|
۵ وَمْضَــــــةٌ حِكـــائِيّةٌ ۵ حين يتخلخل ذهنك ..ويدهشك مسك الختام .. فاستمتع بآفاق التأويل المفتوحة لومضة حكائيّة (الحمصي) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-01-2018, 02:20 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
فطام
فطام * تلبس جلبابها البني على عجل واضعة طرحتها ذات اللون الغامق على رأسها كما اتفق، تريد إخفاء شعرها الكثيف والفاحم عن الأعين الجاحظة، تمسك بيدي، تجرني خلفها كما خروف العيد الأرعن، تسير بي إلى محل النجارة بحينا، تودعني لدى "لمعلم" المشهور ببراعته في مجال النجارة وصنع التحف؛ محله شبيه بمحرار، وكانه شكل بهذه الطريقة لقياس ضغط فقرنا البين، وارتفاع درجة حرارة غضبي قبل الانفجار حتى يتخذ التدابير الوقائية؛ يعاملني بحنية لا أحظى بمثلها من لدن أبي... تعالي أمي، وانظري بنفسك إلى أبناء حيي، هاهم يخرجون من منازلهم؛ ركزي على وجوههم، ألا ترين البشر قد علاها؟ ألا ترين علامات الفرح بادية عليهم؟ هاهم يلعبون ويمرحون. لماذا تحرمينني من الخروج للعب معهم؟ طبعا، لأنك ستودعينني لدى معلم، لا لأتقن الحرفة، بل لتتخلصي مني. أبدا، بل لأحميك من رذاذ الشارع الملوث! لا، لست وديعة غالية الثمن، تودع في البنك! بل أنت أثمن، لذا، من واجبي الحفاظ عليك طاهرا، فالخارج عفن. صدقت، فالمحل الذي أودعتني فيه كان أكثر عفونة، وما حنيته إلا قناع يخفي لؤما...لم أخبرك، لأنك لا تتركين لي فرصة التعبير. كرهتني في العطل، لم أعد أطيقها، أفضل عليها الدراسة رغم مرارتها، على الأقل هي أهون الضررين. لم تترك لي أمي فرصة حلم، فوأدت رغباتي في أعماق نفسي كما يدفن شخص حيا بعد أن يكبل ويثقل بالأحجار، ويلقى به في اليم. رفعت أصبعها الآمر في وجهي، غدا ستلتحق بورشة النجارة القريبة منا. أمر واجب التنفيذ. إذا صدر فلا مراجعة ولا تأخير. ارتبكت، غضبت، وفي الأخير، وككل مرة، رضخت... وفي حلمي لم أر الطيور تحلق في زرقة السماء، لم أسمع تغريد أمواج البحر، لم أمسك بالرمال أبني قصور أحلامي. فالعناكب نسجت خيوطها على خيالي، واستدعت الغربان ليجثموا على صدري إلى أن تنفس الصبح، فتنفست بصعوبة، وأزحت الغطاء عني لأستنشق هواء يجدد خلاياي، وينعشني قليلا، وأنا أدرك أن أمي ستأتي باكرا لتحثني على تنفيذ الذهاب. ما أقساها! أحيانا أشك في أمومتها، أشك في اهتزاز قلبها؛ قلبها لا ينبض حبا لنا، أظنها تكرهنا أشد الكره، لا لأن أبي يضربها، بل لأنه شبه غائب، لا يهتم بما تفعله بنا. مرات يلقي على مسامعنا كلمات كحبات دوليبران، تسكن غضبنا إلى حين، تمنحنا قليلا من القوة لمواصلة الصبر. ألا تدركين، يا أمي! أني سأنفذ للمعلم طلباته، سأكون سخرة، لن يعلمني، بل سيأمرني بجلب الماء، وحمل الأخشاب إلى ورشة التقطيع وجلبها بعد أن تأخذ الشكل المطلوب.. يفرض علي أن أكون خادما طيعا له، أستجيب لرغباته؛ وهي كثيرة وغريبة... أمي! ها ظهرك قد تقوس، وابيضت تلك الشعيرات المتبقية على رأسك الصخري، وها أنت تتمسكين بي كما يتمسك الغريق بقشة، بعد أن غادر أبي مسرح الحياة، وانفض من حولك الأبناء، وبقيت إلى جوارك؛ لأني لم أستطع فراقك؛ فقد سحبت مني قراراتي، وصيرتني رجلا فارغ العزم، جبانا، تراودني أفكار، وأرى الفقيه يحمل عصا الرضا ليهش بها عليها؛ فالجنة تحت أقدام الأمهات. يا ويلي من تلك الأقدام، لقد داست على أحلامي، وصيرتها بساطا أحمر... |
|||
13-01-2018, 09:58 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: فطام
يسرني أن أقص شريط المرور مع التقدير
|
||||
13-01-2018, 10:01 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: فطام
نص مجتمعي ..تزخر به مجتمعاتنا العربية نتيجة الجهل
فتكون العاقبة وخيمة نص كتب بحرفية يكشف فيها اسقاطات المجتمع على مستقبل الأولاد تحياتي وفائق تقديري |
||||
15-01-2018, 10:46 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: فطام
العاطـــفة سلاح ذو حدين ؛ هي كما الدواء الذي
قد يتسبب بالإدمان أو .. يترك آثاره السلبية في الدم ..ما أن ينتهي من يأخذه من علته الأولى حتى يودع في جسده علة جديدة..!! العاطفة ..الحنان.. الكرم والتكريم .. أعمدة التربية الصحيحة، شرط ان يقابل كل صفة مما ذكر صفة تناقضها ؛ كالشدة ..العقوبة..اظهار الغضب في محله ووقته دون افراط وإهمال وتسيب. وجع كبير أن يشتكي الأبناء قسوة أقدام الأمهات.! قديرنا المكرم عبد الرحيم التدلاوي صورت فأبدعت .. وأدهشت .. بوركتم وبورك مدادكم احترامي وتقديري
|
||||
16-01-2018, 04:31 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: فطام
يسعدني دوما مرورك سيدي قصي.
شكرا لك. مودتي |
|||
16-01-2018, 08:27 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: فطام
للأسف الشديد
في مجتمعنا العربي بالذات يوجد تسلط من الوالدين على الابناء طبعا لا أقصد الجميع ..فنرى الأب أو الأم اختار لولده أو بنته التخصص الذي يود أن يدرسه وحتى الملابس التي يلبسها الخ والتدخل حتى بالزواج والمهر لدرجة افساد عرس ابنتهم والتدخل بحياة الزوجين.. تدخلات لا تنتهي ولو على حساب شخصيات وحياة اولادهم والنهاية تعيسة دمت بابداع |
|||
17-01-2018, 06:49 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: فطام
ربما الفقر هو سبب قسوة الأم
من وجهة نظر البطل اعتبر ما تفعله والدته قسوة وقد تكون قسوة الحياة هي ما جعلت الأم تبدو بهذه القسوة التي صورها الابن وقد تكون ضعف شخصيته هي السبب في كل ما حدث له وأتساءل ما السبب في أنه الوحيد الذي بقي على حاله المزري كما وصف رغم قسوة الأم عليه وعلى أخوته كما ذكر! لا أعتقد بأن هناك أم تقسو على فلذة كبدها إلا إذا كانت مجنونة كل التقدير أ. عبد الرحيم وتحياتي |
|||
18-01-2018, 01:30 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: فطام
اقتباس:
مودتي |
||||
18-01-2018, 01:31 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: فطام
اقتباس:
شكرا لك سيدي محمد. مودتي |
||||
11-03-2018, 02:58 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: فطام
اقتباس:
شكرا لك على ر. بوركت. مودتي |
||||
11-03-2018, 03:02 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: فطام
اقتباس:
شكرا لك أختي البهية، نوال. دمت بروعة. مودتي |
||||
11-03-2018, 03:06 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: فطام
اقتباس:
شكرا لك على تعليقك القيم، أشعرني بالدفء، ومنحني طاقة المواصلة. سعيد باستحسانك. بوركت. مودتي |
||||
20-03-2018, 09:44 AM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: فطام
قصة بكامل ثوبها
تحيتي وتقديري
|
||||
14-04-2018, 01:46 AM | رقم المشاركة : 14 | |||
|
رد: فطام
نص حزين حد الوجع .
طفولة مغتصبة و أحلام مجهضة. تلك هي مجتمعاتنا العربية الموبوءة بالجهل تطمس شخصية الطفل و تدمرها. تحياتي أستاذ عبد الرحيم. |
|||
17-09-2018, 02:41 PM | رقم المشاركة : 15 | |||
|
رد: فطام
شكرا لك أختي فاطمة على تقديرك.
مودتي |
|||
17-09-2018, 02:43 PM | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
رد: فطام
اقتباس:
تقديري |
||||
|
|
|