عـــــــودة الـروح - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: إخــفاق (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-2014, 10:56 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي عـــــــودة الـروح

عودة الروح

أخذت نفسا عميقا، و هي تجتاز مدخل الرواق، كأنها تعبر دهاليز الذاكرة، تسير في الرواق بخطى متثاقلة، مثل فارس يجر الهزيمة، تتقاذفها الصور.. و الحديث الذي علق في رأسها الصغير.. كيف لها استعادة توازنها؟.. أسئلة كثيرة تضطرب بداخلها، تمشي تائهة و هي تبحث عن حضن يمسح الحزن عن ملامح وجهها، لم تعرف سبب وجودها هنا، كيف لهذا الرجل الذي حاولت أن تحبه، كيف له أن يمنحها الهدوء؟.نعم حاولت أن تخرج عشيقها ليحل هو مكانه، و لكنها دائما كانت تفشل في إدخاله قلبها.
تسمرت أمام باب القاعة، و هي تستعيد أنفاسها، عندما فاجأها؛ صوت منبعث من داخل القسم- حيث يدرس زوجها، صوت امرأة تناجي حبيبها: أحبك؟ و صوت رجل يدفع عنه هذه التهمة: أرجوك، لا.. لا أستطيع..
كانت هاربة نحوه، غير مدركة سبب لجوئها إليه، هل يكون سبب ذلك ابتساماته السخية، أم رائحة الدخان التي علقت بلسانها، و هي تكتم أنفاسها أثناء عناق طويل.
تتذكر كيف كانت تسافر في رائحة الدخان، نحو حبيبها السابق، و كيف كان يرسم بفمه السحرية الدوائر؛ ترقص بداخلها، تلاحقها و كأنها تريد معرفة أي سر تحمله معها، دوائر مثل السراب تلاشت في الهواء مثل سحب جافة؛ قامت الريح بطردها بعيدا.
كيف استطاعت أن ترحل بعيدا عن النار نحو قبو الذاكرة؟، و كيف كانت، ترفض الخروج من العاصفة؛ عندما ينعقد لسانها بلسانه مشكلين طوق نجاة لها، و هي تتجاوز قبلاته، و تندفع نحو حلم عتيق، تقفز نحو الماضي، تتخيل حبيبها مكانه، يطوقها بقوة، تستسلم له و لكنها في ذات الوقت، تبتعد نحو حب قديم، حب يرفض الخمود...
نظرت من خلال نافذة صغيرة، و هي ترى كيف كان يتعفف عنها، يهرب منها و من إغراءاتها.. تبقى حائرة، و سعادة تتسرب نحوها، و ألم ينخر بداخلها، تمنت أن يخونها، أن ينتقم منها، لم يفعل… بل واصل تعذيبها و جلدها.

مدهش هذا الرجل، و شهي.. لأول مرة تتمنى أن يصفعها، أن يمرر يديه على وجهها، كيف فاتتها حرارة رجل شهم مثله، تنظر مرة أخرى، و تكتشف وسامته المتوارية خلف لباسه البالي، تبرز عضلاته المفتولة من خلال كتفه العريضة، تندهش من بريق عينيه و هو يرفض امرأة شهية؛ تهدي نفسها له... يخفق قلبها بشدة، و تتدحرج دمعة لا تدري أي سر تحمله، تصيبها موجة من الحرارة، ترتفع مثل ربيع يعلن موسم التغريد...
"تبا لك" قالتها بقوة؛ هزت أركانها، أخرجتها من أعماق نفسها لأول مرة له،: كيف تخون الحب؟، و تجبرني على انتظارك.. أرادت أن تنهش وجهه، أن تصفعه، مثلما صفعها اليوم، عندما رأته و هو يطارد فتيات الجامعة، عندها رأته كيف ترجل من قلبها، و هو يرحل نحو جهة لا تريد معرفتها...
أرادت حضنا لتخفي هزيمة كبيرة، فوجدت نصرا كبيرا بانتظارها، و لكن الندم كان يفترس قلبها، أرادت أن تراه ينتقم لها من نفسها، لم يفعل… لم يفكر في ذلك، بل حمل أوراقه و حقيبة ممزقة و هو يركض خارجا، فتح الباب و اصطدم بها.. تلعثم، و بهت وجهه، أراد أن يتكلم، و لكنها سحبت الحديث من لسانه نحوها بصمت مشتعل.. نظرت في عينيه و هي تتحدث إليه بدون أي كلمة نطقتها: أتسامحني؟.. ابتسم بسخاء، و تناول يدها، طبع قبلة على جبينها.. و هو يقول لها: لست إلها..






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-11-2014, 09:42 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نون المرزوقي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الامارات

الصورة الرمزية نون المرزوقي

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

لا ، لست إلها، قلبي لم يعد يحمل مساحة لمسامحتك،



كم كان الترحال هنا له بريقه الأخاذ .


كل الشكر لمداد سخي، و قصة تنم عن ألف ألف عبرة و عَبرة.


بوركت و دام الألق.


في حفظ الله و توفيقه.







  رد مع اقتباس
/
قديم 12-11-2014, 12:47 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أمين خير الدين
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية أمين خير الدين

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

لا
...لست إلها لأغيّر نبضات القلوب
التي وضع لحنها اله القلوب

نصٌّ خطّه قلم متمرن مُتْقِن لأصول الكتابة وفن القصةولغة سلسة تمتاز بسهولتها الممتنعة
وتنقل بين الاحداث يحملك على اكف الراحة
لا تشعر بعناء التحرك
قرات واستمتعت
تحياتي لك استاذنا الكريم







لأني أحب شعبي أحببت شعوب الأرض
لكنني لم أستطع أن أحب ظالما
  رد مع اقتباس
/
قديم 14-11-2014, 12:08 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
روضة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس
افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

جمييل جمييل جدا

أثبت هذا النص مع تمنياتي بمزيد من التألق

كل اللاحترام والتقدير أستاذ بسباس






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-11-2014, 04:40 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
علي الحسن
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

علي الحسن غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عـــــــودة الـروح


القدير الأستاذ بسباس

نص جميل يحمل بين طياته لغة مكينة..

( و كيف كان يرسم بفمه السحرية الدوائر؛ ) أعتقد: و كيف كان يرسم بفمه السحري الدوائر؛

تحياتي أخي المبجل






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-11-2014, 10:17 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نجلاء وسوف
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة الخاطرة 2020
سوريا

الصورة الرمزية نجلاء وسوف

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

نجلاء وسوف غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

دائماً أجهز نفسي لتلقي الجمال في النهاية
تعود نظري البحث عن قصصك الجميلة لما تحويها من لغة متقنة وتفنن في السرد وحبكة الحدث //
لك شكري وتقديري وستجدني متابعة بإذن الله






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-11-2014, 02:11 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

عبدالرحيم التدلاوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

الله الله
مدهش هذا النص و رائع.
قرأت النص الآخر هناك، فاستمتعت، و زادت متعتي هنا.
دمت بنبض الجمال.
مودتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-11-2014, 08:23 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نون المرزوقي مشاهدة المشاركة
لا ، لست إلها، قلبي لم يعد يحمل مساحة لمسامحتك،



كم كان الترحال هنا له بريقه الأخاذ .


كل الشكر لمداد سخي، و قصة تنم عن ألف ألف عبرة و عَبرة.


بوركت و دام الألق.


في حفظ الله و توفيقه.
إن قوله لست إلها

كنت أريد بها عكس ما قرأته أنت
و لكنني بعد إنهائي للنص اكتشفت أن هذه الجملة تحمل عدة قراءات منها ما تفضلت به أستاذتي
و لكن الرؤية هي نفسها
فنلتقي عند فكرة تعصف بنا و بقوة
لذلك تركت الجملة كما هي
و قلت ... ليفهم القارئ ما أراد و ليكون نظرته الخاصة بحرية دون يد عليا من الكاتب

لذلك أنا سعيد بقرائتك و نظرتك
و حضورك كان يكفيني

تقديري أستاذتي نون






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-11-2014, 08:26 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمين خير الدين مشاهدة المشاركة
لا
...لست إلها لأغيّر نبضات القلوب
التي وضع لحنها اله القلوب

نصٌّ خطّه قلم متمرن مُتْقِن لأصول الكتابة وفن القصة ولغة سلسة تمتاز بسهولتها الممتنعة
وتنقل بين الاحداث يحملك على اكف الراحة
لا تشعر بعناء التحرك
قرات واستمتعت
تحياتي لك استاذنا الكريم
و هذه رؤية أخرى
في الحقيقة أدهشتني

نعم ليس له أن يمسك قلبها و يحوله ناحيته بتلك السهولة
شكرا أستاذي أمين خير الدين لجميل قرائتك و جميل تشجيعك


بورك فيك
محبتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-11-2014, 08:35 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روضة الفارسي مشاهدة المشاركة
جمييل جمييل جدا

أثبت هذا النص مع تمنياتي بمزيد من التألق

كل اللاحترام والتقدير أستاذ بسباس
القديرة روضة الفارسي

شكرا لما تمنحينه لنصوصي من عبق حضورك و جميل هو اهتمامك بأقلام مبتدئة مثل قلمي

أتمنى أن أكون على قدر ما تولينه لي من اهتمام

تقديري و احتراماتي أستاذتي المحترمة






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-11-2014, 08:37 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الحسن مشاهدة المشاركة

القدير الأستاذ بسباس

نص جميل يحمل بين طياته لغة مكينة..

( و كيف كان يرسم بفمه السحرية الدوائر؛ ) أعتقد: و كيف كان يرسم بفمه السحري الدوائر؛

تحياتي أخي المبجل
شكرا كثيرا للملاحظة المهمة

سأعدلها استاذي الوسيم

محبتي الكبيرة






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-11-2014, 09:36 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء وسوف مشاهدة المشاركة
دائماً أجهز نفسي لتلقي الجمال في النهاية
تعود نظري البحث عن قصصك الجميلة لما تحويها من لغة متقنة وتفنن في السرد وحبكة الحدث //
لك شكري وتقديري وستجدني متابعة بإذن الله
القديرة نجلاء وسوف

شكرا لك
لا أعدمني الله تشجيعك و قراءاتك الجميلة و حضورك الجميل


كامل تقديري و احتراماتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-11-2014, 09:41 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
الله الله
مدهش هذا النص و رائع.
قرأت النص الآخر هناك، فاستمتعت، و زادت متعتي هنا.
دمت بنبض الجمال.
مودتي

حضورك أستاذي دوما هو بمثابة جرعة أمل للمواصلة
فشكرا لتشجيعك المتواصل

محبتي الكبيرة أيها الصديق البهي






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-04-2018, 07:11 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

عــودة الــروح

نص بلغة راقية عزف لحن القلوب بوعي
الإنسان ..المثقف.. والمسؤول..


نص تم ترشيحه لمسابقة القصة القصيرة

أعيده الى الواجهة ورجائي أن يحظى بمزيد
من الاهتمام وعناية أهل السرد بشكل خاص
وأعضاء اكاديمية الفينيق عموما.


مثل هذه النصوص تحتاج الى قراءةعميقة
والى "المشاكسة" لخلق أجواء لطيفة للحوار
هذا ما سيطور رؤيتنا، ويضيف الى خبرتنا الكثير.


سأعود لهذا النص بإذن الله تعالى لقراءة أخرى
أتمنى أن تفتح لنا زوايا رؤية مختلفة.


الأديب المكرم بسباس عبدالرزاق

بوركتم وبوركت حروفكم المضيئة
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2018, 11:26 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
المختار محمد الدرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية المختار محمد الدرعي

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

سرد رائع ..قلم متمكن
شدني من أول سطر إلى آخره
دمت مبدعا
أخي بسباس عبد الرزاق
تحيتي و تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-04-2018, 01:37 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

نص يحتاج لمزاج هادئ
العمق ديدنك أخي الحبيب
لي عودة بإذن الله تعالى
كل التقدير






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 03-05-2018, 01:49 AM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

قصة متقنة السرد وأسلوب مميز مدهش في القص
استمتعت جداً بقراءتها ومضمونها
الخيانة شيء قبيح لا يمكن لنا نحن البشر أن نسامح من
خان ونادراً ما يحدث ذلك
قفلتها رائعة بالفعل مفتوحة على التأويل
كل التقدير أ. بسباس
وتحياتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-05-2018, 09:20 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
عودة الروح

أخذت نفسا عميقا، و هي تجتاز مدخل الرواق، كأنها تعبر دهاليز الذاكرة، تسير في الرواق بخطى متثاقلة، مثل فارس يجر الهزيمة، تتقاذفها الصور.. و الحديث الذي علق في رأسها الصغير.. كيف لها استعادة توازنها؟.. أسئلة كثيرة تضطرب بداخلها، تمشي تائهة و هي تبحث عن حضن يمسح الحزن عن ملامح وجهها، لم تعرف سبب وجودها هنا، كيف لهذا الرجل الذي حاولت أن تحبه، كيف له أن يمنحها الهدوء؟.نعم حاولت أن تخرج عشيقها ليحل هو مكانه، و لكنها دائما كانت تفشل في إدخاله قلبها.
تسمرت أمام باب القاعة، و هي تستعيد أنفاسها، عندما فاجأها؛ صوت منبعث من داخل القسم- حيث يدرس زوجها، صوت امرأة تناجي حبيبها: أحبك؟ و صوت رجل يدفع عنه هذه التهمة: أرجوك، لا.. لا أستطيع..
كانت هاربة نحوه، غير مدركة سبب لجوئها إليه، هل يكون سبب ذلك ابتساماته السخية، أم رائحة الدخان التي علقت بلسانها، و هي تكتم أنفاسها أثناء عناق طويل.
تتذكر كيف كانت تسافر في رائحة الدخان، نحو حبيبها السابق، و كيف كان يرسم بفمه السحرية الدوائر؛ ترقص بداخلها، تلاحقها و كأنها تريد معرفة أي سر تحمله معها، دوائر مثل السراب تلاشت في الهواء مثل سحب جافة؛ قامت الريح بطردها بعيدا.
كيف استطاعت أن ترحل بعيدا عن النار نحو قبو الذاكرة؟، و كيف كانت، ترفض الخروج من العاصفة؛ عندما ينعقد لسانها بلسانه مشكلين طوق نجاة لها، و هي تتجاوز قبلاته، و تندفع نحو حلم عتيق، تقفز نحو الماضي، تتخيل حبيبها مكانه، يطوقها بقوة، تستسلم له و لكنها في ذات الوقت، تبتعد نحو حب قديم، حب يرفض الخمود...
نظرت من خلال نافذة صغيرة، و هي ترى كيف كان يتعفف عنها، يهرب منها و من إغراءاتها.. تبقى حائرة، و سعادة تتسرب نحوها، و ألم ينخر بداخلها، تمنت أن يخونها، أن ينتقم منها، لم يفعل… بل واصل تعذيبها و جلدها.

مدهش هذا الرجل، و شهي.. لأول مرة تتمنى أن يصفعها، أن يمرر يديه على وجهها، كيف فاتتها حرارة رجل شهم مثله، تنظر مرة أخرى، و تكتشف وسامته المتوارية خلف لباسه البالي، تبرز عضلاته المفتولة من خلال كتفه العريضة، تندهش من بريق عينيه و هو يرفض امرأة شهية؛ تهدي نفسها له... يخفق قلبها بشدة، و تتدحرج دمعة لا تدري أي سر تحمله، تصيبها موجة من الحرارة، ترتفع مثل ربيع يعلن موسم التغريد...
"تبا لك" قالتها بقوة؛ هزت أركانها، أخرجتها من أعماق نفسها لأول مرة له،: كيف تخون الحب؟، و تجبرني على انتظارك.. أرادت أن تنهش وجهه، أن تصفعه، مثلما صفعها اليوم، عندما رأته و هو يطارد فتيات الجامعة، عندها رأته كيف ترجل من قلبها، و هو يرحل نحو جهة لا تريد معرفتها...
أرادت حضنا لتخفي هزيمة كبيرة، فوجدت نصرا كبيرا بانتظارها، و لكن الندم كان يفترس قلبها، أرادت أن تراه ينتقم لها من نفسها، لم يفعل… لم يفكر في ذلك، بل حمل أوراقه و حقيبة ممزقة و هو يركض خارجا، فتح الباب و اصطدم بها.. تلعثم، و بهت وجهه، أراد أن يتكلم، و لكنها سحبت الحديث من لسانه نحوها بصمت مشتعل.. نظرت في عينيه و هي تتحدث إليه بدون أي كلمة نطقتها: أتسامحني؟.. ابتسم بسخاء، و تناول يدها، طبع قبلة على جبينها.. و هو يقول لها: لست إلها..


يسحرنا الوهم، وتجرجرنا الرغبة لترمي بنا
في سراب لا نعرف أوله من آخره.


امرأة تنسحب من لوحة الحقيقة..تشكل نفسها
في لوحة زائفة، تحاول هناك أن تعيش سعادة
كانت تظن بأنها سعادة دائمة..ترى من خلالها
أنها فراشة في ربيع لا يأتيه الخريف..لن يصل
الى أوردتها النزيف.. لكنها نزفت.. نزفت كثيرا
وهي ترى ألوان لوحة الوهم باهتة في الصيف
تذوب وتسيل مع ماء الشتاء .!


تحاول العودة الى لوحتها الأولى. بعد أن تكتشف
أنها كانت مجرد "ألعوبة" بين ذراعي الوهم، تماما
كما دوائر الدخان التي أتقن رسمها فمه..يصدمها
ذلك المشهد الذي يؤكد لها أنه هو "الحقيقة" التي
لا يمكن أن تبهت ألوانها..ولا تذوب.. ثابت.. صادق
رغم أن لا شئ يمنعه من أن يمارس حياته كما يشاء.


لكنه وكما عرفته لا يحمل صفات الجبناء..لن ينحدر
الى أخلاق الضعفاء.. لكنه لن يكون إلا هو.. تأكدت من
ذلك بنفسها.. وهذا ما جعلها تعود إليه.. تطلب الصفح
وعفوه.. تحلم بالرجوع.. لكنها لم تدرك أن الكريم كما
الصقر لا يلتفت الى "جيفة" مهما بلغ منه الجوع..!!


{{نظرت في عينيه و هي تتحدث إليه بدون أي كلمة نطقتها: أتسامحني؟.}}


{{ابتسم بسخاء، و تناول يدها، طبع قبلة على جبينها.. و هو يقول لها: لست إلها..}}

أي قلب تحمل يا سيدي.. كيف تمكنت أن تبتسم
أي قوة جعلتك تتماسك.. دون أن تغضب ..حتى
أنك لم تبقى صامتا..قبل أن تخرج.. ابتسمت ..فقط:


(لست إلها
)

نعم لست كذلك.. ولن تجد من يلومك على ما فعلت
أنت الحقيقة .. وهي تائهة .. مجرد سراب يحاول أن
يجد له في الحقيقة رشفة ماء..علها تنبض فيه الحياة.!!


أديبنا المكرم بسباس عبد الرزاق

قصة رائعة.. سردها مشوق وآسر..لغة قوية
حيكة متينة.. وقفلة مدهشة.


حضرت أدوات القص ..وكان واضحا أن الناص
لا يكتب فقط، فقد شكل لوحات متعددة داخل اللوحة
الواحدة..بتمكن استطاع أن يجعل الصورة تتحرك
وببراعة وقدرة عالية أوقد مشاعر المتلقي وأشعل
خياله ليرى معه تلك المشاهد.
ولفت نظري الإبداع في نقل المرأة ما بين "الأول"
و "الثاني" مع رصده لمشاعرها "هنا" و "هناك"

استخدام ــ الفلاش باك ــ
كان متقنا..وخدم النص كثيرا وخصوصا في نقل تلك
الحيرة..و ــ صراع ــ المرأة مع دواخلها.. وذاكرتها
وكأنه كان يمسك بأصبع المتلقي ويشير به الى ما كانت
تعانيه من تشظي ..


{{ مدهش هذا الرجل، و شهي.. لأول مرة تتمنى أن يصفعها، أن يمرر يديه على وجهها، كيف فاتتها حرارة رجل شهم مثله، تنظر مرة أخرى، و تكتشف وسامته المتوارية خلف لباسه البالي، تبرز عضلاته المفتولة من خلال كتفه العريضة، تندهش من بريق عينيه و هو يرفض امرأة شهية؛ تهدي نفسها له... يخفق قلبها بشدة، و تتدحرج دمعة لا تدري أي سر تحمله، تصيبها موجة من الحرارة، ترتفع مثل ربيع يعلن موسم التغريد...
.......................
"تبا لك" قالتها بقوة؛ هزت أركانها، أخرجتها من أعماق نفسها لأول مرة له،: كيف تخون الحب؟، و تجبرني على انتظارك.. أرادت أن تنهش وجهه، أن تصفعه، مثلما صفعها اليوم، عندما رأته و هو يطارد فتيات الجامعة، عندها رأته كيف ترجل من قلبها، و هو يرحل نحو جهة لا تريد معرفتها...}}


{{ أسئلة كثيرة تضطرب بداخلها، تمشي تائهة و هي تبحث عن حضن يمسح الحزن عن ملامح وجهها، لم تعرف سبب وجودها هنا، كيف لهذا الرجل الذي حاولت أن تحبه، كيف له أن يمنحها الهدوء؟.نعم حاولت أن تخرج عشيقها ليحل هو مكانه، و لكنها دائما كانت تفشل في إدخاله قلبها.

................

تسمرت أمام باب القاعة، و هي تستعيد أنفاسها، عندما فاجأها؛ صوت منبعث من داخل القسم- حيث يدرس زوجها، صوت امرأة تناجي حبيبها: أحبك؟ و صوت رجل يدفع عنه هذه التهمة: أرجوك، لا.. لا أستطيع..
كانت هاربة نحوه، غير مدركة سبب لجوئها إليه، هل يكون سبب ذلك ابتساماته السخية، أم رائحة الدخان التي علقت بلسانها، و هي تكتم أنفاسها أثناء عناق طويل.}}


في ما اقتبسته من القصة وقمت بوضع النقاط الحمراء ما بين فقراته
كان متواصلا..ونلاحظ من خلال ذلك ما أشرت إليه أنه كان يريدنا أن
نتنقل مع ــ المرأة ــ في أحوالها المختلفة. ونلاحظ أيضا استخدام الناص
لــ (الفلاش باك ــ لتتوافق مشاعر المتلقي مع مشاعر الشخصية المتأزمة
ليعيش معها تلك المعاناة ومحاولاتها في العودة من الوهم الى الحقيقة.


ولن أنسي عنوان القصة الذي جاء منسجما مع متنها القوي
وقفلتها المذهلة..

( عودة الروح )
انتقاء يدل على حنكة وخبرة.. واحترام كبير للمتلقي.

كنت موفقا يا سيدي وتمكنت من فتح مخيلتنا..وضعتنا هنا وهناك واستطعت
أن تجعلنا نصفق لهذا البطل حين قال :

لست إلها
وكيف أنه قالها وهو يبتسم .. دون ان تبدو عليه ملامح غضب..ودون أن
يفتح باب الــ عتــب .. وجعلتني أنا شخصيا أشعر بوجعه .. وما أخفاه خلف
ابتسامه من حب كبير .. وألم أكبر.!!


أستاذي المكرم
شكرا لكم على هذا الابداع والامتاع.

بوركتم وبورك نبض القلب الناصع.

احترامي وتقديري.






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 10-07-2021, 01:21 AM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
عــودة الــروح

نص بلغة راقية عزف لحن القلوب بوعي
الإنسان ..المثقف.. والمسؤول..


نص تم ترشيحه لمسابقة القصة القصيرة

أعيده الى الواجهة ورجائي أن يحظى بمزيد
من الاهتمام وعناية أهل السرد بشكل خاص
وأعضاء اكاديمية الفينيق عموما.


مثل هذه النصوص تحتاج الى قراءةعميقة
والى "المشاكسة" لخلق أجواء لطيفة للحوار
هذا ما سيطور رؤيتنا، ويضيف الى خبرتنا الكثير.


سأعود لهذا النص بإذن الله تعالى لقراءة أخرى
أتمنى أن تفتح لنا زوايا رؤية مختلفة.


الأديب المكرم بسباس عبدالرزاق

بوركتم وبوركت حروفكم المضيئة
احترامي وتقديري
الأستاذ محمد خالد بديوي تشرفت برأيك
ولكم نحتاج لمثل قراءاتك القوية والعميقة

شرف لحروفي أن تكتب عنها
تقديري






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 18-07-2021, 05:15 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المختار محمد الدرعي مشاهدة المشاركة
سرد رائع ..قلم متمكن
شدني من أول سطر إلى آخره
دمت مبدعا
أخي بسباس عبد الرزاق
تحيتي و تقديري
أعتذر عن التأخر والسبب كان في التزاماتي وربما وجهتي التي كادت بسببها أن أعتزل الكتابة أصلا

ولكن الحب وشوقي لكم أعادني سعيدا بينكم

سعيد برأيك وقرائتك استاذي فلك المحبة والتقدير






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 18-07-2021, 05:17 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
نص يحتاج لمزاج هادئ
العمق ديدنك أخي الحبيب
لي عودة بإذن الله تعالى
كل التقدير
وكذا أنت أعرفك بتوخيك القراءة العميقة دوما

شرف لي أن تمر بنصي فشكرا مع حبي واحترامي






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 07-09-2021, 01:02 AM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
قصة متقنة السرد وأسلوب مميز مدهش في القص
استمتعت جداً بقراءتها ومضمونها
الخيانة شيء قبيح لا يمكن لنا نحن البشر أن نسامح من
خان ونادراً ما يحدث ذلك
قفلتها رائعة بالفعل مفتوحة على التأويل
كل التقدير أ. بسباس
وتحياتي
شكرا لكل مدحك هذا النص

كل مرة أقرأ روايات غربية أوقن أن بين وبين فن القص مسافات مازال علي قطعها

ولكن معكم ستكون رحلة شيقة لاتقان هذا الفن

تقديري






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 07-09-2021, 01:05 AM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

افتراضي رد: عـــــــودة الـروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
يسحرنا الوهم، وتجرجرنا الرغبة لترمي بنا
في سراب لا نعرف أوله من آخره.


امرأة تنسحب من لوحة الحقيقة..تشكل نفسها
في لوحة زائفة، تحاول هناك أن تعيش سعادة
كانت تظن بأنها سعادة دائمة..ترى من خلالها
أنها فراشة في ربيع لا يأتيه الخريف..لن يصل
الى أوردتها النزيف.. لكنها نزفت.. نزفت كثيرا
وهي ترى ألوان لوحة الوهم باهتة في الصيف
تذوب وتسيل مع ماء الشتاء .!


تحاول العودة الى لوحتها الأولى. بعد أن تكتشف
أنها كانت مجرد "ألعوبة" بين ذراعي الوهم، تماما
كما دوائر الدخان التي أتقن رسمها فمه..يصدمها
ذلك المشهد الذي يؤكد لها أنه هو "الحقيقة" التي
لا يمكن أن تبهت ألوانها..ولا تذوب.. ثابت.. صادق
رغم أن لا شئ يمنعه من أن يمارس حياته كما يشاء.


لكنه وكما عرفته لا يحمل صفات الجبناء..لن ينحدر
الى أخلاق الضعفاء.. لكنه لن يكون إلا هو.. تأكدت من
ذلك بنفسها.. وهذا ما جعلها تعود إليه.. تطلب الصفح
وعفوه.. تحلم بالرجوع.. لكنها لم تدرك أن الكريم كما
الصقر لا يلتفت الى "جيفة" مهما بلغ منه الجوع..!!


{{نظرت في عينيه و هي تتحدث إليه بدون أي كلمة نطقتها: أتسامحني؟.}}


{{ابتسم بسخاء، و تناول يدها، طبع قبلة على جبينها.. و هو يقول لها: لست إلها..}}

أي قلب تحمل يا سيدي.. كيف تمكنت أن تبتسم
أي قوة جعلتك تتماسك.. دون أن تغضب ..حتى
أنك لم تبقى صامتا..قبل أن تخرج.. ابتسمت ..فقط:


(لست إلها
)

نعم لست كذلك.. ولن تجد من يلومك على ما فعلت
أنت الحقيقة .. وهي تائهة .. مجرد سراب يحاول أن
يجد له في الحقيقة رشفة ماء..علها تنبض فيه الحياة.!!


أديبنا المكرم بسباس عبد الرزاق

قصة رائعة.. سردها مشوق وآسر..لغة قوية
حيكة متينة.. وقفلة مدهشة.


حضرت أدوات القص ..وكان واضحا أن الناص
لا يكتب فقط، فقد شكل لوحات متعددة داخل اللوحة
الواحدة..بتمكن استطاع أن يجعل الصورة تتحرك
وببراعة وقدرة عالية أوقد مشاعر المتلقي وأشعل
خياله ليرى معه تلك المشاهد.
ولفت نظري الإبداع في نقل المرأة ما بين "الأول"
و "الثاني" مع رصده لمشاعرها "هنا" و "هناك"

استخدام ــ الفلاش باك ــ
كان متقنا..وخدم النص كثيرا وخصوصا في نقل تلك
الحيرة..و ــ صراع ــ المرأة مع دواخلها.. وذاكرتها
وكأنه كان يمسك بأصبع المتلقي ويشير به الى ما كانت
تعانيه من تشظي ..


{{ مدهش هذا الرجل، و شهي.. لأول مرة تتمنى أن يصفعها، أن يمرر يديه على وجهها، كيف فاتتها حرارة رجل شهم مثله، تنظر مرة أخرى، و تكتشف وسامته المتوارية خلف لباسه البالي، تبرز عضلاته المفتولة من خلال كتفه العريضة، تندهش من بريق عينيه و هو يرفض امرأة شهية؛ تهدي نفسها له... يخفق قلبها بشدة، و تتدحرج دمعة لا تدري أي سر تحمله، تصيبها موجة من الحرارة، ترتفع مثل ربيع يعلن موسم التغريد...
.......................
"تبا لك" قالتها بقوة؛ هزت أركانها، أخرجتها من أعماق نفسها لأول مرة له،: كيف تخون الحب؟، و تجبرني على انتظارك.. أرادت أن تنهش وجهه، أن تصفعه، مثلما صفعها اليوم، عندما رأته و هو يطارد فتيات الجامعة، عندها رأته كيف ترجل من قلبها، و هو يرحل نحو جهة لا تريد معرفتها...}}


{{ أسئلة كثيرة تضطرب بداخلها، تمشي تائهة و هي تبحث عن حضن يمسح الحزن عن ملامح وجهها، لم تعرف سبب وجودها هنا، كيف لهذا الرجل الذي حاولت أن تحبه، كيف له أن يمنحها الهدوء؟.نعم حاولت أن تخرج عشيقها ليحل هو مكانه، و لكنها دائما كانت تفشل في إدخاله قلبها.

................

تسمرت أمام باب القاعة، و هي تستعيد أنفاسها، عندما فاجأها؛ صوت منبعث من داخل القسم- حيث يدرس زوجها، صوت امرأة تناجي حبيبها: أحبك؟ و صوت رجل يدفع عنه هذه التهمة: أرجوك، لا.. لا أستطيع..
كانت هاربة نحوه، غير مدركة سبب لجوئها إليه، هل يكون سبب ذلك ابتساماته السخية، أم رائحة الدخان التي علقت بلسانها، و هي تكتم أنفاسها أثناء عناق طويل.}}


في ما اقتبسته من القصة وقمت بوضع النقاط الحمراء ما بين فقراته
كان متواصلا..ونلاحظ من خلال ذلك ما أشرت إليه أنه كان يريدنا أن
نتنقل مع ــ المرأة ــ في أحوالها المختلفة. ونلاحظ أيضا استخدام الناص
لــ (الفلاش باك ــ لتتوافق مشاعر المتلقي مع مشاعر الشخصية المتأزمة
ليعيش معها تلك المعاناة ومحاولاتها في العودة من الوهم الى الحقيقة.


ولن أنسي عنوان القصة الذي جاء منسجما مع متنها القوي
وقفلتها المذهلة..

( عودة الروح )
انتقاء يدل على حنكة وخبرة.. واحترام كبير للمتلقي.

كنت موفقا يا سيدي وتمكنت من فتح مخيلتنا..وضعتنا هنا وهناك واستطعت
أن تجعلنا نصفق لهذا البطل حين قال :

لست إلها
وكيف أنه قالها وهو يبتسم .. دون ان تبدو عليه ملامح غضب..ودون أن
يفتح باب الــ عتــب .. وجعلتني أنا شخصيا أشعر بوجعه .. وما أخفاه خلف
ابتسامه من حب كبير .. وألم أكبر.!!


أستاذي المكرم
شكرا لكم على هذا الابداع والامتاع.

بوركتم وبورك نبض القلب الناصع.

احترامي وتقديري.
القراءة مساحة للنص ليتنفس حرا بعيدا عن قيود صاحبه
نعم لقد منحت النص حرية الخروج نحو فضاءات أخرى
وجعلت البطلة تعيش حياة مستقلة وبذات تريدها هي لا أنا

قراءة سأعود إليها لأتعلم كيف أقرأ

تقديري لمثل هكذا عمل كبير ومتقن

محبتي






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط