30-04-2018, 06:16 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
المقهى
المقهى بيت من لا بيت له،يعمرها العبثيون والمهمشون،يؤثثون فضاءاتها بتفاهات حيواتهم ،يحلون بها كلما ضاقت بهم سبل بيوتهم ،يتخلصون من سطوة توأم الروح ،يقبلون وقد ثقلت موازين أنفسهم ،ينزعون أقنعة المضطهدين وتتوارى أحزانهم حينئد يصطنعون بطولات انتفاخية فينساب السرد سلسا لا تمويه بمسالكه .تند عن السارد آهات حزينة ترحما على حياة أضاعها في متاهات العبث فتطفو عقدة الاضطهاد ،يزعم السارد انحداره من سلالات اصيلة عريقة في البطولات وصناعة الأمجاد فاذا انكشف الضباب انجلت حياته عارية من مساحيق التجميل ،عجوز شمطاء غيرقادرة على التمويه.
عباد ضعن في زهرة العمر ،ترك وراءه غبار قريته وبيوتها الواطئة وغاص في المقلاة ،الآن يقبل على فضاء المقهى بابتسامةعابرة ،يجلس متهالكا يغتال النادل بشماتة سوداء تنم عن بواطن نفس آسنة ،يرشف سواد فنجانه فاذا استوى به المقام اطلق العنان لهلوسات عابرة من ترهات ماض سحيق ،هلوسات المساطيل تحبل بفراغ متجذر في جبلة الانفلات من جفاءالبداوة ورغبة قاتلة في التعويض،نفس مريضة مثقلة بالعقد ومركباتها ، حضر اليوم متباطئا اقتعد ناصية مريحة اقتنى لفافة تبغ اشقر نفث دخانها وعاث في مرابع السرد فسادا ،يبدو في حكاياه قردا في حلقةجامع الفنا (*)،يتلبس لكل المقامات لبوس المنتفع ،يتصيد في علاقاته رصيدا لا ينضب من الانتفاع ،يبسط خد الذل نضير مآربه الآنية ،قال بحديث المتيقن أن حمارا جن في قبيلتهم فرقص طيلة ليلة وزغاريد النساء تؤثث الأجواء ولما نفق سيد الحمير جراء لوثته ،شيد له مقام و أخذت النساء الراغبات في تملك بركة هز الكشح يلدن به حتى إذا من عليهن شيخ الحمير ببركته وتملكتهن طقوس التوله رقصن محجبات او متلبسات بظلام دامس صونا للشرف وكان كلما فرغت حكاياه من رموز التبلذ آوى الى ركن شديد من خبله واستفاق على واقع مرير ،بحث في جيبه على علكة يلوكها لتمويه رائحة التبغ درءا لليلة عصيبة وطويلة ساحة جامع الفنا :ساحة بمدينة مراكش تقام فيها الحلقة كل مساء و الحلقة فرجة ذات طابع مسرحي بدائي |
|||
02-05-2018, 10:25 AM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: المقهى
اقتباس:
وكأن هذا النص أراد من المقهى أن يبلغ المنتديات الأدبية والثقافية ففيها ما أشار إليه، ومنها أينعت رؤوس من وصفهم دون استثناء.!! أرى والله تعالى أعلى وأعلم أن الإشارات تدلل على هذا الفهم.. وأظن أنه لم يكن عبثا أن يقول: {،يؤثثون فضاءاتها بتفاهات } {فينساب السرد سلسا لا تمويه بمسالكه} {تند عن السارد آهات حزينة ترحما على حياة أضاعها في متاهات العبث} { فتطفو عقدة الاضطهاد} {يزعم السارد انحداره من سلالات اصيلة } { وعاث في مرابع السرد فسادا } {وكان كلما فرغت حكاياه من رموز التبلذ} وربما يكون مجرد إحساس تسببت به هذه المصطلحات عموما، كان الوصف دقيقا وأعتقد أن النص بلغ مراده وأكثر. وكعادته "الناص" أتقن التقاط مشاهده ببراعة المحترف الخبير أديبنا القدير الجامعي بو شتى بوركتم وبورك عطاؤكم الكثير والكبير احترامي وتقديري
|
|||||
02-05-2018, 10:29 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: المقهى
كانت القراءة ممتعة
دام الإبداع و العطاء أديبنا الجامعي بوشتي تحيتي و تقديري |
|||
04-05-2018, 11:11 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: المقهى
اقتباس:
مقاربتكم النقدية عملت على تفكيك النص الى مقاطع اسوة بالمنهج البنيوي لتحييد الدلالات ومساءلتها بعيدا عن الاعتباطية وابتسار الاحكام الذاتية مقاربة تنم عن وسع واقتدار وعمق رؤية مقاربة غدتها روافد التلاقح الثقافي شكرا أخي محمد خالد |
||||
22-05-2018, 11:31 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: المقهى
قص جميل ووصف موفق لحياة المقهى ومرتاديه دام الإبداع |
|||
26-05-2018, 04:13 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: المقهى
عادة النفوس المريضة تبحث عن البيئة المناسبة
لتفرغ ما بجعبتها من فراغ .... وإذا ما وجدت ضالتها تتمادى في بث سمومها لتخريب العقول والنفوس في تلك البيئة وهذا ما فعه ذلك الفارغ نقد جميل لفئة يجب معالجتها وعدم السكوت عنها كل التقدير أ. الجامعي وتحياتي |
|||
|
|
|