الفينيق " محمّد سليمان خضّور " في ذمة الله ..في ذاكرة الفينيق / زياد السعودي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ✒ ✒ محابر خاصة ✒ ✒ > ۩ في ذمـة الله .. في ذاكرة الفينيق ⋘

۩ في ذمـة الله .. في ذاكرة الفينيق ⋘ رحمهم / رحمهن ..الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-2016, 10:42 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي الفينيق " محمّد سليمان خضّور " في ذمة الله ..في ذاكرة الفينيق / زياد السعودي

سلام الله

تعودنا أن نضع نصاً تحت الضوء
ومن خلاله نشتغل
هنا ووفاءً لتجربةٍ فذّة
سنستميح روح الفينيق
محمّد سليمان خضّور



لنضعه تحت الضوء،إذ به يليق الضوء
رحمه الله
وادخله فسيح جنانه



السيرة الذاتية
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولد عام 1954 في مدينة الناصرة بفلسطين.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بالناصرة,
تخرج في دار المعلمين العرب في حيفا 1975.
عمل في سلك التعليم سبع سنوات
وتوقف عن العمل عام 82 لأسباب صحية

عضو رابطة الكتاب الفلسطينيين في فلسطين
وعضو اللجنة التنفيذية في نفس الرابطة
من مؤسسي جماعة نسيم السنديان الأدبية عام 1992 .
عضو المجلس الاستشاري الادبي لأكاديمية الفينيق
عضو رابطة الفينيق / القدس
يحمل أوسمة الفينيق للإبداع الأدبي والعطاء

يكتب الشعر منذ سنّ الثالثة عشرة
كما يكتب القصة القصيرة, والمسرحية الشعرية.

دواوينه الشعرية:
* نشيد الروح والتراب 1992
* أوتار وشموع 1994 .
وافته المنية في الرابع من اذار ام 2016




ابداعات فينيقية بقلم الفقيد
ــــــــــــــــــــــــــــــ


أنتِ وبلادي
_________

راقصاتٌ على دُفوف وريدي ... والهوى عاد – غائماً – في البريدِ
إنْ يكن ضاعَ في الطُّلول هواها ... فهيَ تحيا على غصون قصيدي
الوصيفاتُ هُنَّ في ساح صَمتي ... والأميراتُ هُنّ في يوم عيدي
كانت الأرضُ مُذْ وعيتُ تراني ... عاشقَ الصدْح في المَقام الفريدِ
كم تهادَتْ على يَدي امنياتٌ ... وانتهى الحُزنُ في ثياب السعيدِ !
يا حبيباً أدارَ كأسَ رُضابٍ ... وسقى الرَّهْطَ حافلاً بالعديدِ
ما تَوانَى بعزفه إذ طرِبْنا ... والرضى جاد في مديح نشيدي
في بلادٍ اُبيحَ سَفْكُ شَذاها ... واعتبارُ المُقيم مَحْضَ شريدِ
سوسناتٌ على الكَثيبِ دعتْني ... أرقُبُ الموْجَ لَيّناً في شَديدِ
الصباحُ انزوى وفيهِ بَريقٌ ... من نجومٍ تلألأتْ في البعيدِ
الرِّواياتُ : إنَّ في ما نراهُ ... تَحْمِلُ المُبْهَماتُ كُلَّ جديدِ
راجعيهِ كِتابَ ما قد عَلِمْنا ... واقطِفي الصدقَ في اللذيذ / المُفيدِ
" الخفيفُ " استماحَ نوْمَ ثقيلٍ ... كي يرى الحُسْنَ في خِضمِّ " المَديدِ "
كُلّما باحَ لي نسيمُ رُباها ... أرْتَجيهِ ، أقولُ : ( هَلْ مِنْ مَزيدِ ) !؟
في شُعوري رِباطُ قلبٍ تأذّى ... إنّما ظَلَّ في الرِّباط الوَطيدِ
هامَةُ الرّوح لا يُطالُ مَداها ... لا بنارٍ ولا بقيْد حَديدِ
قِمّةُ الحُبّ أنْ تكونَ بلادي ... تأخُذُ الكُلَّ بالعَطاء الزّهيدِ
لا تَغاري إذا حضنتُ زهوراً ... واقتبستُ ابتسامَ وجهِ وَليدِ
لا تَزالينَ في النساء ثُريّا ... ولتكُنْ مَنْ تشاءُ حالَ عَبيدِ !
العيونُ وخُضْرةٌ في قُرانا ... بعضُ حُسْنٍ ، وفي مَقام " مُريدِ "
حينَ أدْلَى بقوله كحلُ ليلي ... قُلْتُ : إنّي لَدَيَّ قوْلُ رَشيدِ
يا عَبيري ، وأنتِ نهْرُ عبيرٍ ... أمَّهُ الوَرْدُ سابحاً في " المَجيدِ "
لن ينالَ التباعُدُ الْ كانَ يرجو ... فاستعيدي لقاءنا .. وأعيدي



رباعيات في مدح الرسول
- صلى الله عليه وسلّم –
-___________

من أين لي ذكرٌ حكيمٌ سيّدي ... لو لم تكن في العالَمين السيّدا !؟
ولأي مدرسة اعود وانتمي ... لو لم تكن اسستَ فيّ المسجدا !؟
تشقى قلوبٌ لا تراك دليلَها ... وتضيع اسفارٌ على غير الهُدى
وتشطُّ افكارٌ تولَّتْ كِبْرَها ... ان لم تكن اخذتْ اليك الموردا

*****

يا ايّها الرجُلُ الذي سعدت به ... كلُّ الاماكن واستراحت للندى
وتمايلت قمم النخيل للمسه ... لتقول : سعدي قد لمستُ محمّدا !
ويد البلاغة اوقفتْ مغلولةً ... حتى افضت على اصابعها الشذى
يا ايها الرجل الامين ملأتني ... شوقًا اكونَ على طريق من اقتدى

*****

ولكم حرصتُ وكان جهدي قاصرًا ... فاهتف بنورك كي اعيش تجددا
تعلو صروح الخائبين وظنُّهم ... انّ الفَلاح الى الحجارة اخلدا
خذني بحلمك سيدي مستأنسًا ... تتلو الكتاب ولا اراني مُبعَدا
ما اضيع الوقت الذي لا ينقضي ... في ذكر احمد رائدًا ومزَوِّدا !

*****

نَهَدَ الضلال مفاخرًا في اهله ... اذ اوسعوه تملُّقاً وتودّدا
وأنا على باب الرسول تزورني ... شُهُبُ التشوّق ان اراه تورّدا

لله يا رجْع الهديل فخُذ بنا ... نحو السلام ولا نظنّ ان اعتدى
ان بلّغوك تحيّةً من واجدٍ ... فدمي وشوقي في التحيّة سُجّدا

*****

انا يا حبيب مرابِطٌ في غربتي ... حتى اراك فيستظلُّ بيَ المدى
يا ساكن العبَرات في الذكر الشجي ... تُسقي الفؤاد سَكينةً وتعبُّدا
مدحوك فانساب المداد مكبّرًا ... يُهدي رياضَ الصالحين السؤدَدا
من لي ب(صامدة الصميم ) وليس لي ... الا الخيال ( مزيِّنًا ومُعيّدا

*****

ويْحٌ لفانية يكون مقامها ... ندًّا لباقيةٍ تروم من اهتدى
فالحمد لله الذي من فضله ... اثنى على نور النبي فتجسّدا
والحمد لله الذي من فضله ... شرح الصدور لصحوةٍ قبل الردَى
والحمد لله الذي ابدى لنا ... خبرًا يعانق في السجود المبتدا


دائرةُ الألَق
ـــــــــــــــــــــــ

لونُ الصفاء وريشةُ الانوار=والقلب ثلجٌ سابحٌ في النارِ
بشُراك يا نبضَ الصباح انا الذي=بالبِشْرِ افتحُ دفترَ الاسرارِ
روحُ التألّق لم تكن مرهونةَ =لخطيئة العادي على استقراري
والسيفُ في لمعانه لا يحتسي =كأسَ الهَناء بحَدّه البتّارِ
آنستُ وجهَ طفولةٍ في مهدها=وألِفْتُ وجهَ براءة النّوّارِ
ما هَبَّ مِن وتَر التمنّي موطنٌ=يُعلي بقامته نخيلَ الدارِ
وقُعودُ مَن عشقَ الرفاهَ مؤطَّرٌ =ومُعَطَّرٌ بالنوم في الاعذارِ
الحُبُّ مئذنةٌ وقلبٌ خاشعٌ =وتعفُّفٌ في ( ثورةٍ مِنْ عارِ ) !
يا جارةَ الوادي هُنا حُرّيّتي=صفصافُها لله والاقدارِ !
صَعِّدْ حروفَكَ في عُزوفكَ عن مَدَى=يُهدي طُيوفَكَ غائبَ الاقمارِ
نَفَخَ الرُّعاةُ تأوُّهَ النفْسِ التي =شَطَحَ الهوى فيها عنِ المزمارِ
عيناكِ لي بَحْرانِ ، كيفَ اغوصُ يا=أغلى مَن ارتفعوا عنِ استنكاري
تأوي عصافيرُ السَّناءِ وحالُها =دفءٌ يُراودُ أعيُنَ الاوكارِ
وشريدةٌ روحُ المَساء اخالُها =تَطوي السُّفورَ برِقَّة الاستارِ !
لي فيكَ يا ليلُ احتضانُ مَهاجِعي=نامَتْ على صحوٍ منَ الافكارِ
فاخطِفْ بَريقَكَ يا سِجالُ ، فما دَمي =يَلْقاكَ مَعصوماً منَ الاشفارِ
حَرفانِ ( لا ) قَلْقِلْ بقافكَ لِينَ ( لي )=لا لي عليكَ ولا لكَ استغفاري
سيماهُمُ عَرَقُ المَناجِلِ يلتقي=بمعاوِل الذكْرَى من الأعمارِ
عَمِّمْ ، فما التخصيصُ يُجْدي غافلاً =أخَذَتْهُ دائرةُ السُّدَى بِدُوارِ !
مِنديلُها الشاكي الى عَيْنِ القَذى=أبْلَى خُطاهُ بوابِلِ ( الأصفارِ )
يا جارةَ الوادي ، لِكَرْمِلِكِ انتهَى =صَوْتٌ فأيْقَظَ نخلةَ الأغوارِ
دُوري على ألَقٍ وجُودي بالرؤى =وتَبخْتَري في جَنَّة الازهارِ
سَكَنَ الهَديلُ على شَذى ارجوحةٍ =يَرْفو جُروحَ الوَجْد في الثوّارِ
ها انتِ عازفةٌ على وَتَر الضَّنى =وأنا الشقِيُّ ببهجة الأشعارِ !


تغريبة الماء والطين
___________

( 1 )


أباريقُ على أعطاف نافذةٍ
وبين شفاه شُرْفَتِها حكاياتٌ تَبادَلُها المساحيقُ
هُنا " لُدٌّ " (1) نأتْ عن اختها " يافا "
لتنعَمَ بالبساتينِ
بزهر اللّوز والرّمّانِ
بالعنب وتغريد الحساسينِ
تعالَتْ من مآذنها تسابيحُ
وأنَّتْ كُلُّ آهاتٍ قَضى فيها مَجاريحُ
وكم من ضحكةٍ صَدَحَتْ !
وكم من طفلةٍ مَرَحَتْ !
وأمٍَّ – في الضُّحى – امتزجتْ
بصبّارٍ ويَقطينِ !
هُنا لو قالتِ الاشياءُ قَوْلَتَها
ستسمَعُها :
فلسطيني

( 2 )


( مفاعيلُنْ ... مُفاعَلَتُنْ )
تُقسِّمُ ايّها الباكي
وفي شُبّاك غُرْبَتِها
يُطلُّ بَياضُ خَصْلَتِها
ليروي سيرَةَ الشَّعْر وأمشاطَ المَضامينِ
لماذا – ايّها الحُلُمُ – اقتطعْتَ مَشاهِدَ السَّلْوَى
ورُحْتَ تلوذُ بالبلْوى لأرْشَفةٍ وتخزينِ !؟
هيَ العَثَراتُ لم تتركْ يَداً تمتدُّ للحلوى
فَخَضْ يا طفليَ الأقوى بِ " جالوتٍ " (2) و " حِطّينِ " (3)
أنا لا أنكرُ الدنيا – بمشرقها ومغربها وأصفرِها ويَعْرُبِها –
ولكنّي إذا ما طافَ بي ألَمي
وخاضَ الفُرْسُ في العَجَمِ
وباتَ " الدُّونُ " في القِمَمِ
أرى نَفْسي فلسطيني

...


( 3 )


تجودُ بخمرها " قانا " (4) .. وما سَكِرَتْ
وما كُسِرَتْ كأقداحٍ خَلَتْ من رِفعةِ الدّينِ
يقولُ الكَرْمُ : رُمّاني – انا في الذوْق – ضامِنُهُ
فمَنْ – يا اعيُناً اغوَتْ مسالِكُها قلوباً
وانتهى فيها دَمٌ يدعو لتخمينِ !؟ -
هُنا " سَمَخٌ " (5) هُنا " سَعْسَعْ " (6)
هُنا " عَكّا " (7) التي صَمَدَتْ أمامَ تَجَبُّرِ المَدْفَعْ
هُنا نَبْعٌ وشَلاّلٌ
وعِنّابٌ اذا ما احْمَرَّ – في جَدَلٍ –
تَمَيَّزَ فيه بَلْ اقْنَعْ
هُنا كَرَزٌ اذا ما حَلَّ في جَمْعٍ
تَمادى في حَلاوَتهِ وأرْضى حينما أقنَعْ !
وإنْ ذكَروكِ " بُقْعاتا " (8) فَ " مَجْدَلُ شَمسِنا " (9) تطلعْ
وتشهدُ انّ " مَسْعَدَةً " (10) – اذا ما ارتاحَ تُفّاحٌ على كَفٍّ لمُرْتابٍ
ستشهَدُ انّهُ الأروَعْ
هُنا تحكي فواكهُنا بأنَّ الفضلَ للهِ
وثُمَّ يكونُ موصولاً لمن يزرعْ
فَقُمْ – في مجلسٍ طالَتْ مفاخرُهُ
وبُحَّتْ في ( ................ ) حَناجرُهُ
بمدح الماءِ والطّينِ
وقُلْ : إنّي فلسطيني !

...

( 4 )


هُنا " الرَّمْلَةُ " (11) .. وانفضَّتْ مجالسُها
بغير بيانها الرَّسْمي
ودونَ فخامةِ الإسْمِ
بلا شَجْبٍ ولا استنكارِ اقوالٍ وأعمالٍ
لأنّ الامرَ معروفٌ ومشهورٌ
هُنا " النكْبَةْ "
...
تَراءَتْ لي مجالسُنا تراوِحُ في أماكنها
وتَعْبُدُ ( رافِعَ القُبَّةْ ) !
أرَى الأهواءَ سائدةً
تفوقُ قَداسَةَ الكَعْبَةْ
فقُلْ ما شئتَ من كَذِبٍ
فكمْ من قائمٍ فينا تَزَكّى .. واشترى " رَبَّهْ " !
فعُذراً أيّها الصِّدْقُ إذا انكمَشَتْ مَياديني
وقامَ الخِلُّ يؤذيني
سأصرُخُ - في مُعاناتي - :
فلسطيني

...

( 5 )


لِ " أمِّ الشوفِ " (12) ذاكرةٌ تؤرشفُ وجْهَها الأخضرْ
وتحكي التّوتَ والزعْتَرْ
وأعشاباً لها دِعَةٌ أمامَ تبختُرِ الأحْمَرْ
و" زيناتٌ " (13) لهنَّ " الأمُّ " (14) حاضنةٌ
بكُلّ حَنانها المُضْمَرْ
تَعَمْلَقَ صيتُها فينا
فرُحْنا نهجرُ الدنيا لنحظى بالْتفاتاتٍ
من " الزّيناتِ " ، بَلْ أكثرْ
هُنا أرضٌ إذا ما ضاقَ بي صَدْري
اُقبِّلُ خَدَّها الأنضرْ
فأيُّ كَرامةٍ تُرْجَى – على سَعَةٍ – لدى المَهْجَرْ !؟
أنا – في القوْلِ – لا أهْذي
ولَمْ أشرَبْ كؤوساً من خَيالاتي
ولمْ أصْبُ ، ولمْ أسْكَرْ
فَخُضْ كلَّ احتمالاتي
ودَعْني ( نُقطةَ النّونِ ) على " الحَنّونِ " إذْ أزهَرْ
وقُمْ عن رأس تَلْقيني
لدى ( حِلَق الدّلافينِ )
لأنّي منذُ أنْ وَقَرَتْ على أكتاف موْعدِها
وشيءَ " النقطةَ الأولى " فلسطيني

...

( 6 )


تقول القدْسُ : لمْ أعهَدْ " صلاحَ الدّينِ "
مُرْتدِياً عباءاتٍ من الصّينِ
ولا احتفلَتْ أصابعُه بأختامٍ منَ الماسِ
ولَمْ أعْهَدْ له جيشاً يرى في وجهه زُلْفَى
تُقَرّبُهُ الى اللهِ
ولا ألْفَيْتُ حاشيةً تُرافقُهُ على كِتْمانِ أنفاسِ
وحَدّثْ – دونما حَرَجٍ – عن الإشراق يأخذُنا
الى تكريم راقصةٍ هيَ ( الأمّ المثاليّةْ )
وكمْ " فرعوْنُ " في وطني !؟
وكم " نَمْرودُ " .. كَمْ " قَيْصَرْ !؟
فَدَيْتُكِ .. لا هُنا " عُمَرُ "
ولا نحظى بِ " مُعْتَصِمِ "
فكيفَ ستَنْبُتُ الدِّفْلَى على حَقْلٍ منَ المَرْمَرْ !؟
وكيفَ تقومُ أوْطانٌ على ( المُتَعارِبِ (15) ، الهَرِمِ ) !؟
وصلْتُ البابَ – يا أقصى – لكَ اللهُ
ولي دَمعي احاولُ أنْ أداريهِ
عنِ الجُنْديّ مُنتَفِخاً بأوْداجٍ منَ الظُّلَمِ
وأنيابٍ تكادُ تقولُ : لَمْ اُخْلَقْ لمُحْتَرَمِ
هُنا قَبَضَتْ ( يَدُ الزّاني ) على ( رَقَبات عِفَّتِنا )
ولَمْ تَرْقُدْ على نَدَمِ
هُنا – يا ضجَّةَ الأسواق – بيعَتْ كُلُّ مَكْرُمَةٍ لفُجّارٍ
وتَسْقُطُ هَيْبَةُ الحَرَمِ .
تقولُ القدسُ .. كم قالتْ ! .. ومَنْ يسمَعْ !؟
تُرَى هل فيكَ يا وطني قلوبٌ – جَلَّ بارؤها –
لهُ تخْشَعْ !؟
وهل تهتزُّ أعماقٌ على زيتونةٍ تُقْلَعْ !؟
اوِ امرأةٍ – تَداعَتْ تحتَ حِشمَتِها –
بكُلّ وسيلةٍ تُدْفَعْ !؟
تَحكَّمَ فيكَ أنذالٌ
وقادَ مسيرَكَ ( الأوْضَعْ )
فَعُدْ للماء والطّينِ .. وقُلْ :
إنّي فلسطيني

...

( 7 )


هُنا " الطَنْطورةُ " (16) انسجَمَتْ
معَ الأمواج في البحرِ
أكادُ أرَى ضحاياها وبرمَجَةً من الغدْرِ
يَدُ القَنّاص ( كافرةٌ )
وحاملُها رَبيبُ القتل والكُفْرِ
يُقيمُ اليومَ منزلَهُ على رَدْمٍ .. على قبرِ
ويضحكُ مثلما نضحكْ
ويبكي مثلما نبكي
ويُقسِمُ أنَّ ( ظالمَهُ ) يعيش الآنَ في الكَفْرِ
هو ( المسكينُ ) لَمْ يظفرْ بخارطةٍ
( منَ النّهر إلى النّهرِ )
ولمْ يهنأْ بِ " مائدةٍ منَ الغُفران " والطُّهْرِ
لأنَّ إرادةً فينا عَصَتْ في موقف الكَسْرِ
وهذي الرُّوحَ شامخةٌ ترُدُّ العُسْرَ باليُسْرِ
وهذا الصّبْرَ وَلاّدٌ – على عُقْمٍ – لدى الأسْرِ
فكلُّ وسيلةٍ سقَطَتْ بقصد حياكةِ القَهْرِ
هُنا " الطَنْطورةُ " انتصرَتْ على أجناد هادمِها
وَقَضّتْ مَضْجِعَ الباغي
وهذا البَغْيُ لن يبقى مَدى الدَّهْرِ .
هوَ التقتيلُ لا يُجدي
هو التشريدُ لا يُجْدي
هوَ " التَّهْويدُ " لا يُجْدي أمامَ ثباتِ غايتِنا
هو الليلُ على شُرُفات آخرهِ
يَحيكُ غُلالَةَ الفَجْرِ
ستشرِقُ شمسُ أولادي
وتَحْكُمُ ( غايةُ الأمْرِ )
أنا – في لُبّ تكويني – فلسطيني

...



( 8 )


هيَ المأساةُ كم تُبدي سًواداً في ملامحها
وتقسو فيكَ قبْضَتُها أمامَ تمَكُّنِ الظَّنِّ
هَرِمْنا في مُخيَّمنا ولَم تركعْ إرادتُنا
أمامَ الإنس والجِنِّ
ولَمْ نؤمنْ بِ " جَبّارٍ " يخوض الظُلْمَ بالفَنِّ
وهذا المَكْرِ – أوَّلِهِ وآخِرِهِ –
وسَيْلِ " الطَّنِّ والرَّنِّ " (17)
فآلافُ البيانات التي صَدَرَتْ
ترَى الأعداءَ ( إخواناً وجيراناً )
بلا " حَنٍّ ولا مَنِّ " (18)
فَخُذْ مِنّي بياناتي
وتقسيمي لأوْقاتي
وسَجِّلْ في هواياتي
أنا أهوى رُكوبَ الصَّعْبِ والأصعَبْ
ولا أتعَبُ لكنْ ساجِني يَتعبْ
ولا أرْجوهُ مَغْفِرَةً إذا انفصَدَتْ شراييني
لتُعْلنَ أنَّ ميلادي فلسطيني
وميعادي فلسطيني .

حاشية :
__________

1 ) – لُدّ : مدينة اللُّدّ – فلسطينية .. تقع في أواسط فلسطين .
2 ) – جالوت : عَيْن جالوت – منطقة ينابيع محاذية لمرج بن عامر
تتوسط منطقة المثلث الشمالي وجبال الجليل السُّفلي .
3 ) – حِطّين : منطقة وقرية تقع بين مدينة الناصرة ومدينة طبريّا
في فلسطين ، فيها حصلت معركة فاصلة بين جيش المسلمين بقيادة
صلاح الدين الأيّوبي وجيش الصَّليبيّين وكانت الغلبة فيها لجيش المسلمين
4 ) – قانا : هي قرية فلسطينية أسمها اليوم ( كَفْر كَنّا ) في منطقة الجليل
الاسفل .. وهنالك قرية بنفس الاسم في جنوب لبنان .
5 ) – سَمَخ : قرية فلسطينية مُهَجّرة تقع جنوبي بحيرة طبريّا .
6 ) – سَعْسَعْ : قرية فلسطينية مهجّرة تقع قرب الحدود مع لبنان .
7 ) – عَكّا : مدينة فلسطينية مشهورة تقع على شاطىء البحر الابيض
المتوسط في الشمال الغربي لفلسطين ..
8 ) – بُقْعاتا : قرية يقطنها الدروز موجودة في هضبة الجولان المحتلّة .
9 ) – مَجْدَل شمسنا : المقصود بلدة ( مَجْدَل شمس ) في هضبة الجولان
السورية المحتلة عام 1967 .
10 ) – مَسْعَدَة : قرية في هضبة الجولان المحتلّة .
11 ) – الرَّمْلَة : مدينة فلسطينية محاذية لمدينة اللُّد وهما غالباً
ما تكونان متلازمتيْن في الخطاب ( اللَّد والرَّمْلَة ) .
12 ) – أمُّ الشُّوف : قرية فلسطينية مهجّرة ومطموسة المعالم
تقع في منطقة ( الرّوحَة ) التي هي امتداد جنوبي لجبال الكرمل
(( كان فيها مسقط رأس جَدّي ووالدي – رحمهما الله – وكانا يتنقلان بينها
وبين مدينة حيفا وقرية ( أمّ الفحم ) آنذاك .. والتي هي اليوم مدينتي
التي أعيش فيها وعائلتي والكثير من الاقارب )) .
13 ) – زينات : هي قرية مهجّرة قريبة من ( امّ الشّوف ) واسمها
الكامل هو ( أمّ الزّينات ) .
14 ) – أمّ : هي الكلمة الاولَى من ( أمّ الزينات ) جاء تأخيرها
للضرورة الشعريّة .
15 ) – المُتعارِب : الذي يَدَّعي أنّه عربيّ وهو فاقدٌ للكثير من
صفات العروبة والانتماء .
16 ) – الطَنْطورَة : من القرى المهجّرة والمطموسة تقع على شاطىء
البحر الابيض المتوسط مباشرة جنوبيّ مدينة حيفا .. حصلت فيها مجزرة
جماعية إبّان الاحتلال .
17 ) الطَّنُّ والرَّنُّ : مَثل عامّي يُقال لمن يعمل عملاً متواضعاً ويتحدّث عنه
كثيراً كثيراً الى درجة الازعاج . ولمن يُلحُّ في الطلب .
18 ) الحَنُّ والمّنُّ : مثل عامّي يُقال لمن يتباكى على عمل معروف .



(( جَفرا )) ...
_________

مِنْ كُلّ اُغنيةْ تَوَشَّحَ شالُها نَغَماً
وسافرَ في مَهبّ الأمسياتِ
اخُصُّها - ذاتي - بعزف الأمنياتِ
ولا أرى فيها سِوى نَزْفِ القِوى
واختالَ عُصفورُ النّوى
في حِضْن نافذةٍ لهُ
حينَ ارتوى مِن خَصْلة الأنداءِ
واحتضَنَ الجَوى خَفقاً
فصُبّي - في دَمي - هَمْسَ الورودِ
اما اكتوى سَطْحُ الخُدودِ بجمرة ( النَّهَوَنْدِ ) !؟
صيري - في الهوى - ما شئْتِ
صيري .... !
لا مَصيري باتَ يُقْلِقُني
ولا طولُ المَسير على دهاليزِ الطِّوَى !
ظمآنةٌ عَيْنٌ تَغُبُّ منَ الجَمالِ
فيا وَيْحَ الشعور اذا ارتوى !!
( جَفرا ) تُقيمُ جدائلَ الذكرى
وتقعدُ ، تَمْشِطُ الاحلامَ تَتْرَى
هَهُنا لا شارعٌ يُحصي خُطَى العَجَلاتِ
لا زَخَمُ المُشاةِ
ولا تَعَرَّى سَيْفُ مَنْ سَفحوا دَمَ الاوطانِ خَمْرا
سيقَ وجْهُ الصيف ابْخِرَةً
وقامتْ - تقرأُ - الانسامُ بَحْرا
وَشّحي قَدَميْكِ - بالحِنّاء - جَفْرا
قارىءُ الخِلْخالِ أدْرى
إذْ يَخُطُّ طلاسِمَ اللَّفَتاتِ .. والأحداقُ حَرَّى !
يَنْدُبُ الصيّادُ حَظّاً كانَ حَالَفَهُ
وكانَ الصَّيْدُ ذُخْرا
قالَ قائلُهم ، وكانَ القوْلُ جَهْرا :
( كُنْ هَديراً يُلْقِمُ الامواجَ صَخْرا )
ضحكةُ الايّامِ - جَفْرا
غَضْبَةُ الايّامِ - جَفْرا
والضَّميرُ وما حَوَى !
في صَميم الطّينِ لي لُغَةٌ
تَجودُ حروفُها بالقمح والأعنابِ
والاخشابِ والأثوابِ ..
جَفْرا ساهَمَتْ بمدائح العيْنيْنِ
وانْزلَقَتْ مَفاتِنُها الى الوِدْيان سِحْرا
أسْكِريني - يا بنةَ الوجدانِ -
كيْ افضحَ سِرّا
ما تَعرَّى الليْلَكُ الحادي ليبقَى
ناسِكاً يحرسُ بِئْرا !
جَفَّ ... جَفَّ الماءُ - جَفْرا
والنّخيلُ ... وما هَوَى
في نُقوشٍ أيْقَظَتْ حِسَّ الجَمادِ
وفي البلادِ ( اللا - تُعادي )
كانَ أنْ قامَتْ يَدُ الاطماعِ ، فانتفَضَ ( الحِيادي )
فاترُكي - جَفْرا - مَقاليدَ الجِيادِ
جَدَّ ... جَدَّ الجِدُّ - جَفْرا
في بلادٍ لاتُصانُ حَرائرٌ فيها
ففيها الموتُ احْرَى !!



ريما ... في القدس

______________

ريما عند السورِ تُغَنّي للأطفال بدون دفاترْ
وعلى حَبْل الصوت جنودٌ غَنَّوْا موتي دون حناجرْ

*****

وأنا وطنٌ عشتُ ضياعاً خَلْفَ حدودي
أسكنُ عُشَّ الفقر لأنّي صُنتُ جدودي

وتكوَّنتُ برحم العاقرْ

*****

ريما ... صوتٌ هَزَّ كَياني
واستدعاني أفتحَ قلبي
للإيمان بصدق الصَّوتِ
آهٍ موتي دون حصاني
يسرُجُهُ مُحتَلٌّ غادِرْ

*****

ريما عند السور تغنّي للأطفال بدون مدارسْ
والعدلُ ( الدُّوَلِيُّ ) الجالسْ
يعرفُ أنّي حينَ تُغنّي ريما وطني
يهطلُ دمعي - رغما عنّي -
ويُزَفُّ على النعش " الفارسْ "

*****

ألجنديُّ العابسُ يدنو من جنديٍّ كانَ ( يُخالسْ )
يهمسُ .... والدنيا تَسمَعُهُ :
( سَقَطَ الخامسُ / سقطَ السادسْ )
..........

سقطَ العدلُ ... فلا الحُريّةُ يصنعُها إذلالٌ سافِرْ

*****

وتغنّي ريما .... وتغنّي للأطفالِ بدون دفاترْ
وتغنّي ريما ......... وتغنّي


حروف من سِفر الارض
___________

...................

هي الأرضُ تعرفُ سرَّ الشهادةْ
وتعرفُ أنَّ اشتعالَ الحروفِ
على الورقِ العسجديِّ المُنَدَّي
دمٌ في الوريدِ
يُكَسِّرُ كلَّ السلاسلِ فينا
ولا يبتغي - في النّضال - الرِّيادةْ

*******

وُلِدْنا - هنا - تحتَ سيفِ الدَّخيلِ
ولسنا مطايا لوهمٍ هزيلِ
يرانا مرايا لكلِّ انكسارٍ
وكُلِّ احتضارٍ
وكلِّ انتحارٍ
ولمّا يُفيقُ أمامَ التَّحدّي
تضيقُ عليه المُنى والزّوايا
ويدركُ أنّا أخَ المستحيلِ
وأنَّ الصمودَ لنا كالعبادةْ

*******

هي الأرضُ تشهدُ
عند الشهيقِ ... وعندَ الزفيرِ
بأنّا رَكِبْنا خيولَ النّفيرِ
وأنَّ الشهادةَ فينا السّعادةْ
وأنَّ السعادةَ فينا الشهادةْ


)) يافا ..... وبكاء النوارس ((

__________________


يافا .........

..................

وأجهشتِ النوارسُ بالبُكاءِ

وقلَّبَ وجهَهُ نخلٌ

ليقرأ دَمعَهُ في الماءِ

أوقدَتِ الرمالُ شموعَها

في مَرْكِبِ الإقصاءِ


يافا .......

والرحيلُ موزَّعٌ بينَ الشموخِ والانْحِناءِ

وفي فِناءِ الدّارِ دارَ الياسمينُ

مُفَتِّشاً عن آخِر الأحْياءِ

فانزلْ يا مَطَرْ


غَسلوا مآقِيَهُمْ بجود الدمعِ

أمّي لا تُجيدُ حِياكَةَ القَصَصِ

المُوَشَّى بابتسامات القَمَرْ

وأخي تَبَسَّمَ - في براءَتِهِ - بتقبيل الصُّوَرْ

وأبي استراحَ منَ الدُّوارِ

وقَضْمِ أرغِفَةِ السَّفَرْ


يافا ..........

أنرجِعُ !!!؟


لَمْ تُجِبْ يافا

لأنَّ لسانَها في الطّينِ يأكُلُهُ الضَّجَرْ

***

النّاطِحاتُ لها غيومٌ

تحجُبُ الميناءَ عَنْ شمس القواربِ

إيهِ ... يا صَيّادُ :

أفْرَغْتَ الحُمولَةَ !؟

هاتِ لي سَمَكاً لأدْرِكَ قهوتي

في شُرْفَتي ... عِنْدَ انْحِناءِ الياسمينةِ

وانتصابِ الوَرْدِ في الأصُصِ العَتيقَةِ


هاتِها قَبْلَ ارتفاعِ الشمسِ ما فوقَ الرُّبَى !

وتَبَسَّمَتْ عَيْناكِ - نافذةَ الحَبيبةِ -

في بَياضِ سِتارَةٍ نَشْوَى

وقَدْ أخْفَتْ رِضاها في ظُهورٍ قَدْ أبَى



يافا ........


وأرْغِفَةٌ تُقلِّبُها يَدٌ سَمراءُ ...

هاتِ الفولَ يا ( عَبْدو ) !

ضَحِكْنا في الدُّخانِ ...

تَداخَلَتْ أصواتُ باعَتِنا :

(( هَلُمّوا للشِّراءِ ... لكُلّ صَنْفٍ مُجْتَبَى ))

ويُحَطِّمونَ ( بَراءَةَ ) الأسواقِ


يافا ......

إذْ أغَنّي تَذْكُرينَ أخاً / أبا !


***

الآنَ يَحْضُرُني الفَنارُ

مُساهِماً في العَزْفِ ...


يافا .......

أوْقِفي نَزْفي

فَوَجْهُ الغَيْثِ عَنْ وَجْهي تَجافَى

واكْتَسَى الليلُ السُّهادَ

وأنْبَتَ الخَصْبُ الجَفافا


هيَ ذكرياتٌ داعَبَتْ وَتَري

فأشْجاني ... وخافَ


يافا ........

أنَرْفَعُهُ ... الأذانَ !؟

............

.....................

تَمَلْمَلَ ( الماخورُ )

قَهْقَهَتِ ( البَغِيُّ )

و( تَمْتمَتْ بالأصْبَعِ الوُسْطَى )

وغابَتْ في دُخانِ التَّبْغِ

..................

..........

يافا ......... يا ..........

أنَرْجِعُ !؟

.............

......................

لَمْ تُجِبْ يافا !!!

لأنَّ لسانَها في ( قَعْرِ ) أمْنِيَةٍ

يُشاغِلُهُ ( الخَدَرْ ) !!!


... مآذنُ الخُلودِ ...

_____________

بَرَدَى على وتَر القصيدةِ
هاتِهِ نغماً ترنّحَ في الضفافِ
فأسكَرَ النسَماتِ
هاتِ خُلاصَةَ الكلماتِ :
بسم اللهِ .. كم شربتْ قلوبُ الناسِ
فاخضرَّتْ شآمٌ بالتُّقاةِ
وساهمَتْ ارضٌ بتعريش السِّماتِ
فأينَ وجهُكَ يا وطنْ !؟

.
.
.

اليومَ نختتمُ الروايةَ بالمآسي
نقتني وَتَراً معازِفُهُ دَمٌ
وتشرّدٌ .. و .. تشرذمٌ
وتشرُّقٌ .. و .. تغرُّبٌ
يا شامُ مَنْ خَطَّ الطريقَ الى العُلا
بِ تَ قَ طُّ عِ - الانفاسِ !؟
مَنْ بالفاس شَقَّ جداولَ الاعراسِ !؟
مَنْ اجرَى الى افواهِكِ الدَّرّاقَ والاعنابَ !؟
مَنْ انْ زَلَّ تابَ
وغابَ في الزيتون يُقرِؤُهُ ( الجَميلَ مِن الحَسَنْ ) !؟

.
.
.

فَتَحوا جُروحَكَ
ضَمَّدوها بالتَّعامي
باقتناص الأمِّ والاطفالِ والشيخِ العِصامي !
رُدَّ لي شاماً الى شامي
ايقتُلُني حُسامي في مَهَبِّ بصيرةٍ
تمشي على عَمَهٍ
فتُنْكِرُني أمامي !؟
ليسَ لي في الامر الاّ انْ أراني
وارِداً حَوْضَ احترامي !
ولْتَهُنْ روحُ الوطَنْ .

.
.
.

هَلْ - في خِضَمِّ تسارُعِ الاحداثِ -
تَعتمِرُ القصيدةُ بَحْرَها !؟
كمْ سَرَّها انْ يستكينَ الرمزُ في احشائها
والنقشُ في حِنّائها .
هل يعلَمُ الباغونَ كم سَطَروا
منَ الصفَحاتِ في أنحائها
فتأخَّرَ النعناعُ عَنْ نَفَحاتِهِ
والياسمينُ .. وجيءَ بالأنداءِ
حَرَّقَ وَجْهَها غَيْظٌ وأحقادٌ ..
فلا ... لا الشامُ في وجهِ القصيدةِ
لا ... ولا نَفْحُ القصيدةِ جاءَ في انْدائها !؟

.
.
.

وتَمُرُّ ( نائحةٌ ) فلا حَيٌّ يُحَيّيها
ولا أيْكٌ ولا نَخْلٌ
ولا فُرِشَتْ لها الخَضْراءُ ...
أيْنَ الشامُ !؟
أيْنَ تُعَلَّقُ الاحلامُ !؟
أيْنَ مآذنٌ رُفِعَتْ فغازَلَها الغَمامُ !؟
ترنّحي يا قامةً صَلَّى على فَمِها الحِمامُ .

تضِجُّ فِيَّ تساؤلاتي !!!
أيْنَ ذاتي حينَ لا شامٌ اغازِلُها
وابدأُ - في القصائدِ - بَعْدَ .. بسم اللهِ ..
يحدوني وَطَنْ !؟

.
.
.

لا حُبَّ يَخرُجُ مِنْ عباءَةِ
قاتِلِ الاوقاتِ بالتقتيل والدنيا ثَمَنْ !
...

رَفَعوا شِكايَتَهُمْ الى الدَّيّانِ ...
خُذْها مُهْلَةً يا خائنَ الاوْطانِ
ما بَرَدَى شَفيعٌ حينَ يحتَضِنُ الزُّؤامُ
اوُ المَلامُ .. اوُ النَّدَمْ

سيري - دمَشقُ - الى الخُلودِ
وخابَ مَنْ زَلَّتْ قَدَمْ !


بيسان ... وذاكرة النخيل

___________

درجَتْ على رمل الشواطي نسمةٌ ... في ثوبها نقشٌ من الآمالِ
واستدرجتْ عيْنَ الفنار وموجةً ... جاءتْ تلُمُّ شواردَ الاقوالِ
يسعى بها العطرُ الذي سَكِرَتْ به ... دُوَلُ الزنابق في صفاء الحالِ
مِنْ أيّ صوْبٍ جئتِ اغنيةً تشي ... بمناهل الإطراب في الأجيالِ !؟
العُودُ دندنَ تحتَ نخلٍ باسقٍ ... فسَمَتْ به روحٌ على الاسمالِ
لا كانَ ثوبٌ زركشتْهُ اصابعٌ ... عبثتْ بلهوٍ جال بالاطفالِ
مَنْ حَمَّلَ الانسامَ نَوْحَ حمائمٍ ... مِنْ أيْكَةٍ بَرَكَتْ منَ الاثقالِ !؟
تغدو عصافيرُ التشرُّدِ ، زادُها ... زَخَمٌ من التغريد في الترْحالِ
وتروحُ تصدحُ بالحنين لروضةٍ ... سُلِبَتْ بأمر الغدر والدّجّالِ
يا حفنةَ النعناع في الكفّ التي ... رسَمَتْ خُطى حِنّائها في البالِ
وتألّقَتْ في مسْح تيجانِ النَّدى ... وترفَّقَتْ في اسوأ الاحوالِ
هُبّي اثيراً في فِناءٍ مُقْعَدٍ ... واستنشقي الانوارَ في استقبالِ
...
اللاجئونَ لهم قلوبٌ ايْقَنَتْ ... أنَّ الفَلاحَ يكونُ للعُمّالِ
فإذا تخلّتْ عنهمُ الدنيا سَعَوْا ... يستنبتونَ العزمَ في الاطلالِ
يا هادمَ الدّارِ التي دارَتْ بها ... ضحكاتُنا في موجة استرسالِ
لا .. ما هَدَمْتَ إرادةً في عُمقنا ... نَهَضَتْ بنا في ابحُر الإهمالِ
الروحُ في بيْسانَ ، في حيْفا ، وفي ... عَكّا ، وفي ما شَتَّ مِنْ اوْصالِ
إنهضْ – فَدَيْتُكَ – فالنخيلُ مُؤصَّلٌ ... وعيونُ ارضكَ في ذُرَى الإجلالِ
قامَ القرنفُلُ من قوارير الضُّحَى ... يتلو شَذاهُ بخفقه المَيّالِ
وتفتَّقَ الجوريُّ عن خجلٍ سعى ... يُلْقي بفتنته على الاقفالِ
انا – يا بُحَيْرَةُ – ما وردتُّكِ شارباً ... لكنّه هربٌ من الاغلالِ
تبقى جَديلةُ بنتِ عَمّي تقتضي ... مِنّي الصمودَ بأوْجُهِ العُذَالِ
البدْرُ بعضُ من نَضارة وجهها ... والشّامَةُ اُقتُبِسَتْ منَ الاخوالِ
هُبّي نسائمَ ، ها سَجا الليلُ وما ... اُخْفيكِ انّي هِمْتُ في المِنْوالِ
غَزَلَتْ يَداها للضنى سَجّادةً ... تُبْدي حُدوداً في مَدَى الآجالِ
يا ارضُ جُودي بالتذكُّر وانسجي ... بالنثر والاشعار والامثالِ
بيْسانُ ذاكرةُ النخيلِ وتَمْرهِ ... وصَدى العَتابا هامَ في المَوّالِ
وهيَ السنابلُ ، لم تَحِدْ عن عَهْدها ... في البيْدر الهادي الى الشلاّلِ
هذي البلادُ عزيزةٌ لولا يَدٌ ... بَصَمَتْ تكونَ لأنذل الانذالِ



من احاديث الكوخ الى البحر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هي الأيامُ تنضَحُ بالأماني=وتكشفُ وجهَ مُستتِرِ الأواني
ومَنْ غَرَسَ المحبةَ يلتقيها =ثماراً في الدقائق والثواني
وعاصفةُ الجروح لها دواءٌ =تُترجمهُ المشاعرُ والأغاني
ولي في الكوخ مَدرسةٌ بكتني=وأمٌّ للطفولة واحتضاني
ولي أرجوحةٌ حَملتْ خَيالاً =وكانت تحتَ واقِعِها تُعاني
وللأشعار في قلبي ديارٌ=تجودُ بقلبها قبلَ اللسانِ
تُذكّرُني ، وهل أنسى بلادي =تُنادي الياسمينَ لزعفرانِ !؟
وفي نَعناعها حَبَقٌ تَغَنَّى =وغارتْ من زنابقها جِناني
مُعذّبتي لها وجهٌ بريءٌ =وقلبٌ في معاقله احتواني
وأهربُ من لواحظها فألْقَى =جريحاً تحتَ ألوية البيانِ
شربتُ سرابَ صحرائي بحوراً =وفي الإبحار تُنكرُني المواني
إذا ما جَنَّ ليلُكِ تحتَ رقصٍ =يُجَنُّ الليلُ في شَعر الحِسانِ
وللأهداب مملكةٌ دَعتْني =أسامرُ عَرشَ مملكةِ الرِّهانِ
كَفَى يا ليلُ أخيلةً فإنّي =سئمتُ الخَيْلَ مُذْ أسَروا حِصاني
وفي صَدْر الحبيبة لي فؤادٌ =تَبَسَّمَ رغمَ نازلةِ الزمانِ
صباحُ نخيلِها أبدى خُشوعاً =ورملاً ضَمَّ أفئدةَ الحَنانِ
أيا قَطْرَ الأحبّةِ جئتَ غَيْثاً =على المُهْتَمِّ فابعثْ لي جَناني
تراءتْ بابتسامتها ضِياءً =فأدركتُ الشجاعةَ في الجَبانِ
تنهَّدَ كُوخُ ذاكرتي وألقَى=وروداً تعتريها الوجنتانِ
فألْقَتْ رأسَها في ظِلِّ سَطْرٍ=فهل يا بحرُ أدركتَ المعاني !؟


منزرعون

__________

يا مَنْ تقتلعُ الزيتونْ ... وتُمِدُّ الحاجزَ بالحاجِزْ
بجنودكَ انتَ المفتونْ ... وبظنِّكَ اصبحتَ الفائزْ
كلُّ نبات الارض يُنادي :
منزرعونْ
الصَّبّارُ ، التّينُ ، اللوْزُ
الرُّمّانُ ، النخلُ ، الكَرَزُ
والحقلُ المسلوبُ وبيْدَرْ
وشقائقُ نَعْمانٍ ، زَعْتَرْ

منزرعونْ

***

يكمُنُ فينا الصبرُ .. ولكنْ .. حين نثور
يسقُطُ كُلُّ متاعِ الدنيا والمستهترُ والمَخمورْ
فَعلى كُلّ حُطامٍ مِنّا نبعُ ثغورْ


منزرعونْ

***

كم اثخنتَ الارضَ جِراحا
وأتيْتَ الاقداسَ سِفاحا
واستمرأتَ دماءً فينا
تنزفُ امساءً وصباحا
لكنَّ المستوطِنَ فينا
إيمانٌ يمتدُّ كِفاحا

منزرعونْ




اُغنية الخَفاء .... الى العَلَن


_____________
________


قلوبٌ على الحَدّ ، صُولي وجُولي
ولا تعبئي بانقلاب الفُصولِ

...

تُناديكِ عَيْنٌ اشاحَتْ رؤاها
وألْقَتْ صَفاها لكفّ الذهولِ

...

امُدُّ الحَنينَ الى مقلتيْكِ
بكأسٍ تُراعي شعورَ الاصولِ

...

فلا تكسريها ببرق الرخامِ
ورعدِ الحمائم فوق الحقولِ

...

أنا ما سمنتُ ككبش الفِداءِ
ولا شأنَ لي بانتصار النُّحولِ

...

تُغنّيكِ حيفا ، تُغنّيكِ يافا
وللبحر - فيكِ - اعتمارُ ( الحُلولِ )

...

تُناجيكِ ليلةُ صيفٍ وصفوٍ
عرائشُ مادَتْ أمامَ العُدولِ

...

اُغنّيكِ مَوّالَ ليل الحصادِ
وأذرو رمادي لصدّ العَذولِ

...

على وَجْنَةٍ من نَضارٍ غَدَوْنا
بأفراس صُبحٍ نَدِيٍّ ، جَفولِ

...

وكانَ الفَراشُ ، وكانت حَبارَى
وشحرورُ لوْزٍ ، وسَبْيُ العُقولِ !

...

هُنا قَريةٌ لا تراها النجومُ
تقومُ لصبّارها في الطُّلولِ

...

أراها بلادي وخَفْقَ الفؤادِ
وأسكنُ فيها ( بعَرضي وطولي )

...

فإن أخبروكِ بأنّي شَقيٌّ
فأرخِيْ سُدولاً وقولي .. وقولي


... سُطورٌ من وَحْيِ ( ن ) ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سَبِّحْ بحمدِ الله في الأسحارِ =واخلعْ ثيابَ الريْبِ والأعذارِ
سجدَ الحنينُ إلى سناءِ حضورهِ =في حضرة الدعواتِ والأذكارِ
الفجرُ مبتسمٌ على وجه الندى =فاقرأ دعاءَ القلبِ والأفكارِ
الياسمينُ مُضرَّجٌ بأريجهِ =فاشربْ بعينك روعةَ الأزهارِ
حَبَقٌ لهُ طَبَقٌ أعِدَّ وكأسُهُ =أفُقٌ يشمُّ روائحَ الأنوارِ
هل رقَّ قلبكَ في احتضانِ مسافةٍ =ما بينَ ثورتِهِ إلى استقرارِ !؟
لي بُرعُمٌ شقَّتْهُ عَيْنٌ فانتهى =في عُمقها بالقاصم ، البتّارِ
أهوَ الجَمالُ إذا استفاقَ بجيشهِ =يحتلُّ عمقَ مشاعرِ الأحرارِ !؟
أمْ أنَّ هذا اللّينَ يشهدُ قسوةً =طابتْ لهُ في موضع الأبرارِ !؟
سَكرَى حُروفُكَ بالسكون مُدَوِّياً =وتضجُّ فيكَ مكامنُ الأشعارِ
لَمّا ذكرتُكِ لمْ تكوني قالَباً =نَفَخَتْ به رِئةٌ منَ الإعصارِ
بل كنتِ روحاً حلَّقَتْ بخواطري =في عالَم الأجرامِ والأقمارِ
هذا الجَمالُ هو الزوالُ بعينهِ =سُبحانَ ربِّكَ مالكِ الأقدارِ
هيَ نُقطةٌ في ( النونِ ) حينَ تبخّرَتْ =كانَ الفَناءُ لحرفها الجَبّارِ



صمود
ــــــــــــــــــــــ

أرضُ الرِّباطِ عيونُها نجلاءُ
والميّتون بعشقها احياءُ

اليومَ غزّةُ تشتهي نيرانُها
أكلَ اللحومِ وكأسُها صهباءُ

ويَدُ المَنون لها يَدٌ جَبّارةٌ
نُثِرَتْ على طغيانها الاشلاءُ

والطائراتُ لها اهازيجُ المدى
والخِسّةُ اُحتُجِبَتْ بها العلياءُ

وغداً لها النارُ التي لا تنطفي
تزهو بها الاعلامُ والأرجاءُ

فرِحَ الغزاةُ لأنّ ( ربَّ جيوشهم )
متيقِّظٌ ترقى به الاجواءُ !

قد بايَعْتْه يَدُ النفاق تبرُّكاً
واستعطفتْهُ بصيرةٌ عَمياءُ

جاؤوا لكسر إرادةٍ كُسِرَتْ بها
اسطورةٌ كُتّابُها الاهواءُ

ماذا سنخسرُ يا ( أساطينَ الحِجَى )
ما دامَ فينا الصبرُ والشُّهَداءُ !؟

جاؤوا على عزف الحديد غناؤهم
ودعاؤنا ( اللهُ كيفَ يشاءُ )

مَنْ ظنَّ انَّ بناءَنا بحجارةٍ
مرصوصةٍ فالظنّ منهُ غَباءُ

ارواحُنا حُريّةٌ نسمو بها
وقلوبُنا الامَراءُ والنبَلاءُ

الصبرَ ! غزةَ هاشمٍ حتى نرى
صُبْحَ القِطافِ وترحَلُ الظلْماءُ

الارضُ تعرفُ مَن حبيبُ عيونِها
ومَنِ العَدوُّ المُرْجِفُ ، النّسّاءُ


تقاسيمُ وجدان
( على اوتار الأبجديّة )
__________


اوْجعتَ اذ اوّلْتَ قلبيَ سالياً
اُرْدُنَّهُ في صهوة النسيانِ
النهرُ للدفلَى وتعدو ظبيةٌ
تسعى لمأمَنِها ، الى العَمّاني
بزغَتْ براعمُ ترقبُ الضوءَ الذي
تَبِعَ الندى في سهوة استحسانِ
العشبُ مُنسدِلٌ على دفء المدى
والنايُ راعيةٌ على الرِّعيانِ

تغريبةُ الوادي افاقَ لها الهوى
الْقى ضفائرَها على الكُثبانِ
وتفتَّحَتْ عن نرجسٍ سُوَرُ الهُدى
تُتلَى على المهموم والحَيْرانِ
ثَمِلٌ فؤادي مِن شَراب حَنينه
ومُفارِقٌ نَوْمي بلا استئذانِ
يا شاغلي عن وجهها بسؤاله :
اتُرى نسيتَ مَحاسَِ الاوطانِ !؟

جَنَّدتُّ زيتونَ الشعور ولوْزَهُ
ليتوِّجا وطني على الحِرْمانِ
الريحُ عاصفةٌ بميناء النَّوَى
والروحُ عاطفةٌ على الصَّوّانِ
حَجّالَةٌ قَدَمُ الطفولة في دَمي
وعَصيَّةٌ عَيْني على البُهْتانِ
يُرْضونَ ذائقةَ البنفسجِ بالصَّبا
ومَقامُ ذائقتي شَذى البُستانِ

خَدَشَ الحَياءُ نضارةَ الخَدِّ الذي
حَفِظَ الشبابَ لدوْرة الازمانِ
وتقلَّبَتْ لُغةُ النخيل فلا تَرى
الاّ الشموخَ يقولُ في الوِلْدانِ
دُرّي حَليباً يا شِياهُ وسَوِّقي
عُشبَ الندى في اضلُع الوِدْيانِ
الوجْهُ مُلْتَفِتٌ الى ( ما زُيِّنَتْ )
والقلبُ مُتَّجِهٌ الى ( الرَّحْمنِ )

ذُهِلَتْ عَنِ الصّبّار عَيْني وانتهَتْ
تَبْني ( افتراضَ ) الناس والجُدْرانِ
هذا هُنا ، هذي هُناكَ ، وتِلْكُما
بِنْتانِ في مَرَحٍ بلا خُذْلانِ
رَوَّحْتَ – يا جوريُّ – عَن نفْسي بما
ارسلْتَ مِن صُوَرٍ الى السُّلْوانِ
في كُلّ آنيَةٍ اراكَ مُترْجِماً
انفاسَ مُتَّكِىءٍ على الكِتْمانِ !

زَنَّرْتُ خاصرةَ القصيدِ بلمحَةٍ
مِنْ طَرْف عازفةٍ على الاشجانِ
مالَتْ سنابلُ ، والقناديلُ اكتَوَتْ
بتنهُّداتِ العاشقِ السَّهْرانِ
سِرْبُ الحَمائمِ عائدٌ ، والشمسُ في
هَوَسِ اكتشافِ مَعالِمِ الاحضانِ
تحكي لكُلّ العائدينَ الى القُرَى
قَصَصَ التُّرابِ يخوضُ في الانسانِ

شُدَّ الصَّهيلَ عنِ الخيول ، وهاتِها
انشودةَ الفَلاّحِ والرُّبّانِ
زَهْرُ الليالي سَوْسنٌ ووساوسٌ
في غَيْبَة ( النَّمّام ) والشيْطانِ
صَبَأتْ مِياهُكِ – يا عُيونُ – وصانَها
مَنْ ( غَيْرُ ذي حُجَجٍ ولا بُرْهانِ ) !
والتّينُ اعْياهُ الجَفافُ ، أذلَّهُ
وطَوَتْهُ أرْشَفَةٌ بِلا عُنوانِ

ضَرْعاً ! ايا سَقّاءُ واحلُبْ شَأنَنا
واسقِ الرّوايَةَ في فَمِ الظمْآنِ
فَقَدَ الشهِيَّةَ مَنْ اطاحَ به الطَّوَى
وطَوَى الرَّغيفَ ( مُنَعَّمٌ / شَهْواني )
طَرّاقَةٌ فينا هُراواتُ الحِمَى
تَحْمي زعيمَ الغِلّ والطُّغْيانِ
( لا تُخفِضوهُ ففيه ارثُ جَلالَةٍ )
( ولَه الجَبينُ لرِفْعَة التّيجانِ ) !

ظاهَرْتُ قُدّامي فكيفَ يقودُني
عَبَثٌ يُقادُ بمجلس الأعيانِ !؟
قالوا : طريقُكَ واضِحٌ ومُمَهَّدٌ
والسيْرُ في فَرَسٍ لها رأسانِ !
عاثَتْ فَساداً لافِتاتٌ تَحْتَها
وَقَفَ الدَّعِيُّ مُرَدِّداً (( سُبْحاني )) !
واستبْسَلَتْ كَفُّ الجَبان بمَسْحِها
عُنُقَ الأبِيِّ ، مُفَصَّدِ الشّرْيانِ

غَيْداقَةٌ لُغةُ السُّمُوِّ وفَوْحُها
يُدْني المُجيدَ الى عُلا الاكوانِ
في كُلّ جَهْدٍ رِفْعَةٌ مَضمونَةٌ
للمُقْبِلينَ بحُجَّة الاتقانِ
فَرِحَتْ مَنازلُ باحتضان مُسهَّدٍ
يُرْخي السُّدولَ على خُطَى الوجدانِ
الليلُ مُرْتَهَنٌ الى عِلاّتِه
والقلبُ مُنْفَتِحٌ على الاوزانِ

قُلْ للمَرابِع : شابَتِ الدّنيا وما
شابَتْ ذُؤابَةُ وجْهِكِ الفَتّانِ
العُمْرُ اغنِيَةٌ تُراوِدُ خَتْمَها
ليكونَ اجمَلَها بلا ادرانِ
كُرْمَى لِعَيْنِكِ – يا بلادي – تَنْحَني
قِمَمٌ لتمسَحَ جَبْهَةَ الاحسانِ !
العُودُ امعَنَ في الجَفافِ فعادَهُ
مَطَرٌ يُقيمُ موائدَ الغُفْرانِ

لَهَفي على وتَرٍ تئنُّ حروفُه
وتذوبُ فيه حُشاشةُ الالحانِ
سَكْرَى هُنيْهاتُ الزمان بنزفه
وبعزفه قَمراً على الخِلاّنِ
مَرَّتْ انوفُ الياسمينِ فشاقَها
ان تعجِنَ الاضواء بالألوانِ
لولا زخارفُ ثوبكِ الْحاني على
عِنَبٍ يجوبُ حدائقَ الرُّمّانِ

نَهْرٌ هوَ الماضي الى بحر الدُّجَى
لكنَّ عيْنيْكِ هُما النهرانِ !
سَبَحَتْ لآلي واستحمّتْ انجُمٌ
وأنا الغريقُ بثورة الشطآنِ
هَمَّشْتُ وجْهَ اللائمينَ ورُحْتُ في
كَنَفِ التأمُّلِ ، عامِرِ البُنْيانِ
يا لَلتنهُّدِ لَمْ يَدَعْني سابِحاً
وطوَى الهَديلَ ( بأيْكِهِ والْبانِ )

وَحْدي اُصَفِّقُ للنسائم حَرَّكَتْ
اشجانَ نائحةٍ على الاغصانِ
غيضَتْ حِياضُ الصمْتِ وانْتَبَهَ السُّدَى
يَبْني مَدارِجَهُ على الاحزانِ
يا ( شامُ ) كُوني للتَّوَشُّح مَسْجِداً
( بَرَدَى ) لهُ المِحْرابُ في الإيمانِ
هذا الفلسطينيُّ يَهوَى ( مِصْرَهُ )
ويَمُدُّ كَفَّ الرّوح للُّبْناني !


... عازف ...
ــــــــــــــــــــــ

جاء بالجود في صهيل الليالي
يعزف الحبَّ انجُماً للمعالي

أكرمَ القلبَ اذ دعاهُ : جَواداً
يركبُ النبضَ في صليل السِّجالِ

الينابيعُ انتَ عذبُ رُواها
والضياءُ سَعَتْ بها في المَجالِ

سيّدَ الشِعر / انتَ وجهُ قصيدي
واحةُ الرَّحْلِ في عيون الظلالِ

يفرَحُ القلبُ أنْ يَرَى من صديقٍ
مَنهَلَ الصدقِ جاءهُ بالزُّلالِ

يا خَيالاً دَعاكَ همسُ مُجيدٍ
كُنْ حَقيقاً بوصف طِيبِ الخِصالِ

يشكرُ القلبُ مَن حَباهُ حُضوراً
يَرفَعُ التاجَ فوقَ عرش الجَمالِ !



شقاءُ المواعيد ...
_________


اهفو اليْكِ - بحق اللهِ ، لا الوثَنِ -
يا غادةَ الروح بيْنَ القصر والدِّمَنِ
...
تحيا على نفح الازاهير الرُّبَى
والْحِسُّ يخطُرُ بيْن النوْم والوَسَنِ
...
هَذي الكحيلةُ - ما بالي - اترجمُها
ليْلاً يُشيعُ ضياءَ الفِكْر في الوطنِ !
...
مَسّاحةَ الدمع ، والمنديلُ معتكفٌ
بيْن الاصابع ، تحتَ العود والدَّهَنِ
...
لا تذرفيه لغيْر الشوق منحَنِياً
يُجمّعُ الماسَ عن اُطروحة الزمنِ
...
العزفُ اوْردةٌ سيقتْ جوارحُها
للرسم فوقَ اثير السَّرْجِ والرَّسَنِ
...
هذا صهيلُكِ يا انفاسَ منغمِسٍ
في خِلْطة الحُسْن بيْن الروح والبدَنِ
...
تعدو حروفكَ لا شأنٌ يعرقلُها
غيرُ التشابُهِ بيْن العَيْنِ والعَيَنِ
...
سادَ السّرابُ وماءُ الحَيّ محتَضِنٌ
بَيْداءَ سابحةً في السّرّ والعلَنِ
...
يا شامَةً حفِظتْ للوجه رونقَهُ
لا تعذليه ففيه البحرُ للسُّفُنِ !
...
اتلو على صُحُفي آياتِ مُحتَدِمٍ
واكتمُ الشوقَ عن وجهٍ لمحتقِنِ
...
يا جارةَ الأرْزِ والصفصافِ لا تُزِغي
عينيكِ ، سائلتَيْ قلبي عنِ الوَهَنِ
...
تحظى الاماكنُ بالرّاعينَ عُزلَتَهمْ
ويفتحُ الشرقَ جَوّابٌ على المُدُنِ
...
لا نامتِ الريحُ عن تتويج ناصيَةٍ
ولا استراحَتْ سُهوبٌ عن جَنَى عَدَنِ
...
تُبكيكِ ذِكْرَى رحيلي عن سَناء دُنىً
هذا .. وتضحكُ سِنٌّ في فَم الكَفَنِ
...
تشقى المواعيدُ ، لا ذئبٌ ولا غَنَمٌ
ويكتُبُ النايُ سَطْرَ الصبر في المِحَنِ
...
قَدّاحَةَ الثغر عَنْ نَحْرٍ به شَغَفٌ
لا تَرْدَعيني فَديني الرَّفْعُ دونَ دَني
...
صُكَّتْ مَحاجِرُ في العافينَ عن شَغَبٍ
واستفحَلَتْ شِيَمٌ تأتي بمرتَهَنِ !
...
يا دارَةَ الشِّعْرِ دوري واحملي تَعَبي
واستصغري الطعْنَ مِن خِلٍّ ومُمْتَهِنِ


... نزيف البيلسان ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بلَغَ الزّبَى سيْلُ التمنّي
وانتهى عهدُ اللسانِ

تربّعي فوق الربى
كزنابق الألحانِ

انشدَكِ المدى ارجوحةَ الريْحانِ

ليس على الردى حَرَجٌ يدورُ
انِ استطابَ العيْشَ
عَيْناً في ربيع الأقحوانِ

انا المُعنّى اذ تغنّى
واستماحَ الجرحَ عُذراً
في نزيف البيلسانِ

يؤاخذون القلبَ حينَ احَبَّ
وافترشَ الندى
في آخِر الموّال - مسلوبَ البَيانِ

تعمَّقي بالشوقِ
كيْ لا يستحبَّ الكَيَّ
مِن نار الهَوانِ

لكِ النخيلُ ... وثورةُ الأحضانِ

لا تتعلّقي بالشوك !
انتِ ..... اوِ السُّدَى !
وطني ( رواياتُ العجائزِ )
في فِناء الدارِ
كيفَ الياسمينُ يُدينُ اهدابَ النسائمِ
لا تَلينُ لدمع احداقِ الوَسَنْ

حسناءُ ... تعشقها الجِرارُ
ويطربُ الصبّارُ في درب التهادي
اذ ينادي بلبلُ اللوز حساسينَ الشَجَنْ

اهدَى خريرُكِ - يا جداولُ -
ما يردّدُهُ - على استحيائهِ -
قَصَبٌ يشرّدُهُ الخَيالُ !

وتعْبُرينَ ...
وفي لُفافةِ تبغِهِ وطنٌ لأعشاشٍ
يؤلِّفُ قَشَّها قَلَقٌ
ويحْضِنُها المَجالُ ...

لكِ العَبَقْ



أحاديث من ( صحيح الشام ) !
__________________

منذ كان الحُبُّ يحبو في فِناء الابجديّةْ
كان لي بَرَدَى وكانت لي دمشقُ
تغزِلُ الموّالَ والقَدَّ الهِلاليَّ المُزنَّرْ
في ليالٍ عبقريّةْ !
وعلى الجَفن المؤطَّرْ
ترْمَحُ الافراسُ ... والساحاتُ عِشْقُ
راجعيهِ – دفترَ الاشواق – يا دنيا
اما صَدَقَتْ دمشقُ !؟
تُطْبَقُ الافواهُ لو قالتْ دمشقُ
وعلى الاهواء تسطو هَيْبةُ الزيتونِ واللوز العَلِيَّةْ .
كانَ انْ خَرَّتْ جبالٌ
تمسحُ الارهاقَ عن وجه المُعَنَّى
بالنسائمِ اذْ ترِقُّ
لا هُنا ( نظرةُ سَوْءٍ ) تحتَ اسياف الحَمِيّةْ .
تخشعُ الابصارُ لو مَرَّتْ دمشقُ
بالْتفاتتها البَهِيّةْ !
*****
سافرَ الشوقُ على هَوْدَج نُورٍ
من ثَرَى بغدادَ والرؤيا تدُقُّ
فافتحي بابَ التَّجَلّي – يا دمشقُ –
وانثُري نُوّارَكِ الفَجْرِيَّ
مَنْ - مِنّا – احَقُّ !؟
كيْفَ باتَ العيدُ مَذبَحَةً
وباتَ الزَّيْفُ يرعانا ويرقو ؟!
بَلّليني – يا دموعَ الياسمينْ –
واغسليني بالحَنينْ
ليسَ في عيْنَيْ مُعَلِّلّتي سوَى شَجَنٍ وباقاتِ انتظارْ
والشذى مِنديلُ باكيَةٍ على جِيد النهارْ .
مِنْ هُنا قامَتْ حكاياتُ التَّجَنّي
تجعلُ التقتيلَ مَدْرَسَةً ومِئذنةً وذاكرةً تعِقُّ !
لا عليْكِ يا دمشقُ !!
يرجِعُ البَغْيُ على الباغي
وتهوِي عَنْجَهِيَّةْ .
*****
أسْفَرَ القانونُ عنْ عزْفٍ صَبا
حينَ احْتَسَى كأسَ النَّوَى
في حانَةٍ سَكِرَتْ مَواجِعُها
فَجُودي بالوضوح ِ , تعمَّقَ النُّكْرانُ في نَبْشِ القُروحِ
انا وروحي لمْ نَعُدْ احَدًا يَئِنُّ
اذِ البَصائرُ أسْدَلَتْ استارَها
وإذِ المَدائنُ كَذَّبَتْ ابرارَها
وإذِ المَنازِلُ انْكَرَتْ احرارَها
هذا ... وإنّكِ يا دمشقُ – كما اظُنُّ –
عزيزةٌ الاّ على مَنْ قَدْ غَوَى .
يا جارةَ النّخْلِ الذي اسقى حَمائمَهُ شَجَنًا
واجْرَى في النَّدَى سُفُنًا
وأسرَى بالمآقي مِنْ مَحاجِرِها الى بحر الهوى !
مِنْ ايِّ نَهْرٍ يشربُ التاريخُ – في عطشٍ –
وهذا نهرُهُ بَرَدَى يُؤكِّدُ :
لا جوى !!! ؟
*****
ها اوْرَقَ الوَجْدُ الذي غَنَّى " قُدودًا " في شآمِكِ
اوْرَقَ الحُبُّ الذي غَنَّى سَنابِلَكِ الغّنِيَّةَ والثَّرَى
هُبّي طيورَ الدَّوْحِ
في فَتْحِ الصّباحِ على الذُّرَى
هُبّي فَراشاتٍ وانوارًا تَغلْغَلَ دِفْؤها
في صُلْبِ ذاكرة الكَرَى .
كانتْ دمشقُ اذا تعطَّلَ موْكِبُ السُّمّارِ – في حَيْفا –
تُؤجِّلُ لَيْلَها
وترُدُّ عَنها خَيْلَها – حُزْنًا -
وكانتْ حينَ تهدأُ صَوْلَةُ الافراحِ – في عَكّا –
تَغُضُّ الياسمينَ عنِ المَباسمِ !
خاصِمي – يا دوْلَةَ النُّكْرانِ –
هاتي مِنْ مَواتِكِ ما بَرا ! .
*****
هلْ في غليل الذوْق مَدّاحٌ
يقولُ مواسمَ الدَّرّاقِ والاعنابِ !؟
فيه مَدائحُ الزيتونِ !؟
فيهِ مَعازفُ الادَواتِ ... مَوّالُ التُّرابِ !؟
فَخُضْ بِنا رُطَبًا
أعِدْنا – يا نَخيلُ – الى الجِرابِ
وتصْدَحُ الذكْرَى بعطفِكِ يا دمشقُ
وتَسْقُطُ ( هيْئةُ الظُّلُماتِ ) لو نهضَتْ دمشقُ .
*****
قُلْ :
في ( صحيح الشامِ ) لا يبقى مَقامٌ ل ( الضَّعيفِ )
ولا نرى ( الموضوعَ ) و ( المَرْدودَ )
هذا ... والحديثُ مُصدِّقٌ ومُصَدَّقٌ
فاقرأْ شآمَكَ مِنْ مَراجِعِها
مَلَلْنا مِنْ حكاياتِ الانوفِ
تمرَّغَتْ في وَحْلِ مُبْتَسِمٍ ويُخْفي حِقْدَهُ
خِرّي عُروشَ الذُّلِّ وانتصبي دمشقُ
فلا يصحُّ صوى الصحيحْ .
*****
قد اوْدَعَ الحُبُّ امانتَهُ فصانتْها دمشقُ
في زمانٍ تَحْكُمُ الاهواءُ فيهْ
وانطوَى ٍسِفْرُ التَّمَسُّكِ بالجذور
ولا نعيهْ .
فاكتُبي ما شئتِ مِنْ قَصَص التعمْلُقِ
والتعلُّقِ للسَّفيهْ .
ما هُنا تُقْرَأُ " مَلْهاةُ التّآخي " فوْقَ آياتِ النَّبيهْ !
الهُدَى بَرَدَى .. وأفواجُ التَّراخي
صَدَّقَتْ إيمانَها في كُلّ تيهْ .
يا دمشقُ : نحْنُ عُشّاقٌ لمَنْ يغرسُ فينا
نبتةَ الكِبْرِ لَدَى " قبر الفقيه " !!
فاحذَرينا كي يُجانبَكِ صِدْقُ
فاتبعيهِ واسْمَعيهْ !
*****
حينَ كان العُشْبُ مُنْتَسِبًا لفاتِحةِ التَّجَلّي
كانتِ الغَوْطَةُ تُمْلي امْرَها فينا اخضرارا
والحَبارَى تمتطي السندس
والشحرورُ جارى
والحمائمُ لَمْ تكُنْ عافَتْ دِيارا
والزنابقُ كَشَّفَتْ عن لَحْظِها فينا .. فدارَ
رفرفتْ فينا قلوبٌ
تسألُ المَوّالَ عن حال العَذارَى
فاعذُرينا يا دمشقُ
وانتفِضْ يا غُصْنُ وابعَثْ
نائماتِ الحَيّ مِنْ حُلُمٍ اغارَ
كيْفَ ثارَ الصُّبْحُ فانطلَقَتْ معاوِلُهُ تُغَنّي
ارقَصَتْ فينا جِرارا !
والحَفيفُ – على روابينا – خَفيفٌ
يقرأُ السَّلْوَى على هَمٍّ توارَى
يا دمشقُ : اجوبُ ذاكرتي
وللنسيان جيشٌ يصْبِغُ الدنيا احمرارا
" الدَّعِيُّ / اليَعْرُبِيُّ " هُنا اميرٌ
يُلْقِمُ العِزَّةَ نارا !!
فإذِ الوَعْيُ لهُ قَيْدٌ وبَلْوَى
وإذِ الفَهْمُ لَدَى الجَهْل استجارَ
فاقرئينا – يا دمشقُ – على حقيقَتِنا
ولا تُرْخيْ خِمارا
تَحْمِلُ الدُّنْيا خَطاياها وتمضي
والدُّجَى يُبْدي نَهارا


حَنينُ البرتقال
_________________



البرتقالُ ... وأكَّدَتْ يافا محبّتَها بباقة سوسنِ
وهيَ التي لاتنحني
إلاّ لتلثُمَ جبهةَ الليمونِ في بَيّارةٍ
فيها الفقيرُ أخُ الغني
فاحملْ هَواكَ
وخُذْ رؤاكَ إلى مرابع موطني
هذا زبرجدُ بَحْرِها
وقلادةٌ في نَحْرِها
وفَنارُها يأبى مُصافحةَ " الدَّني "
والبحرُ مُحْتدٌّ على أمواجه إذْ تنثني
يا باحةَ الفَخّارِ هُبّي .. دَنْدِني .


*****


الصمتُ يحكي عن مآذنهِ
وعن أسحارهِ
والليلُ يبكي جَنَّ عن سُمّارِهِ
ولَدَى القرنفُلِ ما يَغصُّ
على ابتعادٍ حَلَّ من أنصارهِ
والفُلُّ حينَ يُطِلُّ يكتشفُ الضُّحَى
فيهِ انْمحَى لَمَعانُ وجْهِ نَضارِهِ
لا يعْتَني
يافا حَنينُ البرتقال إلى موائدهِ
وخَوْضِ غِمارهِ
يافا التي كانتْ تُقوِّمُ مَنْ يُسارعُ ينحني
اليومَ مُثقلَةٌ بعصف مطامِعٍ
وبسوء عَصفِ الألْسُنِ


*****


في مِقصَفٍ ، في الشاطىء المنكوبِ
هذا سائحٌ يومي لنادلةٍ
هَلُمّي : هل لديْكمْ ما يُرطِّبُ !؟
- عندنا الصَّبّارُ مخلوطٌ بثلجٍ
- عندنا الليمونُ بالنعناعِ
- مُرْني سيّدي .
لا هَبّتِ النسماتُ للوجه الرّدي
يافا ... وفي مِنديلها حَبَقٌ وخمرةُ مُعْتَدِ
وقِمامَةُ الاوغادِ عِندَ المسجدِ
و " الحُبُّ " في خَمّارةٍ
ورصاصةٌ تغتالُ كُلّ " مُحَمَّدِ "
يافا أنينُ البرتقالِ
عنِ اليَمينِ ... عنِ الشِّمالِ
ونُقطةٌ في الشّالِ
لَوَّنَها السَّوادُ / على اعتقالِ
جَدّدي وتمكَّني – يافا – بحَرْفٍ أبْجَدي .


*****


ألعيدُ ... لا عيدٌ .. فخوضي يا ثيابُ
ولَوِّني شَجَني
أهابُ .. أنا " الإرهابُ "
حينَ يَرِفُّ عُصفورٌ مُصابُ
وأنْطوي وَرَقاً يؤلِّفُهُ كِتابُ
تَعَلَّقي – يافا – بأنْسِجَةِ الشُّعاعِ
تَخَلَّلَتْ أقواسَها باعاً بباعِ
وأيْقظي أمّي
ولُمّي ما تبعثَرَ مِنْ طَحينٍ
تحتَ أقدام الجُنودِ
وفي الجُهودِ لنا سلامٌ يُسْتَطابُ
وسائلي النعناعَ كيفَ أضاعَ خُضْرَتَهُ !
أتُبْهِجُ يا خَرابُ !؟


*****

سَمْراءُ .. واختبأَ الحَياءُ ...
تُحِبُّني !؟
فاطلبْ يدي مِن والدي
والمَهْرُ اغنيةٌ لها البحرُ
ويُقسِمُ أنَّهُ ماءُ
وقواربُ الصَّيْدِ ما شابَها داءُ
وحديقةُ الزنبقْ
تَهوَى ولا تعشَقْ
والبيتُ حِنّاءُ
وتَكونُ أشياءٌ .. وتَكونُ أسماءُ
وتَكونُ أطْيانٌ .. ويكونُ أبناءُ
.......
ما هَزَّني شَجَنٌ إلاّ لهُ يافا .


حيفا
ــــــــــــــــــ

حَيْفا ... وأطلَقَتِ البلابـلُ شَدْوَهـا =ليَشُقَّ وَجْـهَ الصُّبْـحِ فـي الرُّمّـانِ
وتفَتَّحَتْ فـي اللّـوز أعيُـنُ غـادةٍ =قَطَـرَ النَّـدَى فيهـا دَمَ الإحـسـانِ
وتَمَلْمَلَـتْ زَيْتونـةٌ فـي مَهْـدهـا =لتَـزُفَّ نـورَ الشمـس للأغصـانِ
وشَقائقُ النَّعْمـان شَقَّـتْ صَمْتَهـا =تُلْقي السلامَ على صَدَى ( الصَّوّانِ )
ما خِلْـتُ قلبـي انْ يكـونَ مُعَلَّقـاً =بَيْـنَ السَّحـابِ ودمعـكِ الهَـتّـانِ
رَقَّ النسيـمُ علـى خُـدودٍ أشعَلَـتْ =قَـوْسَ التَّألُّـقِ فـي فَـمِ الألْـوانِ
ثُوري على سِرْبِ الحَمائـمِ هاجِـراً =أبْراجَـهُ فـي سِـحْـركِ الفَـتّـانِ
وتَنَهَّدي في الرَّمْلِ - يأكـلُ غَيْظَـهُ =مُسْتَسْلِـمـاً لمَشيـئـة الشُّـطْـآنِ
يا وَرْدةً سَهِـرَتْ عُيـونُ مَشاعـري =تَرْعـاكِ فـي ( دَوّامَـة الوُجْـدانِ )
بُوحي بعطْركِ ، عَلّلينـي واشرَبـي =دَمِيَ المُباحَ لسيْفـكِ ( العَدْنانـي )
لَوْ كانَ في الصَّبّـار قلبـي لاكْتَفَـى =انْ تَرْقُبـيـهِ بأعْـيُـنِ الإيـمـانِ
حَيْفا ... رَسَمْتُكِ في المَدَى حوريَّةً =حُـرّيّـةً مَسْلـوبَـةَ الأوْطــانِ




اعداد :

زياد السعودي / الاردن







  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط