حرب كيماوية

[المختار محمد الدرعي]

قال العم مسعود مخاطبا أحد زملائه و هو خارج لتو من الإجتماع : هذه القطط حولت مسار حياتي إلى جحيم لا يطاق , صرت أتوقع أن يطردني المدير بسببها شرّ طردة من عملي في أي لحظة غضب , لقد وجه لي اليوم توبيخا بلهجة حادة , بعد أن بلغته شكوى من أحد رجال الأعمال المقيمين بالفندق , كما بلغته شكوى أخرى من أحد رؤساء الدول المقيمين . فقد انتشرت بكثافة غير معهودة في الطوابق العليا و فندقنا ذا سمعة عالمية , و لا يليق أن تقطن فيه القطط جنبا إلى جنب مع رجال الأعمال و رؤساء الدول هكذا خاطبني , تصور لو يقيم ذات مرة بيننا الرئيس (ترمب) و تزعجه قطيطة حتى لو كانت صغيرة ؟ فحتما سوف يحيلونني على محكمة لاهاي الدولية في الحال . هذه القطط حرامية ! بل إرهابية ! لقد رأيتها البارحة بأمّ عيني تلعق الويسكي عند سقوط طبق من الأطعمة و تكسّر قنينة المشروبات الكحولية على بلاط الممر بعد انزلاق العامل , حتما سأقضي عليها قبل أن تقضي على مورد رزقي... كانت الساعة تشير إلى الرابعة صباحا حين جاء العم مسعود لمقر عمله حاملا معه أكياسا من الطعام الممزوج بمواد كيمياوية قاتلة ليوزعها بزوايا الطوابق, لقد قرر إرتكاب هذه الجريمة في وقت السحر , الوقت الذي يتنزّل فيه رب العزة للسماء الدنيا و يسأل عباده : هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟.. لقد أعماه الغضب و سيطرت على عقله العصبية , صار يتصرف بدون أي وازع ديني أو أخلاقي , أصبح همه الحفاظ على علاقته بالمدير متجاهلا علاقته برب العالمين ..زرع الطعام المسموم كما تُزرع الألغام أثناء الحرب مع العدوّ في أماكن اختارها بدقة , ثم عاد إلى منزله مرتبكا كأي مجرم ,مضت سويعات قليلة .. بدأت أولى خطوات العاملين تدب في طوابق الفندق , يا إلهي !!هناك قطط تصارع الموت ثم تلفظ أنفاسها الأخيرة لتبقى جثثا هامدة بلا حراك , إنها مجزرة جماعية , ترى من تجرأ على استعمال أسلحة الدمار الشامل المحظورة دوليا ضد هذه القطط ؟ , هل صُنّفت هذه القطط على أنها من الجماعات الإرهابية هي أيضا حتى تعامل بهذه القسوة ؟ .. لكن هناك بالطابق الخامس قطيطة نحيلة أبت أن تفارق الحياة , إنها تتجه نحو اليسار تجرّ نصفها الخلفي المشلول , كأنها تسابق اللحظة الأخيرة من حياتها نحو هدف ما .. كان العامل يراقبها بدهشة حتى دخلت إحدى الزوايا حيث جراءها الصغار , تمددت أمامهم ,فانتدلفوا تحتها فرحين بقدومها باحثين عن ثديها , أما هي فقد أسلمت الروح ..إلتّف حولها جمع من العاملين من بينهم نساء بدأن يبكين موتها و تيتّم صغارها .

[المختار محمد الدرعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن لشهب

الصديق المبدع المختار
لك قدرة رائعة على زرع الابتسامة وهذه ميزة قل نظيرها فضلا عن عمق وجمالية كتاباتك الهادفة.
تحيتي لإبداعك الرائع صديقي الكريم.

شرف لي أن تنال قصيصتي إعجابكم مبدعنا حسن لشهب
شكرا للحضور و التشجيع
تقبل تحيتي و تقديري

[خالد يوسف أبو طماعه]

مرور للترحيب وواجب السلام
أما النص فحتما لي عودة قريبة له
بإذن الله تعالى
تحياتي

[المختار محمد الدرعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه

مرور للترحيب وواجب السلام
أما النص فحتما لي عودة قريبة له
بإذن الله تعالى
تحياتي

نعم ننتظر دائما انطباعك حول نصوصنا أخي خالد يوسف
محبتي

[نوال البردويل]

الغاية تبرر الوسيلة
والمنفعة الخاصة تبرر الجريمة
أفكار غريبة غزت مجتمعاتنا
عميت العيون واسودت القلوب وانتزعت الرحمة منها
هذا ما آل إليه حالنا أنانية وحب للذات دون اكتراث بحياة الآخرين
نسأل الله السلامة للجميع
تحياتي أ. المختار
وتقديري

[محمد خالد بديوي]

بالأمس كنا في هيروشيما..واليوم :
نحن أمام حرب كيماوية.

يبدو أن المختار لن يتوقف عن عرض
أسلحته ؛ حتى تقوم الحرب العالمية الثالثة.

مع هذا لنا عودة بإذن السميع العليم.

للحرب الكيماوية .. والزهمولة ــ الشبح ــ
ما هذا الرعب يا صديقي..!


المختار محمد الدرعي

خالص التحايا

واحترامي وتقديري

[المختار محمد الدرعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل

الغاية تبرر الوسيلة
والمنفعة الخاصة تبرر الجريمة
أفكار غريبة غزت مجتمعاتنا
عميت العيون واسودت القلوب وانتزعت الرحمة منها
هذا ما آل إليه حالنا أنانية وحب للذات دون اكتراث بحياة الآخرين
نسأل الله السلامة للجميع
تحياتي أ. المختار
وتقديري

قراءة موجزة لكنها رائعة أتت على جاء في القصة
شكرا للاهتمام و المتابعة أستاذة نوال
تحياتي و تقديري

[المختار محمد الدرعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران

الاستاذ الدرعي
نص ذكي.ومؤلم.يجوز للقارئ ان يقرأه كاسقاطة سياسية ...وفي وجه آخر لقطة اجتماعية ..وأيضا حبكة درامية مبكية. .وفي كل تناول النص زاوية جديرة بالتوقف أمامها وهي عمل أي شئ وكل شئ في سبيل ارضاء الكبار من جهة واستمرار لقمة العيش من جهة..جاءت القفلة حزينة ..لقطة تصارع من أجل صغارها. .بكاء بعض النسوة مبالغة تظهر عاطفة النساء.
يبقى عم مسعود نموذجا للخوف.
مودتى وتقديري لك

شكرا للقراءة المكملة التي زادت القصة بريقا و كثافة
شكرا للتشجيع و المتابعة أخي جمال
تحياتي

[المختار محمد الدرعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي

بالأمس كنا في هيروشيما..واليوم :
نحن أمام حرب كيماوية.

يبدو أن المختار لن يتوقف عن عرض
أسلحته ؛ حتى تقوم الحرب العالمية الثالثة.

مع هذا لنا عودة بإذن السميع العليم.

للحرب الكيماوية .. والزهمولة ــ الشبح ــ
ما هذا الرعب يا صديقي..!


المختار محمد الدرعي

خالص التحايا

واحترامي وتقديري

هي حرب كيماوية بين العم مسعود و القطط
أخي محمد خالد
هو صراع للبقاء جمع صدفة بين الانسان و الحيوان
مسعود يريد أن يحافظ على مورد رزقه و القطط تريد أن تعيش
خاصة أن بقايا الموائد هناك دسمة
شكرا للاهتمام و المتابعة
تحيتي و تقديري

[خالد يوسف أبو طماعه]

معادلة صعبة
هي الحرب من أجل العيش
في زمن أصبحت المعيشة فيه
جد قاسية ومؤلمة
لا أدري قرأت النص وشعرت
بأنه أقرب للساخر من القصة
كل التقدير

[المختار محمد الدرعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه

معادلة صعبة
هي الحرب من أجل العيش
في زمن أصبحت المعيشة فيه
جد قاسية ومؤلمة
لا أدري قرأت النص وشعرت
بأنه أقرب للساخر من القصة
كل التقدير

تماما ملاحظتك في محلها أستاذنا الجليل خالد يوسف
شكرا لاهتمامك و متابعاتك الدائمة
كل الاحترام و المحبة