لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-09-2009, 03:58 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
أجوبةٌ غيرُ قابلةٍ للصّرف..
عندما تقتربُ الحقيقةُ من بؤرةِ الحدسِ .. وتنْمو الأخْيلةُ تحتََ ظلالِ الكلمةِ.. وتتشابكُ المَعاني والمَباني يتخلّل البالَ نهارٌ أدبي... ساطع حدّ الرؤى .. فتشمّر اليراعة عنْ زندِها لتجْنيَ من حدائقِ النّصّ ... ما طاب لها من أخيِلة... نصٌّ قرأتُه ببصيرةٍ فلمحتُ به ما يستحقُّ الوقوفَ على شرفاتهِ والغوص في فلسفتهِ لجنيِ كنوز رُؤى منهُ وهو بعنوان " فَلسَفَةُ الأَسئِلَة " للفينيقيّ..الشاعر محمد السقاف.. فإلى رحلة خضراء في حدائق فلسفة الأسئلة... فَلسَفَةُ الأَسئِلَة قَلِيلٌ مِنَ الحُزنِ يَكفِي لإِشعَالِ هَذا المَسَاءِِ الضَّرِيرِ الذِي يَتَسَاءَلُ : مَنْ أشعََلهْ ! وَأنَا مِثل كُلِّ العَلامَاتِ مُستَوحِشٌ أَتَعَجَّبُ أَغرَقُ فِي لُجَّةِ الأسئِلَةْ ! ضُمَّنِي أيُّهَا اللَيلُ أَو فَانْتَبِذْ مِن فُؤَادِي مَكَانَاً قَصِيََاً يُوَارِيكَ مِن نَجمَةٍ قَطَّرَتْ ضَوءها فِي عُيُونٍ عَلَى سُهدِهَا مُسْبَلَهْ ! آخِرُ الحَالِمِينَ أنَا حِينَ أَكتُبُ عَن ثَغرِ فَاتِنَةٍ خَبَّأَ الكَرْمُ فِيهِ اخْتِمَارَاتِهِ لا أَقُولُ لَهَا : آهِ مَا أجمَلَهْ ! فَالجَمَالُ إذَا حَجَّمَتهُ الحُرُوفُ وَأَطَّرَهُ الوَصفُ صَارَ بَدِيهَاً كَسَبُّورَةٍ مُهمَلَهْ ! الجَمَالُ بِكُلِّ التَّفَاصِيلِ مُختَبِئٌ لَو شَدَدنَا إليهِ هَواجِسنا لَوَجَدنَاهُ حَتَّى بِخَاصِرةِ القُنبُلَة ! حِينَ أَكتُبُ عَن شَعْرِ فَاتِنَةٍ دَلَقَ اللَيلُ قَارُورَةِ الحِبرِ فِيهِ سَأَخجَلُ إِنْ قُلتُ إِنَّ ضَفَائِرَهَا مُسْدَلَهْ ! سَوفَ أترُكُ لِليلِ نَثرَ تَعَجُّبِهِ فَوقَ مَفرَقِهَا وَأَرَاهُ يُغَالِبُ دَهشَتَهُ فِي سَوادِ جَدَائِلِهَا وَيَقولُ لَهَا : آهِ مَا ألْيَلَهْ !! المَدَى وَرَقٌ وَالقَصَائِدُ قِنِّينَةٌ تَتَرَنـَّحُ فَوقَ السُّطُورِ التِي حَدَّدَ الوَجدُ أطوَالَهَا وَالوَلَهْ ! يَا عُيونَ الرِّيَاضِ التِي يَهجَعُ اللَيلُ فيهَا وَيَنسَى مَوَاجِيدَهُ: مَن يُنِيمُ عُيونِي وَخَوفِي؟ أنَا شَاعِرٌ جَاءَ مِن آخِرِ الحُلمِ صَحوَاً وَمِن آخِرِ اليَأسِ أُمنِيَةً هَل يُعَنِّيهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ رَأى أَوَّلَهْ ؟ محمد السقاف منْ مطْلعِ النّصّ ..يفاجِئُنا العُنوانُ بنقْلةٍ مركّزةٍ إلى فَلسَفةٍ.. تَليها أسْئلَة وهذا مُختَصرٌ للنّصّ بحَسبِ سيمْياء العُنوان ومُحْتواهُ ..ولكنْ حينَما تخْطو العُيونُ إلى مَدارِج المَعاني ..تلمحُ على خِلافِ التّوقّعِ أن النّصّ يبْدَأُ بأُسْلوبٍ خبَريّ.. ويَسيرُ بجُمَلٍ ثاقِبَةٍ ليَصلَ مُباشَرةً إلى كُنْهِ الخَبرِ.. وهوَ السُّؤالُ المُسْنَدُ إلى عُنصُرٍ مُهمٍّ في حَياةِ الشّعرِ.. وهوَ المَساءُ المَوْصوفُ هنا بالضّريرِ مُتسائلاً: منْ أشْعَله لغايةِ التّعجّبِ .وهُنا أوّلُ خُيوطِ فلْسفةِ الحيرَةِ التي تنْسِجُها مَعاني النّصّ وُصولاً إلى مُستَقرِّ أجْوِبَةٍ يُبْقيها الشّاعرُ طيَّ قلمِهِ .. ويسْمَحُ للْقارئِ بنَصيبِ التّفْكير معَهُ .. فلا يُصادِرُ رَأيَه ولا يضعُ لهُ أجْوبَةً .. وهذِهِ قدْرةٌ إبْداعِيةٌ لجعْلِ القارِئ ( المُتَلقّي) عُنْصراً فاعِلاً في مُجْرَياتِ النّصّ فيُصْبِحُ القارِئُ متَقَمّصاً حالَةَ الشّاعرِ.... قَلِيلٌ مِنَ الحُزنِ يَكفِي لإِشعَالِ هَذا المَسَاءِِ الضَّرِيرِ الذِي يَتَسَاءَلُ : مَنْ أشعََلهْ ! ويُتابِعُ الشّاعرُ ملامِحَ النّصّ المُسيْطرِ علَيْه بفِكرةٍ ناضِجَةٍ مرْسومَةٍ وفْقَ رؤَْيٍَةٍ ذاتِيةٍ للعَناصرِ الطّبيعة المُوَظّفَةِ بِصورَةٍ تخْدمُ الفِكرَةَ الكُلّيةَ.. عبْرَ تشْعيبِها إلى جُزْئياتٍ مُتَرابِطة بوَشيجَةِ المَلْمَحِ التّصوّريّ الكاملِ للنّصّ.. حيثُ يبْدأُ الشّاعرُ هنا بضَميرِ ( أنا) مُعْترِفاً بغَرَقِهِ في لُجّةِ الأسْئلةِ ..التي تَسْتَدْعيها العَلامات المَقْصودَة بِذاتِها لدى الشّاعرِ... ولا يفْصحُ عنْها ليجْعلَ/ كما أسلفتُ للقارِئ /ِ نَصيبَ التّفاعُلِ والغَرقِ معهُ في تأْويلِ سَبَبَ الوَحْشةِ التي تفْرضُها العَلاماتُ.. وَأنَا مِثل كُلِّ العَلامَاتِ مُستَوحِشٌ أَتَعَجَّبُ أَغرَقُ فِي لُجَّةِ الأسئِلَةْ ! وهنا يمْزجُ الشّاعرُ هُمومَهُ الفلْسَفية بالواقِعيَة ..ولا يُشْعرُنا بأنّ هناكَ شرْخاً بينَهُما .. وإنّما نَجدُ التّلاحُمَ العُضويّ يشُدُّ مَفاصِلَ النّصّ ليَكونَ لوْحةً ناطِقةً بالأسْئلةِ الضّمْنيَة حيناً ..وأحْياناً تَطْفو الرّؤى إلى سطْحِ الخَيالِ ..مُطرَّزَةً بالصُّوَرِ المُدْهشَة ..حينَ يجْعلُ الشاعِرُ اللّيلَ ملاذاً لهُ عبْرَ مُناداتِه الوجْدانِيةِ بأنْ يضُمَّه ليعودَ مُخَيّراً بحرْفِ العَطفِ بَينَ فعْليْنِ لا ثالثَ لهُما :إمّا التَّمازُجُ الكاملُ بينَ المُنادى والوِجْدانِ الشّاعريّ أوْ ينتَبذَ منْ قلبِ الشّاعرِ مَكاناً قَصِياً ملمِّحاً بنْقلةٍ عميقَةٍ إلى مرْيمَ علَيها السّلام .. مُعلّلاً طلَبَهُ بما يدورُ في خلْدهِ منْ مُفارقاتٍ تتَجلّى عُمْق التّجربَةِ لديْهِ.. مُستدْعياً منْ جديدٍ عناصِرَ طبيعِيَة هيَ النّجمُ والضّوءُ مُضيفاً لها جَمالياتِ العُيونِ المُسبلَة على سهْدِ.. فهلْ وظّفَ الشّاعرُ هنا الفِعليْنِ توْظيفاً ضِدّياً ليأْتي بالتّعليلِ قبلَ أنْ يرْتدّ للْقارئِ قلَمُه؟ أجدُ أنّ الشّاعرَ وُفّقَ في رسْمِ الحيرَةِ منْ خِلالِ التّناصّ مع الآيةِ الكَريمةِ . إنّها لوحةٌ مجَسّدةٌ تنطِقُ بِرُؤَيةِ شاعرٍ عرَفَ كيْفَ يسْبرُ أغْوارَ النّفسِ ليضَعَ القارٍئَ أمامَ نظَراتِهِ الفلسَفيةِ المُشرعَةِ على جَمالياتِ المُفارَقاتِ حينَ وظّفَها الشّاعرُ كما أرادَ... ضُمَّنِي أيُّهَا اللَيلُ أَو فَانْتَبِذْ مِن فُؤَادِي مَكَانَاً قَصِيََاً يُوَارِيكَ مِن نَجمَةٍ قَطَّرَتْ ضَوءها فِي عُيُونٍ عَلَى سُهدِهَا مُسْبَلَهْ ! ومنَ الجَميلِ أنْ تأتيَ الصّورةُ الرّمزيَةُ معَبّرةً عنِ النّظرةِ الفِكريةِ مُحيطةً بالمَعنى لا تَغْفلُ عنْه بَصيرةً ثاقبةَ الرّؤى . وأخيراً .. فَالقصيدةُ أخي المكرم السّقاف... ولا أخْفيكَ إعْجاباً بها .. تستفِزُّ الفكرَ وتَجْعله يقْدحُ زنادَ التّمادي بينَ خَيالِها ومُستقَرِّها .. فجاءتْ عبارَتي لتَضَع في مجَرّاتِها قمَراً يلتَقطُ منْها توتّراتِ الأسْئلةِ ... مؤَكّدةً أنَّ مُحاولتي ليْستْ دراسةً أو تحليلاً للنّصِّ... ولمْ تَكنْ إلاّ للاسْتفادَةِ ممّا يخْفيهِ الشّاعرُ في نفْسهِ... وقبلَ أن أضعَ قلمي .. أقدِّمُ لأخي الشاعرِ المكرمِ شكراً على ما قدَّم ... طيّ تحيتي.. خضراء الرّوح..هـدى |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|