الطـــائر الغريق - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: صلّى عليك الله يا علم الهدى.. (آخر رد :جهاد بدران)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: أُنْثَى بِرَائِحَةِ اَلنَّدَى ! (آخر رد :دوريس سمعان)       :: تراتيل عاشـقة .. على رصيف الهذيان (آخر رد :دوريس سمعان)       :: هل امتشقتني؟ (آخر رد :محمود قباجة)       :: ،، الظـــــــــــــــلّ // أحلام المصري ،، (آخر رد :محمود قباجة)       :: فارسة الأحلام (آخر رد :محمود قباجة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: بَغْيٌ وَشَيْطَانَانِ (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: وَأَحْتَرِقُ! (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: شاعر .. (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: أحـــــــــزان! // أحلام المصري (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: ما زال قلبي يخفق (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: مملكة الشعر الخالدة (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: افطار ودعاء (آخر رد :فاتي الزروالي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-2018, 01:18 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي الطـــائر الغريق

[ الطــــــــــــائر الغريق ]


خرج عبد المعطي من محبسه وقد أخذته قدميه من حيث لا يدري إلى شارع الطبال الكائن في حارة الزفة كأن يود أن يستعيد ماضيه وأيامه المارقة ، دار برأسه فإلى أين يتجه ؟ . فقد توقف تدفق الدم في رأسه وغشت عيناه ولم يدر وقد انتحى بنفسه على كرسياً منفردا كان قد تركه صاحبه
للتو أمام أحدى المقاهي التي تكتظ بها حارة الزفة ، كانت رائحة الحشيش المتطاير من أفواه (الحشاشين) تلعب بالرؤوس جلس ينازعه الغرق في يم غاضب تزمجر أمواجه
زمجرة الوحوش الضاربة في الغاب ، تنازعه سكرات التيه وهو يغوص في أعماق الماضي ويطفو على السطح فتضربه الأمواج وكلما ارتفع على سطح الماء ضرب كفِ بكف وأخماسِ بأسداس ليصل إلى محصلة حسابية أو حاصل ضرب يكون صحيحاً أو أقرب للصواب ،
لقد فقد التركيز تماماً كأنه أخذ جرعة زائدة من دخانا الحشيش والبانجو منذ إن رجع من أخر سفر له وراح يهذي في صحوته ومنامه ويلعن اليوم الذي ساقته أقدامه ليسلك طريق الضياع ، دون أن يدري فقد أخذه اللهو والمجون وثلة السوء والأنس إلى مأخذ غير محمود ، وقد أدى به السلوك المشين والاستهتار إلى هذا الوضع المزري ...
*****

لقد وهب الله عبد المعطي بك سحنة وملامح مليحة تشدا إليه الناظر ليشغف بحديثه وعذوبة لفظه
رقيق حد النعومة ليغرق وجدان أية أنثى منفرد في تكوينه وشخصيته ، تلك الهبة الإلهية استخدمت من قبله استخداما ً سيئاً فانتهج نهجاً مغايراً وسلك طريقاً معوجاً وصاحب أقران السوء وضرب عرض الحائط بكل ما هو محمود وكل عُرفٍ وكل أمر ينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف ، فقد أغراه المال والثراء الموروث والعز الزائل والسمعة الكاذبة ، فاستخدم عبد المعطي بك مواهب الله من حسن ومفاتن لتكون نكبة وحسرة عليه ، تلك هوى المزاح الذي اكسبه أرضية وبساط ،وصدق من
قال :خفة دم على أنه يمدحه ولا يضلله ، فعرج إلى الطريق المعوج طريق الندامة وسكة ألا رجعة والمروق وغره كثرة ما حوله من منتفعين أو أصحاب المآرب الذين التفوا حوله بغية قضاء مصالحهم ومنفعتهم ،ولم يحسب للعمر ولا للزمن حساب حتى انفض الجميع من حوله وتركوه قائماً في وحدته غارقاً في ديونه بعد كان أن ثرياً من الأثرياء المحسوبين ، وكلما انتفض الخيال في رأسه وفي عينيه أكلته النار وراح في نوبة من الهذيان والهستريا وعضه الندم في لحظة ما ينفع فيها الندم لمثله وقد كَلََّ من كُلِ شيء وغطته سحابة رمادية وراحت تمطره بوابل من الغثيان كلما أفاق عاد مرة أخرى ليكتسي ثوباً أزرقاً باهتا فيفزع من جحيم ما يراه ويراوده ويخالجه فيعدو في الطرقات عله يجد المأوى ويجد ألأنيس ....لتخمد نار جوفه وتتوقف دموعه التي لو قيست مقارنة لتساوت بقذائف وحمحم بركان ثائر ينفث زفيره ليحرق كل من اقترب منه على الأرض ...






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-10-2018, 01:20 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: الطـــائر الغريق

*****
ورث عبد المعطي ثروة لا بأس بها تقدر بالملايين ما بين أموال نقدية بالبنوك
وأرض زراعية تعد بالعشرات من الأفدنة كانت تدر الكثير من ثمار المحاصيل والحبوب بالرغم من خسارة أبيه الكثير من الأموال والأسهم في البورصة نتيجة المضاربات وهبوط بعض أسهم الشركات في السوق لعدم استقرار الوضع الأمني بالمنطقة عموما وزعزع الوضع الأمني في البلاد ولتدني الوضع الاقتصادي مما أضر بالحال العام في سوق الأسهم وتبادل الأوراق المالية ، هذا المال الموروث جعل عبد المعطي ينفق ببذخ وإسراف وهو المدلل لأبيه فهو وحيده ووريث عرشه وممتلكاته ، لذلك انتهج نجهاً غير سوياً ، ولم يكن مثل أبيه فأهمل كل شيء وغرره اللهو والسهر والتعاطي وانسلت الأرض من تحت يديه قطعة بعد قطعة وفدان بعد فدان وقل التحصيل الوارد من الأرض ،حتى ناظر عذبته لم يدخر جهداً في الاستيلاء على بعض القطع من أراضيه التي لم يعرف عنها شيئا وبيعها دون أن يدري أو يعلم عنها ، لقد أوكله عبد المعطي وسلم له الأمور يتصرف كيف يشاء وكما يشاء وما عليه إلا يقبض ويوقع على عقد البيع لينفق على ملذاته ونساؤه المعجبات والساقطات . والآن وقد فرغت أكياسه واستدان واقترض فتفرق الأصحاب من حوله فلزم السجن
الطوعي لنفسه وجلس في بيته وقد أصبح حديث الناس في مجالسهم يضربون به المثل وكأنه ينتظر النهاية ويعد ما تبقى له من عمر وأجل يمنى أن يخرج منها ولا يرى وجوه الخلق ولا نظرة عيونهم نحوه فإن خرج سيخرج غير مأسوف عليه ، ما قهقهة تبقت تعاوده من حين لأخر تحوي في داخلها الحميم ليهب واقفاً ويفزع ليطفئ نار جوفه .....
*****

تحرك الشريط السينمائي ليعرض فصلاً من فصول ومشاهد المسرحية والذي كان عبد المعطي بطلها ونجمها ، بدأ الفصل والمشهد عندما رن تليفونه وهو يمسك به ويحمله في بطن راحته وهو يحدق بعيداً عنه في سماء الحال الملبد بالغيوم ، لم يكن الرقم المتصل بالمحلي أي في حيز حدود الوطن بل بل كان رقماً من خارج الحدود لم يعهد به من قبل ، ألقى ببصره يتعرف عليه
قبل أن يفتح ليتلقى منه مكالمته فلما وجده غريباً عليه آثر تركه حتى سكت التليفون عن الرنين لكنه عاود المتصل اتصاله من جديد كأنه مُصرٌ على محادثته لمس بأصبعه سطح التليفون ورفعه قريباً من أذنه وكأنه غير عابئ بمن يتكلم من الجهة الأخرى وخرجت من شفتيه : ألو ألو ... وجاء صوت المتكلم من الضفة الأخرى فإذا هو صوت أنثى بلغة غير عربية ألو : مستر عبد المعطي ..! نعم : أنا قرب التليفون إلى أذنه وتأهبت حواسه وبرقت عيناه
ونشطت دورته الدموية جاء صوت المتكلمة يحدد ويضع توضيحاً ِلهاجس وظن عبد المعطي فلا تبدو المتكلمة من المعجبات أو المغرمات به بل امرأة متقدمة في السن ويبدو خلفها أمرا مهم ...! فلينتظر ...ليعرف ما وراءها من أمر ....قالت :السيدة أنا فيكتوريا صديقة كاترين هل تذكرها مستر عبد المعطي لحظة مرت طويلة كأنه يسترد ماضية ويستدعي الذاكرة وجاء الصوت مرة أخرى هل تذكرها ..؟ نعم نعم مدام أذكرها جيداً ولم أنساها قط ، لقد ماتت كاترين منذ شهر تقريباً وتركت لي وصية أن أبلغك بأمرها وهي رسالة هامة بالنسبة لك ...!
حينما غادرتك كاترين ورحلت عنك إلى إيطاليا واختفت عنك غيرت أسمها من كاترين إلى شيرين وتزوجت بمستر روفائيل وكان يدير مطعماً كبيراً بالمدينة وعندما وضعت طفلها نسبته لزوجها ودعته بجون روفائيل ، استيقظ عبد المعطي على صوت فيكتوريا وهي تقول لقد أبلغتني كاترين أن أن أعلمك أن جون هذا هو أبنك الشرعي منها ابن منها وقد بلغ الخامسة والعشرون من عمرة وقد كتب مستر روفائيل كل أملاكه له وهو الآن يدير مطعما كبيراً بمدينة ميلانو وقد أبلغته كاترين بذلك وقمت أنا بزيارته وأقر بمقابلتك والتعرف عليك وهو في انتظار أن يراك وتراه وإذا أردت أن تراه وتقابله أبلغني عند وصولك إيطاليا واتصل بي على نفس الرقم وسأحدد لكما ميعاد للمقابلة ... تلك وصية كاترين وقد أبلغتك ... (قُد باي ) مع السلامة وغاب صوت المتصلة وانقطع ....!
وقع الخبر على عبد المعطي وقوع الصاعقة وانتفض من مكانه وهو يصرخ بكل قواه ليسمع المارة
بأعلى صوته معي َأبن ولن ينقطع نسلي وسيكون ليَ أحفاد سأعود به إلى مصر سأرفع رأسي
من جديد ، سأعوض ما ضاع مني وأمطرته الأماني بالنشوة واحمر وجهه وراح يهتف ويكبر وجرى اسم الله على لسانه وكأنه يطوف بالكعبة في رحاب الحرم ورطب لسانه وراح يعدو في الطريق ويركض ويريد أن يأكل الطريق أكلاً من شدة فرحه ، لم ينتظر ولم يضيع وقتاً وراح يعد حقيبة سفرة وهو يمني نفسه الكثير وقد اتسعت أساريره وانزاحت الغمة من على صدره وراح يغني ويطرب تارة ويهتف تارة أخرى ، وما هي إلا ساعة من الزمن مرت عليه مثل ثانية وقد حجز مقعداً في الخطوط الجوية الايطالية على متن طائرة البوينج رحلة الواحدة من بعد الظهر ....

*****






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-10-2018, 01:21 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: الطـــائر الغريق

جلس عبد المعطي هادئاً مستكيناً على مقعده وهو ينظر عبر الزجاج من نافذة الطائرة وهو يري الأرض من أمامه تغوص بما عليها كلما ارتفعت الطائرة لتأخذ طريقها في المجال الجوي كما هو مقرر لها وهنا جرت رأسه وصعد تفكيره وهبط ورجع للوراء حيث الأيام السوالف وراح يتذكر كاترين وكيف تقابل معها وتعرف عليها ؟ في أحد الملاهي الليلة بشارع الهرم وشده جمالها وشعرها الأصفر وعيناها الخضراوتين وبسمتها الرقيقة دون صويحباتها لقد عبد المعطي من هواة ومحبين الجنس اللطيف وخصوصاً الشقراوات منهن أصحاب اللسان الأعجمي فهو يجيد أربع لغات منها الإيطالية والفرنسية والإنجليزية والعربية بطلاقة ولم يجد صعوبة في التعرف على واحدة مثل كاترين
ولم يهمه ديانتها وأخلاقها وثقافتها فكل هذه الأشياء تعدم أمام الجمال الأنثوي اللاتيني فلتكن ما تكن ولتفعل ما تفعل وهو بطبعه منفتح على مصراعيه كالباب الذي ليس به أقفال وضوابط ترجه الريح كلما مرت بجانبه ، لقد تم اللقاء الأول بعد النظرة الأولى بينهما بعيداً عن أنظار الرفقاء وعيون المتربصين له وحدث التلاطف وجمعت بينهما بعض الخصال وتكرر اللقاء مرات عدة حتى اتفقا على الزواج وبدلاً من أن تعود كاترين إلى إيطاليا مع رفقائها ظلت في مصر وقد وجدت كاترين رغبتها وما يؤهلها للبقاء دون أن تغادر أو تبحث عن تصريح للإقامة ، لقد كانت أنوثة كاترين طاغية حد الإبهار تؤجج وجدان الذكورة عند الرجال قد وهبها الله ملامح ما بالغليظة أو الرقيقة عينان واسعتان
خضراوي ين وأنف دقيق وشفاه رقيقة وعود فارع وشعر أصفر مدلى وخدود حمر ومنحيات تغمر
الجسد وتتفنن في توضحيه مع بروز النهدين وتراقص الأرداف وهي تخطو فإذا مشت كانت كأنها ترقص على أنغام صنعت لها خصيصاً ليرقص جسدها كأنه مركب على لوالب فتتحرك كل أعضائها
طرباً ....! أقامت كاترين في بيت عبد المعطي ما يقرب من عام وثلاثة شهور لم يعترضها ولم يعارضها وإنما كان يلبي لها طلباتها دون سؤال منه ، وجاء اليوم الذي حدث فيه الخلاف ولم يكن في الحسبان عنده ، كانت عودته قرب الفجر وقد شرب الكثير من المسكر كعادته وألقى بنفسه على السرير بحذائه ونام حتى عصر اليوم التالي ، وكاترين ترغب في الخروج فتحركت في الغرفة فاستيقظ على حركتها وفتح عينيه وسألها . إلى أين ذاهبة ؟ ، نظرت إليه بغرابة فلم تكن عادته معها
قالت : حيث أريد أن أذهب ، فأنا لا أجدك معي طوال الوقت وأصبحت أعيش وأخرج مع نفسي
فرد عبد المعطي أصبع يده وهو يحاول أن يرفع أشبال جفنيه من على عينيه ... لا تخرجي أنا قلت لك لا تخرجي ، تبسمت كاترين تبسم المصر على قضاء أمره وهمت ناحية باب الحجرة لتخرج فلم تعتاد على مثل تلك الأمور ولا تعرف كاترين تلك الثقافة الشرقية التي فجئتها على حين غرة ، هب عبد المعطي واقفاً يريد أن يمنعها من الخروج وأمسك يدها بغلظة واليد الأخرى من كتفها وإذا بكاترين الرقيقة تثور ثورة لم يعتادها عبد المعطى من كل ما عرفهن من النساء وتدفع يده من على كتفها وتفك أسر اليد الأخرى من يده وتصب جم غضبها عليه بوابل من السب والشتائم واصفة إياه بالمتخلف والحقير ، ودون أن تدري تتحرك شعور الإمعة ويرفع يده ليصفعها على وجهها صفعة
أردتها أرضاً وتخر كاترين باكية ويسود البيت الوجوم وينظر عبد المعطي لكاترين وهو ينهرها ويزجرها ويعيب عليها عدم إطاعة أمره وهي لا ترد عليه ، يحاول عبد المعطي أن يخفف من حدة الأمر فيربت على كتفها ويقدم الاعتذار والأسف لها وهو يلقي اللوم على أعصابة التي فقدها حتى هدأت وعاد بها إلى حجرة النوم لتغير من ملابسها ويدعوها للخروج كما تريد وكما تشاء ..

*****






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-10-2018, 01:22 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: الطـــائر الغريق

اتخذت كاترين قرارها في داخلها وحفظته في صندوق جواهرها وأظهرت لعبد المعطي القبول بما فعل وتبسمت ابتسامة تخفي ورائها قراراً وعليها أن تتركه وتغادره للأبد ، وراحت كاترين تجهز أوراقها دون أن يحس بها عبد المعطي وبما تنوي فعله ، فقد ساقت عليه من الدلال والابتسام والمرح حوله وأمامه في وجوده مما جعله يطمئن تماماً أن ما حدث بينهما ما هو اختلاف محدود وقد مر مرور الكرام ، فراح يمطرها بالقبلات والأحضان والهدايا حتى استقر الأمر واطمئن تماما ً وعاد عبد المعطي لسالف عهده يخرج ويعود متأخراً من سهره وركضه خلف النساء في الملاهي والمتنزهات ...كانت كاترين قد رتبت أمورها بشكل جيد داخل مصر ورتبت أورقها للمغادرة وحددت الموعد
للخروج من مصر وطريقة إقامتها بعد العودة إلى موطنها خارج مصر ولن تعود مرة ثانية إليه ...
كان هذا قراراً اتخذته بينها وبين نفسها وقد عاونها صديق لها من جنسها لديه اتصال بالقنصلية والسفارة الإيطالية إضافة إلى معارفه بمصر ، وحان موعد خروجها وكانت سيارة تنتظرها على مقربة من (فيلا ) عبد المعطي ، ما أن وطئت قدمي عبد المعطي أرض الشارع ليقضي ليلته كما تعود أن يقضيها تقدمت سيارة فارهه سوداء اللون عليها لوحة تشير على أن السيارة تابعة لأحد الأشخاص الإيطاليين الذين يعملون في السلك الدبلوماسي لتنقلها للمطار دون رجعة أوعوده ... ولتحلق بقطار صواحبتيها وإن كانت كاترين قد عمرت مع عبد المعطي أكثر مما عمر غيرها ممن سبقها بالرغم أنه لم يجري عليها الطلاق كما أجراه على غيرها فقد خرجت كاترين ولم تنفصل عن عبد المعطي ...هناك عملت كاترين على أخفاء نفسها تماماً عن أي مستخبر عنها أو من يريد يستدل عليها بمجرد أن وطئت قدميها إيطاليا ، فقامت بتغير اسمها من كاترين إلى شيرين وكذا استطاعت
أن تختار مسكناً بعيدا عن الحي الذي كان مسقط رأسها وتعيش هي وأسرتها فيه منذ ولادتها ...
أما عبد المعطي فقد قضى ليلته يعاقر الخمر والنساء كعادته واللهو ولعب القمار ثم عاد ليلقي بجسده المترنح الواهن على السرير . عادة ما يجد البواب أو الحارس المكلف نائماً فيوقظه بنفير السيارة فيهب من رقاده مذعوراً مرتجفاً تحجب الرؤية عن عينيه كاشفات السيارة المسلطة فيضع يده أمام عينيه ليحجب وليخفف من حدة الضوء المسلط وليتثنى له فتح الباب ليدخل سعادة عبد المعطي بك لينام ، والريس حسين حريص كل الحرص على أن لا يغضب سعادة البيه خوفاً من قطع رزقه إن غضب عليه ،فتجده خاضعاَ خافض الجناح ، يلوح بيدٍ تارة ويدٍ يضعها أمام عينيه ولسان يعمل ليخرج أحلى الكلام بصعوبة متلعثم يتأسف ويعتذر ويقدم التحية والولاء تارة أخرى،
كان عبد المعطي بك قد دخل وأطفأ محرك سيارته ونزل مترنحاً واتجه إلى السُلم ليصعد فشد انتباهه بمجرد أن فتح الباب ووجد مصباح حجرة نومه مضاءة ، عادة ما الإضاءة خافته لأن كاترين لا تنام لا تنام على الضوء... فضولاً أحب عبد المعطي بك أن يستكشف الأمر ويرى .. ظناً أن كاترين ما تزال صاحية متيقظة تنتظره ، قبضت يده على مقبض باب الحجرة وضغط برفق وهو يقول حبيبتي أنت مازالت صاحية ..؟ ورفع إسبال عيناه ليرى الحجرة خاوية أدار رأسه يحاول أن يراها أو يجدها ثم خرج يتفقدها في الحمام أو المطبخ وهو ينادي عليها بصوت عالٍ مرتفع ،لكن لم يجد عبد المعطي كاترين ولا أثر لها فرجع إلى غرفة النوم وفتح دولاب ملابسها فإذا هي قد أفرغته وتركت الأرفف بالدولاب شبه خالية ... صاح عبد المعطي بك في العم حسين البواب منادياً .. أنت يا زفت أنت يا حمار ، سمع حسين البواب نداء سيده وكان مازال (بالغراش ) يسمح في الزجاج الأمامي للسيارة ليصفد أبوابها ، لبى الريس حسين النداء مسرعاً ...نعم : يا سعادة البيه عبد المعطي بك : أين المدام ؟. خرجت (معاليك ) إلى أين ..؟ مش خابر سعادتك ..! سعادتك ركبت سيارة (سودة 1) (زي2) (بتاعت3) الحكومة (ومعاها الشنط4) (باين5) عليها مسافرة حضرتك ، عبد المعطي بك : مسافرة (فين6) يا زفت الريس حسين : الله أعلم معاليك ..! ، رجع عبد المعطي بك منكباً إلى حجرة الاستقبال وجلس غارقاً مدة وسرعان ما انتابه النعاس وأخذه آخذ وغط في نوم عميق ....

________________

1- سودة = سوداء
2- زي = مثل
3- بتاعت = شبه ما مع الحكومة
4- معاها الشنط = تحمل معها حقائبها
5- باين = أعتقد وأظن
6- فين = أين

*****






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-10-2018, 01:23 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: الطـــائر الغريق

استيقظ عبد المعطي بك من نومه في اليوم التالي وأخذ حماماً دافئاً وخرج على غير هدى وحاول أن يقتفي أثر كاترين بين رفاقه وأصحابه عله يعرف أو يستدل على أمرها ويتظاهر في سؤاله و يسأل سؤال المستكين والمطمئن وهو يخشى أن يثير سؤاله عنها بلبلة ويفشي أمر اختفاؤها ويقع في المحظور الذي لا يريده ولا يتمناه ....
وقد نمت شكوكه وظنه أن تكون قتلت على يد مترصد لها أو له ، أو خطفت من قبل بعض الغرماء له أو المستغلين أصحاب السوابق والجرائم ليبتزوه لدفع فدية أو يساوموه على أمر يريدون تحقيقه ، فلما طال الأمر على عبد المعطي بك وطال غيابها دون أن يعرف هويتها أو تتصل به خاف من المسائلة له واتهامه من قبل الجهاز الأمني بقتلها والتخلص منها ، فقرر
بعد أن شاور واستشار بعضاَ من رفقائه أن يبلغ عنها في أقسام الشرطة ويستعلم عنها في المستشفيات ليبعد عن نفسه الشبهة وقد يكون محل شك عند أجهزة الشرطة ولا شك في ذلك ، وأخذت قضية كاترين واجهة في أخبار الحوادث وتناقلتها الأخبار مدة غير قصيرة ولكن ليس هناك من جديد بعد أن أضنى البحث والتحري أجهزة الشرطة ونظرت قضيتها ووجهت التهمة لعبد المعطي بك بقلتها والتخلص من جثمانها وإخفاؤه ، إلا أن شهادة الريس حسين الذي أدلى بها وكرر شهادته
خلخلت الاتهام الموجه واستطاع الدفاع أن يبطل الاتهام وتحفظ القضية وتسجل كاترين ضمن حوادث المفقودين ..... ويقفل الستار على هذا المشهد المسرحي حتى يستريح فريق المسرحية وتظهر أو تظهر أخبار جديدة تخبر أو تنبأ عن مكان بطلة المسرحية كاترين ...
عاد عبد المعطي إلى سابق عهده ومرت الأيام مرور السحاب فوق رأسه ونسى كل شيء عنها
كما نسى غيرها فما كاترين إلا واحدة ممن عرفهن وارتبط بهن ،،وكذلك كاترين فقد نسته للأبد
أما كاترين عندما عادت إلى إيطاليا بأيام قليلة أحست ما تحس به الأنثى من بوادر الحمل فذهبت للطبيب لتستكشف أمرها فإذا بالطبيب يخبرها بالحمل لتصبح أما ً ولأول مرة فغمرتها السعادة
وحافظت على الجنين حتى جاءها المخاض ، وساعدها على ذلك مستر روفائيل حيث كان يتوق لأن يكون معه أبن من لحظ أن أرتبط بكاترين عاطفياً ونسب الجنين له واهتم به حتى تعلق به وكذلك الطفل ولم يذكرا له في لحظة من لحظات عمره أن مصري ومن أب مسلم ، وقد عمداه بكنسية الروم
الكاثوليك ، جون روفائيل ..! هو جون عبد المعطي يحمل الصليب شارة على صدره ولا يعرف من دين أبيه الحقيقي شيئا ، إلا أنه دين التخلف والحرب والقتل وما معتنقيه إلا رعاع جحاف جهلة وتثقف جون بثقافة الغرب اللاتيني فقد شربها في المدارس التي ارتادها منذ نعومة أظافرة وطفولته
حتى أصاب كاترين مرض عضال وأحست بقرب النهاية لها فأوعزت لصديقتها بالأمر وقد استيقظ ضميرها بعد فوات الأوان وبعد مات روفائيل في حادث مرور وترك كل ميراثه لجون بوصية
، لذلك ورث جون ثروة طائلة وأخفيا عنه نسبه الحقيقي وانتماءه العرقي والعربي إلى حانت لحظة الغرغرة لكاترين لتفارق الدنيا فأخبرته ما أخفته عنه تلك المدة خمسة وعشرون عاماً بثوب الأرمن
وثوب الغرب ويحمل في داخله كما رهيباً من الكره والحقد لكل ما هو عربي ومسلم ،






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-10-2018, 01:25 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: الطـــائر الغريق

*****

كاد المخرج أن ينهي مسرحيته بمشهد رقيق تجيش فيه العاطفة وتخر العيون دموعها غبطة وسرور
لكن وقفت عوامل القدر سداً لينهي المخرج مسرحيته بفصل حزين شجي ويسدل الستار على عبد المعطي بك ابن العز والجاه تاءه فاقد العقل والصواب في حارة الزفة يستنشق دخان السجائر المحشو
بمخدر الحشيش والبانجو زائغ العينين يضرب كف ٍ بكف ، وقد عاد بعدُ من رحلته التي لم تك على باله أو خاطره أو في حسبانه وقد وطئت قدماه أرض إيطاليا فلم يتواني أو ينتظر ، كادت تأكله نار الشوق ليرى وريثه ويرى من سوف يخلفه فلن ينقطع نسله وسيعود به إلى أرض الوطن ويزرع فيه ما لم يزرع به هكذا كان الأمل يراود عبد المعطي بك ويخالجه ويذهب به مذاهباً أكثر نوراً وضياءاً مما كان هو فيه وعاش عليه ، مدام فيكتوريا : ألو .... صباح الخير مدام أنا مستر عبد المعطي ....
ها أنا أكلمك من إيطاليا الآن .. صباح الخير مستر عبد المعطي تمام مرحباً بك في إيطاليا وسأدبر لك اللقاء للمقابلة ولكن انتظرني وأمهلني بعض الوقت وسوف أخبرك بمكان اللقاء وموعده ...
عبد المعطي : مدام فيكتوريا ..! إنا لا أحتاج إلى موعد كي أرى أبني الذي حرمت منه طول عمري
قولي لي أين هو وسوف أذهب إليه في أي مكان وأي وقت ... من فضلك أخبريني بسرعة ....
مستر عبد المعطي : لا ...لا ... أنت لا تعرف وصية كاترين أرجوك (أبليز ) أهدأ وسوف أعود إليك وأخبرك بعدما أرتب لكما اللقاء كما قلت وذكرت لك من قبل .... وقبل أن ينطق عبد المعطي عاجلته
فيكتوريا : ( قُد باي ) مع السلامة ...
جلس عبد المعطي في صالة الفندق وصاح بالإيطالية على النادل يطلب مشروباً يهدأ به أعصابه
التي كاد يفقدها أثناء محادثته مع مدام فيكتوريا وغليونه مجمر من الداخل وهو قابض عليه بشفتيه
وأسنانه كأنه يود أكله أو كأنه يأكله فيه وهو عاص عليه في مضغه . مرت الوقت كالجبل وهو ينتظر على عجل ولهف ويموج في داخله كما يموج ماء البحر ثم يطلب مشروباً أخر عله يقتل الوقت أ و يُذهِب الأرق الذي ينو بداخله . مرت ثلاث ساعات على عبد المعطي كأنهم ثلاثة جبال أطبقوا عليه
وكادوا يقتلوه لولا أن رن هاتفه في جيبه وتعود فيكتوريا كما وعدته ....
ألو... مستر عبد المعطي ...نعم ...مدام بعد ساعة من الآن سوف تكون المقابلة بينكما وترى أبنك
وحاول أن تكون رقيقاً معه ___ العنوان :
حان موعد اللقاء وذهب عبد المعطي ليرى ابنه وخليفته الذي لم يوفقه القدر في رؤيته من قبل ويسعد به فإذا هو مطعم كبير مشهور يكتظ بشتى المأكولات الشرقية وأشهى المشروبات الروحية
والغير روحية وحينما تقدم ودخل وهو يطوف بعينيه في المطعم وقد اكتظ بالزبائن الوافدة من الشرق والغرب وهو ينظر في الوجوه يتأمل ملامحهم ليتعرف عليه ، فإذا بموظف يقترب منه ويجلسه على طاولة شاغرة كأنه زبون أتي ليتناول وجبة بالمطعم . يرضخ عبد المعطي للأمر ويسأل أين مستر جون ؟ .. الموظف : سيأتي إليك حالاً ولديه علم ٌ بحضورك فماذا تشرب ؟ قال عبد المعطي كوب ٌ من عصير الليمون ...تركه الموظف النادل ليأتي إليه بالليمون ...
من غرفة جانبية يمارس جون فيها عمله تفتح بابها على صالة الاستقبال خرج شاب باسم نضر الوجه أصفر الشعر غزيره يتدلى على رقبته مسترسل يكاد يقف على كتفيه أخضر العينين راح يتقدم
بهوين ناحية عبد المعطي ما أن رآه عبد المعطي وتفرس ملامحه وهو يقترب منه هبَّ واقفاً
وتقدم إليه ليلاقيه ويأخذه بين ذراعيه ويضمه إلى صدره ، لقد عرفه عبد المعطي تمام المعرفة بمجرد رؤيته فلم يترك له شيئاً من ملامحه وهو صغير قد ورثها جميعا ، فهو صورة من أبيه عبد المعطي في شبابه إلا أن شعره اختلف قد أخذه جون وورثه من أمه كاترين ...
فرد عبد المعطي ذراعيه ومال بشهوة الشوق وهو يهلل ابني ...ابني ....ولدي ...ولدي ليقلي بنفسه على صدره ... فإذا بيد جون توقف اندفاع أبيه عبد المعطي كأنه يريد يدفعه بعيداً عنه بهدوء وعبد المعطي يهلل ولم يلحظ بيد جون تقف عائقاً وسداً ويرجع جون خطوة وهو يمد يده ليصافح فقط .
يذهل عبد المعطي من فعل جون ويقف وهو يقول أنا أبيك يا جون.....! أبيك يا جون ...! ، يأخذ جون
عبد المعطي ويجلس به على كرسيه الذي كان يجلس عليه حين دخل ليراه ويجلس جون في الكرسي المقابل له ...ويبادر جون بالحديث ويبدأ ... نعم أنت أبي .... لكنك تركتني وأمي فلم أعرف عنك شيئاً
ولم تعرف عني شيئاً حتى أنك لا تعلم بوالدتي ومجيئي حين أتيت إلى الدنيا لقد أخبرتني أمي قبل أن
تموت وعرفتني أنك أبي في أخر لحظاتها .. اندهش عبد المعطي من كلام جون وهو يقاطعه الحديث
يا جون لا تلومني فأنا لست السبب فيما تقول وأنا أعترف إنني تركتك لكني لا أعلم بك ولم أين توجد أمك وهل هي على قيد الحياة أو ماتت لقد اختفت تماماً عن الوجود واستطاعت أن تختفي وتخفيك عني وأنا كنت في ومازالت في أشد الحاجة لها ولك جون : صدقني يا ولدي لقد بحث عنها في كل مكان وقلبت الدنيا لأجلها رأساً على عقب لكن لم أعثر لها على أثر ...
يحاول جون أن يتكلم يشير إليه عبد المعطي ليكمل حديثه ويسترضيه ... جون : يود أسكت أبيه ليتكلم ... عبد المعطي : تعالى معي يا جون فأنا أبيك الحقيقي وأنت ولدي سأعوضك عن كل شيء
وأسعد بك وتسعد بي وتعيش بين أهلك في مصر أم الدنيا ....
تنقبض ملامح جون وهو يعود إلى الكلام مقاطعاً أبيه ... لا أريد منك سعادة ولا شيء فقد ترك لي أبي ما يكفي وأعطاني اسمه وقام برعايتي ورعاية أمي ورباني هذا هو أبي الحقيقي ... تشرفت بمعرفتك يا أبي وقد انتهت المقابلة بيننا ولا تدفع ثمن المشروب الذي تناولته فهو على حسابي أنا ...!
همهم عبد المعطي ليقول شيئاً لكن الكلام توقف بين شفتيه وحبس وتركه جون ومضى ولم ينظر إلى الخلف وعبد المعطي واقفاً يَهُمُ ويذهب وراءه ويلحق به . عسى ....!






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-10-2018, 01:27 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: الطـــائر الغريق

******

دكت الأرض دكاً ، وغابت الشمس في مشرقها ، وزلزلت الأرض زلزالا ،ً وبث الجبل بثاً
الزلزال كان قوياً عنيفاً تعدى مقياس رختر المعمول به في قياس شدة الزلازل ، سادته الحسرة
ودبا إليه الوجع واحتشد الأنين في جوفه ....ارتد عبد المعطي مترنحاً هاوياً على مؤخرته واستقبله الكرسي الذي كان يجلس عليه ليسقط على الأرض وقد قتلت فرحته وقتلت آماله المعقودة ....
كان لسقوط عبد المعطي صدى لفت أنظار كل رواد المطعم وهبَّ واحداً من الجالسين ونادى بصوت مرتفع عالٍ وهو يستدعى لينجد الساقط ... يخرج عبد المعطي محمولاً إلى المشفى فاقد الوعي مشلولاً ينظر بعينين خفقت فيهم الرؤية وخيمة الشبورة عليهما فأصبح لا يرى وقد خرج ليعالج وينقذ ويسعف ، التفت الجميع ورأوا عبد المعطي ... أما جون فلم يلتفت وراءه بل مضى ودخل مكتبه كأن الأمر لا يهمه ولم يكلف نفسه السؤال وقد مرت ثلاثة شهور على لقائهما وعبد المعطي يرقص كرسيه في حارة الزفة بشارع الطبال طرباً من شدتا الألم والوجع ....
غمرت نشوة من الصحو عبد المعطي وهو يود أن يري الدنيا وقد أخذ جرعته القاتلة وعمته السكرة كالطائر الذبيح وهو جالس على كرسيه يطرح رأسه للوراء ويفتح فاهُ والجميع والدنيا تدور رحاها وتمر وقد توقف العد
...........................................
بقلم : سيد يوسف مرسي






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-10-2018, 03:03 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: الطـــائر الغريق

نتابعكم بود
ومرحى






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-11-2018, 12:19 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: الطـــائر الغريق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
نتابعكم بود
ومرحى
وأنا بكل الصفاء والود أسعد بحضورك ومرورك عميدنا لا عدمناك أبداً
ومحبتي وأكثر






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط