|
⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-08-2008, 02:43 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
معادلة..
مُعادلة
هايل المذابي { إن إقناع مُؤمنٍ قديمٍ بعدم وجود اللَّه كان أسهل من إقناعها بأن الرقم الذي اتَّصلتْ به رقمٌ خاطئ. كُنتُ غبيَّاً جدَّاً، أَمَا كان يجدر بي أن أفهم أنني المقصود فعلاً بالمكالمة؟! ما جدوى ذلك الآن؟ وما جدوى تحسُّري؟ فما كان قد كان، وما جدوى أن أفهم الآن أن تلك المرأة هي نفس المرأة التي ظللتُ أنتظرها لسنوات؟! ما جدوى ذلك كُلّه؟ فإن تكون أعمى ومُرشداً، في الوقت ذاته، لأعمى آخر، فتلك مُعادلةٌ صعبة. نعم، ففي الوقت الذي تكون فيه بأمسِّ الحاجة إلى مَنْ يأبه لكَ ويلمّ شعثكَ ويُلملم ما تناثر منكَ بين تُريهات سباسب الهموم، في الوقت ذاته تجد مَنْ يتشبَّث بكَ لتلمّ شعثه وتنقذه من غرقه وتنتشله من وحل الوجع، وجع الزمن والأشياء التي هي أقلّ من أن تُسمَّى. هي مُعادلةٌ صعبة، لكنها ليست عمليةً رياضيةً أو فيزيائيةً، فالحُبّ يصنع المعجزات!! كُلُّ ذلك ما جدواه؟ فلم يبقَ لي الآن سوى ثلاثة أشياء : «الندم»، «الذكرى»، «الأمل»، ذلك أقصى ما يُمكن أن يجود به عليَّ هذا الضوء القمري في هذا الليل والشمس المحرقة. } الندم : الندم على كل لحظةٍ قد تمرّ خلسةً منِّي دون أن أُفكِّر فيكِ، الندم على يومٍ خذلني فيه فقر حالي وعوزي وقلَّة حيلتي وحرمني وغيره من أن تكوني لي. الندم على الفرصة التي وهبتني إيَّاها الحياة، رغم أنها لا تحسّ عندما اتَّصلتِ، فكُنتُ غبيَّاً إلى درجةٍ جعلتني أنسى أنني لم أتعرَّف في حياتي على امرأةٍ غيركِ، سَمِّهِ ما شئتِ، لكنَّها الحقيقة. الندم على أيَّام عمري التي ضاعت وأنتِ بعيدةٌ عنِّي، أيَّتها القدِّيسة التي أفرغتني من ذاتي، ثُمَّ ملأتني حُبَّاً وجمالاً وعنباً وزيتوناً ونخلا. إنني أحسُّ بكِ تتحرَّكين كجنينٍ في أحشاء الذاكرة في شهره الخامس، أخافُ أن تُشوِّهه حبوب الحزن التي أشربها من كفِّ الأيَّام. } الذكرى : أتذكَّرُ البدايات التي انتهيتُ بها، وكان بها هلاكي، تعيشين معي لحظةً لحظة، ثانيةً ثانية، ضحكةً ضحكة، زهرةً زهرة، قطرةً قطرة، دمعةً دمعة، غفوةً غفوة. ذات مرَّةٍ عهدتْ إليَّ أُمِّي بحماية حبَّات القمح، فتركتُ العصافير تأكلها، لأنَّكِ أخبرتني أنها صديقتكِ، كُنتِ تمرّين من المكان الذي أتفيَّأ فيه، مُنتظراً إيَّاكِ، فلا تجدينني وقد ذهبتُ لقضاء عملٍ أو سرقتني الغفوة لأُقابلكِ في عالم الأحلام، فآتي إلى نفس المكان، وأُلملم خُطى عينيكِ من على الأشياء، ثُمَّ أُجسِّدُ الهنيهات في الزمن. إنني أكره أن تكوني مُجرَّد ذكرى، فذلك يعني أن تُصبحي صنماً في فناء الذاكرة، وأنا أكرهُ الأصنام، أو أن تكوني مُومياء مُحنَّطةً في تابوتٍ في هرم الذاكرة. من أجل ذلك أُجري تحديثاً لذاكرتي في كل ليلة، وأُعيدُ صياغة عالمي وذاكرتي، وأُجسِّدُ كل لحظةٍ مرَّت وستكون، وأنا معكِ، في الزمن وأعيشها حقيقةً، ثُمَّ أسبلُ جفنيّ عليها حرصاً منِّي على أن تتشرَّبها كل ذرَّةٍ في جسدي. أتذكَّرُ حروف اسمكِ الثلاثة، وهي تنطّ بخفَّة غزالٍ وطراوة الظلال وأنفة الأحرار وكبرياء الثُّوَّار بين سهول أقاليم روحي. ثلاثة أحرف يسودها الهدوء الجليل، كما في النهر العميق الواسع، ويجمع بينها لهاث روحٍ واحدةٍ تُذكِّرني بتلك الفواتح الرمزية في بعض سور القُرآن، التي هي أشبه بالدندنات الموسيقية، تفتح أبواب الانهمار النغمي في المعزوفة، فترقى بنا إلى ذروة النشوة حيث الحُبّ وحده. ثلاثة أحرف مألوفة، من جهة، غريبةٍ عجيبة، من ثانية، وهكذا حال كل ما هو خالدٌ على الدهور. الأمل : الأمل هو عصاي أتوكَّأُ عليها وأهشُّ بها على يأسي، ولي فيها مآرب أخرى. الأمل هو الكذبة التي أكذبُ بها على نفسي، كما تكذب نشرة الأخبار، فرُبَّما ولعلَّ وعسى يجود بلقياكِ وفرصةٍ أخرى هذا الزمن البخيل. إنني لا أسمح بألاَّ يضطرب نظام هذا العالم من أجلي، والأمل هو الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يخترع لي معكِ لقاءً جديداً أو حياةً جديدةً وعمراً جديداً. إنني لا أُؤمن بتناسخ الأرواح، بَيْدَ أنها في قرارة نفسي أملٌ يقتاته الدم الراكض بين عروقي، حتى لا تثبط عزيمتي وتستمرّ حياتي، أملاً في لقاءٍ في عالمٍ آخر وحياةٍ أخرى لها مناخٌ يتكيَّف مع ما تنضح به الروح ويجيش في القلب وتضمّه الجوانح من جنونٍ هو أكبر من أن يستسيغه ويحتويه هذا العالم الضيِّق. |
||||
30-08-2008, 02:42 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
مشاركة: معادلة..
[align=center] أيَّتها القدِّيسة التي أفرغتني من ذاتي، ثُمَّ ملأتني حُبَّاً وجمالاً وعنباً وزيتوناً ونخلا.
الأديب الكريم هايل المذابي : أهلاً بعودتك يا بنيّ إلى الفينيق بعد طول غياب .. شاقتنا حروفك يا شاعر .. هايل : إن كانت قدّيستك قد تركت فيك هذا الأثر الجميل .. فجدير بك أن تكون وفيـّاً لزيتون السلام و نخيل الشموخ .. و أن تبقى في وهج محبـّة الإنسان و جمال الإبداع في الحرف .. علـّها ترى فيك ما أرادته من نقاء و ارتقاء .. لك مودّتي .. و تحيّة أمّ ترعى حرفك لتقرأك وراءه .. دمت بهذا الألق . [/align]
|
||||
01-09-2008, 01:40 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
مشاركة: معادلة..
تحية ترقى لتليق
كثير امتنان لتواجدكم الاثراء نرشح لكم هذا النص http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=8237 للاطلاع والتعقيب فرايكم اثراء وانتم اصحاب تجربة يشار اليها بالبنان ولكم وافر التقدير |
||||
11-09-2008, 08:17 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
مشاركة: معادلة..
اقتباس:
حلوة منك بل فيها شيء من الحكمة؟! ما اقوله لك ..... قل الله وامشي على وجه الماء الامل بذلك يعمل المعجزات؟؟؟؟؟ آشور البابلي يلقي عليك السلام وعلى بواسل الرافدين |
||||
24-09-2008, 12:55 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
مشاركة: معادلة..
اقتباس:
فياذات العيون الخضر دعي عينيك مغمضتين فوق السر لأبقى حر .." الحرف الرابع اسقطته عمدا ليظل الامر سرا .. خالص محبتي ياصديقتي الورود عصافير الروح تقرؤك السلام وتسأل عنكِ ..[/align] |
|||||
28-09-2008, 08:07 AM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
مشاركة: معادلة..
اقتباس:
شكرا لمرورك .. |
|||||
10-11-2008, 03:39 AM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
مشاركة: معادلة..
اقتباس:
لكم حب لا ينضب .. |
|||||
10-11-2008, 03:46 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
مشاركة: معادلة..
سلام الله و تحية ترقى لتليق ثمة حروف لكم هنا : http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=6300 وثمة من صافحكم لعتايتكم ولنا عودة لبهي بوحكم كل الود |
||||
18-11-2008, 12:02 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
مشاركة: معادلة..
[align=right]في هذه المعادلة الصعبة وجدت الكثير الكثير مني
ياهايل...وكأن تلك الكلمات وقفت دهوراً تنتظر من حزني أن يقسم نفسه عليها رغيفاً قبل ليلة عيد حزينة... أما عن الندم..فأنامل تبكي خوف عضة حسرتي المتأخرة عن وعد الارتياح.. ....الذكرى طي جرح ينام في حضن الذاكرة.. والأمل لعبة الزمن في تعليق نفوس المؤمنين بين جنتين تحتها نار.. وقلمك....يكتب كل ذلك...وله في الجمال مآرب أخرى....[/align] |
|||
29-12-2008, 12:40 AM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
مشاركة: معادلة..
اقتباس:
شكرا كثيرا لما تبذلونه من جهود في سبيل اثراء المنتدى كل الود |
|||||
13-01-2009, 02:01 AM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
مشاركة: معادلة..
اقتباس:
حين قرأت ماسطرته من آيات هنا كنت كحطبة بلوط في موقد فقير ليلة العيد أطقطق من الأسى .. الأمل يانهلة هو مانسطره بأيدينا هنا فيجعلنا ذلك أكثر تشبثا بما هو سراب وأكثر جسارة على مواجهة ضرواة الزمن ... مرورك يضفي على النص مالايحتمله من الألق والجمال .. لكِ ود لاينضب .. |
|||||
|
|
|