ضوء جهاد بدران على قصيدة/رغبة/ للشاعر محمد تمار - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-2017, 04:27 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي ضوء جهاد بدران على قصيدة/رغبة/ للشاعر محمد تمار

رغبة......الشاعر محمد تمار

اِشتهى الفأرُ موزةً في السّماءِ
دونهَا ساقُ نبتةٍ عنقاءِ
جرّبَ القفزَ والتسلّقَ لكنْ
لم يُحقِّقْ ويجنِ غيرَ العياءِ
فاهتدَى فكرهُ أخيرًا لحلٍّ
يضمنُ الموزَ دونَ أيِّ عناءِ
فدنَا منْ مقيلِ فيلٍ عظيمٍ
وامتطَى ظهرهُ جميلَ امتطاءِ
نهضَ الفيلُ ثمَّ سارَ رُويدًا
فوقَ ماءٍ وخُضرةٍ ودماءِ
ودنَا منْ أقراطِ موزٍ تدلّتْ
مثلَ أقراطِ غادةٍ حسناءِ
وثبَ الفأرُ وثبةَ العُمرِ لو لمْ
يرجعِ الفيلُ خُطوةَ للوراءِ
فتهاوتْ أحلامُ أمسٍ سعيدٍ
وهوَى الفأرُ وسطَ بركةِ ماءِ
فأقامَ الأَصحَابُ للفأرِ نصبًا
زيّنوهُ بخيرِ بيتِ رثاءِ
منْ هفتْ نفسهُ وتاقتْ لموزٍ
فليُقدِّمْ للفأرِ وردَ الوَفاءِ

الخفيف
......................
رغبة
اِشتهى الفأرُ موزةً في السّماءِ
دونهَا ساقُ نبتةٍ عنقاءِ
جرّبَ القفزَ والتسلّقَ لكنْ
لم يُحقِّقْ ويجنِ غيرَ العياءِ
فاهتدَى فكرهُ أخيرًا لحلٍّ
يضمنُ الموزَ دونَ أيِّ عناءِ
....
رغبة ..
عنوان مكتظ بالأبعاد المتأرجحة على تأويلات عدة ..ساقنا العنوان لمناحي مختلفة متعددة الهوية مختلفة العمق والانعكسات التي تعكس واقعاً مليء بالصور الحية المختلفة..
العنوان ..رغبة..كان بمثابة مفتاح فكري وخيالي قد ترجم الواقع بصورٍ متعددة. بخيوط تعلقت أطرافها على سدة الرمزية المتقنة..فتدلّت معها حبال الفكر وهي تتباهى بفرضيات لازمت قوانين الواقع البشري الذي تغلّف برمزية كائن حي آخر الذي اعتمد عليه الشاعر ..لتوصيل نواة الفكرة لكبار الساسة وعمالقة الظلم ..عن طريق هذا الكائن الصغير ( الفأر) بأسلوب قصصي شعري محكم ..لإفراز عناصر السخرية ووضع معالم الضعف التي تتماشى حسبها الدول الكبرى وأصحاب النفوذ التي تقتات على حساب الآخرين..
كل ذلك بهدف توصيل مادة العبرة والموعظة لأصحاب النفوذ بقصد التوصيل الرادع وبقصد عرض نوافذ لاذعة تقض مضجهم وتعيد برمجة فكرهم من خلال الرموز المعبرة عن واقع ملموس والمفخخة بأدوات الإبداع التي تجلد طرق مسلكهم وسبيلهم الشائك...
الشاعر هنا اختار كائنين من الأحياء للتعبير عن فكره المغلف بالعبر والحكمة البليغة المصبوب في قالب شعري متقن متفرد يدل على قدرة الشاعر في تطويع الحرف ورسم حدود الجمال..
اختار الفأر والفيل..وهذا بحد ذاته يعكس تناقضاً بارعاً مدروساً في عرض فكره وتوصيل رموزه لطبقات المجتمع المقصودة..
وليس عشوائيا توظيف الفأر والفيل في نص زاخر بالخيال والفكر العميق والرمز المتقن ..
الفأر كائن صغير ضعيف..مقارنة بالفيل الضخم الكبير..
الشاعر أراد من الفأر الصغير الضعيف أن يحقق رغبته للوصول لأعلى القمم ( في السماء)..
والحكمة التي مرّرها الشاعر في أول كلمة في القصيدة ( اشتهى) جاءت مطابقة تماماً لعملية الرغبة التي تنبعث من عنصر الشهوة..وهنا يأخذنا الفكر لبواعث الشهوة والطمع..يريد الوصول للأعالي عن طريق غريزته القفز والتسلق..وهذه صفة الفئران..فوظفها الشاعر لتكون لوحة متماسكة البنيان تتلاءم وعناصر الفكرة المركزية التي تغلف القصيدة...
لذلك الفأر أو المجتمع السياسي الذي يدير دفة الحكم في العالم كله..يستخدم قدراته كلها في تحقيق رغباته وحتى يستنفذ قواه كهذا العالم الصخري الذي يحكمنا اليوم..ولكن في حين لم يحقق رغبته الذاتية من خلال قواه التي استنفذها في التجريب والإستمرارية ..يستخدم وسائل فكرية تساهم في تحقيق أهدافه وهي من خلال الصعود على أكتاف الآخرين الكبار كالفيل..كدولة الصهاينة وهي تتسلق على أكتاف أمريكا والدول الكبرى لتحقيق مآربها برغم كيانها الضعيف الهش...
( يضمنُ الموزَ دونَ أيِّ عناءِ).. ليحقق أطماعه دون عناء..

فدنَا منْ مقيلِ فيلٍ عظيمٍ
وامتطَى ظهرهُ جميلَ امتطاءِ
نهضَ الفيلُ ثمَّ سارَ رُويدًا
فوقَ ماءٍ وخُضرةٍ ودماءِ
ودنَا منْ أقراطِ موزٍ تدلّتْ
مثلَ أقراطِ غادةٍ حسناءِ
وثبَ الفأرُ وثبةَ العُمرِ لو لمْ
يرجعِ الفيلُ خُطوةَ للوراءِ
فتهاوتْ أحلامُ أمسٍ سعيدٍ
وهوَى الفأرُ وسطَ بركةِ ماءِ
فأقامَ الأَصحَابُ للفأرِ نصبًا
زيّنوهُ بخيرِ بيتِ رثاءِ
منْ هفتْ نفسهُ وتاقتْ لموزٍ
فليُقدِّمْ للفأرِ وردَ الوَفاءِ

(وامتطَى ظهرهُ جميلَ امتطاءِ)
هنا كناية عن الدبلوماسية الفذة في تطويع الدول الكبرى لمآرب أصغر دول العالم..وتسييس رغباتها وفق قالب سياسي محكم لنيل النفوذ والسيطرة...

( نهضَ الفيلُ ثمَّ سارَ رُويدًا
فوقَ ماءٍ وخُضرةٍ ودماءِ)
وكانت نتائج الطاعة العمياء لهذا الفأر المتمرد ..أن حصل على رضا الكبار من الفيلة الدول الكبرى ليتحقق ذلك بالدوس على أجساد الأبرياء وطمس منابت الكون البريئة للتحكم بها دون خشية لائم..وهذا هو ما يحصل اليوم من تشريد وقتل ودمار والاستبداد والظلم في واقعنا العربي على الإطلاق...
لغة الشاعر هنا جاءت بارعة النسج فريدة التصوير إبداعية البناء والرمز...
تتلاعب دولة صغيرة الحجم كبيرة الأطماع في تحريك الدول الكبرى لصالحها دون مراعاة لقوانين أو إنسانية..اخترقت حدود كل ممنوع..

( يرجعِ الفيلُ خُطوةَ للوراءِ
فتهاوتْ أحلامُ أمسٍ سعيدٍ
وهوَى الفأرُ وسطَ بركةِ ماءِ
فأقامَ الأَصحَابُ للفأرِ نصبًا)

ولا عجب هذه نهاية كل رغبة غير مشروعة..فالسقوط آيل لكل طمع ..وبخطوة للوراء غير متزنة يمكنها تحقيق السقوط الكامل والموت المحتم..وهذا هو نهاية كل تجبّر وكل تحرك في سبيل غير شرعي لا يلتزم به صاحبه لتكون نهاية حتمية لكل ظالم ...
...
الشاعر الكبير المبدع الفذ المتميز والمتفرد في لوحاته
أ.محمد تمار
وقفت بذهول وتدبر أمام هذه اللوحة الماسية التي جاءت في قالب فكري فريد وسياسي محكم وفق ظلال كتاب كليلة ودمنة التي عبرت عن الواقع بكل أبعاده السياسية والإجتماعية والإقتصادية
عن طريق لغة الحيوان لتكون منفذا لتحقيق فكر الكاتب أو الشاعر..وهذا بحد ذاته قمة الفن الراقي..
قصيدة توسّعت معها مدارك الخيال وفُتحت بؤرة الفكر العميق والغوص بين مساماتها بجاذبية اللحرف ومضمونه المتقن ودلالاته المتعددة ورمزيته المتقنة..
قصيدة شرّحت الواقع بحرفية تدل على هذا الوعي اللغوي المتوهج وهذا الفكر الوقاد لنسج منظومة شعرية في قالب جمالي ساحر...
فالقصيدة جاءت كناية عن واقع مؤلم وقادة ظالمين ودول تتلاعب برغبتها عن طريق دوس الآخرين لتحقيق أطماعها...
أستاذنا الكبير العملاق بفكره وحرفه أ.محمد تمار
بوركتم وبورك حرفكم ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه
وزادكم بسطة من العلم والنور والخير الكثير

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
قديم 07-08-2018, 12:56 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: ضوء جهاد بدران على قصيدة/رغبة/ للشاعر محمد تمار

تحليل تفصيلي
أثرى الرؤى
بوركت الجهاد
وبورك المبدع التمار
وود






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-07-2020, 11:58 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي رد: ضوء جهاد بدران على قصيدة/رغبة/ للشاعر محمد تمار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
تحليل تفصيلي
أثرى الرؤى
بوركت الجهاد
وبورك المبدع التمار
وود
الشكر الكثير والجزيل الأوفى للعميد
أ.زياد السعودي
حضور ازدان بالفرح والضياء
بوركتم وبصمتكم المضيئة على جبين القراءة
دمتم ودام قلمكم الراقي






  رد مع اقتباس
/
قديم 31-07-2020, 09:29 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: ضوء جهاد بدران على قصيدة/رغبة/ للشاعر محمد تمار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
رغبة......الشاعر محمد تمار

اِشتهى الفأرُ موزةً في السّماءِ
دونهَا ساقُ نبتةٍ عنقاءِ
جرّبَ القفزَ والتسلّقَ لكنْ
لم يُحقِّقْ ويجنِ غيرَ العياءِ
فاهتدَى فكرهُ أخيرًا لحلٍّ
يضمنُ الموزَ دونَ أيِّ عناءِ
فدنَا منْ مقيلِ فيلٍ عظيمٍ
وامتطَى ظهرهُ جميلَ امتطاءِ
نهضَ الفيلُ ثمَّ سارَ رُويدًا
فوقَ ماءٍ وخُضرةٍ ودماءِ
ودنَا منْ أقراطِ موزٍ تدلّتْ
مثلَ أقراطِ غادةٍ حسناءِ
وثبَ الفأرُ وثبةَ العُمرِ لو لمْ
يرجعِ الفيلُ خُطوةَ للوراءِ
فتهاوتْ أحلامُ أمسٍ سعيدٍ
وهوَى الفأرُ وسطَ بركةِ ماءِ
فأقامَ الأَصحَابُ للفأرِ نصبًا
زيّنوهُ بخيرِ بيتِ رثاءِ
منْ هفتْ نفسهُ وتاقتْ لموزٍ
فليُقدِّمْ للفأرِ وردَ الوَفاءِ

الخفيف
......................
رغبة
اِشتهى الفأرُ موزةً في السّماءِ
دونهَا ساقُ نبتةٍ عنقاءِ
جرّبَ القفزَ والتسلّقَ لكنْ
لم يُحقِّقْ ويجنِ غيرَ العياءِ
فاهتدَى فكرهُ أخيرًا لحلٍّ
يضمنُ الموزَ دونَ أيِّ عناءِ
....
رغبة ..
عنوان مكتظ بالأبعاد المتأرجحة على تأويلات عدة ..ساقنا العنوان لمناحي مختلفة متعددة الهوية مختلفة العمق والانعكسات التي تعكس واقعاً مليء بالصور الحية المختلفة..
العنوان ..رغبة..كان بمثابة مفتاح فكري وخيالي قد ترجم الواقع بصورٍ متعددة. بخيوط تعلقت أطرافها على سدة الرمزية المتقنة..فتدلّت معها حبال الفكر وهي تتباهى بفرضيات لازمت قوانين الواقع البشري الذي تغلّف برمزية كائن حي آخر الذي اعتمد عليه الشاعر ..لتوصيل نواة الفكرة لكبار الساسة وعمالقة الظلم ..عن طريق هذا الكائن الصغير ( الفأر) بأسلوب قصصي شعري محكم ..لإفراز عناصر السخرية ووضع معالم الضعف التي تتماشى حسبها الدول الكبرى وأصحاب النفوذ التي تقتات على حساب الآخرين..
كل ذلك بهدف توصيل مادة العبرة والموعظة لأصحاب النفوذ بقصد التوصيل الرادع وبقصد عرض نوافذ لاذعة تقض مضجهم وتعيد برمجة فكرهم من خلال الرموز المعبرة عن واقع ملموس والمفخخة بأدوات الإبداع التي تجلد طرق مسلكهم وسبيلهم الشائك...
الشاعر هنا اختار كائنين من الأحياء للتعبير عن فكره المغلف بالعبر والحكمة البليغة المصبوب في قالب شعري متقن متفرد يدل على قدرة الشاعر في تطويع الحرف ورسم حدود الجمال..
اختار الفأر والفيل..وهذا بحد ذاته يعكس تناقضاً بارعاً مدروساً في عرض فكره وتوصيل رموزه لطبقات المجتمع المقصودة..
وليس عشوائيا توظيف الفأر والفيل في نص زاخر بالخيال والفكر العميق والرمز المتقن ..
الفأر كائن صغير ضعيف..مقارنة بالفيل الضخم الكبير..
الشاعر أراد من الفأر الصغير الضعيف أن يحقق رغبته للوصول لأعلى القمم ( في السماء)..
والحكمة التي مرّرها الشاعر في أول كلمة في القصيدة ( اشتهى) جاءت مطابقة تماماً لعملية الرغبة التي تنبعث من عنصر الشهوة..وهنا يأخذنا الفكر لبواعث الشهوة والطمع..يريد الوصول للأعالي عن طريق غريزته القفز والتسلق..وهذه صفة الفئران..فوظفها الشاعر لتكون لوحة متماسكة البنيان تتلاءم وعناصر الفكرة المركزية التي تغلف القصيدة...
لذلك الفأر أو المجتمع السياسي الذي يدير دفة الحكم في العالم كله..يستخدم قدراته كلها في تحقيق رغباته وحتى يستنفذ قواه كهذا العالم الصخري الذي يحكمنا اليوم..ولكن في حين لم يحقق رغبته الذاتية من خلال قواه التي استنفذها في التجريب والإستمرارية ..يستخدم وسائل فكرية تساهم في تحقيق أهدافه وهي من خلال الصعود على أكتاف الآخرين الكبار كالفيل..كدولة الصهاينة وهي تتسلق على أكتاف أمريكا والدول الكبرى لتحقيق مآربها برغم كيانها الضعيف الهش...
( يضمنُ الموزَ دونَ أيِّ عناءِ).. ليحقق أطماعه دون عناء..

فدنَا منْ مقيلِ فيلٍ عظيمٍ
وامتطَى ظهرهُ جميلَ امتطاءِ
نهضَ الفيلُ ثمَّ سارَ رُويدًا
فوقَ ماءٍ وخُضرةٍ ودماءِ
ودنَا منْ أقراطِ موزٍ تدلّتْ
مثلَ أقراطِ غادةٍ حسناءِ
وثبَ الفأرُ وثبةَ العُمرِ لو لمْ
يرجعِ الفيلُ خُطوةَ للوراءِ
فتهاوتْ أحلامُ أمسٍ سعيدٍ
وهوَى الفأرُ وسطَ بركةِ ماءِ
فأقامَ الأَصحَابُ للفأرِ نصبًا
زيّنوهُ بخيرِ بيتِ رثاءِ
منْ هفتْ نفسهُ وتاقتْ لموزٍ
فليُقدِّمْ للفأرِ وردَ الوَفاءِ

(وامتطَى ظهرهُ جميلَ امتطاءِ)
هنا كناية عن الدبلوماسية الفذة في تطويع الدول الكبرى لمآرب أصغر دول العالم..وتسييس رغباتها وفق قالب سياسي محكم لنيل النفوذ والسيطرة...

( نهضَ الفيلُ ثمَّ سارَ رُويدًا
فوقَ ماءٍ وخُضرةٍ ودماءِ)
وكانت نتائج الطاعة العمياء لهذا الفأر المتمرد ..أن حصل على رضا الكبار من الفيلة الدول الكبرى ليتحقق ذلك بالدوس على أجساد الأبرياء وطمس منابت الكون البريئة للتحكم بها دون خشية لائم..وهذا هو ما يحصل اليوم من تشريد وقتل ودمار والاستبداد والظلم في واقعنا العربي على الإطلاق...
لغة الشاعر هنا جاءت بارعة النسج فريدة التصوير إبداعية البناء والرمز...
تتلاعب دولة صغيرة الحجم كبيرة الأطماع في تحريك الدول الكبرى لصالحها دون مراعاة لقوانين أو إنسانية..اخترقت حدود كل ممنوع..

( يرجعِ الفيلُ خُطوةَ للوراءِ
فتهاوتْ أحلامُ أمسٍ سعيدٍ
وهوَى الفأرُ وسطَ بركةِ ماءِ
فأقامَ الأَصحَابُ للفأرِ نصبًا)

ولا عجب هذه نهاية كل رغبة غير مشروعة..فالسقوط آيل لكل طمع ..وبخطوة للوراء غير متزنة يمكنها تحقيق السقوط الكامل والموت المحتم..وهذا هو نهاية كل تجبّر وكل تحرك في سبيل غير شرعي لا يلتزم به صاحبه لتكون نهاية حتمية لكل ظالم ...
...
الشاعر الكبير المبدع الفذ المتميز والمتفرد في لوحاته
أ.محمد تمار
وقفت بذهول وتدبر أمام هذه اللوحة الماسية التي جاءت في قالب فكري فريد وسياسي محكم وفق ظلال كتاب كليلة ودمنة التي عبرت عن الواقع بكل أبعاده السياسية والإجتماعية والإقتصادية
عن طريق لغة الحيوان لتكون منفذا لتحقيق فكر الكاتب أو الشاعر..وهذا بحد ذاته قمة الفن الراقي..
قصيدة توسّعت معها مدارك الخيال وفُتحت بؤرة الفكر العميق والغوص بين مساماتها بجاذبية اللحرف ومضمونه المتقن ودلالاته المتعددة ورمزيته المتقنة..
قصيدة شرّحت الواقع بحرفية تدل على هذا الوعي اللغوي المتوهج وهذا الفكر الوقاد لنسج منظومة شعرية في قالب جمالي ساحر...
فالقصيدة جاءت كناية عن واقع مؤلم وقادة ظالمين ودول تتلاعب برغبتها عن طريق دوس الآخرين لتحقيق أطماعها...
أستاذنا الكبير العملاق بفكره وحرفه أ.محمد تمار
بوركتم وبورك حرفكم ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه
وزادكم بسطة من العلم والنور والخير الكثير

جهاد بدران
فلسطينية
هذه قراءات تستحق الضوء دائما...و تستحق التكريم
شكرا لك يا مبدعة
و الشكر موصول للشاعر الكبير أ/ محمد تمار






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط