العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-2017, 03:10 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


جهاد بدران غير متواجد حالياً


افتراضي قراءة جهاد بدران على نص أمم أمثالكم / المختار محمد الدرعي

الناص : المختار محمد الدرعي
النص : أمم أمثالكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النص :
كان العصفور ينتصب في قفصه صامتا أمام التلفاز , يزيّن الصالون الفاره .
و كلّما شاهد مظاهرة في نشرة الأخبار , تنادي بالحرية ,
أطلق زقزقة يتيمة لعلّهم يدركون مغزاها .

القراءة :
ـــــــــــــــــــــــــ

الله الله كم لهذه الومضة براعة في النسج وفن في التراكيب وإبداع فيما رمت إليه من أبعاد وتأويلات..
ومضة قالت الكثيير وعزفت حزنها في غلاف فني رائع ..قد عبّر عن حالة المواطن العربي في كل مكان..
تجسيد متقن لواقع مزري يعيشه المواطن العربي على جنسياته المختلفة..
فالكاتب هنا برأيي هدفه أعمق وأبعد مدى لمجرد الحديث عن الرفق وحرية الحيوان أو الطير..إنما كان بمثابة انطلاقة حية لمفاهيم سياسية واجتماعية وإنسانية واقتصادية أيضاً في قوله ( يزين الصالون الفاره)..
الكاتب بدأ ومضته بفعل ماضي( كان) وبما أنه فعل وليس إسم..يدل على حدث كان فعله من زمن وما زالت آثاره قائمة ينهش الحقيقة المرة التي مازال يعيشها..
فقول الكاتب: (كان العصفور ينتصب في قفصه صامتا أمام التلفاز ,)
فالعصفور رمزيته تقع على المواطن العربي المسكين المسجون مع حريته في قفص الحكام والذين حجزوه تحت نصل الصمت وهو يشاهد كل حدث أمام عينيه وهو يجلد نفسه قهراً من أثر السياط التي يتعرض لها من أثر القيود في حريته وصوته وفعله..
وفي قول الكاتب ( العصفور ينتصب).. إسقاط على عدم الرضا وقهره وكأنه يقف على جمر الصمت وقيود الحرية..فكلمة ينتصب فعل مضارع مازال مستمراً في عملية القهر والرقص على الوجع...فإستمرارية الفعل دليل على إستمرارية الحال اليوم...وكونه ينتصب العصفور تعني على عدم الإستقرار وعدم الراحة وهو في جوف المعارك المحاكة له من جميع الأطراف والتي تمت بتخطيط لدحر العربي من الوجود وسلخ حقوقه منه كاملة حتى لا تقوم له قائمة..
وأما قول الكاتب في كلمة قفصه ..وليس القفص..لأنه جعل لكل عربي قفصه الخاص الذي يختلف ووظيفته ومراكزه ومكانته في المجتمع..لكل مواطن عادي أو قائد أو وزير أو ملك وما بعد ذلك..لكل واحد له قفصه الخاص الذي له أسسه وأبعاده وطرقه في تجميده بما يتلائم مع منصبه..لذلك كلمة قفصه كانت تتلاءم والحدث بطريقة ذكية ومهارة عالية تدل على حرفية الكاتب وقدرته في صياغة الحرف بذكاء وحنكة ..
وأما فيما عبّر عنه الكاتب لحال المواطن العربي والذي نسج تراكيب حرفه بإبداع وإيجاز كانت المهارة والبراعة تتحدث لوحدها عن قوة هذا الحرف بقوله (صامتا أمام التلفاز ).. وهذا شأن العربي اليوم الذين يريدونه وفق أهوائهم وكراسيّهم ونفوذهم ومناصبهم..يريدونه صامتاً يشاهد الصراعات والظلم والألم والإنكسار عن بعد لا في داخل الحدث..وهذا ما عبر عنه الكاتب ( أمام التلفاز) وليس أن يعيش الحدث ليحرك جموده ويحرر صنميته من أقفاص الأوغاد والطغاة...الكاتب جعل العربي مشاهداً للحدث ..خاملاً ليس له دور في تغييره أو كسر بوصلته من الظلم والعبودية إلى التحرير والحرية..وقفٌ فاق حدود الفكر وحلق بنا في ربوع الخيال لأبعد من ذلك من تأويلات..وهذا بحد ذاته قمة الإبداع والتألق..
ويكمل الكاتب بقوله: ( يزيّن الصالون الفاره ).. يتضح المفهوم الإقتصادي والتجارة بالدم العربي لمصالح اقتصادية بحتة..عملية تقييد العربي وحجزه وسجن حريته مقابله النفوذ المالي لكسب مادي إقتصادي لإنعاش الحالة المادية لذواتهم على حساب الشعوب الفقيرة المسكينة ولتحرير مناصبهم من التجميد الغربي لهم..على مرأى من العربي وتحت نصل سيطرة الغرب والطغاة في كل مكان...يتاجرون بآلام الشعوب لتحقيق مآربهم الدنيئة...
وأما بقول الكاتب( التلفاز ).. وهو أداة مصنعة وجهاز ثابت غير متغير لا يتحرك إنما يبثون فيه ما يتلاءم ومصالحهم..فجعل الكاتب التلفاز أداة مشاهدة للأحداث أمام الشعوب عن بعد.. حتى لا يستطيع العربي أن يحرك ساكناً ولا أن يغير شيئاً ...وهذا ما عبّر عنه الكاتب في قوله (و كلّما شاهد مظاهرة في نشرة الأخبار ).. كلمة مظاهرة هي لغز الومضة كلها..بمعنى عملية تحفيز ودافع قوي يدفع بالمشاهد عملية حراك فكري وعملي ..لأن المظاهرات ما هي إلا تنديد واستنكار للأحداث وتعبير عن متنفس المواطن بأقل القدرات ..لذلك كلمة المظاهرة هي عملية توجيهية للشعوب نحو الوصول للمبتغى.. وإن كانت أقل وأضعف الوسائل..تكفي أنها تحرك المدفون من الغضب والقهر لانطلاقة نحو التغيير الفعلي والمسار نحو الحرية...
وفي قوله بكلمة( نشرة الأخبار).. إنما هي إسقاط لكل أنواع الكذب الذي تتناقله قنوات التواصل ببث أحداث مدمجة بين الحقيقة والكذب والإفتراء وتسويد الحقائق وتزييفها ونشرها عبر محطات النقل الكذوب...لتضيع الحقائق وتتلخبط الأحداث عن صدقها وشرعيتها..وكسب الشعوب لدفّتهم الظالمة...فما نراه في الأخبار إنما نشرات تميل وفق أهواء الحكام والكبار لتسويق منافذهم وفكرهم وغسل عقول الشعوب بما يتناسب وأطماعهم...
ويكمل الكاتب قوله: ( تنادي بالحرية).. شعار فذ وتوظيف حكيم متقن يدل على براعة الكاتب في تحديد هدفه ونشر مغزاه بين العقول المتفتحة اليقظة لما يدور حولها من تعتيم ودفن للحقائق.. فالكاتب بحنكته وذكائه وبراعته ..جعل من الحرية شعاراً تتنادى به الشعوب على طول الأمد وما زالت ليوم الدين..وهذا دليل على استعباد الشعوب وظلم الحكام لهم وتقييدهم بفكرهم وأهوائهم...وهذا قمة الظلم والقهر والوجع أن يكون للحرية شعارٌ مفقود حتى هذه الساعة وهذا دليل على حجم المعاناة التي يعانيها المواطن داخل وطنه وهو ما زال يبحث عن حريته المدفونة...وقد جعل الكاتب لكلمة الحرية كلمة موجعة أكثر وهي كلمة( تنادي).. ذلك الفعل المضارع الذي يعبر عن المناداة وكأن موقع الحرية ما زال بعيد المنال يحتاج لبذل الجهد لوقوعه والحصول عليه..والفعل هنا يدل على الإستمرارية في المناداة...وهذا دليل على قوة التوظيف في تراكيب الحرف ودمجه بالحدث الموجود الحاصل...
ويختم الكاتب ومضته بوجع كبير وألم ينحت القلوب بأثر ذلك القيد الموشوم بالقهر..بقوله: ( أطلق زقزقة يتيمة لعلّهم يدركون مغزاها)..
فالمواطن الضعيف الذي يملك قلب ضعيف رقيق والذي شبهه بالعصفور الذي لا يملك قوة ولا حيلة...لا حيلة له إلا أن يطلق زقزقة يتيمة..كناية عن صوت العربي الذي ما زال هشاً ضعيفاً لم يحدث تغيير في ساحة المؤامرات التي تحاك له في كل مكان..وكلمة( يتيمة) كناية عن موت الأب أو الأم وهو الحاكم أو الولاة أو الملوك التي تحكم البلاد..بمعنى لا إنصاف من الكبار لشعوبهم..المواطن يصارع لوحده وقد فقد أبويه من الحكام وأصحاب السلطة...توظيف متقن وبارع وساخر جداً ولفظه سحريّ بديع...
وأما ما اختتم من القول( لعلهم يدركونها) تبقى لعل وعسى في قائمة المجهول الأسود القاتم...ولعلهم يصحون ويغيرون الواقع المزري المؤلم لنافذة الأمن والعدل والسلامة والإسلام الذي لا يوجد حل في الأرض لكل أنواع الظلم إلا في ظل العدل وشريعة الإسلام..لقوله تعالى:" إنّ الدين عند الله الإسلام"...
من منطلق هذه الومضة المبدعة المتقنة والتي فتحت أبواب الخيال ونوافذ الفكر على مصراعيها لتحصد أجمل وأرقى التقاطة أدبية إبداعية حاكتها أنامل قلم مقتدر قدير ماهر في اصطياد الحروف وفي منظومة إبداعية عظيمة راقية متألقة...
لله دركم أستاذنا الكبير المبدع الراقي
أ.المختار محمد الدرعي
على قلم بارع ماهر الذي جسّد لنا الواقع بكاميرا حرفكم المتقن
جزاكم الله كل الخير ووفقكم لما يحبه ويرضاه
وكل عام وأنتم بخير وإلى الله أقرب

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-06-2017, 03:45 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


زياد السعودي متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة جهاد بدران على نص أمم أمثالكم / المختار محمد الدرعي

جهد مبارك ومشكور
من لدن اخيتنا الجهاد

ودنا






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-06-2017, 05:57 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المختار محمد الدرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية المختار محمد الدرعي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المختار محمد الدرعي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة جهاد بدران على نص أمم أمثالكم / المختار محمد الدرعي

إن البحث عن الكاتب داخل نصه أشبه بذلك الباحث عن راحلة تاهت في صحراء مترامية الأطراف بلا حدود
فخوض هذا البحث يعد أشبه بالمغامرة التي قد نعثر فيها على الكاتب وسط شعاب مقاصده و مراميه
و قد لا نعثر ..و هنا يسعدني أن أهنئ شاعرتنا و ناقدتنا العزيزة جهاد بدران بنجاحها في الوصول
الى مكمن القاص في هذا النص
مجددا نزف لها تحية من الاعماق






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط