حروف بلا أرصفة

[يزن السقار]

ليس انبهارا ما صار بي عندما رأيتكِ
هو انهمار
أما رأيت الزنابق تنموا فوق أرضي
و تصيح بعطركِ
أما لمحتِ القمح يكبر
و الطين في جسد القصيدة يذوبك نساءً نساءً
أما مسّك البلل
و انهيار ملامحي قطرة قطرة
هو انهمار فطريّ
كلما انشقّ المحال
يصيبني

[الحمصي مصطفى]

بوح جميل وأنيق يشي بروح عاشقة محبّة ..
تقديري والتحايا أستاذ يزن

[يزن السقار]

اِلوي عنق المسافة
بكمشة خرير من كمنجاتكِ المائية
بهفهفة من أسارير نونكِ البرية
بخمر معتّق القسمات
لا يهادن الصحو
و لا يؤمن إلا بداليات الجنون
يا امرأة دوّخت اللهفة
و أَحرقت سفن البال
من أين لكِ
هاذي الأهازيج المغمسة بنشوة الطبيعة
هذا العبق الجني
اليُشعل صبابة الحواس برذاذ الماء
هاذي التفاصيل الدافئة الممطرة مثل أجوبة المحال
هذا الوهج الكوني اليهرهر نساءً من زنبق الحكايا
و جمالا يُشبع هوج القصائد
اِلوي عنق المسافة
بنٌ أنا
و أنت ماء
و النشوة الحمراء لهيبنا
يرشفنا المساء
يرتوي ظلنا
و فيروز تغرد
( لم أدري ما طيب العناق على الهوى حتى ترفّق ساعدي و طواكِ )


مساؤك قيثارة السوسن و نشوة النسرين

[يزن السقار]

على شريط حدودكِ مع الشفق
قُتل كل جنودي على مرأى أمنيات المساء
قتلتها لمحة طائشة
بين أزرار النهار
لمحة قلبت نوايا اللهفة
من النار إلى النار

*
يا الضالعة بالسر و سر السر
للقلب حديث غارق على الملأ
يد تلوح لمراكب الريح
و يد على قشة السفر

*
أن أكتب موتي في عينيكِ
انتحار هذا
أم ولادة

*
تحت نخيلك أضعت كل أسئلتي
زارني صيف و شتاء
شتاء و صيف
تبللت أوتار كماني
و فاح اللحن
أما نضجت تمور الأجوبة

*
للشبابيك مهنة واحدة
استقبال نورك
للأبواب مهنتان
انتظاري و انتظاري
و للهفة عشر رغبات و صريخ
أنتِ

*
هذا الرجف بين أضلاعكِ
صوتي
و أنا أشكو للنجم البعيد
ظِلالكِ

*
أ يجنّ الوقت
تسألني عرافة استقالت منذ أمد
أجل
حين أسمعها بلا صوت
ولا تسمع كل صراخي

*
منحوتكِ وشوشة الشياطين
و نبضك صلاة الأفق

*
من أين يبدأ الرحيق
من حافيات الزهر
أم من خيال الحواس

[يزن السقار]

لم يعد يزعجني التكرار
لم أعد أكرهه
فقد صارت بيننا ألفة عميقة
في الصبح اَلتقيه
قبل القهوة برشفة
أو بعدها بصحو و مزاجٍ صامت
اَلتقيه على خيول البال أحيانا
و أحيانا اَلتقيه خيلا للبال
قبل القصيدة اَلتقيه يلملم الكلمات من جسد المجاز
و بعد القصيدة اَلتقيه يسألني أين كنت
في المساء يحوم في المكان
ذات الحديث للألوان
ذات الثرثرة بين المقاعد
تزيد حدّة الصوت أو تنقص قليلا
لم يعد يزعجني التكرار
اعتدته مثل رفيق في كل المشاوير
يتأخر قليلا يبكّر قليلا
لكنه لا يغيب
يقرأني أكثر مني
لذا تراه يرى الأشياء قبلي
فيوهمني بأني رأيتها
يسبقني خطوة
و أخسر دهشة
يعرفني مثلما يعرف التكرار رفيقه
يقلّبني صورة صورة
و طعما طعما
يعرف كل توقعاتي و يضحك
يراهن الشمس حينا عليها
و حينا يراهن الجنائني و الخباز
يربح دوما
يراهن القمر حينا
و حينا يراهن الماء و الأحلام
و يربح دوما
ماذا لو كنتِ أول خساراتهِ
أتيتِ على غفلة من الوقت
كسرتِ توقعاتي
و ألحقتِهِ ارتباكا
تركت النهار يضحك على ركبتيكِ
و تركت حواس البال تمسّ المحال
كسرتِ أزرار النرجس و فُحتِ
غزالان يرمحان بلا سؤال
يغيّران لحن العشب
و يفتحان أفق الشغف
ماذا لو ألحقتِ به خسارة تلو خسارة
جددتِ طقوس النبض
و خلقتِ فتنة بيني و بالتكرار

[يزن السقار]

كيف أقنع عنادل لهفتي
أنكِ لست شجرة عيد
و أن لا أطفال يلهون في ضحكتك
أن الفرح اليدغدغ
في ثنايا أزهارك البرية
لا دخل له بالعيد
هو نمش على جسد الحواس
يُلهب مهجة المار
و يعبث بأسباب الرخاء
أن سماء عينيكِ ليست للتحليق
هي فسحة للجوى
يصحو و يغفو فيها
على غيم المعنى
كيف أقنعها أنكِ لست شجرة عيد
و أن لا أغصان لكِ
و أن هذا الضوء المتفرع منكِ
اخضرار الأنوثة
وسطوة المشانق

[يزن السقار]

القصيدة صدفة مجنونة
بين العقل و القلب و الخيال
كأن لا أركِ
ينتفض الجوى
أشهق ملء اليقين
و أقول
ما أعذب البحر و كمنجاته تقتلني
ما أشهى نايات النهد
في عتاب الماء للزيزفون
ما أرق الشوق
وهو يرمي سهامه من نافذة العيون
ما أبهى خيول النبيذ
و هي تلهوا في جسد المرمر
تتعرّق صهيلا
و نداءا على فم العبق المجنون
القصيدة
أن يصيح الجرح
يلتئم الكلام

[يزن السقار]

قبل القصيدة و عينيكِ
أخلعُ التعب
أتعطّر بالزهر البري
أهندم ريفيتي
و اتكئ على ذاكرة الماء
أحب أن أكون رطبا في حضرة الأسئلة
غارقا حتى ذؤابتي في موسم السفر الطويل
حاضرا بكل ما أوتيت من خُضرة و أسماء العشب
ناسيا كل الكدمات الموشومة على ظهر أحصنتي
كل أسباب الرجفة في عين الخيال
صخب الشوارع المكسورة في صبح الملامح
تعب الخرائط في نشرات الأخبار
هوس كورونا
أيادِ الجوع الممدودة حتى أخر الطريق
عوز الهواء للنافذة
انحناء الصوت في الحديث
و عُفار الصمت في قلائد الأمنية
قبل القصيدة و عينيكِ
أخلعني
و امضي خفيفا خفيفا
إلى سماءٍ نبيذية
إلى الهاوية

[يزن السقار]

اعترف
بـ اسم القهر المكدس بالطرقات
بـ اسم الوجع المترعبش على الظهور المحنية
بـ اسم النحيب و الورد
أعترف بأني هشّ و خفيف
مثل الأحلام الوطنية
تأخذني الريح إلى مزاج الناي
فلا أشكو
كل الثقوب منافذ لهشاشتي
و اللحن صبي
يلاعبني و يغلبني
فلا أشكو
خفيف مثل فكرة في ذهن طفل
رأى عصفورا على شجرة اللوز
فراح لاهيا إلى فكرة الريش و لون الزهر
نسيَني
و لم أشكو
أعترف
بـ اسم عزوف النمش عن صدر الصبايا
بـ اسم الشهوة في الليالي العامرة
بـ اسم اللحن البض على أفخاذ الذاكرة
أعترف
بأني مهزوم و هزيل
مثل الحرية
يأخذني البال إلى وكر نبيذ
حيث السياف ثَمِلٌ
كسر كل الأقداح و صاح
أمي الدالية
من يقرب النبيذ قطعتُ صوته
سكتتُ
و لم أشكو
هاذي النساء لي
من يحلم بامرأة
قطعت فمه
صمتتُ
بعتُ أعضائي للطريق
و لم أشكو
أعترف أمام القصيدة
بأني أخرس
مثل كل الكلام في بلدي
مثل كل الأحلام في بلدي
مثل كل الطامحين إلى لقمة غيم
و الماضين إلى غد بلون الحمام
أعترف بأني هزيل و هش
خفيف و مهزوم
و لكني لا أموت إلا مثل شجرة اللوز
واقفا
و على أغصاني ألف طير

[أحمد صفوت الديب]

و ما ذنبي بجسارة الشاطئ في رد الموج
لستِ صدفة
هاذي الشساعة لضياعي
هذا المد لجَزري
و هذا السحر للنيل من بال حواسي الساهرة

أخي المبدع / يزن السقار

رائع هذا التصوير كله بهاء و ألق

رشيق كالغزال يتهادى إلى القلوب فيدخلها بلا استئذان

خالص الود و عاطر التحايا

كل عامٍ و أنتَ بخير

[يزن السقار]

أين وجهكِ من هذا الجحيم الذي يجتاح كل شيء
أين تفاصيلك الصغيرة
تدلني على وِجهة الضياع المثلى
أكلتني الصحراء
أين لونكِ القمحي الصافي من كل بهرجات قزح
حافياتك المحملة بحديث الغنج الفطري
لا زلت أبحث عن فضة المعنى
أين شفاه لهيبك
نهد الأغنيات
خصر ليمونك اليثير شهية الكمنجات
هذا السكون عابث برشد الفكرة
أين تقويمك أرتب عليه أيام الأمس
أين طقوسك الاستوائية
هدّني السفر
أينك
لازلت أبحث عني

[يزن السقار]

عيناكِ حديث دافئ
يعرف كل لغات الروح
تحكيان
تسقط الأرض من كف الزمان
تطير المُهج بلا حد
و يغمض الكون على إغماءتهِ

[يزن السقار]

أحبكِ
لكن بكاء الروح
سرق مني الكلام
أحبك
ولا زاجل لدي
و كل الحمام
فوق بيروت يردد السلام

[يزن السقار]

لا تسأل الغيم عن المطر
و لا تهز كتف الريح
احرث كفوفك و ازرع الزهر
و لا تنتظر
للغيم مواعيد
و للريح سفر

[د.عايده بدر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزن السقار

لا تسأل الغيم عن المطر
و لا تهز كتف الريح
احرث كفوفك و ازرع الزهر
و لا تنتظر
للغيم مواعيد
و للريح سفر

وقد تستقر الريح أمام حرف
يلامس السماء في نبضه
ويجدل من عيون الغيم جدائل مطر

مبدعنا المتألق يزن السقار
تحلق الأرواح مبتهجة بين طيات حروفك
كل تقديري لغيم تزرعه هنا
عايده

[يزن السقار]

تحت أشجار القصيدة
شاعر يخمش ظهر المعنى
و يعيد حسابات المجاز
يستنزف الذاكرة قطعة قطعة
و يراهن البلاغة على فجر القصيدة

[يزن السقار]

نحتاج يد الله
تلطم هذا الفساد المكابر في شوارع الأوطان
تكسر ظهر الظلم في ظهيرة البلاد
تطبطب فوق ظهر الياسمين و الدحنون
فوق ظهر النخيل و الأرز و الأنهار
تسدّ ثقب العوز في أحلامنا
و تدلنا علينا
أذكر أني تبرعت بكل خيول الخيال
تنقل المصابين ذات انفجار
و أني تبرعت بكل عشاءات قصائدي
لجوعى الحرب
ودم المجاز لكل الجرحى
مات الذي مات
و باتت قصائدي جنبي
نحتاج يد الله
لا بأس أن تجلدنا قليلا
علنا نوقن أن الكلام يشير
ولا يمسح الدم عن وجه الأسير
الفارق فعل
يدير دفة السفين إلى فجر جديد

[يزن السقار]

لزهر اللوز
سر و خمس حواس و سحر
ترتيلة قمرية الأثر
و لحن من أقاصي الأمد يمس مزاج المدى
لزهر اللوز أنوثة
تشعّ فتصيب المعنى
و المعنى صبابة الشفافية
و نافذة الأبد على تورّق الفصول
في بساتين الطلع البهية
و على فِراش العشب الندي
غزالة الماء تمد جسد البلل ملء الغنج
تموج قمحا قمحا
تفوح إجابات نبيذ و تشهق
تغازل زهر اللوز
فيسقط من سلة القصيدة شاعر

[يزن السقار]

عربونا لليل
أفتح نافذة الأحلام

تقول ضاربة الودع
قدح ممتلئ
و حديث أعجمي على جسد القصيدة

تقول البلاغة
الغيم الأرضع الزيتون لازال غيما
فقط زادت أصابعه إصبعا

يقول التوليب
مذ أزهر العبق على بدن الحسناء
وأنا أفيض غيرة
و أسئلة جمة

يقول جدي
إياك أن ترش الزنابق بالماء
دون أن تعلهما معنى الارتواء
نصف الأشياء كذبة عظمى

يقول الليل
وارب النافذة
الأحلام تدخل من تحت أعقاب الروح

[يزن السقار]

أريد الشِعر الذي يخلط المسافات
يهزّ جغرافيا الرحيق و الندى
فلا تدري
وصلتَ
أم الطريق خلف ضجيجك ترنو
أريد الشعر الذي يبارك المذبحة
قتيلا كنتَ
أم قاتلا
وهجا يجر الولادة من أنفها
فلا تدري
من أين بدأت
أريد الشعر الذي يرافقكَ إلى منتهاك
فلا تعرف قمر الكلام
من برد الشوق
تلتحف امرأة في الخيال
و لا تنام
أريد الشعر كلما جدّك العطش
كلما تألق الزنبق على جيد الشغب
تشرب كل جداول العشق
و تكون بداية الماء
أريد الشعر عندما تمضي إليك
فلا تراكَ على صفحة البحيرة
تتلمس الأفق
و تنجبك القصيدة

[يزن السقار]

بي قلق و لحن و عينيك
مزيج عجيب من هوة عاشق
يلوّح للمساء
تسقط نجمة
يلوّح
تتفتح أزرار الندى
يلوّح
يضحك الانتظار
يلوّح
تأكل الهوة أطرافه
و يجوبه قلق و لحن و عيناكِ

[يزن السقار]

يصيبني طيفك المشمشي
بلعثمة المشاوير
الطقس حرير
واللهفة قطيع شرس
يأكل كتف الجوى
يرفع منسوب اللهب تحت أقدام الشغف
ينضج التنهيد
و يرقص الوقت رقصته الغجرية
يا صلاة النرجس على تل الهوى
يا أهزوجة الحنطة المصابة بطرب الخمر
يا أسطورة أبدية على فم الشغب
بي خمس تعاويذ و صخب
و هدير تعرفه قيثارة المساءات العاشقة
تعرفه قطرة قطرة
بي بحر و صحراء و عندليبان
كلما عنّ على بال الهوس رحيقكِ
أطلقا رفيف الغناء
و لكما عنّ على باله الضياع
أفلت العنان لمشاوير البر و البحر

[يزن السقار]

بكل شراهة المتغلغلين بالشوق
أفاوض النهر
على خرير عينيكِ
طرب الماء وصية الضائعين
أفاوض السر
على أزرار توليبكِ و الحكايا الشاهقة
لا البداية و لا النهاية
تعبث بنكهة المشاوير
أفاوض تمر الصحراء
على مذاق شفاهكِ الغجرية
و رملها
على حديث حافياتكِ الماكرة
الحر في مواسم العشق
برد شهي
و نسيم
أفاوض الحرير
على ملمس نعناعكِ
للحواس إغماءة و تحليق
للمس رحلة في مهب الشهيق
و للنشوة اِغماضة تلامس السماء
بكل شراهة المتغلغلين بالشوق
أخلع أصابع فصولي
أمطّ حروف النداء
و أنقش اسمك على جسد القصيدة
رحلة لون في ربى الأمد
أقشرّ المجاز
حتى يبان قلب اللهفة
أفتح أذرع البلاغة
و انتظركِ جملية فعلية
تقلب موازين المكان و الزمان

[يزن السقار]

مزّق ما استطعت من القصائد
وحدها العصية على التمزيق
قصائد

[يزن السقار]

من قال أن الحزن جميل
فأنا أعرفه
مثل صبح يعرف زقزقة العصفور
دمث يعرف أبواب الدخول
وقور
يلبس ربطة عنق رمادية
يتسلل مثل حوار العين للعين
و بعد نفاذ التين من فم الكلام
يشتُمُ وقتك
يهزّ جذعك
تتساطق مثل التمر على سجاد بلا لون
يخمش صدرك
يصهل فيك اللون
و تصير رماديا
مثل بيان حكومي
أبيض يشفّ سوادا
كذب محاط بهالة سلطوية
خبر لا يعني ما يقل
و يقل ما لا نية للكلمات
الحزن كائن رخوي
كلما أمسكت عيبه
فر من يديك
مثل البلاد
عجينة على شهوة العجان
لا قمح يشبه القمح
و لا رغيف يشبهه أخاه
ماء يعض على أصابع الحنين
و يبلل جسد الناي