" الفينيق عبد الرسول معله " في ذمـة الله .. في ذاكرة الفينيق/ زياد السعودي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ✒ ✒ محابر خاصة ✒ ✒ > ۩ في ذمـة الله .. في ذاكرة الفينيق ⋘

۩ في ذمـة الله .. في ذاكرة الفينيق ⋘ رحمهم / رحمهن ..الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-2011, 09:31 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي " الفينيق عبد الرسول معله " في ذمـة الله .. في ذاكرة الفينيق/ زياد السعودي



سلام الله

تعودنا أن نضع نصاً تحت الضوء
ومن خلاله نشتغل
هنا ووفاءً لتجربةٍ فذّة ورفقةٍ طيّبة
سنستميح روح الفينيق
عبد الرسول معله
لنضعه تحت الضوء
إذ به يليق الضوء



عبد الرسول والكتاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت وما زلت أعتبر الكتب كالأولاد لم أدخر وسعا في سبيل أن أضم إلى عائلتي كل جديد من الكتب الأدبية والفكرية ولم أهتم كبقية الشباب بما يزين جسدي من اللا ضروريات من الملابس ولكني عقلي وقلبي أخذا مني الكثير في سبيل أن أحصل على أجمل الثياب لها حتى توفر لى من العناوين الألوف ولم أكن سياسيا معارضا ولكن في جمهورية الخوف كان الوقوف على التل يعني المعارضة فكان كل من يحبني يخبرني أن الكتاب ... ممنوع فأضطر إلى سحبه وإحراقه ولم يكن معي من الممنوعات إلا القليل لأن ما عندي كان معنيا بالأدب والفكر فقط ولكن الزلزال الكبير حدث في عام 1991 لأن أمامك أرانب كثيرة يجب أن تسد أفواهها وتحميها من الوقوع في براثن الجريمة فكنت أبيع بعضا من أولادي لأسد به رمق الآخرين وبعد سنوات عجاف لم يبق في مكتبتي إلا 400 عنوان كنت أقدم رجلا وأؤخر أخرى حين أقرر بيعها حتى بقيت وهي تعيش معي لأنها أعز ما أملك في هذه الدنيا .



عبد الرسول معلة - امتداد لمدرسة البحتري في سحر الموسيقى الشعرية
عبد الله جمعة
الإسكندرية
السبت 7-8-2010


لا شك أن اللغة في صورتها اللفظية والموسيقية الصوتية ينصب اهتمامها على الفكر والعواطف وهي الضلع الثالث في مثلث التجربة الشعرية فإن كان الشاعر يحس ثم يفكر فإن هذا كله لا قيمة له إلا إذا خرج في الممرات التعبيرية ومن هنا تولد دور اللغة ملفوظا أو مسموعا , إذن فاللغة من هذا المنطلق تحقق بعدين أساسيين هما :

1 – البعد الفكري
2- البعد الجمالي

وعبر تاريخ النقد الأدبي تبادل الشكل والمضمون الاهتمام لدى النقاد العرب وغير العرب بصورة جعلت العلاقة بين الشكل والمضمون لدى النقاد خصمان يتبادلان الأدوار كل منهما تسود موجته فترة من الزمان فتغلب على الدراسات والاهتمامات النقدية ومرجع ذلك ليس نقصا في الرؤى النقدية لدى كل فريق – سواء من اهتم بالشكل أو من اهتم بالمضمون – وإنما مرجع ذلك إلى رقة السياج الفاصل بينهما ودقته وتداخل البعدين في كثير من الأحيان بحيث يصل الأمر بعين النقد ألا تستطيع التمييز بينهما لشدة اللحمة بين البعدين
وإذا كان النقد المهتم بالشكل يرتكز على اللغة وما يخدمها من عوامل تدعم الشكل قد ألقى القلق في قلوب الحداثيين فكانت ثورتهم على النقد اللغوي باعتبار أنه يشوش العمل الإبداعي ومن ثم أنكروا كل ما يتصل بالشكل الخارجي للفن الشعري من أوزان عربية أصيلة أو تقعيد لغوي وكان مرجع ذلك من وجهة نظري إلى عدم قدرة الحداثيين على إدراك الفرق أيضا بين البعد النفسي الجمالي والبعد الفكري الذهني ثم البعد اللغوي وعلاقته الوثيقة بالبعدين السابقين لدرجة دفعتني في حوار مع أحد هؤلاء الحداثيين الذين ينكرون الشكل أن أقول له : إذا كنت تقر بأن اللغة هي أحدى دعائم الشكل التعبيري وأنت تنكر الارتكاز على الشكل فهل تستطيع أن تطلق قصيدة صامتة دون أن ترتكز على اللغة كممر مادي للتعبير عن الفكر والوجدان ؟ فقال لي : أنا لا أقر بالأوزان الخليلية ... فقلت له : أنت وشأنك . ولكن اعلم أن الله قد خلق كل إنسان بساقين يسير بهما فإذا تبارى اثنان وأراد أحدهما أن يبتر إحدى ساقيه بكامل رغبته إنكارا لقدرتها على دعم مسيرته في الجري والتسابق وإحساسا بأن بترها سوف يخفف من ثقل الجسم ويساعده على الجري الأسرع فإن سقط في السباق أمام من احتفظ بساقيه كما خلقهما الله فلا ينتظر ممن سبق أن يرفق به فهو الذي بتر إحدى ساقيه برغبته ... والقصيدة العربية لها سيقان تمشي بها تتمثل في القوالب التعبيرية تتمثل في ( اللغة – الموسيقى – الممرات البلاغية ) فحين يأتي شاعر ويدعي أنه سيبتر ساقا من هذه السيقان وسيدخل مضمار التعبير ظنا منه أن سيكون له السبق فهذا شأنه فإن سبق فله التحية والاعتراف بإعجازه ولكنه إن سقط في وسط المضمار فلن يجد له شفيقا يحنو عليه فهو الذي بتر ساقه بيديه ...
والتجربة التاريخية عبر رحلة الشعر العربي الذي يناهز عمرها ما يقرب من الألف وخمسمائة عام تحولت إلى مضمار يجري فيه الشعر الرصين كالفرس الأصيل وقد دخل المضمار عبر هذا الرحلة خيول كثيرة ولم تلبث أن سقطت في الطريق ولم تكمل المسيرة وظل فرس الشعر الأصيل مواصلا سيره محققا الرهان عليه إلى أن تقوم الساعة فالشعر العربي الرصين عبر تلك الرحلة الطويلة واحد وألوان الشعر التي دخلت عليه المضمار كثيرة عديدة ولكن لا تلبث هذه الألوان أن تزول ثم تولد غيرها ومنها من مهد لنفسه طريقا واستقر إلى جانبه والحال هو الحال الفرس العربي الأصيل يزداد سرعة ونضوجا بل وقدرة على استيعاب معطيات كل عصر تلك المعطيات التي تدعو إليها كل نزعة جديدة ثم لا تلبث أن تفشل في تأصيلها ويقوم الشعر العربي الأصيل بتأصيلها داخل شكله التعبيري بصورة أرقى مما نادت به تلك النزعة ليثبت هذا الشكل أنه قابل للتطويع وقبول معطيات كل عصر تلك المعطيات التي يدعي أصحاب الرؤى الحداثية أن ضعف البنية الشعرية الأصيلة هي التي جعلت القصيدة العربية متأصلة الشكل غير قادرة على التواكب معها
لذلك كان لزاما علينا نحن – قارئي القصيدة العربية الرصينة – أن نغير وجهة قراءتنا وتوجهها فنركز كل أضوائنا على الشكل العربي الرصين وقدرته على التعاطي مع معطيات العصر الفكرية والفلسفية بل والتقنية أيضا وهنا وفي النبع تحديدا شعراء يمتلكون تلك القدرة على إثبات أن الشكل التعبيري العربي الرصين قادر على التعاطي مع كل تطور حادث وطريف على الدائرة الزمنية التي نعيشها
ومن هؤلاء النقاد أيضا – نقاد الحداثة – من ينكر الوجه العاطفي للقصيدة معتبرا أن هذا الوجه يتنافى مع العمق الفكري الحضاري وما يحمله من فلسفات تجعل البعد العاطفي مسطحا ساذجا لا يصح الارتكاز عليه وهذا في الحقيقة ما أوقعهم على تتابع أجيالهم في حيز الغموض والتعقيد اللفظي والمعنوي فلم ينطو تحت لوائهم سوى تلك الفئة من الشعراء الذين أرهقهم السعي لامتلاك ركائز الشعر وجمالياته فسعوا إلى تقشير الشعر من غلافه الحريري الممتع موغلين في الذهنية الجافة التي تخنق روح الشعر والشاعر استسهالا للطريق مدعين أن القصيدة الشعرية لا تحتاج كل هذا الإرهاق بل هي أسهل ما يكون في بعدها عن ذلك الشكل العقيم المرهق ... وأقول لهم : إن كان الإرهاق وحده هو الدافع لترك كل مرهق إذن : فاتركوا دراسة الفلسفة الذهنية العميقة التي توغلون في قراءتها من أجل الارتكاز عليها في قصائدكم أليس في التوغل في تلك الفلسفات إرهاق ؟ بل وقدموا دعوة لهجر كل العلوم الحديثة التي التي نهضت على أكتافها الحضارة البشرية الحديثة من علوم الهندسة الوراثية لعلوم الكمبيوتر لعلوم الفضاء والجيولوجيا ..... إلخ فهي علوم مرهقة غاية الإرهاق ومن ثم فقدموا دعوتكم للعودة إلى الوراء والارتداد للحياة البدائية وما تتميز به من سهولة ويسر ... ألستم دعاة التحضر وتغليب الذهنية على الوجدانية ؟

أردت أن ابدأ هذا البدء لأبين أن مجموعة شعراء الأصالة هنا في النبع إنما يمثلون جميعا حكما قضائيا لا يقبل النقد أو الإبرام أن الشكل التعبيري العربي إنما هو أرقى الأشكال القادرة على تبنى مفاهيم الحداثة والتعاطي مع معطيات العصور المختلفة على كل المستويات والأصعدة لدرجة تجعل منهم أصحاب حداثة على الرغم من تمريرهم لتجاربهم عبر الشكل العربي الأصيل للقصيدة العربية .
ولست من دعاة العنصرية الشعرية كما أسلفت في الكثير من مقالاتي الشعرية والنقدية ولكنني أرى أن القوالب العربية الرصينة لو أحسن فهم فلسفتها لكانت ممرات آمنة لكل فكر ووجدان شعري وما نجح الحداثيون في بسط نفوذهم على الساحة إلا لضعف في الأصوليين الذين جعلوا من القوالب التعبيرية العربية قيودا تكبل الفكر والوجدان في أصفاد من صنع أيديهم ولم تكن موجودة أصلا في الشكل الأصولي العربي الرصين ...
ومن هؤلاء الشعراء الأصوليين الذين يثبتون أنهم قد وعوا الفلسفة الكامنة وراء الإطر العربية الرصينة من ممرات لغوية وموسيقية ومن ثم أثبتوا أن الشكل العربي الرصين ليس العجز فيه بل العجز فيمن ارتدوه دون وعي بفلسفته بل أثبتوا قدرة هذا الشكل على التعاطي مع كل المركبات العصرية الشاعر الكبير ( عبد الرسول معلة ) ذلك الشاعر الذي ارتدى لباس الأطر العربية فضفاضا واسعا وكان واعيا كل الوعي بفلسفة هذا اللباس وليس فقط بمقابضه وتحولاته وصيغه فجاء شعره قادرا على التعاطي مع التموجات الفكرية ولم يأت ذلك من فراغ كما قلت فقد كان الشاعر واعيا كل الوعي بثنايا ذلك الشكل ومنعطفاته بل وفلسفته أيضا وفي قصيدة ( مازلت أحبك ) ما يدلل على ذلك وسوف أقف على القدرات الموسيقية الخلاقة التي طوعها الشاعر في القصيدة ليجعل من الأطر الموسيقية العربية حيزا من الجمال والفتنة والإبداع . فهو يمتطي في قصيدته ( البحر البسيط ) ذلك البحر المصطخب ذي التفعيلات المركبة والذي نجح في جعله مماثلا للموسيقى التصويرية المصاحبة للحدث الشعري داخل القصيدة بل وأصبح كعازف العود الذي يضع يده اليسرى على رقبة العود يقبض الأوتار الموسيقية يرخيها ويشدها كيفما شاء ويمناه تمسك بريشة العزف تعرف متى يطول (التون) الموسيقي ومتى يقصر تمشيا مع التموج الوجداني الذي يريد أن يمرره لنا من خلال قصيدته
يقول :

سمعْتُ صوْتَـكِ فـي الآفـاقِ نادانـي
أنـا الحبيبـةُ فانهـضْ أيُّـهـا الجـانـي
فجئْتُ أسعى وشوقـي كـان يسبقُنـي
كيمـا أضمّـكِ فـي قلـبـي وإنسـانـي
لبّيـكِ لبّـيْـكِ يـاروحـاً سـمـوْتُ بـهـا
أمْسَتْ معَ القَدَرِ المكتـوبِ عنوانـي


كما قلت الشاعر هنا يمرر الحالة من خلال موسيقى البحر البسيط وما يحمله هذا البحر من تنوع وتشعب في الإيقاع وكذلك تنوع الزحافات والعلل التي تدخل على تفعيلاته مما يجعل الموسيقى طوع بنانه ومطية وجدانه ...
تفعيلات البسيط تبدأ بـــ ( مستفعلن – 0 – 0 - - 0 ) من سبين خفيفين متتالين ثم وتد مجموع وهذا التفعيلة ناعمة الصوت بطيئة الإيقاع والفعل (سَمِعْتُ) في مطلع البيت الأول فعل يوحي بعنصر المفاجأة في انطلاق الصوت المسموع ومن ثم فإن الحركة الإيقاعية للتفعيلة صحيحةً لا تصلح أن تكون ممرا آمنا لموسيقى الحالة فعمد الشاعر إلى القبض على وتر التفعيلة على رقبة عود العزف فخبنها إذ حذف الثاني الساكن فتحولت إلى ( متفعلن - - 0 - - 0 ) لتسارع الموسيقى مع وقع حالة وقوع الصوت المستمع إليه فجأة ودون تمهيد فجاءت الموسيقى خير ممر لتمرير الحالة ... وانتباه الشاعر للصوت المسموع في البيت كان لزاما أن يكون بنفس سرعة الحدث ( وقوع الصوت ) ومن ثم فالتفعيلة الثانية في حشو صدر البيت أصلها ( فاعلن – 0 - - 0 ) ولكنه أصر أن يدخل الخبن عليها أيضا فصارت ( فَعِلُن - - - 0 ) حتى يتحول الممر الموسيقي إلى السرعة ليتواكب مع رد الفعل السريع إثر وقوع الصوت فجأة وبسرعة ... والمعلوم أن عروض البحر البسيط لابد وأن تكون مخبونة ( فَعِلُن - - - 0 ) اللهم إلا في التصريع ولأن الشاعر في ( ضرب البيت ) دائما ما يمرر نتيجة الحدث الشعري الواقع في صدر البيت والنتيجة تأتي بطيئة حتى يتم استيعابها فقد جعل تفعيلة ضرب البيت ( فَعْلُن – 0 – 0 ) [مقطوعة ] حيث حذف ساكن الوتد المجموع مع تسكين ما قبله فأصبحت ( فاعل – 0 – 0 ) وتحولت إلى فعلن ساكنة العين فكان التصريع مستهلا موسيقيا هادئا فمن اطلاق الصوت المسموع وردة الفعل السريعة عند سماع الصوت إلى المناداة وما تحمله من حركة بطيئة للصوت وامتداد لصوت النداء فكان لزاما على الشاعر أن يهدئ من روع تفعيلته في نهاية الصدر من البيت الأول فأدخل عليها على ( القطع ) لتتحول الموسيقى من منتهى السرعة إلى منتهى البطء .. ولأنه يعلم أن عجز البيت دائما ما سيحمل نتيجة الحدث المتمثل في صدر البيت في الغالب الأعم من القصيدة فقد لجأ إلى الضرب المقطوع ليتناسب مع السيولة النفسية للنتيجة المتحققة من جراء المقدمة الحادثة في صدر كل بيت
ولأن المقدمة تأتي سريعة والنتيجة تخرج في بطء كان بحر البسيط وما يلزمه على الشاعر من ملازمة ( عروض البيت ) للخبن فتكون تفعيلة العروض ( فَعِلُن - - - 0 ) وتكون تفعيلة الضرب مقطوعة ( فاعل – 0 – 0 ) أو ( فَعْلن ساكنة العين – 0 – 0 ) فحققت الموسيقى في كل من عروض البيت وضربه المرجو منها بتمرير سرعة الحدث ثم بطء النتيجة
وفي البيت الثاني ( فجئت أسعى وشوقي كان يسبقني ) سرعة المجيء والتلبية لزمت الخبن فخبن التفعيلة فجاءت ( متفعلن - - 0 - - 0 ) ولكن النتيجة أنه سوف يضم تلك الحبيبة في قلبه وإنسانه ( كيما أضمك في قلبي وإنساني ) فعادت التفعيلة كما عبرت إلى أصلها ( مستفعلن – 0 – 0 - - 0 ) لأن حركة الضم إلى القلب والحضن حركة تتميز بالطء والتراخي ففك الشاعر الخبن في البيت الأول وأعاد التفعيلة إلى صحيحها بطيء التنغيم .
وفي البيت الثالث :

لبّيـكِ لبّـيْـكِ يـاروحـاً سـمـوْتُ بـهـا
أمْسَتْ معَ القَدَرِ المكتـوبِ عنوانـي

حركة التلبية تحتاج إلى انسحاب نحو المُلبَّى له ثم تتبعها حركة صوت النداء الذي يحتاج إلى امتداد صوتي في صدر هذا البيت فجاءت ( مستفعلن – 0 – 0 - - 0 ) صحيحة لتدل على ذلك التموج النفسي البطيء وتبعه بتفعيلة ( فاعلن – 0 - - 0 ) صحيحة أيضا ليوحي بامتداد صوت النداء المتمثل في بطء الصوت التفعيلي ولم تأت التفعيلة مقطوعة فتسرع في إيقاع ليس الشاعر في حاجة إليه في هذا الموضع
ثم تبعه عجز هذا البيت الثالث وما يحمله من حركة الإمساء المتبوع بسرعة القدر في تحقيق ما يشاء فبدأت تفعيلة ( مستفعلن – 0 – 0 - - 0 ) صحيحة لتحقق حركة الدخول إلى المساء ثم أتبعها بخبن التفعيلة التالية لها ( فاعلن – 0 - - 0 ) فأصبحت ( فَعِلُن - - - 0 ) ... ليعود إلى النتيجة النفسية في نهاية البيت المقطوع ضربه ليحقق البطء النفسي الرائع في نهاية كل بيت يحمل نتيجة كما أسلفت ...
لقد عرف الشعر العربي عبر عصوره شعراء أدركوا الفلسفة الكامنة وراء التفعيلة العربية الرصينة التي هي ليست مجرد قالب موسيقي جاف رتيب الإيقاع وإنما هي ممر للتموجات النفسية التي تعبر من خلالها ومن ثم أصبحت التفعيلة العربية جزء من النسيج الدرامي للقصيدة ...
فكان ساحر الموسيقى البحتري يقبض على التفعيلة ومفاتيحها أنى شاء وكيف شاء تطويعا لإيقاعها وتلاه شوقي أمير الشعراء الذي تتلمذ على موسيقى البحتري فأخذ منه أعذبها ...
وها هو اليوم شاعرنا عبد الرسول معلة يسير على نفس الدرب ويصبح أمام محكمة الشعر المعاصر حكما قضائيا لا يقبل النقض أن القوالب الموسيقية العربية الرصينة ما زالت قادرة على التعاطي وتمرير التموجات النفسية في حالة من الإبداع والإبهار
وحين تعمقت في قراءة موسيقى القصيدة علمت أنني سأحتاج كتابا مزدحم الصفحات للوقوف على أسرار الموسيقى الشعرية عند ( عبد الرسول معلة ) ذلك الموسيقار الذي نأخذه حجة وبرهانا على سلامة الموسيقى العربية الأصيلة وقدرتها على احتواء الفطرة الشعرية النقية



الى روح (الأستاذ عبد الرسول معله)
الحاج لطفي الياسيني
-----------------------------------------------

عبد الرسول قضى والعين تبكيه
يا حسرة القلب كيف اليوم ارثيه
غاب الذي كان نجما في اعنته
والكل ماض ....الى قبر يواريه
الموت حق وهذا حكم خالقنا
كل ابن انثى اذا ما شاء يفنيه
لا شيء باق سوى رب الجلال بها
الى التراب يميت الخلق يحييه
ان الحياة لدار اللهو...... زائلة
دار البقاء بها .......جنات باريه
يا ابن آدم .. ماذا قد حصدت بها
حصاد عمرك في الجنات تجنيه
اذا فعلت ليوم الجمع تحصده
وغير ذلك ... لا جوى تلاقيه
نم مسريحا قرير العين في عدن
في جنة الخلد والريان باديه



نماذج من شعر المعله
-------------------------------

تحية لكل شاعر وشاعرة
عبد الرسول معله : إلى الذين صانوا شرف الكلمة ولم يبيعوها في سوق التملق والاستجداء رغم الظروف القاسية التي مروا بها ونأوا بأنفسهم عن منابر الشهرة ووهج الأضواء
.



أيا سابحاً في الشعر تـُزجي القوافيا = فنفثـُكَ سحّارٌ أما كنتَ داريا
تصوغُ من الألحانِ أعذبَ نغمةِ = وتفصحُ للأحبابِ ما كان خافيا
وتكتمُ همّـاً طالما بلهيبـِه = فرى كبداً حرّى ولم تلقَ شافيا
فكمْ ليلةٍ عانيتَ منها مضاضة ً = وكنتَ لنجم ِالليل ِفيها المناجيا
على رِسْلِها الأيامُ تمضي كئيبةً = وقلبُكَ بالأشعار ِيُحيي اللياليا
على بُعدِنا منا القلوبُ قريبةٌ = ومن حبِّنا الأيامُ عادتْ ثوانيا
نجودُ بما نمتارُ من حقل ِودِّنا = ونـُهدي من الإحساس ِما كان غاليا
أحبّاءُ صارَ الحبُّ فينا رسالةً = لننقذَ من بالحِقد قد ظلَّ غافيا
***** = ****
حنانيك يا ابنَ الشعر ِهلْ كُنتَ راضيا = بما ألقتِ الأيّامُ أو كنتَ شاكيا
ويا مُؤمناً بالشعر زِدْنا حَلاوةً = لِتجعلَ هذا القلبَ ريّانَ صافيا
فقلبُكَ مَسْرورٌ بكُلِّ جـِراحِهِ = وما زالَ نهرُ البَوْحِ بالحُبِّ جاريا
ترى بعذابِ النفس ِأجملَ راحةٍ = وليسَ بإنسان ٍإذا كانَ ساليا
تخطـّيْتَ قوماً قد أدالوا بمالِهم = وقلبُهم للآنَ ما زالَ صاديا
ونز ّهتَ قلباً كمْ عهدْنا بيانـَهُ = طريّاً يـُروّي الموجعاتِ البواكيا
سكنتَ قلوبَ الناسِ حُبّاً ورفعةً = وغيرُكَ يرجو نظرة ًخابَ راجيا
**** = ****
أيا قلبُ لا ألقاكَ إلا متيّماً = وعن دِيرة ِالمحبوبِ ما زلتَ نائيا
فكمْ رَجَفَتْ بالشكِّ فيَّ أضالـِعٌ = وكمْ غيرةٍ عَمْياءَ تفري فؤاديا
أسامِرُ وَحْدي الليلَ والشِعْرُ مُؤنسي = أهِمُّ وأسْتثني وأرجعُ خاليا
أخطُّ وأمحو ما اتخذتُ قرارَهُ = عسى ولعلَّ الشكَّ قد كان عاريا
وأملأ ُقلبي بالمَحبّةِ والوَفا = وإن كان غيري بالدَناءَة ِماشيا
فيا شعراءَ اليوم أحْيوا تراثـَنا = لعلَّ جميلَ الشعر يُحيي رجائيا
فلا يمتلي ذا القلبُ إلا محبةً = وعن كلِّ فحْشاءٍ أصونُ لسانيا
**** = *****
على رُغمِها تبقى النفوسُ كئيبةً = وإنْ أ ُرْضِعَتْ بالحُبِّ عادتْ غوانيا
وذقنا من الآلامِ ما لا نـطيقـُهُ = ولكنَّ نجمَ الصبر ِ قد ظلَّ عاليا
فكمْ فتَّ في الأحشاء نوحُ يتيمةٍ = وكم ثاكلٍ تبكي تزيدُ بكائيا
وكمْ هدَّ مني الظلمُ عوداً صليبة = ولكنني ما ازددْتُ إلا تفانيا
قلوبُهم بالحِقدِ تـُملى ضغائناً = وقلبي من الأحْقادِ قد عاد خاليا
على ضغطِ حاجاتٍ وشدّةِ حالةٍ = بقيتُ أذودُ النفسَ عن كشفِ حاليا
ولي قلمٌ لو شئتُ كان لعابُهُ = سيولاً من الدولار تمشي ورائيا
ولكنها نفسي رفضتُ أبيعُها = فما كنتُ مداحاً ولا كنتُ هاجيا
فكيف لحبَّ الناس تبغي وسيلةً = وقد عرفوا بالأمس كم كنت َقاسيا
وكم رفعتْ تلكَ المنابرُ شاعراً = وعادَ بهذا اليوم يجني المخازيا
فها أنا بين الناسِ أمشي مملـّكاً = رعايايَ طيبُ القلب والحبُّ ماليا



ما زلتُ أحُبُّـك

عبد الرسول معله





سمعْتُ صوْتَكِ في الآفاقِ نادانـي
أنا الحبيبةُ فانهضْ أيُّهـا الجانـي

فجئْتُ أسعى وشوقي كان يسبقُنـي
كيما أضمّكِ في قلبـي وإنسانـي

لبّيكِ لبّيْكِ ياروحـاً سمـوْتُ بهـا
أمْسَتْ معَ القَدَرِ المكتوبِ عنواني

ففيكِ أشرقَ عُمْري مـن غياهِبِـهِ
فاخْضرَّ عوديَ زهواً بعدَ حِرْمـان

وعشْتُ أجْمـلَ أيّامـي وأهْنأهـا
مسْتعْذباً فيـكِ آهاتـي ونيرانـي

نعمْ أحبّكِ يا روحي ويـا قَـدَري
فمنكِ أنهَـلُ أشعـاري وديوانـي

نعمْ أحبُّكِ حَرْفـي ظـلَّ يهمسُهـا
وتستنيرُ بهـا روحـي ووُجْدانـي

فأنتِ في خافقي ما عشتُ لي نغـمٌ
وطالَمـا قلبُـكِ الفينـانُ أحيانـي

أصبحتِ لي سَكَناً أحيا بـه زمنـاً
ما عُدْتُ أسألُ عن أهلي وأوطاني

فالحـبُّ عنـدكِ جنّـاتٌ منعَّمـةٌ
وكنتُ أحيا وحيداً وسْـطَ نيـران

فما انتشيْتُ بصوتٍ ظلَّ يهمسُ لي
إلا وأنـتِ بأذنـي طائِـرُ البـان

أنسيْتني كلَّ حُزنٍ كـان يسْكنُنـي
واخْضرَّ بالعِشقِ أوراقي وأغصاني

كمْ قائِلٍ عاذلٍ يغلـي بـه حسَـدٌ
إنّي أعودُ مـن الدنيـا بأحزانـي

فـلا وعينِـكِ فالدنيـا بأجمعِهـا
بغيرِ حُبِّكِ عندي محضُ خُسْـران

في كلِّ يـومٍ إذا غابـتْ عواذلُنـا
أحْسَسْتُ فيَّ رفيفاً بيـنَ أجفانـي

فأنـت للعيـنِ نـورٌ لا يفارقُهـا
وإنْ نأيْتِ تسِلْ بالأحمـر القانـي

ضُمّي إليكِ رضيعَ الشِّعْر وانطلقي
لعلني في نعيـمٍ سـوف ألقانـي

أنا في انتظاركِ سيدتي
قالوا غداً أو في المساءِ تـُسافرينْ
من أيِّ ذنبٍ تهربينْ
( سأعودُ يا روحي إليكْ )
( هيَ نـُزْهة ٌ للروحِ لا أُخـْفي عليكْ )
وبأيِّ قطر ٍتسْكنينْ
وتثورُ فيَّ طبيعة ُالوحشِ اللعينْ
فصَببْتُ كلَّ صواعقي
ونفخـْتُ كلَّ حرائقي
ودموعـُها عبرتْ معَ الصوتِ الحزينْ
( عذبْتني كمْ مرةٍ فيها تغارْ )
( من أنْ يحدّثني الكبارْ )
( أوْ أنْ يقبـّلني الصغارْ )
تتألـّمينَ وتصرخينْ ؟
قلبي كثـَلجِ القـُطـْب رَصّتـْهُ السنينْ
دَمّرْتِ فـيَّ صَبابَتي
وركلـْتِ كلَّ محبـّتي
ماتتْ به كلُّ العواطفِ واسْتباحتْهُ الشرورْ
فعلام يغضبُ أو يثورْ
إني دفنـْتُ خنادقي
وثقبْتُ كلَّ زوارقي
صيّرْتـِني رَقـْطاءَ تحذرُها الطيورْ
قرّرْتُ أنْ أُنهي العذابْ
فلا عِتابَ ولا سِبابْ
وحدي سأبقى أنشدُ اللحْنَ الحزينْ
//////////////////
ويمرُّ شهْرٌ والعواصِفُ لا تلينْ
أمْسَتْ حِكايتـُنا طيوفاً مُزعِـجات ٍ لا تبين
وبقلبي المَجْروحِ يَرْتجفُ الأنينْ
مَـزّقـْتُ أوْراقي وكُلَّ دفاتري
وخنقـْتُ كلَّ مشاعري
كيْ لا أبوحَ خِلالـَها السِّرَّ الدَفينْ
كمْ مَرّة ٍ( إنـّي أُحبُّـكَ سيّدي)
(أنا في انتظارِكَ يا أميرْ )
(عَيّنْ بنفسِكَ مَوْعدي )
فوجدْتُ قلبي كادَ من فرح ٍيطيرْ
كم كان يسعدني الحنين؟
هلْ كنتِ فيها تـَهْزئينْ؟
أنا ما أَتـَيْتـُكِ راكِعاً أوْ أسْتكينْ
عن أيِّ عُذر ٍتـَبْحَثينْ
////////////////////////////
وتمُرُّ مُسْرعَة ًبنا كُلُّ السنينْ
ونسِيتُ آلامي وأحْلامَ الشبابْ
ما عُدْتُ أركـُضُ للسَرابْ
ما عاوَدَ القلبَ الحنينْ
وإذا بصوتٍ جاءَ من جَرَسٍ لعينْ
( أنا في انتظارِكَ سيّدي)
(عيّنْ بنـَفسِكَ مَوْعِدي)
وصرخـْتُ من غـَضَبٍ بها كَمْ تكذبينْ؟
(لا ترْتعـِبْ لا تنزعِجْ )
(خـُذني لِجَنـّتـِكَ الجَميلةِ أوْ لنارِكْ)
( أطفئْ حياتي في جـِوارِكْ )
( وبمـُدْيةٍ عمياءَ تشحَذُ في شرارِكْ)
( إني رَضيْتُ بما تريدُ فخـُذ ْبثاركْ)
عن أيِّ جنـّاتٍ لنا تتحدّثينْ؟
كمْ كُنتِ فيها تـَعْبثينْ؟
وسمعْتُ صَوْتاً من بَعيدْ
هلْ قـُدَّ قلبُكَ من حَديدْ؟
أحْسَسْتُ نـَغـْزاً في الضـُلوعْ
ومعذّبا قد راحَ من أَلَمٍ يلوعْ
وعلى الشفاهِ اليابساتِ تضوعُ قـَطـْراتُ الندى
شكـّي اللَعينُ تـَبَدّدا
من دونِ أنْ أدْري هَمَسْتُ مُرَدِّدا
أنا في انتظاركِ ها هـُنا
هيّا امْلأي قدحي بحُبِّكِ أو بنارِكْ
أنا في انتظارِكْ

آخر حب


يا شعلة ًفي فؤادي لسـتُ أطفيهـا = وصورة ً في خيالي كـم أداريهـا

هذا هو العيد كم يحلو اللقـاءُ بـه =وأنت في خاطـري روحٌ أناجيهـا

هذا هو العيدُ ليت الريحَ تحملُنـي = وليتنـي هـذه الأبعـاد أطويـهـا

ففي عيونك بحر الشهـد يسكرنـي = ورقة القلب نهـر الحـب يرويهـا

نعـم أحبّـك لا زيـفٌ ولا ملـقٌ = وإنما همسةٌ فـي القلـب أخفيهـا

في كل آهٍ تريـن الحـب ينزفهـا = كأنـهُ بلهيـب الـنـار يسقيـهـا

حلفْتُ بالحبِّ والأشعارُ تشهدُ لـي =أني ظللـتُ وبـي وجـدٌ أغنّيهـا

فأنت في خاطري روحٌ توشوش لي =قصيـدةً لجميـع الخلـق أرويهـا

يا درة مـا حواهـا تـاجُ مملكـةٍ = وفي فؤاديَ تاجُ العشـق يحويهـا

متـى أراك أيـا قلبـاً ألـوذ ُبـه = إن أظهرت هـذه الدنيـا مآسيهـا

مدّي إلـيَّ يـداً فالدهـرُ عاندَنـي = فأنت للـروح مغناهـا وشاديهـا

إني أحبّك روحي عندكـم نزفـت = قصيـدة ًوإليـك اليـومَ أهديـهـا

همسات تائهة في ظلام الليل


أهَدّئُ فيكِ مُضْطربَ الخيال = و أسحقُ كلَّ أفكارِ المُحالِ

و لا أرجو منَ اللقيا منالاً = ولا أبغي لنفسي مِن وصالِ

لقد كانت أمانينا عِذاباً = وحلماً رائعاً في ذي الليالي

تسامِرُنا الحروفُ بلا نفاقٍ = و كم يقسو الزمانُ فلا نُبالي

ونضحكُ لا سفيهَ إذا التقينا = ينغـّصُ فرحتي فيَسيءُ حالي

أسائِلُ عن هواكِ و عنْ مداهُ = و عن عُمري القصير و ما جرى لي

وجدتُ سنينَه كانت سراباً = تراءى ثمَّ راحَ إلى زوالِ

إذا ما غبتِ عن قلبي المُعَنّى = يزيدُ عذابُه فوق احتمالي

و كم تقسو على عَينيْ حروفٌ = وقد خـُطـّت بحبرٍ من لآلي

فظلتْ دمعتي في الجفنِ تلهو = وتبرقُ في اليمين وفي الشمالِ

و في الأضلاع مُضْنىً ظلَّ يضرى = بنارٍ من بعادك وانعزالي

هدوءُ الليلِ نقضيه حيارى = و جُرحُكِ قد أبى أيَّ اندمالِ

فهل نبقى على ما فاتَ نبكي = و يقتلُ حبَّنا مرُّ الليالي

فلا تَدَعي العذولَ يزيدُ ناراً = فيفرحُ مِنْ عِنادِكِ و امتثالي

فهذا القلبُ قد أضناه شوقٌ = فنجّيهِ مِنَ الداءِ العُضالِ

و هاتي من دنانكِ عَذْبَ خمْرٍ = لكي أحيا بكأسٍ من زُلالِ

فقد جاءتْ على بُعْد ٍحروفي = لتعزفَ نغمةَ السِّحْرِ الحلالِ

فلي في كلِّ خافقةٍ نداءٌ = وهمسةُ مُغْرَم ٍيدعو تعالي

همسات تائهة في ظلام الليل


عبد الرسول معله






أهَـدّئُ فيـكِ مُضْطـربَ الخـيـال
و أسحـقُ كـلَّ أفكـارِ المُـحـالِ

و لا أرجـو مـنَ اللقيـا مـنـالاً
ولا أبغـي لنفسـي مِـن وصـالِ

لقـد كـانـت أمانيـنـا عِـذابـاً
وحلمـاً رائعـاً فـي ذي الليالـي

تسامِرُنـا الحـروفُ بـلا نـفـاقٍ
و كم يقسـو الزمـانُ فـلا نُبالـي

ونضحـكُ لا سفيـهَ إذا التقيـنـا
ينغّـصُ فرحتـي فيَسـيءُ حالـي

أسائِلُ عـن هـواكِ و عـنْ مـداهُ
و عن عُمري القصير و ما جرى لي

وجـدتُ سنينَـه كانـت سـرابـاً
تــراءى ثــمَّ راحَ إلــى زوالِ

إذا ما غبـتِ عـن قلبـي المُعَنّـى
يزيـدُ عذابُـه فـوق احتمـالـي

و كم تقسو علـى عَينـيْ حـروفٌ
وقـد خُطّـت بحبـرٍ مـن لآلـي

فظلتْ دمعتي فـي الجفـنِ تلهـو
وتبرقُ في اليميـن وفـي الشمـالِ

و في الأضلاع مُضْنىً ظلَّ يضـرى
بنـارٍ مـن بـعـادك وانعـزالـي

هـدوءُ الليـلِ نقضيـه حـيـارى
و جُرحُـكِ قـد أبـى أيَّ اندمـالِ

فهل نبقى علـى مـا فـاتَ نبكـي
و يقتـلُ حبَّنـا مــرُّ الليـالـي

فـلا تَدَعـي العـذولَ يزيـدُ نـاراً
فيفـرحُ مِـنْ عِنـادِكِ و امتثالـي

فهـذا القلـبُ قـد أضنـاه شـوقٌ
فنجّيـهِ مِـنَ الــداءِ العُـضـالِ

و هاتي من دنانـكِ عَـذْبَ خمْـرٍ
لكـي أحيـا بكـأسٍ مــن زُلالِ

فقد جـاءتْ علـى بُعْـد ٍحروفـي
لتعـزفَ نغمـةَ السِّحْـرِ الحـلالِ

فلـي فـي كـلِّ خافـقـةٍ نــداءٌ
وهمسـةُ مُغْـرَم ٍيدعـو تعـالـي

لقاءٌ كاد يذبحُهُ الوداع


حبيبٌ من حياتي كان أغلى = وقلبٌ بالمَودَّة قد تملَّى

وجاءت وهي ترفلُ في حريرٍ = منَ الأشواقِ صاحَ القلبُ أهلا

بلا عتبٍ سعيتُ إلى رضاها = و كمْ رضِيَ الفؤادُ بأنْ يُذَلاّ

أردتُ عتابَها والعينُ تهمي = ولن أرضى الدموعَ تكونُ وَصْلا

متى يا قلبُ تشفى من هواها = وقد كنتَ الموقَّرَ والمُعَلَّى

فهل تبقى إلى أمدٍ جريحاً = تذوبُ صبابةًً وتكادُ تَبْلى

فذُبْ كمَداً وعِشْ أبداً مُعَنّى = تزيدُ مَعَزَّةً وأموتُ ذُلاّ

أهيمُ بوحدتي وألومُ نفسي = وأهوى غُرْبتي وأقولُ : مهلا



*****= *****

و عُدتُ إلى النوالِ وللتلاقي = تضُنُّ بوصلِها وأزيدُ بَذْلا

كأنّي غابَ عن عقلي وَقاري = وعادَ القلبُ وسطَ الحُبِّ طِفلا

تكادُ عيونُها تَسبي فؤادي = تفيضُ مَحبَّةً وتصوبُ نبْلا

وغطَّتْ بالوشاحِ دنانَ خَمْرٍ = مَخافةَ أنْ أتوهَ وأنْ أُعلّى

وتعلمُ أنَّني رجلٌ لجوجٌ = إلى لثم الورودِ أرومُ نَهْلا

وددتُ لو انَّها كانتْ أمامي = لتمطرَني شذاً والعينُ ثملى

وأكتبُ في جبينٍ منْ لُجَينٍ = سبتني وردة ففقدتُ عَقْلا

وهبتُ لها الحياةَ فإن أرادتْ = لتبعثََني وإلاّ الموت أحلا

فإن شاءتْ تعذِّبُني سأرضى = وإنْ شاءتْ .. يكونُ عليَّ فَضْلا

و مَرَّ العُمرُ لمْ أعرفْ غراماً = شبابٌ ضاعَ في سَفَهٍ و ولَّى

قضيتُ كهولتي في الخوفِ حِيناً = و حِيناً في التفاهَةِ قد أُسَلّى

وجاءتْ آخرُ الأيّامِ تَهْمي = بحبٍّ تبتغيْ للقلبِ عَدْلا

وترسلُ ليْ على بُعْدٍ مَلاكا = بكُلِّ محاسنِ الدنيا تَحَلّى

لتزرعَ في حنايا الرُّوحِ شَوقاً = وتمطرَ في جَديبِ القلبِ وبْلا

بربِّكِ أسْعِديني يا حياتي = وكوني وردتي لأكونَ نحْلا

وفِيضيْ من حنانِكِ كي تُرَوِّيْ = بقايا العُمْرِ واتَّخذيْهِ ظِلاّ

وكُوني جنَّتي ورياضَ عُمْري = و زِيدي في المنى لتكونَ أحلى

وإلاّ فاطرَحيني في جَحيمٍ = لأنِّي للمَحَبَّةِ لستُ أهْلا

فلي في كلِّ يومٍ أمنياتٌ = أسافرُ بينَها وأحطُّ رحْلا

حديث مع ذات خمار

وقفتْ تـُزيحُ عنِ الجَمالِ نِقابا = وتـُشيرُ لي بيَدٍ فجـِئْتُ شِهابا

همسَتْ إليَّ بأحْرُفٍ مَسْحورةٍ = مِنْ صوتِها رقَّ الفؤادُ وذابا

يا نغمةً قدسيةً بمسامعي = نثرَتْ على قلبي الجريحِ رُضابا

سألتْ عن الأحوالِ قلتُ لها اصبري = ما زلتُ من سَهْمِ الغرام مُصابا

أمسيتُ أرجو أنْ يطولَ حديثُنا = لتصبَّ ليْ خللَ الحديثِ شرابا

رقَّتْ و رقَّ ليْ السماعَ كأنني = أضحيتُ مِنْ بعد المَشيبِ شبابا

كلماتُها نغمٌ تهزُّ بها دميْ = و سؤالُها يُبقي مُنايَ عِذابا

ما زلتُ أقنعُ بالحديثِ وأرتوي = لأظلَّ في أفُقِ الغرامِ سحابا

فإذا بها أضحَتْ تـُعيدُ خِمارَها = لِتزيدَني فوقَ العذابِ عَذابا

مجنونة بالحبِّ وَدَّ صريعُها = لو أنها فتحَتْ لهُ الأبوابا

تسقي من الهمْسِ الجميلِ مُدامةً = و تصُدُّ لو رامَ الحبيبُ جنابا

هل تمنيّتِ مثلَ ما أتمنّى



عبد الرسول معله



لا تحيري واغفري ذنبي إذا طالَ الغيابْ

إنني في كلِّ يوم ٍمُرْسِلٌ روحي إليكْ

فاسْأليها ما الذي يَجْري عليّْ

كمْ تمنـّيْتُ وكمْ

قد دعوْتُ اللهَ كي تأتي إليّْ

لتزيلي بعض آلامي وآثارَ العذابْ

أنا لا أ ُخفي عليكْ

لم تعدْ نفسي مكانا لملام ٍأو عتابْ

ضاعت ِالأحلام مني يومَ ودّعْتُ الشباب

سأعيش الحلمَ أرجو أن تمدّي ساعة َالموت ِيديكْ

وتقولي أنا أهواك َحبيبي

يا حروفا هرَبَتْ من شفتيكْ

كلماتُ الحُبِّ هل ماتتْ لديكْ

هيَ عندي كلُّ شيءٍ في التمنـّي

أطلِقيها كي أغنـّي

فأنا مُذ غبتِ عني

يكبرُ الحلمُ لديّْ

كي تكوني ساعة َالموت ِقريبه

يرتمي رأسي ويغفو بهدوءْ

حالمًا أنك قد أسكنتِهِ في ساعديْكْ

ليكونَ الموتُ أحلى بين َأحضان ِالحبيبه


أواسيك

عبد الرسول معله

((رسالة امرأة إلى حبيبها الذي عصفت بقلبه هواجس الشك والغيرة ))

وهي معارضة لقصيدة الشاعر الكبير ثروت سليم (( لن أواسيك ))




يا مَن بعُمْريَ قد أقسمْـت أ ُفديكـا
ما مرَّ في خاطري يوماً سأعصيكا

وقد رويتُ فـؤاداً مضّـهُ عطـشٌ
فهل تحطّـمُ كأسـاً كـان يرويكـا

هذي هيَ الروح سَلْها إن شككْتَ بها
فإنهـا بصريـح الحـقِّ تُنْبيـكـا

وإنها أقسمتْ يومـاً ومـا حنثـت
ألا تحِـلَّ بـوادٍ غيـرِ واديـكـا

فخِسّة ُالغدر ليسـتْ مـن شمائلنـا
وإن رحلتَ فلن أغتـالَ ماضيكـا

إنْ كنتَ بالشكِّ مخدوعاً فذا جسدي
قطّعْهُ واحْرقْهُ كي تُرضي الصعاليكا

وإن بقيت علـى عمْـدٍ تقاطعُنـي
أبقى مدى العُمْر يا عُمري أناجيكـا

هذا فـؤادي وفيـه نصـلُ قاتلـة ٍ
من المظنّةِ جـاء اليـومَ يشكوكـا

أنوثتي وأصـول العشـق تمنعُنـي
أن أقتلَ الحبَّ في قلبـي وأهجوكـا

قلبي على العَهْدِ ما زلّتْ بـه قـدمٌ
وإن أبيتَ عسى الرحمـانُ يهديكـا

وما تشـاءُ مـن الدنيـا بأجمعِهـا
خذهُ ودعْ لـي مكانـاً فيـه آتيكـا

قد كنتُ أحسبُ هذا الحبَّ يُلبسنـي
عزاً مدى الدهر يُرضيني ويُرضيكا

فما عهدْتُـكَ بالهِجـران تذبحنـي
ورقّة الطبع كانـت مـن معانيكـا

ها قد قدمتُ إلى مغنـاكَ جاريـة ً
ألستَ بالذلّ تسعـى أن ألبّيكـا

ألا ليت الشباب يعود يوما

عبد الرسول معله

أحقـاً أنَّ موعدَنـا قريـبُ ؟
وهذا العيـدَ تجْتمـعُ القلـوبُ

أمنّي النفسَ يـا أملـي بلقيـا
وجَلْساتٍ إذا ذكِـرَتْ تطيـبُ

فلـي قلـبٌ تعلّلـهُ الأمانـي
ويُحْرقُـهُ إذا حَـنَّ اللهيــبُ

فذكراكِ التي قد عِشْـتُ فيهـا
لها في كـلِّ جارحـةٍ دَبيـبُ

وأبْدلَتُ المشيـبَ لكـمْ شبابـاً
فقلبـي لا يرافقُـهُ المشـيـبُ

لكم في قلبـي الولهـان عيـنٌ
علينـا لـوْ نََسَيْناكـم رقيـبُ

روى واخْضرَّ عودي بعد موتٍ
وعادَ كأنَّـهُ غصْـنٌ رطيـبُ

فتحْتَ جوانحي شـوقٌ جديـدٌ
وبينَ أضالُعي نَبَـضٌ غريـبُ

وخُيِّط َفي مجالسِكُـمْ لسانـي
وعيْني عنـد رؤيتِكـمْ تجيـبُ

سؤالٌ واحدٌ قـد ظـلَّ صمتـاً
أجيبوا هلْ لنا فيكـم نصيـبُ؟

تلومُ لأنَّنـي طاوعْـتُ قلبـي؟
وأمري بيـن خِلانـي مريـبُ

وما أسطيعُ صدَّ القلـبِ عنهـم
ستثقلُ كاهلي عنـدي الذنـوبُ

تعيّرني المشيبَ وفي ضلوعي
فـؤادٌ لا تروّضُـهُ الخطـوبُ

ويأنفُ أنْ يظـلَّ بـلا غـرام
فتلـكَ بشرْعِـهِ أبـداً عُيـوبُ

ترفُّ جناحُـهُ حينـاً وحينـاً
ينام على اللظـى لا يَسْتجيـبُ

يوشوشُ لي إذا ما رفَّ جفنـي
لفاتـنَـةٍ وللقـيـا وَثــوبُ

ويصْرَخُ غاضباً فيغيب عقلـي
وأبقى هادئاً وهـو الغضـوب

يُجاذبُنـي حــواراً فلْسفـيّـاً
ويعجَـزُ أن يحـاورَهُ اللبيـب

أبالشيبِ انهزمتَ ؟وبي جمـاح
يضيقُ بحمْلِهِ الصدْرُ الرحيـبُ

فما أذنبْتَ فـي أمْـرٍ مُريـبٍ
ولا ضاعَتْ على العَفِّ الدروبُ

تمتّعْ في المشيبِ ولـو قليـلاً
ودعْ عنك الهمـومَ إذا تنـوبُ

وكـنْ رجـلاً لياليـهِ تولّـتْ
وأشرَقَ بعدها الصبحُ الطروب

ولا تسْتقْبل ِالمـوتَ المُخبَّـى
ذليلاً خانعـاً يحـدوك حُـوبُ

فخذ من يومِكَ الآتـي نصيبـاً
فأنـتَ لهـذهِ الدنيـا حبيـبُ

ولا تجعَلْ مسيرَكَ فـي دروب
يكونُ سقوطَكَ الموتُ القريـبُ

فدعْني ابتـغِ الأفـراحَ إنّـي
أرى الدنيا بهـا شَـرٌّ وطِيـبُ

فخُذ ْ من طيبها ما حلَّ واترُكْ
مباذلَهـا فـذا عَيْـشٌ قشيـب

وقـلْ للائميـنَ وهُـمْ كثيـرٌ
تخلّوا عـن كبائِرِكـمْ وتوبـوا

لا تخافي من صدودي

عبد الرسول معله



أنا لم ينقطعْ بالحـبَّ عهـدي
ومن قصدَ المحبّة فهي عندي

ولي قمرٌ تشعشعَ في فـؤادي
ويسكنُ أضلعي فيزيد وقـدي

أغارُ عليهِ من نسماتِ صُبـحٍ
تقبّلُهُ علـى صَفحـاتِ خـدِّ

وأحسدُ أعْيُنـاً نظـرَتْ إليـهِ
وأُحْرَمُ من جمالِ الوَجْهِ وَحْدي

ورغمَ الصدِّ رغم البُعد أبقـى
وفيّـاً إننـي أوفـي بوعـدي
****
****
أحبُّكِ لو علمْـتِ بـأنَّ قلبـي
ملكْتِ قيادَهُ ففقـدْتُ رُشْـدي

أحبُّكِ طالما رَفّـتْ عيونـي
وإنْ حانَ الرحيلُ يَزرْك وُدّي

فما بعْتُ المودّة يـا حياتـي
فأنت سعادتي وتمـامُ سَعْـدي

ودادُكِ في شراييني ونبضـي
وذكرُكِ في الليالي زادَ سُهدي

وهل يقوى على صدٍّ فـؤادي
ومن قاموسِهِ أخرجتُ صـدّي

فذكراكِ التي قد عشـتُ فيهـا
تنوّرُ ظلمتي وتزيـدُ وجـدي

وإن كانت مسافاتـي طـوالاً
فلم أحفـلْ بقـرب ٍأو ببُعـد

سكنتِ القلبَ فاخضـرّتْ رؤاهُ
وما التاثـتْ زوايـاهُ بحِقـد

فلم أذكرْكِ يوماً في قصيـدي
أخافُ عليكِ من غِرٍّ ووغـد

ولكني نثرتُكِ فـي حروفـي
وحبكِ ملهمي فيهـا وقصـدي

دعي الأيامَ تسري في مداهـا
ولا تتوسّمي برقي ورعـدي

فديتك لا تُراعي من صدودي
فلو بيدي الحياة لكنتُ أُفـدي

أمنيات جميلة


عبد الرسول معله



يــا مَــنْ يَـعِــزُّ عَلـيـنـا
بَـــأنْ نَـــراكَ تُــعَــذبْ

فلـيـتَ مــا بـــك فـيـنـا
لـعـلّـه كـــانَ أطــيَــبْ

فــزُرْتَــنــا فـشُـفـيــنــا
وَوَصْلُنـا كــانَ أقــرَبْ

فــكــلُّ مــــا نـتـمـنّــى
وكـلُّ مـا فـيـه نـرغَـبْ

يضـيـعُ حيـنـاً فـنـأسـى
وحبـلُـه لـيـسَ يُـجــذبْ

فاعْـطِـفْ عليـنـا فـإنــا
نشكـو هـواكَ المُحـبَّـبْ
****
****
عفـواً سَمَحْـتُ لنفـسـي
بــأنْ أُغـنّـي وأطــرَبْ

لـكــنَّــهــا أمــنــيـــاتٌ
ودعـــوةٌ قـــد تُـخـيَّـبْ

فافـتـحْ بعيْنـيْـكَ قـلـبـي
تجِـدْهُ أهــلاً ومـرحَـبْ

وفــي الأضـالُـعِ شـعـرٌ
بـنـارِ شـوقِــكَ يُـلـهَـبْ

قد ماتَ مذ شابَ رأسي
وخلْـتُـهُ لـيـسَ يُـطـلَـبْ

لـكـنَّــه عـــــادَ حَــيّـــاً
عـلـى يـديـكَ سيُـكـتَـبْ

فحـبُّـكَ الـيـوْمَ عـنــدي
مــنَ السـعـادةِ أعْـــذبْ




هل تذكرين

عبد الرسول معله




وسمعْتُ هَمْساً فـي الدُّجـى أتحُبُّنـي؟
ضـحِـكَ الصـبـاحُ مــردّداً أتحُبُّـنـي؟

عادتْ إلى الهَمْسِ الرقيـق وأسْهَبَـتْ
هلْ لي بغيرِكَ أن أرى العَيْشَ الهني

وأجبْـتُـهـا أبـغـيـر حُـبِّــك عِـيـشـة ؟
أنــتِ الـتـي مــن ظلمـتـي أنْقَـذتِـنـي

حـيــن التقـيْـتُـك والـحـيـاة مــريــرة
فحلفْـتِ لـي وحلـفْـتُ أنــك مَوْطـنـي

هـلْ تذكريـنَ كـم اتّخـذتِ سـواعـدي
فُرُشـاً تـرقُّ ورُحْـتِ فـي نَـوْمٍ هَـنـي

وعـلـى جبيـنِـك قــد كتـبـتُ قصـيـدةً
ورششْتُهـا شفتـيْـكِ عِـطْـرَ السَـوْسَـن

هـل تذكريـن ؟ فـكـم أتيْـتُـكِ طائـعـاً
وخـزائـنُ العـشـق الجـمـيـل تلـفُّـنـي

شرقـيـتـي هـــل تـذكـريـن؟ بـأنـنــي
في قلب عرش الحُـبِّ أبنـي مسكنـي

وأقمـت فيـهِ معـبـدي وعـزفـت كــلْـ
ـلَ قصائـدي ورجـوْتُ كيمـا تسْكنـي

وصرخـت بيـن الأهـل تلـك حبيبتـي
وبغيـرِهـا يــا حــبُّ لـسْـتُ بـمـؤمِـن

هــذي أحاسـيـسُ الـهــوى فـتـذكّـري
أنــي أحـبُّــك فـــوق مـــا أحْبَبْـتِـنـي

قلوب معروضة للبيع


عبد الرسول معله




أرضـيـتِ سيّـدتـي عـذابـي ؟
وسـرقْــتِ عــامــدةً شـبـابــي

أنـســيــتِ لــوْعــاتــي بــــــآ
لامــي وأحـلامــي الـعِــذاب؟

أنـســيــتِ تــلـــك الأمــنــيــا
تِ المفعماتِ شذا الروابـي ؟

أنـسـيـتِـهـا شــفــتــي وقــــــد
روّيْتِـهـا أحـلــى الـشــراب ؟

أنـســيــتِ فـــــيَّ أضــالــعــاً
حرّى لأجلكِ في اضطراب ؟

أنـسـيـتِ أنـــي قــــد جــعــلْـ
ـتُـكِ ربّــةَ القـلـبِ الـمُـذاب ؟

أنــســيـــتِ أوْراقـــــــي وأقْـ
ـلامـي التـي مـلأتْ كتابـي ؟

أنـسـيــتِ كـــــلَّ مـجـالـســي
ونسـيـتِ جلْـسـات العـتـاب ؟

مـــن أجـــلِ قـصــر فــــارغٍ
إلا مـــن الـرجــل المُـحـابـي

أو حـفــنــةٍ مـــــن أصــفـــر
لــمّــاعَ يـكــنــزُهُ الـمُــرابــي

بــوركـــتِ سـيــدتــي فـــــأنـ
ـتِ اليومَ عنـدي فـي التـراب

هــــذي سـريـرتُــكِ افــتُــضِـ
ـحْـتِ وكنـتُ أعـدو للسَـراب

فــلــرُبّــمـــا أخــــطـــــأتُ لـ
ـكـنّــي هـويْــتُ وذا عِـقـابـي
0


عــبـــد الــرســـول مــعــلــه

آه ما أحلى عذابَـكِ .
عبد الرسول معله




يا عيوناً تسقي السقيمَ من الحُبْـ
ـبِ شـرابـاً كالسلسبـيـلِ مُـذابـا

نــظــرات كـأنَّـهــنَّ حــــروفٌ
أرسلتْـهـا كيـمـا يـكـنَّ الجـوابـا

سحرَتنـي وخلَّفـتْ فـي فــؤادي
نـارَ وَجْــدٍ فــزدْنَ فــيَّ عـذابـا

زادَ شوقـي وأشعلتْنـي شموعـاً
كـلَّ لـيـلٍ حـتـى أذوبَ التهـابـا

زادَهــا اللهُ كــلَّ حُـسْـنٍ فـريـدٍ
لــونَ شـهْـدٍ ورقَّـــةً وانتـسـابـا

وجبـيـنـاً كـأنَّــهُ نــــورُ بــــدرٍ
قـــد تـجـلَّـى نـعـومـةً وشـبـابـا

وخـدوداً قـد لاحَ منـهـا صـفـاءٌ
كــم تمنَّـيـتُ أنْ تُـزيـلَ النقـابـا

أخفتِ الوجهَ عن ضياءِ عيوني
حــذَرَ العـيـنِ خيـفـةً وارتيـابـا

آه لـو لا ملكـتُ بعـضَ شبابـي
لنسيـتُ الأذى وجُبْـتُ الصِّعابـا

غـيـرَ أنِّـــي مـقـيَّـدٌ بـظـروفـي
وجراحي أضعْتُ فيها الحِسابـا

فارحميـنـي بهمـسـة كــلَّ يــومٍ
تشفنـي قبـلَ أنْ أُوارى الترابـا

ثـمَّ زيـدي بقسـوةٍ فـي عـذابـي
وابعديـنـي ولوِّعيـنـي اجتـنـابـا

ثــم عــودي بهـمـسـةٍ وحـنــانٍ
وبـوجـهٍ يُـريـحُ قـلـبـاً مُـصـابـا

رحيل العاشق الأخير


عبد الرسول معله


في يوم السبت 9/آب/2008 رحل عنا الشاعر الفلسطيني الكبير

محمود درويش

لَقَدْ غابَ مَنْ يُرْجَـى شَـذاهُ ونائِلُـهْ
َوَظـلّـتْ تُعَـفّـى بالـبُـكـاءِ مَعـاقِـلُـهْ

أَبَعْـدَ ابْــنِ دَرْويــشٍ يُـغـرِّدُ بُلْـبُـلٌ
وَقَـدْ ذُبِحَـتْ فـي كُـلِّ بَيْـتٍ بَلابِلُـه

لَقَـدْ كـانَ فـي كُـلِّ البِـلادِ مُحـارِبـاً
وَلـيـسَ لَــهُ إلا الـلِـسـانَ وَسـائِـلُـه

وإنْ منـزلٌ جافـاهُ مـن بعـدِ نِكْـبـةٍ
فقـدْ بُنيـتْ وَسْـطَ القلـوبِ منـازِلُـه

وَسافَـرَ مِـنْ دُنْيـاهُ ظَمْـآنِ صـادِيـاً
وَخَـلّـفَ شَعْـبـاً قَــدْ تَنَـمّـرَ باطِـلُـه

يَـرى أُمّـة ًبَلْـهـاءَ قائِـدُهـا العَـمَـى
أَبَــى جَهْلُـهـا إلا الشقـيـقَ تُقـاتِـلُـه

كأنَّ الُهـدى قَتْـلُ البَـريءِ وَحَرْقُـهُ
وَهـــذا جِـهــادٌ لا يُـنـاقَـشُ قـائِـلُـه

فَسَلْ غَزَّةَ الثكْلى وماذا جرى بهـا
سَيُنْبيكَ جُـرْحٌ مِـنْ دِمانـا جَداوِلُـه

وَسَلْ بَيْـتَ لَحْـمٍ عَـنْ دِمـاءٍ زَكيّـةٍ
سَتُخْبرُكَ الأحْجارُ مـا أنـت سائِلُـه

يُحَـدِّثُـنـي قَـلْـبــي بِِــــأنَّ قِـيـامَــةً
على وَشْكِ أَنْ تأتي فمـاذا نحاولـه

لنا في بُيوتِ العُرْبِ مليـونُ ثاكِـلٍ
فتاهـا بسيـفِ العُـرْبِ أرْداهُ قاتِـلُـه

أمَحْمودُ إنَّ الجُْرْحَ مـا زالَ نازِفـا
وَمِنْ دَمِنـا ابْـنُ العَـمِّ يَقْطُـرُ ذابِلُـه

أمَحْمـودُ إنَّ الدِيـنَ صـارَ سِيـاسَـةً
فَرائِضُـهُ مـاتَـتْ وحـالَـتْ نَوافِـلُـه

أمَحْمودُ إنَّ الناسَ أعْماهُـمُ الغِنـى
وإنْ نابَتِْ الجُلّى أخو الَمرْءِ خاذِلُه

وصِرْنا إلى الدولارِ نَلْهَـثُ يومَنـا
وليـسَ لـنـا شــيءٌ سِــواهُ يُعـادِلُـه
****
****
أيــا زَمَـنـاً فـيـهِ الـدَعِـيُّ وجاهِـلُـهْ
تَصَدّى يَقودُ الناسَ والظُّلْمُ ساحِلُـه

لنـا كُـلَّ يَـوْمٍ فـي الـبـلادِ مُصيـبـةٌ
رَحـيـلُ أديــبٍ أوْ حبـيـبٍ يُماثِـلُـه

حنانـيْـكَ رَبِّـــي فالـحَـيـاةُ مَلـيـئـةٌ
بِـكُــلِّ دَعِـــيٍّ لا تَـــرِثُّ حَبـائِـلُـه

تَـلَـبَّـسَ بالـتَـقْـوى وزَيَّـــنَ نَـفْـسَـهُ
وَمُرِّغَ في حِضْـنِ الرَذيلـةِ داخِلُـه

تَــرِنُّ بـأمْـوالِ اليَـتـامـى جُـيـوبُـهُ
وَتُنْفَـخُ مِـنْ أكْـلِ الحَـرامِ مَفاصِلُـه

يُحَدَّثُ عَنْ عَـدْلٍ وَيُخْفـي شُـرورَهُ
وَعَـنْ كُـلِّ سُـوءٍ حَدّثَتْـنـا شمائِـلُـه

إذا اشْـتَـدّتِْ الأيّـــام لاذَ بـجُـحْـرِهِ
وإنْ فُـرِجَـتْ يـوْمـاً تَـكـلَّـمَ بـاقِـلُـه

الشاعر د. جمال مرسي

كتبتها له قبل عامين تقريبا .. و كأني كنت أستشعر ما سيحدث
فقلت في آخر أبياتها :


قَطَفتُ مِن رَوضَةِ الأَشعَارِ سَوْسَنَةً
أَهدِي لِمَن ذِكرُهُ فِي النَّـاسِ مِعطَـارُ
غداً أَمُوتُ و يَقتَاتُ الـرَّدَى جَسَـدِي
فَـاْقـرَأْ قَصِـيـدِيَ ،إِنَّ الـشِّـعـرَ تَـذكَــارُ

أما و قد سبقني إلى الموت هذا الصديق الوفي فقد سمحت لنفسي بإعادة نشرها مع معارضته لها

نار و ثلج

شعر : د. جمال مرسي

مهداة للشاعر القدير و المعلم الجليل عبد الرسول معله


لا يَـعـرِفُ الثَّـلـجَ مَــن لَــم تَـكْــوِهِ الـنَّــارُ
و لا الجِـوَارَ سِــوَى مَــن شَـانَـهُ الـجَـارُ
و لَيسَ يُبصِـرُ لَـونَ الصِّـدقِ ذُو كَـذِبٍ
و لا اسـتَـشَــاطَ لِــقَــولِ الــحَــقِّ غَــــدَّارُ
الشَّمسُ تُشرِقُ فِي الإِصبَاحِ ، يَتبَعُهَا
إِذَا غَـفَــت فَـــوقَ صَـــدرِ الـلَّـيـلِ أَقـمَــارُ
و الــــكَــــوْنُ أَوجَــــــــدَهُ رَبٌّ ، فَــسَـــيَّـــرَهُ
أَنَّـــى يَـشَــاءُ ، و لَـــم تُـدرِكْــهُ أَبــصَــارُ
يَـا نَـافِـخَ الكِـيـرِ : هَــل عَـادَلـتَ نَفثَـتَـهُ
بِـنَـفـحَــةِ الـعِــطــرِ إِن بَـثَّــتــهُ أَزهَـــــارُ ؟
و هَـل تَـسَـاوَى لَــدَى الظَّـمـآنِ مُلتَحِـفـاً
رَمـــلَ المَـتَـاهَـةِ ، بُــركَــانٌ و أَنــهَــارُ ؟
أَعُـــــوذُ بِاللهِ مِـــــن شَـيــطَــانِ قَـافِـيَـتِــي
مَــــــا كَــــــانَ يَــصــرِفُـــهُ وِردٌ و لا زَارُ !
خَمسُونَ شِعـراً و نَـارُ الشِّعـرِ تَلفَحُنِـي
و مَـــوجُ أَبـيَـاتِــهِ فِــــي الــصَّــدرِ مَــــوَّارُ
قَـد كَـان طَــوقَ نَجَـاتِـي حِـيـنَ يُغرِقُـنِـي
هَـــــمٌّ ، و يُــؤْرِقُــنِــي وَهــــــمٌ و أَفـــكَـــارُ
يَغفُو عَلَى وَرَقِي ، يُطفِي لَظَـى حُرَقِـي
يُثـنِـي عَـلَـى نَـزَقِـي ، تَـزهُـو بِـــهِ الـــدَّارُ
يَـطِـيــرُ بِــــي عَــبـــرَ آفَـــــاقٍ و أَخـيِــلَــةٍ
لـلـنِّـيــلِ ، يَـجـمَـعُـنَـا شَــــــطٌّ و أَســــــرَارُ
فَـأَرسُــمُ الـوَطَــنَ الـغَـافِـي عَـلَــى كَـتِـفِـي
حَـبِـيـبَـةً ، حُـسـنُـهَـا لِـلـحُـسـنِ مِـعــيَــارُ
هِـــــيَ الأَمِــيـــرَةُ و الـدُّنــيَــا وَصِـيـفَـتُـهَــا
هِـــــيَ الـوَحِــيــدَةُ و الأَتـــــرَابُ أَصــفَـــارُ
هِيَ السَّمِيـرُ ، عُيُـونُ القَلـبِ تَحرُسُهَـا
هِـــيَ الـنَّـدِيــمُ ، لَــهَــا الــدَّقَّــاتُ سُــمَّــارُ
هِــيَ الـهَـزَارُ إِذَا مَــا غَــرَّدَت ، عَـجَــزَتْ
عَـــــن الـمُـحَــاكَــاةِ عِـــيـــدَانٌ و أَوتَــــــارُ
خَمسُونَ شِعراً ، و بَحرُ الشِّعـرِ أَركَبُـهُ
قَـلــبِــي سَـفِـيـنَـتُـهُ ، و الـعَــقــلُ بَــحَّـــارُ
كَم جَـاءَ فِـي وَحشَـةِ اللَّيـلاتِ يُؤنِسُنِـي
و فِـــــي الـحَـقِـيـبَـةِ أَقــــــلامٌ و أَســـفَـــارُ
يَصُـبُّ لِـي مِـن دِنَـانِ الـشَّـوقِ خَمـرَتَـهُ
فَتَنـتَـشِـي طَــرَبــاً فِــــي الـقَـلــبِ أَطــيَــارُ
و الــيَــومَ أَطـلُـبُــهُ ، يَــأبَــى مُـنَـادَمَـتِــي
كَــــــأَنَّــــــهُ تَــــــائِـــــــبٌ أَعــــيَــــتْـــــهُ أَوزَارُ
أَقُـولُ يَـا صَاحِبِـي : قَـد حَــانَ مَوْعِـدُنَـا
فَـهَـل سَتَتْرُكُـنِـي فِـــي الـوَهــمِ أَحـتَــارُ ؟
قَــد كَـــانَ عَـهــدَ وَفَـــاءٍ أَنـــتَ صَـاحِـبُـهُ
و لَـيـسَ يُقـبَـلُ فِــي الإِخــلاصِ أَعـــذَارُ
عَبدَ الرَّسُولِ : لَقَد جَفَّ المِـدَادُ ، فَخُـذْ
يَــا صَاحِـبِـي يَــدَ مَـــن جَـافَـتْـهُ أَشـعَــارُ
فَـــقَــــد عَــهِــدتُـــكَ لِـــلإِبــــداعِ جَــامِــعَـــةً
أُوُلَــــــى مَـبَـادِئِــهــا : حُــــــبٌّ و إِيـــثَـــارُ
عِـلــمٌ و حِـلــمٌ و صَـبــرٌ لَـيــسَ يُـدرِكُــهُ
إلا قَــــــوِيٌّ عَـــلَـــى الأَحـــمَـــالِ صَـــبَّــــارُ
أَقَـمـتَ بَيـتـاً ، مَعِـيـنُ الـصِّـدقِ مَـــوْرِدُهُ
و البَـيـتُ دُونَ مَعِـيـنِ الـصِّـدقِ يَـنـهَـارُ
رَأَيـــــــتُ دِجـــلَــــةَ مُــخــتَـــالاً بِـسَــاحَــتِــهِ
و لِـلــفُــرَاتِ عَــلَـــى الأَعــتَـــابِ إِبـــهَـــارُ
نَـــادَى الـعِــرَاقُ ، فَـلَــم تَـبـخَـل بِـقَـافِـيَـةٍ
يَـرَاعُــكَ الـحُــرُّ مَـــا حُـــمَّ الـقَـضَــا نَــــارُ
ثَــارَ الـعِــرَاقُ ، فَـخَــارَ الـظُّـلـمُ مُنـهَـزِمـاً
فِـي دُبْـرِهِ اْلـخِـزيُ ، فِــي أَعقَـابِـهِ اْلـعَـارُ
غَـنَّـى الـعِـرَاق ، فَـكَــان الـسِّـلـمُ أُغـنِـيَـةً
لَــــهَــــا تَــمِـــيـــلُ أَفَـــانِـــيـــنٌ و أَزهَـــــــــارُ
يَا صَاحِبَ العِلمِ : بَعضُ العِلمِ مَفسَدَةٌ
و كُــــــلُّ عِــلــمِــكِ لــلــطُّــلاَّبِ أَشـــجَــــارُ
يَــا كَــم تَفَـيَّـأتُ ظِــلَّ الـحَـرفِ مُستَـمِـعـاً
لــلــدَّرسِ ، نَـافِـلَـتِــي شُــكـــرٌ و إِكــبَـــارُ
قَطَفـتُ مِـن رَوضَــةِ الأَشـعَـارِ سَوْسَـنَـةً
أَهـدِي لِمَـن ذِكــرُهُ فِــي الـنَّـاسِ مِعـطَـارُ
غــداً أَمُــوتُ و يَقـتَـاتُ الــرَّدَى جَـسَـدِي
فَــاْقــرَأْ قَـصِـيــدِيَ ،إِنَّ الـشِّــعــرَ تَــذكَـــارُ


ـــــــــ


و هذه معارضته لهذه القصيدة :

جنة وأطيار

معارضة لثلج ونار/ للدكتور جمال مرسي

عبد الرسول معله


أتـيــتُ روضَــــكَ ظـمـآنــاً و بــــيْ نــــارُ
لعـلـنـي مـــن نـمـيــر ِالــحُــبِّ أشــتــارُ
وجــــــدْتُ بـــابَـــكَ مـفـتــوحــاً لــطــارقِـــهِ
حـفّــتْ عـلـيـهِ مـــن التـرحـيـب ِأزهـــارُ
لا حـاجـبٌ يمـنـعُ الأغــرابَ كــي يَـــردوا
وكــــــــانَ فــــوقَــــكَ أطــــيــــارٌ وأقــــمـــــارُ
تعجّـبَـتْ روحــيَ الظـمـأى لِـمـا نـظــرتْ
فـأنــتَ فـــي جَــنّــةٍ تــزهــو بــــك الــــدارُ
أدخـلـتَـنــي كــــــأخ ٍلـــلـــدارِ مـنـتـشـيــاً
ومُـنــشِــداً أجــمـــلَ الأشــعـــارِ تــخــتــارُ
رأيتُ في الدار أصفى الصَّحْبِ ديدنَهم
حــبُّ الجمـيـع وهُــمْ فــي اللـيـلِ سُـمّـارُ
عــطّــرتَ بـالـخُـلـقِ الأســمـــى أنـامِـلَـنــا
فاسـتـشـرفـتْ لـرفـيــعِ الــحَــرْفِ أنــظــارُ
فـأنــتــم فـــــي فـــــؤادي نــبـــعُ صـافــيــة
وإنــنـــي بـيـنـكــم مـــــا عُـــــدتُ أحــتـــارُ
لو كان ليْ ساعـةً فـي العُمْـرِ أسهرُهـا
لـكــي تُـصــاغَ لــبَــوحِ الـقـلــبِ أشــعــارُ
فبـعـضُـهـم لاجــتــلابِ الــمــالِ يـنـظـمُـه
حـــتـــى كـــفـــاهُ مـــــــنَ الآمـــــــالِ دولارُ
وقــد بقـيـتُ عـلــى الإعـســارِ أحـضُـنُـه
كـــي لا تـســوءَ إلــــى الأبــنــاءِ أخــبــارُ
****
****
لـــيْ فـــي الـقـنـاديـلِ أحــبــابٌ وسُــمّــارُ
وجُـلُّـهـم لـــو كـشـفــتَ الـقـلــبَ أخــيــارُ
تقاسَمـوا الصفحـةَ الأولـى بـمـا وهـبـتْ
قلـوبـهـم ، فـهــيَ لـلأشــواقِِ مِـعـطــارُ
قـلـوبُــهــم بــرقــيــقِ الـــحـــبِّ نــابــضـــةٌ
لكـنَّـهـم فــــي اشــتــدادِ الـخـطْــبِ ثــــوّارُ
لا يـشـتـكـون إذا قــضَّــتْ مـضـاجـعَـهـم
نـــــوائـــــبٌ ، فـــــكـــــأنَّ الـــــبـــــوحَ أوزارُ
وإنْ عَـلــتْــهُــم تــبــاريـــحٌ إذا عــشــقـــوا
غـابـوا عــن الـحَـرْفِ أو يعـلـوه إظـهـارُ
تــزوّجــوا مــــن بــنــاتِ الـفِــكــر رائــعـــةً
هــــــــمْ لــلـــروائـــعِ آبــــــــاءُ وأصــــهــــارُ
وقــــــد يــصــومـــون أيّـــامــــاً مــطــوَّلـــةً
يــا سعـدَهـم جـاءهــم بالـشـعـر إفـطــارُ
جميعُـهـم عـنـدَ بــابِ الــدار قــد وقـفــوا
لأنَّــــهــــم بــــرجـــــال الـــفِـــكـــر أبـــــــــرارُ
يــأبــون أنْ يـلـبــسَ الإبــهـــامُ فـكــرَهــم
ودأبُــهـــم لـغــمــوضِ الـــنَّـــصِ إنـــكـــارُ
تـلـقـى زوارقََـهــم فـــي كــــلِّ سـاقـيــةٍ
يــقــودُهــا لــرقــيــقِِ الــلــحْــنِ إيـــثــــارُ
يسقـونَ مـا أنضـجَ الفكـرَ الـذي زرعـوا
والــقــلـــبُ بــالــبَـــوحِ ريّـــــــانٌ ومــــــــوّارُ
****
****
تــه ! يــا جـمـالُ فـأنــتَ الـيــومَ قـافـيـةٌ
كــأنَّــهـــا لــشــجـــيِّ الــشِــعْـــرِ أوتــــــــارُ
يـــا قـائــداً لسـفـيـنِ الـفِـكـر فـــي لُـجَــجٍ
تــصــونُـــهُ وهـــجــــومُ الــــغــــثِّ تــــيّــــارُ
تـسـري عـلـى ثـقــةٍ مـــا اخـتــلَّ جـانـبُـهُ
و لـــمْ يـرعْــكَ لـغــزوِ الـغــرْبِ إعــصــارُ
ضـاعــتْ شـواطــئُ بـحــرٍ أنـــتَ راكــبُــهُ
فــمــا يـئـســتَ و لــــم يُـتْـعِـبْـكَ إبــحـــارُ
حـتــى وصـلــتَ إلـــى بـــرِّ الأمـــانِ بـــهِ
فاعْـشـوشـبَ الـقـلـبُ والأفـكــارُ أمـطــارُ
لـــو نـــالَ مـنــكَ غــــويٌّ فــــي رعـونـتــهِ
يــأتــيْـــه بـالاحــتــقــارِ الـــمُــــرِّ إنـــــــذارُ
وضــاقَ صــدرٌ لـمـا قــد نالـكـم حـســدا
حـتـى استـطـالـتْ لـــه بالـحِـقـدِ أظـفــارُ
فـأنــتَ بالـصَّـمْـتِ قـــد شـتَّــتَ جـاحِـمَـه
كــــأنَّ صَـمْـتَــك فــــي الأفــــواهِ أحــجــارُ
فسِـرْ بِنـا يـا رفيـقَ الــدَّرْبِ قــد جُعِـلـتْ
لـــــكَ الـــريـــادةُ والأعـــضـــاءُ أنـــصـــارُ
تـفــوحُ بـاسـمـكَ مــــا زالــــتْ قـصـائـدُنـا
مــخــلّــدُ وحـــدُهـــا الأخــــــلاقُ تـــذكــــارُ
زفَّــــتْ إلــيــكَ مــــن الـنـهـريـنِ قـافـيَـتـي
يحـفُّـهـا مــــنْ بــنــاتِ الــشــوقِ أبــكــارُ
و اعــذرْ أخــاكَ إذا مـــا شـــانَ أحـرفَــهُ
ســوءٌ ، فشيطـانُـه فـــي الـحــقِّ غـــدّارُ

عبد الرسول معله

تهنئة لحبيبي النبع



يا منتـدى الطِّيـبِ يـا نَبْعـاً أُناغيـه
لوْ شاء مِن دميَ المشبوبِ أَرْويـه

فـكـمْ لــهُ لَيْـلـةٌ رَفّـــتْ جـوانِـحُـهُ
عـلـيَّ مــن وَلَــهٍ يَسْـقـي وأَسْقـيـه

على امْتـدادِ سِنينـي وَهْـيَ مُقْفـرةٌ
مَنَعْـتُ قلبـيَ عَـمّـا كــان يُصْبـيـه

وهو الذي عانقَ الأشـواقَ مُلْتهِبـاً
وَهْـوَ المُسافِـرُ مـن تِيـهٍ إلـى تِيـه

أشكو لهُ الهَـمَّ يَحْنـو وهـو مُبْتسِـمٌ
وطالمـا بالـشـذا فـاضَـتْ سَواقـيـه

قضيْـتُ فيـهِ مـن الأيّــامِ أجْمَلـهـا
سَعادتـي حَرْفـيَ الوَلْـهـانَ أُهْـديـه

هــذي مَـرابِـعُـهُ بـالـحُـبِّ عـابـقـةٌ
وبائْتـلافِ المُنـى تـزهـو أَماسـيـه

أغيـبُ عنـهُ وقلبـي مـن لواعِـجـهِ
يفيـضُ شَوْقـاً وجَمْـرًا مـن مآقـيـه

ففيه أحلامـيَ العـذراءُ قـد وُلِـدَتْ
وفيـه للحُـبِّ مـا قـد كُنْـتُ أُخفـيـه

إذا الهوى جاءَني بالحَرْفِ أمْزجُهُ
وإنْ جَرى في دمي بالشعرِ أَفنيـه

فـتـحْـتُ قـلـبــيَ أُهْــديــهِ لآلــئَــهُ
وبـانَ حُبِّـي فــي أَسْـمـى مَعانـيـه
***
***
أتـيْـتُ لِلـنـبْـعِ أسْتـجْـديـهِ شـافـيـةً
كأساً من الطِّيبِ كي أُشْفى بناديـه

وجـدْتُ فيـه قلـوبـاً مِلْـؤُهـا فَــرَحٌ
تُهدي إلى النبع ما قد كـانَ يَبْغيـه

تبادِلـوا فـي ليالـي الأُنْـسِ شَوْقَهُـمُ
فازدانَ من حَرْفِهم زَهْـوًا مَغانيـه

يـأتـون للنـبـع يستسـقـون منـهـلـه
فـكـان عـذبـا ولــم تبـخـل أيـاديـه

قلوبُـهُـمْ برقـيـقِ الـحَـرْفِ نـابِـعـةٌ
حتى انْتشوا وغـدتْ تزهـو لياليـه

لا بَيْـتَ للـحُـبِّ إلا فــي مَرابـعِـهِ
لا حَرْفَ يَصْـدُقُ إلا فـي رَوابيـه

لـكَ التحيّـةُ يـا نَـبْـعَ الـسَّـلامِ ويــا
صَرْحاً زففْـتُ لـه روحـي تحيّيـه

عبد الرسول معله


عاصفة قمرية


مهداة للفنان التشكيلي الكبير نياز المشني




حبيبـتـي هـاهـيَ الأحْـــلامُ تنـطـلِـقُ
إلـى رُبــاك وبَــدْرُ الـحُـبِّ مُغتـبـقُ

فـي وَجْنتيـكِ خميـلٌ ظـلَّ يسحرُنـي
و فـي ضُلوعـيَ شِلْـوٌ كـادَ يحـتـرقُ

و مـن حروفِـكِ همـسـاتٌ تخـدِّرُنـي
و مِـنْ عُيونـكِ نـورُ الـحُـبِّ ينبـثـقُ

فِـــدىً لعَـيْـنـيـك أيّــامــي أقـدّمُـهــا
فالعُمْـرُ نحـوَ انطفائـي راحَ يَسْتـبـقُ

ومـا أزالُ علـى عهـدي وإن بعُـدَت
عنِّـي الـديـارُ فقلـبـي مُـشْـرِقٌ ألِــقُ

أهديتُـكِ القلـبَ مُـذ أشعلـتِ جـذوتَـهُ
و كانَ عندي طريحـاً مـا بـهِ رَمَـقُ
****
****
يبكـي الـيـراعُ إذا الـذكـرى تعانـقُـهُ
وتستحـيـلُ ضـيـاءً قُـربَــهُ الـــورَقُ

وينتـشـي كـــلُّ مَـوْجــوعٍ يعـذبُـنـي
كــأنَّ حـرفَـكِ فــي أرْجـائِـهِ عـبــقُ

تقحَّـمـي عـالـمـي كـونــي مَـنـارتَـهُ
فأنـتِ شمسـيَ مــزدانٌ بــكِ الأفُــقُ

ما ظلَّ في العُمْرِ ما تُرجـى فوائـدُهُ
إلا الأماني وسيـفُ الشـوقِ ممتشَـقُ

والقلبُ صارَ رقيقُ الحَـرْفِ يُنعِشُـهُ
والرُّوحُ فـي فَلـوات العِشـقِ تنطلِـقُ
****
****
ماذا يُضيركِ يـا حسنـاءُ مـن رجُـلٍ
أضـحـى يُعـلِّـلُ قلـبـاً بــاتَ ينـغـلـقُ

يا بنتَ حواءَ لم يعرفْ سواكِ هوىً
و مـا تصبّـى لأحبـابٍ لــه عشـقـوا

قضـى مـنَ الـدَّهـرِ أيّـامـاً مُـروَّعـةً
صـديـقُــهُ الألــــمُ الـقــتّــالُ والأرقُ

أيــامُـــهُ كـهـديـرِالـمـوجِ تـسـحـقُــهُ
مـكـبَّـلٌ بـحِـبـالِ الــيَــأسِ مُـخـتـنـقُ

مضى الشبابُ و في أعْماقِـهِ شجَـنٌ
حتى رآكِ وقـد ضاقـتْ بـهِ الطـرُقُ

فــراحَ رُغْــمَ جِــراحٍ فـيـهِ نـازفــةٍ
نشـوانَ والقلـبُ فــي صـيّـادِهِ يَـثِـق

لا تعـذُلـيـه إذا مـــا مَــضَّــهُ ولَــــهٌ
فـفـي الضـلـوعِ كئـيـبٌ راحَ يأتـلـقُ

مـا سيَّـرَ الحـرفَ فـي يـومٍ مُجامَلـةً
ولا تشَعْـشـعَ فــي وَجــهٍ لــهُ مَـلَـقُ

يمشـي الهُوَيْـنـى فــلا تُثنـيـهِ نائِـبـةٌ
ولا تعـنَّـى إلــى السلـطـانِ يـرتـزقُ

فـي نفسِـهِ عِفَّـة ُ أضْـحَـتْ مكـرمَـةً
ولـــم تُـــذلَّ لمَـخـلـوقٍ لـــه عُـنُــق

وجئـتِ أنـتِ لأيّامـي وقــد سُـرقَـت
منهـا الأمانـي فـعـادَ العُـمْـرُ يتَّـسِـقُ

داويـتِ قلبـيَ حتـى قـامَ مـن جَـدَثِ
بهمـسـةٍ صاغَـهـا خَـفّـاقُـكِ الـفَــرِقُ

فطِرْتُ لا عارفاً دربي ولا غرَضي
يقودُني اثنان حُسْـنُ الخَلْـق والخُلُـقُ

حتـى أخـذتِ زمامـي وانطلقـتِ بـهِ
إلــى حـيـاةٍ وإنِّـــي ســـادِرٌ غَـــرِقُ

وعـشـتُ قـربَـكِ أيـامـاً غضـارتُـهـا
لــلآنَ بــاقٍ شـذاهـا وهــيَ تنمَـحِـقُ
***
***
أنا برُغْمِ ارتعاشي قـد مَـدَدْتُ يـدي
وفوقَهـا قلبـي المـوجـوعُ يصطـفِـقُ

حمـلـتُ حـبَّـكِ يـزهـو فـــي تـألـقِـهِ
وشابَنـي مـن هــواكِ الآهُ والـحُـرَقُ

كـمِ اقتربـتِ إلــى قلـبـي وباعَـدَنـي
عـنـكِ الـتَّـرَدُّدُ والتشكـيـكُ والحـنَـقُ

عجِبتُ من قلبِكِ المصنوعِ من عبقٍ
يرضى ويسخـطُ قولـي كيـفَ نتَّفِـقُ

رِفْـقـاً بقلـبـيَ مــا عــادَتْ تدغـدغُـهُ
سـوى الوسـاوسِ أرْجوهـا فترْتـفِـقُ

ضنـيـنـةٌ تسكـبـيـنَ الــحُــبَّ آونــــةً
ومــا لــه مَنـفـذٌ فــي حُـبِّـكِ الـنَـفَـق

فـمــا غـرامــي نــــزواتٌ أخـبِّـئُـهـا
ولا طِباعـي فـي استشرافِـهـا نــزقُ

أرَدْتُ حُـبِّـي يبـقـى فـــي سمـائِـكُـم
أرجــو تعانِقُـكـم رُوحـــي فأنـعـتـقُ

حروف موشحة بالأشواق

عبد الرسول معله




لأي دنـيــا أبــــث الــشــوق أرســلــه
وأنــت دنـيـاي فــي حـلـي ومرتحـلـي

زهـا بـك الحـرف فاحلولـت بـه لغتـي
وصـار فيـك قصيـدي مضـرب المثـل

مـا كانـت الأحـرف الجدبـاء تنجـدنـي
وأنــت روّيْـتـهـا بـالـعـارض الـهـطـل

فكـل مــا فـيـك يحـلـو لــي وينعشـنـي
فـقـد حـويـت دنــان الخـمـر والعـسـل

أضحـى هــواك جنـانـا بــتُّ أحرسـهـا
أخـاف إن غبـتِ يومـا بطشـة الأجــل

لـولاك كنـت خفيـا فــي دجــى كلـمـي
فأنـت مــن أنـعـش الأشــواق بـالأمـل

قـد كنـت أبـحـث عــن حـبـي لأسـألـه
متـى تُضـاءُ بـنـور مـنـكَ لــي سبـلـي

فـــلا تـبـالـي بقـلـبـي إن سـمــا ألـمــا
فـأنـت أنقـذتـه مـــن مـوطــن الـزلــل

فطـالـمـا هـــزه مـــن فـيــض لهـفـتـه
شـــوق فأنهـلـتـه كـأســا مـــن الـقـبـل

أرى جـمـالـك فـــي عـيـنــي فـأنـهـلـه
عـذبـا نمـيـرا بـأبـيـات مـــن الـغــزل

كــم مــرة كـنـت لــي حـفــلا أقـدســه
وفـي خـدودك تـزهـو حـمـرة الخـجـل

أظـــلُّ محتـضـنـا روحـــا أسـامـرهــا
ليلـي وليلـي بعـزف الحـب لــم يـطـل

وكنـت أدنــو وبــي شــوق يزاحمـنـي
حتـى ارتشفتـك عجـلانـا عـلـى وجــل

مــن أيــن أقـطـف أزهــارا تغازلـنـي
وكـل نبـت دنـا قـد صـار مـن شغـلـي

فبحـر عينيـك كــم تـاهـت بــه سفـنـي
وصـفـو خـديـك ينجيـنـي مــن المـلـل

فـي كـل حـرف أناجـي فـيـه آسـرتـي
شـهــد وأعــذبــه لــــلآن لــــم يُــقَــلِ

لــو خيـرونـي بمـلـك لـســت أنـزعــه
ما اخترت غيرك في الدنيا على عجل

أو ساومـونـي عـلـى عــرش لأمـلـكـه
لـكـان قلـبـك عـنـدي أفـضــل الـــدول

عــــبـــــد الـــــرســـــول مـــعـــلــــه

في شهر آذار أفراح وأعياد

عبد الرسول معله

قِفْ في القناديلِ وانهلْ من سَواقيها
فــإنَّـــهـــا رَوْضـــــــــةٌ تــــزهـــــو رَوابـــيـــهـــا

كـمْ قـد تجـوّلـتُ فــي حِـلّـي ومُرْتحـلـي
فـــمــــا وجـــــــدْتُ الــهَـــنـــا إلا بــواديـــهـــا

تسقـيـكَ مــن خمْـرِهـا أشـهــى معـتّـقـةٍ
وتُنـعِـشُ القـلـبَ لـــو غـنّــتْ شـواديـهـا

أبــوابُـــهـــا لــلِـــقِـــرى ظــــلّــــتْ مــفــتّــحـــةً
بـــكــــلِّ حُـــــــبٍّ لـــنــــا مَـــــــدّتْ أيــاديـــهـــا

فالـطـائـفـيّـةُ مـــــن سـاحـاتِــهــا هَـــرَبَـــتْ
والـعـنـصـريّــةُ فــيــهــا مــــــات داعــيــهــا

سفـيـنـةٌ فـــي بــحــارِ الــحُــبِّ سـابـحــةٌ
والعيشُ في وسطها الدنيا وما فيها

ربّــانُــهـــا بــالــشـــذا يـــزكــــو تــواضُـــعُـــهُ
ودأبُــــــهُ لِــخِــصــالِ الــخــيـــرِ يَـحْــويــهــا

رُوّادهـــــــــا لــــغـــــة الـــــقـــــرآن عـــزفـــهــــم
ومــازجـــوا حــاضـــرا يــرنـــو لـمـاضـيـهـا

هـــم يُشـعـلـونَ لـسِـفـر الـحــبِّ قـلـبَـهـم
لا يــبــتــغــون بــــــــه نــفـــعـــاً ولا تــيـــهـــا

سـلاحُـهــم حـرفُــهــم فـــــي كـــــلِّ نـائِــبــةٍ
لو خـاضَ فـي ظُلمـةٍ بالنـور يُجليهـا

قــــومٌ لــهـــم دوحـــــةُ الأشــعـــار مــأثـــرةٌ
والــنــثـــرُ مــفـــخـــرةٌ والــنـــقـــدُ يُـحْـيــيــهــا

لا يــأبــهـــونَ لـــغِــــرٍّ شَـــــــبَّ جــاحِـــمُـــهُ
فــــــــراحَ يــنـــفـــثُ أحــــقــــاداً ويَــرْمــيــهـــا

ويــتــركــونَ لــــــه مــــــا كــــــان أضـــمــــرَهُ
لا تــحــرقُ الــنــار إلا قــلــبَ مُـوريــهــا
****
****
يا سائلاً عـن حـروفٍ كيـف نسكبُهـا
شَـــهْــــداً فـتـســكــرنــا حــــبّــــاً مـعـانــيــهــا

عـقــولُــنــا بــجــمــيــلِ الــفِـــكـــرِ عــالِـــقـــةٌ
قـلــوبُــنــا رقّـــــــةُ الإحـــســــاسِ آســيــهـــا

فـــمـــا ســألْــنــا أخـــانـــا عــــــن ديــانــتِـــهِ
فـــالـــديــــنُ للهِ والأخـــــــــــلاقُ نــبــغــيــهـــا

مـمــلّــكــونَ بـــــــلا جــــيــــشٍ وحــاشـــيـــةٍ
وأغـــنـــيــــاءُ بــــــــــلا دنـــــيـــــا نُـــداريــــهــــا

ودأبُـــنـــا نـــنـــزفُ الألـــحــــانَ صـــادقــــةً
وللـمـحـبّـةِ أحــلـــى الــحـــرفِ نَـسـقـيـهـا

هــــــــذي الــقــنــاديــلُ جــــنّــــاتٌ مُــــنــــوّرةٌ
لا شــيءَ فــي هــذه الـدنـيـا يُسـاويـهـا

إِذا المُلـوكُ بكـأسِ الخـمـر قــد ثَمِـلـوا
فـبــالــحــروفِ هـــنــــا تـــزهــــو لـيـالــيــهــا

رسالة ولي الأمر

إلى الشاعر نبيه سعدي

عبد الرسول معله

قلْ يا نبيهُ ابنَ النبيهِ رسالة ً
هيَ للشكاوى والحقيقة جامعه
فلقد أمرتُ بـِطانتي أن يخزنوها
في الرفوفِ الضائعه
أحسنتَ إذ أرسلتـَها سرّاً إليّ
ولم تكن عند البريّةِ ذائعه
لا تشكُ من همٍّ تؤجّجه
النفوسُ الطامعه
وأطعْ وليّك أينما ذهبتْ به
شهواتـُهُ المُتسارعه
هو خيرُ من ملكَ البلادَ فلا تقضَّ مضاجعه
يكفيكَ منهُ تسامحٌ وحباكَ أرضاً واسعه
أوَلم ترَ الشعراء والأدباء
بين يديهِ ظلت راكعه
كم عاقل ٍيطوي على الألم ِالمرير أضالعه
لا يشتكي برداً ولا حراً يرقـّع عيشهُ
بالأمنياتِ الخادعه
ويقولُ إنَّ وليّنا ـ رحم الإله مراضعه ـ
حفظ البلادَ من التدهور والضباع الجائعه
****
من أنت حتى تشتكي
فأنا الذي أبني القصور لأمتي
حتى تقولوا رائعه
وأنا الذي قومت سيرَ الجامعه
وأنا الذي لولاي كانت فاجعه
ألقيتُ في ظلم السجون جماعة
كانت لأصوات الحقيقة رافعه
وأذنت للجلاد أن يكوي لكل معارض
ومنافس جلدا ويقلع بالحديد أصابعه
فأنا ولولا حنكتي بسياسة
هي للعدوّ مصانعه
حتى أنالَ شفاعة
عند الكبير وأستدرُّ صنائعه
بعنا له بعض التراب ليبتني
ما بيننا كل القواعد كي يصدَّ
الحالمين إلى الكراسي الرافعه
فاسكت وإلا في غد
سترى القيامة طالعه



اعداد :
هبة الشايب / الاردن
عبير محمد / مصر
زياد السعودي / الاردن







  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط