لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-10-2017, 05:27 PM | رقم المشاركة : 51 | |||
|
رد: نبضات
عدت إلى غرفتي و استلقيت على السرير و رنين السؤال ما يزال يرن في أذني، ينتشر كالماء في الأرض، يحاول أن يغوص في أعماقها و لكن تربتها صلبة أكثر ..!!
أشعر أن بداخلي مساحات شاسعة من المشاعر لم تنفجر بعد، ربما الأمطار ليست كافية أو غير مناسبة لمثل هذه المزروعات الحساسة !! أو ربما هناك نقصا في الحنان أو انعدامه أحيانا، أو ربما مازلت صغيرا لأجيب على مثل هذه الأسئلة الكبيرة و الشائكة. رغم كل ذلك، أحس بحيوية متدفقة، بنهر لا يرغب في النوم، هدفه أن يروي تلك المزروعات اليابسة، تلك الأسئلة المتراكمة، ذلك الفضول و الطموح المتزايد نحو كل ما هو جديد.. أمي - هذا المساء- كانت سعيدة جدا عكس جدتي التي كانت تبتسم بين الفينة و الأخرى و تغيب قليلا عبر نظراتها التي بقدرما تحمل حكمة بقدرما تحمل أسئلة ثقيلة مغلفة ببريق شمس. لا أدري كيف وجدت نفسي أنظر إلى تلك الشجرة الكبيرة الحجم و التي أراها مرارا و أنا أدخل إلى المدرسة عبر مدخل كبير بلا باب و لا حارس و كأن ذلك يرمز إلى حرية الولوج و الخروج؛ الجميع كان لا يقترب منها( أي المدرسة) حتى اللصوص و المتسكعون لا يتجرأون على ذلك..!! هل هو النور المضيء الذي يخشونه أو العصا التي هي السيد الآمر الذي يفرض هيبته!؟ حتى النوافذ الخشبية هي الأخرى لا تغلق لأنها شبه مكسرة أو منعدمة و كأنها تحب استقبال الهواء و الأمطار و البرد القارس بدون استئذان، أشعر به يعزف جسمي الصغير و أنا أجلس في تلك الزاوية المضيئة المظلمة. رغم ذلك، كنت أفضل ذلك المكان لأنه الممر الوحيد نحو الخارج، خاصة تلك الشجرة التي أتأملها مرارا، كما أن البرد الشديد ينعش تفكيري و يجعله لا ينام. - إقرأ يا ادريس القراءة..!! ارتعدت أكثر و كأنني أستيقظ من سبات عميق.. كم حفظت هذه الجملة عن ظهر قلب و هي تخرج من جوف معلمتي كإعصار يضرب أذني بقوة أكثر من البرد القارس. قرأت بعض الكلمات بصعوبة و أنا أرتعش؛ لم أكمل سطرا حتى ضربت الطاولة بالعصا فقفزت من مكاني وجدت نفسي ما زلت أدقق النظر في تلك الشجرة الوحيدة التي اختزلت سنينا طويلة من الأزمات و مع ذلك ظلت صامدة صامتة كجدتي؛ فهما معا يتشابهان في أمور كثيرة.. |
|||
28-10-2017, 05:48 PM | رقم المشاركة : 52 | ||||
|
رد: نبضات
اقتباس:
أشكركم على هذه المتابعة و الإرشاد الذي يخدم النص طبعا. سأقرأ ذلك بحول الله و لكم مني جزيل الشكر . الرواية لم تكتمل و سأعمل على إضافة بعض التغييرات طبقا لوجهتكم السديدة . لا أدري لماذا لا أحب كثيرا التشخيص لأنني بصراحة أرى أن الحلول يمتلكها القارئ الذي يجب دفعه عبر السؤال للبحث ليكون مكملا للرواية ، تبقى فكرة أستاذي. أجدد سعادتي و شكري على هذه المتابعة القيمة منكم احترامي و تقديري |
||||
06-11-2017, 01:33 PM | رقم المشاركة : 53 | |||
|
رد: نبضات
سمعت صوتا مفاجئا، سحبت خيوط ذاكرتي بسرعة، مازلت مستلقيا على السرير. اقتفيت مصدر الصوت كالرادار المتطور؛ الصوت قادم من غرفة جدتي المجاورة لغرفتي. قفزت من مكاني و تسللت بخفة نحو النافذة التي كانت شبه مفتوحة. ألقيت نظرة نحو المكان الذي توجد فيه التسابيح، وجدت جدتي تجلس في نفس الزاوية و أمامها صورا و بعض الأوراق و كأنها رسائل قديمة، فجأة رمقت دمعة رقراقة تسقط على الصورة التي كانت تمعن النظر فيها بشكل دقيق..
-أهي صورة أبي يا ترى!؟ تراجعت بسرعة حتى لا أحدث صوتا، فجدتي لا تحب الازعاج كما أنها لا تفصح عن ما في قلبها الشيء الذي جعلني أتذكر نظراتها الهاربة و نحن على المائدة بحضور نسرين. نعم لم تكن سعيدة رغم ابتسامتها و خفة دمها . كانت تبتسم و تتكلم فقط إكرامًا منها؛ فهي لا تحب تلويث المناسبات !! لكن عينيها يعكسان النقيض؛ ربما تذكرت أبي عندما سمعت نسرين تقول أن الورود من مشتل أبيها و ما يجعلني متأكدا من ذلك ملامح وجهها التي كانت عبارة عن غيمات حبلى بالمطر و نحن نودعهما. |
|||
18-11-2017, 06:13 PM | رقم المشاركة : 54 | |||
|
رد: نبضات
مرور لحجز مقعد
ولي عودة لهذه النبضات والسرد الجميل تحياتي أخي إدريس |
|||
20-11-2017, 04:35 PM | رقم المشاركة : 55 | |||
|
رد: نبضات
تسعدني هذه المتابعة .. ننتظر عودتكم .
تحياتي و تقديري أستاذي القدير خالد يوسف أبو طماعة |
|||
20-11-2017, 05:51 PM | رقم المشاركة : 56 | |||
|
رد: نبضات
آه يا جدتي .. !! كم أنت صلبة كجلمود صخر ..!! كم أنت ندية ككومة ثلج براقة ..!! كيف تجمعين هذا التناقض و التنافر داخل عروق تنبض، داخل صدر هش بالكاد يتنفس!؟
أردت أن أقتحم خلوتها لأخفف عنها حزنها و ألمها و لكنني تراجعت؛ لأنني تذكرت كلامها عندما كنّا نجلس في الشرفة المطلة على حديقتنا الصغيرة، فجأة غادرتنا أمي و هي تبكي. أردت أن أتبعها فمسكتني جدتي من يدي :" لا تفعل يا بني، دعها تبكي، فالبكاء دواء في مثل هذه الظروف". حاولت الفرار و لكنها احتضنتني وهي تداعب شعري :" إننا نبكي أحيانا لنعيد لأنفسنا التوازن و هذه ليست حالة مرضية بل صحية، فإذا تبعتها ستثقل همها أكثر لذلك كن طفلا مطيعا و هادئا !!". استسلمت لها بدون مقاومة؛ لأنني أخاف منها عندما تغضب، سألتها بنبرة حزينة: - لماذا أمي تبكي!؟ حدقت في عيني و بدأت تبتسم لتبدد غيمة الحيرة و الحزن داخل جمجمتي: - دعك من هذا السؤال، عندما تكبر ستعرف لماذا يبكي الانسان، هيا معي لنسقي الورود في حديقتنا كي لا تموت، و نشاهد العصافير و هي تغرد. رافقتها بهدوء تام و الرغبة تدفعني لذلك، حتى أنني نسيت بكاء أمي و سؤالي المركزي الذي انبثق من داخل وجداني بعفوية مطلقة. لقد استطاعت جدتي بذكائها أن تغير تفكيري و مشاعري في لحظة عصيبة جدا. عدت إلى غرفتي على أطراف أصابعي و أنا أشعر بألم بداخلي، بقيود تمنعني من أن أفعل شيئا لأخفف عنها الألم، تمددت من جديد على سريري و استسلمت للنوم كما استسلمت لجدتي و أنا أردد دون وعي: " الصغار محكوم عليهم الاستسلام و الخضوع أو العقاب في حالة الرفض ..!!" |
|||
30-11-2017, 05:28 PM | رقم المشاركة : 57 | ||||
|
رد: نبضات
اقتباس:
شكري و امتناني بلا حدود احترامي و تقديري |
||||
30-11-2017, 05:29 PM | رقم المشاركة : 58 | |||
|
رد: نبضات
بقيت تلك العبارة داخل رأسي كمسودة عكرت صفاء الورقة أو النافذة التي كنت أطل من خلالها على العالم الخارجي بكل تجلياته، حيث من المفروض أن تكون واضحة الخيوط و شفافة لأتمكن من التطور السليم و إبراز قدراتي التي تراها جدتي فارغة و أمي عديمة الجدوى في كثير من الأحيان، إلا أنها في نظري إنجازات كبيرة جدا. العدسة التي أرى من خلالها ربما تختلف عن عدستهما إلا أن التقليل من قدراتي و نظرتي الخاصة للحياة يبقى سلوكا سلبيا؛ ربما بسبب ذلك كنت أرى وجوه الأطفال ملطخة و باهتة داخل ساحة المدرسة كشجيرات تفتقد للماء، كأوراق التين المتبعثرة على الأرض أو كمراكب تتقاذفها الأمواج المالحة دون أن تدري لماذا!؟
فأحمد جارنا الذي عمره لا يتجاوز أربع سنوات، أصر على أمه أن تشتري له شكلاطة، رمقته جيدا بنظرات متعبة، رفعت يدها و ضربته على قفاه، تدفق الدم بسرعة نحو رأسه فبدأ يصرخ و يضرب برجليه و يديه .. و لتبعد نظرات المارة التي كانت تمرقها باندهاش، استسلمت لطلبه..!! و هما يمران بالقرب من منزلنا، شاهدته يأكلها بنظرات منكسرة، مهزوزة، فارغة من الحب، من الدفء، من خيوط الشمس الذهبية كما عهدته و هو يلعب مع أطفال الحي. هذا الانكسار الذي صبغ وجهه الصبوح لا يختلف عن الستائر السوداء التي تضعها جدتي على نوافذ غرفتها، لا يختلف عن سقوف المنازل التي تخزن مشاكلنا و انتكاساتنا المتكررة، لا يختلف عن وجوه المارة التي تبتسم لكن ألوان الطيف مفقودة ليس كالربيع الذي تحكي عنه جدتي سابقا؛ الأرض كلها كانت خضراء، الماء ينساب بفرح فوق الأرض دون خجل أو انطواء، من كثرة طوله ( الربيع) كان سكان القرية في المساء يلعبون " لعبة الغميضة" بفرح شديد إلى أن يداهمهم النوم فينامون حتى الصباح دون خوف أو قلق .. |
|||
27-12-2017, 12:31 PM | رقم المشاركة : 59 | ||||
|
رد: نبضات
رغم ان الحديث ما بينك وبينك ومتسلسل لكن جمالية التعبير والوصف الدقيق يشجعان رغبة القراءة في الحضور
وقفت عند هذه الصورة الرائعة: كمسودة عكرت صفاء الورقة ونتابع مع السي ادريس خلجاته العميقة
|
||||
06-01-2018, 04:51 PM | رقم المشاركة : 60 | ||||
|
رد: نبضات
اقتباس:
احترامي و تقديري |
||||
06-01-2018, 04:53 PM | رقم المشاركة : 61 | ||||
|
رد: نبضات
اقتباس:
شكرًا على التنبيه و التقييم ، أتمنى أن أوفق و أكون عند حسن الظن تحياتي و تقديري |
||||
06-01-2018, 04:56 PM | رقم المشاركة : 62 | ||||
|
رد: نبضات
اقتباس:
شكرًا لكم مجددا احترامي و تقديري |
||||
06-01-2018, 05:50 PM | رقم المشاركة : 63 | |||
|
رد: نبضات
يتبع......
|
|||
08-01-2018, 02:35 AM | رقم المشاركة : 64 | |||
|
رد: نبضات
فعلمت حينها أن هدوء جدتي لم يأتي من فراغ و كذا ابتسامتها العريضة المضيئة.. نعم إنها تحمل بين يديها قنديلا مضيئا، و داخل قلبها حنان و حب تلك الحقبة الذهبية التي استولت خيوطها المستنيرة على مشاعري و حواسي كلها و جعلتني أقترب من المشهد كثيرا لدرجة لمحت من بين الجموع شابة تشبه جدتي و هي في سن ريعان الشباب تماما كما هي في الصورة المعلقة على جدار غرفتها ؛ وسيمة القسمات، نحيفة قليلا، ترتدي فستانا أسود و لها ضفيرتان طويلتان تلعب مع بنات القرية لعبة "الغميضة" التي كانت جدتي تحبها أكثر، وسط ربيع كثيف خلته ربيع الجنة يمزج بين ألوان الطيف و زغاريد الطيور المزركشة، بالقرب من منزل مبني بالحجارة و الإسمنت، مسقف بالخشب و التراب. يلعبن بفرح دافئ على إيقاع خوار الأبقار و ثغاء المعز فجأة، شممت رائحة الملوي الطازج المدهون بالزبدة البلدية، فارتفعت شهيتي حد الانفجار..!!
لا أدري كم بقيت في ذلك المشهد من ساعات، لدرجة كنت معهن ألعب و أجري و أمرح وسط الربيع، و في نفس الوقت كنت أسمع :" حان وقت الفطور حفيدي الجميل، هل تدري كم أحبك ..!!". دققت النظر في اتجاه الصوت، حاولت معرفة من يكلمني و لكنني لم أستطع، رغم ذلك شعرت بنفسي أعانق حضنا ما، أداعب ضفيرتين و رائحة الملوي تزداد أكثر، ثم سمعت أيضا :" لقد هيأت لك هذا الصباح، "ملويا بلديا" الذي تحبه بني العزيز..!!". اختلطت النسمات الرقيقة بالصوت الحنون و المشاهد الساحرة بداخلي لدرجة شعرت بنفسي أسبح في حضن أخضر نقي دافئ إلى أن لمست يدا تحمل التسابيح فارتعشت مفاصلي و أنا أفتح عيني، وجدت جدتي تعانقني ورائحة الملوي تعطر وجهي البريء..!! |
|||
15-03-2018, 06:32 PM | رقم المشاركة : 65 | |||
|
رد: نبضات
أدركت حينها أنني كنت أحلم، و أن التسابيح هي من أعادت إلي ذاكرتي، هي الخط الفاصل بين الحلم و الواقع؛ تماما كدخان "مجمرها" الذي شوه تناسق حبيبات الندى و هي تتعانق مع تلك الزهرة التي اعتقدت أنها فعلا إنسانة تعيش في مكان ما من هذا الكون الفسيح...
و أنا أخطو معها كانت رائحة الملوي تختلط مع لعابي لدرجة خلتها سمفونية ساحرة كاسرة .. جلست بالقرب من المائدة و أنا أنظر إلى صحن الملوي البلدي الشهي الذي لم أتناوله مدة طويلة، الشيء الذي جعلني أتساءل عن السبب الحقيقي الذي جعل جدتي تستيقظ باكرا لتحقق أخيرا رغبتي التي خجلت أن أطلبها منها، ربما لكبر سنها، أو ربما لأنني لا أريد لها العناء..!! |
|||
27-05-2018, 08:39 AM | رقم المشاركة : 66 | |||
|
رد: نبضات
جدتي ذلك الصباح، كانت مختلفة و نشيطة جدا على غير عادتها. حاولت أن أغوص داخل وميض عينيها لأعرف سبب هذه الحيوية المفرطة، هذه الروح الغير العادية التي تنتاب الانسان لفترات متقطعة و تجعل منه قطعة متجانسة ككوكب صغير يسبح في الفضاء .. و نحن نجلس على المائدة، كانت جدتي تداعب ظهري بكفها الدافئة و هي تقول : - ما رأيك في ملوي جدتك!؟ - لذيذ و قليل الدسم ..! أمي التي كانت تمضغ لقمة الملوي في فمها، ظلت تراقب جدتي و هي تخرج من جوفها ابتسامة عريضة، ممزوجة بلون الخجل و كأنها تشعر بشيء غريب بقلبها، كما يقول لي أبي المرأة لا يفهمها جيدا غير المرأة. بعد برهة، نظرت إلي من جديد و همست في أذني: -لقد رأيت جدك في المنام..!! بصوت مندفع و من غير تفكير : - ماذا قال لك جدي!؟ ضحكت أمي و هي تقول: - قال لها :" هيئي لحفيدي طابق الملوي..!!". ضحك الجميع بمن فيهم أنا رغم أنني لم أفهم شيئا.. الفهم أحيانا يعطل إشراقة الشمس في النفوس و يجعلها باهتة، لذلك ليس من الضرورة أن نفهم خاصة عندما يكون، من يقاسمنا عالمنا الجميل، يضحك من قلبه، ينشر خيوط فرحه في جميع الاتجاهات .. ما زلت أتذكر ذات صباح، رافقت أبي في نزهة خارج المدينة، كانت الطبيعة خضراء و مزركشة بأزهار مختلفة الألوان و الأشكال، الطيور كانت تمرح بعفوية، فجأة توقف و قال لي: - هذا الجمال ..!! يدخل القلوب بعفوية، لا يحتاج إلى مفاتيح..!! قالها بطريقة مؤثرة جدا لدرجة شعرت أن دقات قلبي تخفق بقوة. ثم سألته مبتسما: - لماذا يا أبي!؟ - لأنها بكل بساطة تحبنا. - ماذا عن الزلازل و الأعاصير..!! هل تحبنا هي الأخرى؟؟ ابتسم ابتسامة خفيفة بعد أن فرك عينيه قليلا: - يعجبني هذا الذكاء فيك بني، و لكي تفهمني سأضرب لك بعض الأسئلة لأنها مفاتيح الفهم: من قال لك أن الأرض عندما تتزلزل لا تتألم؟؟ من قال لك أن السماء عندما تعصف لا تتوجع كالأم عندما تضرب ابنها المشاغب؟؟ الحب أحيانا يكون ظاهره قسوة عكس باطنه و ما يجب أن تخشاه بني في هذه الحياة تلك الابتسامات المخادعة..!! لم أفهم جيدا أسئلته و شروحاته، لكنني ارتحت لها و لمست فيه صدقا و وعيا كبيرا كجدتي عندما تتكلم لكن عندما تضحك ترى فيها طفلة صغيرة وردية الخدين . عندما انتهت من الضحك، نظرت في وجه أمي قائلة: - لقد خرج أبو سالم عندي في المنام يبتسم كالقمر، عندما ننتهي من الفطور سأذهب إلى زيارة قبره و هي مناسبة لأوزع بعض " رغائف الملوي" على الأطفال. السؤال الذي اجتاحني دون سابق تفكير : لماذا رأت جدتي أبو سالم مبتسما ..!؟ و أنا أحاول التفكير ، شعرت بيد جدتي تداعب شعري و هي تقول، سيذهب معي هذا الرجل الصغير ..!! |
|||
19-06-2018, 08:44 AM | رقم المشاركة : 67 | ||||
|
رد: نبضات
لم أتمكن من قراءة هذه "النبضات" كاملة
على ان أعود لقراءة كاملة ومتأنية..حقيقة السرد رائع وجاذب ماتع وآسر..ولا شك أننا سنكون أمام نص روائي مختلف. نتابع بصمت وارفنا الى الجميل أديبنا المبدع ادريس الحديدوي بوركتم وبوركت روحكم المحلقة احترامي وتقديري
|
||||
09-07-2018, 02:04 PM | رقم المشاركة : 68 | ||||
|
رد: نبضات
اقتباس:
بوركتم و بورك حضوركم الجميل احترامي و تقديري |
||||
09-07-2018, 03:07 PM | رقم المشاركة : 69 | |||
|
رد: نبضات
هكذا هي جدتي، تمدحني و في نفس الوقت تصغرني، تبطئ من انتشار الشعلة بداخلي. أبي الوحيد هو من كان يفهمني، يحفزني رغم حماقاتي المتكررة، بطريقته الخاصة التي تشبه طريقة الديبلوماسيين المثقفين.. ما زلت أتذكر، بعد موته في تلك الحادثة المروعة التي ما زلت أعاني منها بين الفينة و الأخرى، و أنا أبحث في أغراضه الخاصة و جدت دفترا مختلفا داخل كتبه القديمة، تصفحت العنوان " معزوفات خاصة" رغم أنني لم أفهم شيئا إلا أنني شعرت برغبة قوية تدفعني لأقرأ المزيد، تابعت التصفح و نبضات قلبي أسمع صوتها جيدا: المعزوفة الأولى " لاجئ صغير" . اشتدت حيرتي و تساءلت هل فعلا كان أبي لاجئا ذات يوم ؟ سمعت صوتا ما داخل المنزل، أغلقت الدفتر بسرعة، احتضنته داخل ملابسي و انسللت بخفة قاصدا غرفتي كالماء عندما يجري في المنحدر..
|
|||
19-10-2018, 03:16 AM | رقم المشاركة : 70 | |||
|
رد: نبضات
أغلقت الباب بإحكام و تابعت القراءة: " ها أنا اليوم أضع قدمي الأولى داخل رحاب الجامعة، تلك البقعة الغريبة عن حياتي التي لم أرغب يوما اللجوء إليها إلا كرها، ما تمنيته لم يتحقق .. النوارس حزينة على ضفاف فصل الخريف و أنا بينهم بلا أجنحة، بلا وجهة أنتظر فصلا مختلفا عن فصل الربيع نفسه. و أنا متكئ على حائط بالقرب من باب " المدرج" الذي يطل على ساحة شاسعة تتخللها بعض الشجيرات القصيرة الحزينة في انتظار قدوم أستاذ مادة "المدخل لدراسة الاقتصاد السياسي". نشب عراك عنيف بين فريقين عرفت فيما بعد انتماءهم السياسي من أحد الطلبة، أسفر عن إصابات بليغة و دماء ضائعة رخيصة الشيء الذي أثر في نفسي سلبا ذلك الصباح المشمس الجميل و زرع في نفسي نفورا و كرها للجامعة التي لم أفهم كنهها و وجودها آنذاك. تمنيت أن أدخل المدرسة الوطنية العليا للفنون و المهن، ولكن بسبب مرضي المفاجئ حال دون حصولي على نقط جيدة .. |
|||
19-10-2018, 04:57 PM | رقم المشاركة : 71 | |||
|
رد: نبضات
تصفحت نفسي حينها و أنا مازلت لصيقا بالحائط الجامد البارد و كأنه يحثني على الرحيل، نظرت مجددا إلى ساعتي التي لم تتوقف و لو لبرهة واحدة منذ ولادتي أو منذ صراخي الأول .. مرت ساعة بكاملها و لا وجود "للأستاذ" فقط صراخ، عراك، سب و قذف و كأنها ساحة للحرب الباردة أو المبارزة التي لا تسمن و لا تغني من جوع. أردت المغادرة ولكنني شعرت بإحساس غريب يمنعني من التحرك أهو عنادي المعروف، أم حبي للدراسة التي خانتني في عثرة صحية تجرعت فيها مرارة الانتظار!؟ أغلقت الدفتر بقوة لأنني لم أعد أستطيع القراءة؛ دموع و رجفة ممزوجة بالحنين و الشوق لأبي من جهة و الحزن و الخيبة على ضياع آماله التي كان يعشق تحقيقها من جهة أخرى، ما أقسى معاناة السفن عندما تعاكسها الرياح العاتية و تجبرها على الاصطدام بالصخور رغم أنها لا تحب ذلك!! رغم كل ذلك، شعرت بدفء ما بداخلي يحثني على مواصلة مسعاه، كم أنا محظوظ بهذه السطور الذهبية و كأن أبي يخاطبني، يحكي لي يومياته، يشاركني همومه رغم أنها قديمة إلا أنني أشعر أنها وليدة اللحظة، تخرج من فمه العذب و أنا أراه أمامي داخل غرفتي الصغيرة، كأنه لم يمت!! و هل يموت النورس الحنون الجميل في قلب بحر رقراق !؟ |
|||
11-11-2018, 12:04 PM | رقم المشاركة : 72 | ||||
|
رد: نبضات
سلام الله
وتحية تليق نحن لا نتقصى إلا من أجل إدامة دورة الإبداع بأطرافها النص / الناص / المتلقي لكم (51) نصًّا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! في ركن النصوص غير التفاعلية حيث لا يراها إلا انتم والإدارة ذلك الركن الذي لا نتمناه لنصوصكم : http://fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=126 نتمنى عليكم التواصل مع من صافح بوحكم قبل نشر المزيد حتى لا يذهب المزيد من منشوراتكم لصالح النصوص غير التفاعلية وحتى يشعر الأعضاء بجدوى تواصلهم مع سابق نشركم الأمر الذي يجعلهم يواصلون تواصلهم مع جديد نشركم هذا وفي حال أن الظروف تحول بينكم وبين ـ على الأقل ـ شكر من مروا بنصوصكم فثمة ركن مداد ...حيث لا تعقيبات ولا ردود ..فقط نقرأ ونستمتع بما تنشرون هناك عذيركم وكل التقدير |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|