لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-05-2020, 02:25 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
كشفُ العارفين
كشفُ العارفين ..
من وسادةِ الغرفة المعتمة ذاتها، شرعَ ينطلق .. في عبابٍ يتفتحُ، يتداعى، ولا ينتهي .. يسرعُ كومضٍ، أو يبطئُ للتأمل، يدققُ بغرابةِ ساكنِ دنيا، يستدعي غسقا، وينيرُ شمسا صاخبة، يطوي الزمن، فيأتي بمن ذهب في لمحة بصر، وبضربة طَرفٍ يغيّر الأمكنة، يحادث راحلين ملأوا رأسَه بهم، من أبي النُواس بعمامتِه، يحدِّقُ، ويهامسُه، إلى الحجاج يأمرُ، فيقومُ سيفٌ، ومنجنيقٌ يلطم .. ويرى رابعةَ تمزجُ اللبن بالعسل، وتأتيه بقدح، وعمرا يغمزُ بعينيه، ثمَّ يقهقه، وهو يمضي في دربِ أرضٍ قاحلة ... وإن شاءَ يعودُ، فيأتي ببستان أبيه المسروق، وبجولات قتالٍ فاشلة، وبرحلة مغادرة، وقد وطأ البيوتَ خلقٌ أتوا من خلف المحيط .. ويهزّ رأسَه، فيسقطُ له رأسُه أمّه المغادرة، تستحلبُ ضحكتَها، وأيضا عويلَها أوقات الحرب، والقذائفُ تهزّها ... الوسادةُ طريقُ سَفَر ... الوسادةُ بساطُ ريح .. الوسادة سعدُه .. الوسادةُ لعنة العمرِ .. الليلة غافل الأرجاء وانطلق .. مرّ بغيمةٍ؛ فامتطاها، جعلها فرسا تَخبُّ، والغيومُ في العتمةِ باتت جبالا تنداحُ، وكانت أيضا بطاحا، كانت شطآنَ .. الليلة كان سيد المبتدأ والمنتهى .. صال، وجال، هوى، وطار .. مرّ بيبابٍ؛ قطعه، وعبر قيعانَ، طارد جنيّاتٍ، وطاردنه، وهو يدخلُ، أو يتنحى، كأنّه سهمٌ مذيل بنار .. تحت جفنيهِ يغيّرُ الألوان .. من اسودادٍ إلى ازرقاق .. ثم إلى بنفسجٍ يحلو .. ومع موسيقا ناعمة ترافقه؛ صعد، وهوى .. عبر، وخرج .. من دهليزِ أثيرٍ، إلى دهليز .. ومن طبقةِ أخضرَ إلى طبقة عندم .. وظلَّ مُلِّحَا؛ تدفعه الوسادةُ، حتى كان نورٌ، يُرى، ولا يُرى، وذراعٌ تشيرُ، ولا تشير، والمكانُ يشّعُ، ويتسعُ؛ وهاله الأمرُ، فسجد على الوسادةِ، كأنّه يسجدُ هناك، وهتف في الفراش، كأنّه يهتفُ هناك: تعبتُ مولاي ....
|
||||
27-05-2020, 03:18 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: كشفُ العارفين
أهلا أخي جمال، يسعدني مرورك، وتعقيبك، أما عن التصنيف؛ فهذا ليس بأمرٍ بالغ الأهمية. أنا لا أصنف كتاباتي المتواضعة، وعلى كل حالٍ، أو غالبا ذاك أسلوبي، بلا سعيّ له، ربما الآخرون يتداركون التصنيف، محبتي يا صديق، وشكري العميق.
|
||||
29-05-2020, 10:00 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: كشفُ العارفين
نص جميل ولغة أنيقة
نثرية بأسلوب أنيق من أديب نبيل كل الاحترام
|
||||
29-05-2020, 11:54 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: كشفُ العارفين
اقتباس:
من روائع هذا المساء اللذيذ ... قالوا : ((من ذاق عرف ومن عرف اغترف ومن اغترف اعترف ومن اعترف أدمن ما عرف)) ولا شك بأن كشف العارفين مختلف ..نص لذيذ وقراءته تحتاج ثقافة خاصة، وأي كان تجنسيه فإن العبرة في هذه اللغة السامقة القوية..والسرد الآسر الذي يشد المتلقي من الحرف إلى الحرف وهذه الصور العميقة والمتلاحقة بجمال وأناقة وسرعة ودقة . {الوسادة طريق سفر }} نعم هي كذلك ..ندخر فيها أيضا أحلامنا وأمنياتنا ..طريق سفر ومحطة وصول أيضا ... عميق هذا النص المشوق والذي تمنيت لو أنه لا ينتهي .. وضربة ختام موفقة ..قفلة مدهشة تناسبت مع (عنوان) النص ومضمونه وما يحمل من رسائل خاصة وعامة . أديبنا المبدع عمر حمش كتبتم فأبدعتم وأمتعتم ..وعدتم بنا إلى ذاكرة الطريق.! بوركتم وبورك نبض قلبكم النقي احترامي وتقديري
|
|||||
03-06-2020, 03:32 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: كشفُ العارفين
اقتباس:
كشف العارفين هذا العنوان و هذا النص كعتبة أولى للنص؛ هذا العنوان و من خلال هذه التوليفة المحكمة، بمصطلحات صوفية نجحت فعلا في تشويقي، وفتحت شهيتي لمتابعة النص الموازي و نص القصة يتحدى اللغة المباشرة و الدلالة الخطّية، فيكسرها و يتجاوزها إلى الإنزياح فتتنامى جماليات النص بلغة الإيحاء في استثمار رائع لملكة الخيال نص شائق بديع، تهانينا سيدي لك الود و الورد
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|