|
⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-11-2008, 02:13 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
و البحر يعطش أحياناً
أدركت بأن الوقت يسرق انتباهي....وبات التأخير عن موعدي يقلقني..فأسرعت بشق طريقي..متخذة لنفسي مسلكاً،عبر هذا السيل المتدفق من السيارات المندفعة في شوارع المدينة .. وقت الغروب...وقت الإياب والاستسلام للراحة ..يتسارع الجميع للوصول لأعتاب منازلهم ..هرباً من ضجيج المدينة ..وطلقات الرصاص العشوائية أحياناً و المتعمدة أحايين أخرى ..غرب الأمس عنا ورحل..ليشرق في عمرنا يوم جديد... و تدب الحياة نبضاً في أوردة مدينتي المنسية ..فتملأ شوارعها ضجيجاً وصخباً لم نألفه بعد.أنه ميلاد غزة الجديدة ..ا اخترت اللحظة لكي أتنفس ..وأتحرك من مكمني..وأسترق النظر إلى تلك الغيمة التي ظللت السماء وأرخت بسدولها على أرجاء المدينة لتشيع بأوردتها الدفء..والحياة .. بدأ رذاذ المطر يتناثر من حولي..كقطرات الندى في بواكير الصباح ..إنها تبشرني بلحظة ميلاد..كنت أنتظرها منذ الأزل ..تنقر برقة متناهية زجاج نوافذي ..مددت يدي الرطبة و مسحت زجاج السيارة من الداخل .لأخفف من تلك الضبابية التي تغلف بصري ..فلم أفلح بمهمتي .. اشتد هطول المطر ..وتزاحمت الأفكار في ذهني المستبد لاعتقال مشهد أتوق إليه بشغف منذ عمري ... انطلقت مسرعة متخذة طريقي بمحاذاة البحر ..أنشد مكاني الذي أتوق إليه..يلح على سؤال يقلقني ..هل وصلت في الوقت المناسب؟؟اتخذت مكاني في ركن هادئ..حيث لم نألف مرة هدوء الأمكنة ..إنها لحظة مسروقة من عمر هذا الزمن الصاخب بالحياة والموت ..بالفرح والحزن ..بالترقب والانتظار....هدوء نسبى يخيم على المكان..يخترقه اصطدام المطر بزجاج نافذتي و إلحاحه الغريب على غزو عالمي الساكن داخل السيارة ..أضحت الرؤى لدي ضبابية..مددت يدي لأمسح زجاج النافذة من الداخل ..لأرسم إطارا نقياً يسمح لي بمشاهدة هذا المد العظيم ..ومعايشة هذا البحر الذي يحيطني برهبته .. وقفت بجلال وإكبار أمام عظمة الخالق..كيف أٍسعى إليه دوماً وكأنني أراه للمرة الأولى .. الضباب يخيم على المكان .مساحات السيارة تؤدي عملها بروتين متقن ..لتزيل زخات المطر المتساقطة بإلحاح جريء على نافذتي..ليوقظني من خمول الصيف..وغفلة الخريف.وينقلني بكل ود إلى صخب اللحظة وضجيجها.. اتضحت الرؤيا من الداخل..لتعانق نظراتي بشوق غريب هذا المشهد الذي غزى شعوري وعانق روحي..بالتحام غريب..ترحل نظراتي ترافق هذا السيل المنهمر في عرض البحر الرخيم .. كم تمنيت أن أحيا تلك اللحظة في حضن البحر ...وسط هذا العناق الحميم ..والشوق المحموم تلفني القطرات المتساقطة و المتلاحمة مع هذا المد وتنسج لي عباءة من المطر ..تغسل روحي من بذاءة الصيف وحره ..أتوق لأسمع همهمات الشوق والحنين ..والنبض المتدفق في رحم الموج.. تأسرني دوماً خطوات المطر الأولى على زجاج نافذتي لتنقلني من قحط الصيف إلى حنين الشتاء وأعشق رائحة الأرض حينما تحتضن القطرات الأولى بشوق غريب..لتعب الماء عباً بعطش أزلي هي تنتظره .. ولكن ما يذهلني أكثر هو عطش الماء للماء..هذا الالتحام الخارق ملأني شغفاً منذ بدأت عيني تألف الأشياء.و تدخل في مساراتها..وما زال يخفق قلبي حباً ووجعاً لمرأى تلك اللحظة..فأسعى جاهدة ً لأراقب تلك العظمة وأسكن خفقان هذا القلب ..وتبقى أذناي في شوق بالغ لسماع تلك الترانيم الغريبة التي يعزفها الموج مرحباً ..بهذا السيل القادم من القطرات القادمة من رحيلها الطويل ..ليحتضنها بشوق الأم لوليدها العائد إلى حضنها بعد طول غياب ..يلفني هذا المشهد بعظمته وجلاله فتنحسر أمامه جزر أشواقي للحظة اللقاء بعد الفراق ...ويلقيني مده إلى لحظات الارتواء بعد الجفاف ..أما البحر ..وحده فقط يبقى في عطش دائم لغيمة ما حملت بعضاً منه..ورحلت لتجوب العالم..لتعود إليه أكثر شوقاً وحباً .وترويه من قطرها ..ويلح عليًّ دوماً ذات السؤال ""هل يعطش البحر أحياناً "".. |
|||
10-11-2008, 11:54 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
مشاركة: و البحر يعطش أحياناً
القاصة يسرا
سافرنا معك عبر لحظات مسروقة من مساءات غزة وهي تعانق البحر الــ دائم العطش لقطرات حانية عزيزتي بسردك الحميم رسمتِ لوحة انسانية شاعرية وختمتِها بتساؤل لا يمكن لهدير البحر ان يخفيه! أسلوب رائق ولغة حاضرة لك تحياتي وكل التوفيق اختك سلام |
||||
10-11-2008, 02:05 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
مشاركة: و البحر يعطش أحياناً
اقتباس:
[align=center]الشاعر القدير / محمد خضور أسعدني ما أخذك اليه عطش البحر دوما نحن بشوق للبحر ليطهرنا ويروي عطشنا مهما جبنا بقاع الارض سنعود كغيمة هاربة الى مستقرها من غزة اليك كل الولاء و لعزة ومني لك كل التقدير وهذا البحر يمدك بعطاياه الرحيمة مودتي وتقديري [/align] |
||||
10-11-2008, 02:10 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
مشاركة: و البحر يعطش أحياناً
اقتباس:
[align=center] العزيزة / سلام الباسل شواطيء غزة ترحب بمرورك وبروحك المحلقة كل الانسانية تتمازج مع صوت البحر وهديره حينما يوقظ فينا نبضا حميما أسعدني مرورك وتعقيبك مودتي وتقديري [/align] |
||||
|
|
|