الفينيق "خالد حجار" في ذمة الله ..في ذاكرة الفينيق / زياد - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ✒ ✒ محابر خاصة ✒ ✒ > ۩ في ذمـة الله .. في ذاكرة الفينيق ⋘

۩ في ذمـة الله .. في ذاكرة الفينيق ⋘ رحمهم / رحمهن ..الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-12-2017, 03:25 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي الفينيق "خالد حجار" في ذمة الله ..في ذاكرة الفينيق / زياد

وفاءً لتجربةٍ فذّة
سنستميح روح الفينيق
خالد حجار



لنضعه تحت الضوء،إذ به يليق الضوء
رحمه الله
وادخله فسيح جنانه

سيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
توفي مساء أمس السبت الموافق 11 فبراير 2017 الشاعر الفلسطيني خالد حجار
أحد نجوم الموسم الثالث في مسابقة أمير الشعراء
أثر جلطة دماغية أعقبت اعتقال والده .



خالد حجار: حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها- جامعة القدس المفتوحة- عام 2005م
مكان العمل: المجلس التشريعي الفلسطيني- مدير دائرة التدقيق اللغوي - رام الله
بدأ الشاعر بكتابة الشعر منذ عام 1993، وأصدر ديوانه الأول بعنوان : حبيبتي وحيفا في ربيع عام 2009

وله مؤلفات لم تنشر بعد وهي:

1- سأشتكي الاجداد فيكم ,مسرحية شعرية
2- عودة الحب المهاجر , مسرحية غنائية
3- عناقيد في كروم الغزل
4- أناشيد تذرف الدموع

إضافة إلى قصائد متنوعة تم نشرها في الصحف والجرائد والدوريات والشبكة العنكبوتية
حصل الشاعر على المرتبة الأولى في مسابقة الشعر العمودي في جامعة القدس المفتوحة في مدينة قلقيلية عام 2003
نال المرتبة الأولى في مسابقة الإبداع الأدبي/ في الشعر العمودي التي جرت عام 2006 في مدينة نابلس برعاية جامعة القدس المفتوحة وشركة الاتصالات الفلسطينية وقد حصل على شهادة ودرع الفوز
كتب الشعر العمودي فقط، ولم يتجاهل التطور الحضاري للشعر؛ فجمع بذلك الأصالة بالحداثة لينتج شعرا عربيا يحمل الطابع التراثي بلباس حضاري يواكب العصر. كتب للوطن السليب، وكان للمرأة مكان واسع في شعره، فجمع المشاعر ووحدها في صورة فنية معبرة.
حصل على المرتبة الأولى في مسابقة الإبداع الأدبي في الشعر العمودي عام 2005 التي نظمتها جامعة القدس المفتوحة في نابلس، وحصل على درع مسابقة الشعر العمودي "المرتبة الأولى" التي نظمها مجلس الطلبة في جامعة القدس المفتوحة في قلقيلية
- شارك في العديد من الأمسيات الشعرية وقد نُظمت أمسيات خاصة بي من قبل مؤسسات ثقافية فلسطينية
- عمل مديرا لمنتديات أدبية عدة كتبت أربعة موشحات أندلسية أحياء لهذا النوع من الأدب، وله عدة نقائض مع عدد من الشعراء.
- له مسرحيات شعرية وغنائية والعديد من القصائد والمقالات الأدبية والسياسية والدراسات النقدية المنشورة على الشبكة العنكبوتية وفي الصحف والمجلات الفلسطينية والعربية.
- شارك في مسابقة أمير الشعراء وهو برنامج أدبي يأخذ شكل مسابقة في مجال الشعر العربي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبو ظبي، ويتم في آخر كل مسابقة تتويج شاعر بلقب أمير الشعراء. وقد اجتاز الشاعر خالد حجار المرحلة الثانية من مسابقة أمير الشعراء 2009م.


ابداعات فينيقية بقلم الفقيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


على صفحةٍ في معبدٍ قد تعمَّدا = بسيفٍ مِـنَ التاريخِ شُــدَّ وأغمِدا
بدا ليَّ " بعلٌ " والدهورُ تَنوشُهُ = يُغَنّي نَشيدَ الأرض والقطر والندى
متى تبعثوني في سنابلِ زرعِكُم = أُسَرْبِــلْ لـكم غـيـثـي لـكي تتعـمَّــدا
سَلوا أرضَ كنعانَ الجنانِ وبرِّها = ونادوا على عكا إذا الرَّوضُ أنْشَدا
تــــرانـــيـــمَ عيدٍ قـــــد أُطـِـيــحَ بِــرَأسِهِ = ولم يَرعَ سيفُ الغدرِ بئراً ومَعْبَدا
إذا جاءكُم من سِفرِ " يوشعَ " مُنبِئٌ = فإنَّ سمومَ الحـقـدِ شاءَت تَـمَــدُّدا
نبيٌّ مِـــنَ الأفــعــى تَــرضَّــعَ وانـثـنـى = ليبني على أرضِ ابنِ كنعان مَحْـقَدا
وما كِدتُ أُصغي إذْ " بيوشعَ " مُرعِدٌ = ويَرمي ترابَ الأرضِ كي تتـلـبـَّدا
و" بعلٌ " أتى من غيهبِ الغيم ماطراً = ودارتْ رحى حربٍ لترسُمَ مشهدا
فَــذا ربُّ كـنــعـــانٍ يُـرَاقِصُ عُــرسَــهُ = بزيِّ بـذور الأرضِ حتى تُـجــدَّدا
وذا ربُّ "يوشعْ" يعقِرُ الزرعَ كي يرى = أراضي بني كنعان للبورِ مَرقَدا
وما بين عُرسِ الغرسِ والأرضُ عيدُهُ = وبين قيــودِ الحقـدِ أمضي مُـقَـيَّدا
أفــــقــــتُ لأرمي الحــقَّ في حقل ريبتي = وناديتُ يـا ربَّ الحقيقةِ في الصدى
وإذْ بيَ في جُــــرفٍ سحـــيـــقٍ بـعـمـــقِـــهِ = تماثلَ ليْ قبرُ الحقيقةِ مَـرشِـدا
يُـنـاشـدُنـي " بـعـلٌ " لأنْـبِـشَ جـوفــهُ = بفأسٍ على بــأسِ الدُّهـور تمرَّدا
و "يوشعُ" يرمي النارَ حولي لأرعوي = و" بعلٌ " يَصُبُّ الغيثَ حتى يُخمِّدا
تناولتُ مِنْ رِمسِ الحقيقةِ جُـــثَّــةً = بها ألف سهمٍ كُلُّ سهمٍ له مدى
وشـاهـدتُ سهـمـاً أبيضاً متلألِئا = بِهِ رأسُ أفعى نابُها كان أسوَدا
فـــقـــــلتُ إلهي أيـن أنـــت تُـغيثُني = فَفاجَــأنـي صوتٌ " ليوشَعَ " مُجْهَدا
مَـزامـــيـــرُ " داودَ " النبيِّ تواردت = بسهمٍ به الأفعى تُرنِّـــمُ للردى
فَــضَـعْ أصبعاً في نابِها تَكُنِ امرأً = تَـعَـمَّــدَ مِـــنْ خــــيـــراتــهــــــا فَـتـجــدَّدا
وما كِدتُ أدنو إذْ " ببعلٍ " يشدُّني = يقولُ ليَ احذرْ مكرَهمْ قـدْ تَوَقَّدا
ألا انزعْ من الجثمانِ قلباً ولاقني = على " الكرملِ" الأعلى لكي يتسرمَدا
لأنفثَ فيه الـروحَ حتى إذا حيـا = سـأُلـبِسـُهُ جسمـاً أشـدَّ وأجْــدَدا
فقلـتُ إلهي إنَّما بِـتُّ هـالـكــاً = أجابَ ألا اصعدْ قد منحتُك مَصعَدا
أسيـرُ على جُرفٍ وأرنو لمعبدٍ = على رأسِ حيفا كان للبحرِ مَرصَدا
وما كِدتُ أدنو من حقيقةِ مَقْصَدي = تماثلَ ليْ " بـعـلٌ " وكان مُهدهدا
بمنقارِهِ يبدو ويُمنــاه قد عَلَـتْ = ويسراهُ نحو الأفقِ شاءت تمدُّدا
يُسعِّرُ نــــاراً والـتـرابُ وقــودُهـــا = وَيسكُـــبُ مـــــــاءً فــــــوقـــها لِتُبَرَّدا
يُطوِّقُهـــا ريحُ الحياة وروحُها = تســـــربَـــــلَ فيهـــا المــاءُ حتَّى تَزبَّدا
ولما رميتُ القلب في عُقرِها بدا = كهيكلِ حسناءٍ بها الحُسنُ أنشدا
يُـسـيِّـرُهـــا " بعـلٌ " لتعــلــوَ كَـفَّـــهُ = يقولُ لها قولي الحقيقةَ في الصدى
ألا تذكري " يطفنْ " وكيف صرعتُهُ = و " يامو " إله البحرِ كيف تبدَّدا
هنا كان يبغي طمسَ أرضٍ تحضَّرت = سَلي " الكرمِلَ" المبنيَ كيف تشيَّدا
ليمنَعَ بغيَ البحرِ إنْ جاء مُـفسِداً = فقالتْ أتى من نسلِ " يطفنَ " مُفسِدا
دُعـاةٌ بهم أفكارُ حقدٍ تأججوا = وشادوا على أرض ابن كنعان مقعَدا
بنوا ملكهم جبراً وسادوا ببغيهم = فَــعَـــمَّ الــــبــلا كــــلَ البلادِ وعَـــربــَدا
إذا كان للأحقــادِ دينٌ و دولةٌ = فحتمـــــاً تــرونَ البغيَ للهديِ سيِّدا
أصيحُ بصوتٍ مسّهُ الرُّعبُ سائلاً = أيرتَدُ دهرُ الغدرِ من بعد ما ارتدى ؟
ثيابا من لأفعى وبثَّ سمومَها ؟ = فقالتْ برحمِ الأرضِ أدركتُ مـولِدا
على باب " بابلَ " كان يُقرَأُ سِفرَهُ = سيجعلُ مِن " كسرى " هباءً مُبَـدّدا
ويحرقُ من أبناء " يطفنَ " "يوشعاً" = ويُلقي على الدهرِ السلامَ المُخلَّدا
فإنَّ السلامَ الحقِّ إنْ شعَّ حبُّكم = يعانقُ مجداُ كان في الدهرِ فرقدا
سيأتي لَكم عَـصرٌ يُصَــنَّـعُ ربُّكم = بـــــأفكـــــــارِكم فـــاحـــــذرْ بأنْ تَـــــتــقَــــــلَّــــــدا
لأنَّ إلـــه الحـــقّ لـيس بـمـُفــســـِدٍ = ولا قــــــــاتــــــــلاً نــــفـــــــساً لــــــكـــــي يــــــتـــــأيَّـدا
وما القتلُ إلا في عقولٍ تحاشدت = " بيوشعَ " حتى ساء ذلكَ مَحشِدا
ألا فاقتلوا القتل الذي عمَّ أرضكم = ونادوا طيور السِّلمِ حَتى تُغرِّدا




ورد في هذه القصيدة بعض الأسماء القديمة هي:
-1 بعل : إله الخصب عند الكنعانيين
-2يامو: إله البحر الذي صرعه بعل حسب الأسطورة الكنعانية
-3 يطفن : تنين كبير يصارع الآلهة
4- الماء والتراب والهواء والنار مكونات الحياة حسب الأسطورة المذكورة
- 5 يوشع :هو القائد اليهودي الذي دمَّر العديد من المدن الكنعانية ودخل أرض كنعان محتلا وورد في القصيدة على أنه من نسل يطفن
وقد أقرّ الكتاب المقدس بجرائمه وقتله وحرقه الزرع والحياة
-6 كسرى: وهو كورش الملك الفارسي الذي أعاد اليهود إلى أرض كنعان بعد السبي البابلي



موشح أندلسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

[size="5"]يا ظِباءَ الحي


لاحَ في عينيَّ ظبيٌ نَـثَـرتْ *** مقلتاه الوجدَ أنَّى أسبَلت
لا يبالي من صريعٍ قد بكى
من حنينٍ مسَّهُ حتى اشتكى
ويـح جرحٍ في فؤادٍ قد نَكا
يا مآقي الروحِ نارٌ ألهبتْ *** مُهجَةً من طَرفهِ قد أوقِدت

اسكبي الدّمـعَ عـــلى آثــارهِ
واعزفي الآهاتِ في أوتـاره
عـلَّـهُ يُـــشـــرِقُ في أنـوارِهِ
يا نديمي ما لعيني قد سقتْ *** واحةً من بُعدِهِ قد أمحلت

ينـدبُ القـلـبُ عـلى آذانِها
سائلاً أين مضت أغصانها
يا ظبـاء الحيِّ مـن أقرانها
بلغـوها عاشقـا قد أُجـهِدَتْ *** رَكبهُ في إثرها مذ أبحرت

عـلَّهـا تـذكُـرُ أيـام الهوى
فتداوي حائراً فيها اكتوى
شِدة الوجدِ بقلبٍ قد هوى
مرَّت الأيامُ حتى إنْ بَدت *** مهجتي في إثرها ما أُغمِضَتْ

قلتُ ذا شوقي تناهى مُنشِدا
ضحِكت مني وقالت كم شدا
عاشقٌ من خلف بابي وبكى
وفؤادي بابـُهُ قـد أُوصِدت *** ثم ماست في دلالٍ ومضت

وإذا الأقـدارُ جاءتـني بها
بَعـد يأسٍ قـد أتاني غيمُها
أمطرَ الملقى فأحيا غصنها
ضمها الحسنُ بقدٍ قد سَقـتْ *** من حنان الروحِ حتى أينعت
كان ذاك الليل فينا كالغريقْ
وشفـاهٍ أو دنانٍ مِن عتيقْ
ورحيقُ العشق في قلبي يَفيقْ
تلك ذكرى من ليالٍ قـد خلت *** تزرعُ الشوقَ بروضٍ أقفرتْ


يحكى بأنَّ الكلبَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يُحكى بـأنَّ الكلبَ فكَّـرَ مـرَّةً
يستصرخـنَّ مِـنَ النباح زئيرا
ومضى إلى الغابات يطرق بابها
وجدَ الهزبرَ مـن الجراحِ أسيرا
أسرى إليه وصار يصبغ كفَّـهُ
بـدمـائـه مُـتخيِّـراً تشهيـرا
ودعـا الكلاب لكي ترى أفعالهُ
نظـروا الهـزبر فعيَّنوه أميرا
وَطَـأ العرينَ وإذ بشبلٍ جائعٍ
مُلقىً على عرش العرين صغيرا
سألوه مَـنْ هذا الغريب أجابهم
هـذا صغيـري فاطعِموه كثيرا
وضعَ الكُليبُ لـه وزيـراً ثعلباً
وعلى الحـراسةِ عيَّن الخنزيرا
رسم الوزيرُ إلى الهزبرِ فرارَهُ
وقـرارهُ إذْ أحْسَنَ التـقـريرا
ووشى إلى فكرِ الأميرِ بقولـه
قـد يُصبحُ الشبلُ الصغيرُ خطيرا
صَرَخَ الأخيرُ محـذراً هذا ابننا
ضَحِـكَ الوزيرُ وزاده تحذيرا
فغـداً تـراه مُغـايراً عما ترى
وعلى حمـانـا قد يكون مغيرا
بكِّـرْ بقتلِ الشبلِ يكبـرُ مُلْكُكُم
كِـبَـرُ المخاطر يقتضي تبكيرا
قَبِلَ الأميرُ الـرأيَ أنْ يغتالـه
ودعـا الـوزيرَ ليرسمَ التدبيرا
* * *
أخَـذَ الوزير الشبل نحو مغارةٍ
لينـالَ صيـداً طيبـاً ويسيـرا
ما أنْ تَلَـمَّـظَ واستشاطَ زفيرَهُ
حتى رأى الشبـلَ الصغيرَ كبيرا
فالخـوف إنْ مسَّ العيونَ لهيبُهُ
نَظَـراتُهـا كم تُحْـسِنُ التَّكبيرا
يرتـدُ محتداً ليأكـل صيـدهُ
وفـؤادُهُ يـوحي لـه التَّقصيرا
والشبلُ يُبرق نـابـُهُ وكـأنـه
قَـد صبَ في قلبِ الوزير نذيرا
كم خـانَـهُ إبصارُهُ مـن خوفِهِ
كم كـان يرجو أنْ يكونَ ضريرا
سدَّ المغـارةَ راجعا في جوعِهِ
والشبلُ في جـوف الكُهيفِ أسيرا
وصغـارِ أرنبةٍ بِثَغْـرِ مَغـارةٍ
غـدت الغذاءَ وكـان ذاك نَزيرا
* * *
بَرَزَ الهزبرُ على الوزير بهجمةٍ
فَـرآه للمـوت الـزُّؤامِ سفيـرا
قـال اتَّـئدْ أوَلستُ مُنقذَكَ الذي
نفـثَ الحيـاة بمهجتيكَ عبيرا
إنَّ ابنكَ المـأسورَ يندبُ سجنهُ
عند الكلاب ويرتجيكَ نصيرا
ولأحضرنْ مع كـل يومٍ مأكلاً
بفريسـةٍ تـأتي إليكَ نَـظيرا
أنْ تأكـلَ النصفَ الذي تختارَه
ولِما تـبـقَّـى نَقْتَسِمْهُ أخـيرا
رُبعـاً لشِبلك والأخير فحصتي
قَـبِـلَ الهـزبرُ ووافـقَ التفكيرا
عـادَ الوزيرُ إلى الأميرِ مُطمئنا
قـال الأميرُ سأرسلنْ خنزيـرا
كي يـأتينَّ بعظمةٍ مـن جسمهِ
سُـرَّ الـوزيرُ وأحسنَ التعبيرا
ومضى مع الخنزيرِ نحو مكانهِ
وإذا بليثٍ كـاسـرٍ شـريـرا
فـانْقَـضَّ نحوهما ونال نصيبَهُ
والثعـلبُ امتشق الغذاء قـريرا
قفزَ الهزبرُ على الوزير مزمجراً
هيَّـا إلى الشبلِ الصغيرِ نَفيـرا
طَلَبَ الوزيرُ من الهزبرِ جزاءَه
أنْ يصبحـنَّ على الكلاب أميرا
والليثُ مَـنْ يضعُ القرارَ لملكهِ
وقـرارهُ لا يَـقْبَـلُ التغـييرا
حَسْبُ الثعالبِ رُعبها من زأرةٍ
خَـرَجَتْ من الشبل الأسير زفيرا
لمَّا أتى الليث الهمـام أميرهـم
نـادى الـوزير أميره تحـقيرا
شمِّـرْ إلى هذا الهزبرِ فقد أتى
يبغي الهـلاكَ فَـأحْسِنِ التَّشميرا
مـولايَ إنْ كنتَ الحمـارَ فإنهُ
لا بُـدَّ أنْ يـرقى إليكَ شعيرا
شَرِبَ الكُليبُ من الخديعةِ بحرها
عـضَّ البنانَ وحـاولَ التبريرا
آهٍ على جـورِ الزمانِ إذا شتى
هيهـاتَ أنْ تلقى الزمـان مُجيرا
غيمُ الخيانةِ قـد غزاني ممطراً
قَـدَرٌ تُـنـزِّلُه السماءُ غـزيرا
مَـنْ يأمننَّ ثَعـالبا يُقضى لـهُ
سوء المصيرِ ولن تراهُ قـريرا
إنَّ الحيـاة وديعـةٌ فـإذا قضى
قـدرٌ عليك فلن تكـون قـديرا
يـا قاتلي لا بُـدَّ أنك ميتٌ
والدهـرُ يصنعُ للممات سريرا
صرع الهزبرُ الكلب وسطَ عرينِهِ
والثعلبُ اعتنقَ العـرين مُـديرا
* * *
اِستنَّ قانـونـا يُـذِلُّ كلابـَهُ
فقضى ببترِ ذيـولها تصغيرا
مَنَعَ النباح على الكلابِ مبدلاً
صـوتَ النباح صفائراً وشخيرا
هَدْرُ الكـرامة للكلاب أهاجهـا
بركانهـا صبَّ العقـاب هـديرا
حَكَمَ الثُعيلبُ أشهـراً حتى قضى
بين الكلاب وسـاء ذاك مصيرا
والليث لمْ يسمـعْ نـداء حَليفهِ
والظلمُ يُشعِلُ في الجوى التثويرا
هجم الكلاب على الهزبرِ بسخطهم
واستبسلـوا بالـرَّدِ و التعـزيرا
زَأرُ الأسـودِ إذا تفـرُّ كنبحها
والظلـمُ يُنبتُ في النبـاحِ زئيرا
يـا حاكمين هلاككم في ظلمكم
والعـدل للحكم الطـويل خفيرا [/color]

لن يُطْمَسَ مَلمَحُ مَشرِقِها
كم بينَ نجـمٍ تـوالتْ فـوقَه السُّحُبُ = و بينَ شمسٍ بقلبِ الصيفِ تنتصبُ
و بينَ حُـبٍّ شـدا في بَحْـرِ قـافيةٍ = و بينَ بحرٍ بصوتِ الموجِ يضطربُ
و بين بـــانٍ بأهـلٍ فـوق مـوطِنِهِ = و بين مغتـصبٍ للبيـتِ يـنـتسبُ
و بين قلبٍ بنبضِ الأرضِ منقبضٍ = و بين مستوطـنٍ ينـأى به لـقـبُ
كأنما القدسُ سفـرٌ في حقيبة مَنْ = في حِقْبَةِ الدهـر رجـمٌ مالهُ حِـقَبُ
يـا غـاصبَ الحُلمِ ذا التاريخُ نافـذةٌ = أنفذْ إليها ترى أحـلام مـن غَصَبوا
فـرسٌ و رومٌ و أقـوامٌ مشـردةٌ = و حصنُهـا راسخٌ مِفتاحـُه العـربُ
احفـرْ كما شئت قبراً ضمَّ حـافِـرَهُ = ولتشعـلِ النارَ حتى ينفَـد الحَطَبُ
واملأ بِسفـرِكَ في التاريخِ مِنْ دمنا = واحرقْ كما شئت ذا الزيتون والعنبُ
و احضرْ سفينـة روسيٍّ مهـربـةً = و ادعُ الشـراذم بالإجرام أنْ يثبوا
و اسلبْ مِـن الطفلِ بسمـاتٍ بقنبلةٍ = و اسأل رُعاعَـك أيَّ الكرمِ قد سلبوا
حتى إذا ما ارتوتْ أحقادُكم و طَفَتْ = وهيَّجَ الأرض طـوفـانٌ به غضب
اصعـدْ إلى جبلِ الأوهـام معتصماً = هيهـات ينجيكَ وهـمٌ فيكَ يَعتَصِبُ
اكتبْ على الرملِ في قاموسِ غزوتِكم = مـا شئتَ لكـنْ تذكـرْ أننا السُّحُبُ
فاسحبْ رصاصَك من أشلاء موطننا = وانشقْ هواءَكَ واكتمْ حين تنسَحِبُ
إنْ كنتَ قتلاً فنحـنُ الروحُ نَغرِسُهـا = منا الحيـاةُ و منا القتلُ يـرتـعبُ
نحـن البقاءُ ورَكْـبُ الدَّهـرِ يحملنا = فاركَبْ سَرَابك مع أسرابِ مَنْ غَرَبوا
إنْ كانَ حُسنُ الثَّرى في القدسِ يجذِبُكم = فلستُ في حسنِـهِ أمضي و أنجَـذِبُ
لا حسنُهُ شَدَّني لا صوتُ بُـلْـبُـلـِهِ = لا الشمسُ والبحرُ والأطيافُ والصَّخَبُ
لا الرمـلُ لا النخلُ لا سهلٌ ولا جبلٌ = لا النجمُ لا الموجُ لا التاريخُ لا اللعبُ
لا فَـرقَ عندي فزهرُ اللوزِ أعشقُهُ = كـذرةِ الرمـلِ إنْ عَجَّتْ بها النَّقَبُ
العشقُ في القلبِ لا في العينِ يا وَطني = و العلقـمُ المـرُّ في أفيائنـا قصبُ
هيهاتَ مِنْ مقلةٍ في القلبِ قَـد سَكَبَتْ = و بينَ قلـبٍ بنـورِ العينِ يَنسَكِـبُ
مَنْ يحملِ القدسَ خُـبزاً سوفَ يأكُلُهُ = و مَـنْ أتاهـا غِناءً ما بهـا طَرَبُ
و مَـنْ أتـاهـا لدينٍ عَـدَّ عودَتَـهُ = و مَـنْ أتاهـا هِجـاءً هاجَهُ الغضبُ
القـدسُ خـالـدةٌ للكـونِ أوردةٌ = مـواردُ الخُـلدِ في أركانِهـا سَبَبُ
في بَـرِّهـا مَـرقَـدُ الإيمـانِ مُتَّقِدٌ = و الظلم مـن نورهـا لا بدَّ منعطبُ
يا غاصباً أرضَها مِنْ قبلُ هل عَرَفَتْ = جمعـاً تُمَسِّدُهُ الأحقـادُ والكَـذِبُ
جمعٌ تُبَعْثِرُه الأصقـاعُ مخـتـلـفٌ = لا عِـرقُ يجمعُ أو لـونٌ و لا أدَبُ
يأتي لغـزوِ بلادٍ ليس يعـرفُهـا = مُستَوطِنـاً منزلاً أصحابـُه انْتَكَبوا
تجارةُ الدين في دنيـاهـم انتشـرت = كأنمـا اللهُ في الأسـواقِ مُنْتَدَبُ
يُـهَـوَّدُ الزنجُ بالدولارِ في زمـنٍ = أضحى اليهوديُّ في الأديانِ يُحْتَجَبُ
أرضُ السلامِ مِـنَ الأحقادِ قدْ عُقِرَت = قَـرْعُ الكنائسِ فيهـا باتَ يَنْتَحبُ
أشجارُهـا قُطِعَتْ مِنْ فعلهم و غدت = ثكلى وظِئرٌ لهـا تنتـابه النـوَّب
هـا تلك زيتونـةٌ صاحـتْ بِقاتِلِهـا = لمَّـا رأتْهُ لنارِ الحقـدِ يَصطَحِبُ
هـا تـلك مِـئـذَنَـةٌ لله نـاظـرةٌ = و الطيرُ مـن فوقهـا أرداه مغتصبُ
أفـعى الجِـدارِ تُغادي حَـدَّ حُرمَتِها = نَبْحُ الذِّئـابِ عـلى آذانِهـا يثبُ
يـا نُطفةً سَقَـطَتْ في غيرِ مَوضِعِها = لَن تُصبِحي عَلَقاً و المـوتُ يقتربُ
لـن يُلقِحَ القدسَ إلا العُـرْبُ فاندثري = الشرقُ شرقٌ وإنْ يَغْـزوهُ مُغتربُ

للاستماع للقصيدة :







  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط