لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-08-2017, 11:05 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
ضوء جهاد بدران على نص/ اتجاه معاكس/ أ.خالد يوسف أبو طماعة
اتجاه معاكس
" ببراءة طفولته كان عائدا إلى بيته يحمل في يده ربطة خبز يابسة استوقفه في منتصف الطريق بحجة التحقق من هويته لم يكن من أنصار الحزب ولم يكن من طائفته صوب البندقية على الرأس تماما ابتسم الطفل عندما رأى الرصاصة تخرج من بين العينين ." خالد يوسف أبو طماعه ................................................ اتجاه معاكس...... ومضة إبداعية لبست ثوب القصة القصيرة جداً فأثارت فينا الوقوف في محرابها..تأملاً وتدبراً في معانيها وما حملته من أسرار دفينة... عندما خطفت عيناي هذا العنوان..توقفت دون قراءة النص..حتى أسمح للفكر والخيال يحلقان بتجاويفه واستخراج ما به من معاني..فكان من الفكر أن رسم للعنوان ( اتجاه معاكس).. أن هناك ثمة تناقضات وتضاد بين طرفين في نفس المستوى من الفكر والقوة والحوار.. لكني تفاجأت بفارق الحدث وعدم توازي بين الطرفين حين تلعثم فيها اللسان..وحين دخلت قلب النص.. يبدأ الكاتب ومضته الراقية بقوله: (ببراءة طفولته كان عائدا إلى بيته) كان لزاماً على الكاتب توضيح معالم الطرفين وتحديد صفاتهم ..لتتم عملية النجاح في توصيل المغزى الذي يلتصق بالنص بجماليته العميقة في ذهن المتلقي..وهذا نوع من أنواع الحرفية المتقنة المدروسة.. فكان من الكاتب إعلان صفة الطرف الأول من الإتجاه المعاكس..وهي كل معاني الطفولية التي توحّدت تحت جناح البراءة..بقوله ببراءة طفولته) وكلمة براءة ..إنما أرادها الكاتب لتوضيح صورة الحدث بما في ذلك صورة المجتمع الذي وقع فيه الحدث.. فالبراءة تعني النقاء والشفافية والسلم والتصالح مع الذات والقناعة وصفاء النفس من الأحقاد ..إلخ ليعكس لنا الكاتب صفة المجتمع قبل وقوع الحدث..وفي قوله كان عائدا لبيته)..ليظهر لنا الكاتب أهمية البيت الذي يعود إليه أفراده ليخلعوا تعب نهارهم وعملهم داخله باطمئنان وراحة..وسنرى هيئة الطفل وهو عائد لبيته.. فيقول الكاتب: (يحمل في يده ربطة خبز يابسة) تتضح صورة الطفل البريء الذي خرج من بيته يبحث عن سلم الحاجات الأساسية بدافع غريزي والحاجة الملحة للبقاء التي وجّهت سلوكه ونشاطه نحو البحث وتحقيقها بمنجزات ضعيفة من خلال (ربطة خبز يابسة)... وهذه هي الحاجات الفسيولوجية التي تعتبر أقوى الحاجات لأنها أساسية ضرورية للحياة ليضمن استمرارية البقاء.. في هذه الصورة المتقنة التي توازي فناً متفرداً يتضح صورة المجتمع الذي استحوذ عليه الفقر..لدرجة خروج الطفل للبحث عن قوت يومه له ولعائلته.. في هذا القالب الإجتماعي نرى أبعاد التربية السائدة في الوطن العربي وأهداف ساستها وقادتها وولاة أمرها في قولبة العقل وتقييد الإرادة مما يعكس صورة الإدارة والأنظمة التربوية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية في فشل ذريع يدل على سوء البناء من القيادات والولاءات المختلفة التي لها الدور الكبير في تحطيم سلم الحاجات وزعزعته تحت نصل المصالح والمناصب..لتكون الحروب منافذ للتجويع والهدم والقتل.. وهدم كل معالم الحاجات الإنسانية من حاجات فسيولوجية وحاجات الأمن وحاجات الإنتماء وحاجات التقدير ثم حاجات تحقيق الذات..وكلها قد وأدتها الحروب التي أثارتها ساستنا قبل أن تثورها الغرباء للأسف..وهذه معادلة صحيحة لأن إشعالها تم من بين أنامل قادتنا وكبار الطغاة التي تحكمنا وتسيطر بالتجويع على منافذ قوتنا... من منطلق الصورة التي عرضها الكاتب عن ربطة الخبز اليابسة..أراد توضيح معالم المجتمع المستسلم لأدوات الحرب لأنه يحمل هماً أكبر هو تحقيق حاجاته الفسيولوجية الأساسية مما أفقده التفكير في كيفية الدفاع عن كيانه... صورة بارعة النسج متقنة السبك متينة البناء... يكمل الكاتب بقوله: (استوقفه في منتصف الطريق بحجة التحقق من هويته) استوقفه..كلمة تدل على الضغط والسيطرة والإجبار وفرض السلطة عليه.. وهذا يعكس صورة الطرف الآخر الذي هو القوى المستبدة الظالمة والذي يثبت ذلك حين يقول الكاتب في منتصف الطريق)..ربما هنا في منتصف الطريق يريد الكاتب توضيع الظلم الذي يتعرض إليه المواطن الأعزل البريء الذي حدد معالمه الكاتب بكلمة (براءة).. من ظلم واستبداد وقتل وتجويع وتشريد..فمنتصف الطريق..أرادها الكاتب قبل وصول الطفل لآخر الطريق وهو بيته ومكان وطنه واستقراره واللجوء لمن يحميه من أهل بيته..وهذه من الخطط التي يرسمها محتل ضعيف التخطيط جبان يستقوي على الضعفاء الذين لا يملكون أدوات الدفاع عن أنفسهم ولا عن بلادهم.. منتصف الطريق..تعني الحيلة والمكر والدهاء والجبن.. ( بحجة التحقق من هويته) .. هذه حجة واهية للتحقق من هوية طفل لا حول له ولا قوة ..وهذا قمة الذل والخسة من عدو الله ما أراده إلا الجرائم في حق الإنسانية والمحرمة دولياً ..لكنهم يخترقون كل القوانين والأنظمة وهم يلتحفون بغطاء عربي غربي.. وهذه الحالة كمعظم الحالات التي تقع في مجتمعنا العربي الذي تجرد من قادة العدل والكرامة والضمير.. وما أراده الكاتب من( التحقق من هويته) لمعرفة جنسية المارين والعابرين في بلادهم حتى تتم عملية الغربلة للإنسان العربي والمسلم والتخلص منهم حتى يمنعوا تكاثرهم ويئدوا زحفهم الديني الإسلامي الذي يرعبهم منذ التقاء الأرض بالسماء في إسراء الحق نحو المعراج إلى الله في البقعة المقدسة الطاهرة والتي تقام عليها حتى الآن كل أنواع العداء والأطماع.. (لم يكن من أنصار الحزب ولم يكن من طائفته) صورة توضيحية جديدة تثبت نوايا المحتل والغزاة..إذ يبحثون عن فريستهم في اصطياد وقتل من يحمل إسلامه في قلبه قولاً وعملاً.. الحرب حرب دينية لشريعة الله لقوتها عندما تتمكن من الإستقرار في القلب..خوفهم من الزحف الإسلامي في كل مكان.. وهذه الجملة توضح هدف الإتجاه المعاكس الذي لا يبحث عن أمور إجتماعية أو أمنية إنما بهدف عقائدي ديني..وهذه أكبر الحروب والهجمات التي تقام في العالم كله.. (صوب البندقية على الرأس تماما ) تتم عملية التصويب بالبندقية نحو رأسه تماما.. لقتل هذا الفكر والعقل الذي يحمله الطفل خوف من أن يكبر وينضج..لأن عقل العربي والمسلم إذا أتيحت له سبل الأمن والحاجات الأساسية فإنه يحقق المعجزات.. عملية قتل الرأس تماماً دليلاً آخر على الجبن والذل للفئات الجاحدة الكافرة..الذين يستقوون على الضعفاء.. (ابتسم الطفل عندما رأى الرصاصة تخرج من بين العينين) . قفلة إبداعية مدهشة مبهرة لصورة الوطن العربي والمجاهد العربي المسلم وهذه تدل على قوة الأمة التي مهما قتلوها ومزقوها ستبقى تتقبل الطعن بالقهر عن طريق الإبتسامة التي تدل على قوة الصبر والتحمل ..وتدل على الإستهزاء بالمحتل والغزاة والظالمين..وكأن الإبتسامة عملية توريث للصمود والمجابهة وعدم الخنوع والذل أمام الطغاة والجبابرة .. فلم يعد يهم هذا الشعب البريء عدد الطعنات التي يتجرعها ولا عدد الإبتلاءات التي يتعرض لها..طالما يصفق بصموده ويرفع من آرادته دون خنوع في الصبر الذي يحمله... قفلة إبداعية قالت الكثير وأعلنت عن شعب لا يهمه كثرة المحن إنما يهمه كيفية الصمود والثبات... ...... الشاعر الكبير والكاتب المبدع القدير الراقي أ.خالد أبو طماعة بورك قلمكم الباذخ وحرفكم الوطني الثائر وما حملت هذه الومضة من أدوات الإبداع والتألق والفن البارع والرمزية العالية الإتقان بدلالات المختلفة والتأويلات المتعددة.. قلم تنحني له الحروف وتصفق له العقول من جمال وجلال ما يحمله من فن ماهر يدل على قدرة وحرفية صاحبه.. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه وزادكم الله بسطة من العلم والنور والخير الكثير جهاد بدران فلسطينية |
|||
14-08-2017, 02:09 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: ضوء جهاد بدران على نص/ اتجاه معاكس/ أ.خالد يوسف أبو طماعة
تعجز الكلمات وتقف صامتة بلا حراك
أمام هذه القراءة العميقة الرائعة شرف لحروفي أن لاقت استحسان ذائقة قارئة وناقدة متمكنة من أدواتها شكرا بحجم الوطن لهذا الكرم الحاتمي الأصيل كثير تقدير ومساحات من الشكر |
|||
19-10-2017, 06:10 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: ضوء جهاد بدران على نص/ اتجاه معاكس/ أ.خالد يوسف أبو طماعة
قراءة عميقة لومضة رائعة تستحق الاحتفاء
تحية تليق بالمبدعة جهاد والقدير خالد ولكما كل الود والورد
|
||||
09-11-2017, 02:43 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: ضوء جهاد بدران على نص/ اتجاه معاكس/ أ.خالد يوسف أبو طماعة
اقتباس:
بارك الله فيك أخي عدنان محبتي التي تعلم |
||||
09-11-2017, 02:45 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: ضوء جهاد بدران على نص/ اتجاه معاكس/ أ.خالد يوسف أبو طماعة
اقتباس:
بارك الله بك أختي عبير تحياتي وتقديري |
||||
03-12-2017, 11:25 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: ضوء جهاد بدران على نص/ اتجاه معاكس/ أ.خالد يوسف أبو طماعة
وقراءة تاتي باتجاه يتوزاى وعلو الاتجاهين السابقين اتجاه الكتابة ولحظة مخاضها
رائعة انت شاعرتنا جهاد تحية لك وللمحتفى به خالد صاحب الاقتناصات المركزة دمتما بكل الخير
|
||||
04-12-2017, 02:42 AM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: ضوء جهاد بدران على نص/ اتجاه معاكس/ أ.خالد يوسف أبو طماعة
اقتباس:
أنت أيضا لك بصمة مميزة في القراءة والنقد والرؤية وما نزال نتعلم أخيتي ونحاول أن نتقن ونجيد الققجة خالص تقديري |
||||
13-12-2017, 03:19 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: ضوء جهاد بدران على نص/ اتجاه معاكس/ أ.خالد يوسف أبو طماعة
ببراءة طفولته كان عائدا إلى بيته
يحمل في يده ربطة خبز يابسة استوقفه في منتصف الطريق بحجة التحقق من هويته لم يكن من أنصار الحزب ولم يكن من طائفته صوب البندقية على الرأس تماما ابتسم الطفل عندما رأى الرصاصة تخرج من بين العينين ." --------------- نعم قراءة مستفيضة لكلمات قليلة ولكنها قالت الكثير فعلا وشاعرتنا جهاد تجيد الغوص وتعطي ابعادا اخرى بوركت الاخت الشاعرة جهاد وشكرا للاديب خالد ابو طماعة لهذا الايجاز المكثف مع تحياتي |
||||
17-12-2017, 06:59 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: ضوء جهاد بدران على نص/ اتجاه معاكس/ أ.خالد يوسف أبو طماعة
اقتباس:
الشكر لك أخي محمد والشكر موصول للرائعة جهاد تحياتي |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|