العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-2021, 05:54 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الشاعر عدنان لطيف الحلي
عضو اكاديمية الفينيق
رابطة الفينيق / الرافدين
العراق

الصورة الرمزية الشاعر عدنان لطيف الحلي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


الشاعر عدنان لطيف الحلي غير متواجد حالياً


افتراضي إضاءة نقدية في ديوان (طأطئ حجاب الشمس ) للشاعر عدنان الحلي.

إضاءة نقدية في ديوان (طأطئ حجاب الشمس ) للشاعر عدنان الحلي.
بقلم: منار القيسي (رحمه الله )
بغية الوقوف بشكل واضح على ماجاء في ديوان الشاعر عدنان لطيف الحلي من أغراض وإبداع وما لهُ وما عليه ، سنلتقط هنا نماذج من نصوصهِ وأعتقد ستفي بغرضنا النقدي، ومن خلال المضمون سنتعرف على تجربة الشاعر وبعد الاستعانة بالحقول الدلالية والمعجم اللغوي المرتبطة به,والوشائج والعلاقة بينها من خلال الأغراض والخصائص الفنية للنصوص(الإيقاع واللغة والصور الشعرية وكذلك الأساليب) المستخدمة من قبل الشاعر، والتي بمجملها إضافة الى عوامل آخرى ومؤشرات ، قد ولَّدت لدينا الاقتناع بان الديوان ينتمي الى خطاب(إحياء النموذج) والتي تحددت أغراضها بمجملها ( الفخر،الوصف، المدح، الرثاء، والطللية في بعض النصوص ، والهجاء، وأيضًا الشجاعة ،والذم ،والمبالغة فيهما).
وربما نستشف مصباح الذات قد انعكس على لوح ماحوله ، فخرجت من الذاتي الى الموضوعي...ومن خلا لحظة تأمل هادئة واحيانًا مضطربة حد القلق في أحيان أخرى ومن خلال زمنها الشعري وبدلالة أسلوب الجمل الانشائية والتي استغرقت معظم النصوص..كما لاحظنا ان الأغراض الشعرية التي ذكرناها سابقًا ، لم تخرج عن النظام القديم من ناحية المضامين والشكل.
إذًا من خلال الموضوعات التي اشرنا لها آنفًا ومن خلال الخصائص الفنية التي تجسدت باللغة القديمة(اللغة التقليدية الصعبة ، الصور الشعرية التقليدية مثل الاستعارة والتشبيه والكناية ،و الصور الشعرية التقليدية ، والبنية الايقاعية الموروثة، وأسلوب الجمل المستخدمة والبناء التقليدي للنص)، جعلتنا نقف امام تجربة (إحياء النموذج)، حيث يتوجه الشاعر منها الى وصف حالة ما ومن خلال المتغيرات التي حملتْ تلك الحالة الى ماآلت إليه من انقلاب، وسنثبت لاحقًا الى أي مدى او الى أي حد صدق فرضيتنا.
*تداهمنا اغلب نصوص الديوان بالاستهلال بغرض أو موضوعة (الحنين الى الماضي) سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة, وهي حالة تعبر عن فقدان الاستقرار ،أو المجد ،أو القوة ،أو العدالة ، ومن ثم العروج الى المفاخر والامجاد وربما التحسر عليها حين يختم بعض المشاهد لمقاطع من نصوص الديوان.
*إذا انتقلنا إلى مراحل التحليل لمعجم الشاعر اللغوي والحقول الدلالية المهيمنة والمرتبطه به ، سنلمس هناك اكثر من حقلين دلاليين ولكن ممكن أن نقول إنها تنضوي ،وتنتمي إلى حقلين مهيمنين وبتفوق وهما:
أ-الحقل الدلالي الأول (الماضي) المشرق "مجدك، سفرٌ يهامسني كعذب فراتي، العراق أزاهر في جنةٍ ، من بابل التاريخ مجدك ، ماذا أأرخ من مجدك ،فالمجد ان يبقى العراق منارة ، بلدي العراق وهل كمثلهِ تربة فالانبياء تعاهدوك مجابا، إبن المروءة والشهامة والإبا ابن الحسين ..، تكفي الطفوف ...الخ" .وهناك شواهد كثيرة كلمات ، او جمل سواء معلنة او تحمل المعنى على التأويل.. وينطبق القول ايضاً على الحقل الدلالي الثاني.
ب-الحقل الدلالي الثاني(الحاضر) المضطرب المقلق وربما المظلم"أصافح من طغوا في موطنٍ ،لك ياعراق محبتي وولائي مهما تعاظم في هواك بلائي ،لملمت آهاتي ،إنّا نلوذ بعاصفٍ ، أزح عن صدرك الزبدا ،ولكن في الفضا سحبُ ،كسيفٍ أصدأ الغمدا...الخ".
ومن خلال المقاربة بين الحقلين نجد انهما متعارضان متضادان لكنهما يشكلان تكاملاً ليرسما صورة المعاناة والتحسر والضياع, وكذلك الدماء الزكية السخية التي أُريقت على منصات مذابح التضحية والفداء لتحقيق العدل."من ذا يفرِّقُ والدماءُ تخالطتْ".
*وكما هو معلوم،الصور الشعرية جوهر الشعر وعموده الفقري وبدونها يصبح الشعر كلاماً معسولاً وكلامًا بارداً ، وبها يصبح كلامًا تتوق النفوس الى سماعه. وبالعودة لتحليل للصور الشعرية التي وردت في الديوان فانها رغم سيادة الموروثة ، فان المستحدثة (الانزياح ،الرمز، فيما لم يكن للاسطورة الحضور القوي ) ، و توازت مع حالة الصور الشعرية الموروثة في بعض الأحيان المتمثلة بـالاستعارة (المرشحة والمطلقة والمجردة) و((الشعر الذي يخلو من الاستعارة فانه في الغالب ليس بشعر)) واما ((الصورة الشعرية بمفهومها القديم فقد قفزت الى المرتبة الأولى بعد ان كانت موسيقى الشعر تحظى بتلك المرتبة عند كثير من النقاد العرب القدامى)).
وسجل التشبيه بحضور اقسامه (المؤكد ،المفصّل ،المرسل، البليغ والمجمل) ،والصور الشعرية وبمكوناتها الأساسية (اللغة ،الخيا،, العاطفة، التشبيه ، والاستعارة) سواء الصورة المفردة(حسية أوتجريدية ذهنية)أو الصورة المركبة(والتي منحت النصوص طاقة خلاقة شاعرية) عبرت جميعها عن الوجدانية وعن الحالة التوليدية التي أثارت خيال المتلقي وما كان يعتمل في نفس الشاعر من أحاسيس ومشاعر وصدق فني ، وتجلت بلاغة التشبية بالايجاز والايضاح لغرض تحسين الكلام والخيال بفضائيه (الاسترجاعي والتوليدي) الذي كان يشخّص المعنى ومما اكسب الاستعارة أبعاداً تعبيرية وتأثيرية تخيلية جديدة، والكناية أدت وظيفتها بامتيازحسبما أدركنا ضمن عدد غير قليل من نصوص الديوان ..
لقد قام شاعرنا بتوظيف الصور الشعرية بعناية في نصوصه باستخدام التشبيه في حالات الوصف ، والاستعارة بشكليها (المكنية والتصريحية) ،فأدت الصور الشعرية هنا وظيفة (جمالية تزينية) والمتمثلة باضفاء البهاء والرونق على النصوص ، كما أضافت وظيفة ثانية (تعبيرية تأثيرية، حين صورت الحزن والدم والدمع والبكاء ،الفقد ،الموت،الظلام ،السقوط ،السقام ،النكبات..الخ.
والكثير من المصطلحات التي لها مايقابلها في المعجم اللغوي..والمحصلة من ذلك إننا تمكنا من معرفة وظيفة الصورة الشعرية بيسر، والتي انحصرت بـ(الجمالية التزينية) مضاف لها (التعبيرية التأثيرية)، وهذه من سمات الصورة الشعرية التي تنتمي الى خطاب (إحياء النموذج).
*ولو عرّجنا على الإيقاع ، سنجد ان النصوص بُنيت بناءً عموديًا تقليديًا (بناء عروضي) وحافظت على وحدة الوزن والقافية والروي الموحد واستخدام التصريع (وإن خلت بعض القصائد منه) ،وفيما يخص القافية فقد جاءت موحدة في سائر النصوص كما في كل الابيات (كلمة)، فاسهمت بذلك في إعطاء نهايات الأبيات تناغماً صوتياً وانسجاماً إيقاعياً، اما الروي جاء موحداً مما عكس حالة القلق والتوتر وربما التأزم في النصوص، والتصريع كما ذكرنا آنفًا، وأما الإيقاع الداخلي فكان واضحاً من حيث (التكرار) للكلمات والمرادفات ، الحروف، والجمل وايضاً الصيّغ وتكرار المشتقات،كل ذلك ولَّد توازٍ ايقاعيًا منح النصوص طاقة إبداعية مضافة وأدى وظيفته الجمالية والتأثيرية.. ولايفوتنا ان نذكر بأن قصائد الديوان بالمجمل انتمت إلى البحر الكامل إيقاعياً إلا ما ندر كما في بحر الوافر.
* ولو بحثنا في ما استخدم الشاعر من أساليب ، نجد إن أسلوب الجمل انشائية وان قد توازت في بعض القصائد مع أسلوب الجمل الخبرية في تصوص الديوان ، ولقد هيمنت الجمل الفعلية وطغت المضارعة على افعالها الماضية مع اقترانها بضمير المتكلم الدال على الجمع ، وكما هو معلوم إنَّ الأفعال المضارعة تستوجبها الأنماط السردية أو الحكائية في المقاطع الشعرية ، واما الأفعال الماضية فانها تعبر عن الحنين للماضي المجيد ، وربما الإفصاح عن مشاعر لها علاقة بالقومية او المعتقد كهوية.. وعمومًا فإنَّالنصوص لم تقع خارج اطار التجريبية او الغنائية أو الخطابية أحياناً وهذا ضمن الطابع التداولي.
ولذلك تتخذ النصوص الطابع الحسي فتنهمر بلاغة العبارات الشعرية عن طريق التداعي الحر على أن لاتنفرط من الخيط السردي الذي شكّل قوام النصوص وبالعودة إلى الأساليب فيتجلى النمط الوصفي لكثرة المجاز ،والتشبيهات ،والاستعارة ،وتوظيف نعوت وصفات ، والجمل الاسمية ،مترادفاً مع النمط الايعازي (الامري)لطغيان حقلي الدلالة الاول والثاني (استخدام الضمائر وخاصة المخاطب) وربما قد تنحاز عدد من المقاطع إلى النمط الحواري بالنظر لبعض المؤشرات بسبب الخطاب المباشر(الامر والنداء ).
واما أساليب الجمل فغلبت الجمل الخبرية على الجمل الانشائية بصورة واضحة..والتي أفصحت عن الحالة النفسية ومكنونات داخلية كان يجسده الشاعر كاحاسيس ومشاعر وبالتالي منحنا حالة الجمالية التعبيرية ، وخلاصة القول إنَّ الشاعر عمل في قصائده على وصف الأحوال فاستخدم صورًا شعريةً نابعةً من التجربة الإحيائية وببنية إيقاعية تقليدية، ولغة تتصف بالمعجم الشعري القديم ،وبالتالي نصل إلى إثبات فرضيتنا بإنتماء الديوان الى خطاب(إحياء النموذج).
وعموماً إن الشاعر نجح إلى حدٍ ما بتمثيل خصائص شعر إحياء النموذج من الناحية الشكلية والمضمونية والتصويرية.
*ولا يفوتنا أن نتذكر العنونة التي هي أول خطاب لفظي يوجه للمتلقي ويوجه أفق أنظاره ،وهنا جاءت العنونة جملة فعلية (أمرية)، تكونت من فعل وفاعل (ضمير مستتر)ومفعول به(مضاف) وهنا يكون (المضاف والمضاف اليه) في العنونه (متن النص) باعتبار إنَّ العنونة تشكل نصاً موازٍ آخر للنص الأصلي وأيضاً إطاراً محيط بالمنجز ومنه تتبرعم العناوين الفرعية الأخرى.
*ولايفوتنا أن نذكر إنَّ الشاعر إستخدم الجمل الانشائية التي أدت وظيفتها باظهار الحالة النفسية (التعبير عن حالة التوتر او القلق أو الانفعال)الذي يسود جو النص وحالة الشاعر، أو ربما حالة عدم الثبات والاستقرار في خضم تأثيرات البيئة..وبالاستدلال بفعل الامر في الجملة والذي يقودنا الى تحديد الاسلوب الانشائي للجمل والذي عكس تفاعل الشاعر مع الاخر بجميع صوره من (هجاء، مدح ،رثاء...الخ)، والفاعل ضمير مستتر (لهُ دلالة تأويلية، ربما تكون تشير الى ذلك الجندي المجهول وضميرهُ الباطن يعبر عن جوهره النقي الثمين)..

أهم وأبرز الملاحظات التي سُجّلت على المنجز:
1-التصميم الخارجي الحجم والشكل ونوع الطباعة لم يكن يتناسب مع المضمون الثر للمنجز.
2-عدم الاهتمام بتشكيل الحروف للكلمات وكانت أحسن الحالات الاكتفاء بتشكيل اخر حرف للكلمة .
3-وجود بعض الأخطاء الكيبوردية.
4-وجود بعض الكلمات التي لم تكن تعني المعنى المطلوب (على قلتها).
5-وجود حالات أيضا قليلة انفلات الإيقاع بسبب دخول بعض الحروف الزائدة في المقطع الشعري.
6-تسكين المتحرك (داخل الحشو) بالرغم صحة الإيقاع ،ممكن ان ندرجه ضمن الأخطاء الكيبوردية.
رأيي الشخصي:
المنجز كقيمة فنية يستحق الإشادة والتقدير لما تضمنه من إثراء للمشهد الثقافي وحقق التحول من الذاتي إلى الموضوعي ، وسجل حضورًا فاعلاً بتوثيق الحقائق والشواهد كما سجل حالات استذكار واستنكار وكان وثيقة إدانة لكل أشكال الظلم والقهر وأهتم بمناصرة الانسان والدعوة إلى مجتمع تسوده المحبة والعدالة والقيم السامية.
وأما عدا ذلك فاتمنى إعادة النظر بالتصميم من حيث الحجم والمظهر ,والاهتمام بتشكيل كل حرف وليس فقط آخر الكلمة ، و معالجة الأخطاء الكيبوردية لان مضمون المنجز يستحق ذلك.
**انتهى**
فقيدنا الشاعر الناقد الفذ منار القيسي (ره)


وأود ان أشير الى ان هذا النقد هو اخر ما خطته انامله الطيبه قبل ان يغزوه الداء اللعين ويحرمنا من ابتسامته العذبة وكلمات التحنان .
الفاتحة لروحه الطيبة واقول معزيا:
لِمن الرثاءُ وكنتَ أنتَ فـؤادي * يا قـبـلةَ الأحبـابِ تـَاه رشَـاديْ
يانـورَ عينٍ كــمْ تقـولُ مُحببـاً * أطفَـاتَ عيني مِن جفـاكَ أنَـاديْ
عذراً مناراً للوفَا ضَاق الفضَا * دُمْ في خَبايا الرُّوحِ أنتَ وِداديْ
ربَّـاهُ ذَا فَـقـدٌ يُحَـطِّـمُ مُـهْجَتي * فـَارحَمْ مَنـَاراً قـدْ أتـاكَ فُـؤاديْ
الشاعر عدنان لطيف الحلي
من كنت تسميه( نور العين) رحمك الله واسكنك الفسيح من جناته

(الابيات الاخيرة من بحر الكامل بحبكم
)






  رد مع اقتباس
/
قديم 10-04-2021, 12:26 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


صبري الصبري متواجد حالياً


افتراضي رد: إضاءة نقدية في ديوان (طأطئ حجاب الشمس ) للشاعر عدنان الحلي.

رحم الله شاعرنا الكبير منار القيسي رحمة واسعة هو وأمواتنا وأموات المسلمين






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-04-2021, 09:23 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
العنقـــاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحلام المصري متواجد حالياً


افتراضي رد: إضاءة نقدية في ديوان (طأطئ حجاب الشمس ) للشاعر عدنان الحلي.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر عدنان لطيف الحلي مشاهدة المشاركة
إضاءة نقدية في ديوان (طأطئ حجاب الشمس ) للشاعر عدنان الحلي.
بقلم: منار القيسي (رحمه الله )
بغية الوقوف بشكل واضح على ماجاء في ديوان الشاعر عدنان لطيف الحلي من أغراض وإبداع وما لهُ وما عليه ، سنلتقط هنا نماذج من نصوصهِ وأعتقد ستفي بغرضنا النقدي، ومن خلال المضمون سنتعرف على تجربة الشاعر وبعد الاستعانة بالحقول الدلالية والمعجم اللغوي المرتبطة به,والوشائج والعلاقة بينها من خلال الأغراض والخصائص الفنية للنصوص(الإيقاع واللغة والصور الشعرية وكذلك الأساليب) المستخدمة من قبل الشاعر، والتي بمجملها إضافة الى عوامل آخرى ومؤشرات ، قد ولَّدت لدينا الاقتناع بان الديوان ينتمي الى خطاب(إحياء النموذج) والتي تحددت أغراضها بمجملها ( الفخر،الوصف، المدح، الرثاء، والطللية في بعض النصوص ، والهجاء، وأيضًا الشجاعة ،والذم ،والمبالغة فيهما).
وربما نستشف مصباح الذات قد انعكس على لوح ماحوله ، فخرجت من الذاتي الى الموضوعي...ومن خلا لحظة تأمل هادئة واحيانًا مضطربة حد القلق في أحيان أخرى ومن خلال زمنها الشعري وبدلالة أسلوب الجمل الانشائية والتي استغرقت معظم النصوص..كما لاحظنا ان الأغراض الشعرية التي ذكرناها سابقًا ، لم تخرج عن النظام القديم من ناحية المضامين والشكل.
إذًا من خلال الموضوعات التي اشرنا لها آنفًا ومن خلال الخصائص الفنية التي تجسدت باللغة القديمة(اللغة التقليدية الصعبة ، الصور الشعرية التقليدية مثل الاستعارة والتشبيه والكناية ،و الصور الشعرية التقليدية ، والبنية الايقاعية الموروثة، وأسلوب الجمل المستخدمة والبناء التقليدي للنص)، جعلتنا نقف امام تجربة (إحياء النموذج)، حيث يتوجه الشاعر منها الى وصف حالة ما ومن خلال المتغيرات التي حملتْ تلك الحالة الى ماآلت إليه من انقلاب، وسنثبت لاحقًا الى أي مدى او الى أي حد صدق فرضيتنا.
*تداهمنا اغلب نصوص الديوان بالاستهلال بغرض أو موضوعة (الحنين الى الماضي) سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة, وهي حالة تعبر عن فقدان الاستقرار ،أو المجد ،أو القوة ،أو العدالة ، ومن ثم العروج الى المفاخر والامجاد وربما التحسر عليها حين يختم بعض المشاهد لمقاطع من نصوص الديوان.
*إذا انتقلنا إلى مراحل التحليل لمعجم الشاعر اللغوي والحقول الدلالية المهيمنة والمرتبطه به ، سنلمس هناك اكثر من حقلين دلاليين ولكن ممكن أن نقول إنها تنضوي ،وتنتمي إلى حقلين مهيمنين وبتفوق وهما:
أ-الحقل الدلالي الأول (الماضي) المشرق "مجدك، سفرٌ يهامسني كعذب فراتي، العراق أزاهر في جنةٍ ، من بابل التاريخ مجدك ، ماذا أأرخ من مجدك ،فالمجد ان يبقى العراق منارة ، بلدي العراق وهل كمثلهِ تربة فالانبياء تعاهدوك مجابا، إبن المروءة والشهامة والإبا ابن الحسين ..، تكفي الطفوف ...الخ" .وهناك شواهد كثيرة كلمات ، او جمل سواء معلنة او تحمل المعنى على التأويل.. وينطبق القول ايضاً على الحقل الدلالي الثاني.
ب-الحقل الدلالي الثاني(الحاضر) المضطرب المقلق وربما المظلم"أصافح من طغوا في موطنٍ ،لك ياعراق محبتي وولائي مهما تعاظم في هواك بلائي ،لملمت آهاتي ،إنّا نلوذ بعاصفٍ ، أزح عن صدرك الزبدا ،ولكن في الفضا سحبُ ،كسيفٍ أصدأ الغمدا...الخ".
ومن خلال المقاربة بين الحقلين نجد انهما متعارضان متضادان لكنهما يشكلان تكاملاً ليرسما صورة المعاناة والتحسر والضياع, وكذلك الدماء الزكية السخية التي أُريقت على منصات مذابح التضحية والفداء لتحقيق العدل."من ذا يفرِّقُ والدماءُ تخالطتْ".
*وكما هو معلوم،الصور الشعرية جوهر الشعر وعموده الفقري وبدونها يصبح الشعر كلاماً معسولاً وكلامًا بارداً ، وبها يصبح كلامًا تتوق النفوس الى سماعه. وبالعودة لتحليل للصور الشعرية التي وردت في الديوان فانها رغم سيادة الموروثة ، فان المستحدثة (الانزياح ،الرمز، فيما لم يكن للاسطورة الحضور القوي ) ، و توازت مع حالة الصور الشعرية الموروثة في بعض الأحيان المتمثلة بـالاستعارة (المرشحة والمطلقة والمجردة) و((الشعر الذي يخلو من الاستعارة فانه في الغالب ليس بشعر)) واما ((الصورة الشعرية بمفهومها القديم فقد قفزت الى المرتبة الأولى بعد ان كانت موسيقى الشعر تحظى بتلك المرتبة عند كثير من النقاد العرب القدامى)).
وسجل التشبيه بحضور اقسامه (المؤكد ،المفصّل ،المرسل، البليغ والمجمل) ،والصور الشعرية وبمكوناتها الأساسية (اللغة ،الخيا،, العاطفة، التشبيه ، والاستعارة) سواء الصورة المفردة(حسية أوتجريدية ذهنية)أو الصورة المركبة(والتي منحت النصوص طاقة خلاقة شاعرية) عبرت جميعها عن الوجدانية وعن الحالة التوليدية التي أثارت خيال المتلقي وما كان يعتمل في نفس الشاعر من أحاسيس ومشاعر وصدق فني ، وتجلت بلاغة التشبية بالايجاز والايضاح لغرض تحسين الكلام والخيال بفضائيه (الاسترجاعي والتوليدي) الذي كان يشخّص المعنى ومما اكسب الاستعارة أبعاداً تعبيرية وتأثيرية تخيلية جديدة، والكناية أدت وظيفتها بامتيازحسبما أدركنا ضمن عدد غير قليل من نصوص الديوان ..
لقد قام شاعرنا بتوظيف الصور الشعرية بعناية في نصوصه باستخدام التشبيه في حالات الوصف ، والاستعارة بشكليها (المكنية والتصريحية) ،فأدت الصور الشعرية هنا وظيفة (جمالية تزينية) والمتمثلة باضفاء البهاء والرونق على النصوص ، كما أضافت وظيفة ثانية (تعبيرية تأثيرية، حين صورت الحزن والدم والدمع والبكاء ،الفقد ،الموت،الظلام ،السقوط ،السقام ،النكبات..الخ.
والكثير من المصطلحات التي لها مايقابلها في المعجم اللغوي..والمحصلة من ذلك إننا تمكنا من معرفة وظيفة الصورة الشعرية بيسر، والتي انحصرت بـ(الجمالية التزينية) مضاف لها (التعبيرية التأثيرية)، وهذه من سمات الصورة الشعرية التي تنتمي الى خطاب (إحياء النموذج).
*ولو عرّجنا على الإيقاع ، سنجد ان النصوص بُنيت بناءً عموديًا تقليديًا (بناء عروضي) وحافظت على وحدة الوزن والقافية والروي الموحد واستخدام التصريع (وإن خلت بعض القصائد منه) ،وفيما يخص القافية فقد جاءت موحدة في سائر النصوص كما في كل الابيات (كلمة)، فاسهمت بذلك في إعطاء نهايات الأبيات تناغماً صوتياً وانسجاماً إيقاعياً، اما الروي جاء موحداً مما عكس حالة القلق والتوتر وربما التأزم في النصوص، والتصريع كما ذكرنا آنفًا، وأما الإيقاع الداخلي فكان واضحاً من حيث (التكرار) للكلمات والمرادفات ، الحروف، والجمل وايضاً الصيّغ وتكرار المشتقات،كل ذلك ولَّد توازٍ ايقاعيًا منح النصوص طاقة إبداعية مضافة وأدى وظيفته الجمالية والتأثيرية.. ولايفوتنا ان نذكر بأن قصائد الديوان بالمجمل انتمت إلى البحر الكامل إيقاعياً إلا ما ندر كما في بحر الوافر.
* ولو بحثنا في ما استخدم الشاعر من أساليب ، نجد إن أسلوب الجمل انشائية وان قد توازت في بعض القصائد مع أسلوب الجمل الخبرية في تصوص الديوان ، ولقد هيمنت الجمل الفعلية وطغت المضارعة على افعالها الماضية مع اقترانها بضمير المتكلم الدال على الجمع ، وكما هو معلوم إنَّ الأفعال المضارعة تستوجبها الأنماط السردية أو الحكائية في المقاطع الشعرية ، واما الأفعال الماضية فانها تعبر عن الحنين للماضي المجيد ، وربما الإفصاح عن مشاعر لها علاقة بالقومية او المعتقد كهوية.. وعمومًا فإنَّالنصوص لم تقع خارج اطار التجريبية او الغنائية أو الخطابية أحياناً وهذا ضمن الطابع التداولي.
ولذلك تتخذ النصوص الطابع الحسي فتنهمر بلاغة العبارات الشعرية عن طريق التداعي الحر على أن لاتنفرط من الخيط السردي الذي شكّل قوام النصوص وبالعودة إلى الأساليب فيتجلى النمط الوصفي لكثرة المجاز ،والتشبيهات ،والاستعارة ،وتوظيف نعوت وصفات ، والجمل الاسمية ،مترادفاً مع النمط الايعازي (الامري)لطغيان حقلي الدلالة الاول والثاني (استخدام الضمائر وخاصة المخاطب) وربما قد تنحاز عدد من المقاطع إلى النمط الحواري بالنظر لبعض المؤشرات بسبب الخطاب المباشر(الامر والنداء ).
واما أساليب الجمل فغلبت الجمل الخبرية على الجمل الانشائية بصورة واضحة..والتي أفصحت عن الحالة النفسية ومكنونات داخلية كان يجسده الشاعر كاحاسيس ومشاعر وبالتالي منحنا حالة الجمالية التعبيرية ، وخلاصة القول إنَّ الشاعر عمل في قصائده على وصف الأحوال فاستخدم صورًا شعريةً نابعةً من التجربة الإحيائية وببنية إيقاعية تقليدية، ولغة تتصف بالمعجم الشعري القديم ،وبالتالي نصل إلى إثبات فرضيتنا بإنتماء الديوان الى خطاب(إحياء النموذج).
وعموماً إن الشاعر نجح إلى حدٍ ما بتمثيل خصائص شعر إحياء النموذج من الناحية الشكلية والمضمونية والتصويرية.
*ولا يفوتنا أن نتذكر العنونة التي هي أول خطاب لفظي يوجه للمتلقي ويوجه أفق أنظاره ،وهنا جاءت العنونة جملة فعلية (أمرية)، تكونت من فعل وفاعل (ضمير مستتر)ومفعول به(مضاف) وهنا يكون (المضاف والمضاف اليه) في العنونه (متن النص) باعتبار إنَّ العنونة تشكل نصاً موازٍ آخر للنص الأصلي وأيضاً إطاراً محيط بالمنجز ومنه تتبرعم العناوين الفرعية الأخرى.
*ولايفوتنا أن نذكر إنَّ الشاعر إستخدم الجمل الانشائية التي أدت وظيفتها باظهار الحالة النفسية (التعبير عن حالة التوتر او القلق أو الانفعال)الذي يسود جو النص وحالة الشاعر، أو ربما حالة عدم الثبات والاستقرار في خضم تأثيرات البيئة..وبالاستدلال بفعل الامر في الجملة والذي يقودنا الى تحديد الاسلوب الانشائي للجمل والذي عكس تفاعل الشاعر مع الاخر بجميع صوره من (هجاء، مدح ،رثاء...الخ)، والفاعل ضمير مستتر (لهُ دلالة تأويلية، ربما تكون تشير الى ذلك الجندي المجهول وضميرهُ الباطن يعبر عن جوهره النقي الثمين)..

أهم وأبرز الملاحظات التي سُجّلت على المنجز:
1-التصميم الخارجي الحجم والشكل ونوع الطباعة لم يكن يتناسب مع المضمون الثر للمنجز.
2-عدم الاهتمام بتشكيل الحروف للكلمات وكانت أحسن الحالات الاكتفاء بتشكيل اخر حرف للكلمة .
3-وجود بعض الأخطاء الكيبوردية.
4-وجود بعض الكلمات التي لم تكن تعني المعنى المطلوب (على قلتها).
5-وجود حالات أيضا قليلة انفلات الإيقاع بسبب دخول بعض الحروف الزائدة في المقطع الشعري.
6-تسكين المتحرك (داخل الحشو) بالرغم صحة الإيقاع ،ممكن ان ندرجه ضمن الأخطاء الكيبوردية.
رأيي الشخصي:
المنجز كقيمة فنية يستحق الإشادة والتقدير لما تضمنه من إثراء للمشهد الثقافي وحقق التحول من الذاتي إلى الموضوعي ، وسجل حضورًا فاعلاً بتوثيق الحقائق والشواهد كما سجل حالات استذكار واستنكار وكان وثيقة إدانة لكل أشكال الظلم والقهر وأهتم بمناصرة الانسان والدعوة إلى مجتمع تسوده المحبة والعدالة والقيم السامية.
وأما عدا ذلك فاتمنى إعادة النظر بالتصميم من حيث الحجم والمظهر ,والاهتمام بتشكيل كل حرف وليس فقط آخر الكلمة ، و معالجة الأخطاء الكيبوردية لان مضمون المنجز يستحق ذلك.
**انتهى**
فقيدنا الشاعر الناقد الفذ منار القيسي (ره)


وأود ان أشير الى ان هذا النقد هو اخر ما خطته انامله الطيبه قبل ان يغزوه الداء اللعين ويحرمنا من ابتسامته العذبة وكلمات التحنان .
الفاتحة لروحه الطيبة واقول معزيا:
لِمن الرثاءُ وكنتَ أنتَ فـؤادي * يا قـبـلةَ الأحبـابِ تـَاه رشَـاديْ
يانـورَ عينٍ كــمْ تقـولُ مُحببـاً * أطفَـاتَ عيني مِن جفـاكَ أنَـاديْ
عذراً مناراً للوفَا ضَاق الفضَا * دُمْ في خَبايا الرُّوحِ أنتَ وِداديْ
ربَّـاهُ ذَا فَـقـدٌ يُحَـطِّـمُ مُـهْجَتي * فـَارحَمْ مَنـَاراً قـدْ أتـاكَ فُـؤاديْ
الشاعر عدنان لطيف الحلي
من كنت تسميه( نور العين) رحمك الله واسكنك الفسيح من جناته

(الابيات الاخيرة من بحر الكامل بحبكم
)
شكرا لك شاعرنا القدير أن منحتنا فرصة الاطلاع على هذا العمل الثر ،
لشاعرنا الكريم الراحل أ/ منار القيسي ،
رحمة الله عليه . .

شكرا جزيلا
بوركت






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 06-06-2021, 07:33 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


زياد السعودي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: إضاءة نقدية في ديوان (طأطئ حجاب الشمس ) للشاعر عدنان الحلي.

مرحى بكم
وانتم تثرون البيادر
وودكثير






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:57 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط