فلسطين :البعد " العرفاتي " في القضية .

[محمود مليكة]

كان رحمه الله أيّام عزوبته التي طالت يجيب من يسالونه عن أمر زواجه " لقد تزوّجت فلسطين / زوجتي هي القضيّة ! "
أغلبنا كبارا و صغارا على مختلف الأجيال و المستويات لو استفتيناهم حول رمز لفلسطين و نضالها لاختاروا بتلقائية عرفات بكوفيته و ضحكته الواعدة و هو يرفع يده أو يديه بعلامة النصر .

أقوى عبارة صمود و تحدّي و لعلّها تأتي بعد " الله أكبر ! " هي و لا شكّ ترنيمة عرفات الواثقة : " يا جبل ما يهزّك ريح ! "

اقترن اسمه بفلسطين و جهادها من قبل و من بعد و ها أنّ له في القلوب مكانة رغم الموت و تتالي الأحداث و التغيّرات و السنين .

لم يكن عرفات مجرّد زعيم فهناك من نسيناهم و ها نحن نتحدّث عنه و به نهتمّ أكثر من الأحياء و لم يكن شهيدا في جحافل الشهداء و حسب بل لشهادته مسارات و لم تكن سهلة مسقطة غنيمة باردة .

عرفات قاموس الثورة و ربّانها و آلهة آلهتها بالمفهوم الأسطوري الملحمي البطولي البشري و شمسها و ملحمتها و رفيق دربها و نبراس سعدها و قربان نحسها .

كلّ ما تقدّم توطئة و فاتحة و الموضوعة في نماء و ازدياد وفاء لعرفات و سفرا في ثنايا الثورة , ثورتنا و ملهمة جهادنا و أمجادنا .

[محمود مليكة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم شكوكاني

لروحك الصفاء اخي محمود

مرحبا أصيلنا عبد الكريم و شكرا على العناية و حضورك الجميل النبيل مبعث تفاؤل لي و تحفيز على المواصلة .

لا تغب أخي و أفدنا فأنا متأكّد أنّ لديك المعلومة المفيدة و الرأي الحصيف .

مودّتي و التقدير .

[محمود مليكة]

في أواخر الستينات و أنا في المرحلة الابتدائية عرفت عرفات : قلّما لا تتصدّر صورته الصفحة الأولى من الجريدة التي كان يشتريها أبي رحمه الله بانتظام تماما مثل رئيس الجمهورية . كان يمسك البندقية و هو في خندق القتال و مع ذلك يبتسم و كأنّه يهزأ من العدوّ, كان أبي يعلّق ضاحكا و بفخر و إعجاب : " لو قبض عليه اليهود فإنّهم لن يقتلوه بل سيحبسونه و يكتفون بالنظر إليه ! " و كان بالتأكيد يقصد لاشعوريا أنّ الرّجل أكثر من ثائر يقاتلهم بل قائد يضمر لهم الكثير و ينطوي على مكائد لهم و مقالب و أنّه لا يستهان به .

في التعليم الثانوي أوائل السبعينات نزلت من قريتي المحرومة إلى المدينة المجاورة للدراسة بالمعهد . كانت هناك أكشاك بيع الصحف و المجلاّت على مختلف المشارب و انجذبت إلى مجلّة " فلسطين الثورة " كانت جميلة أنيقة و بالألوان و لا يتجاوز ثمنها ثمن خمس قطع حلوى ( 50 ملّيما ) . أحتفظ بمجلاّتي تلك إلى اليوم و بها أعتزّ .

كان صوت الثورة الفلسطينية ينطلق من برنامج يومي ملتهب من الإذاعة الجزائرية و عندما عزل رئيسنا بورقيبة وزيره الأوّل المرحوم الباهي الأدغم و غضب عليه و أبعده تماما عن المسؤولية السياسية و الحزب - بتعلّة فشله في تسيير الحكومة و تطبيق سياسة الدولة و الحزب و تنفيذ تعليمات الرئيس - كان الكثيرون يقولون " الباهي الأدغم وطنيّ غيّور لكنّ بورقيبة غار منه و حسده لأنّه نجح في مهمّة الوساطة بين الأردنيين و الفلسطينيين في معركة الكرامة بل تمكّن من تهريب الزعيم عرفات خارج الأردن في سيّارته الديبلوماسية و هو متنكّر في السفساري - لحاف تونسي تقليدي أبيض - . علما و أنّ بورقيبة قد حشر نفسه في المسألة الفلسطينية و حدث له مقلب مع البلدان العربية كلّها تقريبا بسبب خطاب ألقاه بين اللاّجئين في أريحا -1965 - و كان مخالفا للموقف الرسمي العربي الرافض للتقسيم و المهدّد بالحرب و بإلقاء اسرائيل في البحر و الحال أنّ رأي بورقيبة يدعو إلى قبول التقسيم ثمّ المطالبة بالأكثر مع المقاومة - سياسة المراحل : خذ و طالب , و سياسة الترغيب و الترهيب : الحوار مع اللجوء إلى السلاح للضغط على العدوّ - كما حرّض الفلسطينيين على الاستقلال بقرارهم و تحمّل مسؤوليتهم دون وصاية أحد و كان يقصد خاصّة جمال عبد الناصر .

تلك هي طفولة أجيال عديدة منّا : فتحنا عيوننا على قضيّة عربية جامعة و لا أبالغ إن قلت إنّ فلسطين كان اسما قريبا إلى قلوبنا و وجداننا مثل أسماء أمّهاتنا و آبائنا , أليفا لأرواحنا : ألم يكن الجميع يردّدون " القضيّة الفلسطينية هي قضيّتنا الأمّ ! " . فقط كنّا كلّما ذكرنا فلسطين تبرز صورة عرفات على شاشات لاوعينا ! أليس هو الأب , زوج القضيّة ؟ !!!

[محمود مليكة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد

ياسر عرفات
ما بين
عملية نفق عيلبون وتفجير الثورة الفلسطينية بشكل منظم
الى
يريدونني اسيرا او طريدا او شريدا
وأنا اقول
شهيدا شهيدا شهيدا
كل التقدير اخي محمود مليكة

أخي العزيز عدنان شكرا لأخذك بالخاطر و ها أنّك هنا كما أنا تمنّيت .

رجاء في البدء : و لو نبذة مختصرة منك عن عملية نفق عيلبون فعلى التاريخ و الوقائع و الأحداث تعتمد الآراء و التقييمات.

مودّتي و التقدير .

[محمود مليكة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم شكوكاني

يا صاحبي دور بورقيبة اخذه السعودي لا حقا
واتقن الدور
وها نحن نعيش هذا الدور الله لا يريح بالهم
الباهي الادغم شخصية وطنية اعتز بها ليس فقط لاجل نقلي من منطقة لاخرى
فهو نقل الكثيرين


صباح الخير

فعلا أخي عبد الكريم فقد برز بورقيبة وقتها كحليف للغرب يتبنّى أطروحات " العالم الحرّ " و الاحتكام لمجلس الأمن و الأمم المتّحدة و الشرعية الدولية و كان في انسجام تامّ مع العربية السعودية و بينه و بين الراحل الملك فيصل - و قد كان في البدء وزيرا للخارجية - علاقة وثيقة منذ أيّام الكفاح و مقاومة الاستعمار الفرنسي في تونس و السعوديون هم أصحاب الفضل الأوّل على بورقيبة فقد فتحوا له أبواب الاتّصال بالأمريكيين و الاستنجاد بهم لإعانته على فرنسا و جبروتها ثمّ بعد الاستقلال أعانوه - أمريكيين و سعوديين على حدّ سواء - إعانة جبّارة على التنمية و " الخروج من التخلّف و اللّحاق بركب الحضارة " كما كان يردّد .

سررت أخي لأنّك على علم بالسيّد الباهي الأدغم و بعلاقته بالكفاح الفلسطيني الباسل المجيد فبورك الوفاء و الاعتراف بالجميل .

مودّة متجدّدة .

[قصي المحمود]

قرأت المقال وقرأت المداخالات وكنت سعيدا بها,ظهر الأخ محمود من جيلي واعادني
لذكريات الطفولة السياسية ولكنها كانت فترة زهو القومية,هناك شخصية في المقال وهو الشهيد
ياسر عرفات ومن خلال المداخلات برزت شخصيتان بورقيبة والباهي الأدغم رحمهما الله..
قراءة الشخصيات والتأريخ علينا أن نبتعد عن العاطفة,لأن العاطفة لا تقرأ الظروف المحيطة
بالفعل والتفاعل,ولا تقرأ الضغوط والعوامل وميزان القوى,وهناك من الأذكياء من يرى ببصيرة
ما يدور حوله والنتائج....
الشهيد عرفات عمل الممكن بحنكته ودرايته من الظاهر في السياسة العربية والدولية وبين
ما خلف الكواليس,ولهذا اغتالوه!!!
كانت تونس رمزا للحداثة والتطور الفكري والثقافي ولكن بحكم ثقافة الشرق وعقلية بيئية
كانت ترى في تونس واجهة غربية .وهذا ما دفع التيار القومي والإسلامي لمناهضتها والوقوف
ضد طروحات المرحوم بورقيبة..
الباهي الأدغم شخصية براغماتية ولكنه عروبي النزعة ..
المرحوم بورقيبة أشببه بأتاتورك تركيا مع نزعة عربية يتماشى بها مع بيئة مجتمعه ولكنه
كان صريحا وسبق أقرانه في واقع القضية الفلسطينية لموجب توازن القوى ...والمتغيرات
الدولية....
فتحنا أعيننا وفلسطين رفيقة معنا في الفطور والغداء والعشاء.فتحنا أعيننا ونحن نتغنى بطنجة
وسوسة وطرابلس وحيفا ويافا ودمشق وتونس والرياض والقاهرة وووو...ورغم لنا بعض الذكريات في التفاعل والحراك ولكني ادعها للتاريخ
بغض النظر عن وجهة السلبية..لكل قادة الخمسينات وما بعدها..لمن مات منهم الرحمة وللأحياء
الصحة وطول العمر...أقول ..شكراً لهم..لأنهم سمحوا لنا وعلمونا بوطني حبيبي وطني الأكبر
وهو وطننا العربي..نتمنى ...نتمنى..مقالك حول الخليج أخي محمود يعيد لنا الأحلام على الأقل.
لنموت ونحن نحلم.....
استرسلت بعفوية ..تحياتي وتقديري وفائق احترامي

[نوال البردويل]

تحية لزعيمنا ياسر عرفات عاش بطلا ومات لم يطأطئ الرأس إلا لله وحده
قاوم الكيان الصهيوني الجاثم على صدر فلسطين بكل ما أتيح له من سبل المقاومة
إلى أن تم التآمر على حياته وإنهائها بطريقة مثيرة للشك
تقديري أ. محمود لمجهوداتك الرائعة في مساهمتك النبيلة والتي
إن دلت فعلى وطنيتك والتصاقك بالقضية الأم قضية فلسطين
تحياتي

[محمود مليكة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود

قرأت المقال وقرأت المداخالات وكنت سعيدا بها,ظهر الأخ محمود من جيلي واعادني
لذكريات الطفولة السياسية ولكنها كانت فترة زهو القومية,هناك شخصية في المقال وهو الشهيد
ياسر عرفات ومن خلال المداخلات برزت شخصيتان بورقيبة والباهي الأدغم رحمهما الله..
قراءة الشخصيات والتأريخ علينا أن نبتعد عن العاطفة,لأن العاطفة لا تقرأ الظروف المحيطة
بالفعل والتفاعل,ولا تقرأ الضغوط والعوامل وميزان القوى,وهناك من الأذكياء من يرى ببصيرة
ما يدور حوله والنتائج....
الشهيد عرفات عمل الممكن بحنكته ودرايته من الظاهر في السياسة العربية والدولية وبين
ما خلف الكواليس,ولهذا اغتالوه!!!
كانت تونس رمزا للحداثة والتطور الفكري والثقافي ولكن بحكم ثقافة الشرق وعقلية بيئية
كانت ترى في تونس واجهة غربية .وهذا ما دفع التيار القومي والإسلامي لمناهضتها والوقوف
ضد طروحات المرحوم بورقيبة..
الباهي الأدغم شخصية براغماتية ولكنه عروبي النزعة ..
المرحوم بورقيبة أشببه بأتاتورك تركيا مع نزعة عربية يتماشى بها مع بيئة مجتمعه ولكنه
كان صريحا وسبق أقرانه في واقع القضية الفلسطينية لموجب توازن القوى ...والمتغيرات
الدولية....
فتحنا أعيننا وفلسطين رفيقة معنا في الفطور والغداء والعشاء.فتحنا أعيننا ونحن نتغنى بطنجة
وسوسة وطرابلس وحيفا ويافا ودمشق وتونس والرياض والقاهرة وووو...ورغم لنا بعض الذكريات في التفاعل والحراك ولكني ادعها للتاريخ
بغض النظر عن وجهة السلبية..لكل قادة الخمسينات وما بعدها..لمن مات منهم الرحمة وللأحياء
الصحة وطول العمر...أقول ..شكراً لهم..لأنهم سمحوا لنا وعلمونا بوطني حبيبي وطني الأكبر
وهو وطننا العربي..نتمنى ...نتمنى..مقالك حول الخليج أخي محمود يعيد لنا الأحلام على الأقل.
لنموت ونحن نحلم.....
استرسلت بعفوية ..تحياتي وتقديري وفائق احترامي

أهلا أستاذنا قصي و قد أضاءت الموضوعة أكثر براقي حرفك و فيض تفاعلك و سديد رأيك .

يبقى عرفات الخالد محور الموضوعة و شخصيتها الأساسية و لا مهرب لنا من تناول شخصيات أخرى بالقليل او الكثير و المسألة ضاربة في قلوبنا و عواطفنا و أرواحنا أكثر من عقولنا و منطقنا و نرجو من الله سبحانه ان يلهمنا سداد التحليل و منهجيّ النقد و التقييم و نحن لم نثر الموضوع إلاّ لنكون محضر خير و أقلام بحث و إنصاف و تمحيص .

بورقيبة هو فرعوننا المحبوب ( اليوم بالذات 1 جوان هي ذكرى عيد النصر و الاستقلال عندنا و سيعاد نصب تمثاله في العاصمة بعد أن أزاله بن علي في 1987 ) وكان بورقيبة يطبّق إلى حدّ كبير " ما أريكم إلاّ ما أرى " و أغلب اجتهاداته فيها ما يبرّرها لكنّه كان يتسرّع الأشياء و عنده نصيب كبير من النرجسية و نظرة الدون إلى الآخر خاصّة منافسيه و قد كانت حرب بينه و بين جمال عبد الناصر خاصّة بسبب اختلاف الرّؤى زد على ذلك أنّه كان أقرب إلى الوجدان الغربي و ربّما طمع في أن يكون زعيما للأمّة العربية عوضا عن عبد الناصر المشاكس و المغضوب عليه و وصل به الأمر- بورقيبة - إلى عرض التحاور مع الاسرائيليين لكنّ السادات لهفها منه و هرع إليهم كمن يهرع إلى حتفه و قد كان ذلك فعلا .

حبّنا لعرفات و بورقيبة و غيرهما ضارب في أعماقنا و لن يفسد عرض الحقائق للودّ قضيّة .

لا تغب أخي العزيز قصي و ليوفّقنا الله سبحانه إلى اليقين و صلاح الأحوال و سعادة المآل .

[محمود مليكة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل

تحية لزعيمنا ياسر عرفات عاش بطلا ومات لم يطأطئ الرأس إلا لله وحده
قاوم الكيان الصهيوني الجاثم على صدر فلسطين بكل ما أتيح له من سبل المقاومة
إلى أن تم التآمر على حياته وإنهائها بطريقة مثيرة للشك
تقديري أ. محمود لمجهوداتك الرائعة في مساهمتك النبيلة والتي
إن دلت فعلى وطنيتك والتصاقك بالقضية الأم قضية فلسطين
تحياتي

مرحبا مبدعتنا القديرة و أختنا الأصيلة نوال و قد أثريت الموضوعة و شرّفتيها بحضورك الجميل .

لا جدال في أنّ عرفات كان مخلصا و على قدر كبير من الحنكة و الدراية بالظاهر و الباطن في القضية الفلسطينية و كما ذكرت أنت نوال " قاوم الكيان الصهيوني الجاثم على صدر فلسطين بكل ما أتيح له من سبل المقاومة " و الفارس الذي يستشهد في الميدان و هو على صهوة جواده و في قمّة الجهاد لا يمكن إلاّ أن نقدّره حتّى و لو كسب العدوّ الجولة فالنصر باذن الله مؤجّل لا غير و قادم لا محالة و لعرفات فيه حصّته و النّصيب .

عودي نوال و أفيدينا أكثر و عسى أن يكون في وفرة المادّة و تعدّد المعطيات مزيد فائدة و ارتواء من هذه الموضوعة القيّمة .

كثير مودّة و تقدير .

[محمود مليكة]

" بعد سبعة عشر عاما من الضياع الذي عاشه شعبنا في أعقاب نكبة عام 1948، جاء اليوم الأول من كانون الثاني/يناير 1965، ليكون نقطة البداية في أول تحرك جماهيري فلسطيني على الطريق السليم. "


ها قد أشرقت أخيرا شمس إسهامك و إثرائك الرّائع عدنان و سيكون باذن الله نهار حضورك هنا في الموضوعة خصبا واعدا ثريّا .

مسرور جدّا أستاذنا بقيّم تفاعلك و سنقطف الكثير باذن الله من بستان معلوماتك و تقييماتك .

معا من أجل إحاطة أكثر بالزعيم و القضية .

كثير مودّة و تقدير .

[محمود مليكة]

" يمثل العام 195 نشأة حركة "فتح" التي أتت في الحقيقة من تلاقي الأفكار الثورية لعدد من البؤر التنظيمية المنتشرة منذ عام 1948، هذه الأفكار التي مثلت لدى أعضائها، رداً على النكبة وعلى العدوان الثلاثي 1956، وعلى فقدان مصداقية الأحزاب السياسية، التي كانت منتشرة في الساحة آنذاك، وعلى الرغبة في استقلالية العمل الوطني الفلسطيني، خاصةً بعد تجميد عمليات الفدائيين من قبل السلطات المصرية عام 1957."

- عدنان حمّاد -

فعلا هذه معلومة تؤكّد أنّه أتى على القضية الفلسطينية وقت مهانة و وضعية " الأيتام في مأدبة اللّئام " فالكلّ يتشدّق بها و عليها يبكي لكن يتاجر بها و يستعملها مطيّة و على ما أذكر لم يكن أحمد الشقيري وقتها إلاّ كرة بين هؤلاء و هؤلاء يطمعون في أن يكون هو و المنظّمة مطيّة لتسجيل مواقفهم و مزايداتهم أمّا عن مكاسب للقضيّة نفسها و حلّ جذريّ لمأساة اللّاجئين فلا أمل و لا عمل . و أكيد أنّ كلّ هذا الضعف و الوهن و اللّاجدوى مهّدت أيّما تمهيد لإشراقة فتح الواعدة و طلوع عرفات و صحبه المدوّي .

[محمود مليكة]

" في العام 1963 انتقل ياسر عرفات من الكويت إلى دمشق ليعمل على تطوير التنظيم على خط المواجهة في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، خاصة في ظل الدعم السوري الواضح آنذاك لحركة "فتح". وبعد لقاءات طويلة وحوارات واستعدادات واستقالات نتيجة خلاف بين تيار "فتح" الرافض للانطلاقة المسلحة ممن سموا بالعقلانيين رغبة بتأجيلها لحين الجهوزية، وبين من سموا بـ"تيار المجانين" الذي مثله ياسر عرفات، قررت قيادة "فتح" الموسعة بدء الكفاح المسلح في 31/12/1964 باسم قوات "العاصفة" بالعملية الشهيرة، التي تم فيها تفجير شبكة مياه إسرائيلية تحت اسم عملية "نفق عيلبون"، ثم تواصلت عمليات حركة "فتح" تتصاعد منذ العام 1965 مسببة انزعاجا شديداً لإسرائيل والدول العربية، التي لم تجد معظمها مناصا فيما بعد من الاعتراف بها، وكان البيان السياسي الأول صدر في 28/1/1965 موضحا أن المخططات السياسية والعسكرية لحركة "فتح" لا تتعارض مع المخططات الرسمية الفلسطينية والعربية، وأكدت الحركة لاحقاً على ضرورة التعبئة العسكرية والتوريط الواعي للجماهير العربية "

- عدنان حمّاد -

و هذه حلقة هامّة و شهادة ثمينة قيّمة لجوهر القائد الشهيد الخالص و معدنه النقيّ . لا بدّ من أن يوصف بالجنون و تلصق به تهمة التهوّر كلّ من يكسّر الروتين و يضع الجميع أمام الأمر المقضي و الواجب المحتوم . تلك من صفات العظماء و من غيّروا فعلا وجهة التاريخ و الأشياء نحو الأجدى و الأنسب .
ما أروعها عملية نفق عيلبون هذه ! و ما أبلغها عبارة " التوريط الواعي للجماهير العربية " ! فاللهمّ ورّطنا و ثبّتنا .

شكري المتجدّد عدنان و التقدير .

[محمود مليكة]

الثورة الفلسطينية لم تكن على الواجهة فقط و لم تقتصر على السلاح و القتال . نشأنا على حقيقة أنّ الشعب الفلسطيني أوّل الشعوب العربية تعليما و تكوينا و ثقافة . و يحكى أنّ أطفالهم لا ينقطعون عن الدراسة حتى عندما تدمّر اسرائيل - قبّحها الله و دمّرها - المدارس في جملة ما تدمّر خلال غاراتها الغادرة على القرى الفلسطينية المقاومة و المخيّمات التي تنطلق منها العمليات الفدائية . كانوا يدرسون في المخابئ و الملاجئ . كان منهم أساتذة يدرّسوننا الانقليزية و غيرها بل يحرصون على تربيتنا و تعليمنا الإستقامة و إبعادنا عن العادات السيّئة . لا أنسى أبدا أستاذ الإنقليزية الفلسطيني في معهدنا بمدينة سوسة الذي كان يسوق تلميذا إلى الإدارة لأنّه غشّ و اختلس - المعلومات - أثناء الإختبار و الإمتحان .

سئمت في وقت من الأوقات الدراسة و فكّرت في الإنقطاع و تهافت عليّ الجميع يلقّنوني الدروس و يعظونني و منهم خالي الذي قال لي في عفوية و بلاغة أخجلتني و جعلتني أراجع نفسي " ألم تر كيف للفدائيين الفلسطينيين مستويات مرموقة و شهائد عالية و مع ذلك فهم يتهافتون على الموت ؟ ! " و قد حدثت في تلك السنين عملية ميونيخ الفدائية خلال الألعاب الأولمبية و التي نجح فيها الفدائيون في الوصول إلى المنتخب الرياضي الأولمبي الإسرائيلي و احتجاز أفراده و قد انتهت بخديعة اسرائيلية كالعادة قتل فيها كلّ أبنائهم و بقي من الفلسطينيين أربعة على ما أذكر : كانوا على غاية من الوسامة و الشباب زيادة على المستوى التعليمي المتميّز و الشجاعة و الوطنية ممّا يستفزّ كلّ من به جدّية و حياء و يجعله يقتدي بهم في المتاح له على الأقلّ من دراسة و اجتهاد . كانوا رحمهم الله شهداء و أحياء عبرة و قدوة لي و لغيري فواصلت من ناحيتي دراستي حتى تحصّلت على شهادتي الجامعية .

و إذا صحّ أنّ الشهيد عرفات ذو التعليم العالي مختصّ في الهندسة البترو كيمائية و له علاقة بالتنقيب على البترول فمن يلومه إذا حفر في أعماق الطغيان الصهيوني لتفجيره و كيف لا يتوجّس الإسرائيليون من زلزال " عاصفته " الزاحفة ؟ !

[قصي المحمود]

ان الجيوش العربية دخلت فلسطين لا لتحميها من الاحتلال بل لتساعد على احتلالها انا لا اقرأ التاريخ المزور
او الذي يكتبه المنتصر انا تحريت ودققت واستعمت الروايات والروايات من افواه مقاتلين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر واخذت بالروايات التي تطابقت (عدنان حماد)
هنا اختلف معك اخي عدنان ,هو القرار السياسي تحت ضغط الشارع العربي ,ودخلت الجيوش العربية وظهر بعض اسلحتها (خلب)يستعمل للتدريب والبعض الأخر فاسد,فالشعوب والجيوش لا تخون,أنما الساسة والقادة,نظلم شعبنا العربي في النقد ,اتفق معك ان المنتصر من يكتب التاريخ,وانا مثلك سمعت شهادات من افواه من شارك في معارك عام 48 وعام 67 وعام 73..والأخيرة يشرفني انني شاركت فيها,ولا اود الخوض فيها اتركها للتاريخ بعدي.وعام 70 في ايلول الأسود كنت ضمن المتطوعين رغم صغر سني,ولكنهم جمعونا في حافلات ثم اعادونا!!!السياسة وكواليسها من تتلاعب بمقدرات الشعوب .عام 73 كانت القوات الصهيونية على مشارف دمشق,وتحركت القوات العراقية وبالأخص اللواء 12 المدرع على السرف وبعض الناقلات وحمى دمشق من السقوط,بل هناك برقية مسترقة من الصهاينة تقول لقادتهم(يبدو ان فرقة عراقية فتحت نار جهنم علينا )وكانت بالحقيقة كتيبة دبابات رأس السهم كتيبة دبابات المعتصم...
فلسطين أحبتي محمود وعدنان..اسميها دائما جذوة العرب,فلولاها لأنطفأت جذوة العرب،وياسر عرفات رحمه الله وهو شهيدا مباركا عند ربه,كان وفيا لكل فلسطين,ويكفيه انه كان يدافع عن اولى القبلتين وثاني الحرمين,هذه والله وحدها تجعله
في مقدمة الشهداء عند الله,نعود للواقع الآن..أحبتي يقول الله سبحانه وتعلى في محكم كتابة الكريم( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ( 4 ) فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ( 5 ) ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ( 6 ) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ( 7 ) عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ( 8 ) ) أضن قول الله هو الفيصل...
تحياتي وتقديري لكم

[محمود مليكة]

-الامبريالية و الصهيونية إن لم تخلقا بنفسيهما المصيبة و لم تكونا وراء الأشياء مباشرة و من الأساس فهما تتسلّلان كالفيروس إلى مصائب الآخرين لمزيد تعفينها وانتهاز فرص كسب المصالح من وراء ما يعتمل في كواليسها من خلافات و صراعات .
لا نقول إنّ عرفات و بروزه و كلّ ملحمته من فبركة غربية رأسمالية أو شرقية شيوعية / اشتراكية لخلق كيان ثوري مضاد يمكنها السيطرة عليه و احتواء باقي المدّ الثوري فيه بل نقول إنّ بروز عرفات كان فيه تهميش عفوي للحراك الناصري القومي و تقليل اهتمام به يثلج صدر الغرب خاصّة و يسرّ به خاطر الصهيونية العابثة بمصائر القضايا و الثورات و الشعوب و لعلّ في مبدإ رفع وصاية الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية - و هو منهجي و معقول - قطع الطريق أيضا على القوى الثورية العربية المتجنّدة لمقاومة العدوّ و توجيه تهمة التدخّل في شأن الآخر إليها .

و لاشكّ في أنّ الاعتراف الكاسح بمنظمّة التحرير الفلسطينية من العرب و غير العرب كممثّل شرعي للشعب الفلسطيني بادرة إيجابية تقوّي هذا الكيان و تحقّق له الجدوى و قد اثمر كلّ ذلك وصول صوت المنظّمة وياسر عرفات إلى منصّة الأمم المتّحدة في يوم مشهود من سنة 1974....

ولكنّ الملاحظ أنّ المدّ اليساري صلب منظّمة التحرير تقلّص من وقتها تدريجيّا لفائدة تيّار ليبرالي و أجواء إعلامية غربية متعاطفة مع عرفات تعمل على ابراز الطابع المدني اللّائكي العلماني للثورة ثمّ كان المدّ الاسلامي في فلسطين و يبدو أنّه كان - قصد أم لم يقصد - يتمرّد على المنظّمة نفسها خاصّة في أجواء الحماس و الجهاد و الانتفاضة في تلك الفترة . زد على ذلك مقولة أنّ حماس نفسها هي بطريقة أو بأخرى من صنيعة رابين للتقليص من شعبية المنظّمة و إشعاعها .

ثمّ يأتي مؤتمر المنظّمة في الجزائر و كأنّه محاولة لردّ الاعتبار و تدارك الاستغوال عليها خاصّة من خارجها و الذي أعلن فيه عرفات قيام دولة فلسطين و ما تلاه من عودة و رجوع إلى فلسطين و كأنّ ذلك المؤتمر لم يكن إلاّ بداية النهاية و كاّنّ تلك العودة لم تكن إلاّ الفخّ الذي أدّى إلى محاصرة عرفات و عزله عن العرب و العالم و بقيّة الانحدار معروفة . و عندما كان مقرّ عرفات محاصرا بالدبابات الإسرائيلية و يقذف و يدمّر شيئا فشيئا في حرب نفسية صهيونية بشعة متشفّية كان " الثعلب " بيريز و بقيّة العصابة في قمّة النشوة و النصر " ها قد وقع أخيرا عرفات ! " لقد قالوها فعلا و الشهيد يقتّر أيّامه في مقرّ مخرّب , على ضوء الشمع في انتظار " ضربة الرحمة " أو بالأحرى " الضربة القاضية " المتمثّلة في أن يدسّوا له دواء مزيّفا مسموما بدل دوائه الحقيقي لتكتمل المأساة و كالعادة بالخديعة و الغدر و نكث الوعد و العهد .

[قصي المحمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد

اخي قصي
حاشا الله ان اتهم الشعوب او ان اتهم الضباط او الجنود
الضباط والجنود كانوا ايضا ضحايا لسياسات قذرة اغتالت جسديا من اغتالت من الشهداء واغتالت معنويا من
عاد الى الوطن ولم يحقق ما تمناه عليه محيطه
نحن كشعوب كلنا ضحية
محبتي ايها الرائع

اعلم والله..ولكن احيانا التعبير يعطي بغير مدلولاته ولهذا خالفتك في
المعنى وليس ما في القلب لتوضح رأيك..فحريصا أن يكون رأيك دقيقا كما في قلبك ..
كنت شاهدا وفاعلا لمرحلة أنطوت ..ولكنها بمرها كانت الأجمل
محبتي ايها الغالي الرائع

[محمود مليكة]

التزمت و جاهدت و صابرت و عانيت و لم تدخل التاريخ منّة أو تطفّلا .

نحترم اجتهادك فقد بلغت الجهد و قد حاولت و " شرف الانسان في المحاولة " كما كتب أديبنا التونسي الكبير الأستاذ المرحوم محمود المسعدي .

رحمك الله الزّعيم الشّهيد ياسر عرفات و تتواصل الثّورة و نسل الثوّار و الأمجاد .

[قصي المحمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود

ان الجيوش العربية دخلت فلسطين لا لتحميها من الاحتلال بل لتساعد على احتلالها انا لا اقرأ التاريخ المزور
او الذي يكتبه المنتصر انا تحريت ودققت واستعمت الروايات والروايات من افواه مقاتلين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر واخذت بالروايات التي تطابقت (عدنان حماد)
هنا اختلف معك اخي عدنان ,هو القرار السياسي تحت ضغط الشارع العربي ,ودخلت الجيوش العربية وظهر بعض اسلحتها (خلب)يستعمل للتدريب والبعض الأخر فاسد,فالشعوب والجيوش لا تخون,أنما الساسة والقادة,نظلم شعبنا العربي في النقد ,اتفق معك ان المنتصر من يكتب التاريخ,وانا مثلك سمعت شهادات من افواه من شارك في معارك عام 48 وعام 67 وعام 73..والأخيرة يشرفني انني شاركت فيها,ولا اود الخوض فيها اتركها للتاريخ بعدي.وعام 70 في ايلول الأسود كنت ضمن المتطوعين رغم صغر سني,ولكنهم جمعونا في حافلات ثم اعادونا!!!السياسة وكواليسها من تتلاعب بمقدرات الشعوب .عام 73 كانت القوات الصهيونية على مشارف دمشق,وتحركت القوات العراقية وبالأخص اللواء 12 المدرع على السرف وبعض الناقلات وحمى دمشق من السقوط,بل هناك برقية مسترقة من الصهاينة تقول لقادتهم(يبدو ان فرقة عراقية فتحت نار جهنم علينا )وكانت بالحقيقة كتيبة دبابات رأس السهم كتيبة دبابات المعتصم...
فلسطين أحبتي محمود وعدنان..اسميها دائما جذوة العرب,فلولاها لأنطفأت جذوة العرب،وياسر عرفات رحمه الله وهو شهيدا مباركا عند ربه,كان وفيا لكل فلسطين,ويكفيه انه كان يدافع عن اولى القبلتين وثاني الحرمين,هذه والله وحدها تجعله
في مقدمة الشهداء عند الله,نعود للواقع الآن..أحبتي يقول الله سبحانه وتعلى في محكم كتابة الكريم( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ( 4 ) فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ( 5 ) ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ( 6 ) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ( 7 ) عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ( 8 ) ) أضن قول الله هو الفيصل...
تحياتي وتقديري لكم

رحم الله الشهيد ياسر عرفات وكل شهداء الأمة ..تحياتي للغالي

[محمود مليكة]

" فلسطين أحبتي محمود وعدنان..اسميها دائما جذوة العرب,فلولاها لأنطفأت جذوة العرب،وياسر عرفات رحمه الله وهو شهيدا مباركا عند ربه,كان وفيا لكل فلسطين,ويكفيه انه كان يدافع عن اولى القبلتين وثاني الحرمين,هذه والله وحدها تجعله في مقدمة الشهداء عند الله ... " - قصي المحمود -

قولك أصيلنا قصي حاسم فاصل ففلسطين معضلة و ابتلاء لكنّها وحّدتنا و أيقظت ضمائرنا و جعلتنا نعتقد في أنّ مصيرنا واحد و أنّه لا مفرّ لنا من الوحدة و التـآخي و الله من وراء القصد .

رحم الله عرفات و ألهمنا مواصلة الرّسالة . آمين .

مودّتي لك و التقدير أستاذنا العزيز .