترث ..لم تفهم....لم تفكر..لم تسال..لم تر غير البحر وخيوط الليل بدات تغمره.وبدات زرقته طفقت تغيب وكان هو ايضا ككحل اسود خلطه رسام مع الماء....لم تشعر بشيء ...لم تتالم...لم تفكر...لم تتذكر شيئا...
ارتمت على الرّّمل واذ بصياد يمرّ ارسى سفينته على الشاطئ ..جرى اليها...
صرخ:" رباه غارقة غارقة غارقة."....
اتى بصندوق من زورقه داواها قدر المستطاع وجرى بها يحملها على ظهره لبيته في البر فاوتها زوجته الطيّبة لطيفة واطعمتها والبستها من ثيابها واستبقتها لتاتيها بطبيب وتسابق اولاده عبد الستار وعبد الودود ورقية وزينب كل يريد استرضاءها والتودّد اليها ظنا منهم انها عروس البحر التي تحدثت عنها الخرافات وقصص العجائب... و بإحساس إنساني غريب شعرت أنها فرحت بصنيعهم جميعا ، لكنها رفضت رفضا قطعيا ان تبقى كالشعرة في العجين غريبة في اسرة متماسكة و لم تشأ إزعاج أحد...
ثمّ بعد كل هذه المغامرة الموجيّة وجدت نفسها بلا ذاكرة ولا ماض نسيت كل شيء لم تعد تذكر ّسوى قبري والديها في مقبرة ما في المدينة ولم تبق في ذاكرتها سوى ما عاشته معهما من أيّام بحلوها ومرّّها حتى بيتهم القديم بالمدينة العتيقة تحت السور نسيته وحتى ذاك البستان حيث بيتهم الذي كانت تحبه نسيته..وحتى معصرة الزيتون التي طالما تلاعبت على جبال فاتوراتها الساقطة من الشوامي نسيتها ..ماذا بقي لها في الذاكرة؟
قبران ،قبران،فقط
اصبحت كالقادمة من عوالم أخرى ولم تحسّ بالراحة في ايّ مكان حتّى البحر خانها ورمى بها من جديد للبرّ.
عقلها لم تعد فيه سوى فكرة واحدة الا وهي العودة لأحضان والديها وإتمام الرّحلة الغيبيّة معهما حيث هما...
و ظلت ماضية في طريق دار الأقنعة او دار الشاعر للقبليّة المقبرة الكبيرة القديمة للمدينة حيث دفن القمران...وبين قبريهما نامت عساها تقوم غدا وتعود لها ذاكرتها.
و في الليل كعادته زار المجنون الثرثار الاشعث الاغبر المقبرة وكعادته كان يتحدث مع سكانها باحثا
عن حبيبته التي فقدها في طوفان.
وصل مجنون الظلال للمقبرة وتعثّر في شعرها الطويل وكاد يسقط عليها وبدا يحرّكها بعصاه ويصرخ:" وجدتها...وجدتها..حبيبتي ظلال""ويا للصدفة كانت هي اأيضا اسمها ظلال ومعروفة بهذا الاسم في مدينتها
فانكبّ عليها بأسماله حتّى غطى شعره الأشعث وجهها وهو يقبّلها بجنون ويلتهمها التهام عاشق مجنون لطيف لحبيبة راحلة
مسكين اختلط عليه الامر بين الحقيقة والطيف ثم حملها على ظهره وهو يغني:"
المدينة
المدينة
تسيل بالاخبار
والليل..الليل
يهرب بالاخيار
والشعر ..الشعر....
يغنيه الموت عن القول"
انتشر الخبر في المدينة كالنار في الهشيم وانتبه الاهل لظلالهم الضائعة واقتلعوها من على ظهرالمجنون اقتلاعا لتوارى الثرى بين والديها...،وسقط مجنون ظلال مغشيا عليه لقد تركه الجميع ولم يهتم به احد سوى ذاك الصياد الذي انقذ ظلال ذات مرة وحمله على ظهره للمستشفى عساه ينقذه هو ايضا

نفيسة التريكي

15/9/2022
سوسة تونس
حي خزامى

قلّ ان اكتب نصّا سرديّادون ان اعود له مرارا ولكن سيبقى
هذا النص
نص الدّفقة/ نص الخفقة/ نص الطلقة الطلقة/ نص العشق /نص الطلق الموت البحر البرّ الشّعر






  رد مع اقتباس
/
قديم 18-10-2022, 11:33 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عدي بلال
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية عدي بلال

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

عدي بلال غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ظلال البحر

القديرة نفيسة التريكي

( ظلال ) بطلتنا في هذه القصة، والمهووسة بالبحر والملح، أخذتنا معها في رحلتها بين الغرق والشاطىء الآخر ..
فقدت ذاكرتها، ولم يعلق بها سوى قبر والديها ..
راق لي تأخير اسم بطلتنا حتى الخاتمة، وربطها بالمجنون .. ( مجنون ظلال )
راق لي أيضاً اللغة الشاعرية التي كُتب بها النص، والذي اعتمد على السردية بحبكة متصلة لا تفارق العدسة بطلتنا أبداً حتى الخاتمة.
ولأنكِ اخترتِ هذه الحبكة ( السردية ) فكان لزاماً على الوصف المستفيض أن يرافق كل خطوات بطلتنا .. فكنتِ متمكنة ورائعة بحق.
استخدام الراوي العليم كان موفقاً في طريقة السرد، ولم يتقدم الروائي أبداً على هذا الراوي ..
ذكر اسماء ابناء الصياد ( عبد الستار ، عبد الودود ، رقية، زينب ) حاولت أن اجد لهم مبرراً، ورأيتني أميل إلى طبيعة الصياد الذي ستر ( ظلال )
و احضار الطبيب ( الود )، ورقي الزوجة في التعامل معها ..
الخاتمة كانت رائعة بحق أ. نفيسة، ومتناسبة مع طبيعة السرد .. رغم الحزن الذي ( ظل ) مخيماً على الصورة بوفاة ( ظلال ) .

نص رائع يستحق القراءة، ولغة فيها متعة، وسرد متمكن أعطى السردية حقها في وصف دواخل ( ظلال ) من جهة، ومن جهة أخرى الأحداث التي ألقت بظلالها على بطلتنا.
كل التحية مبدعتنا






فلسطـــــ ( الأردن ) ــــــــــين
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-10-2022, 12:31 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نفيسة التريكي
عضو مجلس إدارة
عنقاء العام 2008
عضوة تجمع أدباء الرسالة
عضوة لجنة تحكيم مسابقة شعر الرسالة
عضو ة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية نفيسة التريكي

افتراضي رد: ظلال البحر

لا تفارق العدسة بطلتنا أبداً حتى الخاتمة.
ولأنكِ اخترتِ هذه الحبكة ( السردية ) فكان لزاماً على الوصف المستفيض أن يرافق كل خطوات بطلتنا .. فكنتِ متمكنة ورائعة بحق.
استخدام الراوي العليم كان موفقاً في طريقة السرد، ولم يتقدم الروائي أبداً على هذا الراوي ..
ذكر اسماء ابناء الصياد ( عبد الستار ، عبد الودود ، رقية، زينب ) حاولت أن اجد لهم مبرراً، ورأيتني أميل إلى طبيعة الصياد الذي ستر ( ظلال )
و احضار الطبيب ( الود )، ورقي الزوجة في التعامل معها ..
الخاتمة كانت رائعة بحق أ. نفيسة، ومتناسبة مع طبيعة السرد .. رغم الحزن الذي ( ظل ) مخيماً على الصورة بوفاة ( ظلال ) .

نص رائع يستحق القراءة، ولغة فيها متعة، وسرد متمكن أعطى السردية حقها في وصف دواخل ( ظلال ) من جهة، ومن جهة أخرى الأحداث التي ألقت بظلالها على بطلتنا.
كل التحية مبدعتنا
عدي بلال
مرحبا بك
اعتز بخطواتك ّلاول مرة في حروفي واراك اضات النص وفصلت اهم معانيه ومبانيه وأبعاده
شكراجزيلا






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-11-2022, 12:21 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاتي الزروالي
فريق العمل
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
تحمل لقب عنقاء عام 2010
المغرب

الصورة الرمزية فاتي الزروالي

افتراضي رد: ظلال البحر

ظلال البحر
هذه العاشقة للبحر
وبذلك فهي عاشقة للحرية
لعلها غرقت بمائه حين كان يفي بالغرق
لكنه لفظها للرمال مابعد أن أصبح ماؤه باردا
ومظلما كما المدينة ..كما الحياة ..كما الواقع
ظلال ..لعلها كانت تريد الانتحار مبتعدة عن واقعها المرير
فهي يتيمة الأبوين
ومن النص ..نحس بوحدتها بحزنها الكبير

الغالية الأديبة نفيسة
نص رائع وجميل
رغم نهايته الحزينة
وظلاله السوداء
لكنه كُتب باتقان ورقي
ولغة شعرية متينة
شكرا لقلبك
ولهذا النص الذي يغوص بنا في اعماق النفسية لكل مواطن
يحاول عبور البحر من اجل النجاة
فيلفظه جثة هامدة فقط لانه أراد أن يتبع حلمه
غاليتي
تقديري ومحبتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-11-2022, 09:24 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نفيسة التريكي
عضو مجلس إدارة
عنقاء العام 2008
عضوة تجمع أدباء الرسالة
عضوة لجنة تحكيم مسابقة شعر الرسالة
عضو ة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية نفيسة التريكي

افتراضي رد: ظلال البحر

ظلال البحر
هذه العاشقة للبحر
وبذلك فهي عاشقة للحرية
لعلها غرقت بمائه حين كان يفي بالغرق
لكنه لفظها للرمال مابعد أن أصبح ماؤه باردا
ومظلما كما المدينة ..كما الحياة ..كما الواقع
ظلال ..لعلها كانت تريد الانتحار مبتعدة عن واقعها المرير
فهي يتيمة الأبوين
ومن النص ..نحس بوحدتها بحزنها الكبير

الغالية الأديبة نفيسة
نص رائع وجميل
رغم نهايته الحزينة
وظلاله السوداء
لكنه كُتب باتقان ورقي
ولغة شعرية متينة
شكرا لقلبك
ولهذا النص الذي يغوص بنا في اعماق النفسية لكل مواطن
يحاول عبور البحر من اجل النجاة
فيلفظه جثة هامدة فقط لانه أراد أن يتبع حلمه
غاليتي
تقديري ومحبتي
بلى فاتي اتباع الحلم ليس سهلا قد يوقعنا في اللجة






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط