حنين الظلال والذاكرة - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-08-2022, 12:04 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نفيسة التريكي
عضو مجلس إدارة
عنقاء العام 2008
عضوة تجمع أدباء الرسالة
عضوة لجنة تحكيم مسابقة شعر الرسالة
عضو ة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية نفيسة التريكي

افتراضي حنين الظلال والذاكرة

حنين الظلال والذاكرة

تملؤني الحديقة بانفاسها فاخضر ّ واتوق الى الاعلى فأرى ظلال روحي تحضنها السّماء فازرقّ.
اذكر تلك الّتي حملتُ عطرها في قلبي عمرا فاستخزم واحمل باقة خزاماي نفح البستان، الوان عيني، جواهر تتلالا في كياني المعتّق بما رسخ من الماضي اهديها للرّاحلين من دمي : ذاكرة جدّي الذي لا اعرفه ،روح امي ،روح ابي ،روح مؤرّخنا الكبير حسن حسني عبد الوهاب في كتابه"ورقات"وهو من علّمني أنّ خزامى سمّيت خزامى لحكايات جغرافيا و وانسان تاريخ و قد بدات حكايتها من رحم الارض ، من دودة القزّّ حتى خيوط الحرير.... حتى سفن التّبادل التّجارية بين سوسة والاسكندريّة.

تلك بساتيننا التي عمّرها الاجداد لمّا كانت جامعة للنّخيل الباسق والتين القسم القراني والزيتون المبارك النور على النور,اشجار الرّمان والتّوت والخرّوب والقوارص و الحنّاء و احواض الملوخيا والنّعناع والعطرشاء
وكم كانت صباحات واماسي خزامى حسب الحكايا الحنونة الودودة ،كم كانت مزيّنة حسب روايات الاعزاء بالقرنفل الاحمر والوردي والابيض و الفائح الملموس لمسا باللون البرتقالي
خزامى... بساتيننا القديمة التي تاكلت بالعمران. وا اسفاه ..
والتي خلّفت عطورها والوانها وحكاياتها في روحي
خزامى... بروايات الوالدة والوالد ومن عاشر عصرهما هي حكايا اماسي الشعر الملحون الّتي كان يقيمها جدّي محمود لاشهر الشعراء،ومنهم الشاعر الفذ ّ الراحل -رحمه الله -عمر عبادة ومن اقواهم في لون " الكشخي"حسب ما روي عن السامعين الشغوفين بشعره.
..خزامى
الطوا ويس التي كانت تخرج فرادى وجماعات وتتجلى متبخترة بالوانها الزاهية ..و افجار الديكة ذات الريش القرمزي والاسود والابيض والرمادي وحتى الاصفر الغامقوالتيجان المتأرجحة على الرؤوس
خزامى الخيل والليل والجمال وسهرات المذياع
و...خزامى السرو العطر الذي يهفهف بعيدا في السماء يصّاعد مع بخار وراىحة القهوة بالبن العرببقطرات ماء الزهروتفح في منافسة وتبح شجرات الورد العربي والارنج الذي يقتطف زهرا للتقطير دواء لراحة الاعصاب المتشنجة الغضبى
خزامى الغاسول يفرش الارض فرشا متلالئة وعليه قطرات الندى توحي بانك امام منجم من الجوار الكريمة
خزامى
اصوات الدّلاء ترمي بحملها في الجوابي والجوابي في السواقي والسواقي في النبات والخضر والاشجار
في ألوانها اليانعة
اه خزامى يا حنين الحكايات والذكريات....
خزامى ...يا ه...
ايا قبيل الغروب صيفا في رمضان لمّا كنت ارى ابي يفترش سجاده للصلاة ثم يجمعها ويفترش زربية قبالة الزياتين في الباب الشرقي للدار او الدار الخزامية التي ورثها عن ابيه
خزامى أه من الحنين لما كان القران تخرج حروفه مؤمنة من حنجرة ابي و هو يتلو ما تيسّر من كتاب المسلمين الكريم حتى مدفع الافطار ..
خزامى وذاك الكليب الوفي سعد كلب ابي المفضل
سعد كان هو ايضا يسمع تلاوة ابي فكان لما يراه يفترش زربيته القيروانية الصوفية المحبوكة النسج والمتناسقة الالوان التي نسميها نسبة لالوان الكباش علوشة وهي الحاملة لالوان الصوف الطبيعي على تلك القيروانية المتدرجة الالوان بين البني والاقل دكانة والأبيض واكثر دكانة المختلط بالبني او ما نسميه محليا بقهوة حليبة
كان أبي يتخد لنفسه مكانا مريحا ويضع مائدة عربي هكذا نسميها ،مائدة مستديرة الشكل يضع عليها مسبحة ومصحفا ومنديله ونحمل له مخدتين محشوتين بالصوف
فيضع مخدتيه لإسناد ظهره على الحائط ويتخذ مباشرة مكانه بجانبه كطفل سعد متكئا على جنبه يسمع ما يتلو بابا في راحة ودعة وكانه كلب سورة اهل الكهف لا ينهض الا بعد اغلاق ابي مصحفه
خزامى..وا ..أه
كم من حنين لهاتيك الاصياف العبقة بالروائح والالوان وكم من حنين لصدري القمرين الدافىئين الساحرين الصافيين الودودين الحنونين بابا وامي او ....
كم من حنين لما أنادي امي
ّيا يا يا يا ، يا بتفخيم صوت الياء الجامعة بين حرف النداء والتصغير بتكرارينم ّّعن ود عطر وخالد لاعظم وانبل كلمة صاغتها ضادنا بجمال ورفق امّ وفي محلّيتنا يصبح الحرف بشتى معانيه الأنيسة يا يا ّ منسوباّ الي يقرب النداء مهما كان بعد المسافة فهو قرب القلب وايغال الحنين في الذاكرة
يا بابا...يا .. يا
خزامى يا خزامى
امتلكيني بحنين السنين
بابا وكلبه سعد واهاته مع ام كلثوم وعبدالوهاب وعشقه للقران وتلاواته الحنونة
أه بابا يا بابا...
زرني ولو في الحلم ،ّفكم اشتقت لكل تفاصيلك حتى مع سعد لمّا كان ينسج معك حكاية وفاء
نعم كان سعد جميل الوفاء رقيق الطباع عميق النظرات جامح الهبهبا ت
فاذا قام بابا وسقط منه منديله يلحق به ويرميه امامه...فنضحك نحن وينظر بابا الينا ويقول :"اما سمعتم بوفاء الكلاب هذا كلبي الوفي تعلموا منه يا أبنائي وبناتي قيمة الوفاء وكم فيها من إخلاص ومحبة
يجب ان نكون نحن اوفى من الكلاب لاننا بشر ولنا قلوب وعقول"يختم ابي قوله ويمسح على شعر كل واحد فينا ويتشمم رائحته ويقبل جبهته .هل مشهد كهذا يمكن ان يمحى بالموت ؟
لا ابدا انه باق فينا ما بقينا..
...وتلمّ حكايات سعد لمّا مع الزربية للإفطار على مائدة العائلة
ثم...بعد العشاء تفوح القهوة العربي المزهرة ما احلاها وما اوغلها في شمنا خاصة اذا كانت تبقبق على الكانون وتفور فيه قليلا
ثم............بعد قهوته وسيجارته يخرج بابا ويذهب للتراويح ويعود باحثا في المذياع عن نهج "البردة "او "ولد الهدى ا و "حديث الروح "في صوت ثوما او و"اذا الشمس كوّرت "في صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
فنهتزمعه ويهتز غبطة ونشوة بالابداع والبلاغة ...
أه خزامى يا خزامى يا ذاك الحنين ما ابعدك ما اقربك......
خزامى اه يا ذاك الصوت الشجي الناطق المدغدغ في ثنايا روحي
لما كان ابي في الشرفة في اوقات راحته يغني "الجندول "للشاعر علي محمود طه ولعبد الوهاب ويدندن "القيثارة "و"دعاء الشرق "
....وخزامى
يا خزامى
حكاية لن تنتهي من خلايي
خزامى يا خزامى
امتلكيني بحنيني وحنينك

نفيسة التريكي
سوسة ...تونس
23/8/2022
29/8/2022

الظلال تعبر بذكرياتها.......للمتابعة






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-08-2022, 12:23 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: حنين الظلال والذاكرة

..وأي ظلال بهية ناطقة بالتاريخ والحنين هنا!
مفردة واحدة.. تألقت،
مرت، ففتحت أبواب الروح، فانهمرت الظلال الجميلة
خزامى!
وطفلة جميلة الروح، طليقة اللسان.. تعشق الوطن بتفاصيله..تحكي
كيف لا، وهي ربيبة هذا العصر الخزامي!
وهي رفيقة الخزامى حيث تولي عبيرها وألوانها، تتفتح في روحها رياض ضوء لا ينقطع

المبدعة القديرة
نفيسة التريكي
منذ بدايات القراءة هنا، غمرني عبير الخزامى
ولونها الجميل.. فلم أملك معها إلا أن أتم القراءة وأعيدها،
مأخوذة بهذا الانهمار الجميل،
على متن موجة حنين رائعة المسار

أسعدني ما قرأت وأنتظر البقية بشغف

أتمنى عليك أستاذتنا الوارفة مراجعة النص
فهناك بعض الهنات


تقبلي محبتي وتقديري






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 29-08-2022, 06:25 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نفيسة التريكي
عضو مجلس إدارة
عنقاء العام 2008
عضوة تجمع أدباء الرسالة
عضوة لجنة تحكيم مسابقة شعر الرسالة
عضو ة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية نفيسة التريكي

افتراضي رد: حنين الظلال والذاكرة

..وأي ظلال بهية ناطقة بالتاريخ والحنين هنا!
مفردة واحدة.. تألقت،
مرت، ففتحت أبواب الروح، فانهمرت الظلال الجميلة
خزامى!
وطفلة جميلة الروح، طليقة اللسان.. تعشق الوطن بتفاصيله..تحكي
كيف لا، وهي ربيبة هذا العصر الخزامي!
وهي رفيقة الخزامى حيث تولي عبيرها وألوانها، تتفتح في روحها رياض ضوء لا ينقطع

المبدعة القديرة
نفيسة التريكي
منذ بدايات القراءة هنا، غمرني عبير الخزامى
ولونها الجميل.. فلم أملك معها إلا أن أتم القراءة وأعيدها،
مأخوذة بهذا الانهمار الجميل،
على متن موجة حنين رائعة المسار

أسعدني ما قرأت وأنتظر البقية بشغف

أتمنى عليك أستاذتنا الوارفة مراجعة النص
فهناك بعض الهنات


تقبلي محبتي وتقديري



أحلام المصري حللت اهلا في الحروف ولكن مرحبا بك اكثر في خزامى بسوسة
نعم
هو الحنين لمّا يجتاحنا في صمت لا تتحمله الا حروفنا وقلونا وماقينا وذاكرتنا






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط