العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-2022, 04:25 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بسباس عبدالرزاق غير متواجد حالياً


افتراضي اتجاهات

اتجاهات

تركض في الرواق بسرعة، وعلامات الدهشة بادية على عينيها، ودون استئذان دخلت مكتب الطبيب، تطلع إليها الطبيب بنظرات حادة، وهو مستغرب تصرفها الطائش الذي لم يعتده منها.
وعند مدخل المكتب، توقفت تلتقط أنفاسها، وهي تحاول التكلم بصعوبة:
- لقد استيقظ.. عدنان... استيقظ من غيبوبته!
انتفض من كرسيه، واقترب منها بسرعة، أمسك كتفيها، وهو يحدق بها باستغراب ودهشة: غير ممكن.. مستحيل !
ثم طاف في السقف بعينيه كمن يبحث عن فكرة، وبحيرة واصل كلامه مستغربا: وكيف وضعه؟
- عندما شاهدته يفتح عينيه، آثرت أن أخبرك أولا.
- أحسنت فعلا، وأمسك يديها قائلا: سنرى ما وضعه.
ثم انصرفا قاصدين غرفته.
كان عدنان يتخبط في سريره، يحس بصداع في رأسه، وهو يئن جراء ذلك، زم عينيه وهو يعظ على شفتيه في محاولة لاستدعاء الصبر، أحيانا يخف الصداع، فيخف اهتزازه.
عندها دخل الطبيب تليه الممرضة، وهما يتطلعان لوجهه، اقتربا منه، حدقا فيه مليا وهو في تلك الوضعية المزرية، مقيدا من يديه للسرير، وتلك وسيلة تتطلبها وضعيته.
- بعد قيامنا بالفحص كنا متأكدين أنه سيغيب في غيبوبة طويلة تتجاوز الشهر.
قالها وهو يحدث الممرضة بصوت خافت، ثم واصل حديثه بحزن باد عليه: بعد اليوم سيكون مستحيلا إجراء مثل هذه العملية!
- وهل سيطول هذا الوضع؟
بعينين حائرتين رد وهو يراقب آدم: حسب التقارير التي أوردتها وكالة النازا، فإن الوضع قد يدوم للأبد.
- لا أفهم في الفيزياء، ولكن ألا يمكننا تجاوز الوضع؟
عندما أفصحت النازا عن تقاريرها، عقب تلك العملية المشؤومة، كنا نعتقدها مزحة وشطحة فلكية، ولكن بعد انقطاع الكهرباء، والاتصالات تأكدنا أننا فعلا نعيش عصر الانقلاب.
- لم أستوعب بعد هذا الانقلاب.
- لقد أصبح الجنوب شمالا والشرق غربا، هذا أبسط تعريف، وقد انقطعت عنا الاتصالات، فلا نعلم أي جديد.
قطع حديثهما صراخ عدنان الذي كان يحاول إفلات يديه من القيود، فتقدم الطبيب منه وتحسسه وهو يطمئنه: لا بأس عليك، سيزول الصداع بعد لحظات، إنه مجرد رد فعل يتلو العملية.
أحس عدنان بالصداع يخف ألمه رويدا، عندها نظر إلى الطبيب، وبتعب واضح قال: الضوء؟
- النور سيتعب عينيك ويزعجك، وهذه الشموع تكفي، ويمكننا مضاعفتها إن كنت تريد ذلك.
هز رأسه في إشارة لزيادة عدد الشموع، والتفت نحو الممرضة التي نحتت الظلال وجهها لوحة ملائكية.
- ألا يمكنكم فك وثاقي قليلا.
- بالطبع.
ومثل ملائكة الرحمة اقتربت منه، وربما تخيلها تطوف وتحلق فوق سريره، نزعت عنه الوثاق الذي قيد به وهي تتحدث برقة ووجه مبتسم: أعتذر عن هذا، نحن نلجأ له كي لا يؤذي المرضى أنفسهم.
أومأ برأسه في إشارة تفهم منه، فبدى كطفل حزين يحلم، وهو يلاحق وجهها المنحوت لوحة زيتية، متعبا وغارقا في خياله تركاه لينام، بعدما حقنته بمخفف للألم.
مر أسبوع على تواجده بالمشفى، وقد أحس بتحسن كبير، وكانت هناء تسهر على العناية به كثيرا، كان حضورها يشكل له فرصة لكسر الملل الذي يعانيه في غرفته، أحيانا يتداول معها الحديث وهي تناوله حقنة تخفيف الآلام، ويغيب في نوم على وقع صوتها العذب، يحتضن صوتها ووجهها وينام، يستحضرها دوما في أحلامه، يركض خلفها، تناديه في أحلامه من خلف الأشجار، وهما يلعبان لعبة الاختباء، تصرخ عن يمينه فيركض نحو اليسار، يحاول يائسا التعرف على الاتجاهات، ولكنه يعجز عن تتبع الصوت.
يستيقظ دائما على وقع حركاتها التي تحاول جعلها ساكنة حتى لا تزعج نومه، فترفع الستائر متيحة لنور الشمس الدخول للغرفة، تفتح النوافذ فيعبر الهواء إليهما وهو يقيس حرارة وجهه.
- غريب أمري حقا.
- ما الغريب؟
- الاتجاهات، وكأنني أريد اليسار فأمضي لليمين.
- ليس أمرا مخيفا، وستعتاد الأمر، وستعود حواسك كما كانت.
قالت كلامها وهي تخفي ما أخبرها به الطبيب، كون عدنان تعرض لصدمة مغناطيسية، جعلت دماغه يفقد البوصلة الخاصة به، حتى أصبح يخلط بين الاتجاهات.
وقد بدأت تصل المشفى حالات مشابهة، تتراوح بين من فقد الاحساس تماما بالاتجاهات، بعضهم يجلس تائها تماما.
حاول الأطباء تشخيص المرض، وقد أرسلوا للعاصمة يطلبون المساعدة.
- متى يعود المبعوث من العاصمة؟
- لا أعلم بالضبط، ولكن بعد توقف وسائل النقل، والكهرباء، فرحلته ستكون طويلة أكثر.
بنظرات باهتة أجابها وهو يقرأ كتبه المرمية على مكتبه، كان يبحث بين طياتها عن حالات مشابهة، ولكنه لم يجد بين تلك ما يشبع جوعه وجهله.
ثم التفت لجهاز الحاسوب، وهو هناك في سبات عميق، بدى كدماغ معطل، ربما دماغ يحتاج لصدمة حتى يستعيد وعيه.
- لو تواصل الوضع سنكون مقبلين على أزمة كبيرة.
- أزمة؟
- سيكون من الصعب فرض النظام، في الخارج تنام الوحوش، وهي تتربص بالجميع.
وحوش؟.
- البارحة كانت مجموعة من المتشددين، وهم يزعجون النساء ويحاولون فرض الحجاب في الطرقات، ثم عراك وصراخ، ولكن تدخل الشرطة منعهم من مواصلتهم مضايقة المارة، وخلف عمارتنا شاهدت بعض العصابات وهي تضايق الناس، ولن يطول الأمر حتى تخرج الأمور عن السيطرة.
- خطير، هذا خطير.
- الأخطر يكمن في نفوسنا هناء، وكذلك خلف الحدود، أتوقع حربا قادمة، لا أعلم متى ولكن الناس تتوق للموت.
عندها صمت الطبيب وهو يحدق في مدخل المكتب حيث كان عدنان يقف متعبا، وقد اعتلت وجهه صدمة وحيرة.
- حرب قادمة، ما هذا الذي تتحدث عنه؟
قام الطبيب قلقا متوجها إليه، وكذلك هناء التي اقتربت منه وتركته يتكئ على كتفها، وكذلك الطبيب أمسك يده ثم قرباه من كرسي وأجلساه.
انحنى الطبيب مواجها وجه عدنان وهو يقول: أثناء قيامنا بالعملية لدماغك، كانت النازا تجري تجربة، أو لنقل؛ كانت تطمح لسحب التلوث من الكوكب عبر جهاز ضخم، وبسبب خطأ يجهلونه، وقع خلل في المجال المغناطيسي، وهذا سبب انقطاعا في الكهرباء، وكما ترى منذ أيام فالنور غير متوفر بالمشفى، وهذا سبب لنا مشاكل عديدة.
- ماذا تحكي.
عندها انصرف الطبيب، وقد نادت عليه ممرضة لحالة استعجالية: حالة انقلاب اتجاه!وقد ترك هناء تكمل عدنان الحكاية.
- يجب أن أعود.. يجب !
- لست جاهزا بعد.. تحتاج للعلاج والراحة.
- ولكن.. يجب أن أعود.. أصدقائي.. أمي.
صمتت هناء، وقد اعتلتها موجة حزن، وتراجعت قليلا وكأنها تذكرت شيئا ما.
- يجب أن أعود لأمي.. ولأعود لمنصبي..
- البقاء لله عدنان!
- نعم.. ماذا تقصدين؟ !
- والدتك.. رحمها الله.
عندها سمعا صراخا في الخارج، وضوضاء تزيد حدتها، وصياح يتعالى في أروقة المشفى وخارجه، أطلت هناء من النافذة، لتجد مجموعة من اللصوص، يحملون العصي ومسدسات ومطاوي، وهم يقومون بسرقة المحلات، وبأسف نادت على عدنان وهي تقول: لقد كان محقا !
عدنان كان غائبا في دهشته، حاول الوقوف ولكن خطواته المتعثرة، ورجلاه التي تتداخل فيما بينها جعلته يسقط، اقتربت منه وهي تمسكه: تماسك، وتعالى أعيدك للسرير.
في الرواق، كان الصياح يتعالى، ومن آخر الرواق شاهدت الطبيب يقترب منهما بسرعة، والقلق باد عليه: هناء.. اهربي.. المرضى يتداعون ويتساقطون وبعضهم أصبح مجنونا، واللصوص في الخارج يحكمون قبضتهم على المدينة.
- ولكن، عدنان يحتاج الرعاية.
- قريبا سيصبح مجنونا أو سيصبح خرفا وضائعا في دماغه.
- سآخذه للبيت معي.
- دعيه، لقد عاد المبعوث، ومعه أخبار خطيرة.
- هل عاد؟.
- هذا المرض ينتشر بين الناس في كل العالم، وسببه الاشعاعات والانقلاب المغناطيسي، ويبدو أنه يصيب البعض بينما البعض لا.
بدهشة تصلبت وهي تحدق في وجه الطبيب الذي كان قد دخل لمكتبه، حمل بعض الكتب، ثم خرج وتوقف عندها وقال: الخطر آت، الإرهابيون يحاصرون الآن مبنى الرئاسة، وقد قتلوا جميع الوزراء وقيادات الجيش.
وعلى نحو مفاجئ، يسمعان صوت انفجار مدو، وقد دخلت مجموعة ملثمة واقتربت منهما، استلموا عدنان، وتم نحره، وتلاها صوت رصاصة استقرت في دماغ الطبيب، وقد أغلق المكتب وبداخله صراخ هناء.
في الخارج صراخ الأرض يعلو ويعلو، والسماء تراقب بصمت استعداد الجيوش، أحصنة وسيوف تشحذ.
طوق الليل سماء المدينة، وقد انزوى الجميع خلف بابه ينتظر الموت، يسمعون الصراخ في البيوت المجاورة، وهم ينظرون للسماء، ينظرون نحو الطريق في الأفق نحو رحلتهم.






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-10-2022, 11:52 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
العنقـــاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحلام المصري متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

الوارف أ/ بسباس عبد الرزاق

الحقيقة أني أغبطك..
ما هذا النفس السردي العظيم!

الأحداث تتصاعد بشدة وتتكاثف وتتلاحم لتصل إلى الخاتمة بشكل طبيعي

كتمت أنفاسي أثناء القراءة، فما قرأته هنا (لا معقول) لكنه أدبيا جميل ورائع

لا أفهم كثيرا في الفيزياء، لكني أؤمن ان علم الفيزياء هو (دم الكون)،
فإذا أصيب الدم بالمر، والخلل.. لا بد أن يتأثر الجسد

شكرا لك على هذا النص الجميل المشوق جدا

احترامي الكبير






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 24-10-2022, 11:54 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
العنقـــاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحلام المصري متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

بالنسبة للعنوان..

يتناسب كثيرا من الناحية الأدبية والمنطقية مع تسلسل الأحداث وفكرة النص
وكذلك بدلالاته الخاصة داخل السرد

وجب التنويه
مع كامل التقدير






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 25-10-2022, 04:45 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاتي الزروالي
فريق العمل
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
تحمل لقب عنقاء عام 2010
المغرب

الصورة الرمزية فاتي الزروالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


فاتي الزروالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

الأستاذ الأديب بسباس عبدالرزاق

بداية أشكركم سيدي على هذا النص
الذي حملني على لوح من سفين الخيال العلمي
والذي قلما يرتاده أدباؤنا العرب
فكأنني أتفرج لمسلسل "walking dead"
فالنص يشير في عتبته لعنوان بقيمة كبيرة ألا وهي "الاتجاهات"
ولعلنا وقبل التطرق للنص
يسبح خيالنا نحو الواقع فنتوقع نصا يحكي الاتجاهات السياسية
وكيف أنها تداخلت الآن ولم يعد يسارا يسار ولا يمينا يمين
كما أن التقسيم الأزلي للعالم مابين جنوب فقير
وشمال غني
بات يتلاشى مع مايعرفه العالم من أزمة الوقود والمحروقات
مم يجعلنا حين نغوص بحيثيات القصة
نلمس ترابطا مابين المتوقع حين قراءة العتبة
والمضمون الثري والغني بالأحداث
بحيث يستعرض التلوث البيئي والفكري
وما نعيشه من سلطة الغرب
بحيث الأوبئة في انتشار ونحن لا ندري لا كيف ولا متى كانت؟؟؟

الأديب القدير الأستاذ عبدالرزاق
نص غني بكلمايجعله قصة راقية
في الخيال العلمي
مرتكزة على سلاسة وواقع مرير
كل التقدير لكم
وخمس نجوم على صدر النص
تقديري واحترامي






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-10-2022, 08:17 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بسباس عبدالرزاق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
الوارف أ/ بسباس عبد الرزاق

الحقيقة أني أغبطك..
ما هذا النفس السردي العظيم!

الأحداث تتصاعد بشدة وتتكاثف وتتلاحم لتصل إلى الخاتمة بشكل طبيعي

كتمت أنفاسي أثناء القراءة، فما قرأته هنا (لا معقول) لكنه أدبيا جميل ورائع

لا أفهم كثيرا في الفيزياء، لكني أؤمن ان علم الفيزياء هو (دم الكون)،
فإذا أصيب الدم بالمر، والخلل.. لا بد أن يتأثر الجسد

شكرا لك على هذا النص الجميل المشوق جدا

احترامي الكبير
السلام عليكم أستاذة أحلام

تمتلكين أفضل وأكثر

كثيرا أشعرني ردك بنوع من الراحة كون النص أدى وظيفته

يسعدني أنه نال ذائقتك

كامل التقدير والاحترام






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 27-10-2022, 08:19 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بسباس عبدالرزاق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
بالنسبة للعنوان..

يتناسب كثيرا من الناحية الأدبية والمنطقية مع تسلسل الأحداث وفكرة النص
وكذلك بدلالاته الخاصة داخل السرد

وجب التنويه
مع كامل التقدير
ملاحظة دقيقة
وهذا يؤكد لي قدرتك على الإحاطة بدلالات النصوص أثناء القراءة

ارفع القبعة وارسل لك تحية احترام






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2022, 09:56 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عدي بلال
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية عدي بلال

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عدي بلال غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

القدير والصديق بسباس عبد الرزاق


تخيل معي نص يبدأ بالفعل ( تركض ) ، أتراها كانت رسالة منك لتجعل القارىء يستعد للركض خلف السطور، بل ويقفز أحياناً .. ؟
دخول مباشر بالحدث منذ السطر الأول، وظهور مباشر أيضاً للشخصية ( الممرضة ) ، ثم ( الطبيب ) واستغلال الجمل الحوارية أحسن استغلال للتعريف عن الشخصية ( عدنان ) المريض ) من جهة ، ومن جهة اخرى إحداث كم هائل من الأسئلة في عقل القارىء عن ماهية هذا الحدث، والدافع خلف هذا القلق الذي بدأ عند الشخصيتين ، ووصل إلى ذهن القارىء

الشخصيات تظهر تباعاً، والشخصية ( آدم ) الذي ظهر فجأة، وكانت جملة الطبيب ( الفيزياء ) كتعريف عن طبيعة المدعو ( آدم ) في السطر التالي.

فكرة القصة ( الخيال العلمي ) تتطلب جرأة وخيال واسع، واستخدام ( نازا ) بدلاً من ( ناسا ) راق لي، فشعرت بأن الحقبة الزمنية التي ترويها القصة هي في المستقبل، وظهور وكالة فضاء أخرى بهذا الاسم .. جعلتني باختصار أصدقك جداً.

الحبكة التي اعتمدتها كانت حبكة متصلة محكمة، والمشهد يحبس الانفاس طوال فترة السرد ..
الأجمل في هذه الحبكة بأنك تجهل إلى أين تأخذك ..؟ والانصهار مع أفعال الشخصيات ( الطبيب ) و ( الممرضة ) و ( عدنان )

لحظة التنوير لم تبتعد كثيراً عن الخاتمة، وذلك لأن تسارع الحدث أكبر من أي كلمات تضاف قبل الخاتمة الحزينة التي اخترتها

قصة رائعة أخي بسباس، ونفس قصصي جميعنا نغبطك عليه ..
واللغة والمفردة القوية لا تنكرها العين

أحببت القصة جداً
لا حرمك الله البهاء

كل التحية







فلسطـــــ ( الأردن ) ــــــــــين
  رد مع اقتباس
/
قديم 30-10-2022, 01:00 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بسباس عبدالرزاق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتي الزروالي مشاهدة المشاركة
الأستاذ الأديب بسباس عبدالرزاق

بداية أشكركم سيدي على هذا النص
الذي حملني على لوح من سفين الخيال العلمي
والذي قلما يرتاده أدباؤنا العرب
فكأنني أتفرج لمسلسل "walking dead"
فالنص يشير في عتبته لعنوان بقيمة كبيرة ألا وهي "الاتجاهات"
ولعلنا وقبل التطرق للنص
يسبح خيالنا نحو الواقع فنتوقع نصا يحكي الاتجاهات السياسية
وكيف أنها تداخلت الآن ولم يعد يسارا يسار ولا يمينا يمين
كما أن التقسيم الأزلي للعالم مابين جنوب فقير
وشمال غني
بات يتلاشى مع مايعرفه العالم من أزمة الوقود والمحروقات
مم يجعلنا حين نغوص بحيثيات القصة
نلمس ترابطا مابين المتوقع حين قراءة العتبة
والمضمون الثري والغني بالأحداث
بحيث يستعرض التلوث البيئي والفكري
وما نعيشه من سلطة الغرب
بحيث الأوبئة في انتشار ونحن لا ندري لا كيف ولا متى كانت؟؟؟

الأديب القدير الأستاذ عبدالرزاق
نص غني بكلمايجعله قصة راقية
في الخيال العلمي
مرتكزة على سلاسة وواقع مرير
كل التقدير لكم
وخمس نجوم على صدر النص
تقديري واحترامي
الأستاذة

قراءة راقية سارت مع النص وأخذت بيده نحو النور
نعم أستاذة هناك ما يجب علينا أن نعالجه كبشر
حتى نكون على قدر من التأهب للأزمات

كثير سرني أن النص نال استحسانك وكنت خائفا من عدم قراءته كونه طويل نسبيا
وجودك أراحني لتقبلك له

كامل التقدير والاحترام أستاذة






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 30-10-2022, 01:07 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بسباس عبدالرزاق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدي بلال مشاهدة المشاركة
القدير والصديق بسباس عبد الرزاق


تخيل معي نص يبدأ بالفعل ( تركض ) ، أتراها كانت رسالة منك لتجعل القارىء يستعد للركض خلف السطور، بل ويقفز أحياناً .. ؟
دخول مباشر بالحدث منذ السطر الأول، وظهور مباشر أيضاً للشخصية ( الممرضة ) ، ثم ( الطبيب ) واستغلال الجمل الحوارية أحسن استغلال للتعريف عن الشخصية ( عدنان ) المريض ) من جهة ، ومن جهة اخرى إحداث كم هائل من الأسئلة في عقل القارىء عن ماهية هذا الحدث، والدافع خلف هذا القلق الذي بدأ عند الشخصيتين ، ووصل إلى ذهن القارىء

الشخصيات تظهر تباعاً، والشخصية ( آدم ) الذي ظهر فجأة، وكانت جملة الطبيب ( الفيزياء ) كتعريف عن طبيعة المدعو ( آدم ) في السطر التالي.

فكرة القصة ( الخيال العلمي ) تتطلب جرأة وخيال واسع، واستخدام ( نازا ) بدلاً من ( ناسا ) راق لي، فشعرت بأن الحقبة الزمنية التي ترويها القصة هي في المستقبل، وظهور وكالة فضاء أخرى بهذا الاسم .. جعلتني باختصار أصدقك جداً.

الحبكة التي اعتمدتها كانت حبكة متصلة محكمة، والمشهد يحبس الانفاس طوال فترة السرد ..
الأجمل في هذه الحبكة بأنك تجهل إلى أين تأخذك ..؟ والانصهار مع أفعال الشخصيات ( الطبيب ) و ( الممرضة ) و ( عدنان )

لحظة التنوير لم تبتعد كثيراً عن الخاتمة، وذلك لأن تسارع الحدث أكبر من أي كلمات تضاف قبل الخاتمة الحزينة التي اخترتها

قصة رائعة أخي بسباس، ونفس قصصي جميعنا نغبطك عليه ..
واللغة والمفردة القوية لا تنكرها العين

أحببت القصة جداً
لا حرمك الله البهاء

كل التحية

الصديق الأديب عدي

كم أستمتع بقراءاتك خاصة القصة
تعلم وأعلم أني معك من محبي هذا الفن وربما نفضله على كافة الأصناف

القراءة كانت ممتازة وقد أنرت النص ووضعت أصابعك على نقاط دوما أركز عليها
مثل الاستهلال وتحضير الشخصيات

تخيل صديقي أن ظاهرة (الانقلاب المغناطيسي) قد حدثت سابقا لمرات عدة ربما خمس أو ست مرات
وحاليا يرجح أن الوقت الحالي قد تحدث فيه، وهذه الظاهرة خطيرة كون الأرض تفقد حينها الدرع الواقي من الأشعة الكونية مما يشكل خطرا على البشر، وتدوم الظاهرة من عشرات السنوات لمئات

على كل سعدت برأيك في النص وقراءته

وكثيرا أغبطك على نقدك
ليت لي مثل ما لك صديقي

كامل المحبة والتقدير أستاذي عدي بلال






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 02-11-2022, 03:12 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مروان الكيلاني
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية مروان الكيلاني

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مروان الكيلاني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

بعد التحية ،
يصعب في هذا الزمن أن نجد قاصا محترفا يحترم إبداعه كأنتم ، صديقي ،
الطريقة البسباسية في فن القص يصعب تقليدها و تحتاج لإيمان بها و صبر و قراءة و مثابرة ...
ما شاء الله و تبارك الله خير من أبدع و صور !!
قرأت و أفدت و استمتعت ، لكنني وصلت مرهقا هنا ؛ فأعتذر لأعود إن شاء الله و أتحاور مع هذا الألق...
احترامي و الحب







(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
  رد مع اقتباس
/
قديم 02-11-2022, 02:37 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بسباس عبدالرزاق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان الكيلاني مشاهدة المشاركة
بعد التحية ،
يصعب في هذا الزمن أن نجد قاصا محترفا يحترم إبداعه كأنتم ، صديقي ،
الطريقة البسباسية في فن القص يصعب تقليدها و تحتاج لإيمان بها و صبر و قراءة و مثابرة ...
ما شاء الله و تبارك الله خير من أبدع و صور !!
قرأت و أفدت و استمتعت ، لكنني وصلت مرهقا هنا ؛ فأعتذر لأعود إن شاء الله و أتحاور مع هذا الألق...
احترامي و الحب
الأستاذ مروان الميلاني

الكثير مما ورد بردك أحاول الإلتزام به
الصبر والقراءة والبحث والتجريب
خاصة الإيمان بالمشروع الأدبي الذي أتصوره لإنتاجي

هذا سبب لي بعض المتاعب منها تأخر نشر أول منتج أدبي لي

أتفق معك كثيرا فيما تراه من مميزات لابد من توفرها المبدع حتى يكتب الروائع


لهذا أقول لك. صديقي عندما ترى نصا لي لا يستحق القراءة فأفصح عن رأيك وإن رأيت عيبا بأي نص فأشر له حتى يتم التعديل

ما دمت لم أنشر ستظل نصوصي ورشات يمكن تطويرها


وفي الختام أشكر لك قراءتك وحضورك
وممتن لرأيك كثيرا


مع كامل التدير والاحترام






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 03-11-2022, 08:51 AM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
مروان الكيلاني
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية مروان الكيلاني

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مروان الكيلاني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان الكيلاني مشاهدة المشاركة
بعد التحية ،
يصعب في هذا الزمن أن نجد قاصا محترفا يحترم إبداعه كأنتم ، صديقي ،
الطريقة البسباسية في فن القص يصعب تقليدها و تحتاج لإيمان بها و صبر و قراءة و مثابرة ...
ما شاء الله و تبارك الله خير من أبدع و صور !!
قرأت و أفدت و استمتعت ، لكنني وصلت مرهقا هنا ؛ فأعتذر لأعود إن شاء الله و أتحاور مع هذا الألق...
احترامي و الحب
و قد عدت كما وعدت وحديثي سيكون عن مفاصل هامة وظفها مبدعنا في سرديته الجميلة هذه ، و لن أتحدث عن رسالة النص كثيرا ؛ فقد استغل الناص الحاسة السابعة لبناء نصه استغلالا رائعا ، حتى إنه عنون نصه بـ اتجاهات ، و كأنه في ظرف زمكاني سيكولوجي يستشعر فيه و يتنبأ بما سيكون و يعرف ما هو كائن الآن فلجأ إلى أجواء المستشفى للدلالة على الحاجة لاستخلاص علاج علمي لما خلفته التكنولوجيا من أثار سلبية على المجتمع الإنساني ، فكانت اللغة العلمية و مصطلحاتها تؤشر إلى خطر قادم بعيد و أظنه صحيحا ...
الديالوج رفد النص بكثير من الفائدة ، إلى جانب اللغة السردية ( الراكضة ) المتقنة ،
الفوكس+الفلاش باك في مطلع النص تناغم مع مجمل البناء و القفلة :
( تركض في الرواق بسرعة، وعلامات الدهشة بادية على عينيها، ودون استئذان دخلت مكتب الطبيب، تطلع إليها الطبيب بنظرات حادة، وهو مستغرب تصرفها الطائش الذي لم يعتده منها.
وعند مدخل المكتب، توقفت تلتقط أنفاسها، وهي تحاول التكلم بصعوبة:
- لقد استيقظ.. عدنان... استيقظ من غيبوبته!
) = القفلة : ( وعلى نحو مفاجئ، يسمعان صوت انفجار مدو، وقد دخلت مجموعة ملثمة واقتربت منهما، استلموا عدنان، وتم نحره، وتلاها صوت رصاصة استقرت في دماغ الطبيب، وقد أغلق المكتب وبداخله صراخ هناء.
في الخارج صراخ الأرض يعلو ويعلو، والسماء تراقب بصمت استعداد الجيوش، أحصنة وسيوف تشحذ.
طوق الليل سماء المدينة، وقد انزوى الجميع خلف بابه ينتظر الموت، يسمعون الصراخ في البيوت المجاورة، وهم ينظرون للسماء، ينظرون نحو الطريق في الأفق نحو رحلتهم.)
الشخصية الوحيدة التي اختار لها الناص اسما هو المريض الراقد في المستشفى ؛ فلمن رمز به مبدعنا بهذا الاسم ؟ و اختيار الاسم غالبا ما له دلالة في عالم القص و الإبداع ؟ فمن عساه يكون ؟!!
إذن من الضروري أن نقرأ هذا الجزء من النص لنعرف إلى دلالة اسم عدنان و ما يجري حولنا :
( - يجب أن أعود.. يجب !
- لست جاهزا بعد.. تحتاج للعلاج والراحة
.
- ولكن.. يجب أن أعود.. أصدقائي.. أمي.
صمتت هناء، وقد اعتلتها موجة حزن، وتراجعت قليلا وكأنها تذكرت شيئا ما.
- يجب أن أعود لأمي.. ولأعود لمنصبي..
- البقاء لله عدنان!
- نعم.. ماذا تقصدين؟ !
- والدتك.. رحمها الله.
عندها سمعا صراخا في الخارج، وضوضاء تزيد حدتها، وصياح يتعالى في أروقة المشفى وخارجه، أطلت هناء من النافذة، لتجد مجموعة من اللصوص، يحملون العصي ومسدسات ومطاوي، وهم يقومون بسرقة المحلات، وبأسف نادت على عدنان وهي تقول: لقد كان محقا !
عدنان كان غائبا في دهشته، حاول الوقوف ولكن خطواته المتعثرة، ورجلاه التي تتداخل فيما بينها جعلته يسقط، اقتربت منه وهي تمسكه: تماسك، وتعالى أعيدك للسرير.)

حاولت فتح النص من خلال حاسة الاتجاه ؛ الحاسة السابعة ، ,غيرها من التقنيات الفنية و أشير هنا إلى المونولوج النادر في هذا النص والسبب يعود إلى أن الرواي أخرج كل ما في شخصيات النص دونما تدخل ؛ فجعلني كمتلقي و قارىء أحس بهذا المرض المتفشي في العالم كافة : وكأن بي عدنان أو من ينتظر إستفاقة عدنان ، ربما....!!!
احترامي و الحب







(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
  رد مع اقتباس
/
قديم 03-11-2022, 10:49 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بسباس عبدالرزاق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان الكيلاني مشاهدة المشاركة
و قد عدت كما وعدت وحديثي سيكون عن مفاصل هامة وظفها مبدعنا في سرديته الجميلة هذه ، و لن أتحدث عن رسالة النص كثيرا ؛ فقد استغل الناص الحاسة السابعة لبناء نصه استغلالا رائعا ، حتى إنه عنون نصه بـ اتجاهات ، و كأنه في ظرف زمكاني سيكولوجي يستشعر فيه و يتنبأ بما سيكون و يعرف ما هو كائن الآن فلجأ إلى أجواء المستشفى للدلالة على الحاجة لاستخلاص علاج علمي لما خلفته التكنولوجيا من أثار سلبية على المجتمع الإنساني ، فكانت اللغة العلمية و مصطلحاتها تؤشر إلى خطر قادم بعيد و أظنه صحيحا ...
الديالوج رفد النص بكثير من الفائدة ، إلى جانب اللغة السردية ( الراكضة ) المتقنة ،
الفوكس+الفلاش باك في مطلع النص تناغم مع مجمل البناء و القفلة :
( تركض في الرواق بسرعة، وعلامات الدهشة بادية على عينيها، ودون استئذان دخلت مكتب الطبيب، تطلع إليها الطبيب بنظرات حادة، وهو مستغرب تصرفها الطائش الذي لم يعتده منها.
وعند مدخل المكتب، توقفت تلتقط أنفاسها، وهي تحاول التكلم بصعوبة:
- لقد استيقظ.. عدنان... استيقظ من غيبوبته!
) = القفلة : ( وعلى نحو مفاجئ، يسمعان صوت انفجار مدو، وقد دخلت مجموعة ملثمة واقتربت منهما، استلموا عدنان، وتم نحره، وتلاها صوت رصاصة استقرت في دماغ الطبيب، وقد أغلق المكتب وبداخله صراخ هناء.
في الخارج صراخ الأرض يعلو ويعلو، والسماء تراقب بصمت استعداد الجيوش، أحصنة وسيوف تشحذ.
طوق الليل سماء المدينة، وقد انزوى الجميع خلف بابه ينتظر الموت، يسمعون الصراخ في البيوت المجاورة، وهم ينظرون للسماء، ينظرون نحو الطريق في الأفق نحو رحلتهم.)
الشخصية الوحيدة التي اختار لها الناص اسما هو المريض الراقد في المستشفى ؛ فلمن رمز به مبدعنا بهذا الاسم ؟ و اختيار الاسم غالبا ما له دلالة في عالم القص و الإبداع ؟ فمن عساه يكون ؟!!
إذن من الضروري أن نقرأ هذا الجزء من النص لنعرف إلى دلالة اسم عدنان و ما يجري حولنا :
( - يجب أن أعود.. يجب !
- لست جاهزا بعد.. تحتاج للعلاج والراحة
.
- ولكن.. يجب أن أعود.. أصدقائي.. أمي.
صمتت هناء، وقد اعتلتها موجة حزن، وتراجعت قليلا وكأنها تذكرت شيئا ما.
- يجب أن أعود لأمي.. ولأعود لمنصبي..
- البقاء لله عدنان!
- نعم.. ماذا تقصدين؟ !
- والدتك.. رحمها الله.
عندها سمعا صراخا في الخارج، وضوضاء تزيد حدتها، وصياح يتعالى في أروقة المشفى وخارجه، أطلت هناء من النافذة، لتجد مجموعة من اللصوص، يحملون العصي ومسدسات ومطاوي، وهم يقومون بسرقة المحلات، وبأسف نادت على عدنان وهي تقول: لقد كان محقا !
عدنان كان غائبا في دهشته، حاول الوقوف ولكن خطواته المتعثرة، ورجلاه التي تتداخل فيما بينها جعلته يسقط، اقتربت منه وهي تمسكه: تماسك، وتعالى أعيدك للسرير.)

حاولت فتح النص من خلال حاسة الاتجاه ؛ الحاسة السابعة ، ,غيرها من التقنيات الفنية و أشير هنا إلى المونولوج النادر في هذا النص والسبب يعود إلى أن الرواي أخرج كل ما في شخصيات النص دونما تدخل ؛ فجعلني كمتلقي و قارىء أحس بهذا المرض المتفشي في العالم كافة : وكأن بي عدنان أو من ينتظر إستفاقة عدنان ، ربما....!!!
احترامي و الحب
الأستاذ مروان الكيلاني

قرأت تعليقك صباحا وكنت في طريقي للعمل
ثم عدت لقرائته مرة ثانية وأحجمت عن الرد حتى أقف عند أهم ما ورد في تعليقكم

بداية أرحب بكل رد يناقش النص أدبيا
نقاشك وتساؤلاتك جيدة وتحليلكم طيب

ما أثار اهتمامي وإن كان ورد في ردكم كملاحظة وليس كإشارة لعيب
هو غياب المونولوغ، فعلا كان غائبا وانتبهت له معك ووقفت مع نفسي للحظات وتخيلت النص متوجا ببعض الغوص في نفسيات الأبطال سواء عدنان أو الطبيب والممرضة
إشارة منك جيدة وأعتبرها نقطة مهمة ولابد أن أعود للنص مستقبلا لتعديله إن تمكنت من ذلك اعتمادا على هذه الجزئية

النقطة الثانية والتي كانت إيجابية (أزعم ذلك): حيادية الراوي في نقل الحدث
تعلم صديقي أنه بعد الحرب العالمية أعلن موت الكاتب أو الراوي، بمعنى أن الراوي لابد له أن يكون حياديا وألا يتدخل، لذلك نجد النصوص العالمية مثلا متعددة الأصوات أو تأتي بضمير المتكلم، وهذا معناه نقل الأحداث من وجهة نظر الشخصيات وليس الراوي (خاصة العليم).
حتى وإن ظهر لنا أن النص كان بلسان الراوي (يعني ضمير الغائب) ولكنه ينقل الأحداث من وجهة الشخوص
في الحقيقة أنا لم أتعمد ذلك ولم أنتبه له في هذا النص. تمرنت على ذلك سابقا، ولكن هنا جرت القصة بتلقائية فكانت كما ترى ماثلا أمامك

لذلك صديقي أشكر لك ردك وتعقيبك الممتاز الذي أضاح لي نقاطا مهمة جدا جدا
رد كان كمصباح ينظم سير التفكير عندي

وأعود لردك، أعجبتني إشارتك كون الراوي وجه أنظارنا نحو المشفى كنقطة إضاءة لنفكر في علاج مستقبلي لبعض المشكلات

قراءة جادة ومميزة

أستاذ مروان الكيلاني شكرا لرأيك وقراءتك
كامل التقدير والمحبة






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 03-04-2024, 04:27 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
إيمان سالم
فريق العمل
تحمل أوسمة الاكاديمية للإبداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية إيمان سالم

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


إيمان سالم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اتجاهات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
اتجاهات

تركض في الرواق بسرعة، وعلامات الدهشة بادية على عينيها، ودون استئذان دخلت مكتب الطبيب، تطلع إليها الطبيب بنظرات حادة، وهو مستغرب تصرفها الطائش الذي لم يعتده منها.
وعند مدخل المكتب، توقفت تلتقط أنفاسها، وهي تحاول التكلم بصعوبة:
- لقد استيقظ.. عدنان... استيقظ من غيبوبته!
انتفض من كرسيه، واقترب منها بسرعة، أمسك كتفيها، وهو يحدق بها باستغراب ودهشة: غير ممكن.. مستحيل !
ثم طاف في السقف بعينيه كمن يبحث عن فكرة، وبحيرة واصل كلامه مستغربا: وكيف وضعه؟
- عندما شاهدته يفتح عينيه، آثرت أن أخبرك أولا.
- أحسنت فعلا، وأمسك يديها قائلا: سنرى ما وضعه.
ثم انصرفا قاصدين غرفته.
كان عدنان يتخبط في سريره، يحس بصداع في رأسه، وهو يئن جراء ذلك، زم عينيه وهو يعظ على شفتيه في محاولة لاستدعاء الصبر، أحيانا يخف الصداع، فيخف اهتزازه.
عندها دخل الطبيب تليه الممرضة، وهما يتطلعان لوجهه، اقتربا منه، حدقا فيه مليا وهو في تلك الوضعية المزرية، مقيدا من يديه للسرير، وتلك وسيلة تتطلبها وضعيته.
- بعد قيامنا بالفحص كنا متأكدين أنه سيغيب في غيبوبة طويلة تتجاوز الشهر.
قالها وهو يحدث الممرضة بصوت خافت، ثم واصل حديثه بحزن باد عليه: بعد اليوم سيكون مستحيلا إجراء مثل هذه العملية!
- وهل سيطول هذا الوضع؟
بعينين حائرتين رد وهو يراقب آدم: حسب التقارير التي أوردتها وكالة النازا، فإن الوضع قد يدوم للأبد.
- لا أفهم في الفيزياء، ولكن ألا يمكننا تجاوز الوضع؟
عندما أفصحت النازا عن تقاريرها، عقب تلك العملية المشؤومة، كنا نعتقدها مزحة وشطحة فلكية، ولكن بعد انقطاع الكهرباء، والاتصالات تأكدنا أننا فعلا نعيش عصر الانقلاب.
- لم أستوعب بعد هذا الانقلاب.
- لقد أصبح الجنوب شمالا والشرق غربا، هذا أبسط تعريف، وقد انقطعت عنا الاتصالات، فلا نعلم أي جديد.
قطع حديثهما صراخ عدنان الذي كان يحاول إفلات يديه من القيود، فتقدم الطبيب منه وتحسسه وهو يطمئنه: لا بأس عليك، سيزول الصداع بعد لحظات، إنه مجرد رد فعل يتلو العملية.
أحس عدنان بالصداع يخف ألمه رويدا، عندها نظر إلى الطبيب، وبتعب واضح قال: الضوء؟
- النور سيتعب عينيك ويزعجك، وهذه الشموع تكفي، ويمكننا مضاعفتها إن كنت تريد ذلك.
هز رأسه في إشارة لزيادة عدد الشموع، والتفت نحو الممرضة التي نحتت الظلال وجهها لوحة ملائكية.
- ألا يمكنكم فك وثاقي قليلا.
- بالطبع.
ومثل ملائكة الرحمة اقتربت منه، وربما تخيلها تطوف وتحلق فوق سريره، نزعت عنه الوثاق الذي قيد به وهي تتحدث برقة ووجه مبتسم: أعتذر عن هذا، نحن نلجأ له كي لا يؤذي المرضى أنفسهم.
أومأ برأسه في إشارة تفهم منه، فبدى كطفل حزين يحلم، وهو يلاحق وجهها المنحوت لوحة زيتية، متعبا وغارقا في خياله تركاه لينام، بعدما حقنته بمخفف للألم.
مر أسبوع على تواجده بالمشفى، وقد أحس بتحسن كبير، وكانت هناء تسهر على العناية به كثيرا، كان حضورها يشكل له فرصة لكسر الملل الذي يعانيه في غرفته، أحيانا يتداول معها الحديث وهي تناوله حقنة تخفيف الآلام، ويغيب في نوم على وقع صوتها العذب، يحتضن صوتها ووجهها وينام، يستحضرها دوما في أحلامه، يركض خلفها، تناديه في أحلامه من خلف الأشجار، وهما يلعبان لعبة الاختباء، تصرخ عن يمينه فيركض نحو اليسار، يحاول يائسا التعرف على الاتجاهات، ولكنه يعجز عن تتبع الصوت.
يستيقظ دائما على وقع حركاتها التي تحاول جعلها ساكنة حتى لا تزعج نومه، فترفع الستائر متيحة لنور الشمس الدخول للغرفة، تفتح النوافذ فيعبر الهواء إليهما وهو يقيس حرارة وجهه.
- غريب أمري حقا.
- ما الغريب؟
- الاتجاهات، وكأنني أريد اليسار فأمضي لليمين.
- ليس أمرا مخيفا، وستعتاد الأمر، وستعود حواسك كما كانت.
قالت كلامها وهي تخفي ما أخبرها به الطبيب، كون عدنان تعرض لصدمة مغناطيسية، جعلت دماغه يفقد البوصلة الخاصة به، حتى أصبح يخلط بين الاتجاهات.
وقد بدأت تصل المشفى حالات مشابهة، تتراوح بين من فقد الاحساس تماما بالاتجاهات، بعضهم يجلس تائها تماما.
حاول الأطباء تشخيص المرض، وقد أرسلوا للعاصمة يطلبون المساعدة.
- متى يعود المبعوث من العاصمة؟
- لا أعلم بالضبط، ولكن بعد توقف وسائل النقل، والكهرباء، فرحلته ستكون طويلة أكثر.
بنظرات باهتة أجابها وهو يقرأ كتبه المرمية على مكتبه، كان يبحث بين طياتها عن حالات مشابهة، ولكنه لم يجد بين تلك ما يشبع جوعه وجهله.
ثم التفت لجهاز الحاسوب، وهو هناك في سبات عميق، بدى كدماغ معطل، ربما دماغ يحتاج لصدمة حتى يستعيد وعيه.
- لو تواصل الوضع سنكون مقبلين على أزمة كبيرة.
- أزمة؟
- سيكون من الصعب فرض النظام، في الخارج تنام الوحوش، وهي تتربص بالجميع.
وحوش؟.
- البارحة كانت مجموعة من المتشددين، وهم يزعجون النساء ويحاولون فرض الحجاب في الطرقات، ثم عراك وصراخ، ولكن تدخل الشرطة منعهم من مواصلتهم مضايقة المارة، وخلف عمارتنا شاهدت بعض العصابات وهي تضايق الناس، ولن يطول الأمر حتى تخرج الأمور عن السيطرة.
- خطير، هذا خطير.
- الأخطر يكمن في نفوسنا هناء، وكذلك خلف الحدود، أتوقع حربا قادمة، لا أعلم متى ولكن الناس تتوق للموت.
عندها صمت الطبيب وهو يحدق في مدخل المكتب حيث كان عدنان يقف متعبا، وقد اعتلت وجهه صدمة وحيرة.
- حرب قادمة، ما هذا الذي تتحدث عنه؟
قام الطبيب قلقا متوجها إليه، وكذلك هناء التي اقتربت منه وتركته يتكئ على كتفها، وكذلك الطبيب أمسك يده ثم قرباه من كرسي وأجلساه.
انحنى الطبيب مواجها وجه عدنان وهو يقول: أثناء قيامنا بالعملية لدماغك، كانت النازا تجري تجربة، أو لنقل؛ كانت تطمح لسحب التلوث من الكوكب عبر جهاز ضخم، وبسبب خطأ يجهلونه، وقع خلل في المجال المغناطيسي، وهذا سبب انقطاعا في الكهرباء، وكما ترى منذ أيام فالنور غير متوفر بالمشفى، وهذا سبب لنا مشاكل عديدة.
- ماذا تحكي.
عندها انصرف الطبيب، وقد نادت عليه ممرضة لحالة استعجالية: حالة انقلاب اتجاه!وقد ترك هناء تكمل عدنان الحكاية.
- يجب أن أعود.. يجب !
- لست جاهزا بعد.. تحتاج للعلاج والراحة.
- ولكن.. يجب أن أعود.. أصدقائي.. أمي.
صمتت هناء، وقد اعتلتها موجة حزن، وتراجعت قليلا وكأنها تذكرت شيئا ما.
- يجب أن أعود لأمي.. ولأعود لمنصبي..
- البقاء لله عدنان!
- نعم.. ماذا تقصدين؟ !
- والدتك.. رحمها الله.
عندها سمعا صراخا في الخارج، وضوضاء تزيد حدتها، وصياح يتعالى في أروقة المشفى وخارجه، أطلت هناء من النافذة، لتجد مجموعة من اللصوص، يحملون العصي ومسدسات ومطاوي، وهم يقومون بسرقة المحلات، وبأسف نادت على عدنان وهي تقول: لقد كان محقا !
عدنان كان غائبا في دهشته، حاول الوقوف ولكن خطواته المتعثرة، ورجلاه التي تتداخل فيما بينها جعلته يسقط، اقتربت منه وهي تمسكه: تماسك، وتعالى أعيدك للسرير.
في الرواق، كان الصياح يتعالى، ومن آخر الرواق شاهدت الطبيب يقترب منهما بسرعة، والقلق باد عليه: هناء.. اهربي.. المرضى يتداعون ويتساقطون وبعضهم أصبح مجنونا، واللصوص في الخارج يحكمون قبضتهم على المدينة.
- ولكن، عدنان يحتاج الرعاية.
- قريبا سيصبح مجنونا أو سيصبح خرفا وضائعا في دماغه.
- سآخذه للبيت معي.
- دعيه، لقد عاد المبعوث، ومعه أخبار خطيرة.
- هل عاد؟.
- هذا المرض ينتشر بين الناس في كل العالم، وسببه الاشعاعات والانقلاب المغناطيسي، ويبدو أنه يصيب البعض بينما البعض لا.
بدهشة تصلبت وهي تحدق في وجه الطبيب الذي كان قد دخل لمكتبه، حمل بعض الكتب، ثم خرج وتوقف عندها وقال: الخطر آت، الإرهابيون يحاصرون الآن مبنى الرئاسة، وقد قتلوا جميع الوزراء وقيادات الجيش.
وعلى نحو مفاجئ، يسمعان صوت انفجار مدو، وقد دخلت مجموعة ملثمة واقتربت منهما، استلموا عدنان، وتم نحره، وتلاها صوت رصاصة استقرت في دماغ الطبيب، وقد أغلق المكتب وبداخله صراخ هناء.
في الخارج صراخ الأرض يعلو ويعلو، والسماء تراقب بصمت استعداد الجيوش، أحصنة وسيوف تشحذ.
طوق الليل سماء المدينة، وقد انزوى الجميع خلف بابه ينتظر الموت، يسمعون الصراخ في البيوت المجاورة، وهم ينظرون للسماء، ينظرون نحو الطريق في الأفق نحو رحلتهم.

قرأت النص قبل مدّة و ما كنت وقتها أعتبره رعبا
اليوم أراه جرعة مخففة أمام الفضاعات التي نقلت صوتا و صورة من
غزة و على عكس ما حصل هناك، هنا الفئة " المتديّنة " هي رأس الأفعى
سبب الخراب و ضياع البوصلة

أهنّئك مبدعنا الفاضل بسباس عبد الرزاق
في القراءة لك فائدة و إضافة قيمة
دمت موفقا و أتمنى أن نقرأ لك المزيد قريبا

تحياتي و كل التقدير






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط